سينماتك

 

المخرجات المصريات بين حصار التمويل والأحلام المؤجلة...

بين احباط هالة وانتظار كاملة برامج لإيناس وساندرا في عباءة المنتج

القاهرة - علا الشافعي

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

نادراً ما نسمع في السينما المصرية عن مخرجة سينمائية تجاوز عدد أفلامها الـ 15 فيلماً، في حين أن هناك مخرجين رجالاً لا يمثل هذا الرقم شيئاً في تاريخهم السينمائي. فالمخرج الرجل يحظى عادة بفرص أكبر لإنجاز مشاريعه السينمائية، لا سيما في ظل التراجع الاجتماعي الذي تشهده مصر، والعودة من جديد إلى النظرة الذكورية التي تتعامل مع المرأة على أنها كائن أقل - وتحضر في هذا السياق الواقعة التي رواها النجم الراحل أحمد زكي تعليقاً على تجربته السينمائية الاولى مع إيناس الدغيدي في فيلم «امرأة واحدة لا تكفي» عندما صرخ في وجهها مؤكداً عليها ألا تتحدث إليه بصوت عال أمام العاملين في الاستوديو، لأنه لا يصح أن تخاطب إمرأة - حتى لو كانت مخرجة - الرجل بصيغة الأمر. ضحك أحمد زكي كثيراً وهو يتذكر تلك الحكاية التي أكدتها ايناس في أكثر من لقاء تلفزيوني وحوار صحافي، موضحة ان الأمر لم يعد بينها وبين أحمد زكي يخضع لذلك القانون في تجاربهما التالية بعد أن تحولت علاقة العمل بينهما الى صداقة إنسانية. وأحمد كان حالة استثنائية في تاريخ السينما، ولكن كثيرة هي القصص التي ترويها المخرجات عن القهر الذي يتعرضن له من جانب المنتج وبالطبع هي قصص تروى في الكواليس حتى لا تؤثر في مستقبل عمل المخرجة في السينما المصرية، لا سيما أن هناك عدداً من المخرجات كن توقفن عن العمل، فيما ظلت إيناس الدغيدي بمفردها على الساحة إلى أن ظهرت مجموعة جديدة من الاسماء مثل ساندرا نشأت، وكاملة أبو ذكري، وهالة خليل، ومنال الصيفي. ومن نظرة متأنية الى عمل مخرجات السينما المصرية، نجد أن هناك حالة من التراجع في عدد الأفلام التي تقدم بتوقيع من المخرجات، والتساؤل الذي يفرض نفسه هنا: هل لهذا علاقة بسيطرة المنتج الرجل على مجريات الأمور؟

ما حك جلدك...

تحمل تجربة ايناس الدغيدي الرد، فهي دائماً ما تقوم بالانتاج لنفسها من خلال شركتها «فايف ستارز» بعد أن تعذر عملها مع أكثر من منتج، لذلك أصبحت تقدم مشاريعها السينمائية كل عامين أو ثلاثة على أقصى تقدير. وهي الآن بعد أن أنجزت فيلمها السينمائي «ماتيجي نرقص» والمأخوذ عن الفيلم الاميركي «Shall we dance»، الذي لم يحقق نجاحات كافية في دور العرض، تبحث عن سيناريو جديد، وحتى تعثر عليه تركز على تقديم حلقات تلفزيونية مع الإعلامية هالة سرحان من خلال برنامجها «ست الستات» الذي يناقشان فيه قضايا مجتمعية من وجهة نظر أنثوية.

كذلك تفكر إيناس جدياً في قبول عرض من إحدى القنوات الفضائية لتقديم برنامج تلفزيوني يناقش قضايا مثيرة للجدال تشبه أفلامها، ولا أحد يعرف ما اذا كان قيام إيناس بمثل هذه الخطوة سيباعد بينها وبين العمل على مشاريع سينمائية مقبلة!

أما ساندرا نشأت فهي أكثر مخرجات جيلها حضوراً، إذ تحرص على تقديم فيلم كل عام أو كل عامين، خصوصاً بعد أن تبنى موهبتها المنتج وائل عبدالله الذي قدمت معه تجاربها السينمائية بدءاً من «حرامية في كي جي تو» و «حرامية في تايلاند» و «ليه خلتني أحبك» و «ملاكي اسكندرية» وأخيراً فيلم «الرهينة».

ونذكر هنا أنه في المرة التي قررت فيها ساندرا التمرد على وائل عبدالله والعمل طبقاً لقوانين السوق السينمائي، لم تنجح ولم تكتمل تجربتها، إذ كانت مرشحة لإخراج فيلم «عوكل» للنجم محمد سعد، فاعتذرت عن العمل في الفيلم قبل بدء التصوير بيوم واحد وذلك لأن سعد تعامل معها بمنطق النجم الأوحد الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة وبمنطق انه «رجل ينتمي إلى منطقة شعبية» لذلك عليها أن تذعن له، وفشل الأمر بينهما وسرعان ما عادت من جديد إلى عباءة وائل عبدالله الذي تضمن معه على الأقل انتاجاً جيداً ودعاية مميزة لأفلامها، وتوزيعاً على مستوى دور العرض. ولكن حتى الآن لم تعلن ساندرا عن جديدها، خصوصاً أن افراد طاقم عمل فيلمها الأخير «الرهينة» ما زالوا يعيشون في إحباط بعد أن فشل الفيلم في أن يحدث تماساً مع الجمهور، ما انعكس على ايراداته.

الوضع يختلف تماماً عند المخرجة كاملة أبو ذكري التي قدمت ثلاث تجارب سينمائية ما بين التجاري والفني ولا سيما منذ تجربتها الأخيرة في فيلم «عن العشق والهوى» الذي اصطدمت فيه بعقلية «المنتج – المحافظ» هشام عبدالخالق (أحد أفراد تكتل الثلاثي «اوسكار والماسة وأفلام النصر») والذي أصر على حذف لقطة مهمة درامياً كانت تضم قبلة بين أحمد السقا ومنة شلبي. وكانت كاملة تظن أنها قادرة على إقناع المنتج والموزعين أصدقائه بمنطق «الدراما ومتطلباتها»، و «أن القبلة تأتي في سياقها». وبالطبع انتصر المنتج، وقبلت كاملة التنازل في حدود، إذ دائماً ما تردد هي وزميلاتها أنهن يضطررن الى الموازنة ما بين رغباتهن الفنية وقوانين الانتاج التي يسطرها المنتج المحافظ، صاحب الصوت الأعلى في السينما المصرية الآن والمسؤول عن ظهور تيار يسمى «السينما النظيفة»، والذي لا همّ له سوى المكسب ومغازلة الشارع الذي بات أكثر تقليدية ومحافظة. ولأن كاملة عنيدة وترفض الاستسلام كانت طوال إنجاز العمل تتعامل بمنطق «سيب وأنا أسيب» وهي مقولة مصرية المقصود منها ان تتساهل مع المنتج في مشهد لا يعجبه على ان يترك لها الخيار في تفاصيل فنية أخرى، لا سيما أن هذه المجموعة من المنتجين والموزعين هم الذين حاصروا فيلمها الثاني «ملك وكتابة» في دور العرض، ما أثر في حجم نجاحه الجماهيري. والآن بعد الوقائع التي شهدتها تجربة كاملة لا تزال تبحث عن منتج تنجز معه مشروعها المقبل «واحد – صفر».

دعوى!

وهذا هو المنطق نفسه في التعامل الذي قدمت به هالة خليل تجربتها الروائية الاولى «أحلى الأوقات» والثانية «قص ولزق» التي شهدت الكثير من تدخلات المنتج وكذلك أبطال العمل وتحديداً حنان ترك وشريف منير اللذين كانا يصران على إلغاء مشهدين تم تصويرهما بحجة أن فيهما «سخونة» وذلك بعد عودتهما من أداء مناسك العمرة. والأمر لم يقف مع هالة خليل عند هذا الحد، فبدلاً من أن تنشغل بنجاح فيلمها «قص ولزق» الذي حصد جائزتين في مهرجان القاهرة «جائزة العمل الأول»، و «جائزة أحسن فيلم عربي» مناصفة مع الفيلم الجزائري «بركات»، فوجئت بصحافي في يومية «نهضة مصر» المستقلة يرفع عليها دعوى قضائية يتهمها بسرقة سيناريو فيلمه «الذي كان عرضه عليها» بعنوان «مصر 2000» واتهمها بسرقته بحرفية عالية بعدما حورت في الشخصيات والاحداث. والقضية منظورة الآن في المحاكم. وتؤكد هالة التزامها الصمت التام في انتظار حكم المحكمة وقرار اللجنة الفنية التي تم تشكيلها من مجموعة من كتاب السيناريو والنقاد لمطابقة النصين وإصدار حكم نهائي، في حين تتصاعد الحملات الصحافية ضدها، لا سيما أن للصحافي زملاء كُثراً في الكثير من المطبوعات والمجلات الفنية يناصرونه على حسابها. ثم وكأن صاحبة الفيلم لم يكفها ما يحدث لها إذ استيقظت في يوم لتجد أن منتج الفيلم يوسف الديب باعه الى محطة A.R.T ، بحيث ان المخرجة لم تعد تعرف شيئاً عن موعد عرض فيلمها في صالات السينما. فالمحطة هي التي ستتحكم في كل شيء، والأزمة الحقيقية أن الـA.R.T ستلجأ إلى أصدقائها من الموزعين المحافظين اصحاب دور العرض الذين تتعامل معهم ليقرروا هم متى سيعرض الفيلم جماهيرياً! وكأن هالة التي حاولت الهروب من قبضتهم إلى منتج كانت تظن أنه يعمل بجدية ويختلف عن المسيطرين على السوق عادت إليهم من دون إرادتها، لذلك من الطبيعي أن تجدها تردد على المقربين منها أنها تشعر بالإحباط وتفكر جدياً في البحث عن عمل آخر بعد أن تركت الهندسة لأجل السينما وها هي تجني الحصار والاحباط.

أما أحدث المخرجات منال الصيفي والتي قدمت تجربة روائية واحدة غلب عليها الطابع التجاري «الحياة منتهى اللذة» والتي أعطتها فرصة تقديمها المنتجة نهاد رمزي، فإنها تنتظر انتهاء تصوير فيلم يوسف شاهين «هي فوضى» إذ عادت للعمل معه مساعداً للإخراج، لتحاول انجاز مشروعها المقبل..

الحياة اللندنية في 23 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك