سينماتك

 

يرفعون شعار «الفيلم هو النجم»...

انتفاضة لأفلام الوجوه الجديدة في السينما المصرية

القاهرة - أحمد فرغلي رضوان

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

مثلما هبت رياح التغيير على السينما المصرية مع منتصف تسعينات القرن الماضي بقيادة الهزليين الجدد جاء صيف 2006 ليعلن عن تغيير جديد، ولكن هذه المرة بأفلام صنعها الشباب من الوجوه الجديدة في مجالات التمثيل والتأليف والإخراج.

ففي هذا السياق، نجحت التجربة الأولى مع فيلم «أوقات فراغ» في تحقيق إيرادات تخطت خمسة ملايين جنيه وسط منافسة مع كبار نجوم الفن وصناعه في مصر، ما شجع المنتجين الجدد أو الذين توقفوا عن الانتاج، على العودة مرة أخرى بسبب كلفة الانتاج القليلة جداً مقارنة بأفلام النجوم الكبار وكذلك لأن هذ الأفلام موجهة الى الشباب وتتناول مشاكلهم وحياتهم ما يعتبر عامل جذب للغالبية العظمى من جمهور السينما.

الفيلم هو النجم

وعلى غير المعتاد في السينما المصرية صار أصحاب هذه الأفلام يرفعون الآن شعار «الفيلم هو النجم» بعيداً من النجوم الكبار وأسعارهم. فأصحاب الوجوه الجديدة لا يحصلون على أجر يذكر في مقابل اشتراكهم في بطولة سينمائية تجعلهم تحت الأضواء. ولذلك تتراوح كلفة إنتاج معظم هذه الافلام بين مليون جنيه وثلاثة ملايين في ظل ضغط أسابيع التصوير الى أربعة فقط في معظم الأحيان.

ويُعتبر المنتج هاني جرجس فوزي صاحب النصيب الأكبر في انتاج هذه الأفلام لا سيما أنه انتج إلى الآن أربعة أفلام بدأ عرض أولها «استغماية» في منتصف شباط (فبراير) الجاري بعد أن شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. والفيلم من تأليف عماد البهات وإخراجه وبطولة الجزائرية سارة بسام وأحمد يحيى وهيدي كرم، وتدور أحداثه حول مجموعة من الاصدقاء يقومون برحلة الى منزل أحدهم ويقومون بسرد حكايتهم مع مشاهد «فلاش باك» ونرى هنا أن الفيلم اعتمد على وجوه جديدة بالكامل باستثناء احمد يحيى بطل فيلم يوسف شاهين «اسكندرية نيويورك».

وهناك فيلم «علاقات خاصة» من تأليف نبيل عزت واخراج ايهاب لمعي وبطولة سارة بسام وأحمد فلوكس واللبنانية تتيانا، ويدور حول العلاقات الزوجية حالياً لدى الأزواج من الشباب. ويتلو ذلك فيلم «بلد البنات» من تأليف علا الشافعي وإخراج عمرو بيومي وبطولة التونسية سمية الجويني وريم حجاب وفرح يوسف وفريدة، وتدور أحداثه حول أربع بنات جئن من أقاليم مصر إلى القاهرة ليدرسن في جامعتها، ومدى تأثير الحياة الجديدة في أفكارهم وعاداتهم.

والفيلم الرابع للمنتج نفسه هو «توتي فروتي» وهو كوميدي يدور حول شاب عبقري في الكومبيوتر تخطفه إحدى العصابات وهو من بطولة أيمن عصفور. ثم يأتي بعد ذلك محمد العدل كمنتج بفيلم «شارع 18» من تأليف عمر شامة وإخراج حسام الجوهري، والبطولة لدنيا سمير غانم وميس حمدان وعمر حسن يوسف. وتدور أحداثه في قالب بوليسي حول جريمة قتل يتهم فيها أربعة أصدقاء ويشك كل منهم في الآمر.

ولكن اللافت هنا أن محمد العدل قال إن هذا الفيلم ليس تقليداً لتجربة «أوقات فراغ» باعتبار أنه منتج قديم ساهم من قبل في الدفع بوجوه شابة مثلما حدث في أفلامه السابقة «صعيدي في الجامعة الأميركية»، «همام في امستردام». فكل «النجوم الذين شاركوا فيها كانوا وجوهاً جديدة وتحولوا إلى نجوم مثل هنيدي وأحمد السقا وهاني رمزي ومنى زكي». بعد هذا يأتي المخرج محمد كمال الشناوي في أولى تجاربه بعد سنوات من العمل كمساعد حيث فضّل أن تكون تجربته مع الشباب من خلال فيلم «أيامنا الجاية» والذي يناقش مشكلة باتت مسيطرة على عقول الشباب وهي «الزواج العرفي» والذي تقرر فيه مجموعة من الأصدقاء والصديقات القيام برحلة الى منزل أحدهم على أطراف العاصمة حيث يتزوجون عرفياً.

وهناك أيضاً فيلم «شباب رايح جاي» للمخرج محمود محمود. وأخيراً أحدث أفلام الشباب الذي بدأ تصويره أخيراً «كامب» تأليف هيثم وحيد واخراج عبدالعزيز حشاد وبطولة أميرة هاني ومحمد الخلعي وريم هلال وتدور أحداثه داخل أحد معسكرات الشباب على الشواطئ.

أمل ومغازلة

معظم الأفلام المذكورة لم يعرض أي منها بعد، وبالتالي لا يزال الحكم على هذه التجارب في الانتظار، وإن كان لدى صناعها أمل كبير بالنجاح الجماهيري إذ تغازل هذه الأفلام الشباب بمشاكلهم الحقيقية مستخدمة لغة حوارهم الدارجة بينهم.

واللافت أولاً، أن هذه الأفلام أعطت فرصة لوجوه جديدة من المغرب العربي مثل ملكة جمال الجزائر سارة بسام والتونسية خريجة ستار أكاديمي سمية الجويني. وثانياً، الدفع بوجوه شابة معروفة تلفزيونياً الى السينما مثل أميرة هاني ودنيا سمير غانم وهيدي كرم وياسمين جمال. وثالثاً، اعطاء فرصة اخرى لوجوه شابة فشلت في إثبات وجودها السينمائي في تجاربها الأولى مثل محمد الخلعي أحد أبطال «ويجا» وأحمد يحيى بطل «اسكندرية نيويورك» إضافة إلى تقديم كتاب ومخرجين ومصورين، في كل الأحوال ما فعله صناع هذه الأفلام يستحق الشكر لاعطائهم فرصاً للوجوه الشابة ولكن الحكم النهائي يبقى للجمهور.

الحياة اللندنية في 23 فبراير 2007

 

فازت بجائزة مهرجان «شاشات» الثاني لسينما المرأة...

ندى اليسير: فيلمي انحياز الى قضية مهملة

رام الله – بديعة زيدان 

«ما تبقى لكم»، هو عنوان الفيلم الذي فازت عنه المخرجة الفلسطينية، ندى اليسير، بجائزة مهرجان «شاشات» الثاني لسينما المرأة في فلسطين اخيراً.

والفيلم، المنتج عام 2005، ومدته 52 دقيقة، يتناول صراع بدو النقب، وهم جزء له خصوصيته ضمن المجتمع الفلسطيني، للبقاء في أرضهم، في ظل سياسات عنصرية تمارسها السلطات الاسرائيلية بحقهم، وتهدف الى سلب ما تبقى من ارضهم.

وحول فكرة الفيلم، واتجاهها نحو «بدو النقب»، تقول اليسير: الفكرة بدأت بهاتف من مؤسسة «إعلام» المتخصصة بمراقبة الإعلام الاسرائيلي، مقترحة عليّ اعداد فيلم عن بدو النقب، وعلى رغم ان لا معلومات لدي عن قضيتهم، الا انني تحمست، لرغبتي في التعاطي معها من قرب، وهنا بدأت برحلات استطلاعية لاستكشاف المنطقة، ونسج علاقات مع بعض رموزها، ومن ثم التعرف الى أناس يمثلون جميع شرائح «النقب» وطبقاته.

وتضيف اليسير: «سرعان ما اكتشفت كم هو النقب مهمل، ليس فقط من اسرائيل، بل منا كفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، كما انني اكتشفت ايضاً ان لبدو النقب، خصوصية في نمط الحياة، فلديهم ثقافة كاملة مرتبطة بالأرض والبيئة، ويعتزون جداً بهويتهم، على رغم كل محاولات طمسها اسرائيلياً، وإهمالها فلسطينياً، وهم خلافاً للكثير من فلسطينيي الداخل من ذوي الهوية المنزوعة، والمتهالكة، جراء هجمات «الأسرلة» الشرسة والمتواصلة... في النقب تراهم يتضامنون مع الفلسطينيين في كل مكان، ولا أحد يتضامن معهم».

صعوبات

وواجهت اليسير صعوبات عدة، خلال إعدادها الفيلم، ليس أولها جهلها الكبير بطبيعة المنطقة، وليس آخرها رفض «أبو عزيز»، ولأسباب مجتمعية، مرافقته بالكاميرا لثلاثة ايام، وإعداد فيلم عن النقب من خلال حياته الشخصية، إلا أنها تمكنت من اختراق بعض الحواجز، عبر اقتحامها اجتماعات الذكور بكاميرا تحملها امرأة غريبة... وتقول: «صحيح ان الفيلم لم يخرج كما كنت أخطط له، لكن هذا لا يقلل من أهميته، خصوصاً ان هناك ندرة في الأفلام التي تتحدث عن معاناة سكان النقب... أحلم بفيلم يتحدث عن «أبو عزيز» وأسرته، وأتمنى أن أوفق في إقناعه بذلك، ذات يوم».

واليسير، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في فيزيولوجيا الأعصاب، وعاشت الكثير من سنوات عمرها، خارج فلسطين، قبل العودة الى الناصرة عام 2000، اقتحمت عالم السينما بالصدفة، بعد إشادة مدربها في دورة للغرافيك بحساسيتها تجاه الصورة... وتقول: «هنا شعرت بأن في إمكاني تقديم شيء ما في السينما، التي عشقت منذ طفولتي أفلامها «غير السهلة»، وبخاصة السينما الألمانية، والسويدية، والفرنسية، على عكس سينما هوليوود التي لا أحبها بالمجمل».

لليسير ثمانية افلام الآن، وهي تؤكد انحيازها للفيلم الروائي، مؤكدة انه مجال أرحب للتجريب، وانها «لا تزال مبتدئة في صنع الأفلام الوثائقية»... وتقول: «أجد صعوبة في صنع الفيلم الوثائقي، بخاصة عندما تتجه الامور عكس ما كنت أخطط له».

وتؤيد اليسير انحيازها لموضوع «الهوية» في العديد من افلامها، وتقول: «بالنسبة اليّ فقد حسمت موضوع الهوية مبكراً، ولولا هذا الحسم لما عدت الى الناصرة... انا انحاز الى الانسان، الذي تبقى الهوية احد اهم مفاتيحه».

وعلى رغم أملها بأن تتمكن من صنع افلام تتناول قضايا المرأة في المجتمع الفلسطيني، وتأكيدها حساسية المرأة في التعاطي مع قضاياها، لا تفضل اليسير حصر مفهوم سينما المرأة، بالأفلام التي تصنعها النساء، مشيرة الى ان فيلم كـ «الذاكرة الخصبة» لميشيل خليفي، «نسائي جداً»، مشددة على ضرورة دعم تقديم وجهة نظر المرأة التي تعاني التهميش تجاه الحياة، ومن هنا تشيد بتجربة مؤسسة «شاشات» في القيام بمثل هذا الدور... وتقول: «زاوية التقاط الصورة، وطريقة تحرك الكاميرا سرعان ما توحي بأن مخرج الفيلم ذكر أم أنثى».

وعن أهم المواضيع النسوية التي ترغب بتسليط الضوء عليها، تقول اليسير: «ثمة العديد من المواضيع المثيرة، منها دوافع دخول المرأة معترك المقاومة المسلحة، وفرض الحجاب، وجدلية العمل المسلح وحماية الاطفال، عبر اختيار حكايات شخصية، كما اعمل على فيلم عن نساء الناصرة، وبالتحديد أولئك المهملات في خريف العمر، اذ احاول الغوص في عوالمهن الداخلية».

وتؤكد اليسير ان اهتمامها بأسرتها، وصعوبات التمويل، يحولان دون خوضها مغامرة فيلم روائي طويل هذا الوقت، مشددة على ضرورة البحث عن مصادر تمويل فلسطينية وعربية، مشيدة بالكثير من التجارب السينمائية الفلسطينية في المجالين الروائي والوثائقي.

الحياة اللندنية في 23 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك