سينماتك

 

حصاد مهرجان برلين:

718 فيلماً و18 ألف سينمائي و17 مليون يورو

برلين – علاء كركوتي

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

«أتمنى أن يكون فيلمي ملهماً للقادة السياسيين كي يوقفوا الصراع في الشرق الأوسط»، هذا كان تعليق المخرج الإسرائيلي جوزيف سيدار بعد تسلمه جائزة الدب الفضي كأفضل مخرج عن فيلمه «بوفور»، ضمن نشاطات مهرجان برلين السينمائي الدولي السابع والخمسين. وهو أول فيلم اسرائيلي يظهر خوف الجنود ورعبهم من الحرب، من خلال اختياره رواية الأيام الأخيرة قبل انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، وتحديداً في موقع «بوفور» (قلعة الشقيف) الذي احتلته اسرائيل عام 1982.

الفيلم لا يظهر أي شخصية عربية، ولا يشير الى مصدر القنابل، ولا يحاول أن يطرح وجهات نظر سياسية، بل قدم وجهة نظر تقول إنه لا جدوى من موت أي جندي اسرائيلي. في عبارة جاءت على لسان أحد أبطال الفيلم. كما أن الفيلم أيضاً يوضح التخبط والعشوائية في قرارات القيادة العسكرية، ويكسر في شكل كامل «اسرائيلياً» حقيقة قوة الجيش الاسرائيلي. أحد الجنود الذي يحرس الموقع الخارجي للثكنة، لا ينتبه الى قدوم صاروخ لأنه كان يغني ويلهو مع أصدقائه الجنود على اللاسلكي.

المفارقة أن لجنة تحكيم مهرجان برلين هذه السنة، تضم بين أعضائها الفلسطينية هيام عباس، وهي كاتبة ومخرجة وممثلة ظهرت السنة الماضية في فيلمي «الجنة الآن» الفلسطيني، و«ميونيخ» الأميركي. ومعها في اللجنة المخرج والسيناريست الأميركي بول شرادر رئيساً، المعروف بفيلمه «الجيغولو الأميركي» (1979)، وكتابته أيضاً سيناريو أحد الأفلام البارزة في تاريخ السينما الأميركية «سائق التاكسي» لروبرت دي نيرو، الممثل الألماني المخضرم ماريو أدورف وهو أحد مشاهير السينما الألمانية، الممثل المكسيكي يائل غارسيا برنال الذي شارك في أفلام «مذكرات سائق الدراجة» عن تشي غيفارا، و «تعليم سيئ» للمخرج الأسباني بيدرو المودوفار، وشارك في مهرجان برلين العام الماضي بفيلم ضمن المسابقة هو «علم النوم»، كما شارك أخيراً في الفيلم الأميركي «بابل»، الممثل الأميركي ويليام دافو الذي اشتهر بدوره في فيلم «بلاتون» للمخرج أوليفر ستون، كما يشتهر تجارياً بشخصيته في الجزء الأول من «الرجل العنكبوت»، المنتجة نانسان شي من هونغ كونغ التي وضعتها مجلة «فارايتي» الأميركية العريقة ضمن قائمة أكثر 50 صانع سينما مؤثراً في العالم. وأخيراً العضو السابع المونتيرة الألمانية مولي مالين ستنسجارد التي قامت بمونتاج معظم أعمال المخرج الدنماركي لارس فون تريير.

لم يكن هناك أي وجود سينمائي عربي هذا العام سواء كأفلام أم شركات، بعد أن شارك في العام الماضي فيلم «عمارة يعقوبيان» ضمن قسم بانوراما. هذا الاختفاء امتد الى وسائل الإعلام العربية ذاتها فلم يوجد سوى عدد محدود من الصحافيين العرب يعدون على أصابع اليدين. حتى القنوات التلفزيونية، لم يوجد منها سوى قناة «الجزيرة» ولمرة واحدة فقط وذلك عند عرض الفيلم الاسرائيلي «بوفور».

علاقة ما...

في المقابل كانت المشاركة الإسرائيلية فعالة هذا العام، من خلال خمسة أفلام في أقسام مختلفة، فإضافة الى فيلم المسابقة الرسمية «بوفور»، هناك «فقاعة» الذي عرض ضمن قسم بانوراما، ويعد أيضاً أول فيلم اسرائيلي يصور علاقة مثلية بين فلسطيني واسرائيلي، مع وجود خلفية سياسية طوال أحداث الفيلم تهاجم السياسة الاسرائيلية، وتحاول ايصال رغبة جيل الشباب في اسرائيل بفرض السلام. بطل الفيلم هو يوسف سويد، فلسطيني من عرب اسرائيل، وعلق على سؤال حول ردة فعل عائلته على دوره في الفيلم: «طالما أنني أعمل وأجمع المال، فإن عائلتي ليس لديها مشكلة حقيقية، بخاصة أنني لست مثلياً كما سيظن الكثيرون».

وبدا واضحاً من موجة الأفلام الاسرائيلية في العامين الأخيرين، أنها تطرح وجهة نظر تريد حلاً للصراع الدموي الدائم. ففي الاسبوع الماضي عرض فيلمان قصيران ضمن مهرجان كليرمون – فيران الفرنسي للأفلام القصيرة، يهاجمان صراحة السياسة الاسرائيلية.

وفي مهرجان برلين عرض الفيلم الثالث و«حل حلو» في قسم «جيل»، ويصور اسرائيل في السبعينات من القرن الماضي ضمن مستوطنة (كيبوتز) تضع قواعد صعبة للحفاظ على الاسرائيليين وأولادهم، بما يؤدي الى انتحار أحدهم وجنون زوجته. ويظهر الفيلم بعض الشخصيات الاسرائيلية في شكل منفر تماماً، رجلاً يستمني بواسطة معزة، وصولاً الى الأسلوب البارد في التعامل في ما بينهم. ضمن القسم نفسه عرض فيلمان آخران أحدهما طويل هو «حب ورقص» والثاني قصير هو «تخييم».

فلسطيني - أميركي

وعلى رغم أن الفيلم الفلسطيني «اتمني» عرض ضمن مهرجان كليرمون – فيران على أنه فلسطيني الجنسية – حصل هناك على تنويه خاص من لجنة التحكيم الدولية – إلا أن كتالوغ مهرجان برلين الذي عرضه أيضاً ضمن قسم «جيل»، يشير الى أنه انتاج أميركي، باعتبار أن جنسية الشركة المنتجة أميركية.

مهرجان برلين هذا العام كان الأضخم في تاريخه، سواء لعدد الأفلام (375 فيلماً ضمن العروض الرسمية أم في حجم السوق 718 فيلماً عرضت ضمن السوق في حضور 850 مشترياً و259 شركة من 46 دولة في 115 جناحاً)، وشهدت فترة انعقاد المهرجان صفقات كثيرة جداً جعلته يساوي مهرجان «كان» وفق ما كتب عدد من الخبراء. حتى الرعاة الرئيسيون للمهرجان وصل عددهم الى أربعة هذا العام، لأول مرة في تاريخ المهرجان، بعدما كانوا 3 رعاة فقط.

ولوحظ هذا العام، أن تواجد المثليين جنسياً في الافلام، سواء كحبكة رئيسية أم كشخصيات، كان أكثر من الماضي. بخاصة أن هناك جوائز على هامش المهرجان توزع على افضل افلام تضمنت علاقات مثلية، وهي جائزة بلغت عامها الحادي والعشرين. وبلغ عدد الافلام هذه نحو 40 فيلماً من أفلام المهرجان، أي ما يشكل 10 في المئة من اجمالي الأفلام المعروضة. وعرض المهرجان فيلمين دعائيين مدة كل منهما دقيقة واحدة، هدفهما محاربة رهاب المثلية في المجتمع الغربي.

إذاً انتهى مهرجان برلين في دورته الأضخم مع أكبر عدد من الأفلام في 8 اقسام مختلفة، وبتكلفة وصلت الى 17 مليون يورو، و1350 موظفاً عملوا طوال فترة المهرجان، مع 18 ألف سينمائي و4000 إعلامي مدة 10 أيام من 127 دولة، وعدد كبير من النجوم مثل شارون ستون، جينيفر لوبيز، انطونيو بانديراس، لورين باكال، خوليو جافيز، ايمانويل بيار، جودي دنش، روبرت دي نيرو، مات دامون، كلينت ايستوود وكيت بلانشيت. وحقق المهرجان رقماً قياسياً في عدد التذاكر المباعة وصل الى 200 ألف تذكرة.

وشهد المهرجان العرض العالمي الأول للفيلم الأميركي «300» الذي يروي قصة الاسبارطيين الذين حاربوا حتى الموت، بواسطة مؤثرات بصرية مبهرة جعلت من الفيلم صفحات كوميكس ناطقة، لكن الفيلم لم يعجب الصحافيين فنياً، بسبب ضعف السيناريو وسطحيته. كما عرض في المسابقة الرسمية الفيلم الصيني «ضائع في بيجينغ» الذي عرض بنسخته الكاملة، بعد أن تعرض لكثير من الحذف على يد الرقابة الصينية لوجود مشاهد جنسية كثيرة اضافة الى إظهار صورة سلبية عن الصين.

وعلى رغم ضخامة هذا المهرجان، لم يحقق فيلما الافتتاح والاختتام، رضا النقاد والصحافيين. «الحياة باللون الوردي» الفرنسي الذي يروي قصة حياة المغنية الفرنسية إديث بياف حاز تقويمات ضعيفة جداً، بينما اعتبر فيلم الاختتام «انجل» البريطاني عادياً لا جديد فيه.

أخيراً تميز المهرجان باقسام متميزة بخاصة قسم الافلام الصامتة، والتي كانت تعرض بمصاحبة عازفين وفي حضور جماهيري كامل العدد. كما تم عرض 9 أفلام من مجموعة أفلام المخرج الياباني المخضرم أوكاموتو كيهاتشي في قسم «المنتدى».

الحياة اللندنية في 23 فبراير 2007

 

حضرت إسرائيل وغاب العرب

هوليوود أقوى منافس فى مهرجان برلين السينمائي

سمير عواد 

منذ يوم الخميس الماضى يجرى فرش البساط الأحمر كل ليلة أمام قاعة للسينما فى مركز سونى وسط مدينة برلين إيذانا بانطلاق فعاليات الدورة الـ57 لمهرجان برلين السينمائى الدولي. إنه حدث ثقافى هام فى المدينة وأمل السينما الألمانية فى الحصول على اعتراف دولي. ويكافح المنظمون لهذا المهرجان منذ عقود كى يصبح من أهم مهرجانات السينما فى أوروبا.

فى السابق كانت استديوهات السينما فى الولايات المتحدة وبريطانيا تستعين بممثلين ألمان لتأدية أدوار الشر، كان هذا جليا فى أفلام العميل السرى البريطانى جيمس بوند وأفلام الحرب الكثيرة حيث كان الألمان يلعبون أدوار العسكريين النازيين. لكن الماضى النازى ما زال يلعب دورا فى صناعة السينما الألمانية حيث يجرى التركيز على هذا الماضى فى عدد من الأفلام الألمانية والأمريكية. وفى العام الماضى جرى عرض فيلم "الأفول" الذى يحكى أحداث آخر عشرين يوما من عهد الزعيم النازى أودلف هتلر حيث لأول مرة تحدث فيم عن هتلر كإنسان وتعامله مع محيطه البشري.

وتعرض الصالات الألمانية حاليا فيلم"قائدي" الذى يسخر من هتلر. وهذا أول فيلم ألمانى يجعل هتلر شخصية مضحكة ويظهره كأحمق إذ كان الكوميدى البريطانى الشهير شارلى شابلن أول من قدم هتلر فى سياق كوميدى ساخر.

للدلالة على الأهمية التى يوليها البعض لمهرجان برلين السينمائى الدولى تستضيف برلين حتى الثامن عشر من الشهر الحالى 3800 صحافى لتغطية فعاليات المهرجان ينتمون إلى 80 دولة. الحديث حول السينما والأفلام المشاركة بالمهرجان يدور فى المطاعم والفنادق والمقاهى حول مركز سونى سنتر الذى يقوم على منطقة كانت سابقا تابعة لألمانيا الشرقية ويفصلها الجدار عن برلين الغربية.

مهرجان برلين السينمائى الدولى لا يكتسب أهمية تذكر لولا مشاركة كبار الممثلين فى هوليوود بالذات. سوف تستضيف برلين هذه الأيام نخبة من نجوم السينما الأمريكية أبرزهم كلينت أيستوود، ريتشارد غير، إيزابيلا روسيليني، روبرت دونيرو، بن كينغسلي، مات دامن، شارون ستون وغيرهم.

هذه المرة قرر منظمو مهرجان برلين السينمائى الدولى تكريم نجمة الغناء الفرنسية الراحلة أديث بياف والتى وصفها ديتر كوسليك مدير المهرجان بأنها عبارة عن تراث عالمي. بعد أكثر من أربعين سنة على وفاة هذه المغنية الفرنسية الشهيرة قام مخرج الأفلام أوليفيير داهان بإحياء ذكراها فى فيلم بعنوان La Vie en Rose أى الحياة وردية حيث تم عرضه لأول مرة فى العاصمة الألمانية. الأفلام التى تحكى قصص المشاهير أصبحت تقليعة ناجحة إذ لا تزال صالات السينما الأوروبية تعرض فيلم The Queen أى "الملكة" الذى تلعب دور البطولة فيه الممثلة البريطانية هيلين ميرين المرشحة لنيل جائزة الأوسكار على أدائها الرائع فى هذا الفيلم الذى يكشف وجها آخر لملكة بريطانيا ويركز على حياتها خلال الفترة التى تبعت مقتل الأميرة ديانا وصديقها دودى الفايد فى باريس.

تقوم بدور أديث بياف الممثلة الفرنسية ماريون كوتيلار وإلى جانبها النجم الفرنسى جيرار ديبارديو وسيلفى تيستدود وإيمانويل ساينر. كانت أديث بياف صغيرة ونحيفة وحياتها مليئة بالنجاح ولكن أيضا بالمآسى مما انعكس على صوتها. أديث بياف المولودة عام 1915 والمتوفاة عام 1963 ما زالت أغنياتها العاطفية والوطنية تلقى رواجا، نقلت للعالم صورة عن الهوية الفرنسية وساهمت فى نشر الأغنية الفرنسية وتخطت شهرتها حدود فرنسا ويمكن وصفها بأم كلثوم فرنسا لأنها كانت تمتاز بصوت قوى معبر. إحدى أغنياتها التى لقيت رواجا عالميا كبيرا تحمل عنوان La Vie en Rose وهو العنوان الذى اختاره المخرج أوليفيير داهان للفيلم الذى يحكى قصة حياتها.

حياة الملقبة بالعندليبة الصغيرة أديث بياف حافلة جدا، فقد كتب عليها الصراع من أجل البقاء فى سن مبكرة بعد أن تخلت عنها والدتها التى كانت تغنى فى الشارع لتحصل على المال من المارة. لجأت أديث بياف للعيش فى حضن جدتها والدة أبيها التى كانت تدير محلا للدعارة فى مقاطعة النورماندي. كما كانت أديث بياف فى طفولتها منذ سن الثالثة وحتى عامها السابع ضريرة. وقالت هذه المغنية الفرنسية العالمية لاحقا إنها حصلت على نعمة البصر بعد أن قامت بائعات الهوى اللاتى يعملن عند جدتها بالحج إلى سانت تيريز دو ليزيوكس.

بعد ذلك انتقلت للعيش مع والدها الذى كان مدمنا على الكحول وتخلت عنه حين كانت فى عامها الخامس عشر لتبدأ حياتها مثل والدتها تغنى فى شوارع باريس. فى عام 1935 اكتشفها المسيو لويس ليبلى صاحب ملهى ليلى وأقنعها بالغناء رغم أنها كانت عصبية جدا وأطلق عليها إسم La Mome العندليبة الصغيرة الذى لازمها طيلة حياتها. فى هذا العام ظهرت لها أول أسطوانة وساعدها صوتها الساحر على أن تغدو أغانيها معروفة على ضفتى الأطلنطي. كذلك علاقاتها العاطفية وصداقاتها مع شخصيات مشهورة مثل الفنانين إيف مونتان وجان كوكتو وشارل أزنافور والملاكم العالمى مارسيل كيردان والفنانة الألمانية مارلينه ديتريش. كما عرفت أديث بياف الصعود فى حياتها فقد عرفت الهبوط أيضا.

الجدير بالذكر أن المسابقة الرسمية تضم 22 فيلما تتنافس فيما بينها على جوائز المهرجان "الدب الذهبى والدب الفضى والدب البرونزي"، ويرشح المراقبون هذه المرة أحد الأفلام الأمريكية لكثافة المشاركة الأمريكية فى المسابقة الرسمية ومن أهم هذه الأفلام فيلم المخرج ستيفين سوديربيرغ The Good German أى الألمانى الطيب ويلعب فيه دور البطولة الممثل جورج كلونى الذى يظهر فى هذا الفيلم بشخصية صحافى أمريكى يأتى إلى برلين بعد وقت قصير على نهاية الحرب العالمية الثانية لتغطية مؤتمر الحرب فى مدينة بوتسدام ثم ينجر إلى عملية قتل.

نشأت قصة الفيلم حين قام المخرج سودير بيرغ بالبحث فى مواد الأرشيف عن معلومات حول السينما فى عقد الأربعينات ووجد قصة حولها إلى فيلم يلعب فيه إلى جانب كلونى كل من توبى ماغير وكيت لانشيت. وقعت أحداث القصة فى برلين عام 1945 وكان جاك غايسمر مراسلا حربيا يعتزم الكتابة عن مؤتمر بوتسدام لأنه يعرف برلين التى عاش فيها فى السابق وكان يشرف على مكتب إعلامى وفيها أيضا وقع فى الحب. لكن هذا كان قبل سنوات طويلة على الحرب ولكن حين استقل سيارة الجيب ليتفقد شوارع المدينة التى تحولت إلى دمار بلا نهاية يعرف أن سائقه الجندى تيلى يعرف خبايا السوق السوداء جيدا فهو يتاجر بكل شيء ومع كل شخص وهدفه الحصول على أفضل سعر لما يعرضه للبيع. لكن هذا ليس شيئا غير عادى ففى برلين كل شخص يتبع استراتيجية معينة للصراع من أجل الحياة. لكن جاك لا يهتم بسائقه وألاعيبه بل بصديقة سائقه وهى لينا برانت التى كان جاك قد أقام سابقا علاقة غرامية معها.

لكن لينا تغيرت بفعل الحرب التى من نتائجها تحول حياة الألمان من الرفاه إلى جحيم، كل هذه الأمور مجتمعة أصبحت كابوسا ترك آثاره عليها. حين عثر على تالى مقتولا فى منطقة الاحتلال السوفييتى برصاصة فى ظهره وكان يحمل حقيبة فيها مئة ألف مارك بدأ الشك فى أن يكون القاتل جاك.

فى ظل غياب عربى عن المهرجان باستثناء مشاركة الممثلة الفلسطينية هيام عباس التى لعبت دورا بسيطا فى فيلم"ميونيخ" للمخرج الأمريكى ستيفن سبيلبيرغ فى لجنة التحكيم، يشارك فيلم إسرائيلى عنوانه Beafort وهو الفيلم الثالث للمخرج الإسرائيلى جوزف سيدار ويتحدث عن قصة وحدة عسكرية إسرائيلية كانت متمركزة فى جنوب لبنان قبل الانسحاب الإسرائيلي. تدور وقائع الفيلم عن احتلال إسرائيل للجنوب اللبنانى عام 2000. قرب منطقة بوفورت يقع حاجز عسكرى إسرائيلى يحمل نفس الاسم.

وقد أقامت إسرائيل الحاجز منذ حربها فى لبنان عام 1982 ويعتبره الإسرائيليون رمزا للانسحاب الإسرائيلى المثير للجدل حسب وجهة الإسرائيليين وهنا قتل الكثير من الجنود الإسرائيليين. وحين قررت إسرائيل الانسحاب من لبنان قرر أفراد الوحدة ترك حاجز بوفورت. ليل الرابع والعشرين من مايو - أيار 2000 دمر الإسرائيليون الحاجز باستخدامهم عددا من الألغام وانتهى احتلال إسرائيل للبنان الذى دام 18 سنة.

يقص الفيلم قصة ليراز ليبرتى قائد الحاجز البالغ 22 سنة من العمر وأفراد فرقته وذلك فى الأشهر الأخيرة قبل مغادرة الأراضى اللبنانية. إنه لا يركز على الحرب بل على الانسحاب. بينما الحاجز يتعرض بين وقت وآخر لهجمات يحضر ليراز للانسحاب ونسف الحاجز وتدمير كل شيء فى المكان الذى سقط فيه رفاق له. يقول مخرج الفيلم: ينوب الفيلم عن كافة المعارك إذ يتحدث عن مجموعة من الشباب مطلوب منهم التضحية بحياتهم دون ذكر كلمة: خوف.

من الأفلام الدولية أيضا فيلم "التقوى" التركى الحائز على جائزة فى مهرجان أنطاليا ومهرجان تورنتو للسينما وفيلم"حرب الأبناء" الذى يتحدث عن العنف فى مدن الجنوب فى الولايات المتحدة، وهناك أفلام أخرى من الصين وكوريا واليابان. كما يشارك الفيلم البريطاني"ملاحظات حول فضيحة" وهو قصة درامية للمخرج ريتشارد آيرى تدور قصته حول امرأتين تحدث انعطافة كبيرة لعلاقتهما من الصداقة إلى العداوة. تتقاسم البطولة الممثلتان جودى دينش وكيت بلانشيت. تتناول أحداث الفيلم قصة المعلمة التى تشعر بالوحدة باربارة كوفرت التى تعمل بحزم مع طلاب الصف الذى تشرف عليه فى مدرسة رسمية بمدينة لندن. باستثناء قطتها"بورتيا" تعيش باربارة منعزلة دون أصدقاء أو من تتحدث معهم.

وتدون كل ما يفرحها أو يزعجها فى دفتر يومياتها. وحين توطدت فجأة أواصر الصداقة مع معلمة الفنون التشكيلية فى المدرسة شيبا ظنت أنها عثرت أخيرا على صديقة تصارحها بالأسرار. شيبا صريحة جدا وعاطفية تعيش مع زوجها وطفليهما بسعادة. لكن، فجأة أتت شيبا حين ضبطت معلمة الفنون التشكيلية تمارس الحب مع الطالب فى صفها ستيفين كونولى البالغ 15 سنة من العمر.إنه الاكتشاف الذى أنهى الصداقة وبدأت عداوة بين المرأتين إذ بدأت باربارة تتدخل فى الحياة الخاصة لشيبا التى تعتقد أنها تحتفظ بشيء للضغط على باربارة التى طلبت من شيبا وقف أعمالها المخلة بالأدب.

لكن حين ترفض شيبا الانصياع لطلب باربارة تهدد الأخيرة بالكشف عن السر لكل العالم وخاصة زوج شيبا ريتشارد وعندما يحدث ذلك يبدأ صراع مرير بينهما.

العرب أنلاين في 13 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك