سينماتك

 

عاشوراء اللون والتكوين

قراءة في حركة اللباس العاشورائية وتجاذباتها المعاصرة (2 – 3)

جعفر حمزة*

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

تعتبر العلاقة بين الإنسان واللباس من أشد الصلات الفيزيائية تشعباً و «مرونة»، إذ يكتسب القماش الذي لا تتعدى مساحته بضعة أمتار «قدرة» كبيرة على إرسال الرسائل و «افتعال» رسائل جديدة، بقدر ما لديه من القدرة على «بث» جو مسالم ومتسامح. وتعتبر ساحة عاشوراء الزمانية محط «تحرك» واسع للون الأسود، فما هي تلك العلاقة «السيوسيولوجية» والاجتماعية في العقل الجمعي للمجتمعات المتفاعلة مع «عاشوراء الحسين (ع)»؟ وما هي التغيرات المبدئية التي قد «تشكل» بطريقة أو بأخرى «سواد عاشوراء»؟

عاشوراء والسواد

من المواسم التي مازالت علاقتها قوية باللباس وتحتفظ «بنكهتها» المميزة، هو موسم عاشوراء عند المسلمين الشيعة، إذ إن العلاقة بين عاشوراء والسواد بات في أصل التكوين الثقافي والفكري بدءًا من وجوده كرمز للحزن في الأبيات الشعرية ومروراً بإظهاره من خلال اللباس والأعلام ووضع السواد في الأزقة والشوارع.

واللباس كالكائن الحي ينمو ويتطور وتنتكس صحته ويقوى ويشيخ ويموت، وتمتد «حياة» اللباس بتحقيق ثلاثية تبدو لأول وهلة طبيعية، إلا أنها معادلة بالإمكان تطويرها وضخ المزيد من مفردات الاستمرار فيها.

والثلاثية المرتبطة بحياة اللباس، هي:

أولاً: استمرار وجود الأصل الدافع للباس ذكراً وممارسة، وفي الحال العاشورائية يتمثل ذلك الأمر بسيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، والذي يكفي للمتتبع المنصف الوقوف بأعجوبة استمرار ذكره بهذه «الحُرقة» إلى يومنا هذا، وهي المنبع الأول للكثير من القيم والمبادئ التي تصوغ المجتمع، وبعبارة أخرى فإن حديث «إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً»، ليست إنشاءً أو توصيفاً وقتياً، بل هي امتداد حقيقي نعيشه كل عام في إطاره الزمني الخاص (محرم وصفر).

وكما للحج لباسه الأبيض الذي لن يتغير مع الزمن في علاقة أصيلة بين موسم الحج و «الإحرام الأبيض»، كذلك هو اللباس الأسود «الحزين» الذي أُتخذ شعاراً للشيعة في حزنهم على حفيد الرسول الأكرم (ص).

ثانياً: ممارسة التعامل مع ذلك الأصل، وهذا يتمثل في المراسم الحسينية، وهي صيغة أخرى حركية للآية الكريمة «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» (الحج: 32).

ووجود التقوى في القلوب يستلزمه «حفظ» السلوك من خلال الشعيرة نفسها، وبالتالي الاستمرار في إحيائها من خلال «التعظيم».

وقد تهتز الصلة الوثيقة بين استمرار وجود الأصل وممارسة التعامل، وذلك من خلال وجود «التشوهات» في ممارسة إحياء الشعائر، وبمرور الزمن تُلقي بظلالها على صورة الأصل الدافع للشعيرة.

ويعتبر هذا الأمر من العوارض الطبيعية التي تطرأ على اللباس، مَثَلَه مثل الإنسان الذي يتبنى «آليات» جديدة لإظهار فكره ومعتقده، إلا أن الخطورة في الأمر أن تشوه تلك الآليات المُختارة ملامح الفكر.

مكياج غير صحي للأسود

وفي هذا السياق، نرى أن «السواد» في صيغته عموماً مازال محتفظاً بهيبته الخاصة لشهري محرم الحرام وصفر، إلا أن مساحة تغيره أصبحت واضحة على صدور الكثيرين، وذلك من خلال الكثير من النماذج التي اتخذت السواد «حصان طروادة» لتمرير الكثير من الرسائل المختلفة المحتوى والمضمون، وبالتالي ابتعاد السواد لباساً عن المحتوى الحسيني، وعندئذ ستنخر تلك الصور والرسائل روح «السواد» الحسيني، ويتحول اللباس الأسود من رمزية دينية إلى رمزية احتفالية تفتقد المعنى الديني الملتزم بها.

وعندما يتحول الرمز الديني إلى احتفالية صورية فقط، ستُخدش القيم المرفوعة في ذلك الرمز الديني. ولا أدل على ذلك من بعض الثياب التي يرتديها البعض وتحمل رسائل وصورا لا علاقة لها بالجو العام لشهر محرم، إذ يحتوي بعضها على كتابات أجنبية وبعضها الآخر على رسومات لثقافات غربية.

ويأتي السؤال في أهمية اختيار السبيل الأنسب للحفاظ على الروح الدينية للمناسبة، وفي الوقت ذاته تُقدم بطريقة عصرية حديثة مرغوبة وجذابة، إذ لا انفصال بين الحداثة والأصالة في اللباس، لا فكراً ولا سلوكاً ولا تطبيقاً.

* كاتب بحريني

الوسط البحرينية في 22 فبراير 2007

 

المصور المصري رمسيس مرزوق:

التعمق في المحلية السبيل الوحيد للوصول إلى العالمية  

القاهرة الوسط: أرجع رمسيس مرزوق الحائز على جائزة الدولة التقديرية في الفنون بمصر تأخر تطوير التصوير السينمائي المصري عن نظيره في سورية والدول العربية، إلى أن الشغل الشاغل للمنتجين هو الإنتاج المربح للكسب السريع، مشيراً إلى أن أهم المشكلات التي تواجه السينما هو النظر إليها كاقتصاد سوق، وليس إنتاجاً سينمائياً يتطلب الجودة الفنية كما هو الحال في السينما السورية.

جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وتحدث خلالها مرزوق عن بداياته الفنية وأدارها سعيد شيمي أحد مديري التصوير في مصر· وتقدم الشيمي بتهنئة رمسيس بالجائزة، مؤكداً أنه استحقها بجدارة باعتباره أحد فناني مصر العظماء في الفن السينمائي، وجاءت كل أعماله على مستوى عال من الحرفة والفن، فقد أبدع في إنتاج الصورة الثابتة والصورة المتحركة، وهو المصور السينمائي المصري الوحيد الذي مثل مصر في الكثير من الدول العربية والأجنبية· وتحدث الشيمي عن الصورة الفوتوغرافية والصورة السينمائية موضحاً أن الأولى جزء لا يتجزأ من العمل السينمائي، فالسينما هي عبارة عن مجموعة من الإطارات والصور المتتالية الثابتة أي أن السينما هي تطوير للفوتوغرافية· وأضاف الشيمي: أن رمسيس يمتاز بالتعبير عن الموضوع بالصورة وأن تصرفاته البصرية تخدم الموضوع الدرامي، وليست كجماليات الصورة، فالمصور الفوتوغرافي لابد أن يكون فناناً يشعر بالصورة وتكوينها لكي ينقل الصورة المتحركة·

محطات مهمة

وتحدث مرزوق عن حياته الفنية مشيراً إلى أن هناك ثلاث محطات مهمة في حياته بدايتها عندما كان طالباً في كلية الفنون التطبيقية وافتتح له متحف الفن الحديث في القاهرة، عندها تحمل مسئولية فنه بمفرده· أما ثاني محطة في حياته فكانت سفره إلى فرنسا وموافقة فرنسا على افتتاح معرض لأعماله في «متحف السينما في باريس»، وتعرف على الكثير من السينمائيين الفرنسيين، واشتركوا لإنتاج أفلام تعرض وتحقق ربحاً في فرنسا، والمرحلة الثالثة كانت رجوعه إلى مصر، واشتغاله في السينما المصرية، فأهمل التصوير الفوتوغرافي حتى العام 2005، وقام بتقديم أعماله في معرض في مصر· وطالب السينمائيين بالنظر إلى السينما باعتبارها انعكاساً لثقافات الشعب المصري وواقعه، وأنها أحد أنواع الفن البصري الواقعي، مؤكداً أن المنتج ليس لديه الوعي الكافي بكيفية استغلال السينما لتطوير وعي الجمهور·

اقتباس مرفوض

وأكد مرزوق أن أسباب تدهور الدراما في مصر هي أننا نقتبس أفكار وأساليب السينما الأوروبية وخصوصاً الأميركية، والتي في الغالب لا تعبر عن واقعنا وهموم مشكلاتنا، وللخروج من هذه الإشكالية على القائمين بالسينما عملاً وموضوعاً أن يتعمقوا في المحلية وينتجوا أعمالاً تنبع من واقعنا وتعبر عن وجداننا حتى نصل إلى العالمية مثل فيلم «المومياء» لشادي عبدالسلام، وهو من الأفلام العالمية التي عكست حضارة مصر· وعن أقرب الأعمال إلى قلب مرزوق قال إنها هي الأعمال التي تعجب الجمهور وتحقق صدى رائعاً لديهم، وتظل عالقة في أذهانهم، وهناك من المخرجين الذين يرتاح معهم رمسيس مرزوق مثل يوسف شاهين لطول العمل معه·ويعتبر مرزوق أول عربي وإفريقي يحضر مهرجان «بوفان» السينمائي الدولي للأفلام الفنتازية بمدينة «بوسان الساحلية»، والذي أقيم في الفترة من 14 إلى 23 يوليو/ تموز العام 2005، وتم عرض 7 من أفلام رمسيس ضمن بانوراما خاصة تحمل اسم «حكايات مصرية» والأفلام المشاركة هي «المهاجر» للمخرج العالمي يوسف شاهين و»خريف آدم» لمحمد كامل القليوبي «ليه يا بنفسج» للراحل رضوان الكاشف، «الصعود إلى الهاوية» للمخرج كمال الشيخ «البحث عن توت عنخ آمون» للمخرج يوسف فرنسيس و»اضحك الصورة تطلع حلوة» للمخرج شريف عرفة «معالي الوزير» للمخرج سمير سيف. وكانت آخر جوائز رمسيس مرزوق حصوله على جائزة الدولة التقديرية في الفنون للعام 2006·

الوسط البحرينية في 22 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك