سينماتك

 

كبت سياسي أم رمز أدبي :

محمود مرسي 'عبد الناصر'.. شادية 'مصر'

طارق الشناوي

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

نقد النقد ضروري جدا لتعديل مسار الناقد ومسيرة النقد ولهذا فأنا لا أغضب عندما يصحح لي أحد القراء معلومة أو يتناول ما أكتبه أو أقوله ويعلق عليه حتي وقف علي الشاطئ الآخر مما أكتب. وتلقيت الأسبوع الماضي رسالة غاضبة من السيدة أمينة ثروت أباظة ابنة الكاتب الكبير الراحل ثروت أباظة وقبل أن أعقب علي ما جاء بها أترككم مع كلماتها..

الأستاذ طارق رأيتك أمس في التلفزيون في برنامج "توقيعات¢ وسمعتك تتكلم عن فيلم ¢شيء من الخوف¢ وقلت أن هذا الفيلم لم يكن به أي أبعاد سياسية وإنما الجمهور المحيط المكبوت هو الذي أدخل عليه هذه الأبعاد والحقيقة يا سيدي غير هذا بالمرة فقد بدأت فكرة شيء من الخوف عند ثروت أباظة عندما سأل أستاذه نجيب محفوظ ¢هل كتب أحد في شرعية الحكم؟¢ فأجابه الأستاذ العظيم (لا لم يكتب أحد) فقال ثروت أباظة إذن سأكتب أنا في هذا الموضوع الذي يؤرقني، وانكب بدرس المذاهب الأربعة حتي توصل إلي أن عقد الزواج يكون باطلا إذا لم توافق العروس علي هذه الزيجة، ونسج علي ذلك قصته التي استعان في كتابتها بالرمز لتظهر إلي النور وكان ذلك سنة 67 قبل النكسة بشهور ووضع نصب عينيه حكم الرئيس عبد الناصر الدكتاتوري ورمز لمصر بشخصية فؤاده وكانت فكرته أن الحكام الذين لا ينتخبهم الشعب هم حكام غير شرعيين ويكون حكمهم باطلا وكانت هذه الرواية هي أول صرخة مدوية تنادي بالحرية في عهدي كتم أنفاس الحرية وكان ذلك سنة 68 عندما ظهر الفيلم.

فلماذا تقلل من شجاعة الكاتب الذي نادي بالحرية في العهد الذي كان يخشي فيه الابن من أبيه والأخ من أخيه والجميع يتجسس علي الجميع والأخت تبلغ عن أخيها فيذهب وراء الشمس.

يا سيدي إن ¢ثروت أباظة¢ قصد أن يكتب عن العصر الذي كان فيه المواطن المصري يتلفت حوله قبل أن يقول رأيه بل والمستمع كان يعتقل لأنه سمع رأيا ضد الحكم أنت لا تعرف تفاصيل كتابة رواية شيء من الخوف ولذلك أصدرت أحكاما لا تمت للحقيقة بصلة.. فلماذا تتكلم في موضوع أنت لا تعلم عنه شيئا كنت أعتقد أن نقدك يتوخي الحقيقة فقط ولكني صدمت وتأكدت أن توخي الحقيقة ليس من أولويات هذا الزمان.

أمينة ثروت أباظة

وأنا بالطبع لم أقصد أن أقلل من شجاعة كاتب إلا أن رأيي الشخصي أن الشجاعة الأدبية والفكرية ليست هي بالضرورة الدليل علي نبوغ الكاتب ولكن روحه الإبداعية هي التي نستند إليها في بناء أحكامنا وقبل أن أستفيض أقول فقط للسيدة أمينة أن الرئيس عبد الناصر انتخب شرعيا أكثر من مرة وكان يتمتع بكاريزما وبحب أغلب الشعب المصري لا أقول كل ولكن أغلب ولكن هذا لا ينفي بالطبع من أن عصر جمال عبد الناصر كان عنوانه في كثير من الأحيان هو كبت الحريات وأكمل رأيي عن الشجاعة في المواقف والشجاعة في الأدب والفكر.. فمثلا العقاد قال تحت قبة البرلمان أنه سوف يحاكم أكبر رأس في البلد إذا اعتدي علي الدستور وكان يقصد بالطبع الملك إلا أن العقاد دخل التاريخ ليس لأنه هدد بتحطيم رأس الملك ولكن بمؤلفاته المتعددة مثل العبقريات التي تناول فيها مفاتيح شخصية كل عبقرية مثل سيدنا محمد والمسيح عليهما الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعلي.. كما أن طه حسين لم يدخل التاريخ لأنه قدم كتابه عن الشعر الجاهلي الذي أغضب الأزهر والداخلية ونظام الحكم وأدي إلي تقديمه للمحاكمة وإلي إصدار مرسوم ملكي بإقالته كعميد لكلية الآداب أثناء استجوابه أمام النيابة ثم كان موقف أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد مشرفا عندما قرر أن يستقيل من رئاسة الجامعة إذا أصرت الدولة علي إقالة طه حسين.. ولكن طه حسين وأحمد لطفي السيد دخلا التاريخ بإبداعهم قبل أن يدخلاه بمواقفهم الوطنية وكبار الكتاب والأدباء أمثال ثروت أباظة وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس وبهاء طاهر وصبري شلبي وجمال الغيطاني ويوسف القعيد وصنع الله إبراهيم وإبراهيم أصلان والقائمة طويلة ليس مطلوبا من الأديب أو الفنان لكي ننعته بالجريء أن يكتب ضد الدولة سواء بأسلوب مباشر أو بالرمز.. الإبداع أكبر بكثير من أن يوضع تحت ترمومتر اسمه الشجاعة.. أنا لا أشكك فيما ذكرته ابنة الكاتب الكبير عن الحوار الذي دار بينه وبين الأستاذ الكبير نجيب محفوظ وأكد له أنه سيتناول شرعية الحكم في مصر في عمل فني حمل بعد ذلك اسم ¢شيء من الخوف¢.. إلا أنني أقرأ العمل الفني من خلال قناعتي وزاوية رؤية مختلفة فأنا أري أن الكبت الذي عاشه المجتمع المصري خلال الحقبة الناصرية مهد الإحساس الجمعي للعديد من القراء وأيضا مشاهدي الفيلم حتي الذين لم يقرءوا الرواية بالإسقاط علي عهد عبد الناصر فكان عتريس هو جمال عبد الناصر وكانت فؤاده هي مصر.. والأمثلة كثيرة عن تنويعات مماثلة لما حدث في الرؤية السياسية لرواية شيء من الخوف.. مثلا قصيدة ¢الأطلال¢ التي كتبها الشاعر إبراهيم ناجي ولحنها رياض السنباطي تغني أم كلثوم قائلة "أعطني حريتي أطلق يديا إنني أعطيت ما استبقيت شيئا..¢ غنت أم كلثوم ¢الأطلال¢ عام 1966 بعد أشهر قليلة من إلقاء القبض علي الكاتب الكبير مصطفي أمين ومحاكمته واعتقاله.. قالوا أن أم كلثوم وجهت هذا النداء السياسي لجمال عبد الناصر وكانت تطلب منه أن يطلق سراح الكاتب الكبير.. خاصة وأن أم كلثوم كانت صديقة شخصية لمصطفي أمين ومقربة جدا للرئيس جمال عبد الناصر وبرغم ذلك فأنا أختلف مع هذا التحليل وتلك القراءة لأن الناس هي التي أسقطت علي الكلمات تلك المعاني إبراهيم ناجي مات عام 1953 والأطلال كتبت في الأربعينيات من القرن الماضي وبناء القصيدة كان يتوجه مباشرة إلي الحبيب الذي تطلب منه أم كلثوم أن يفك قيدها.. آه من قيدك أدمي معصمي لما أبقيه وما أبقي عليا.. ما احتفاظي بعهود لم تصنها وإيلام الأسر والدنيا لديا!.. نعم أم كلثوم كان لديها قناعة مطلقة بوطنية مصطفي أمين لكنها لم تقدم من خلال ¢الأطلال¢ رسالة سياسية للرئيس جمال عبد الناصر.

أخبار النجوم في 17 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك