سينماتك

 

مطاردة السعادة

د.رفيق الصبان

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

الشيء المثير في سياسة هوليوود.. التي كانت ولاتزال تعتمد علي 'نظام النجوم' هي تفكيرها المستمر في تقديم وجه جديد وغير متوقع لنجومها الكبار.. اذ تضعهم فجأة في اطار مختلف تماما عن الاطار الذي اعتاد الجمهور أن يراهم فيه.

فهكذا مثلا.. فعلت مع نجمها الوسيم ليوناردو دي كابريو.. اذ اخرجته من اطار الوسامة التي كاد أن يؤطر فيها ودفعت به الي آفاق التمثيل الحقيقي حيث أكد هذا الممثل الشاب مهاراته وامكانياته الفنية العالية التي جعلته يرشح أكثر من مرة لجائزة أوسكار أحسن ممثل.

وها هي هوليوود تكرر التجربة نفسها مع بطل أفلام الحركة الممثل الاسود الشهير 'ويل سميث' الذي قدم لنا أفلاما من هذا النوع الشديد الجماهيرية من الصعب أن تنسي كالرجال في الثياب السود.. وغيرها وها هو ويل سميث.. اليوم يحاول أن يخرج عن هذا القيد الجهنمي الذي وضعته هوليوود حول عنقه ينتج لنفسه 'بعد ان ترددت الشركات الكبري في منحه هذه الفرصة' هذا الفيلم الجميل الذي اطلق عليه اسم 'السعي نحو السعادة' أو مطاردة السعادة.. مستعينا بقصة واقعية حدثت في الثمانينات أيام حكم 'رونالد ريجان'.. ومستعينا بابنه الطفل الذي لم يتجاوز السبع سنوات لكي يقاسمه البطولة.

'مطاردة السعادة' فيلم يقع في المرحلة الوسطي بين الكوميديا والتراجيديا وهي مرحلة من أصعب المراحل في البناء العلمي خصوصا عندما يتعلق الامر بموضوع شديد الخصوصية وهو مشكلة الازمة الاقتصادية التي مرت بها الولايات المتحدة في الثمانينات وتفاقم مشكلة البطالة.. الي درجة تكاد تذكرنا بالازمة الجادة التي مرت بها امريكا في الثلاثينيات وكادت أن تؤدي الي تغيير نظام الحكم كله.. واختيار الاشتراكية التي كانت قد فرضت نفوذها علي الاتحاد السوفيتي بديلا عن الديمقراطية.. لولا الاصلاحات المفاجئة والسياسة الاقتصادية التركية التي طبقها الرئيس روزفلت آنذاك.

مطاردة السعادة اذن تدور احداثه في سان فرانسيسكو في مرحلة ابتدأت الازمة الاقتصادية تبرز أسنانها.. وحيث يحاول ريجان في احدي خطبه التي يقدمها الفيلم بذكاء حاد أن يمتص الغضب الشعبي ويعلل أفراد شعبه الذين بدأت البطالة تقودهم الي اليأس بأيام قادمة مليئة بالسعادة والأمل.

بطل فيلمنا بائع متجول.. يبيع أدوات طبية اشتراها بثمن معقول.. ويحاول أن يحقق من بيعها أرباحا تعينه علي مواجهة الحياة وعلي اسعاد أسرته الصغيرة المكونة من زوجة تعمل هي أيضا في محل لتنظيف الملابس.. وطفل في السابعة لازال يمضي أيامه في حماية دار للحضانة تديرها سيدة صينية.

هذا البائع يعاني من الازمة التي بدأت سحبها تتجمع في السماء الامريكية.. اذ يعجز عن بيع أي آلة من آلاته.. التي تشكل رأسماله.. ومورد رزقه الوحيد.. مما يحيل حياته الي جحيم حقيقي. فصاحبة الدار التي يعيش بها تطالبه بالايجارات المتأخرة والا فانها ستطرده من شقته. والدولة تطالبه بدفع ضرائبه. وادارة المرور تطالبه بدفع مخالفاته المتكررة وإلا حجزت علي سيارته وزوجته التي بدأت تعمل فترتين عوضا عن فترة واحدة.. بدأت تضيق ذرعا.. بحياتها الصعبة.. وبدأت علامات التململ والرغبة بالهرب من هذه الحياة الصعبة تظهر في سلوكها وفي طريقة تعاملها مع زوجها.

وبائعنا المسكين.. لا يجد أي سبيل للعمل.. واية وسيلة تكسب المال.. بين خيوط الازمة تتجمع حول عنقه وتكاد أن تخنقه.

أخبار النجوم في 17 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك