سينماتك

 

جعارة والحسيني وإسطا وأبو شقرا يناقشون برامج السينما في التلفزيون
مساحة ترفيه لا تحتمل النقد.. وتشجيع الفيلم اللبناني

نديم جرجورة

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

تعاني العلاقة القائمة بين المحطّات التلفزيونية اللبنانية والعربية والسينما خللاً فظيعاً. فالأولى، المحتاجة أصلاً إلى الأفلام السينمائية لبثّها على شاشاتها الأرضية والفضائية، لا تزال منفضّة عن الإنتاج والثقافة السينمائيين. والثانية، التي باتت أسيرة الحاجة التلفزيونية إليها على مستوى بثّ أفلامها، لا تنجح في الحصول على أي دعم فعليّ وجاد لإنتاج (أو المشاركة في إنتاج) الأفلام، ولا تعثر على حيّز بصري لها على الشاشة الصغيرة خارج إطار المنحى الفني الاستهلاكي، أي ذاك الذي يجعل البرنامج السينمائي سرداً لمعلومات وأخبار وألعاب، ولحظات عابرة للتسلية والترفيه. والسينما، في جانب منها، أداة تسلية وترفيه. غير أن لها جانباً آخر متمثّلاً بالثقافة السجالية والمعرفة الفكرية والعلمية والوعي الإنساني، وهذا ما لا وجود له في المحطّات التلفزيونية إلاّ نادراً، ومن خلال برامج تُقدَّم، غالباً، بعنوان «نادي السينما».

أجمع عددٌ من معدّي هذه البرامج على أن التلفزيون لا يتطلّب قراءات نقدية، ولا يحتاج إلى تحليل يطال الجوانب المختلفة لصناعة الفيلم السينمائي: «يُمكن أن نتناول فيلماً ونتحدّث عنه نقدياً لساعة كاملة، لكن البرنامج ليس نادياً للسينما»، كما قال برونو جعارة («زووم إن»، شاشة «التلفزيون الجديد» منذ العام 2001)، مضيفاً «أن هناك فرقاً بين النمطين: فالبرنامج يقدّم معلومات، هي مهمّة، ويمكنه تقديم نقدٍ إذا أردنا التعمّق قليلاً. أما نادي السينما فيُفصّل مشهداً، ويُحلّل مقطعاً». ورأى أن البرنامج «يتوجّه إلى أناس معلّبين، عليك أن تقدّم لهم ما يطلبونه، وإلاّ فإن أحداً لا يُشاهده. علينا أن ننتبه إلى من يتوجّه التلفزيون. أقدّم نقداً عميقاً وسريعاً تنويراً للمُشَاهد، بكل تواضع وبساطة، لأن الشاشة الصغيرة لا تحتمل «التفلسف»، والسينما ترفيه في النهاية». هذا ما عبّر عنه جوزف الحسيني («سبوتلايت»، شاشة «المؤسّسة اللبنانية للإرسال»، متعاوناً مع إيلي عرموني في إعداده منذ العام ألفين): «البرنامج منوّع. ليس ثقافياً بحتاً وليس «بوب كورن». فيه جانب ثقافي. يشتمل على: الحركة السينمائية في لبنان، المهرجانات المحلية والدولية (كان، برلين، البندقية)، الجوائز العالمية (أوسكار، سيزار). لا يُقدّم نقداً. إذا أعجبنا فيلمٌ معيّن، نخصّص به وقتاً أطول بقليل عن غيره من الأفلام. ننصح المُشاهدين به. أما إذا لم ينل إعجابنا، فنقدّمه بشكل عادي للغاية، ولا ننصح أحداً به، ولا نذكر في أي صالة يُعرض». يُشدّد جعارة على أنه لا يتنازل في مسألة علاقته بالسينما، «لكن لعبة التلفزيون هي هكذا، والمُشاهد يحمل بيده «ريموت» تأخذه سريعاً إلى محطّات وبرامج أخرى». وعلى الرغم من هذا، فإن جعارة يتجاهل «أفلاماً أرى أنها لا تستحق الاهتمام».

مغايرة المألوف

قال إدي أسطا («سينماكس» على شاشة «السومرية»، و«موفي واتش» على «إذاعة لبنان الحر») إن الهدف من البرنامج التلفزيوني (يُعدّه منذ سنتين) التوجّه أولاً وأساساً إلى الشباب العراقيين: «صحيح أن لا سينما في عراق اليوم، لكن هؤلاء المُشاهدين يعرفون أشياء كثيرة عن السينما بفضل البرنامج. أعمل على تثقيفهم سينمائياً، من دون الرجوع إلى تاريخ السينما، بل بمتابعة ما يجري اليوم. سينما خفيفة ومهضومة، تصل إلى الجميع». أضاف أن «البرنامج التلفزيوني يجمع التسلية والتثقيف. هناك مسابقة أسبوعية حول أمور صغيرة مرّت في خلال الحلقة، والجائزة مالية تبلغ قيمتها مئة ألف دينار عراقي (ما يساوي مئة ألف ليرة لبنانية)». لا يجد إسطا في برنامجه التلفزيوني ما يشبه البرامج الأخرى: «منذ بداية عملي في إعداد برامج تلفزيونية عن السينما، ابتكرت طريقة مختلفة لتقديمها، تتمثّل بقيام باميلا جبرا رومانوس (مقدّمة البرامج) بتقليد ممثلات أو ممثلين في أفلام أتناولها في هذه الحلقة أو تلك، لإضفاء مسحة مغايرة للمألوف. تأكّدت من إيجابية التجربة، بسبب ردود فعل المشاهدين. أرغب في تسلية المُشاهد أيضاً، بدلاً من أن أقدّم له درساً في السينما. أبحث دائماً عن كل جديد أضيفه إلى الشكل وأحافظ على نمط شبه ثابت في المضمون: أختار ثلاثة أفلام، أعرض مشاهد منها وأتحدّث عنها. أعطي رأياً فيها. هناك ملف خاص بفيلم أرى أنه يستحق حيّزاً أكبر: أتناول التمثيل والإخراج، ألخّص حكايته، وأركّز على الرأي. فأنا أعطي رأياً في كل فيلم، أكان سلبياً أم إيجابياً، بطريقة منطقية، لا كما يفعل آخرون حين يقولون للمُشاهدين: احضروا هذا الفيلم أو لا تحضرونه».
أما البرنامج السينمائي الذي تُعدّه ليليان أبو شقرا («35 ملم»، شاشة «المؤسّسة الوطنية للإرسال» منذ العام 1999)، فيختلف قليلاً على مستوى حلقاته: هناك خمس حلقات أسبوعية، تبثّ أكثر من مرّة. لم تتحدّث عن برنامجها هذا كثيراً، فهي منشغلة حالياً بالتحضير لبرنامج جديد يُفترض ببثّه أن يبدأ في الأول من الشهر المقبل، مع الشبكة الجديدة للمحطّة كلّها: «أودّ تغيير أمور عدّة، لكن المواضيع ستبقى هي نفسها، في حين أن الأسلوب سيتغيّر. لن أقدّم البرنامج وأنا واقفة أمام الكاميرا في داخل الاستديو، كما في البرنامج الحالي، بل سأخرج إلى الطبيعة، وأختار أمكنة مختلفة لكل حلقة. سأدخل تعديلات على بعض الفقرات، لكن الخطّ الأساسي لن يتبدّل كثيراً: الحركة السينمائية في لبنان والعالم، والجديد انفتاح أكبر على ما يحصل في العالم العربي. الأفلام المعروضة، إنتاجات «دي في دي»، أخبار ومعلومات». في البرنامج القديم، «لم أكن أركّز على الأفلام العربية ونجومها، بل على نجوم عالميين. الجديد سيكون عربياً، لكني لن أدخل في دقائق السينما العربية، بل سأكتفي بالأبرز. أتناول تفاصيل أفلام عدّة، والفقرة المُضافة متعلّقة بألعاب «فيديو» مستلّة من الأفلام». الاهتمام بالسينما العربية، بات من أولويات الخطّة الجديدة التي يعمل على تحقيقها فريق إعداد «سبوتلايت». قال الحسيني إن «البرنامج الفضائي سيُخصّص حيّزاً كبيراً بالسينما العربية، بأفلامها ونجومها وأخبارها، والأولوية لأفلام تثير اهتمام الجمهور العريض».

إذا اختار إدي أسطا «تقليد» الممثلين والممثلات في داخل الاستديو، كي يجذب المُشاهد بتقديمه التسلية والمعلومة في قالب مختلف، فإن برونو جعارة اختار نمطاً آخر تمثّل بحوار بين اثنين أمام الكاميرا، لتقديم كل حلقة: «لا أحبّ فكرة المذيع. فالسينما ليست محاضرة أو درساً. اعتمدت طريقة طرح الأفكار والنقاش مع زميلتي يمنى بعلبكي. أحياناً، يكون هناك توافقٌ في الرأي بيننا حول هذا الفيلم أو ذاك، وأحياناً أخرى يحصل اختلافٌ. هذا كلّه يعطي حيوية للحلقة، فيشعر المشاهد بأنه قريب منّا». إلى ذلك، فإن ما يميّز برنامج «35 ملم» كامنٌ في تقديمه مواد سينمائية قبل أي برنامج آخر، «لأني أنفّذ خمس حلقات في الأسبوع، ما يتيح لي فرصة لأسبق الجميع»، كما قالت أبو شقرا.

الحدث اللبناني

تلتقي غالبية هذه البرامج المحلية عند الاهتمام بالنتاج السينمائي اللبناني، وغياب الأفلام الوثائقية والقصيرة: «هناك مساحة للفيلم اللبناني الذي يُعرض في الصالات المحلية»، كما قال الحسيني، الذي أضاف أنه يتناوله من جوانبه كافة، وأنه يستضيف المخرج والممثلين أحياناً: «هذا أمر مهم بالنسبة إليّ. ليست الأفلام اللبنانية فقط، بل المهرجانات التي تقام في لبنان أيضاً. أما الأفلام الروائية القصيرة، فلم أعد أهتمّ بها. في السابق، كنت أختار أفضل الأفلام الطالبية، وأستضيف مخرجيها. حتى وإن صدف أن هناك فيلمين أو ثلاثة من جامعة واحدة، فلا بأس. لكن إدارات جامعات أخرى استاءت من الأمر، وبدأت المشاكل، فقرّرت التوقّف عن تقديم هذا النوع من الأفلام». بالنسبة إلى برونو جعارة، فإن «زووم إن» يدعم الفيلم اللبناني ويُشجعه: «أتناول الفيلم، وأستضيف مخرجه أو العاملين فيه. أحبّ أن أدعمه، بصرف النظر عن قيمته الفنية والثقافية والدرامية. يجب أن أعطيه حقّه، وإن كان مستواه غير معقول. أشجّع الفيلم اللبناني، وأكون إيجابياً معه دائماً، لأني لا أحبّ أن أكون سلبياً إزاءه. والجمهور ينتبه إلى «حقيقة» رأيي النقدي: إذا أعجبني الفيلم، أمنحه حيّزاً أكبر من الفيلم الذي لا يعجبني». أضاف جعارة: «أتابع أيضاً المهرجانات السينمائية اللبنانية، باستثناء كل ما له علاقة بالوثائقي. إذ كيف يُمكنني أن أقدّم فيلماً وثائقياً في برنامجي، إذا لم يكن المُتلقّي قادراً على مشاهدته في الصالة، إذا أعجبه؟».

لا يختلف إدي أسطا عنهما: «للحدث اللبناني حضوره في التلفزيون والإذاعة معاً، لكن حضوره في الإذاعة أكبر. أستضيف المخرج وأحاوره في جديده. أعطي الفيلم اللبناني حقّه، لأني مؤمن بحقّ المخرج في أن يطلّ على جمهوره». غير أن لأسطا تجربة أخرى، متمثّلة بتقديمه برنامجاً سينمائياً تبثّه «إذاعة لبنان الحر» منذ عشرة أعوام: «أرى أنه ليس مهمّاً أن تعرض مشاهد من الأفلام فقط، كي تعلق الصُوَر في أذهان الناس، بل أن تكون قريباً من المستمعين، خصوصاً أن برنامج «موفي واتش» بدأ بثّه في مرحلة شهدت نهضة سينمائية في لبنان بعد الحرب. كنت أقدّم جوائز لفائزين في المسابقات التي أجريها أسبوعياً. لكن، في العام الخامس، اكتشفت أنه ليس ضرورياً تقديم مثل هذه الجوائز (تي شيرت، بطاقة دخول مجانية إلى الصالة، إلخ.)، كما أن الموزّعين توقّفوا عن دعمي في هذا المجال. الأهمّ أن تكون صادقاً، وأن تقدّم المادة بعفوية، وأن تروي الأخبار والمعلومات والقصص السينمائية بشكل طبيعي للغاية. يصعب عليك أن تُقنع المتلقّي بالاستماع إلى برنامج سينمائي. أعترف بأني نجحت في هذا التحدّي، والدليل على ذلك: كثرة الرسائل التي تردني من المستمعين المقيمين في لبنان والمهاجرين في بلاد مختلفة، فـ«إذاعة لبنان الحر» تبثّ فضائياً أيضاً».

السفير اللبنانية في 12 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك