سينماتك

 

محمود قاسم يري أنه فيلم «اسكتشات» يعتمد علي البطل وحده

«مطب صناعي» يطرح التقرب إلي الأغنياء كحل سينمائي مضمون للبطالة

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

< نحن طوال الوقت أمام نفس الشخصية من البداية للنهاية.. والشخصيات الأخري مجرد أشباح ثانوية

< الفيلم يعكس مدي التعامل مع مشروعات عظيمة باستهانة ملحوظة، خاصة استزراع الصحراء

< أفلام أحمد حلمي تنويعة واحدة بأشكال مختلفة وتعتمد في المقام الأول علي قدرته علي إلقاء الإيفيه  

السينما المصرية حلت محل مشاكل الشباب، خاصة البطالة.. وفي ثلاثة أفلام من الأعمال المعروضة الآن، فإننا أمام ثلاثة شباب حلوا مشكلة البطالة بسهولة، ويسر وهي الوقوع في حب بنات الأغنياء، فلا شك أن هذا سيجعل أحد هؤلاء الأبطال، رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة اقتصادية مهمة، في فترة قياسية، وكل شيء محتمل الحدوث في منطوق السينما.

نعم، هذا هو منطق السينما المصرية في «مطب صناعي» لوائل إحسان، و«في محطة مصر» لأحمد جلال، ثم في «الرهينة» لساندرا نشأت، وسوف نتوقف هنا علي هذا الصعود الاجتماعي الأبلة الساذج في فيلم «مطب صناعي» الذي يكرر فيه أحمد حلمي الشخصية نفسها التي جسدها في ثلاثة أفلام سابقة له، وهي الشاب الفقير، العاطل، الذي يبحث عن فرصة عمل، فتدفعه الظروف إلي الارتباط بابنه صاحب العمل في «زكي شان»، و«جعلتني مجرماً»، ثم مديرة أعمال صاحب العمل في «مطب صناعي» وبفتاة ميسورة للغاية في «ظرف طارق»، وقد تم حسم مشاكل الشباب، أو الشاب، في هذه الأفلام، التي تنتهي بزواج هذا العاطل سابقاً من الفتاة التي يحبها، وهو ليس فقط مجرد عاطل بل هو أيضاً فاشل، أقرب إلي شخصية المفتش كلوسو في السينما البريطانية، الذي يتسبب بغبائه في حل الكثير من المشاكل.

وربما أن هناك شاباً يمكنة بثقل ظل ملحوظ أن يتدخل في خصومات الآخرين، ويصبح مثل الضيف الذي جاء ليقيم في البيت، وقد حدث هذا في ثلاثة أفلام علي الأقل من الأفلام الثالثة المذكورة، مضافاً إليها فيلم «مطب صناعي»، فالضيف قد أقام فعلاً مع الحبيبة في «زكي شان»، و «جعلتني مجرماً»، ثم في الفيلم الأخير، وتزوج من ابنة رجل الأعمال، وقد تم كل ذلك تحت بصر وسمع صاحب البيت، الميسور إلي درجة تغيط مشاهداً بسيطاً مثلي، وهذا النوع من الإقامة الجبرية التي يفرضها الفيلم، يساعد في نمو العلاقة العاطفية بين الشاب العاطل وبين ابنة الثري، وهو غالباً رجل أعمال عصري، مشغول بأشغاله، ويترك الفتي يعيش في بيته.

تنويعة واحدة

وهذه الأفلام الأربعة، هي بمثابة تنويعة واحدة، بأربعة أشكال، تعتمد في المقام الأول علي خفة حركة الممثل أحمد حلمي، وعلي قدرته علي إلقاء «الإيفيه» من طراز «أنفخ شنبي يعني»، وهي كلها أفلام اسكتشات، يكتبها الكاتب نفسه تقريباً، ويخرجها مخرجون بأعينهم مثل وائل إحسان، وهناك إحساس أنها مكتوبة خصيصاً لهذا النجم دون غيره.

والمقصود أنها أفلام اسكتشات، أن الفيلم لا يدخل مباشرة في الموضوع، مثلما نري في السينما الأمريكية، هذا إذا كان هناك موضوع أصلاً، فنحن دوماً أمام الشخص نفسه، منذ اللحظة الأولي، حتي تنزل العناوين الأخيرة، وجميع الشخصيات الأخري، ليست سوي أشباحاً ثانوية قياساً إلي ما يمثله هذا العاطل، فالشاب جلال «أحمد حلمي» فقير، يحلم بالثروة، وقراءته في المشهد الأول لكتاب عن تحقيق الثروة يؤكد أننا أمام شخص يصبح ثرياً.. وأنه يمتلك هذه العقلية فهو يردد «أنا غني، أنا غني» وعلي طريق القفشات فإن الباب يطرق، ويدخل صديق له، يسأله أن يسدد العشرين جنيهاً التي اقترضها منه، ثم سوف نفاجأ أننا أمام شخص يبيع الوهم، والكلام، لكل من حوله، ابتداء من أبيه، وأيضاً لرجل الأعمال الذي يضحك عليه بالجمل البراقة، وهذا النوع من البشر غير موجود إلا في السينما علي طريقة: اللي له عند الكلب حاجة يقول له: يا سيدي، فيقول الآخر: ديا سيدي أناني.. ثم هو سوف يبيع الأحلام لكل من حوله، ونعرف أن وظيفته هي بيع الرنات، وهي وظيفة متواضعة للغاية، لشخص لن يعلو طموحه العمل ملاحظاً للعمال في أعمال بل رئيس مجلس إدارة في فترة قصيرة للغاية، مثل مصادفة أن يشاهد طفلة تكاد تغرق في حمام سباحة يقوم بإنقاذها، ومصادفة أن يتعرض رئيس مجلس الإدارة فاروق بك «عزت أبو عوف» لحادث اعتداء وهو أمر لا سند قانوني له، باعتبار أن وريثته أنثي، أي يجب أن يكون هناك مجلس حسبي، فيترك الساحة لجلال أن يصير وصياً علي الثروة كلها، بعد أن استبعد ابن شقيق فاروق، وهو الشاب المتغطرس حسام «أحمد سعيد عبد الغني»، ثم سوف نكتشف أن السكرتيرة مي «نورا» قامت بتغيير الوصية لصالح جلال.

وهو فيلم عن عالم الأغنياء، يدخل إليه شاب فقير، فيصير غنياً مثلهم، وهو يتمكن من طرد كل من يواجه رحلة صعوده ابتداء من المدرس الذي يقوم بالتدريس للطفلة، الابنة الوحيدة للثري، وأيضاً طرد حسام من طريقه، حين تعلن الوصية باسمه، وهو أيضاً يطرد المنافسين الآخرين لتوريد البطاطس، لمصلحة الشركة، ويفوز بقلب الفتاة التي هي مدخله الأساسي لهذا العالم الثري.

حل سينمائي مضمون

إذن، فحسب الفيلم، فإن المشكلة الاجتماعية المستعصية الحل، قد وجدت حلاً سينمائياً مضموناً، ألا وهو التقرب إلي الأغنياء بأي أسلوب، وإنقاذ بناتهم من الغرق، والنتيجة هي الحصول علي كل هذه الثروة، وبدأ الأمر سهلاً أمام جلال، فهو يكتشف أن الإدارة أمر غير مستعص، ويدير العمالة بطريقة ساذجة، هي الأكثر سهولة وسذاجة رأيناها، كما يدير الأرض بدون نقود، كل شيء سينمائي في المقام الأول، مثل استحضار هؤلاء العمال السذج من المقاهي، تحت ادعاء أن جلال ضابط شرطة، وأنه قام بالقبض عليهم، والذهاب بهم إلي الصحراء، كي يعملوا بالزراعة كنوع من العقاب، وهو الشخص غير سابق الخبرة إلا في الرنات، فتتحول الأرض بعد فترة قصيرة إلي جنة وارفة الخضرة، دون أن نعرف كيف دبر لها المياه، والصرف، وذلك بعيداً عن أعين الحكومة التي يبدو رجالها بسذاجة العمال الذين تم استحضارهم للصحراء.

هو فيلم اسكتشات، في المقام الأول، إلي أن يبدأ ظهور حسام في الأحداث، وهو الشخص الذي يدبر لعمه المؤامرات، والمكائد بهدف الاستيلاء علي ثروته والتخلص منه، وهو الذي يقف وراء فشل بعض مشروعات جلال، مثل قيام رجال حسام بإشعال النيران في مزرعة البطاطس، وأيضاً محاولة قتل رجل الأعمال فاروق، ومن أبرز الاسكتشات في الفيلم، الحوار مع التاجر اللبناني، وسكتش الموبايل، وسكتش الطبلة، وذلك بالإضافة لأغاني الكليب التي تساعد في ترويج الفيلم.

وقد عكست معالجة الفيلم مدي التعامل مع مشروعات عظيمة باستهانة ملحوظة، خاصة مسألة استزراع الصحراء، لكن المهم أن تكون هذه المشروعات هدفاً ضمن طموحات جلال، في تحقيق حلمه، ورغم تفاهة المعالجة، فإن هناك بعض المشاهد تم تنفيذها بقوة، مثل المشهد الذي يقوم فيه حسام بلعب التنس، فيضرب الكرة بمضربه بقوة، وحدوث قطع علي وقائع حرق المزرعة، وهو مشهد سبق أن شاهدنا مثلاً له في فيلم «الأب الروحي» لكوبولا، حيث تتم تصفية خصوم دون تورليوني الابن في الوقت الذي يتم فيه زفافه.

وهناك أشياء كثيرة تتم بشكل مفاجئ، مثل قيام فاروق بك من غيبوبته بشكل مباغت، وعودته، دون نقاهة، إلي حالته الطبيعية، ومعرفته بما جري أثناء فترة فقدان الوعي، وهي حسب زمن الدراما لا تقل عن عام ونصف، بحساب نمو المزروعات، وتسويقها، وهناك أخطاء طبية في هذا الشأن، ليس هنا مجال لمناقشتها.

حدوتة الشطار

حسب حدوتة الشطار، فإن كل شيء ينتهي لمصلحة العاطل الذي صار رئيس مجلس إدارة، وعليه أن يتزوج من حبيبته، بعد أن نال ثقة الرجل الثري، أما حسام فقد فعل كل ذلك دون أي عقاب.

هذا واحد من الأفلام التي تعتمد علي ممثل بعينه، نراه منذ البداية، وحتي النهاية، هو المحور الرئيسي للأحداث لا يكاد يختفي عن الأعين، وإذا كانت هناك أفلام قديمة كانت تصنع من أجل أن تكون القصة حشواً للأغاني وليس العكس، فإن القصة في «مطب صناعي» هي حشو للاسكتشات، والإيفيهات، والهدف منها هو قضاء ساعة ونصف بعيداً عن المطبات الطبيعية للحياة..

لكن، بالمناسبة، ما علاقة عنوان الفيلم بموضوعه.. لا علاقة!!.

جريدة القاهرة في 30 يناير 2007

 

ام الافيهات.. وأفلام الاجازات الموسمية..

كلاكيت خامس مطب صناعى لأحمد حلمى

طارق مصباح 

أحمد حلمى طاقة كوميدية هائلة حيث يملك ماكينة خاصة به لصنع وغزل الضحك بمهارة شديدة تخصه وتميزه دون غيره دون ابتذال أو انفعال أو افتعال، ولا ينظر جمهوره إلى اسم سيناريست أو مخرج أو بطل بجواره فوحده فقط يجذب الجمهور إلى صالات العرض، وحلمى مثل غيره من الكوميديانات يلعبون دائما على المضمون لإنتاج الضحك اعتمادا على قدراتهم وإمكانياتهم ومايليق عليهم ويناسبهم، ولكنه يظل الأكثر رقيا وطزاجة بالنسبة إلى الآخرين، ومن المؤكد ان احمد حلمى يضحكنا لكى يحقق مجده الشخصى والفنى وليتربع على ساحة الكوميديا سنوات مقبلة بالرغم من أن جمهور حلمى اغلبه من الأطفال والشباب الصغار غير المعنيين بهموم الواقع ولا يشغلهم يبدو أن حلمى أجاد لعب اللاعب الأوحد والقطب الاحادى فى افلامه وهذا ليس من الفن او العدل فى شئ ان يتحمل النجم كل العبء ولايمكن قبول ان تختبأ باقى العناصر خلف عباءة احمد حلمى ليجنوا معه نجاحالتجاري هو فقط صانعه، ولتتأكد من ذلك استبدل احمد حلمى باى ممثل اخر لتكتشف عورات الفيلم الذى ليس به اى جديد بل تكرار لنفس أفلام حلمى السابقة وبنفس اسلوب السينما التجارية لتختفى القيمة الإبداعية خلف قهقهات الجمهور.

صاغ سيناريو مطب صناعي طارق الأمير، الذى اخفق من قبل فى فيلم كتكوت ليكرر نفس الإخفاق فى مطب صناعى ودعنا من الحديث الخادع عن الإيرادات كمقياس للنجاح فالأمير فى تجربته الجديدة يفصل سيناريو على مقاس ورغبات نجمه وبأسلوبه المحفوظ من خلال باتروناته السابقة ليقدم سيناريو لممثل كوميدى وليس لفيلم كوميدى، مع اعتماده واستغلاله التام لمهارة الكوميديان النجم فى الهروب من كل مطبات البناء الدرامى ومزيد فى الهروب الدرامى ابتكر شخصية المعلم محمد متولي باعتباره خاتم سليمان السينارست فى حل عقده الدرامية باستسهال واستخفاف بين، يكشف عن ضعف فى حرفية الكتابة ومحدودية الخيال الكوميدى، ومع خضوع تام لمنطق الافيهه اللفظى والبصرى وحيث يفوح من الفيلم رائحة التأثر بشخصية سنبل ورحلة المليون والكتابة بمنطق اسكتشات كوميديا النجم محور الأحداث بطول شريط الفيلم مع افتقاد السيناريست لحرفية تجميع محتويات عناصر الضحك من حيث التشكيل والتتابع ليقع كل ذلك على كاهل اللاعب الاوحد فى الفيلم المشغول بابتكار وتوظيف كل استراتيجيات الضحك فى كل شئ بداية من عنوان الفيلم واسم الشخصية وابتكار الكاركتر ووسائل إنتاج الضحك فى الكلمة والحركة وإلى تصميم البوستر وشكل الدعاية ورغم إدراكه انه يخاطب مساحة كبيرة من الجمهور إلا انه فى مطب صناعي يقدم نفس سمات أفلامه الأربعة السابقة شاب طيب القلب ومسالم لكنه متهور فى مواجهة اسرة ثرية ورجل اعمال وفتاة حسناء مدللة وغريم ثرى وطفل او طفلة وكلب ضخم واغنية أو أكثر وشخصيات نمطية عامة وحيث المشترك من الطباع وماهو خارجى قابل للرصد فيقدم فيلما اقرب إلى حواديت الاطفال قبل النوم.

تؤدى نور شخصية سكرتيرة رجل الأعمال التى تنشأ بينها وبين حلمى قصة حب ولكن أداءها أسوأ مافى الفيلم، تكشيرة وجدية دائمة وبرود بلاستيكى ولكنة غريبة، وسؤال دائم لماذا تحصد الكم الأكبر من بطولات الأفلام مع هذا الاداء الباهت والمصطنع دائما؟! وفى الوقت نفسه لماذا لايستغل كوميديان موهوب مثل رضا حامد وأداء مدهش لمحمد متولي!

كذلك الجان الشرير احمد سعيد عبد الغنى قدم أداء مقبولا وان كان نمطيا مثل عزت أبو عوف، أما احمد راتب مثله مثل كافة الفنانين الكبار ارتضى بهذا الموقع الشرفى فى أفلام شباب السينما الجدد، أيضا لم يكن السيناريو يحتاج إلى مخرج ذى قدرات إبداعية خاصة بل إلى مخرج منفذ جيد للمشاهد حيث لايسمح السيناريو بغير ذلك ورغم محاولات وائل استخدامه لحركة الكاميرا ووسائل المونتاج أن يثبت وجوده كمخرج خاصة فى مشهد المونتاج المتوازى بين لعب التنس وحرق المحصول ليظل ذلك جهداً مهدراً لسيناريو يخلو من اللمحات الإبداعية ليبدو فى الصورة الكلية فقط احمد حلمى ككوميديان جوكر متميز وسر جاذبيته فى تلقائيته من ميدو مشاكل إلى ميمى رنات، هدفه الأوحد هو الضحك وهو هدف عظيم ونبيل ولكن عليه أن يدرك أن التنوع إثراء للفن ويجب أن يخرج من هذا الإطار الكوميدى المتكرر ولا يدور فى حلقة مغلقة لأن إمكاناته وقدراته تتجاوز ذلك!

فالفيلم مضحك كثيرا ومؤكد هو أفضل أفلام الكوميديا هذا الموسم ولن تندم لمشاهدته وعند مشاهدته لن تلتفت كثيرا لكل ما طرح لأنه فيلم مضحك وصانع للبهجة، فالحياة كوميديا لمن يفكر وتراجيديا لمن يشعرهوراس.

جريدة القاهرة في 30 يناير 2007

 

حلمى يواصل الرهان على ذكائه ولكن؟

هبة عبد المجيد 

هل آن الأوان كى يقفز حلمى بموهبته وقدراته فوق أسوار هذه المرحلة، ليتيح لموهبته مجالا أوسع للتعبير، من دون أن يقع فى فخ التكرار والاستسهال؟

السؤال بالطبع لا يلمح إلى محدودية قدرات حلمي، ولاينال من موهبته، لكنه يراهن على ذكائه كممثل أثبت خلال سنوات قليلة أنه أكثر أبناء جيله تميزا، والمرشح الأول لأطول استمرار فى مقعد النجومية.

فرغم أن أفلامه لا تبحر نحو قضايا مهمة، أى بعيدة فكرا عن أى "كلام كبير" أو شعارات، إلا إنها محكمة الصياغة فنيا وإلى حد جعله فى مكانة متميزة وسط أبناء جيله من المضحكين الجدد، وهو ما أهله أيضا لكسر كل الأطواق التى تحكم صناعة السينما، وتقديم 3 أفلام خلال عام واحد فى سابقة لم تشهدها الساحة السينمائية منذ فترة، مما دفع نجوم جيله للسير على نفس دربه، وإن كان حلمى سيظل الأكثر تميزا بينهم لحرصه على عدم الوقوع فى فخ التبسيط أو التسطيح..

فى "مطب صناعي" أحدث أفلامه، لم يبتعد حلمى كثيرا عن الإطار أو النمط الدرامى الذى قدمه فى معظم أفلامه، رغم اختلاف التفاصيل من عمل لآخر، نفس نموذج الشاب الذى يعيش على هامش الحياة وينتظر فرصة للتحقق مثل غيره من شباب هذا الجيل حيث البطالة أبرز همومهم التى يعانون منها، ما يدفع "ميمي" أو أحمد حلمى فى الفيلم لترك بلده الصغير الإسماعيلية والسفر للعاصمة آملا أن تفتح له ذراعيها وتمنحه مكانا تحت شمسها وهو مالا يتحقق واقعيا، إذ يصطدم بصعوبة الحياة وأن المهنة التى ترك بلده من أجلها ليست أكثر من مشرف على عمال البناء فى إحدى العمارات، ورغم هامشية المهنة وتعارضها مع أحلام "ميمي" العريضة، إلا أنه يقبلها دون قيد أو شرط، غير متصور أنها ستكون بداية طريقه للثراء والنجاح والذى طالما حلم به، فمن شباك عمله يتمكن من التدخل فى الوقت المناسب لإنقاذ ابنة الرجل الثرى فى الفيلا المجاورة، لتكون هذه الصدفة بداية علاقة قوية تربطه بتلك الطفلة وعائلتها قبل أن يتعرض والدها "عزت أبو عوف" لحادث اعتداء مدبر من قبل ابن أخيه الطامع فى ثروته "أحمد سعيد عبد الغني" فيدخل على إثره فى غيبوبة ويترك ممتلكاته فى يد ميمى الذى يضطر لقبول المهمه وفقا للوصية التى تركت باسمه، ومنحته سلطة اتخاذ كافة القرارات، ووفقا لـ"كتالوج" الشر المتداول فى السينما المصرية لايهدأ ذلك الشرير، ويظل يحيك المؤامرات الواحدة تلو الأخرى ضد ميمى الذى ينجح فى تجاوزها بذكاء قبل أن يستفيق صاحب المال ويباشر مهامه بنفسه، و"توته توته" تنتهى الحكاية والتى لم تحمل جديدا بين طياتها، اللهم إلا التأكيد على أهمية استصلاح الأرض بوصفها طريقا للخلاص من البطالة وغيرها من المشاكل الاقتصادية التى يعانى منها المجتمع، رغم أنها فكرة مستهلكة من قبل السينما المصرية كثيرا بوصفها إحدى الحلول، خاصة وأنها تتكسر غالبا على صخرة الواقع، مما يجعلنا نسأل هل هو فقط حرص السينما على منح شبابنا الأمل فى غد أفضل؟

ورغم أن السيناريو الذى كتبه طارق الأمير فى هذه التجربة الثانية له بدا أكثر تماسكا من حيث البناء أو اعتماده على كوميديا الموقف بعكس تجربته الأولى مع محمد سعد فى كتكوت حيث الإفيه كان هو سيد الموقف، إلا أنه وقع فى فخ مجاملة حلمى بمنحه فرصة التواجد فى كل إطار وهو خطأ كان على حلمى والمخرج وائل إحسان تداركه خاصة أن سينما النجم الأوحد لم يعد لها نفس التواجد على الساحة بعدما أعلنت الجماهير انحيازها للسينما الجماعية حتى لو كانت بتوقيع نجم من نجوم الملايين..

كالعادة لعبت عفوية حلمى وتلقائيته الدور الرئيسى فى سد كل الفجوات و الثغرات التى اختل فيها منطق الدراما، يضاف لذلك حرص وائل إحسان على ضبط إيقاع فيلمه مشيرا الى أن هناك رجلا يقف خلف الكاميرا وليست الأمور مجرد قص ولصق وهو ما نجح فيه وائل وفى كل أفلامه التى جمعته بحلمى "يعد هذا الفيلم التعاون الثالث بينهما" وهذا مايؤكد حرص حلمى على بذل كل مالديه من جهد فى حدود المتاح لإخراج الفيلم متماسكا الى أقصى حد، رغم بساطة الأفكار المنتمية للسائد والمتداول سينمائيا، فهل آن الأوان ليحلق حلمى بموهبته وقدراته بعيدا عن تلك الأطواق التى تكبل موهبته وتحصرها فى مساحات محدوده رغم أنه أكثر أبناء جيله تميزا والمؤهل الوحيد غالبا للتربع مستقبلا على نجومية المشهد السينمائى بروافده المتعددة وليس الكوميديا فقط.. ؟

فى مطب صناعى غاب الجميع فيما عدا حلمي، اللهم إلا الفنان أحمد راتب الذى نجح فى إضفاء حضوره رغم محدودية المساحة التى أطل من خلالها عكس نور أو عزت أبو عوف اللذين رفعا شعار لماذا تتعب أكثر طالما بإمكانك ألا تتعب؟!.

جريدة القاهرة في 30 يناير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك