سينماتك

 

نجومُ سينمائيون صغار.. تلاشى بعضهم واستمر البقية..

رجا ساير المطيري

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

انطلاقاً من الفيلم السوداوي (ماغنوليا) يمكننا الحديث عن نجوم السينما الصغار وعن أثر الشهرة عليهم، فالفيلم يطرح، عبر حكاياته المتعددة، فكرة واحدة مفادها أن الأبناء يجنون دائماً أخطاء الآباء. ويتجلى الحضور الأكبر لهذه الفكرة في قصتين اثنتين؛ الأولى قصة الفتى (ستانلي) الذي يدخل مسابقة تلفزيونية للذكاء تحت ضغطٍ ومتابعةٍ صارمةٍ من والده، والقصة الثانية هي قصة الرجل اليائس (دوني سميث) الذي كان في طفولته ذكياً وناجحاً ومشهوراً في برامج المنوعات فلما كبر تسرّب الفشل إلى حياته حتى أصبح نكرةً ينبذه الجميع. هاتان القصتان تلخصان الموضوع فهنا نرى أطفالاً يرغمون على دخول المجال الإعلامي فيحققون فيه نجاحاً طاغياً وينالون شهرة واسعة لكنهم يفشلون في الاستمرار وينحدرون إلى قاع الخيبة والفشل. فهل هذه النتيجة هي مصير الأطفال الدائم في علاقتهم مع الشهرة؟.

عندما نستعرض أسماء الممثلين الذين اشتهروا في صغرهم نجد أنهم يعانون فعلاً في المحافظة على النجاح، وغالباً ما تكون نهايتهم الفشل ومن ثم النسيان. فهؤلاء قد اعتمدوا بشكل رئيسي في نجاحهم الأول على هيئتهم كأطفالٍ صغارٍ لذيذين على عيني المشاهد، ولأن هيئة الطفل وشكله يتغيران حتماً بمرور الوقت، ما يعني زوال السبب الرئيسي في الشهرة والنجومية، فإن النهاية تكون الفشل في كثير من الأحيان. وهنا سيكون من المناسب ذكر اسم (ماكولاي كولكن) بطل السلسلة الشهيرة (وحيد في المنزل) ومن قام ببطولة الفيلم المصور لأغنيةHIStory ل(مايكل جاكسون)، فهذا الطفل الذي كان في يوم من الأيام أثرى طفل في الولايات المتحدة الأمريكية، عجز في السنوات الأخيرة عن المحافظة على النجاح الساحق الذي حققه في بداية حياته.

هناك سحر كامن في هيئة بعض النجوم الصغار، وجوههم البريئة، طريقة حديثهم، نباهتهم، حركاتهم وسكناتهم، كلها عوامل تؤثر في حكم الجمهور وتعلقه بهم. لكن عندما يكبرون تتلاشى هذه العوامل تلقائياً ليدخلوا في دائرة جديدة لا تعترف سوى بموهبة التمثيل، فمن كان يمتلك هذه الموهبة سيستمر، ومن لا يملكها فسيتلاشى هو الآخر، وهذا عين ما حصل للنجم الصغير (ماكولاي)، حيث اختفت كل أسباب نجاحه القديم، وأصبح معيار الحكم عليه صارماً ينطلق من مدى قدرته على التمثيل، ولأنه صاحب أداء عادي، وشكله لا يتواءم ومواصفات النجم الهوليودي المألوف، كان اختفاؤه عن ساحة الشهرة والإبداع منطقياً. وقد يصدق الأمر نفسه على الممثلين (أليجا وود) و(دانييل رادكليف) بطلي السلسلتين الشهيرتين (ملك الخواتم) وَ(هاري بوتر)، فالأول منذ انتهاء السلسلة وهو يبحث عن نفسه، في سبيل المحافظة على نجوميته، لكن من دون نتيجة تذكر، أما الثاني فيبدو أنه في الطريق إلى هذه النهاية!.

وهؤلاء الثلاثة (ماكولاي-أليجا-دانييل) حالات نموذجية للنجم الصغير الذي ينتهي -أو سينتهي- إلى الفشل، باعتبارهم نجوماً اكتسحوا الساحة بقوة وحققوا شهرتهم عبر أفلام جماهيرية ناجحة، ثم تلاشوا بسرعة. لكن.. في المقابل.. هناك ممثلون صغار جاءوا بهدوء واستمروا في ارتقاء بتسارع بطيء حتى وصلوا إلى قمة النجاح والشهرة. وكأن الأمر معادلة رياضية ثابتة، فإما أن تكون نجماً في صغرك أو أن تكون كذلك في كبرك، ولا مجال للجمع بين الاثنين، فأن تكون نجماً وأنت طفل فهذا يعني فشلك الحتمي في الكبر والعكس صحيح. ولنبدأ بسرد سريع للأمثلة التي تؤكد ذلك.

النجمة (جينيفر كونلي) بدأت التمثيل في سن الثانية عشرة في التلفزيون ثم قدمت أول أدوارها السينمائية في فيلم (حدث ذات مرة في أمريكا)، النجمة (سكارليت جوهانسن) بدأت في سن العاشرة مع فيلم (شمال-North)، (توبي ماغواير) بدأ في التاسعة من عمره، الممثلة (كريستين دونست) مثلت أول أدوارها وهي في السابعة وتميزت في فيلم (مقابلة مع مصاص الدماء)، الممثلة (درو باريمور) شاركت في التلفزيون في الثالثة من عمرها ثم تألقت في الفيلم الشهير (إي تي-ET)، أما النجم (إيثان هوك) فقد بدأ متأخراً وتميز في فيلم (أكاديمية الشعراء الموتى). كل هؤلاء حققوا نجاحاً نسبياً في بدايتهم لكنه ليس بالنجاح الطاغي الذي يجعلهم في خانة النجوم والمشاهير. فقد كانت الأضواء والكاميرات بعيدة عنهم ومصوبة إلى نجوم آخرين غيرهم، لكنهم تمكنوا في النهاية، بمواهبهم، من أن ينتزعوا الاهتمام ويحتلوا ذات الموقع الذي احتله النجوم الصغار السابقون. وهم بذلك يؤكدون القاعدة التي تبشر بالفشل للطفل الصغير حين يحقق نجومية مبكرة، فالشهرة حارقة ومتعبة، أما الهدوء والتراكم والموهبة فهي ضمان النجاح المستمر.. ومادمنا قد توصلنا إلى هذه النتيجة فهل هذا يعني أن النجمة الصغيرة (داكوتا فانينغ) في طريقها إلى الفشل والتلاشي؟.. دعنا ننتظر..

الرياض السعودية في 8 فبراير 2007

 

سينما العالم

الفيلم الإيطالي (سارق الدراجة) ـ The Bicycle Thief

رجا ساير المطيري 

في الوقت الذي كانت فيه السينما الإيطالية تضج بالدعاية الفاشستية وبأفلام التسلية والملهاة التي تصور حياة البرجوازية الصغيرة، البعيدة عن الواقع، كان هناك مجموعة من السينمائيين الإيطاليين العظام يعيشون على الهامش ويحضّرون لثورة سينمائية ستلقي بظلالها على تاريخ السينما إلى الأبد. وقد عُرفت هذه الثورة بالواقعية الإيطالية الجديدة وجاءت كنتيجةٍ مباشرة للأسس والنظريات التي نشرها عرّابوها في مجلة السينما عام 1942أثناء الحكم الفاشي. فمنذ ذلك الحين تغيّر شكل السينما الإيطالية فانقلبت الملهاة إلى مأساة تصوّر الواقع بكل تجلياته المؤلمة. وكان التميز لثلاثة مخرجين هم (روبيرتو روسيلليني)، (لوتشيانو فيسكونتي) و(فيتوري دي سيكا). الأول بفيلمه النضالي (روما مدينة مفتوحة) والثاني بفيلم (إحساس) أما الثالث فقد قدم في العام 1948فيلم (سارق الدراجة) الذي اعتبر ذروة ما وصلت إليه الواقعية الإيطالية..

يحكي فيلم (سارق الدراجة) قصة بسيطة ومأزقاً بسيطاً يعيشه رجلٌ فقير معدم وعاطل عن العمل في مدينة (روما) بعد الحرب العالمية الثانية. في البداية يعثر هذا الرجل على فرصة للعمل كأجير في إحدى الشركات، بمقابل زهيد للغاية، ويُشترط لحصوله على الوظيفة أن يمتلك دراجته الخاصة، فيؤكد للمسئولين بأن لديه واحدة، لكن الحقيقة تقول ان دراجته محبوسة الآن في محل للرهونات، ولن يفكّ أسرها إلا بعد دفع مبلغ معين، فيستنجد بزوجته من أجل أن يبيع أثاث المنزل ويسدد -من ثم- ما عليه من ديون ويطلق سراح الدراجة. وهكذا يتم الأمر.. وفي أول يوم له في عمله الجديد تُسرق دراجته فيبدأ في رحلة بحث عسيرة عن هذه الدراجة المسروقة..

المخرج (فيتوري دي سيكا) الذي قدم عدداً من الأفلام الرائعة ك(إمبرتو دي) وَ(الأطفال ينظرون) ينجح هنا في تحويل الدراجة من مجرد آلة لها قيمتها الفيزيائية المحددة إلى ثيمة يلتف حولها الحدث ويتم من خلالها تعريف الشخصيات وتوضيح المعاني والأفكار، وإبراز الصراع النفسي الذي يجتاح الفرد الإيطالي المسحوق، فأصبحت بذلك عاملاً محفزاً منح الكاميرا المبرر لأن تخرج وتتنقل بين شوارع العاصمة الإيطالية (روما) مصوِّرة البؤس والعطالة التي يعانيها ملايين الإيطاليين عقب الحرب العالمية الثانية. وكما كانت (السمكة) نقطة انطلاق الروائي (ارنست همنغواي) لمناقشة إشكالية القدر وصراع الإنسان مع الحياة في روايته الشهيرة (الشيخ والبحر)، كانت الدراجة النقطة التي انطلق منها (دي سيكا) ليرسم حجم اليأس الذي يسيطر على إنسان القرن العشرين في صراعه مع واقعٍ قاسٍ امتلأ بالدمار والحروب.. 

الرياض السعودية في 8 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك