سينماتك

 

«الرهينة» و«صباح» و«خيانة مشروعة»...

أعمال فنية متهمة بالإساءة الى الأديان

القاهرة - محمد الشرقاوي

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

اللافت في ساحة الفن العربي هذه الأيام هو اتهام أكثر من عمل فني بالإساءة الى الأديان، فقبل فترة تقدم النائب في البرلمان المصري حمدي حسن بدعوى قضائية ضد وزير الثقافة فاروق حسني يطالب فيها بوقف عرض الفيلم السينمائي «الرهينة»، بحجة انه يسيء إلى الإسلام.

وأكد النائب الذي ينتمي الى جماعة الأخوان المسلمين - المحظورة - أن الفيلم يلصق «تهمة الإرهاب بالجماعات الإسلامية» بترديد «الأفكار السيئة التي تروج لها أميركا عن المسلمين هذه الأيام» من انهم يدعون إلى «العنف والقتل وعدم احترام الآخر».

الفيلم الذي يعرض منذ عيد الأضحى الماضي في دور العرض في القاهرة هو من إخراج ساندرا نشأت ويلعب بطولته أحمد عز وياسمين عبدالعزيز وصلاح عبدالله وتدور أحداثه حول عالم مصري مسيحي تقوم جماعة تدّعي الإسلام، باختطافه في أوروبا.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها أعمال فنية لتهمة الإساءة الى الأديان فقد سبقته أخيراً عدة اتهامات أخرى لأعمال فنية عربية ومصرية.

وأبرز هذه الأفلام فيلم «خيانة مشروعة» للمخرج خالد يوسف الذي طرح أخيراً في دور العرض السينمائي. فقد تعرض الفيلم الى هجوم شديد وانتقادات حادة حتى قبل البدء في تصويره من قِبل بعض من علماء الأزهر الشريف الذين استفزهم الاسم الأول للفيلم «خيانة شرعية» معتبرين ذلك بمثابة تحريض للرجال والنساء على الخيانة والبحث عن مبرر لها، وما يتنافى مع الشرع وهو ما دفع بالمخرج الى محاولة التحايل على رفضهم بتغيير طفيف في اسم الفيلم إلى «خيانة مشروعة» وعلى رغم ذلك لم يسلم من الانتقاد.

اللافت أن المخرج نفسه تعرض فيلمه السابق «ويجا» لهذا الاتهام لوجود مشهد ضمن أحداث الفيلم يظهر بطلة العمل الفنانة منة شلبي وهي ترتدي خماراً خلال ذهابها لمقابلة عشيقها الذي يسكن في إحدى الحارات الشعبية، ما اعتبر تلميحاً صريحاً بأن من ترتدي هذا الزي تتخفى وراءه لارتكاب أفعال مخلة بالآداب. وقال مفتي الديار المصرية السابق نصر فريد واصل ان الفيلم «يعكس ثقافة علمانية وانه نتاج للغزو الثقافي الذي يهدف الى هدم قيم وأخلاق المجتمع الإسلامي». وتبعه رجال دين آخرون ينتمون للأزهر في استنكار ما جاء في الفيلم ما دفع بخالد يوسف إلى التأكيد على أن الفيلم لا يسيء للإسلام.

صباح كندي

وفي خانة هذا الاتهام يأتي فيلم «صباح» الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة والذي يعد أول عمل روائي طويل للمخرجة السورية المقيمة في كندا ربا ندى. يتناول الفيلم الذي حمل اسم بطلته التي بلغت الأربعين ما اعتبره كثر ازدواجية في المعايير وخلطاً بين الدين والعادات حيث يرعى ماجد وهو من عائلة سورية تقيم في تورنتو (كندا) أمه وشقيقتيه مادياً ويفرض على أختيه زياً صارماً لا يلزم زوجته غير العربية به. وترتدي الأخت الصغرى (شهيرة) الحجاب وتعيش قصة حب مع شاب غربي يدعى ستيفن وتكشف خلال الأحداث عن ذراعيها وساقيها في حين تحرص على تغطية رأسها قائلة لحبيبها «الشعر مثير»، وتؤكد له استحالة استمرار علاقتهما لأن الأسرة المسلمة ذات الأصل السوري لن تتقبل أجنبياً. وفي إحدى زياراتها له تكتشف أنه بدأ يقرأ عن الإسلام. وتقرر صباح في إحدى المرات أن تتخلى عما تعتبره ازدواجية وتقيم معه علاقة وتغيب في تلك الليلة عن بيت الأسرة وحين تعود في اليوم التالي يعقد لها ما يشبه المحاكمة فترحل إلى ستيفن.

هذا الفيلم أثار ضجة في أروقة المهرجان بعد عرضه، وهاجم البعض إدارة المهرجان على السماح بعرضه في القاهرة بلد الأزهر، وسعوا إلى تحريض مشايخ الأزهر على إدارة المهرجان لرفعه من قائمة الأعمال المشاركة في المسابقة غير الرسمية ومنع عرضه في المستقبل في دور العرض المصرية إذا أراد صانعوه ذلك، لا سيما وأن الندوة التي خصصت لمناقشة الفيلم شهدت هجوماً حاداً من قبل الحضور حيث سأل أحدهم مخرجة الفيلم: «كيف تكون مسلمة وتخرج فيلماً هو في حقيقته لعب بالإسلام» في حين رأى آخرون أن الإسلام ليس مجرد غطاء للرأس وكان في إمكان المخرجة وهي كاتبة قصة الفيلم أن تجعل البطلة غير محجبة كما هو شأن بعض المسلمين في كندا والعالم الإسلامي.

هجوم بعد هجوم

كما أثار مشروع إنتاج فيلم مصري يجسِّد حياةَ السيد المسيح عيسى بن مريم عاصفةً من الجدال، فقد رفضه مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر بشكل قاطع، في ما اعتبر «رجال دين» وناشطون أقباط أن الأزهر تدخَّل في ما لا يعنيه، مؤكدين أن تصوير حياة المسيح ليس مرفوضاً في المسيحية، مع الإشارة إلى أن بعض الكنائس ينتج أعمالاً فنيةً مسرحيةً وسينمائيةً داخليةً تجسد حياة المسيح.

ورد مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر بأن المسيح لا يخصُّ المسيحيين وحدهم، وأنه أحد أنبياء الله الذين يؤمن المسلمون بهم، موضحاً أن الإيمان بالأنبياء والرسل جزءٌ من العقيدة الإسلامية.

كما تعرض فيلم «عمارة يعقوبيان» بطولة عادل أمام ونور الشريف لهجوم شديد وقت عرضه بسبب احتوائه على عدد من مشاهد المثلية الجنسية الى درجة أن سعى غير عضو برلماني إلى المطالبة برفعه من دور العرض، وطالب آخرون بحذف تلك المشاهد منه كونها تتعارض مع تعاليم الإسلام.

وهناك أيضاً الفيلم الروائي القصير «الاسانسير» للمخرجة هديل نظمي الذي هوجم بدعوى أن إحدى بطلاته هي فتاة مسيحية وتؤدي في الفيلم دور فتاة مسلمة محجبة تخوض علاقة مع شاب في «الاسانسير».

إضافة الى هذا هناك فيلم تسجيلي آخر يحمل اسم «الجنيه الخامس» تناقش أحداثه ازدواجية المعايير في المجتمع المصري. وفيه انتقد مخرجه أحمد خالد الذين يحاولون الظهور بمظهر الالتزام الديني بينما يفعلون في الخفاء كل ما يتنافى معه، وذلك من خلال شاب في مقتبل العمر يتبادل القبلات مع فتاة ترتدي الحجاب وهما جالسان في المقعد الخلفي لأوتوبيس يتبع هيئة النقل العام في أثناء سيره في شوارع القاهرة، وفي أثناء ذلك يستمع سائق الأوتوبيس لآيات من القرآن الكريم وهو يدخن سيجارة ويختلس النظر في المرأة التي تكشف ما يحدث في المقعد الخلفي حيث يجلس الشاب والفتاة.

ونضيف هنا الى اللائحة مسلسل «فتاة من شبرا» بطولة ليلى علوي والذي منع من العرض في التلفزيون المصري قبل ثلاثة أعوام بتهمة أنه يسيء للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين. ونتذكر بالطبع فيلم «بحب السيما» من إخراج أسامة فوزي وقوبل بانتقادات حادة من بعض رجال الكنيسة في مصر بدعوى الإساءة للمسيحيين.

الحياة اللندنية في 9 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك