سينماتك

 

«الوسط» تحاور أول مصور سينمائي بحريني

خليفة شاهين: أفلامي تنسب إلى أشخاص لم يولدوا حين صُوِّرت

باربار - منصورة عبدالأمير

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

خليفة شاهين... المصور... المخرج... السينمائي، ينتمي اسمه للرعيل الأول ممن جاءت على أيديهم أولى المحاولات السينمائية البحرينية، بل ربما كان هو الرعيل الأول الذي حُفر اسمه في ذاكرة تاريخ البحرين ليصبح تاريخه، وجها من أوجه تاريخ بلاده، وليصبح هو علما لن تطمس الأيام انجازاته ونقطة فاصلة في تاريخ السينما في البحرين، على الأقل بسبب تجربة «حمد والقراصنة» التي كان بطلها... تمثيلاً وإخراجاً وفكرة و... جهوداً جبارة! كيف هي بدايات شاهين؟ وما هي إسهاماته للساحة السينمائية في البحرين، وهو أول مصور سينمائي بحريني؟ وهل تم استثمار أهم انجازاته في خلق صناعة سينمائية أو على الأقل تشجيع المحاولات المحلية في هذا الجانب؟ ما رأيه في امكان قيام صناعة سينمائية بحرينية اليوم؟ تلك الأسئلة والمزيد في لقاء «الوسط» مع شاهين، الذي لم يكن لقاء عاديا بل كان حديثا للذكريات وسردا جميلا لجزء مهم من تاريخ البحرين، ومقطعا سينمائيا جميلا بطله ومؤلفه ومخرجه... خليفة شاهين.

مع سؤالي الأول، صمت شاهين طويلا، وبدا في عينيه كأنه يسترجع ذاكرة، هي حية وحاضرة في ذهنه على أية حال، لكن لعلها الدقة في استحضار تلك الذاكرة بترتيبها الزمني الصحيح هو ما أخذه من مجلسنا لوهلة.

جدتي المعجبة بفريد الأطرش

«جدتي هي من أخذتني الى السينما في بادئ الأمر» هكذا بدأ شريط ذكرياته، «لقد كانت معجبة بفريد الأطرش». هي أفلام الأطرش إذاً ما أوقد شعلة الحب والتولع بالسينما وهي التي لم تطفأ في نفس شاهين حتى اليوم. يوم ذاك، أذهلته حركة الصور على حائط دار العرض الأبيض «كنت أتساءل: كيف تتحرك هذه الصور؟ وما الذي يجعلها تتحرك؟ كيف يتكلم الناس ويغنون ويرقصون؟ كيف تطير الطائرات؟ وكيف تحدث هذه الحوادث؟».

هنا كان مولد الرغبة التي انطلق منها شاهين، لكن بعد أعوام قليلة، ليبدد الدهشة وليجيب عن أسئلته الأولى وليحقق الحلم، فيتعلم كيف تتحرك الصور.

تحققت أحلام شاهين حين التحق بشركة بابكو - دائرة الصيانة العام 1954، «كنت أعمل نجارا، لكني لقيت ضالتي المنشودة في وحدة أفلام الشركة التي انتقلت إليها بعد عامين من التحاقي بها».

هناك بدأ شاهين في تعلم أول مبادئ حركة الصورة، هناك أيضا بدأ شغفه بالتعلم وحبه الجارف للتصوير يتضح لدى مسئولي الوحدة ليصدر قرار بابتعاثه الى انجلترا، وذلك بعد عامين من التحاقه بالوحدة، ليتعلم التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، على أصوله، بكلية ايلنغ للتصوير الفوتوغرافي والسينمائي.

هناك، في كلية ايلنغ، وبتوصية جاءت بعد اكتشاف علاقة العشق الخاصة التي تجمعه والكاميرا السينمائية، تم ابتعاثه الى مدرسة أخرى هي كلية لندن بولي تيكنيك، ليتخصص في دراسة التصوير السينمائي، ثم ليحصل على أول تدريباته العملية في بعض كبريات المؤسسات الإعلامية: شبكة بي بي سي BBC وقناة آي تي إن البريطانية ITN .

جيمس بلغريف وشريط الأنباء

عاد الى البحرين بعد 3 أعوام قضاها في الدراسة والتدريب الجادين على أيدي أساتذة التصوير آنذاك. واصل عمله في «بابكو» ليعين هذه المرة مساعدا للمصور السينمائي، الذي كان مسئولا عن تصوير فيلم شريط أنباء البحرين، ويتذكر «بابكو كانت تقوم بهذه المهمة، وكان ذلك في الفترة الواقعة بين نهاية الستينات ومطلع السبعينات، حينها لم تكن لدينا وزارة إعلام، ولا تلفزيون محلي. كانت هناك شركة علاقات عامة انجليزية يديرها جيمس بلغريف ابن مستشار حكومة البحرين آنذاك تشارلز بلغريف. جيمس تربى في البحرين فأصبح ابنا لها، وتسلم إدارة شركة العلاقات العامة هذه وتشرف عليها وزارة الخارجية، والوزارة آنذاك كانت تعني الوزير وهو الشيخ محمد بن مبارك الذي كان حينها شابا، وجيمس بلغريف الذي كان يقوم بمهمة تنفيذ جميع شئون الوزارة عن طريق شركة العلاقات العامة هذه، وهي تابعة لشركة مايكل رايس.

بعد عامين تسلمت مسئولية وحدة الأفلام في «بابكو»، وخلال فترة عملي فيها صورت الكثير من أشرطة الأنباء التي بلغ عددها 68 شريط أنباء، كل شريط يحتوي على 5 أو 6 موضوعات، كل موضوع يصل طوله إلى دقيقتين أو ثلاث، وكانت هذه الأشرطة تناقش مختلف الأمور التجارية والصناعية والرياضية وتلك الخاصة بالأطفال، طبعا بالإضافة الى شريط الأنباء.

إضافة الى ذلك قدم شاهين عدداً من الأفلام التسجيلية والوثائقية لعل أهمها ذاك الذي صوره في كشمير وآخر عن لبنان العام 1972، كما صاحب أمير البحرين حينها الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وولي عهده آنذاك الشيخ حمد بن عيسى، ملك البحرين الحالي، في كل رحلاتهما، ليغطي كل زياراتهما، مصوراً وموثقاً.

ويلفت شاهين الانتباه الى أن «الأفلام الوثائقية التي تعرض الآن على فضائية البحرين من خلال برنامجي: البحرين في مئة عام، وذاكرة الوطن... كلها من تصويري، لكن للأسف لا يذكر اسمي من بين جميع الأسماء التي ينسب إليها فضل تقديم هذه المادة». ويضحك «أخذوا مادتي وحولوها الى شيء آخر، ثم قدموها على أنها من إخراج وإنتاج وتصوير أشخاص لم يكونوا قد ولدوا حين صورت هذه الأفلام (...) المفترض أن يشار الى أن المادة القديمة هي من تصويري، إنهم يتخطون ذاكرة الوطن ويتناسون من صنعها».

«حمد والقراصنة»... صبي من البحرين

متى جاء «حمد والقراصنة»؟ وكيف رغبت شركة ديزني أن تقدم فيلما عن البحرين؟ من كان صاحب المبادرة في الفكرة؟ وكيف كانت تجربة العمل مع ديزني؟ ما مدى نجاح الفيلم إبان عرضه؟ وما تأثيراته في الخارج على الترويج لصورة البحرين؟

- «حمد والقراصنة» جاء بعد معرفة قديمة بالمخرج الذي تعرفت عليه في السعودية، إذ كانت «بابكو» ترسلني الى تصوير بعض المواقع. هناك تعرفت على مخرج أميركي يدعى ريتشارد لايف وورد كان يصور فيلما عن حياة الملك عبدالعزيز بن سعود وكيف تمكن من توحيد الجزيرة العربية.

حينها أبدى لايف وورد رغبته في تصوير فيلم عن البحرين التي زارها في العام 1949، وطلب مني أن أسهل له الأمور هناك مع المسئولين ليقوم هو بإقناع مسئولي ديزني من جانبه بفكرة الفيلم.

أخبرني المخرج حينها بأن شركة والت ديزني تعمل سلسلة أفلام تحت عنوان: «صبي من...»، وكانت تصور فيها حياة صبي من بلد مختلف في كل مرة، ولذلك قال لي سأحاول إقناع والت (صاحب الشركة) بعمل فيلم عن البحرين لنطلق عليه اسم «صبي من البحرين».

لم يتوقف شاهين عن استرجاع ذكرياته، وسرد تفاصيل طويلة ودقيقة عن «حمد والقراصنة» نستعرضها بشيء من التفصيل في الحلقة الثانية التي تنشر الأسبوع المقبل في مثل هذه الصفحات.

الوسط البحرينية في 1 فبراير 2007

 

«الوسط» تحاور أول مصور سينمائي بحريني (2)

خليفة شاهين: صناعة السينما في البحرين... غير ممكنة  

يواصل خليفة شاهين، أول مصور ومخرج سينمائي بحريني، حديثه في حلقة اليوم عن تجربة فيلم «حمد والقراصنة» الفيلم الذي قامت شركة والت ديزني بإنتاجه وتوزيعه، بينما شارك شاهين في إخراجه. ثم يعرج على تناول صناعة السينما في البحرين، متسائلا عن امكان قيام هذه الصناعة دون قيام كثير من الصناعات الأخرى المساندة لها. لم يتوقف شاهين عن استرجاع ذكرياته، وسرده الجميل لتفاصيل طويلة ودقيقة عن «حمد والقراصنة». في الحلقة السابقة كنا توقفنا عند لقاء شاهين مع المخرج الأميركي ريتشارد لايف وورد الذي طلب من شاهين تسهيل الأمور له مع المسئولين في البحرين ليقوم هو بإقناع والت صاحب شركة والت ديزني بموضوع الفيلم الذي كان يفترض أن يطلق عليه اسم «صبي من البحرين» .

عاد شاهين الى البحرين ليتحدث أولا مع وزير الإعلام المرحوم طارق المؤيد، ليوافق الأخير مباشرة على طلب شاهين ويتذكر «لم تكن هناك وزارة إعلام بشكلها الحالي، وكانت قناة البحرين لا تبث سوى نشرة الأخبار التي يقوم خليل الذوادي بقراءتها، لكن موافقة الوزارة كانت مهمة لأي مشروع»، بعد حصول شاهين على الموافقة، سارع بزف الخبر الى ريتشارد لايف وورد، الذي كان قد انتهى من كتابة القصة التي اتفق عليها مع شاهين في السعودية، وسلمها الى والت الذي وافق هو الآخر عليها، بعدها «اتصل لايف وورد بي ورتبنا لأن يزور البحرين مع مدير إنتاجه».

فعلاً حضر لايف وورد ومدير الإنتاج البحرين ليبدأ التصوير في مايو/ أيار 1969، ولينتهي في أكتوبر/ تشرين الأول 1970 ثم ليعرض في الصالات الأميركية في مارس/ آذار 1971.

يقول شاهين: «حين بدأنا التصوير اقترحت على المخرج أن نطور القصة التي وضعناها، وأن نضيف بعض الفصول كفصل الغوص، وفصل الصحراء، ليصبح طول الفيلم ساعتين بدلا من ساعة. لايف وورد خشي ألا توافق الشركة على الإضافات، فاقترحت عليه عمل سكرين تست Screen Test نقوم فيه بتمثيل بعض اللقطات لعرضها على روي ابن أخ والت ديزني الذي تولى إدارة الشركة بعد وفاة عمه.

وافق روي على الأمر، وقرر زيارة البحرين مع زوجته، هنا قررنا أن نفاجئهم باستقبالهم في وسط البحر وفي البوم الكبير الذي كان مفترضا أن نمثل به أحد المشاهد المضافة.

التقيناهم هناك، وكنت ارتدي ملابسي التي يفترض أن اظهر بها في الفيلم، هكذا وجدونا وهكذا رأوني، وهكذا جاءت موافقتهم... سريعة ومباشرة، هنا اغتنمت الفرصة واقترحت تغيير الاسم ليصبح حمد والقراصنة Hamad & the Pirates».

وعن نجاح فيلمه يعلق شاهين: «منذ العام 1969 حتى اليوم، لم تتمكن البحرين من صناعة فيلم تتبناه شركة عالمية، ويوزع عالميا. صحيح أن هناك بعض التجارب السينمائية القليلة في البحرين، لكن هذه التجارب بقيت محلية لم تتمكن سوى من المشاركة في بعض مهرجانات الأفلام. (حمد والقراصنة) لايزال يوزع حتى اليوم، ومازلت أتلقى الكثير من الاتصالات من أشخاص شاهدوه وأسعدهم، سواء في داخل البحرين أو خارجها». ولذلك يعلن شاهين عن مشروع فيلم كارتوني آخر، انتهى من كتابة وعمل جميع رسوماته، وهو لايزال يبحث عن شركة ترغب في تبنيه وإنتاجه.

صناعة السينما... والتجارب الجيدة

·         لماذا لا تلجأ الى شركة البحرين للإنتاج السينمائي؟ ألا يمكن أن تكون راغبة في تبني المشروع؟

- هناك واقعان فيما يتعلق بالتصوير والإنتاج السينمائي، فهناك تجارب سينمائية وهناك صناعة سينما، والأمران يختلفان، التجارب ممكنة في كل بلد، لكن الصناعة تختلف اختلافا كليا. صناعة السينما تحتاج إلى أمور كثيرة وهي في الحقيقة تحتاج إلى صناعات أخرى تقوم معها، كصناعة الكاميرات، ومختبرات التصوير، ومعدات الإضاءة والعاكسات والمسدسات والدم والزجاج. نحتاج كذلك إلى كوادر في الإخراج وكتابة السيناريو والتمثيل، نحتاج الى كومبارس والى بدائل للممثلين والى أمور كثيرة غيرها.

بالإضافة الى ذلك نحتاج الى أموال وسند قوي لنعمل انتاجا ممتازا وقويا يمكنه أن ينافس ما هو موجود على الساحة السينمائية. عدا عن ذلك يجب أن تكون هناك شركات للتوزيع والتسويق والإعلان والدعاية تتمكن من دفع الفيلم، لتأتي الاستمرارية في الصناعة من الأرباح التي يتم جنيها.

لا يمكننا المواصلة إذا لم تحقق أفلامنا مدخولات جيدة على شباك التذاكر حتى لو كانت أفلاما جيدة. مصطفى العقاد، قدم فيلمين من أحسن الاعمال هما «الرسالة» و «عمر المختار» وصرف عليهما أموالا كثيرة، لكنه لم يستمر لأنه لم يتمكن من تسويق أعماله بشكل جيد.

صناعة السينما محصورة اليوم في أميركا ومصر والهند، بل إنه مع حقيقة تراجع الإنتاج في مصر، يمكننا القول إن هذه الصناعة موجودة في أميركا والهند فقط. حتى الدول المتقدمة مثل انجلترا واليابان لا توجد فيها صناعة سينما، وفي العالم العربي لدينا بعض الدول التي حققت انجازات على مستوى الدراما التلفزيونية مثل سورية، لكنها لا تتمكن من أن تصنع سينما، وإذا وجد فيلم جيد من هذه الدول فإنه يكون من انتاج أميركي كأفلام الألماني ديفيد لين.

صناعة السينما صناعة عالمية، بحيث تعرض الأفلام في جميع دول العالم. الصناعة تختلف عن أن نقوم بتجربة، واليوم اذا أردنا أن نقدم أي صناعة سينمائية يجب أن نرتفع للمستوى الموجود في السوق وهو مستوى عال، وهذا لا يمكن إلا إذا تبنت هذه الصناعة شركات قوية.

·         وماذا عن الوضع في البحرين؟

- أكرم مكناس تحدث بعد عرض فيلم «حكاية بحرينية» عن صناعة للسينما في البحريني، لكنني أرى أن هذا أمر غير ممكن. نعم نستطيع عمل تجارب سينمائية، أما صناعة السينما فهي أمر مختلف، وهي صناعة شأنها شأن أية صناعة أخرى كصناعة الألمنيوم وصناعة السيارات، يجب أن تقوم صناعات مساندة لها لتقوم. يجب أن يكون كل شيء موجودا لدينا، الدم المستخدم في الأفلام، الزجاج المستخدم، المسدسات، كل الزجاج والمسدسات المستخدمة في الأفلام هو زجاج خاص ومسدسات خاصة تستخدم للسينما، ونحتاج إلى استوديوهات لتصوير أفلامنا.

الله ستر وما رحنا فيها

·         إذا توافرت الأموال، وتمت الاستعانة بكوادر من الخارج، كما حدث مع «حكاية بحرينية»، ما الذي يمنع من قيام هذه الصناعة؟

- كم مرة نستعين بطاقم هندي، إذا لم تكن هذه الطواقم موجودة في البحرين لن يكون ذلك ممكناً. أثناء تصوير «حمد والقراصنة» اضطررنا لعمل تفجيرات في البحر في أحد المشاهد، التفجيرات التي حصلت كانت حقيقية، وكان المفترض ألا نفعل ذلك، كان من الواجب استخدام متفجرات وهمية، لكننا جازفنا بأرواحنا والله ستر ان البوم لم يقترب من موقع التفجير أكثر من اللازم وإلا لكنا «رحنا فيها».

إن موضوع صناعة السينما أكثر تعقيدا مما يتصور كثيرون فهو اضافة الى كل الصناعات الداعمة التي يحتاجها ليقوم، فإن هناك حاجة حقيقة «الى ثقافة فنية سينمائية متكاملة، ليس المال فقط هو المهم، ولا الرغبة في الربح كذلك، لأنك حينها ستفضل أي مشروع رابح آخر على المشروع السينمائي. وليس ذلك وحسب بل يجب أن تكون لديك فكرة عن أفضل طريقة لتوزيع الفيلم، يجب أن تكون ذا اطلاع واسع على صناعة السينما في دول أخرى، في هوليوود وبوليوود مثلا، وإلا فكيف توافق على المجازفة بأموالك وتدفع ملايين الدنانير لتصنع فيلما قد لا ينجح.

ميل غيبسون بدأ ممثلا لكن حين دخل التمثيل عرف أفضل طرق الإنتاج والإخراج، فصنع فيلمه الأخير «أبوكاليبتو» الذي حقق نجاحاً كبيراً، وهو الفيلم الذي استفاد فيه غيبسون من كل تجاربه السينمائية السابقة. من لدينا من أصحاب الأموال من يملك ثقافة سينمائية كالتي يحملها غيبسون ليتمكن من إنشاء صناعة سينمائية؟

الإنتاج التلفزيوني أفضل

ينبغي التركيز على الإنتاج التلفزيوني، علينا أن ننتج المزيد من المسلسلات، سورية ركزت على انتاج المسلسلات ونجحت وقدمت أعمالا جيدة. أما لدينا فلا توجد حتى وفرة في الوجوه، مثلا كم مرة ستستعين بفاطمة عبدالرحيم أو بمريم زيمان أو بجمعان الرويعي؟ كوادرنا قليلة ونحن بحاجة إلى وجوه متعددة وقدرات أكاديمية تدرس التمثيل السينمائي، والإخراج، وغير ذلك.

لو كان أمر صناعة السينما بهذه البساطة لفعلت ذلك دول أخرى مثل ألمانيا ولبنان، لماذا لم يفعلوا ذلك؟! لبنان يملك شعبا مثقفا وراقيا، ولديه بلد جميل تصور فيه كثير من الأفلام المصرية, السعودية التي تملك أموالا كثيرة، لماذا لا تفكر في إنشاء صناعة سينمائية؟

إعلامنا صغير وفساده كبير

·         فأنت ترى أن صناعة الفيلم تأتي في نهاية المطاف، نحتاج إلى تكوين ثقافة ووعي سينمائيين، ثم تأتي مرحلة صناعة السينما؟

- نعم هذه آخر مرحلة، الفيلم يحتاج إلى نص جيد وموزع جيد وتسويق جيد، هناك أمر آخر يجب الالتفات إليه هو أن وسائل الإعلام العربية ضعيفة في مقابل الإعلام الصهيوني، فالصهاينة متربصون بنا لا يريدوننا أن نقدم أيا من تراثنا وثقافتنا، وأي شيء نحاول تقديمه يسقطونه، ولذلك فنحن بحاجة إلى أشخاص قادرين على تحدي هؤلاء وأن يقدموا عملا جيدا يحقق نجاحا.

شركات صناعة السينما نفسها تحمل تاريخا طويلا في هذا المجال وتنفق مليارات الدولارات على الصناعة، كما أن الفساد لديهم أقل مما هو لدينا. وإلا فما الذي وصل بمصر الى هذه الحال. انظري كيف تدنى الحال، وقارني بين أفلامها القديمة في الستينات، ثم انظري الى أفلام اليوم.

لنبدأ المشي أولا ثم لنركض، لا يمكن لإحدى الخطوتين أن تسبق الأخرى، لا يمكننا إنشاء صناعة سينمائية. لدينا مخرجون جيدون في مجال الدراما التلفزيونية، مثل أحمد المقلة، ومحمد القفاص، ومحمد علي، أعمالهم جميلة، من حيث الإخراج والإضاءة والتصوير، وهم يقدمون معالجات اجتماعية جيدة، ولذلك نستطيع أن نستثمر نجاح هذه التجارب.

نستطيع كذلك أن نقدم أفلاما تلفزيونية وليس للسينما، لأن الفيلم السينمائي تكاليفه باهظة وفيه تفاصيل كثيرة، لكن لو قدمنا فيلما روائيا للتلفزيون لا تتجاوز مدة عرضه مثلا نصف ساعة فسينجح أكثر لأننا سنتمكن من توزيعه بشكل جيد، على الأقل على المحطات الخليجية. علينا أن نبدأ من هنا لا أن نقفز مباشرة الى صناعة السينما.

الوسط البحرينية في 8 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك