سينماتك

 

نحتاج جيلا من الكتاب يتجاوز الثرثرة وينبه إلى الخطر بطريقة فنية عالية

نور الشريف .. الموهوبون يعدون على الأصابع

أحمد عامر

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

من الصعب جدا وأنت تحاور فنانا كبيرا فى حجم نور الشريف ألا يتطرق بكما الحديث إلى الهم السياسى العربى والوضع الذى نعيشه والمستجدات التى تحصل هنا وهناك سيّما ونور الشريف إلى جانب مستواه الفنى الراقى يمتاز بسعة الاطلاع وثراء الثقافة والحرص على المتابعة والانتصار لنضالات الشعوب وللقضايا الانسانية العادلة وقد اتخذ العديد من المواقف الفعلية مساندة منه لهذه القضايا. وحتى الأعمال التى يشترك فيها لها صلة مباشرة بقضايانا الاجتماعية التى هى بالأساس إفراز للواقع السياسى الذى نعيشه سواء فى السينما أو فى التليفزيون..وآخر هذه الشخصيات شخصية تعاطفنا معها لأنها مستنا فى العمق وأخجلتنا بصدقها وصفائها وانتصارها للحق.. إنها شخصية عبد الحميد دراز فى آخر مسلسل لنور الشريف "حضرة المتهم أبي"..

* كان بدء الحوار مع نور الشريف بالسؤال عن هذه الشخصية إن كان يفتقدها فى مجتمعنا العربى لذلك تحمّس لأدائها أم أن فيها شيئا منه؟

هذه الشخصية الانسانية الرائعة نفتقدها فعلا ونحن بحاجة ماسة إليها لان وجودها يعنى وجود آباء ومربين سيعطوننا جيلا صادقا متمسكا بالحق.. جيلا لا يكذب ولا ينافق.. تحمست لادائها لأننى أحببتها وتفاعلت معها وأنا أحمل منها الكثير فى ذاتى وأنتصر لقيمها وأخلاقها.. قدمتها تحية منى لأستاذى محمود مسعود فى مدرستى الاعدادية وكان يدّرس اللغة الانقليزية، للشاعر محمود الحفيف، لجلال الشرقاوي، لسعد أردش، هؤلاء أساتذتى وهم مربون حقيقيون أثروا فيّ كثيرا كما كان يتعامل عبد الحميد دراز مع أولاده..

* هل أشفقت على عبد الحميد دراز وأنت تعرف أنه كان على حق؟

- أشفقت عليه كثيرا وفى نفس الوقت سعدت معه.. أشفقت عليه من الذئاب لأنهم كانوا الأقوى والأكثر شراسة وسعدت به لأنه أملنا فى الخلاص ولأن التلاميذ الذين درّسهم شبوا على أخلاقه وقد صادفهم وعبروا له معنويا وفعليا عن ذلك كما أن كل الشرفاء كانوا من صفّه.

* ما يحسب لمسلسل "حضرة المتهم أبي" أنه لم يسقط فى فخ النهايات السعيدة التى إذا جاءت مسقطة ومركبة فإنها تنسف العمل ككل؟

- أنا معك فى أن النهايات يجب أن تكون طبيعية وليست مسقطة لذلك اشترطت أن أقرأ النهاية أى أن يكون العمل جاهزا.. ورغم ألمها فإن نهاية المسلسل كانت طبيعية فالقانون فوق الجميع ويجب أن يعاقب أحمد بن عبد الحميد دراز ومن معه لأنهم ارتكبوا أخطاء.. عبد الحميد نفسه طالب أن يسلّط عليه هو العقاب لأنه تنازل عن حقه مما دفع بابنه إلى الانحراف وارتكاب الأخطاء الفادحة.

* لكن قتل الفتاة هناء لم يكن طبيعيا بل كان سقطة فى المسلسل خصوصا وقتلها لم يؤثر فى الأحداث ولم يحوّلها؟

- هذه المسألة تدارسناها جيدا وفكرنا فيها طويلا ثم اتخذنا القرار بقتلها دراميا طبعا فحبيبها خالد عاش أزمة حادة وأصيب بالاحباط وأصبح يكره النساء عندما أقدمت أمه وهى المطلقة على الزواج من شاب فى مثل سنه وهجرته هو وأخته.. تغيّر مع هناء التى أحبها وأصبح يرى فيها صورة أمه لذلك قتلها وكان يتصور أنه يقتل صورة أمه.. المسألة نفسية وكان ينبغى أن يكون الأمر كذلك لتأخذ الأحداث مجراها الطبيعي.

* منذ انطلاقتك الفنية حالفك النجاح لأنك كنت إلى جانب الموهبة تمتلك ثقافة واسعة ونضجا وإحساسا واعيا بما يجرى من حولك.. هل تعتقد أن الجيل الجديد فيه مثل هذه المواصفات؟

- ليسوا كثرة ولكنهم موجودون وهم يسيرون بخطى ثابتة سلاحهم موهبتهم وثقافتهم.

* كلما قدمت شخصية إلا وظننا أنها ستقيدك ولن تستطيع الافلات منها لكنك عندما تقدم شخصية أخرى تنسينا الأولى.. هل هو اختلاف الشخصيات أم مهاره نور الشريف؟

- الممثل الجيّد يؤدى أى شخصية وفى أى وقت حتى لو كان يقوم بعملين فى نفس الوقت، يعنى يمثل شخصية فى عمل وشخصية أخرى مخالفة لها تماما فى عمل آخر، لكن هناك شخصيات تسكننا لفترة طويلة مثلما حصل معى فى شخصية أديب التى ظلت معى ومقابل ذلك هناك شخصيات أخرى لا أجد صعوبة فى الخروج منها سريعا وهنا تلعب الخبرة دورها.

* لقد أصبحت الومضات الاشهارية ملازمة للأعمال الدرامية تقطع علينا متعة المشاهدة وتفقد هى بدورها تأثيرها وهدفها لان المشاهدين يمجونها.. كيف تبدو لك المسألة؟

- أنا معك فى أنها تفسد متعة المشاهدة لكن لا ننسى أن الاشهار جزء مهم من العملية الانتاجية.. فالمنتج الخاص يحتاج إلى المال وسلطة المال لها شروطها التى يجب أن تقبلها.

* نحن نعرف موهبتك وثقافتك لكن ألم يحن الوقت بعد للكتابة؟

- أنا ممثل ولى رأى فيما يقترح عليّ من أعمال.

* الآن ومع انتشار الفضائيات العربية أصبح واقعنا أكثر عراء فنحن نشاهد الدم العربى يلطّخ الشاشات وأشلاء لحمنا منثورة عليها.. لقد أصبحنا نرى الموت المباشر، ولا حراك؟

- هذا أمر مخيف فعلا، فهل من الخطإ أن نطلب من الفضائيات عدم نشر الوقائع لكن من جهة أخرى الاستمرار فى بثها أفقدها مصداقيتها وأفقدنا الاحساس بالغضب لأن الأمر أصبح عاديا.. إذن ما الحل؟ هل هناك عرف إعلامى بألا ينشر إلا ما هو هام.. الخوف هنا أن تشوه الحقائق تماما كما فعلوا عندما ربطوا الارهاب بالاسلام وهذا ظلم كبير لكن مع الأسف فإن الكثير من وسائل الاعلام العربية وقعت فى هذه المصيدة.

فى نظرى الارهاب مصطلح يطلق على العمليات التى لا تدافع عن الحق أى العمليات التخريبية وغالبا فإن الارهاب يأتى من خارج البلد مثلما حدث فى مصر أى تلك العمليات التى حدثت فى المتحف المصرى فى الأقصر وفى شرم الشيخ وطابا وهى عمليات لم يقتل فيها أى سائح اسرائيلى هذا أمر مذهل يدعونى للتساؤل بأن الأمر يدبر من الخارج.. وفى الحادثة الأخيرة بطابا إسرائيل أبلغت مصر وسحبت سياحها الاسرائيليين من الأماكن السياحية فى مصر قبل الأحداث.

فى اعتقادى مقاومة الفلسطينيين للاحتلال الاسرائيلى والعراقيين للاحتلال الأمريكى والبريطانى ليست ارهابا وانما هى دفاع عن الحق والأرض وهنا يكمن جوهر القضية حتى لا يكون هناك تعميم.. فأمريكا دفاعا منها عن مصالحها تقول إنها تحارب الارهاب لكن الثابت والأكيد أنها لو خرجت من العراق وأنهت احتلالها له فلن تحصل لها أى مشكلة ولا يوجد إنسان يهاجم هكذا الشعب الأمريكى الذى لا ذنب له.. وأنا أتساءل من صنع ابن لادن؟ من صنع طالبان؟ أليست أمريكا وقد فعلت ذلك لمحاربة السوفيات.

* لكن أمريكا حسب ما تقول جاءت لتعطى للعرب الحرية.. جاؤوا ليحررونا؟

- من؟ الأمريكان؟ هل تعلم أن البنتاغون منع تقديم خدمات إلى أى فيلم أمريكى ينتقد السياسة الأمريكية ومقابل ذلك تقدم المساعدات والخدمات للافلام التى تناصر السياسة الأمريكية.. هل هذه هى الحرية التى يدّعون..

ثم عن أى حرية يتحدثون وهم يمنعون الاعلاميين من المتابعة فى حربهم ضد العراق.. نفس الشيء بالنسبة للحرب الاسرائيلية ضد لبنان.. لم يسمح الاسرائيليون للصحافيين بنشر أى شيء الا الفتات إنها حرية القوى "ربنا يستر على أولادنا".

* أعود بك إلى شخصية عبد الحميد دراز.. المربى الفاضل حامل قيم الصدق والتمسك بالحق.. الا ترى أنه نموذج للمعارض الحقيقى معارض بالعقل والفكر بعيدا عن الغوغائية؟

- بالضبط.. وأقول لك انه لا يوجد فيلم أو مسلسل يستطيع أن يتجاوز ما شاهده فى نشرات الأخبار أو جرأة النقد فى البرامج الحوارية.. لقد أصبح الآن عاديا أن نرى معارضا ينتقد فى هذه البرامج رئيس الدولة.. يشتم هذا ويسب ذاك وهذا جزء من الاعلام الحديث الذى يهدف إلى إزالة هيبة الدولة وقد بدأت المسألة بفضيحة كلينتون ثم الرئيس الفرنسى الذى اتضح أن له ابنة غير شرعية والوزير الشاذ فى انقتلرا.. مثل هذه الفضائح – والأمر مقصود وليس بالصدفة – يلقى عليها الاعلام الضوء بشراسة كل ذلك لالغاء هيبة الدولة فعندما يهاجم رئيس اعظم دولة فى العالم يسقط رمز الدولة فى نظر المواطن وهذا أمر خطير.. الذى له احترام الآن هو الاقتصاد وكلينتون لم يعزل رغم الفضيحة لأن الاقتصاد فى عهده كان قويا.

وأنا أعتقد أن صعوبة المرحلة القادمة بالنسبة لكتاب الدراما هى كيف تصوغ رأيك فى موضوع إنسانى يكون أكثر قيمة من جرأة الحوار الذى نسمعه يوميا وننساه فى اليوم الموالي.. فأنا أريد أن أنتقد النظام فى مصر لا أعتقد أننى سأكون أكثر جرأة مما تفعله الجزيرة أو أى فضائية أخرى.. كلامى سيكون تكرارا، لذلك نحن نحتاج جيلا جديدا من الكتاب يكتسب اللياقة الفنية الجديدة لهذا الزمن بعيدا عن الخطاب المباشر فى الفضائيات وبعيدا عن اللقطات العنيفة فى نشرات الأخبار ولكن بأكثر وعى بأن رد فعل العمل يكون تحفيزا للمشاهد وتنبيهه إلى الخطر لأن الثرثرة عالية الصوت والسجال الكلامى لا يؤديان إلى شيء.

* أنطلق دائما من آخر شخصية تقمصتها وهى شخصية عبد الحميد دراز الذى حرك فينا القيم واستفزنا لنتمسك بالحق.. بالحرية.. بالديمقراطية.. كلمات من ذهب.. هى فى البدء والمنتهى خلاص العرب وسلاحهم الذى به يقهرون أعداءهم..

- نعم الديموقراطية مهمة جدا لكن من يمارسها؟ فى رأيى من الآن يجب أن نربى أولادنا على صفتين هما عدم الخوف وعدم الكذب على شرط أن يكون للأب تأمين اجتماعى وتأمين صحى حتى إذا تعرّض للعقاب كما حصل لعبد الحميد دراز لا يبقى خائفا على أولاده فكثير من الناس الشرفاء يضطرون للتنازل – مثل عبد الحميد دراز- خوفا على مستقبل أولادهم لكن إذا كان لى تأمين اقتصادى يحمينى أى يحمى زوجتى وأولادى إذا أنا اتخذت موقفا معينا وقتها يصبح لنا مواطن حر بعد عشرين سنة لكننا اليوم نرى فى جميع أنحاء العالم كيف يتم شراء الأصوات فى هذا النظام الاقتصادى الجديد الذى أصبح يسيطر على الانتخابات بطريقة ذكية جدا حيث يرشح أصحاب رأس المال أنفسهم وهنا أقصد رأس المال الضخم حيث لم يعد هناك مجال للشركات الصغرى وهذه الشركات الكبرى أصبحت هى التى تتحكم فى النظم وتعاقب الدول التى تعارض أمريكا والأسلوب الاقتصادى الجديد والمثال على ذلك أنه عندما قتل محمد الدرة تظاهر الناس فى مصر ضد فرع من سلسلة السوبرماركت الأجنبية بمصر وكانت النتيجة أنه تم فى اليوم الموالى غلق ثلاثين فرعا فى مصر تشغل ثلاثة آلاف موظف وتصور أن كل موظف فى كفالته خمسة أفراد من عائلته عندها يرتفع العدد إلى خمسة عشر ألف مواطن مصرى متضرر صحيح أن أصحاب السلسلة خسروا بعض الشيء لكنهم عوضوا خسارتهم من جهة أخرى يبقى أن ما حصل فى النهاية هو درس للمواطنين المصريين حتى لا يعودوا ثانية للتظاهر.

فى هذه الشركات يطلب من العاملين تغيير عنوان السكن فى البطاقة الانتخابية إلى الدائرة التى يرشح فيها صاحب الشركة أو ابنه إلى الانتخابات وبالتالى ينجح عن طريق العاملين فقط.

إذن الديموقراطية التى نريدها هى ديموقراطية المواطن الذى يتمتع بالضمانات الحياتية ليكون قادرا على الفعل.. لا توجد ديموقراطية دون شعب.. لابد أن نخلص الفرد من الخوف والكذب لكن ذلك لا يتحقق الا بتأمينات.

* بحكم الواقع العربى المؤلم الا نخشى على الجيل العربى القادم من العاهات والأمراض النفسية والانهيار العصبي.

- مع الاسف ضاعت ثلاثة أجيال ولو أردنا الاصلاح علينا أن نبدأ من الآن حتى يبقى لنا أمل بعد عشرين سنة.

* ماذا تقرأ؟ ماذا تسمع؟ وماذا تشاهد الآن؟

- عندما لا يكون لى عمل تكون قراءاتى متنوعة.. أنا هذه الأيام أتجوّل بين مسرحيات عالمية وروايات وقصص قصيرة وأنا الأن أقرأ كتاب "الحب عبر العصور" وعندما يأتينى عمل أحوّل وجهة القراءة فأقرأ ما له صلة بالعمل.. بالنسبة للمشاهدة أنا لا أذهب إلى السينما إلا اذا كنت متأكدا أن الفيلم متميز وهو نفس الشيء بالنسبة للمسرح وشكرا للتكنولوجيا الحديثة حيث أصبحت لنا قنوات أفلام كثيرة أتابعها وأسجل منها الأفلام التى تربيت عليها وأنا صغير كما أن لى مكتبة D.V.D كبيرة جدا وهى مكلفة للغاية بحكم غلاء الأفلام.

بالنسبة للسماع أنا أسمع موسيقى كلاسيكية فى المقام الأول كما أستمع إلى تركيبة موسيقية حديثة لكنها تعتمد قطعا كلاسيكية تساعد على إزالة التوتر وتساعدنى كثيرا فى القراءة.

فى الأجيال القديمة أحب أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفى الأجيال الجديدة أحب لطفى بوشناق وصابر الرباعى وفضل شاكر وعلى الحجار ومدحت صالح ومحمد فؤاد ومحمد الحلو ولطيفة وذكرى والرائعة علية..

* من هو أقرب ممثل إلى نور الشريف؟

- هما فى الحقيقة اثنان أحمد السقا وكريم عبد العزيز

* وأقرب ممثلة؟

- هند صبرى ومنى زكى ومنة شلبي

* سؤالنا الأخير.. بماذا يحلم نور الشريف؟

- كمواطن أحلم أن يكون اقتصادنا العربى قويا فدون الاقتصاد القوى سيزداد الوضع سوءا.. وأتمنى أن يكون حب المواطن لبلده عمليا.. شخصيا أتمنى الزواج لسارة ومى كما أتمنى أن يساعدنى النظام الاقتصادى الجديد على تحقيق أحلامى الفنية المؤجلة.

العرب أنلاين في 7 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك