سينماتك

 

الرازي .. عندما يكرم الفاشلون

رجا ساير المطيري

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

في الرابع والعشرين من يناير الماضي أعلنت اللجنة المنظمة لجوائز (توت العلّيق الذهبي-الرازي) عن ترشيحاتها لأسوأ الأعمال التي ظهرت في السنة الماضية 2006على أن يتم اختيار الأسوأ منها وتنصيبه فائزاً في الرابع والعشرين من شهر فبراير الحالي أي قبل موعد حفل الأوسكار بيوم واحد فقط. وقد ضمت القائمة أسماء نجوم مشهورين قدموا أعمالاً سيئة أخفقت حتى في تحقيق الحد الأدنى من الجودة والقبول. فالقائمة تضم النجم (نيكولاس كيج) إلى جانب الممثلة المعروفة (شارون ستون) والمخرج المتميز (نايت شايملان) -صاحب الحاسة السادسة والقرية- و(بين كينغسلي) بالإضافة إلى (تيم ألين)، (هيلاري دوف)، (ليندسي لوهان)، (داني دي فيتو) والمخرج (رون هاورد) عن فيلمه السيئ (شيفرة دافنشي). فهؤلاء هم نجوم السوء والرداءة في عام 2006بحسب القائمة التي وضعها المشرفون على جائزة (توت العلّيق) والذين نصبوا أنفسهم مراقبين يرصدون مكمن السوء ويسلطون الضوء عليه في حفل كبير يقيمونه سنوياً منذ أكثر من خمس وعشرين سنة..

فكرة الجائزة الطريفة جاءت في العام 1980على يد السينمائي الأمريكي (جون ويلسون) حين أقام أول حفل لجوائز (توت العلّيق الذهبي) الذي لا يوزع جوائزه لأفضل الأعمال كما هو معتاد من أي مهرجان أو حفل آخر، بل يوزعها للأسوأ دائماً، حيث يحتفي بالأفلام السيئة وبالممثلين والمخرجين السيئين، في أجواء احتفالية باهرة، مقدماً لهم تماثيل ذهبية كنوع من التكريم والتقدير!. ويأتي الحفل بوصفه النقيض التام لحفل الأوسكار الشهير بتخصصه في تكريم الإنجازات السينمائية الأفضل والأجود في كل سنة. ولتأكيد مبدأ التناقض وفكرة الارتباط الصريح بالأوسكار فقد اعتادت اللجنة المنظمة لحفل (توت العلّيق) أن تعلن عن ترشيحاتها السنوية قبل يوم واحد فقط من إعلان ترشيحات الأوسكار كما تقوم أيضاً بتوزيع الجوائز على الفائزين (السيئين!) في اليوم الذي يسبق موعد توزيع جوائز الأوسكار.

جائزة (توت العلّيق)، والتي تعرف باسم (رازي) اختصاراً، تم اختيار اسمها لتعبر عن حالة الانزعاج التي تصيب المشاهدين عند رؤيتهم للأعمال السيئة، فالمعروف عن (توت العلّيق) أنه نبتة مرّة الطعم تستخدم لأغراض طبية، تحولت بمرور الوقت إلى مصطلح ومفهوم عام يطلق على كل ما هو مثير للغثيان وللتقزز، ويشار به دوماً إلى الشخص الوقح عديم الاحترام الذي يقوم بتصرفات تؤذي الآخرين. وهذا أنسب وصف وجده مؤسس الجائزة (جون ويلسون) لإطلاقه على الأفلام التي بلغت من السوء وقلة الاحترام والوقاحة مبلغاً ذريعاً يلحق الأذى بالمشاهد.

وبرغم انتظام الجائزة وتحقيقها صيتاً لا بأس به خلال الخمس والعشرين سنة الماضية إلا أن أغلب النجوم لا يأخذها على محمل الجد بل لا يعترف بها أساساً ويراها مجرد نكتة وطرفة تأتي مرة كل سنة. والسبب في ذلك يعود إلى أن الجائزة يخونها الاختيار في كثير من الأحيان فترشح أفلاماً وأدواراً جيدة تنال التقدير في المهرجانات الأخرى كالأوسكار والغولدن غلوب. كما أن بعض ترشيحاتها تطال أعمالاً مقبولة إجمالاً قد تحمل بعض جوانب السوء لكنها لا تصل إلى المستوى المفزع الذي يصوره القائمون على جائزة (الرازي). لذلك أصبح من المألوف أن يقام الاحتفال الطريف وأن توزع جوائزه من دون أن يحضر أي نجم فائز لاستلام جائزته. وبات هذا عرفاً مقبولاً منذ انطلاق المهرجان حيث استمر لسنوات من دون أن يعلن أحد الفائزين عن قبوله بأي من الجوائز..

لكن العام 1988شهد أولَ تحولٍ في علاقة النجوم مع جائزة (الرازي) وذلك حين وافق النجم التلفزيوني الأسمر (بيل كوسبي) على حضور مقر الحفل واستلام جائزته كأسوأ ممثل عن دوره في فيلم Leonard Part 6 ليسجل بذلك أول قبول صريح بالجائزة منذ تأسيسها. ولم يقف (كوسبي) عند حد القبول بل تجاوز ذلك إلى تهديده برفع قضية ضد إدارة الحفل إذا لم تلتزم بتسليمه تمثال الجائزة المصنوع من الذهب الخالص!. وقد تبعه في ذلك الممثل (توم سيليك) الذي اعترف بالجائزة واستلمها في العام 1993عن فيلمه السيئ (كريستوفر كولومبس). وكذلك المخرج (بول فيرفين) عن فيلمه الراقص (استعراض الفتيات-Show Girls) عام 1996والممثلة السمراء (هال بيري) عام 2005عن دورها في فيلم (المرأة القطة).

ومن المفارقات التي حملتها اختيارات القائمين على جائزة (الرازي) أنهم قاموا في العام 1982بترشيح الممثل (جيمس كوكو) لجائزة أسوأ ممثل مساعد عن دوره في فيلم (فقط عندما أضحك- Only When I Laugh) وذلك في الوقت الذي نال فيه نفس الممثل ترشيحاً لأوسكار أفضل ممثل مساعد عن نفس الدور تحديداً. وقد تكرر هذا الأمر في العام 1984مع الممثلة (امي إيرفينغ) التي ترشحت لأسوأ ممثلة مساعدة في (الرازي) وكذلك لأفضل ممثلة مساعدة في الأوسكار عن دورها في فيلم (Yentl). أما السيناريست (بارين هيلغلاند) فقد كان له شأن آخر، حيث فاز بجائزتي الأوسكار و(الرازي) في يومين متتاليين عن فيلمين مختلفين، فكان بذلك النجم المتوج للسيئين والجيدين على السواء، وقد حصل هذا مع فيلميه (لوس آنجلس سري) و(ساعي البريد)، إذ فاز عن الأول بجائزة أفضل سيناريو، وعن الثاني بجائزة أسوأ سيناريو عام

1997.الفيلم التسجيلي الشهير (فهرنهايت 9/11) الحائز على السعفة الذهبية كان له حضور بارز في قوائم جائزة (الرازي) حين فاز الرئيس الأمريكي (جورج بوش) والمغنية (بريتني سبيرز) كأسوأ ممثلين عن دورهما في هذا الفيلم! ولم يكن هذا الحضور مما يزعج مخرجه (مايكل مور) بل على العكس هو أكثر الناس سعادة بذلك لأنه جاء ضمن سياق سخريته من السيد الرئيس!. ولعل هذا الترشيح الطريف يؤكد نزعة الجائزة نحو الطرافة وعدم الجدية بحيث يجعلها هي بذاتها تستحق الحصول على إحدى جوائزها. وإلا فهل يبدو منطقياً أن يتصدر الممثل (سلفستر ستالون) قائمة النجوم الأكثر ترشيحاً للجائزة بمجموع ثلاثين ترشيحاً في حين تغيب أسماء مهمة برعت في تقديم أسوأ الأعمال طوال مشوارها السينمائي!؟.

الرياض السعودية في 1 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك