سينماتك

 

"الرهينة"

الوحدة الوطنية على طريقة دروس التربية القومية

هبة عبد المجيد

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

على طريقة "يحيا الهلال مع الصليب"، و"تعيش الوحدة الوطنية"، قررت المخرجة ساندرا نشأت ومعها السيناريست نادر صلاح الدين، والمنتج وائل عبد الله، إلباس ثوب الجدية لفيلمهم "الرهينة" بطرحهم لقضية "الفتنة الطائفية"، بوصفها احدى أهم قضايا الساعة، والتى كانت ولا تظل تثير جدلا، وهو ما حدث بالفعل بعدما اعترض عليه التيار الدينى بشقيه الإسلامى والمسيحي، وبدأت طلبات الإحاطة فى مجلس الشعب المصرى تتزايد من قبل نواب الإخوان المسلمين والتى تطالب بوقف عرض الفيلم الذى يسيء للعلاقة بين طرفى المجتمع، بل وقد يسهم فى اثارة الفتن بينهما نظرا لسطحية التناول والذى كان أقرب لدروس التربية القومية والتى كانت تدرس بالمدارس حتى وقت قريب، ما يجعلنا نسأل مجددا هل تداخل عدة رؤى فى صياغة الفيلم بدءا من المعالجة الدرامية التى كتبها المنتج وائل عبد الله عن قصة فاروق نبيل، بينما السيناريو تصدى له نادر صلاح الدين لعب كل ذلك دورا فى زيادة التسطيح والاستسهال بدعوى المباشرة، أم أن المسألة برمتها تكمن فى نية صناع الفيلم لتقديم فيلم "أكشن" ما دفعهم لهذا الاختيار خاصة وأن الفكرة ستتيح لهم تصوير الفيلم خارج حدود الوطن وهى ميزة أخرى يبحث عنها دوما صناع تلك الأفلام.

تدور أحداث الفيلم حول خطف عالم مصرى حائز على جائزة نوبل لإجباره على تشغيل مفاعل نووى مهجور فى أوكرانيا، وكأن تلك المفاعلات أقرب لمصنع الصابون، حيث يحتاج لأسطى ميكانيكى يعيد تشغيله، يضاف لذلك أن الأرض التى اختيرت لتدور عليها الأحداث "أوكرانيا" مليئة بالطبع بعلماء نوويين أهم وأقدر من عالمنا هذا، الا أن الاختيار الذى لجأ له صناع الفيلم يحقق لهم الهدف الأهم الذى يسعون له وهو طرحهم لقضية الفتنة الطائفية، فعالم الذرة مسيحى ويخطف من قبل منظمة إرهابية تدعى أنه خطف وتم اغتياله من قبل جماعة إسلامية مما يشعل مزيدا من الخلافات والحساسيات بين المسلمين والمسيحيين، حتى العلاقات التى دامت لسنوات طويلة تتأثر بفعل هذه الخلافات، وهو ما نلمسه فى شقة الطلبة المصريين والتى يعيش فيها الجميع دونما أن ينتبه أحدهم لديانة الآخر وهو ما عبر عنه الفيلم بشكل جيد حينما انتهى بعضهم من الصلاة ليلتفت الى جاره فى الغرفه ويسأله "نفسى مرة أشوفك بتصلي" فيرد عليه قائلا: وأنا أيضا نفسى مرة تاخد بالك من ده ويشير إلى الصليب على يديه، ما يؤكد ذوبان العلاقة والتى تتحول للنقيض بعد خطف العالم المسيحى وتبعه صديقهم المسيحى والذى كان يحتفظ بجهاز الكمبيوتر الخاص بالعالم، فيما يتمكن بطل الفيلم المسلم من إنقاذهما فى النهاية بعد عدة مطاردات بالسيارات والطائرات انتهت باشارة لا تحتمل اللبس تؤكد يقينا أن عناصر إشعال الفتنة كانت وستظل خارجية وأنها لا زالت خطرا قائما لم يتم القضاء عليه..

وربما لا خلاف على هذه الرؤية ولكن كان على صناع الفيلم الاشارة الى أن هذه الصراعات والفتن تجد أرضا داخلية خصبة لتأجيجها وإشعالها، وهو ما كان أجدى بالفيلم مناقشته طالما دخل عش الدبابير وقرر فتح الجرح ومناقشة إحدى أكثر القضايا حساسية.

فى "الرهينة" راهنت المخرجة ساندرا نشأت على الأكشن مجددا خاصة بعد نجاح فيلمها "ملاكى اسكندرية" الذى كان أكثر احكاما من هذا الفيلم، فحرقت طيارات وكسرت سيارات وكثير من المبالغات التى لم تهتم بإحكام قبضتها عليها طمعا فى غفران الجماهير التى اعتادت التجاوز عن مثل هذه المبالغات فى الأفلام الأمريكية ما يجعلنا نسأل هل اعتمدت ساندرا على نجاحها السابق، أم لعلها طمعت فى تجاوز الجماهير لأى خروج على المنطق ساعدها على ذلك قدرتها على ضبط ايقاع الفيلم بشكل عام، وامتلاكها رؤية بصرية ولغة سينمائية ساهمت الى حد بعيد فى قبول فكرة التجاوز خاصة اذا ما وضعت الجماهير فرق الامكانيات بين السينما المصرية ونظيرتها الأمريكية.

أما بطل الفيلم الفنان أحمد عز فلقد راهن هو الآخر على موهبته كممثل ونجح الى حد كبير فى التقدم خطوة للأمام ساعده على ذلك نجاح ساندرا فى إدارة موهبته وتطويع ما لديه من كاريزما تعزز موقعه كنجم له جماهيره، لذا زادت مساحة الكوميديا والتى نجح أحمد فى تقديمها مما رفع من أسهمه على تلك الجبهة أيضا بعدما أكد قدرته على تقديم الأكشن من قبل بالاضافة للرومانسية التى نجح فيها ولا زال.

نجاح أحمد لا يوازيه نجاح الجانب الأنثوى فى الفيلم والذى تصدت له ياسمين عبد العزيز ونور، وهو خطأ يحسب على المخرجة؛ خاصة وأنها فى "ملاكى اسكندرية" منحت الجميع القدر نفسه من الاهتمام مما جعل الجميع يتقدم عبره خطوات للأمام لا زالت تحسب لهم حتى الآن وهو ما تجاهلته ساندرا فى "الرهينة" ولا نعرف هل كان عمدا أم سهوا؟!

"الرهينة" فيلم ساعدت عناصر كثيرة فى تمريره مثل التصوير لنزار شاكر، أو الأغنية التى أبدع فيها الجسمى ولعبت دورا هاما فى الترويج للفيلم مع بقية النجوم مثل ماجد الكدواني، محمد شرف رغم صغر مساحة أدوارهما، وهو ما يحسب لهما بالتأكيد.

العرب أنلاين في 28 يناير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك