سينماتك

 

تراجع كريم عبدالعزيز وتقدم أحمد حلمي والرهينة يحبط أحلام أحمد عز...

النجوم يدفعون ثمن الخلافات بين المنتجين

القاهرة - علا الشافعي

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

تعيش السينما المصرية هذه الأيام حالاً من الإرباك أدت إلى عقد لقاءات واجتماعات مكثفة بين المنتجين والموزعين في محاولة لوضع نظام جديد يتعلق بشكل المواسم السينمائية المقبلة ومواعيد طرح الأفلام في دور العرض بعد أن تخطت الخلافات بين الشركات الإنتاجية كل الحدود، وأصدرت كل شركة أرقاماً تؤكد تصدر أفلامها شباك التذاكر، متجاهلة كل الأعراف والقوانين السينمائية المعمول بها... الى حد استغاثة رئيس غرفة صناعة السينما المصرية منيب شافعي بوزير المال المصري ليساعده في الحصول على «الأرقام الحقيقية» من خلال الكشوفات والتي تذهب إلى الضرائب مباشرة. لا سيما أن مثل هذا التضارب في إعلان أرقام الإيرادات يشكل أزمة حقيقية لصناعة السينما المصرية ومستقبلها إضافة إلى أن أحداً لا يستطيع الآن الاعتماد على هذه الأرقام في شكل موثوق به، وشهد موسم عيد الأضحى استمرار الصراع المتصاعد بين قطبي صناعة السينما والإنتاج والتوزيع ودور العرض في مصر والمتمثل في «الشركة العربية» والمناصرين لها وعلى رأسهم «السبكي رضوان» من جهة، ومن الجهة الثانية، «النصر» و «الماسة» و  «أوسكار» وحلفاؤهم في السوق من أمثال «وليد صبري» وكامل أبو علي حيث ما زال كل فريق منهما مصراً على الاكتفاء بعرض أفلامه على الشاشات الخاصة به ومقاطعة أفلام الآخر.

هذا الصراع هو الذي ادى بكل تكتل الى «إعلان» إيراداته التي تؤكد بالأرقام ان أفلامه هي الأولى في شباك التذاكر، وتوزيعها على الصحف والمجلات ما أظهر كل هذا التناقض الشديد. لم يقتصر الأمر على هذا بل أصدرت رئيسة «الشركة العربية» اسعاد يونس، بياناً توضيحياً لإظهار موقف شركتها والتأكيد على حسن نياتها، قائلة أرقامها «حقيقية ولا لبس فيها». وحاول رئيس غرفة صناعة السينما أكثر من مرة جمع الأطراف المختلفين ولكن بما أن هؤلاء الأطراف هم الذين يشكلون عضوية مجلس إدارة الغرفة كيف تكون القاضي والمتهم وهيئة الدفاع في الوقت نفسه لذلك لم تستطع الفرقة الوصول الى حل حقيقي ينظم صناعة السينما المصرية التي أصبحت العشوائية من أهم سماتها على رغم التطور والطفرات الإنتاجية التي تشهدها. ولا أحد يعرف حتى هذه اللحظة ما الذي ستسفر عنه الأيام المقبلة ما دام كل شيء خاضعاً لاحتكار شركتين تتحكمان في النجوم ودور العرض.

تشكيل خريطة جديدة

وعلى رغم حال الارتباك في الموسم الحالي والتي ستنعكس أيضاً على موسم إجازات منتصف العام الدراسي إلا أن الشيء الوحيد الواضح في هذا الموسم هو إعادة تشكيل خريطة النجوم، خصوصاً بعد أن تربع النجم الكوميدي أحمد حلمي، على قمة الإيرادات بفيلمه «مطب صناعي» وحقق إيرادات بلغت 7.600 مليون جنيه والذي أصر من خلاله على تقديم «الكوميديا الخفيفة» التي تعتمد على الموقف والأداء الجيد والحوار القائم على «الايفيهات» من دون إسفاف أو مبالغة. والفيلم من تأليف طارق الأمير وإخراج وائل إحسان.

وفي المرتبة الثانية يأتي كريم عبدالعزيز بايرادات 6.800 مليون ما يبقيه نجم الشركة العربية على رغم أنه تراجع إلى المركز الثاني بعد أن كان تصدر بفلمه «واحد من الناس» معظم الاستفتاءات وحصل على لقب أفضل نجم في عام 2006. وفي فيلمه الجديد «في محطة مصر» المعروض حالياً، يقوم كريم، بنقلة درامية فإذا كان في «أبو علي» قدم الاكشن - الرومانسي وفي «واحد من الناس» الدراما - الاجتماعية، فإن فيلمه الجديد يقوم على الكوميديا. وليس ذلك فقط بل يحاكي الفيلم في الكثير من مشاهده الفيلم الأميركي «نزهة بين السحاب» لكيانو ريفز في مزيج مع تيمات مستهلكة من أفلام مصرية قديمة، حول الرجل الذي تضطره شهامته إلى الوقوف الى جانب فتاة وتمثيل أنه زوجها أمام أهلها لينقذها من زيجة يحاول الأهل فرضها عليها. لم ينج الفيلم من فخ التكرار في أغلب مشاهده، مما انعكس على إيراداته. والفيلم من تأليف بلال فضل وإخراج أحمد نادر جلال في ثالث تجربة تجمعهما.

وعلى رغم الهجوم النقدي على فيلم «أيظن» الذي ينتمي إلى السينما الشعبية التي يقدمها «السبكي اخوان» وتتألف من مطرب شعبي، ومجموعة رقصات، إلا أن الحسنة الوحيدة في الفيلم هي النجمة مي عز الدين التي قدمت شخصيات مختلفة ومتنوعة رفعت من أسهمها في شباك التذاكر منها «دور الراقصة الشعبية، والضابطة، والفتاة السمينة». وساعدت تلك الشخصيات على إظهار قدرتها على تقديم الدراما والاستعراض والكوميديا إذ أنها ملأت الشاشة بحيويتها، في مجموعة من «الكليبات» السينمائية المتراصة يطلق عليها مجازاً فيلم «أيظن» والذي وصلت إيراداته الى 6.700 مليون جنيه مصري. والفيلم من تأليف محمد فضل وإخراج أكرم فريد، ونتيجة النجاح رفعت أجرها والذي وصل إلى أكثر من 350 ألف جنيه مصري في الفيلم الواحد.

وفي المرتبة الرابعة جاء فيلم «الرهينة» للمخرجة ساندرا نشأت والنجم أحمد عز بإيرادات بلغت مليون وخمسمئة ألف جنيه مصري. وللأسف جاء الفيلم خارج التوقعات وتراجعت اسهم، احمد عز في الإيرادات بعد النجاح الذي حققه مع فريق العمل نفسه في فيلمه السابق «ملاكي الإسكندرية» وذلك لان الفيلم قدم توليفة من الكوميديا والاكشن والسياسة وتم تحميل النص أكثر مما ينبغي. جاء الفيلم شديد السذاجة في الكثير مما طرحه لا سيما ما يتعلق بقضية الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين إذا استسلم لكل ما هو متعارف عليه من كليشيهات، في أرشيف السينما المصرية، وأيضاً جاءت مشاهد الأكشن شديدة الافتعال ووقعت ساندرا وعز في فخ «الرهينة» فلا نحن شاهدنا فيلم مغامرات بسيطاً، ولا فيلماً يطرح قضيته بعمق. ويظل أجمل ما في الفيلم الأغنية التي قدمها المطرب الإماراتي حسين الجسمي، بصوته في «تترات» النهاية والتي للأسف جاء إخراجها نمطياً، فكلمات الأغنية تتحدث عن حب مصر مهما فعلت في أبنائها وخلال الأداء تنقلت الكاميرا ما بين النيل والأهرامات والقلعة والمساجد القديمة. وأوضح أن هذا يوجب على «ساندرا» واحمد عز التفكير في العمل المقبل في شكل مختلف لأنه بالتأكيد مثلما هناك مميزات لفريق العمل الذي يقدم اكثر من تجربة مع الأشخاص أنفسهم فهناك أيضاً عيوب منها الاستسهال وعدم التجديد.

وفي المرتبة الخامسة جاء فيلم «خيانة مشروعة» للمخرج خالد يوسف والنجم هاني سلامة بإيرادات تصل إلى 5 ملايين وأربعمئة الف جنيه. هنا أيضاً نلاحظ أن سيناريو الفيلم، الذي صاغه خالد يوسف أيضاً، هو نقطة الضعف الأساسية في الفيلم لأن المخرج جمع فيه توليفة من الجنس والجريمة والمطاردات وقدم أسوأ ما في البشر وللأسف لم يفلت الفيلم من فخ المبالغات الدرامية وكثرة الصدف والتلفيق الذي انعكس على الإيرادات وجعله يأتي في مرتبة متأخرة.

وبذلك يكون موسم عيد الأضحى على رغم ما شهده من «لخبطة حقيقية» قد عجز عن أن يأتي بجديد، إذ غاب الكثير من النجوم والمؤلفين عنه واقتصرت حسناته على ظهور ممثلة مثل مي عز الدين أخذت فرصة حقيقية، فيما ثبّت هاني سلامة قدميه في سلم النجومية وحقق أحمد حلمي طفرة في شباك هذه النجومية على رغم أن إيرادات جميع الأفلام تأتي متقاربة على عكس الموسم الصيفي، والسبب في ذلك بالتأكيد هو خلافات المنتجين والتي انعكست بالسلب أيضاً على موسم إجازة نصف العام، اذ تم تأجيل عرض 10 أفلام والاكتفاء بعرض فيلمين فقط وهما «مهمة صعبة» لطارق علام و «آخر الدنيا» التجربة الإخراجية الأولى لأمير رمسيس في محاولة لان تعوض الأفلام التي عرضت في موسم العيد خسارتها، إذ سيستمر عرضها إلى جانب هذين الفيلمين.

الحياة اللندنية في 26 يناير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك