سينماتك

 

مدافعاً عن «خيانة شرعية»

خالد يوسف: لن أقدم صورة وردية لواقع متخلف

القاهرة – الوسط

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

كعادته صاخباً ثائراً يقدم خالد يوسف فيلمه «خيانة مشروعة» مكرساً اتجاهه الخاص داخل مدرسة يوسف شاهين. في حديثه يؤكد أنه ليس ماركسياً، وإن كان يؤمن بأن صراع الطبقات أمر حتمي لأن معظم من يعيشون تحت خط الفقر أو تجاوزوا حد الثراء الفاحش غير أسوياء، وهذا ما يود الإشارة إليه من خلال فيلمه، نافياً أن يكون تغييره اسم الفيلم استجابة لأعضاء البرلمان في مصر أو الآخرين في المؤسسة الدينية الذين اعترضوا على العنوان، موضحاً أنه اكتشف حدوث لبس لدى البعض الذين اعتقدوا أن الفيلم يتحدث في الدين، على رغم أن كلمة «شرعية» معروفة قبل ظهور الإسلام، وأشياء أخرى في هذه السطور:

·         كيف جاءت الفكرة لـ «خيانة مشروعة»؟

- بدأت الفكرة أثناء ديكوباج «ويجا» شخص يقتل أخاه بسبب الميراث ويتحول الأمر إلى جريمة شرف، لم أثق وقتها بأن هذه الفكرة يخرج منها فيلم جيد في البداية، كانت الفكرة أقرب لفيلم تشويق تجاري وهو ما لم يعجبني، ولكن عندما وجدت أرضية يرتكز عليها الفيلم تحمست له وقررت أن أخوض التجربة، وكانت نقطة الارتكاز هي تآكل الطبقة الوسطى وتفشي الفساد في المجتمع، ما ينذر بخطر داهم سينتهي بعنف شديد·

دفاع المثقفين

·         ألم يتحول فيلمك من التشويق إلى السياسة، إذاً؟

- لست أول من يطلق هذا الإنذار، و90 في المئة من أفلام المخرج عاطف الطيب كانت دفاعاً عن الطبقة الوسطى، وفي تصوري أنها الأمل الوحيد، وهذه الطبقة تتآكل ويسقط منها الآلاف يومياً لما تحت خط الفقر ووظيفتنا كمثقفين أن ندافع عن هذه الطبقة حتى آخر رمق.

·         تقول إن الفيلم رصد للواقع ودفاع عن السواد الأعظم، أليس هناك أمل إذاً؟

- لا أرى بارقة أمل في هذا المجتمع، والسينما لا تطرح حلولاً والفنون عامة تطرح أسئلة فالأسئلة ترى والأجوبة عمياء، وفي «خيانة مشروعة» أطرح أسئلة وإشكالات وعلى المجتمع البحث عن حلول، وقد أقبل الجمهور على الفيلم خلال الأيام الماضية، لأنه يعبر عن واقعهم، وبصراحة لا أستطيع أن أقدم صورة وردية لواقع شديد التخلف.

·         استعنت بالصحافي إبراهيم عيسي في الفيلم، هل كان له هدف؟

- إنه نموذج متمسك بقيم المجتمع الأصلية، فالأشخاص المستنيرون هم الذين يدفعون عجلة المجتمع للأمام.

·     هل اعتراض بعض أعضاء مجلس الشعب وبعض أعضاء المدرسة الدينية على عنوان الفيلم كان سبب تغييره من «خيانة شرعية» إلى «خيانة مشروعة»؟

- «الشرعية» هي «المشروعة» لم أغير العنوان بسبب أولئك الذين قدموا استجوابا في مجلس الشعب أو الآخرين في المؤسسة الدينية الذين اعترضوا على العنوان، لأن هؤلاء لا يلزموني في شيء وإذا أرادوا أن يقوموا بأدوارهم، فليذهبوا ليدافعوا عن الفقراء، ولكني غيرت العنوان بعد أن اكتشفت أن بعض الجماهير حدث لديهم لبس واعتقدوا أن الفيلم يتحدث في الدين فخشيت من هذا اللبس على رغم أن كلمة شرعية معروفة قبل ظهور الإسلام.

نظريات ماركس

·         أظهرت في الفيلم صراعاً متواصلاً بين الطبقات التي تعيش تحت خط الفقر وبين الطبقات التي تجاوز ثراؤها الحدود...

- لست ماركسيا، لكن ماركس لم يكن كاذباً ونظريته صحيحة، فهناك صراع طبقات حتمي لأن معظم من يعيشون تحت خط الفقر أو تجاوزوا حد الثراء الفاحش غير أسوياء، وعندما يوجدون لابد أن يظهر شيطان، وسمية الخشاب جسدت الطبقة الفقيرة وتعرضت للقهر والظلم واضطرت إلى أن تسرق حتى تعيش بينما جعل الثراء من هاني سلامة مجرماً·

تفكير اشتراكي

·         ألا تتفق معي في أن كل نماذج الطبقة الفقيرة التي قدمها الفيلم وصولية وغير سوية؟

- قصدت أن أظهر أن كل من هم تحت خط الفقر غير أسوياء، لأن المجتمع أجرم في حق هؤلاء ودراسات علم الاجتماع السياسي تؤكد أن 80 في المئة ممن يعيشون تحت خط الفقر أو تجاوزوا حد الثراء غير أسوياء.

·         هل ترى في ذلك مبرراً درامياً كافياً لأن يقوم شخص بقتل شقيقه بهذه البشاعة من أجل الميراث؟

-هذا موجود بكثرة في المجتمع وحادث أركاديا الشهير كان خلافا بين شابين على فتاة وهناك أخبار يومية في الصحف عن حالات قتل تحدث بسبب نزاع على جنيه واحد وليس مليارات، ودعني أؤكد لك أن هذا هو مناخ هذه الطبقة.

·         واضح، كالذي قدمته خلال مجريات وحوارات الفيلم...

- لا أنكر أن فكري اشتراكي ولا أرى منطقاً في مجتمع يحكمه نصف في المئة يملك أكثر من 90 في المئة من ثرواته وهناك أكثر من 30 مليون مصري تحت خط الفقر.

الرجال الشرقيون

·         البطل يقتل زوجته لمجرد شكوك حول خيانتها!

- هذه هي خامة الرجال الشرقيين، وأعتقد أن 90 في المئة منهم يتصرفون بهذا الشكل، فالخيانة الزوجية جزاؤها القتل، وحتى القانون يحاسب هؤلاء ولا يسجنهم، بالإضافة إلى أن سمية كانت محترفة وهي تصنع المؤامرة وكانت مقنعة جدا وحتى زوجته كذبت عليه عندما واجهها بالموقف، وأعتقد أن أي شخص طبيعي سيفعل ذلك.

·         النقاد انتقدوا الصوت العالي لمعظم أبطال الفيلم طوال مجريات الفيلم؟

- هذه هي الطريقة المناسبة لإيقاع الفيلم عموماً، وأعتقد أن هذا هو إيقاع الفيلم التشويقي والصوت العالي ظهر في الخناقات وكان هناك خناق طوال الوقت لا يجوز تقديمه بصوت منخفض.

·         لماذا ارتبطت أعمالك بهذا الطابع الثوري؟

- أتصور أنه لا تقدم من دون ثورة، لأنها علم التغيير ولا يتقدم مجتمع من دون تغيير والحكومة ظلت تنادي بالاستقرار حتى مات البلد·

متعة بصرية

·         ألا تخشى المصادمة بسبب المباشرة في أعمالك؟

- هناك أشياء يصعب عليك أن تستخدم فيها الثورية بل وتشعر برغبة في أن تنتقم، البعض يعتبر هذه المباشرة عيباً، ولكنني أرى لها فائدة خاصة في مجتمعات العالم الثالث التي لا تستطيع أن تقدم فيها فناً من أجل الفن ورموزاً لا يفهمها الجموع ولا تحرك لديهم سوى متعة بصرية، فلدي مسئولية تجاه كل الناس الذين انتمي إليهم.

·         قلت إنك قدمت ثلاث فتيات عربيات خلال الحوادث لضرورة درامية وهي التي لم تتضح خلال الفيلم؟

- لم أستعن بهن لضرورة درامية، ولكنني فتحت باب الترشح ووجدتهن الأكثر موهبة والأقرب لذوقي الشخصي وبالمصادفة كن عربيات.

الوسط البحرينية في 25 يناير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك