سينماتك

 

قراءة في صور المأساة...

الأبعاد البصرية لتوثيق واقعة كربلاء

جعفر حمزة*

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

«صور التراجيديا لأية أمة هي المحرك الفعلي لاستمرار التفاعل مع كل القيم التي تحملها المأساة بكل مفرداتها». ويمثل الحدث المأسوي (التراجيدي) الصورة التي تقدم تلك الزاوية المظلمة من الإنسان لأخيه الإنسان ليعيش في ذاته «الشيطنة» التي تحول كل المفردات المحيطة بالإنسان الشيطان إلى أدوات جهنمية تنبع من تفكير أبعد ما يكون عن معنى الوجود الإنساني بكل معانيه.

والتراجيديا هي إحدى السُبُل التي تلامس الإنسانية بالكثير من القيم الأساسية الفطرية للإنسان، ضمن حدث وسلسلة حركية تظهر فيها التناقضات في المبادئ بين جبهتين مختلفتين إحداها تمثل القيم النبيلة وأخرى نقيضه لها. وأخذت «واقعة كربلاء» صوراً متعددة لحفظ وقائعها، وسرد حوادثها، لتكون أضخم صورة تاريخية لمأساة عاشها الإنسان شعراً وكلمة وصورة وحركة، ونتيجة للوضعية الخاصة التي عاشتها مأساة كربلاء من ناحية الزمان والمكان والشخوص، كان لابد من وجود «مصدر بصري» ينقل تفاصيل تلك المأساة إلى الأمة، فكان النقل الروائي ووجود الشهود من المعسكرين أدوات الرسم الثانوية بعد كلام الرسول الأكرم (ص) عن تلك الواقعة، وتبدأ أول عملية توثيقية بالرسم لواقعة كربلاء وما تلاها من خلال رسم السبايا في الكوفة والشام، وعبر رسم الراهب المسيحي الذي أخذ رأس الإمام الحسين ليبيت عنده ليلة واحدة، بعدما أخذه من جنود بني أمية مقابل مبلغ من المال، وبعدها تتابعت صور التوثيق وسرد المأساة.

ولم تبتعد «صور كربلاء» عن الخصوصية التي تمتعت بها الكثير من البلدان الإسلامية في مرجعيتها «البصرية» من خلال التاريخ الذي تملكه في الرسم وتصوير الحوادث، لتكون مأساة كربلاء الصورة محل إسقاط بصري لبعض المجتمعات الإسلامية من دون غيرها، والملاحظ نوعية الرسومات التي تنقل مأساة كربلاء عبر تصويرات للشخوص الموجودة في الحدث، ونعتقد أن المجتمع الإيراني هو من أكثر المجتمعات الإسلامية ممارسة لتصوير واقعة كربلاء من خلال اللوحات والرسوم التي تصف شخوص الحدث الكربلائي في أكثر من موقع يستخدم فيه الفن «الفارسي» كهوية مميزة بما يمثله من وسيلة نقل بصرية لهذه الواقعة المأسوية، فهناك إسقاط لسمات الخلفية البصرية للرسم الإيراني على الشخوص الكربلائية، إذ يلحظ في كثير من الرسومات الملامح التي تتميز بها رسومات شخصيات روايات وقصص بلاد فارس القديمة التي تستعرض شخصيات قديمة كمجنون ليلى، والقائد رستم، وغيرها من الشخصيات التي تتخذ ملامح مميزة لها من دون غيرها من رسومات البلدان الأخرى، بل إن لباس المعركة الذي اتخذه العباس (ع) على سبيل المثال، يتميز عبر تلك الرسوم بالتشابه الواضح مع لباس الحروب التي كانت متخذة في العصر الفارسي القديم، ويمكن التأكد من ذلك عبر مراجعة رسوم « الشاهنامة» - وهي ملحمة شعرية تصف بعض مقاطع من التاريخ الإيراني - والكثير من الرسومات التاريخية القديمة في المتاحف والكتب الإيرانية.

ومن تلك الملامح لبس الخوذة المصممة بالطريقة الموجودة في الرسوم في عصور فارس القديمة، وكذلك العصر الصفوي، بالإضافة إلى دلالات بصرية أخرى كوضع «الريشة» على الخوذة، وطريقة اللباس عموماً، وبقدر ما كان «الإسقاط الرسمي» - نسبة إلى الرسم- موجوداً - إن صح التعبير - فقد كانت القيم التي تزخر بها معركة كربلاء تتمثل بأجلى صورها في تلك الرسومات، عبر التضحية والصدق والشجاعة من جانب، والوحشية والظلم والدموية من جانب آخر، عبر تمثيل ثنائي لمخيمي الإمام الحسين (ع) وعمر بن سعد، ويمكن ملاحظة ذلك عبر الرسومات التي تحكي المواقف المختلفة في معركة كربلاء، وتحمل معها المشاعر والقيم المتناقضة من قمة الفداء والتضحية إلى قاع الوحشية والظلم. وبحكم «التطور الصوري» الذي يساير عمر المجتمعات، يلحظ وجود الصور متعددة القوالب التي تتناول كربلاء من زوايا مختلفة، فمن وجود الرسومات في الكتب إلى تكبيرها في الحسينيات، وحملها في المواكب العزائية، وقد أخذت النماذج الحديثة مجالاً أوسع لتناول مأساة التاريخ ليكون المجتمع لابساً لسواد ملون عبر اللون الأسود التي تتشح به الكثير من المدن والقرى في شهر محرم الحرام في أكثر من بلد في العالم، وبأشكال مختلفة وبطرق متعددة في عرض واقعة الطف، فمن الرسومات التقليدية انتقلت إلى مرحلة تثبيتها في الحسينيات عبر سجاد معلق فيها، أو من خلال ثياب سود تحمل تلك الصور، بل وأصبحت تجارة لها سوقها الرائجة في المجتمعات الشيعية وخصوصاً للأطفال، وانسحب التمثيل البصري على كثير من المنتجات اللباسية مثل «القمصان، تي شيرت، القبعات، وشاح الرجل»، بل واتخذ الأمر حيزاً أكبر من خلال الميداليات، والملصقات، بل وحتى بعض اللوحات القماشية التي توضع في خلفية السيارات، واتخذت التقنية الحديثة مجالها في ذلك عبر التصميمات في الكمبيوتر، ورسائل الوسائط المتعددة (MMS) عبر الهاتف.

ومع التنوع البصري الذي يتخذ من «كربلاء» ملهماً له يضع الرسام ريشته لا لتوثيق «حدث» أكثر منه من تسجيل «موقف» تظهر كل آثاره من خلال الألوان المستخدمة والشخوص المعروضة، لتصبح واقعة كربلاء تسجيلاً بصرياً متجدداً ينطق بكل لغات العالم، ضمن حركة لا تستدعي البحث عن معانٍ أخرى، فمازالت تزخر كربلاء بالكثير من القيم التي يحولها الفنان إلى لوحة أو قصيدة أو فيلماً.

إن التنوع الحاصل في عملية «الإسقاط الفني» لواقعة كربلاء والملاحظ في أكثر من بلد، يقدم مؤشراً على وجود «إلهام» لا ينقطع لحدث تاريخي مر عليه قرابة ألف ونيّف من مئات السنين عليها، ونعتقد أن مثل هذا الحدث هو الأول من نوعه في تاريخ البشرية التي حظي بتجدد في التوثيق البصري، وذلك من خلال التفاعل السنوي معه، فعلى رغم وجود مآسٍ متعددة في تاريخ البشرية من العهد القديم والحديث، فإنها توقفت عند انتهائها وأخذت نصيبها من التوثيق والتصوير الفني لها، وتوقف الأمر عند ذلك الحد، ويكفي النظر إلى جميع مراحل ومحاولات التوثيق البصري لأكثر من مأساة عاشتها البشرية قديماً وحديثاً، إذ تتوقف الأقلام وتجف الألوان في فرشاة الرسام، لتكون اللوحات الفنية سواء رسومات، قصائد أو تشبيه للواقعة محدودة، فيما يلاحظ الباحث الموضوعي تجدد «التفاعل» مع واقعة كربلاء من خلال وسائل متعددة للفن، كلامياً وبصرياً عبر الرسومات وما تُسمّى بالشبيهات، إذ تُمثل الواقعة في الهواء الطلق. وتمثل واقعة الطف زخماً بصرياً وإعلامياً قوياً مازالت المجتمعات المؤمنة بالحرية والعدالة تقتبس منها وتستلهم، وتأخذ صور المأساة كل مساحة التفاعل الإيجابي بين التاريخ والحاضر عبر سلسة من الصور والرسوم التي تحمل معها التاريخ في قيمه ومبادئه، ومازالت تشكل واقعة الطف ملهمة البصر والنظر، ولا أدل على ذلك من إبداعات متجددة وتطور في تناول تلك الواقعة عبر قنوات متعددة، وتبقى مأساة الصورة بمأساة القيمة التي نُحرت على حجر نكران القيم الإنسانية الأصيلة، وتبقى قوة الثبات على الحق بثبات الاستفادة من الصورة (المأساة) في نشر القيم الأصيلة لواقعة الطف.

* كاتب بحريني

الوسط البحرينية في 25 يناير 2007

 

«مهمة صعبة»... مثير للجدل يتناول الفساد وعلاقة المال بالسلطة

 تعود السينما المصرية مجدداً من خلال فيلم (مهمة صعبة) الذي بدأ عرضه الثلثاء الماضي بالقاهرة لتقديم الأفلام السينمائية المثيرة للجدل بسبب تعرضها للموضوعات السياسية الساخنة وتقديمها رموزاً لشخصيات حقيقية يثار بشأنها جدل في الشارع المصري.

ويتناول الفيلم الجديد الذي يندرج في إطار أفلام «الاكشن» التي انتشرت في مصر في الآونة الأخيرة عدداً من القضايا الجدلية منها التحالف غير المعلن بين المال والسلطة وفساد رجال الأعمال الكبار الذين يتخذون من العمل بالسياسة والتقرب من رجال الحكم ستاراً يخفون وراءه أنشطتهم غير المشروعة.

ويقدم الفيلم قضية المبيدات المسببة للسرطان للمرة الأولى في السينما المصرية وهي القضية التي شغلت الرأي العام في مصر واتهم فيها أحد قيادات الحزب الحاكم الكبار وعدد من رجاله المقربين. كما تضم الحوادث إشارات لرجل أعمال معروف يعمل بالسياسة إلى جانب إمبراطورية أعماله الضخمة وهي مواصفات تنطبق على أحد قيادات الحزب الحاكم حالياً.

ورفض فريق العمل بالفيلم الربط بين الحوادث والشخصيات الدرامية وبين حوادث وشخصيات حقيقية، مؤكدين أن الفيلم يطرح عدداً من قضايا الفساد من دون الإشارة إلى قضية بعينها أو شخص بعينه وأن على المشاهد أن يفسر الحوادث كما يحلو له.

وكان عدد من الأفلام المصرية قد أثار جدلاً في الشارع المصري في الآونة الأخيرة إذ تم تناول قضايا مشابهة مثل فساد رجال الشرطة في فيلمي «تيتو» للمخرج طارق العريان و «واحد من الناس» إخراج أحمد جلال وفساد أعضاء البرلمان والوزراء في فيلمي «معالي الوزير» للمخرج سمير سيف و «عمارة يعقوبيان» لمروان حامد. وتدور مجريات «مهمة صعبة» الذي كتبه حمدي يوسف وأخرجه إيهاب راضي حول تورط أحد رجال الأعمال الكبار في قضية استيراد مبيدات فاسدة تسبب السرطان ومحاولات عدد من الشرفاء التصدي لدخول تلك المبيدات للبلاد من دون جدوى باعتباره مقرباً من رجال بالحكومة.

يقوم ببطولة الفيلم الإعلامي طارق علام في ثالث تجربة سينمائية له إلى جانب علا غانم ومجدي كامل وخالد الصاوي ودنيا وحجاج عبدالعظيم والمطربة اللبنانية مروة كما يضم مجموعة من ضيوف الشرف بينهم النجوم هشام عبدالحميد وسعيد صالح وأحمد بدير.

وقال بطل الفيلم طارق علام لوكالة الأنباء الألمانية السبت الماضي إن الفيلم يتناول وقائع قصة فساد حقيقية مازالت خاضعة للتحقيق في نيابة الجمرك بمدينة الاسكندرية شمالاً وأن الحوادث تشير إلى علاقة وطيدة بين المال والسياسة وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالفساد والتربح.

وبشأن تقديم رموز درامية لأشخاص حقيقية في الفيلم قال علام إن الدراما لابد أن تعتمد على الواقع وإنه إذا لم يكن هناك رابط بين الشخصيات الدرامية في الفيلم وشخصيات ووقائع حقيقية فإنها تتحول إلى دراما غير منطقية، مشيراً إلى أن الأمر متروك للجمهور ليكتشف خلال مجريات الفيلم ما يربط بين الشخصيات والمواقف الدرامية والشخصيات الواقعية.

ومن جانبها، قالت الفنانة علا غانم إنها تقدم في الفيلم دور عالمة تعمل في مركز البحوث الزراعية فتكتشف محاولة لإدخال مبيدات زراعية خطيرة تهدد سلامة المجتمع فتبدأ بمشاركة عدد من الشرفاء مثلها التصدي للصفقة التي يقف خلفها أحد رجال الأعمال الكبار ما يعرضهم جميعاً لأخطار كثيرة تهدد حياتهم.

وقال المخرج إيهاب راضي إن الفيلم يبرز مدى استفحال الفساد في المجتمع والسطوة التي يتمتع بها رجال الأعمال الكبار حتى أنهم لا يتورعون عن قتل أحد العلماء الكبار وتهديد قاض شريف بالقتل والاختطاف وترويع كل من يقف في طريقهم.

ومن المقرر أن يبدأ عرض الفيلم رسمياً يوم الأربعاء المقبل في 34 دار عرض بالقاهرة والمحافظات المصرية ويقام عرض خاص مساء الثلثاء احتفالاً ببدء عرض الفيلم الذي استغرق تصويره 8 أسابيع وبلغت كلفته الإنتاجية 8 ملايين جنيه مصري ويسعى منتجوه لعرضه في عدد من الدول العربية خلال الفترة نفسها.

ويضم الفيلم أغنيتين من تلحين عصام كاريكا الذي يقدم إحداهما بصوته بعنوان «صعبة الحياة» بينما تقدم المطربة اللبنانية مروة التي تشارك في الفيلم الأغنية الثانية بعنوان «الفرح».

الوسط البحرينية في 25 يناير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك