سينماتك

 

عندما تقع السينما في مطب اقدم مهنة في العالم!

القاهرة ـ من محمود قرني

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

عن سلسلة الرسائل بأكاديمية الفنون في مصر صدر كتاب البغاء علي شاشة السينما المصرية من 1975 ـ الي 1985 ، للدكتور خالد بهجت وتقديم رئيس الأكاديمية الدكتور مدكور ثابت ، والكتاب ينطلق من فرضيات عدة الي مجموعة من النتائج شديدة الأهمية، ورغم أن مؤلفه استاذ أكاديمي الا أنه تبدي كفنان ومخرج بأكثر ما تبدي كرجل من رجالات المنهج، وهو أمر لا يقلل من أهمية الجزء النظري الذي يحتويه الكتاب الي جانب الاستبيان الواسع الذي يقص امبريقية الواقع في عدد من الأسئلة التي طرحها المؤلف علي عدد من جماهير العامة في شأن الظاهرة التي يتناولها الكتاب، ولأن الموضوع شائك ونادر المعالجة في الكتابات العربية نظرا لما يحيطه من التباسات ومحاذير، فقد رأينا أن نعالج ونلم بأهم ما جاء به علي مدار حلقتين، نستعرض في الجزء الأول تاريخ البغاء من وجهة عامة وفي مصر من وجهة خاصة جريا ـ بالطبع ـ خلف أطروحة المؤلف ونتناول في الجزء الثاني ظاهرة البغاء في السينما. ينطلق المؤلف خالد بهجت في مقدمته من فكرة وظيفة الفن ومفهوم الالتزام ومن ثم دور السينما في هذا السياق، ويتعامل معها باعتبارها شكلا من أشكال الوعي الاجتماعي الذي يتجاوز فكرة الانعكاس الواقعي، ويشير بوضوح الي أنه رصد الكثير من الظواهر التي تؤكد أن السينما المصرية متخلفة عن ايقاع مجمعها ومتوقفة عند نوع مما أسماه البلهوانيات الفنية التي تتأرجح بعيدا عن بؤرة التأثير في مجتمع ترتفع فيه نسبة الأمية وهو ما كان يمكن معه للسينما ـ حسب بهجت ـ أن تقوم بدور مؤثر وفعال، ويتساءل المؤلف قائلا: ماذا لو تجاوزت السينما وظيفتها التطهرية أي التفريغ الي ارادة التغيير، وفي هذه الحالة يجب علي الفنان أن يقدم ما يحفز حدسه الفني وفهمه للواقع والمشاركة في الاجابة علي أسئلته المعقدة.

ويشير بهجت الي ظاهرتين من أهم الظواهر التي واجهت السينما وهما ظاهرتا المخدرات، والبغاء ويري أن هاتين الظاهرتين رغم ما نالتاه من عناية علمية الا أنهما علي المستوي السينمائي لم يحظيا بنفس الدرجة من العناية والوعي.

البغاء في الواقع والبغاء في السينما المصرية

في فصله الأول بالكتاب يتناول خالد بهجت تلك الوظيفة الأقدم في التاريخ وهي وظيفة البغاء، التي تطورت بأشكال مختلفة داخل أطر واقع مغاير وحضارات متباينة، ويتعامل مع هذه الظاهرة في السينما المصرية باعتبارها مثلت نوعا من الاغواء دفعت السينمائيين لتناولها في اتجاهين أحدهما ينطلق من اثارة حواس المتلقي استهدافا للربح وشباك التذاكر عبر سينما زهيدة التكلفة لا تهتم بالعلم ولا تلقي بالا لدور الفن السينمائي علي المستوي الاجتماعي، ويصفها المؤلف وصفا دقيقا وجريئا حيث يقول: ان مثل هذه السينما تصبح هي الأخري بغائية أي فعلا من أفعال البغاء الذي يفترض فيها أنها تقاومه وتقومه.

والاتجاه الثاني هو الاتجاه الأكثر رصانة ـ حسب وصف المؤلف ـ حيث يعتمد فيه السينمائي علي الرصيد العلمي السابق عليه ليؤكد من خلاله عمق علم السينما.

ويقول خالد بهجت: ان الاتجاه الذي انطلق منه السينمائيون في مصر عبر أجيال متواكبة كان يحتاج الي معالجة في فهم الظاهرة فحسن الامام يتناول الموضوع في أكثر من موضع في أفلامه مثل الثلاثية وكذلك أشرف فهمي يتناوله كموضوع أساسي في فيلمه الشريدة و أمواج بلا شاطئ وبالمثل يعالجه سمير سيف في فيلمه شوارع من نار المأخوذ عن فيلم ايرما لادوس والثلاثة علي اختلاف المدي الزمني بين انتاج أفلامهم وأجيالهم الا أنهم اتفقوا فيما كنا نظن أنهم لا بد أن يختلفوا فيه .

عن البغاء وحرمة البكارة

في فصل عن تاريخ البغاء يستعرض المؤلف عددا من المظاهر الحضارية التي أحاطت بهذا الفعل، وهو ما يُعد من الطرائف في لحظتنا الراهنة، فيشير الي أن الحضارة السومرية كاحدي أقدم الحضارات اعتبرت العلاقات الجنسية وحتي الدعارة من الفضائل العظمي في الكون، ويقول خالد بهجت: كان الملك في موسم الحصاد يمثل دور الاله بعل، يدخل زواجا مقدسا مع ممثلة الربة عشتار وهو الأمر الذي امتد الي المعبد، فها هو كاهن معبد بابل يتولي مهمة مباركة الفتاة عندما تفض بكارتها مع أول غريب قادم الي المدينة لتكتسب مشروعية أن تصبح امرأة صالحة للزواج، ويقبض الكاهن وتفض البكارة ولا يسمي ذلك بغاء، ولا يحمل في مثل هذه الاشكال، حيث تحول الفعل من طقس له دلالاته في حينه والتي يغلفها الدين والعادات الي شكل انحراف أكيد لا خلاف علي انحرافيته. ثم ينتقل المؤلف بعد ذلك الي تناول ظاهرة الفعل الجنسي والمال وأشكالها المتعددة المرتبطة بفعل البغاء كما تعرفه العصور الحديثة، ويشير الي أن انتشار الظاهرة أدي الي تكون اتحاد دولي لالغاء البغاء fa1 وتكون عام 1875 وأصبحت له فروع في معظم دول العالم مع غيره من المنظمات التي أدركت خطر البغاء الي أن أصبح مبدأ الغاء البغاء مبدأ دوليا ضمن اتفاقية ليك سيكس في 21 اذار (مارس) 1951، بشأن مكافحة الاتجار بالأشخاص واستغلال دعارة الغير، لكن المؤلف ينهي حديثه في هذه النقطة بأن التشريعات شيء والواقع الذي يشهد بعكسها شيء آخر.

البغاء في مصر قبل وبعد التحريم

يشير خالد بهجت الي التأكيد علي وجود ظاهرة البغاء في مصر منذ العصر الفاطمي، وكانت ثمة ضرائب يتم فرضها علي البنات في العصر المملوكي وحتي مجيء الظاهر بيبرس الذي حارب البغاء وألغي المكوس المفروضة عليها، ثم يشير المؤلف الي استشراء الظاهرة بعد الفتح العثماني، ثم دخولها مفترق طرق منذ دخول الفرنسيين الي مصر عام 1797 حيث اندفعت الظاهرة الي شكل من العلنية غير المسبوقة بعد فرض الضرائب علي البناء من جديد واستمر الوضع حتي عام 1837 عندما ألغيت هذه الضرائب، ثم عاودت ظاهرة البغاء الظهور مع الاحتلال الانكليزي، حيث صدرت لائحة تنظيم بيوت العاهرات في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 1905، وهنا يشير المؤلف الي تحول ظاهرة البغاء في مصر الي الاطار الرسمي المنظم بحكم القانون، ويشير بهجت الي أن منطقة الأزبكية كانت من أولي المناطق التي انتشرت فيها ظاهرة البغاء وكذلك منطقة كلوت بك وكذلك شارع البطرحانة وقلعة الكبش، وينقل المؤلف عن المؤرخ محمد نيازي رصده لعدد البغايا في مدينة القاهرة الذي وصل الي 600 بغي ما بين أعوام 1945 الي 1953، وجاءت أعلي نسبة لسن البغايا من العشرين الي الخامسة والعشرين، وما يقرب عن ثلث هاتيك البغايا من المنفصلات عن أسرهن منذ الخامسة عشرة من أعمارهن.

أما أطرف ما ينقله المؤلف خالد بهجت في كتابه فهو ذلك المشهد تطبيقا للائحة العمل التي وضعتها السلطات الانكليزية عام 1905، حيث يتوجهن الي مستشفيات الأمراض التناسلية وغالبا كان ذلك يتم في مستشفي الحوض المرصود حاليا بجوار سينما ايزيس بمنطقة السيدة زينب ، يقول خالد بهجت: كانت البغايا يمتطين عربات الكارو ويسرن في زفة تتميز بالصخب واللهو والأعلام، وهو ما يشير ـ حسب المؤلف ـ الي طابع الحياة ما قبل سنة 1949 حيث لم يكن هناك تحريم للظاهرة، بل كانت البغايا يعلن عن أنفسهن. ويردف المؤلف قائلا: للحق فقد جاء هذا المشهد أيضا كما ذكرته شهادات المعاصرين التي رجعنا اليهم في فيلم شوارع من نار اخراج سمير سيف، وهي المراجع التي رشحت منطقة الأزبكية لأن تكون أكبر تجمع للبغايا في التاريخ الحديث.

ويستعرض المؤلف تاريخ الظاهرة عبر العديد من المصادر ومنها الأغاني فينقل عن منيرة المهدية عددا من الأغاني التي تتعالي فيها التجسيدات الحسية المحضة، وفي أكثر من أغنية، كلها تكتظ بالدلالات مثل:

ليلة ما جاني.. بوعده وفاني

سمح زماني.. وقعدنا شوية

ياما شربنا.. حتي سكرنا

وياما لعبنا.. في الفجرية 

ورغم أن المؤلف يشير الي التغير الذي طرأ علي مثل تلك الأجواء بسبب سيادة نمط قومي وطني من الغناء المصاحب لحركة المقاومة الوطنية للاحتلال الانكليزي لا سيما مع سيد درويش، الا أن ظاهرة البغاء سرعان ما عادت الي سابق عهدها في الانتشار من جديد مع الأزمة الاقتصادية العالمية في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهي الأزمة التي نالت الكثير من مصر والمصريين باعتبارها تمثل نموذجا للاقتصاد التابع.

شهوات متوهمة

وبعد أن يستعرض المؤلف خالد بهجت بعض البحوث التاريخية التي تناولت ظاهرة البغاء في الخمسينيات من القرن الماضي، ودراسة البيانات الاحصائية التي رصدت أعداد البغايا وكذلك الفئات الاجتماعية التي ينحدرن منها، يذكر أن موقف السينما المصرية من الظاهرة كلها كان شبيها بموقف علماء الانسانيات المعنيين بدراسة مثل هذه الظواهر الانحرافية في مصر، ويقول: أعرض الفنان والعالم عن التناول العميق للظاهرة بما تتضمنه كظاهرة متدنية تنحرف بنية المجتمع وتؤثر في الواقع لتكشف عن بناء تحتي هش حيث علاقات الانتاج الجديدة في واقع جديد من خلال مفاهيم وافدة جديدة لانفتاح اقتصادي أمسك بخيوط كل شيء فيه لتجاوز التدهور كل حد .

ومن المنطلق الاقتصادي والاجتماعي للظاهرة ينطلق خالد بهجت لقراءة مختلفة يري من خلالها أن التعريفات التي تتصل بالبعد الاقتصادي في قراءة ظاهرة البغاء اقتصرت علي تناول العوامل المهنية وأغفلت بعض الأبعاد الجوهرية وكأن الفقر أو عدم المكنة من الزواج المبكر والكسل هي الأسباب الوحيدة وراء الظاهرة بينما - حسب المؤلف - يمكن أن يحدث الأمر نفسه بسبب الترف والرفاهية، ويتفق المؤلف مع طرح هاري بنيامين الذي ينتهي الي أن العوامل الاقتصادية انما هي عوامل مهنية أو معجلة تضاف الي عوامل أخري من قبيل التحريض والغواية والظروف الاجتماعية بعامة، ويردف المؤلف موضحا: أن وجهة النظر هذه يدعمها أن التمسك بالقيم الدينية والخلقية قد يدفعان بالشخصية الي التمسك بقيمها فلا تؤدي العوامل الاقتصادية بالضرورة، الي الانحراف.

ومن خلال نقاشه للأبعاد النفسية للبغاء يتعرض المؤلف الي العناصر الأساسية لعملية البغاء والتي تتكون من البغي والقواد والعميل ويرصد من خلال ذلك ثلاث خصائص للعملية أولها أن البغي ليس في مقدورها الا المنحة الجنسية، أما المقابل فعادة يكون غير جنسي، ثانيها أن ذلك المنح الجنسي الذي تباشره ممارسة البغاء أو ممارسه لا يوجه الي شخص بعينه بل هو عطاء دون تمييز أو تفريق مع ضرورة تحقيق شرط المقابل المادي أو العيني والثالث هو أن وسيلة المنح في هذا الفعل هو الجسم وحده فالبغي لا تقدم أكثر من المتعة الجنسية، ويفسر المؤلف بشكل أوسع هذا المفهوم في تعريفه للبغي عندما يقول: انها مالكة لما لا حق لها فيه ألا وهو جسدها الذي تعطيه للعميل عند الطلب، وهي لا حق لها فيما تمتلك، ومن ناحية أخري فان البغي من حيث هي موضوع جنسي لا تزيد عن كونها وهماً جنسيا للعميل الذي يستحيل عليه اكراهها كي تكون واقعا جنسيا مرضيا له، فهي سلعة تُشتري، مما يعني أن الموقف البغائي لا يسمح لها بعلاقة ثنائية، فالجنس الذي يمكن الحصول عليه من البغي انما يعني كونها سلعة لها مشتر عميل ووسيط قواد . اذن فالبغي تحولت الي شيء وخرجت عن كونها موضوعا وكأن المتعة الجنسية بدورها تحولت الي شيء وليست عملية ترتبط بوجدانات وعلاقة انسانية، وحسب المؤلف، فان الجنس بهذا المعني تحول الي عملية متوهمة مرتبطة بالرغبة الجنسية للعميل، وهو الشق الذي تحرمه البغي علي نفسها، وكأن سيكولوجية البغي تقوم علي كبت وجداناتها واطلاق الشق الشهوي المتوهم من الجنس.

 

0


تكون او لا تكون==

تمنيت ان تكتب عن ضعف السينما العربيه الذى يعكس بدوره ضعف العالم العربى00 لا ان تستعرض سيكولجيه البغاء بين دفتى كتاب00 هل تعرف ما الذى قتل طموحات العديد من صناع السينما 00 انه الوضع المرضى المنتشر على صفحه هذا العالم بلا استثناء00 السينما هى التى فى مقدورها خدمه الثقافه وخدمه المواطن وخدمه اى قضيه يحملها العربى فى داخله00 لم لم تتحدث عن فشلنا فى مهرجان كان00 دائما نحن معنيون برفع الشعارات عن المؤامرات المحيطه بنا 00 والدفاع عن التراث 00 لكن الكلام شىء مجانى 00 والمجان هو ما يحركنا 00 نعم يجب ان نتحدث عن كان 00 ونترك الابحاث الاكاديميه جانبا00 فيلم ابو اسعد الذى وصل الى الاوسكار 00 هو الذى يفيد اكثر من كل المقالات التى نكتبها عن فلسطين وننساها قبل ان نخلص من قراءتها 00 كانت هناك مشاركات عربيه 00 لكنها قدمت على استحياء00 لاننا دائما نعتبر السينما فن هابط00 وتاتى انت الان وتضع على المشرحه كتاب العاهرات فى السينما المصريه00 هذا كثير= محمود ابو عبيد***


يا أبو عبيد

يا أخي يامحمود أبو عبيدو ألا يوجد في هذه الحياة شئ يرضيك ؟ أنت تقرأ وكأنك تتصيد أخطاء هذا أو ذاك, لماذا تضع نفسك في مكان الآخرين, وتريد أن يكتبوا ماتريد أنت كتابته, لماذا لاتكتب ماتحب, وترتضي, هل تعرف السينما العربية جيداً كي تطلب من شخص أن يكتب عن ضعفها, ألا تعتقد بأنك وملاحظاتك جزء من هذا المجتمع العرببي بكل مافيه من قوة وضعف يا أبو عبيد, ماهو ليس مفيداً لك يمكن أن يكون مفيدا للأخرين مع أنني ألاحظ بأنك مخلص للقدس العربي صلاح سرميني

القدس العربي في 23 يناير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك