عندما تشاهد فيلما، يستدعى إلى ذهنك أحيانا على نحو غير واع أفلاما أخرى، بعضها ذو صلة قريبة بالفيلم الذى تشاهده وبعضها الآخر بعيد الصلة على نحو غريب، هذا ماحدث لى خلال مشاهدة فيلم التحريك الروائى الطويل المنزل المتوحش، فقد قارنته على الفور بفيلم المشاغب والنمل لتناقض الرسالة السياسية والأخلاقية بينهما، فعلى حين يدعو النمل إلى تفهم الآخر بأن تضع نفسك فى مكانه، فإن المنزل على العكس تماما يستثير فى وجدان المتفرج الطفل إحساسا بالرعب بالمعنى الحقيقى للكلمة من هذا الآخر، الذى يمثل خطرا غامضا داهما، بما يؤكد لك أن هوليوود فى الفترة الأخيرة تغذى شعور البارانويا فى الشعب الأمريكى، أطفاله وكباره على السواء، تكريسا للاتجاهات السياسية والعسكرية للإدارة الأمريكية، التى تنطلق من نزعات إمبراطورية تقوم على نفى الآخر بتدميره أو استعباده.

أما الفيلم الآخر بعيد الصلة - وأرجو ألا يثير ذلك استغراب القارئ - فهو فيلم المهاجر ليوسف شاهين، الذى ألصق بالحضارة المصرية القديمة تهمة الزينوفوبيا أو كراهية الأجانب، وهو اتهام لا يخطر على بال أحد ممن يعرفون حقا جوهر الحضارة المصرية فى كل عصورها، التى تقوم على مفهوم البوتقة التى تنصهر فيها كل المؤثرات لتصنع سبيكة جديدة لا تستطيع فصل عناصرها عن بعضها البعض، والغريب أن العصر الذى يفترض أن أحداث المهاجر تدور فيه فى زمن إخناتون هو أبعد فترات التاريخ المصرى عن الاتهام بكراهية الأجانب، فقد شهد تأثرا وتأثيرا عميقين بثقافات شرقية أخرى على نحو يشهد بأن الحضارة المصرية تحتضن الأجنبى وتجعله مصريا بشرط واحد، أن يكون مستعدا للانصهار داخل هذه البوتقة الفريدة.

فلنعد إلى المنزل المتوحش، وهو فيلم رعب موجه للأطفال، ولن يكون غريبا أن تعرف أن روبرت زيميكيس وستيفن سبيلبيرج قد اشتركا فى إنتاجه، والتقطا المخرج الشاب جيل كينان ليعطياه فرصته الأولى ويضعاه على الطريق الذى سارا فيه من قبل، لصنع سينما تبدو على السطح أقرب إلى التسلية الهروبية، لكنها فى أعماقها تصوغ لا وعى المتفرج - أو تشوهه إن شئت الدقة - لكى يصبح أمريكيا، ونحن هنا لا نطلق أحكاما عامة على الأمريكيين، الذين تبرر إدارتهم السياسية والعسكرية حروبها العدوانية فى جميع أنحاء العالم بأنها دفاع عن الأسلوب الأمريكى فى الحياة، فكأن على العالم كله أن يتبنى هذا الأسلوب وحده وإلا وضع نفسه فى خانة الأعداء الإرهابيين، أما هذا الأسلوب الأمريكى فى الحياة فهو الذى يقوم على النزعة الفردية الخالصة التى يمكن أن تلخصها فى عبارة إما أنا أو الآخر أو المهم هو أنا وليذهب الآخرون إلى الجحيم.

إنه المفهوم الذى يسرى فى أعماق فيلم المنزل المتوحش، وأفلام تحريك أمريكية أخرى مثل التى تنتجها شركة دريم ووركس التى يشارك سبيلبيرج فى ملكيتها، مثل النملة زى أو حدوتة سمكة القرش، ولا أدرى كيف غاب هذا المفهوم عن بعض نقادنا فى تناولهم لفيلم المنزل المتوحش بينما أبدوا انبهارهم ببراعته التقنية، التى تعتمد على استخدام تقنية كومبيوترية تعرف باسم اقتناص الحركة، يقوم فيها ممثل بالأداء بينما تتم ترجمة إيماءاته وسكناته إلى شكل كائن آخر من خلال عشرات الأسلاك التى توصل بين نقاط على جسم الممثل وجهاز الكومبيوتر، وهى الحيلة التى استخدمت فى العديد من الأفلام الحية مثل سيد الخواتم حين تحول شكل الممثل آندى سركيس إلى المخلوق المشوه الغول أو جولام، كما استخدمت فى فيلم التحريك القطار القطبى السريع. إنها التقنية التى تضفى بلا شك حيوية فائقة على الشخصيات الكارتونية التى نراها على الشاشة وليغفر لى القارئ عدم دقة المصطلح الذى استخدمته بغرض التبسيط، لذلك تبدو الشخصيات فى المنزل المتوحش مليئة بالتعبيرات الطبيعية والواقعية، بما يسمح لصناع الفيلم باستخدم اللقطات القريبة وحركة الكاميرا شديدة الحرية، التى تجعلك تنسى بعد لحظات أنك تشاهد أحد أفلام التحريك.

إذا تجاوزت الاندهاش من التقنيات وبدأت تتأمل استخداماتها الجمالية فسوف تكشف عن الرسالة الملتوية التى يريد الفيلم التسلل بها إلى وجدانك، وهى ملتوية لأنها بالفعل ليست مسطحة أو مباشرة، إذ يمكنك أن تستنبط منها العديد من الدلالات. يحكى الفيلم عن طفل يدعى دى جيه صوت ميتشيل موسو يقف على عتبات البلوغ، فى تلك الفترة التى تحتشد بالتغيرات والمخاوف، إن الطفل يراقب المنزل على الرصيف المقابل فى توجس، وهو منزل يسكنه رجل عجوز نكد الطباع صوت ستيف بوشيمى يمنع الأطفال من الاقتراب من عشب حديقته، ويختطف كل ماتطاله يداه من ألعابهم. إن دى جيه يقول إن وراء الرجل ومنزله سرا غامضا، لكن الكبار لا يصدقونه ويقولون إنها خيالات الطفولة، لهذا يتحالف دى جيه وصديقه البدين الشقى شاودر صوت سام ليزر لاكتشاف سر المنزل، ترافقهم فى مغامرتهم الطفلة جينى صوت سبنسر لوك التى تماثلهما فى العمر لكنها ككل الفتيات أنضج من الفتيان الذين فى مثل عمرها، ليصبح الفيلم كله رحلة من الرعب المتواصل، حين يتضح أن المنزل تسكنه روح شريرة، تحوله أحيانا إلى وحش يلتهم الناس والأشياء فى استمتاع وتلذذ غريبين.

إنه الرعب الذى يبدأ من نزول التترات فى حروف حمراء تقفز فى وجههك بينما تنطلق على شريط الصوت موسيقى متوجسة، ويتوالى الرعب ونحن نشاهد طفلة فى الثالثة أو الرابعة من عمرها تلهو بدراجتها بجوار المنزل، فتردد صوت أنفاس قوية لاهثة إنه صوت المنزل، وينتهى المشهد بابتلاع الدراجة وهروب الطفلة فى اللحظة الأخيرة. فى هذا الجو سوف يعيش بطلنا ونعيش معه ساعتين فى ظلام قاعة العرض، يهزأ كل الكبار به وبما يقوله عن وحشية المنزل المجاور، لكن الحقيقة سوف تتكشف فى النهاية، وهى حقيقة لا أدرى كيف تصلح لفيلم للأطفال، عن أن الرجل العجوز كان قد تزوج فى شبابه بامرأة بدينة قبيحة لأنه وقع فى حبها، ولأن الأطفال يسخرون دائما منها فقد أخذها بعيدا إلى الضواحى وشرع فى بناء المنزل، وخلال مراحل البناء وقعت الزوجة فى الاسمنت الذى تجمد حول جثتها !!، لكن روحها تلبست المنزل الذى يكره الأطفال على نحو عدوانى، لذلك فإنه لا حل إلا تدمير المنزل بالمتفجرات لكى يعيش الجميع فى سلام!! لم تحاول الحبكة ولو لثانية واحدة أن تقترب من المرأة لكى تتفهم مشاعرها لنتساءل عن ذنبها فى كل مايحدث لها، أو إذا ماكانت جانية أم مجنيا عليها، فالمهم عند صناع الفيلم هو أن يترسخ فى وجدان المتفرج أنه لا مناص من تدمير المنزل الآخر، وهو التدمير الذى يستمتع به الفيلم على نحو سادى مريض، فى انفجارات دوامية متوالية يقول الفيلم إن الطفل أدرك بها البلوغ، وإن كانت الحقيقة أن الفيلم هو الذى يجعل من متفرجيه أطفالا يلقى فى وجدانهم بهذه الرؤية المشوهة غير الإنسانية وغير الحضارية بأية حال، والتى تمثل القلب الحقيقى للسياسة الأمريكية.

العربي المصرية في 21 يناير 2007

 

بعد فوزه بجائزة الجولدن جلوب

بورات.. كوميديا ملوثة تثأر لليهود من كل العالم!

طارق مصباح 

معرفة ثقافية أمريكية لصالح الوطن الكازاخستانى العظيم هذا هو عنوان أكثر أفلام الكوميديا العالمية نجاحا وأكثرها إثارة للجدل، وحديث الناس فى أمريكا وبريطانيا سواء فى المنتديات، أوالمطاعم أوفصول الدراسة، وقد حظى الفيلم بأكبر نقد من منظمات عديدة لحقوق الإنسان وجمعيات حقوق المرأة والشواذ والجماعات الدينية المسيحية واليهودية وشخصيات مهمة أمريكية وأشخاص عاديين ظهروا فى الفيلم كما أثار الفيلم غضب حكومة كازاخستان حيث أساء الفيلم إليها بشدة وصورها كدولة متخلفة وعنصرية تكره النساء ومعادية للسامية وأيضا احتجت رومانيا التى تم تصوير الفيلم بها.

فيلم بورات الذى فاز مؤخرا بجائزة الجولدن جلوب، من إخراج لارى تشارلز وبطولة وسيناريو وإنتاج الممثل اليهودى البريطانى ساشا بارون كوهين والفيلم كوميديا خشنة وفجة عن مراسل تلفزيونى كازاخستانى يكلف هو وزميله ازا مات من جانب وزارة الخارجية لدولته فى مهمة إعلامية إلى أمريكا بلد التناقضات ليصورا فيلما تسجيليا عن الثقافة الأمريكية ولكنه ينسى مهمته ويغرق فى ملذاته، فهو كما صوره الفيلم قروى ساذج وفج وجنسى ومعاد لليهود وغير مؤيد لحقوق المرأة ويكره المثليين جنسيا وغير مهذب يعيش فى بيئة فقيرة غير متحضرة بائسة مع زوجته البدينة والسليطة اللسان وأمه العجوز الشمطاء وأخته الحائزة على كأس الفجور فى بلدها!

فى منزل غاية فى القذارة ومع الحيوانات وبشر يشربون بول الإبل وأطفال تلعب بالأسلحة النارية الرشاشة ويعشقون الظهور أمام الكاميرا، يجد نفسه فى مأزق حضارى وسط الحياة الأمريكية، فيلجأ الفيلم إلى الكوميديا الشخصية التى هى المحتوى الأساسى للضحك فيه، فتلك الشخصية لا تتوافق مع المجتمع الامريكى وقد عمد ساشا كوهين إلى المبالغة فى إبراز السمات الخارجية الكاريكاتيرية للشخصية حيث تتجمع كل وسائل الإضحاك كالشكل والحركة والموقف، فتجد بداية الفيلم خادعة حيث لقطات وثائقية وتترات لبرنامج وثائقى من إنتاج وزارة إعلام كازاخستان وبجودة صورة قديمة سيئة وحيث يعرض النشيد الوطنى وعلم الدولة وصور لرئيسها، يقدم بورات كوميديا صلبة خشنة متطرفة تتسم بكل سمات كوميديا ارستوفانيس الاغريقية القديمة من صراحة وخدش للحياء وبذاءة والجمع بين الهجاء السياسى والاجتماعى والتجريح الشخصى، وحيث يغوص الفيلم فى خفايا اللاوعى الأمريكى ليكشف الصورة السلبية للثقافة الأمريكية وتعرية عنصريتها وتعاليها على الثقافات المغايرة، فيلمبورات مخيف جريء فى الطرح مساند لليهود رغم التهكم الظاهرى عليهم فيضع الفيلم صورة اليهودى المسكين فى المقدمة دون غياب المعنى والدلالة فى كوميديا تم لى ذراعها ووظفت توظيفا نفعيا لتعرية العداء لليهود فى أمريكا، كما فعل اليا كازان فى فيلم اتفاق الجنتلمان عام 1948 والذى تدور قصته حول كاتب يدعى أنه يهودى لكى يكشف عن معاداة اليهود فى أمريكا، فبورات يأتى من بيئة معادية جدا لليهود لذا تم بالعمد اختيار كازاخستان كأكبر دولة إسلامية مساحة حيث يفخر بورات بمهرجانهم السنوى الضخم المعادى لليهود! مهرجان وهمى من خيال صناع الفيلم وفى أمريكا أيضا يحاول الفيلم بغرابة شديدة التأكيد على نفس البيئة المعادية وكأن العالم كله من شرقه إلى غربه يضطهد اليهود! ففى إحدى الحانات عندما يغنى أغنية ضد اليهود ينضم إليه أشخاص آخرون لمشاركته الغناء، وعندما يلتقى شباب سكارى على الطريق يكشفون عن ذلك العداء المكبوت فى اللاوعى الامريكى وهذا نوع من الابتزاز الفيلمى وعندما يدرك أن صاحب الفندق يهودى يخشى تناول الطعام خوفا من تسممه ويفر هاربا مذعورا فوبيا اليهود! وزيادة فى التهكم يرفض ركوب الطائرة خشية من أن يفعلها اليهود ثانية مثلما حدث فى 11سبتمبر سخرية من اتهام اليهود المتكرر ويحاول الفيلم التأكيد على عنصرية أمريكا ضد المثليين الجنسيين حيث يصرح احد المسئولين لبورات أنهم يحاولون القضاء عليهم مثلما يفعلون فى دولة بورات، وعندما ارتدى بورات قميصا مطرزا بالعلم الامريكى فى ملعب كاوبوى وخطب للجمهور وحيا بوش على حرب العراق وسط تصفيق جماهيرى شديد وتمنى من بوش أن يقتل كل امرأة وطفل عراقى ولا يترك إلا الحشرات فيزداد تصفيق الجمهور فى إشارة ضمنية على عدوانية ولا إنسانية الأمريكان وعندما يبدأ غناء النشيد الوطنى الكازاخستانى يسخط عليه الجمهور، تلك العنصرية أيضا ضد السود حيث تطرد السيدة الأرستقراطية التى تعلم بورات أصول البروتوكول، سيدة من منزلها لأنها سوداء البشرة وكذلك جندى المارينز الذى يصلى فى الكنيسة إشارة الى تغلغل اليمين المحافظ فى أمريكا.

إجمالا السيناريو مفكك لذا تم افتعال حيلة درامية فى بناء السيناريو لربط المواقف الكوميدية من خلال إعجاب بورات بممثلة إغراء شقراء وبحثه عنها فى أمريكا ليتزوجها ثم صدمته الشديدة لارتباطها برجل آخر فيحاول اختطافها أثناء توقيعها على مذكراتها فى مول تجارى وفى النهاية يعود إلى بلاده ليجد أن شيئا لم يتغير، لقد حاول بورات ان يثير الإعجاب وإضحاك الناس بوسائل فنية عديدة، استعمل الحركات الهزلية، والكلمات المضحكة والمواقف الساخرة والشخصيات الغريبة والعادات المتناقضة فاستنفد كل استراتيجياته الفنية فأنتج ضحكا اصفر جامدا ومحرجا أثار ردود فعل متباينة من ضحك شيطانى حتى الثمالة إلى مجرد ابتسامات على مواقف وكليشيهات كوميدية مكررة متوقعة، إلى الاستياء من فظاظة النكات والحوار والاشمئزاز من مشاهد عراك الرجال العراة فى فيلم بورات الغاضب كغضب بطله وسخريته من الجميع.

العربي المصرية في 21 يناير 2007

علاقة المال بالسلطة والفساد.. "مهمة صعبة"

سلامه عبد الحميد –الألمانية- 

تعود السينما المصرية مجددا من خلال فيلم "مهمة صعبة" إلى تقديم الأفلام السينمائية المثيرة للجدل بسبب تعرضها للموضوعات السياسية الساخنة وتقديمها رموزا لشخصيات حقيقية يثار حولها جدل فى الشارع المصري.

ويتناول الفيلم الجديد الذى يندرج فى إطار أفلام "الاكشن" التى انتشرت فى مصر فى الآونة الأخيرة عددا من القضايا الجدلية منها التحالف غير المعلن بين المال والسلطة وفساد رجال الأعمال الكبار الذين يتخذون من العمل بالسياسة والتقرب من رجال الحكم ستارا يخفون وراءه أنشطتهم غير المشروعة.

ويقدم الفيلم قضية المبيدات المسببة للسرطان للمرة الأولى فى السينما المصرية وهى القضية التى شغلت الرأى العام فى مصر واتهم فيها أحد قيادات الحزب الحاكم الكبار وعدد من رجاله المقربين.كما تضم الأحداث إشارات لرجل أعمال معروف يعمل بالسياسة إلى جانب إمبراطورية أعماله الضخمة وهى مواصفات تنطبق على أحد قيادات الحزب الحاكم حاليا.

ورفض فريق العمل بالفيلم الربط بين الأحداث والشخصيات الدرامية وبين أحداث وشخصيات حقيقية مؤكدين أن الفيلم يطرح عددا من قضايا الفساد دون الاشارة إلى قضية بعينها أو شخص بعينه وأن على المشاهد أن يفسر الأحداث كما يحلو له.

وكان عدد من الأفلام المصرية قد أثار جدلا فى الشارع المصرى فى الآونة الأخيرة حيث تم تناول قضايا مشابهة مثل فساد رجال الشرطة فى فيلمى "تيتو" للمخرج طارق العريان و "واحد من الناس" إخراج أحمد جلال وفساد أعضاء البرلمان والوزراء فى فيلمى "معالى الوزير" للمخرج سمير سيف و "عمارة يعقوبيان" لمروان حامد.

وتدور أحداث "مهمة صعبة" الذى كتبه حمدى يوسف وأخرجه إيهاب راضى حول تورط أحد رجال الأعمال الكبار فى قضية استيراد مبيدات فاسدة تسبب السرطان ومحاولات عدد من الشرفاء التصدى لدخول تلك المبيدات للبلاد دون جدوى باعتباره مقرب من رجال بالحكومة.

يقوم ببطولة الفيلم الإعلامى طارق علام فى ثالث تجربة سينمائية له إلى جانب علا غانم ومجدى كامل وخالد الصاوى ودنيا وحجاج عبد العظيم والمطربة اللبنانية مروة كما يضم مجموعة من ضيوف الشرف بينهم النجوم هشام عبد الحميد وسعيد صالح وأحمد بدير.

ويرى بطل الفيلم طارق علام أن الفيلم يتناول وقائع قصة فساد حقيقية مازالت خاضعة للتحقيق فى نيابة الجمرك بمدينة الاسكندرية شمالا وأن الأحداث تشير إلى علاقة وطيدة بين المال والسياسة خاصة عندما يتعلق الأمر بالفساد والتربح.

وحول تقديم رموز درامية لأشخاص حقيقية بالفيلم قال علام "إن الدراما لابد أن تعتمد على الواقع وإنه إذا لم يكن هناك رابط بين الشخصيات الدرامية فى الفيلم وشخصيات ووقائع حقيقية فإنها تتحول إلى دراما غير منطقية مشيرا إلى أن الأمر متروك للجمهور ليكتشف من خلال الأحداث ما يربط بين الشخصيات والمواقف الدرامية والشخصيات الواقعية".

ومن جانبها قالت الفنانة علا غانم "إنها تقدم فى الفيلم دور عالمة تعمل فى مركز البحوث الزراعية فتكتشف محاولة لادخال مبيدات زراعية خطيرة تهدد سلامة المجتمع فتبدأ بمشاركة عدد من الشرفاء مثلها التصدى للصفقة التى يقف خلفها أحد رجال الأعمال الكبار مما يعرضهم جميعا لأخطار كثيرة تهدد حياتهم".

وقال المخرج إيهاب راضى "إن الفيلم يبرز مدى استفحال الفساد فى المجتمع والسطوة التى يتمتع بها رجال الأعمال الكبار حتى أنهم لا يتورعون عن قتل أحد العلماء الكبار وتهديد قاض شريف بالقتل والاختطاف وترويع كل من يقف فى طريقهم خلال الأحداث".

ويضم الفيلم،الذى استغرق تصوير الفليم 8 أسابيع وبلغت كلفته الانتاجية 8 ملايين جنيه مصري، أغنيتين من تلحين عصام كاريكا الذى يقدم إحداهما بصوته بعنوان "صعبة الحياة" بينما تقدم المطربة اللبنانية مروة التى تشارك فى الفيلم الأغنية الثانية بعنوان "الفرح".

العرب أنلاين في 22 يناير 2007

 

أحمد حلمى يخطو للأمام فى مطب صناعى

فيلم تتسامح مع عيوبه.. وتستمتع به

سعيد شعيب 

لا أعرف لماذا تقبلت عيوب فيلم مطب صناعى.. بل واستمعت به.. فما هى الأسباب؟

ربما لأن الفيلم يقدم كوميديا غير مبتذلة أو خشنة.. بمعنى أنها مثلاً لا تعتمد على الافيهات الخشنة المبنية على السخرية من اصحاب االعاهات أو اصحاب الأجسام السمينة.. كما أنها، ومعظمها لفظى، ليس فيها شيئ جارح.. واقصد هنا جارح بالمعنى الفنى.. كما أنها ليست أى الافيهات مفتعلة ولكنها متسقة مع طبيعة شخصية البطل أحمد حلمى، كما كانت هناك افيهات ناتجة من الدراما وأيضاً افيهات بصرية صنعها بلطف واتقان المخرج وائل احسان.

اظن أن السبب الثانى هو أحمد حلمى الذى لم يبالغ فى اداءئ، ولكنه قدم مبالغة مقبولة، بل ويمكن القول أإها مطلوبة، فليس لديه ميل الى الحزق أو الاستسهال ولكنها بساطة من نوع يدخل القلب، ناهيك عن حضوره المريح على الشاشة يشع بهجة من نوع ما.

السبب الثالث ريما يكون فى طريقة بناء شخصية البطل، هو من اسرة تحت المتوسطة، ولكنها ليست فقيرة، ولكنه يعانى مثل كل الشباب من البطالة، ولكن تركيبته النفسية جعلت لديه قبولا من نوع ما مع الواقع.. ولكنه ليس استسلاماً، يأخذ الأمور ببساطة طبيعية نابعة من نظرته للحياة، أى باختصار ليس كئيباً، كما أن محاولته لحل مشاكله تسبب نوع من الدهشة رغم أنها لا تخرج عن سياق الشخصية كما رسمها السيناريست طارق الأمير.. فقد لعب على سهولة استثارة صديق والده الذى اشترى سيارة الأب حتى يفشل الصفقة فى موقف كوميدى لطيف فيه قدر من المبالغة ولكن ليس مفتعلاً، بل ممتعا.

السبب الرابع أن الفيلم يحمل رسالة من نوع ما، بسيطة ولكنها مهمة وعميقة، منها معنى حاول صناع الفيلم أن يكون اساسياً، فالبطل يقول نقلاً عن قراءاته حب ما تعمل.. حتى تعمل ما تحب، جملة بسيطة ويمكن تطبيقها ببساطة ولكنها فى غاية العمق ويمكن أن تدفع بحياة االانسان الى الأمام. كما أن المؤلف جعل هناك نوعا من الصراع بين نظرتين للحياة، الاولى يتنبناها الأب أحمد راتب وهى أنه من الأفضل أن تنظر تحت قدميك، فهذا يجعل الحياة أكثر أماناً واستقراراً ولذلك باع سيارته من أجل شراء خمسة فدادين يستصلحهم الابن العاطل.. والابن الذى يريد أن يهجر مدينة الاسماعيلية ويسافر الى القاهرة المجهولة.. يغامر.. هذا الصراع اهتم به صناع الفيلم وصنعوا مزجاً مقبولاً من الطريقتين، واعدوا للعمل قيمته فى بلد لم تعد تحترمه.. وتنازلوا عن الحلول الدرامية السهلة للبطل الذى يتزوج الفتاة الثرية التى وقعت فى غرامه.

ذات المنطق ستجده فى باقى عناصر الفيلم، فالتصوير الذى اداره محمد شفيق ليس فيه ميل للفذلكة ولا ايضا للتساهل وكذلك موسيقى عمرو إسماعيل، وبالطبع المخرج وائل احسان، فقدم صورة بسيطة تخدم على الحدوتة ولكن دون أن ينسى أن دوره ليس ترجمة الحوار بصريا ولكن الاضافة اليه.. ومن هنا مثلاً كان المونتاج المحكم بين احتراق أرض أحمد حلمى وبين أحمد سمير عبد الغنى وهو يلعب التنس بعنف وقسوة.. فكل صُناع الفيلم وازنوا بين البساطة ولم ينزلقوا للاستسهال.

أما عيوب الفيلم التى تقبلتها وتسامحت معها فليست قليلة.. منها اعتماد السيناريو على الصدفة.. صدفة أن يقابل الشاب الفقير رجل أعمال ثرى جداً وطيب.. والفتاة الجميلة جدا التى تحب الشاب الفقير.. ذات التيمات المكررة فى كثير من الأفلام ومنها آخر فيلم لأحمد حلمى.. ناهيك عن تقديم رجل الأعمال وكأنه ليس له أصدقاء أو أى علاقات من أى نوع.. رجل أعمال مقطوع من شجرة ويق فى غرام شاب فقير لا يعرفه.. بل ويجعله يسكن فى بيته لكى يقوم بالتدريس لطفلته الصغيرة.. كلها أمور لم يهتم المؤلف بأن يبررها درامياً..

ولكن ومع ذلك ورغم كل ذلك يظل فيلماً خفيفاً مبهجاً، صنعه فريق العمل بمحبة تجعلك تسامحه على أخطائه وتحب أن تراه مرة واثنتين.

العربي المصرية في 21 يناير 2007

 

سينماتك

 

سينما أقرب للتسلية الهروبية التى تشوه وعى المتفرج

رعب الإدارة الأمريكية فى المنزل المتوحش

أحمد يوسف

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك