يتحدّث الجميع عن جوائز «غولدن غلوب»، التي تُعلن يوم الأحد المقبل. أعين المرشّحين وقلوبهم منصبّة كلّها على هذه الجوائز. ذلك أنه بين الجوائز التي تُمنح في هوليوود تحديداً، فإن «غولدن غلوب» هي الأهم بعد جوائز «أوسكار». ولولا أن «أوسكار» يشبه «البيت الوردي» (بالإذن من جوانا حاجي توما وخليل جريج)، لكانت المنافسة على احتلال المركز الأول بين الجائزتين أقوى. مع هذا، فإنها قويّة بما يكفي حالياً.

تنويعات مختلفة

أحد الأسباب التي يجد فيها «أوسكار» التقليدي نفسه في موقع حرج، كامنٌ في خفّة دم حفلة توزيع جوائز «غولدن غلوب»، في مقابل ثقلها في حفلة توزيع «أوسكار». بحسب آراء كثيرين، فإن حفلة «غولدن غلوب» تبدو اجتماعية مفتوحة: مسرح وطاولات مستديرة، وفي كل خمس دقائق هناك استراحة. تستطيع أن تخرج وتدخل متى أردت، وبعدها تُقام حفلات الاستديوهات. وكلها في الفندق نفسه. كل ما على المدعو أن يفعله هو مغادرة القاعة الكبيرة الى أي من القاعات والمطاعم والشرفات الأخرى التي في الفندق، حيث تُقام حفلة مختلفة في كل منها. في النهاية، توزّع أكياس الهدايا. يحتوي «أوسكار» على أكياس هدايا أيضاً. لكن، في مقابل ساعتين سريعتين في «غولدن غلوب»، عليك أن تجلس في صالة تصطف فيها المقاعد كاصطفافها في أية صالة أخرى، بما فيها صالة سينما «عايدة» الراحلة، ما يمنع الناس من حرية الحركة، ولثلاث ساعات أو أكثر. أضف إلى ذلك، أن نسبة مشاهدي «غولدن غلوب» على شاشة المحطة الأميركية «أن بي سي» تتصاعد عاماً بعد عام، في حين أن نسبة مشاهدي «أوسكار» على المحطّة الأخرى «آي بي سي» في هبوط. ثم إن نحو سبعة بالمئة من الأفلام والشخصيات التي تصعد منصّة «غولدن غلوب» لاستلام جوائزها، تصعد أيضاً منصّة «أوسكار» لاحقاً لاستلام جوائزها هناك. لا عجب في أن «أكاديمية العلوم والفنون السينمائية» (موزّعة «أوسكار») تغيرنا نحن أعضاء «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب»، وتشجّع استديوهات هوليوود على محاربتنا، لولا أن المصلحة هي التي تطغى. استديوهات السينما تريد أفضل إعلاماً وأكثر من فرصة حظ لكل فيلم ومخرج وممثل، ولا يكون هذا إلاّ بتشجيع «غولدن غلوب» ومعاملتها بـ«دلع».

كما يعلم المتابعون، تُمنح الجوائز الرئيسة لـ«غولدن غلوب» في قسمين رئيسين: الدراما أولاً، والكوميدي والموسيقي ثانياً. بالإضافة إلى مسابقة أفضل فيلم أجنبي، وللمرّة الأولى هناك مسابقة لأفلام الكرتون. والمرشِّحون هم مجموعة صحافيين ونقاد سينمائيين، بعضهم يفهم في السينما وبعضهم الآخر يفهم في نجومها فقط، لكن الجميع يعمل بجهد ولا يكلّ عن ملاحقة التفاصيل ومشاهدة الأفلام وإجراء المقابلات. يبلغ عددهم حالياً 85 عضواً، ينتمون الى جاليات كثيرة، كما لو أنهم «الأمم المتحدة السينمائية»: هناك ألمان وإيطاليون وفرنسيون وكنديون وأوستراليون وبريطانيون وأتراك ويونانيون وكوريون وألمان وروس واسكندنافيون وتايلانديون وعربيان، إلى عدد قليل من الإسرائيليين وقلّة من الأميركيين الذين يراسلون مجلات أو صحفاً غير أميركية (وهذا من شروط العضوية). إنهم مسيحيون بغالبيتهم، إلى جانب بضعة يهود وأربعة مسلمين (لبناني وتونسي وبنغلاديشي وهندي) وبوذيَّين و«كمشة» ملحدين. وإذا نظرت الى سياساتهم، تجد معظمهم ليبراليين أو يساريين، أو ليبراليين يساريين. لكن، هناك مجموعة يمينية محافظة، وأخرى لا تزال تبحث في وضعها لا تعرف في أي اتجاه هي.

منافسة

بالنسبة إلى الجوائز، فقد نال «بابل» لأليخاندرو غونزاليس إيناريتّو (الناطق بأربع لغات، هي العربية والمكسيكية واليابانية والإنكليزية) سبعة ترشيحات: أفضل فيلم درامي وأفضل مخرج وأفضل سيناريو (غويلرمو أرياغا) وأفضل موسيقى (غوستافو سانتاولالا كتب الأجمل بين منافسيه) وأفضل ممثلة مساندة: المكسيكية أدريانا بارازا واليابانية رينكو كيكوتشي تتنافسان على جائزة أفضل ممثلة مساندة، في مواجهة كايت بلانشيت المرشّحة عن «ملاحظات حول فضيحة» وإيميلي بلانت عن «الشيطان يرتدي برادا» وجينيفر هدسون عن «دريمغيرلز». أما براد بت فمرشّح في فئة أفضل ممثل مساند عن دوره في الفيلم نفسه، منافساً بن أفلك عن «هوليوود لاند» وإدي مورفي عن دوره في «دريمغيرلز» وجاك نيكولسون ومارك وولبيرغ عن دوريهما في «المُغادر». في فئة أفضل فيلم درامي، ينافس «بابل» أفلاماً أخرى هي: «بوبي» لإميليو إستيفيز، و«المغادر» لمارتن سكورسيزي و«أطفال صغار» لتود فيلد و«الملكة» لستيفن فريرز. وفي فئة أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي، أخشى أن تذهب الجائزة لفيلم «بورات»، كوميديا قليلة الذوق معتدية على السينما تنتقد كل شيء أمامها وخلفها لمجرّد إثارة الغبار. أفضل منه «دريمغيرلز» و«ليتل مس سنشاين» حول عائلة منقسمة على نفسها تنطلق لاصطحاب ابنتها الصغيرة من ولاية الى أخرى بباص قديم لكي تحضر معها مسابقة للأصوات الطفولية.

في فئة أفضل فيلم أجنبي، هناك أفلام عدّة تستحق الفوز. أعتقد أن كلينت ايستوود سينالها عن فيلمه «رسائل من إيووجيما». وهو مرشّح فيها بسبب اللغة وليس لون العملة. ذلك أن الفيلم الحربي هذا لايستوود ناطقٌ باللغة اليابانية. كما أن فيلم مل غيبسون «أبوكاليبتو» ينافسه في الفئة نفسها بسبب لغته أيضاً، كونه ناطقٌ بلغة «مايا». اما الأفلام الثلاثة الأخرى فهي: «عودة» لبدرو ألمودوڤار و«متاهة بان» لغويلّرمو دل تورو (كلاهما بالإسبانية) و«حياة الآخرين» للألماني الجديد فلوريان هنكل فون دونرسمارك.

هذه المعلومات كلّها مرتّبة بشكل مختلف عن تلك التي وزّعتها وكالات أنباء ومواقع «إنترنت» قبل ثلاثة أسابيع للمرّة الأولى. فكلينت ايستوود مُرشَّح لجائزة أفضل مخرج عن فيلميه الأخيرين «رايات آبائنا» و«رسائل من إيووجيما» اللذين يتناولان موضوعاً واحداً من وجهتي نظر مختلفتين: القتال الذي دار في جزيرة إيووجيما حين هاجمتها القوّات الأميركية لتحريرها من القبضة اليابانية في معارك عنيفة، حين لم تكن هناك تكنولوجيات يستخدمها الجنود للقتال من بعيد. لا يروي الفيلم الأول «وجهة النظر الأميركية»، كما ينبري بعض النقاد هنا وهناك، بل يهاجم وجهة النظر هذه التي اعتبرت ما حدث بطولة. ولا يخوض الثاني في السبب الذي من أجله قاتل اليابانيون، بل كيف ضحّوا بحياتهم دفاعاً عن مواقعهم، وكيف ماتوا، وماذا كان يجول في البال حين تساقطوا. لا يزال معظم النقاد العرب ينظر الى كلينت ايستوود على أنه نجم أفلام ويسترن وأفلام بوليسية. لا عجب في أن معظمهم تأخّر جداً في فهم الموقع السينمائي المهمّ له، فلعلّ إدراك البعض هذا الأمر نابعٌ من ملاحظته ما تكتبه الصحف الفرنسية. أما منافسوه في هذه الفئة، فهم ستيفن فريرز عن الفيلم الذي شهد تقديراً أعلى من مستواه «الملكة»، ومارتن سكورسيزي عن فيلمه الجيّد وليس أكثر «المُغادر» و«بابل» المذهل.

(هوليوود)

السفير اللبنانية في 11 يناير 2007

 

ترشيحات الجولدن جلوب تنقذ الموسم

"بابل".. فيلم يتحدث أربع لغات

محمد رضا 

بسبب ترشيحات “جولدن جلوب”، تقول صحيفة “فاراياتي” في عددها الأخير، شهد فيلم “بابل” ردّة روح تجارية، وانتعش في سوق الأفلام وازداد الإقبال عليه.

هذا الاعتراف لم يكن موجوداً من قبل، والترشيحات الوحيدة التي كانت تستطيع أن ترفع  أحياناً  إقبال الناس على “شبابيك” التذاكر هي تلك التي تقدم عليها أكاديمية العلوم والفنون السينمائية التي توزّع الأوسكار. ترشيح فيلم للأوسكار كثيراً ما أدّى لانتعاشه لكن الجولدن جلوب دخلت مرحلة جديدة من سباق الجوائز الذي يتم في نهاية كل سنة. فحتى وقت قريب، كانت الجائزة التي تمنحها الجمعية المذكورة مهمّة لأن تبشّر هوليوود بمن سيفوز في ترشيحات الأوسكار، الآن هي مهمّة أكثر لأنها تستطيع بدورها إزكاء الرغبة في مشاهدة فيلم معيّن ما يرفع من مدخوله ما يجعل هوليوود تحب الجمعية أكثر وأكثر.

“بابل”، على الأخص، يحتاج لمثل هذه الرقعة من الاهتمام، حيث يتحدّث أربع لغات هي العربية واليابانية والمكسيكية والإنجليزية. وتنتقل أحداثه بين دولها من المغرب الى المكسيك واليابان والولايات المتحدة، وهو أيضاً ليس فيلماً سهل النجاح. على الرغم من اسم براد بت عليه، الا أن دوره محدود (يشكل نحو ربع المشاهد) لكن قوّته في إخراجه الذي تكفّل به المكسيكي ألياندرو جونزاليز إياريتو في تضفير أربع قصص في فيلم ينتقل بينها ربما ليس دون أن يفقد توازنه في بعض الأحيان، لكن ببراعة في معظم هذه الأحيان. الحكاية الأولى في المغرب حول بندقية صيد يشتريها أب لولدين ثم يطلب منهما حراسة الماشية بها، يطلق أحدهما النار من دون عمد للإيذاء على حافلة تقل سائحين أمريكيين (كايت بلانشت وبراد بت) فيخرج الوضع من إطار الحادثة ليترجم الى اعتداء إرهابي، الحكاية الثانية هي حكاية هذين السائحين اللذين يملكان بيتهما في لوس أنجلوس وطفليهما برعاية الخادمة المكسيكية التي طلبت إذناً لاصطحابهما الى المكسيك لحضور عرس، هذه هي القصة الثالثة التي تتعاظم أحداثها حين تؤدي رعونة قريب لها يقودها والطفلين في طريق العودة الى توهان الثلاثة (وهروب السائق) وتهديد حياة الطفلين معاً، هذا في الوقت الذي كانت فيه الأم تعاني من الجرح الغائر الذي أصيبت به حين قام الصبي المغربي بإطلاق عياره ويحاول الأب فعل المستحيل داخل قرية صغيرة ليس فيها سوى طبيب بيطري وطيبة أهلها.

القصّة الرابعة تبدو كما لو كانت بعيدة: فتاة يابانية خرساء تحاول التواصل عبر جسدها راضية بمنحه لمن يريد، الشرطي الذي يريد أن يسأل الأب عن سر البندقية التي أطلقت النار على السائحة الأمريكية يتعرّض للغواية وينجو، لكن الفتاة تغوص أكثر في العزلة، أما حكاية البندقية فتعود الى أن والد الفتاة، وهو رجل أعمال معروف، زار المغرب وأهدى بندقيّته للرجل الذي باعها لوالد الصبيين، بذلك تلتف الحلقات ولو أن المخرج لا ينتظر لتلتف الحلقات بل يداوم الانتقال بين القصص في خطوط متوازية.

ليس “بابل” الوحيد الذي ينتظر خيراً من وراء ترشيحات الجولدن جلوب (سبعة بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثلين وممثلات مساندين).

شركة صوني قررت إعادة إطلاق فيلم “آخر ملوك اسكتلندا” بعدما كانت سحبته إثر انتشار ضعيف، الفيلم دراما سياسية من إخراج كيفن ماكدونالد في أول فيلم روائي له بعد سلسلة تسجيلية، البطولة هي لجيمس مكفوي وبعده فورست ويتيكر.

النية كانت على النحو التالي: جيمس مكفوي هو بطل الفيلم لأن الفيلم يحكي قصّته وأزمته (أبيض يجد نفسه في مأزق الانتماء الى المقرّبين من عيدي أمين)، هو في نحو 80 في المائة من لقطات الفيلم.

الإفرو  أمريكي فورست ويتيكر هو الثاني في القيادة. أشبه لممثل في دور مساند. إنه يظهر في نحو 50 في المائة من المشاهد. لكن فورست أقوى بكثير من جيمس مكفوي ممثلاً وتشخيصاً وحضوراً، وهو من يجذب المشاهدين الى الفيلم وليس بطله الأقل سناً. لذلك حين بوشرت عمليات فرز الاحتمالات في موسم الجوائز الحالي، اقتنعت شركة فوكس أنه لن يكون لديها حظ في أي جائزة إذا ما تم تقديم بطله ماكفوي للترشيح، فورست ويتيكر  أيقنيت  هو المفترض به أن يقود.

بهذا الإدراك تخوض الشركة معركة الجوائز بالسعي لدعم متغيّرات من بينها من الذي تريد دعمه في عملية الترشيحات، إذ اختارت ويتيكر استبدلت الملصق السابق بآخر يحتل فيه ويتيكر الصورة وحده.

على عكس “بابل” فإن “آخر ملوك اسكتلندا” غير مرشّح لغولدن غلوب أفضل فيلم، وهو بكل تأكيد ليس من نوعيّته فنياً او سينمائياً. وبالنظر الى قائمة الأفلام المرشّحة لجولدن جلوب أفضل فيلم درامي، ليس هناك من فيلم يوازي “بابل” في مكانته، لا “بوبي” ولا “المغادر” ولا “أطفال صغار” ولا “الملكة”.

إذا ما فحصنا قائمة الأفلام المرشحة لجولدن جلوب أفضل فيلم كوميدي او موسيقي، يتبدّى أن أقوى الأفلام المرشّحة هي “الشيطان يرتدي برادا” لكنه بالكاد يقف وحده في هذا المجال “ليتل مس سنشاين” و”شكرا للتدخين” و”دريمغيرلز” يتواثبون من حوله بينما يبدو الفيلم الخامس، “بورات”، مثل الغنمة السوداء، وفي نطاق سباق الأفلام الأجنبية فهناك الكثير مما يُقال.

الأفلام المشتركة هي “أبوكاليبتو”  الولايات المتحدة، “رسائل من إيوو جيما”  الولايات المتحدة، “حياة الآخرين”  ألمانيا، “متاهة بان”  المكسيك و”عودة” إسبانيا. والسؤال الذي ينطلق سريعاً، كيف يمكن أن يكون هناك فيلمان أمريكيان ويدخلان مسابقة الأفلام الأجنبية؟ هل هي محاولة للإطباق على فرص الفيلم الأجنبي؟ الجواب بالقطع لا. فالحكم على “أجنبية” فيلم او لا، يتم تبعاً للغة المستخدمة. “أبوكاليبتو” يتكلم لغة قبائل “مايا” الهندية في أمريكا اللاتينية وأخرجه مل جيبسون بدون حرف إنجليزي واحد مسموع. “رسائل من إيوو جيما” لكلينت ايستوود، الى جانب أن هناك إشتراكاً يابانياً فيه، يتحدّث اليابانية كونه النصف المواجه لفيلم كلينت ايستوود “رايات آبائنا”.

والملاحظ هنا أن فيلم إيستوود الآخر “رايات آبائنا” ليس من بين الأفلام المرشّحة لأفضل فيلم درامي، لكن كلينت ايستوود مرشّح كأفضل مخرج عن هذا الفيلم كما عن فيلمه الثاني “رسائل من إيوو جيما”.

ولأول مرة هناك مسابقة لسينما “الأنيماشن” وفيها “سيارات” و”مونستر هاوس” و”الأقدام السعيدة”.

الخليج الإماراتية في 24 ديسمبر 2006

قراءة فـي نتائج جوائز الكرات الذهبية السينمائية

عمان - محمود الزواوي 

يميز الفائزون بجوائز الكرات الذهبية السينمائية التي منحتها رابطة الصحفيين الأجانب في هوليوود عدم هيمنة فيلم معين على الجوائز هذا العام، وفوز فيلمين فقط من الأفلام المرشحة بأكثر من جائزة واحدة، هما الفيلم الموسيقي فتيات الأحلام الذي فاز بثلاث جوائز لأفضل فيلم موسيقي أو كوميدي ولأفضل ممثل وممثلة في دور مساعد لكل من الممثل إيدي ميرفي وجنيفر هدسون، على التوالي، وفيلم الملكة الذي فاز بجائزة أفضل ممثلة في فيلم درامي للممثلة البريطانية هيلين ميرين وأفضل سيناريو.

وذهبت جائزة أفضل فيلم درامي لفيلم بابل الذي يقع جزء كبير من أحداثه بالمغرب، كما ذهبت جائزة أفضل مخرج للمخرج مارتن سكورسيزي عن إخراج فيلم الراحلون . كما فاز المخرج كلينت إيستوود بجائزة أفضل مخرج فيلم أجنبي عن إخراج فيلم رسائل من إيو جيما الناطق باللغة اليابانية، والذي يقدّم قصة معركة إيو جيما في الحرب العالمية الثانية من وجهة نظر الجنود اليابانيين بعد أن قدّمها المخرج كلينت إيستوود من وجهة نظر الجنود الأميركيين في فيلم أعلام آبائنا الناطق باللغة الإنجليزية.

وفاز بجائزتي الكرات الذهبية لأفضل ممثل وممثلة في فيلم موسيقي أو كوميدي كل من الممثل ساشا بارون كوهين عن دوره في فيلم التعلم الثقافي لأميركا لمنفعة دولة كازاخستان المجيدة والممثلة ميريل ستريب عن دورها في فيلم الشيطانة ترتدي أزياء فاخرة ، وهي سادس مرة تفوز فيها هذه الممثلة القديرة بجائزة الكرات الذهبية، إضافة إلى فوزها بجائزة الأوسكار مرتين. والممثلة ميريل ستريب هي صاحبة الرقم القياسي في عدد الترشيحات لجائزة الأوسكار بثلاثة عشر ترشيحا. ومن المتوقع أن تسجل رقما قياسيا جديدا في وقت لاحق من الشهر الحالي بترشيحها للأوسكار للمرة الرابعة عشرة. وتم تكريم الممثل والمخرج وارين بيتي يمنحه جائزة سيسيل بي. ديميل تقديرا لإنجازاته السينمائية لمدى الحياة.

وتكمن أهمية جوائز الكرات الذهبية في أنها تعتبر منطلقا للتنبؤ بأسماء المرشحين والفائزين بجوائز الأوسكار كل عام، خاصة أن أسماء المرشحين والفائزين بجوائز الكرات الذهبية تعلن قبل نحو ستة أسابيع من إعلان أسماء نظرائهم في جوائز الأوسكار، أهم الجوائز السينمائية الأميركية والعالمية قاطبة. وتشير الإحصاءات إلى تطابق أسماء الفائزين بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وبجائزة الكرات الذهبية في 70 بالمائة من الحالات، ولكن هذا التطابق يرتفع إلى 77 بالمائة بالنسبة لجائزة أفضل ممثل وإلى 80 بالمائة بالنسبة لجائزة أفضل ممثلة.

وفي ضوء نتائج الفائزين بجوائز الكرات الذهبية، فمن المتوقع أن تشتمل قائمة الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، والتي ستعلن في الثالث والعشرين من الشهر الحالي، على أفلام فتيات الأحلام و بابل و الراحلون و الملكة و رسائل من إيو جيما . يشار إلى أن فيلم رسائل من إيو جيما الذي خاض سباق جوائز الكرات الذهبية كفيلم أجنبي، لكونه فيلما ناطقا باللغة اليابانية، مؤهلا للترشيح للجوائز الرئيسة في سباق جوائز الأوسكار، وذلك بالنظر للاختلاف في أنظمة المؤسستين اللتين تمنحان جوائز الكرات الذهبية وجوائز الأوسكار، وهما رابطة الصحفيين الأجانب في هوليوود والأكاديمية الأميركية لفنون ولعلوم السينما، على التوالي.

ومن المتوقع أن يكون المخرج مارتن سكورسيزي مخرج فيلم الراحلون في مقدمة المخرجين المرشحين لجائزة الأوسكار لأفضل مخرج. وقد راوغ الفوز بجائزة الأوسكار المخرج مارتن سكورسيزي، أبرز المخرجين السينمائيين الأميركيين المعاصرين، علما بأنه رشح لهذه الجائزة خمس مرات كمخرج ومرتين ككاتب سيناريو. ومن المتوقع أن ينافسه على هذه الجائزة المخرج المكسيكي أليهاندرو جونزاليز إناريتو مخرج فيلم بابل وكلينت إيستوود مخرج فيلم رسائل من إيو جيما والمخرج ستيفين فريرز عن فيلم الملكة والمخرج بيل كوندون عن فيلم فتيات الأحلام .

وتضع نتائج جوائز الكرات الذهبية الممثل الأسمر فوريست تاكر والممثل الكوميدي ساشا بارون كوهين في مقدمة المرشحين المحتملين لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل التي يتوقع أن يرشح لها أيضا كل من ليوناردو ديكابريو وبيتر أوتول وويل سميث. كما يتوقع أن يحتدم التنافس على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة بين هيلين ميرين وميريل ستريب وأنيت بيننج وتوني كوليت وكيت وينزليت. يشار إلى أن جوائز الكرات الذهبية بدأ تقديمها في العام 1944 مقارنة مع جوائز الأوسكار التي تعود بدايتها إلى العام 1927. وتضم عضوية الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما التي تمنح جوائز الأوسكار قرابة 6000 عضو يمثلون جميع القطاعات السينمائية، في حين أن رابطة الصحفيين الأجانب في هوليوود التي تقدّم جوائز الكرات الذهبية تقتصر على 90 عضوا، كما أنها تقدّم جوائز تلفزيونية إلى جانب الجوائز السينمائية. وتنقل حفلتا توزيع جوائز هاتين المؤسستين حيتين على شاشات التلفزيون في الولايات المتحدة، كما ينقل التلفزيون حفلة توزيع جوائز الأوسكار في سائر أنحاء العالم، حيث يقدر عدد مشاهديها ببليون ونصف البليون شخص. وتصادف حفلة توزيع جوائز الأوسكار هذا العام الخامس والعشرين من الشهر المقبل.

الرأي الأردنية في 17 يناير 2007

 

فوز "بابل" بجائزة واحدة وسكورسيزي بثاني كرة ذهب

إيستوود مخرج أفضل فيلم أجنبي وميرين أحسن ممثلة

ريما المسمار

من بين ترشيحاته السبعة لجوائز الكرة الذهب التي تمنحها جمعية نقاد هوليوود الأجانب، خرج "بابل" بجائزة واحدة فقط. صحيح انها الجائزة الكبرى­ أفضل فيلم درامي­ ولكنها لا تختصر في مطلق الأحوال إنجازات الفيلم وتغض الطرف عن الشخص الذي يعود اليه الفضل الاول­وربما الأخير ـ في خروج الفيلم على تلك الشاكلة. انه المخرج اليخاندرو غونزاليس ايناريتو الذي يستحق جائزة الإخراج (نالها في مهرجان كان) من دون شك ليتكامل تكريم "بابل" الذي ينتمي الى نوعية من الأفلام ترتبط عضوياً بمخرجيها. فبدون ايناريتو لن يكون هناك "بابل" علي نحو ما كان. بمعنى آخر، لا يمكن لهذا النوع من الافلام ان يحل مخرج مكان الآخر ويبقى الفيلم علي ما هو عليه. الصحيح ايضاً ان جائزة الإخراج لم يخسرها ايناريتو سدىً إذ تلقفها مارتن سكورسيزي عن "المرحل" the Departed للمرة الثانية بعد فوزه بها في العام 2003 عن "عصابات نيويورك" حيث يمكن ان نناقش مدى استحقاقه لها لاسيما ان شريطه الحالي ليس بمطلق الاحوال أفضل انجازاته. كأن مانحي الجوائز يحاولون التعويض لسكورسيزي عن حرمانه الجائزة طوال أكثر من ثلاثة عقود بمنحه اياها تباعاً وبفواصل زمنية قليلة. على لائحة الترشيحات، أطاح "بابل" بأفلام "الملكة"، "المرحل"، "أطفال صغار" و"بوبي". بينما انتشل سكورسيزي جائزته وسط منافسة مزدوجة من كلينت ايستوود (عن فيلميه "رسائل من ايوجيما" و"رايات آبائنا) وستيفن فريرز (المكلة) وايناريوت (بابل).

لم تكن جوائز التمثيل النسائي خلافية بحضور هيلين ميرين ودورها الآسر في شخصية الملكة اليزابيث الثانية في شريط فريرز "الملكة" حيث تواجه الأخيرة موت الاميرة "ديانا" بما يكفل الكشف عن نواحي من شخصيتها ليست ظاهرة للعيان. على ان تعليق ميرين في معرض استلامها الجائزة (فازت بجائزة ثانية عن دورها التلفزيوني في شخصية اليزابيث الاولى) لم يكن خالياً تماماً من الصحة حين قالت "..أعتقد بصدق ان هذه الجائزة تستحقها الملكة اليزابيث لأنكم وقعتم في غرامها وليس في غرامي." الواقع ان فريرز يقدم وجهة نظر نقدية لا تخلو من التسامح. جل ما يتوخاه هو مراقبة تلك المنظومة من العادات والمفاهيم الكلاسيكية على أثر اصطدامها بحدث جلل يتطلب مرونة وانسانية في التعاطي معه.الملكة هنا تبدو أقرب الي طفل بريء لا يعرف شيئاً عن الحياة خارج اسوار عالمه. وتلك نظرة ليست بعيدة في جوهرها من رؤية الكسندر سوكوروف لحياة الامبراطور الصيني في آخر أفلامه "الشمس". استحق "الملكة" ايضاً جائزة أفضل سيناريو ذهبت الى بيتر مورغن.

أمام ميرين كانت بينيلوبي كروز الخاسرة الكبرى بين الممثلات اللواتي ترشحن للجائزة وهن كايت وينسليت وجودي دينش وماغي غيلينهال مع الاشارة الى ان كروز قدمت دوراً كبيراً في "عودة" لبيدرو المودوفار.

في فئة التمثيل للرجال، لم تكن الأمور بالوضوح عينه. فهناك الحضور الطاغي لفوريست ويتايكر في دور الطاغية الاوغاندي عيدي امين في فيلم "آخر ملوك اسكتلندا" الى جانب الحضور المزدوج لليوناردو ديكابريو بفيلميه "المرحل" و"ماسة الدم" والثقل المغناطيسي لبيتر اوتول والخفيف الفعال لويل سميث. تمخض التصويت عن فوز ويتايكر بينما اكتفى ديكابريو بالفوز الذي حققه قبل ثلاث سنوات عن "عصابات نيويورك".

المعروف ان جوائز الكرة الذهب تكرم الافلام في فئتي الدراما والكوميديا او الموسيقى.

للمرة الثالثة في غضون خمس سنوات يفوز فيلم موسيقي بجائزة أفضل فيلم هو Dreamgirls سبقه اليها كل من "مولان روج" عام 2001 و"شيكاغو" عام 2003. حاز الفيلم ايضاً جائزة التمثيل الثانوي لايدي مورفي للمرة الاولى خلال مسيرته السينمائية التي وصلت الى ربع قرن، نال خلالها ثلاثة ترشيحات للكرة الذهب. كذلك فازت ممثلته جينيفر هادسن بجائزة أفضل ممثلة في دور ثانٍ. تنافس الشريط مع borat وlittle miss sunshine وthe devil wears prada وthank you for smoking.

جائزتا التمثيل في فئة الكوميديا/الموسيقى ذهبتا الى ميريل ستريب وساشا بارون كوهن. الاولى أكثر ممثلات هوليوود الفائزات بالجوائز سجلت فوزها السادس بالكرة الذهب عن The Devil Wears Prada (بعد: Kramer vs. Kramer (1979)؛ The French Lieutenant's Wife (1981 Sophie's Choice (1982Adaptation (2002) وAngels in America (2003). اما الثاني فاشتهر بشريطه الكوميدي الساخر Borat.

كلينت ايستوود الذي امتلك ثلاثة احتمالات للفوز (ترشيحان للاخراج وثالث قي فئة افضل فيلم أجنبي)، غير موقعه هذا العام إذ حاز فيلمه "رسائل من ايوجيما" جائزة أفضل فيلم أجنبي متنافساً مع ميل غيبسن "ابوكاليبتو" في سابقة تتمثل بتنافس افلام هوليوودية في هذه الفئة.

كذلك منحت الجمعية للمرة الاولى جائزة افضل فيلم تحريك ذهب الى Cars.

مع صدور جوائز الكرة الذهب توجهت الانظار من جديد الى جوائز الاوسكار التي ستُعلن ترشيحاتها الاسبوع المقبل في 23 كانون الثاني/يناير بينما ستُوزع جوائزها في 25 شباط/فبراير.

المستقبل اللبنانية في 17 يناير 2007

 

سينماتك

 

ترشيحات جوائز «غولدن غلوب»

«بابل» ينافس «رسائل من إيووجيما» و«أبوكاليبتو»

محمد رضا

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك