فى عام 2006 لم يكن المشهد السينمائى باهتا لحد التشاؤم؛ لكنه أيضا لم يكن واضحا بدرجة تستدعى التفاؤل، ويمكننا القول إنه تأرجح يمينا ويسارا ما بين الجودة وندرتها والاجتهاد والاستسهال.. والأحكام المطلقة فى هذا الصدد تجور على أعمال أخرى، لكننا سنحاول أن نرصد الإيجابيات والسلبيات على ضوء مشاهدتنا، مع العلم بأن الأهالى تابعت على مدار العام معظم الأفلام التى عرضت بالنقد والتحليل، وخصصت تقارير للموسم الصيفى والشتوى إضافة لرصد دورى حول إيرادات الأفلام. مثّل هذا العام طفرة إنتاجية من حيث كم الأفلام التى تجاوزت 39 فيلما بزيادة 6 أفلام عن العام الماضى، كما أن هناك بعض الأفلام رصدت لها ميزانيات كبيرة غير مسبوقة وحظيت بدعاية وصلت حتى مهرجان كان مثل عمارة يعقوبيان وحليم التى قامت بإنتاجها شركة جود نيوز؛ تربع الأول على عرش الإيرادات برصيد (20 مليون جنيه) والثانى حقق حوالى (6 ملايين جنيه) بعد أن خيب آمال الجماهير فى مشاهدة فيلم جيد يحكى حياة العندليب ويجسده الراحل أحمد زكى، وتراجع محمد سعد بفيلمه كتكوت الذى ظل يحتفظ بالمركز الأول لأربع سنوات متوالية للمركز الثانى برصيد (18 مليون جنيه) وسنوالى فى السطور القادمة أسباب هذا التراجع. وظهر على سطح الإيرادات نجوم آخرون مثل أحمد حلمى فى فيلم (جعلتنى مجرما) والذى لم يفصله عن المركز الثانى سوى نصف مليون جنيه فقط محتلا المركز الثالث، ثم كريم عبد العزيز فى المركز الرابع برصيد (16 مليون جنيه) معلنا دخوله بقوة سباق الإيرادات رغم إن أفلامه ليست كوميدية. لوحظ أن محمد هنيدى لم يرد ذكره بعد، فقد كان يطمح أن يعيد نجمه الذى خفت؛ وأن يكسر حاجز ال عشرة ملايين جنيه، ففشل فى الأثنين، ولم يفلح وش إجرام فى إعادة مجده الذى ولى، رغم حصده إيرادات بلغت (693875ر9 مليون جنيه) فهل لم يعد هنيدى ضمن الكبار، أم أن السنوات القادمة ستشهد طفرة إيرادية له؟ وكان لافتا أن أحمد السقا الذى قدم فيلما رومانسيا (عن العشق والهوي) فى جرأة تحسب له، متخليا عن أفلام الأكشن الذى اعتادت الجماهير عليها، ورغم ذلك استطاع أن يحقق (4945670ر9) مليون جنيه. وصار فى ركبه هانى سلامة وشريف منير بفيلم ويجا محققا (8 ملايين جنيه) أما مصطفى شعبان فقد حصد فيلمه (فتح عينك)043ر500ر7 مليون جنيه. أفلام جيدة وإيرادات ضعيفة شهد العام بعض اللوغاريتمات وتعرضت أفلام جيدة للظلم من قبل أفلام أقل فى المستوى والجودة، وجاءت إيراداتها لتخيب ظن ما كانوا يعولون عليها فى إصلاح حال السينما أو على أقل تقدير تحصد ما تستحقه، فمثلا فيلم دم الغزال لنور الشريف ويسرا ومنى زكى والسيناريو المحكم الذى صاغه وحيد حامد لم يغط نصف تكاليف إنتاجه رغم الحفاوة الكبيرة التى لقاها من النقاد والمهتمين، وكذلك الحال بالنسبة لفيلم ملك وكتابة لمحمود حميدة وهند صبرى، والذى طاف مهرجانات عديدة ونال أبطاله جوائز عنه، وكذلك فيلم ليلة سقوط بغداد لأحمد عيد وبسمة، لكن الرهان يظل قائما إذا كان صناع السينما صادقين فى التغيير. رغم البداية الجيدة التى حققها فيلم كلام فى الحب ليسرا فإن إيراداته سرعان ما هبطت مع مرور الأسابيع، ولم يحقق سوى 150501.3 جنيه. أما فيلم الآباء الصغار لحنان ترك ودريد لحام لم يحقق سوى 538484 جنيه، ويأتى فيلم لعبة الحب لهند صبرى وخالد أبو النجا ليفشل فى تحقيق إيرادات مشجعة أيضا. المناطق الدافئة هناك أفلام تجاوزت حاجز ال 5 ملايين جنيه، وهو منطقة دافئة نسبيا فى جدول الإيرادات؛ ربما لأنها غطت تكاليف الإنتاج، مثل فيلم عودة الندلة لعبلة كامل الذى حقق 216594ر5 مليون جنيهآ، وفيلم ظاظا لهانى رمزى برصيد (459478ر5) مليون جنيهآ، وفيلم لخمة راس لأشرف عبد الباقى وأحمد رزق (443.98ر5) مليون جنيهآ، وأخيرا فيلم أوقات فراغ لراندا البحيرى وأحمد حاتم وعمرو عابدين وهم جميعا وجوه جديدة ليكون بادرة أمل ويخيب كل التوقعات محققا 463789ر5 مليون جنيهآ، وقد قوبل الفيلم بحفاوة من الجماهير والنقاد معا. لا قيمة ولا إيرادات احتلت أفلام كثيرة ذيل جدول الإيرادات، ولم تحقق تكلفتها الإنتاجية، فلم يفلح توقيت عرضها البعيد عن أى منافسة، ولم يستطع نجومها أن يقتنصوا الفرصة، وشهد فيلم منتهى اللذة ليورى مرقدى وحنان ترك ومنة شلبى انتكاسة بتحقيق إيرادات 3096662 جنيها، وكذلك فيلم العيال هربت لحمادة هلال وبشرى وميرنا المهندس حقق 3074334، وفيلم 90 دقيقة الذى شهد قبل عرضه خناقات بين أبطاله (غادة عبد الرازق وزينة وساموزين) محققا 2293177، أما بوسى سمير (مطربة الروف) احتلت عن جدارة المركز الأخير من أول أسبوع عرض ولم يتجاوز فيلمها 286800 جنيه، أما داليا البحيرى وخالد النبوى العائد من الفيلم العالمى مملكة الجنة لم يستطع أن يعبر عن نفسه فى السوق المحلى ويحقق أقل من مليون جنيه مما اضطر لرفعه من دور العرض، ونأتى لعامر منيب لم يكن فيلمه الغواص أفضل حالا من سابقيه (كيمو وانتيمو وسحر العيون) وحقق 447468 جنيه وهو أيضا بطولة داليا البحيرى. ثم فيلم عبده مواسم لمحمد لطفى وعلا غانم الذى تم رفعه من دور العرض لعدم قدرته على المنافسة. أما فيلم إيه النظام لنشوى مصطفى فربما يكون الفيلم الوحيد الذى لم يره أحد و لا حتى ابطاله. وأخيرا فيلم فرقة 16 إجرام لعصام كاريكا الذى حقق بالكاد 142393 جنيه وهو رقم لا يكفى لدفع إيجار دور العرض. أفضل فيلم فى 2006 لا شك أن فيلم عمارة يعقوبيان كان إنجازا سينمائيا كبيرا فى 2006، وقد صاحبه حملة دعاية كبيرة لم تشهدها السينما من قبل، وجمع الفيلم كوكبة من الفنانين قلما تتواجد فى عمل آخر، عادل إمام ونور الشريف ويسرا وإسعاد يونس وهند صبرى، وخالد صالح وسمية الخشاب وأحمد بدير وأحمد راتب ومحمد الدفراوى وخالد الصاوى وطلعت زكريا، كما حصل الفيلم على جائزة العمل الأول للمخرج مروان حامد من مهرجان ترايبكيا، ورغم أن الفيلم أثار كثيرا من الجدل عند عرضه لما تضمنه من مشاهد وأحداث اعتبرها البعض تجاوزا غير مقبول، وعرض على لجنة بمجلس الشعب للفصل فى النزاع، وتمت إجازته، وظل متربعا على قائمة الإيردات منذ أسبوعه الأول وحتى أسبوعه الأخير. كما تم عرض الفيلم فى العديد من المهرجانات العالمية ونال استحسان الجماهير والنقاد داخل وخارج الوطن، واستحق أن ينال لقب أحسن فيلم وأن يحصل كل من عادل إمام وهند صبرى على لقب أفضل ممثل وممثلة عن دوريهما. حليم وأزمة الرحيل انتظرت الجماهير بشغف عرض فيلم حليم فقد كان الفضول فى رؤية آخر مشاهد للراحل أحمد زكى لا يقاوم، رغم النقد التى تعرض له الفيلم فإنه مثّل حالة خاصة، وجاء رحيل النجم الكبير ليمثل ورطة حاول المخرج شريف عرفة النفاذ منها قدر الإمكان، ولم ينجح فى تقفيله بالشكل الذى يرضى الجماهير والنقاد. عبلة كامل و الأدوار الشعبية إذا كان هناك أكثر من فنان يمكن تصنيفهم كنجوم شباك، فعبلة كامل هى الوحيدة التى يمكن أن يطلق عليها نجمة الشباك الأولى فى مصر والوطن العربى، رغم وجود آخريات يتمتعن بالنجومية والموهبة، فمنذ اللمبى مرورا ب خالتى فرنسا وسيد العاطفى وحتى عودة الندلة وبدأت إيرادات أفلامها تدخل فى مناطق دافئة؛ وأصبحت قادرة على منافسة الكوميديانات الشباب، وهى حالة جديرة بالرصد والمتابعة. ويمكن القول بإن عبلة كامل سجلت براءة تجسيد الأدوار الشعبية. كريم عبد العزيز.. نجم فوق العادة شهد هذا العام توهج نجم كريم عبد العزيز، واستطاع فى سنوات قليلة أن يوسع من قاعدته الجماهيرية، ومن فيلم لآخر يثبت أقدامه، ويبنى جسورا قوية يعبر من خلالها جماهيره العريضة التى تنتظره بشغف، ورغم إمكاناته التمثيلية والأدائية الكبيرة، إلا أن تميزه ينبع بما يملكه من كاريزما وذلك الحضور الذى يتمتع بهما، كما إنه يتوحد مع شخوصه، وتظل أهم سماته على الإطلاق هو القبول من أول وهلة ودون معاناة؛ إنه مشروع نجم فوق العادة. أحمد حلمى حالة مستثناه الظاهرة الملفتة هذا العام هو أحمد حلمى والذى عرض له فى بداية العام فيلم ظرف طارق محققا إيرادات ضخمة وصلت 17 مليون جنيه، ثم عرض فى الموسم الصيفى فيلم جعلتنى مجرما وصلت إيراداته أكثر من 17 مليون جنيه، ومازال فى دور العرض، ومع نهاية العام عرض له فيلم مطب صناعى، وهو يعتبر الوحيد الذى يقدم عملين فى العام، ورغم ذلك تحقق أفلامه مراكز متقدمة. سقوط الكوميديانات لم يكن هذا العام كوميديا، كالأعوام السابقة، بل شهد أيضا كبوات لبعضهم. فلم يعد هانى رمزى فى الصفوف الأولى وتراجع مركزه كثيرا، ربما هذا ما جعله يلجأ لموضوعات شائكة؛ فبعد أزمة فيلم أبو العربى يلقى فيلم ظاظا مشاكل كثيرة مع الرقابة هددت بعدم عرضه، أما أشرف عبد الباقى وأحمد رزق فارتضيا أن يحتل سعد الصغير ثلثى فيلمهما لخمة راس حتى يضمنا نجاحه، وهو دليل على فقرهما وفشلهما، وإذا كان هنيدى بفيلمه وش إجرام تقهقر عن مركزه المتقدم فذلك لا يعنى سقوطا مدويا. أما محمد سعد والذى ظل محتفظا بالمركز الأول لأربع سنوات متتالية، جاء هذا العام ليحتل المركز الثانى برصيد (18 مليون جنيه) ولا يمكن تصنيفه دون الأخذ فى الاعتبار أن فيلمه عرض فى وقت متأخر وبعد أكثر من شهرين من بدء الموسم الصيفى، وأثناء مباريات كأس العالم وقبل أسابيع قليلة من قدوم رمضان، وكل ذلك أثر على إيرادات الفيلم، وهى عوامل تجعل من الصعوبة لأى فيلم أن يتجاوزها، وليس كما ذهب الكثيرون من أن نجمه بدأ يخفت، ورغم ذلك فمازال محمد سعد يقدم عرض الرجل الواحد، من تمثيل ورقص وغناء وإلقاء إيفيهات. أخيرا لا يستطيع أحد أن ينكر أن وجود فيلم عمارة يعقوبيان قد قلص كثيرا من فرص الأفلام الكوميدية فى انتزاع كامل الإيرادات وفرض سطوتها، والأمل معقود على إنتاج مثل هذه الأعمال لأنها ستغير من الخريطة السينمائية فى بضعة سنوات قليلة، ونستطيع القول إن فيلم أوقات فراغ كان مغامرة بكل المقاييس، وأتى نجاحها بتلك الوجوه الجديدة على السينما ليكون بادرة طيبة تحتاج للتكرار، كما أن هذا العام زيادة فى عدد الأفلام المنتجة، وإذا كانت الثمانينيات قد شهدت إنتاجا غزيرا وصل ل 96 فيلما فأن أكثر من ثلثيهما كان دون المستوى. ولوحظ أيضا من الإيجابيات أن الإيراد الإجمالى للأفلام تجاوز 200 مليون جنيه، وهو رقم أيضا جديد وغير مسبوق، ونستطيع القول فى النهاية إن هذا العام السينمائى كان عادلا باستثناءات قليلة أوردناها فى هذا التقرير. ونزعم أن 2007 سيشهد تغييرات ملحوظة وسيغربل كثيرا من المفاهيم المغلوطة التى ترسخت فى السنوات الماضية. الأهالي المصرية في 10 يناير 2007
لينك - خاص - خمسة مواسم سينمائية شهدها عام 2006 ولم نشهد مثيل لها فى اى مواسم سينمائية سابقة حيث اعتدنا فى كل عام على ثلاثة مواسم فقط هى موسم الصيف وسباقى عيد الاضحى والفطر ومابينهما يتم احيانا عرض افلام قليلة يطلق عليها افلام خارج الموسم حتى فوجئنا باباطرة التوزيع يبتكرون موسمين جديدين هذا العام اطلقوا على اولهما موسم خارج الحدود والثانى موسم مابين العيدين اى الفطر والاضحى . ومن هنا شهد العام المنتهى 2006 عرض 33 فيلما دفعة واحدة سبعة افلام فى بداية السباق (عيد الاضحى) واربعة افلام فى موسم خارج الحدود دون ان نفهم معنى هذه التسمية حيث ان هذا الموسم هو ماجاء بعد انتهاء سباق عيد الاضحى وقبل بدأ امتحانات المدارس والجامعات ثم موسم الصيف السينمائى وموسم عيد الفطر واخيرا موسم مابين العيدين الذى تم ابتكاره ايضا . ادى هذا لعرض 33 فيلما سينمائيا دفعة واحدة فى 2006 ينفرد مصراوى بتقديمها بمواعيد عرضها والايرادات الكاملة التى حققتها ونبدأ بالموسم الاول فى هذه الحلقة ونتبعها فى الايام التالية بالمواسم الاربعة الاخرى سبعة افلام فى الموسم الاول على عكس كافة التوقعات بدأ السباق السينمائى ساخنا بخلاف كل الاعوام السابقة حيث تنافست سبعة افلام دفعة واحدة على ايرادات سينما عيد الاضحى والذى تزامن قدومة مع مطلع العام الجديد 2006 فتم عرض سبعة افلام دفعة واحدة وسط مخاوف كبيرة سيطرت على الموزعين والمنتجين لكونه لم يسبق عرض مثل هذا الكم الكبير من الافلام فى اى سباق عيد سابق ومما ضاعف من حجم المخاوف تزامن قدوم العيد مع بدأ دورة كأس الامم الافريقية والتى انطلقت يوم 20 يناير 2006 اى بعد قدوم العيد بعشرة ايام فقط لذلك قام بعض المنتجين بعرض افلامهم مبكرا اى مع اليوم الثالث لموسم 2006 . ليلة سقوط بغداد ومن المنتجين الذين قاموا بعرض افلامهم مبكرا قبل قدوم عيد الاضحى باسبوع كامل المنتجه اسعاد يونس (الشركة العربية) حيث قامت بالنزول بفيلمها الذى اثار ضجة واسعة قبل واثناء وبعد تصويره (ليلة سقوط بغداد) بطولة احمد عيد وبسمة وحسن حسنى تأليف واخراج محمد امين واستمر عرضه عشرة اسابيع كاملة حقق اجمالى ايرادات خلالها اربعة ملايين ونصف المليون جنيه ورغم ان هذه الايرادات نجحت فى تغطية تكايف انتاج الفيلم مع هامش بسيط من الارباح الا انها كانت ضئيلة مقارنة باشادة النقاد بالفيلم . ملك وكتابة ومن الافلام التى قام المنتجين ايضا بعرضها قبل قدوم العيد فيلم (ملك وكتابة) بطولة محمود حميدة وهند صبرى وخالد ابوالنجا اخراج كاملة ابوذكرى ورغم الاشادة النقدية بالفيلم الا انه واجه فشل جماهيرى كبير حيث لم تتخطى ايراداته حاجز المليون جنية رغم ان فترة عرضه تجاوزت السبعة اسابيع بعدد كبير من دور العرض. حاحا وتفاحة الفيلم الثالث الذى دخل السباق ايضا قبل قدوم العيد هو (حاحا وتفاحة) بطولة ياسمين عبدالعزيز وطلعت زكريا وريكو ومروة اللبنانية اخراج اكرم فريد ورغم الهجوم العنيف الذى تعرض له من قبل النقاد بسبب سطحية موضوعه وتفاهته الا ان الجماهير خاصة الشباب كان لها رأى اخر تماما حيث حقق الفيلم ايرادات كانت مفاجأة بكل المقاييس وهى تسعة ملايين ونصف المليون جنيه خلال 22 اسبوعا مما دفع طلعت زكريا بعده يضع نفسه فى مصاف كبار النجوم مؤكا انه لن يقبل الاشتراك بادوار ثانية اوثالثة بعد هذا الفيلم . ويجا وبالانتقال للافلام الاربعة التى دخلت السباق مع حلول عيد الاضحى كان فى مقدمتها فيلم (ويجا) بطولة هانى سلامة وهند صبرى وشريف منير ودوللى شاهين اخراج خالد يوسف وانقسمت اراء النقاد حوله واثار ازمة بالازهر الشريف ووصل الامر باحد الشيوخ لتكفير خالد يوسف بسبب هذا الفيلم وماجاء فيه الا انه اى الفيلم كتب شهادة ميلاد نجمة جديدة على طريق الاغراء وهى دوللى شاهين التى اثارة بادائها ردود افعال واسعة النطاق وحقق الفيلم ايرادات اجمالية ثمانية ملايين جنيه فى 22 اسبوع عرض . دم الغزال الفيلم الخامس الذى دخل هذا السباق كان (دم الغزال ) بطولة نور الشريف ومنى زكى ويسرا وعمرو واكد تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد اخراج محمد ياسين ويعد اكثر الافلام على صعيد الاشادة من قبل النقاد وكان بداية فاتحة عودة النجوم الكبار للسينما من جديد بعد غياب طويل الا ان اراء الجماهير لم تناصر الفيلم فحقق ايرادات اجمالية ونصف المليون جنيه فقط فى عشرة اسابيع عرض . فتح عنيك سادس الافلام التى دخلت هذا السباق كان فيلم (فتح عنيك) بطولة مصطفى شعبان ونيللى كريم وخالد صالح سيناريو وحوار محمد حفظى اخراج عثمان ابولبن واستمر عرضه لمدة عشرين اسبوعا حقق خلالها ايرادات اجمالية سبعة ملايين و300 الف جنيه ابقت على مصطفى شعبان بين مصاف نجوم الصف الاول. ظرف طارق الفيلم السابع والاخير كان (ظرف طارق ) بطولة احمد حلمى ونور تأليف محمد فضل اخراج وائل احسان وتربع على قمة ايرادات هذا السباق محققا 16 مليون و900 الف جنيه رغم انف كل النقاد ومن هاجموا الفيلم وهى اعلى نسبة ايرادات يحققها احمد حلمى منذ انطلاقته لمصاف النجوم الاوائل. ونستخلص من هذا السباق استمرار ظاهرة عزوف الجماهير عن الافلام التى يناصرها النقاد واقبالها على الافلام التى يتم مهاجمتها لتفاهتها وسطحيتها وعدم تقديمها لموضوعات تمس همومنا العربية اومشاكل المواطن العادى. تابعونا والحلقة الثانية وافلام ماقبل امتحانات المدارس والجامعات |
عليا الطرب بالتلاتة.. وصفة سحرية كى تكره السينما محمود الغيطانى علّ هذا التساؤل على الرغم من شذوذه هو التساؤل الأكثر توفيقا و ملائمة لطرحه حينما يتعرض أى إنسان للحديث عن فيلم " عليا الطرب بال3" للمخرج -إذا جاز لنا إطلاق التسمية- "أحمد البدري"، بل من الممكن أيضا أن يكون هو التساؤل الأوفق الذى لا بد ستطرحه على نفسك فى نوبة تأنيب قاسية و عاتية بعد مشاهدتك لهذا الشئ الغريب المسمى تجاوزا فيلما سينمائيا، حتى تصاب فى نهاية الأمر بمرض نفسي؛ لأنك انسقت خلف إعلاناته، و سرت منوّما تنويما مغناطيسيا حتى شباك قطع التذاكر، "و انخبلت فى مخك" فى نهاية الأمر لقطع تذكرة السينما و ضيعت أموالك، ثم ذهبت إلى أقصى درجات الجنون حينما ظللت متمسكا بمقعدك حتى نزول تيترات النهاية - والتى لن تعرف إطلاقا مهما طال بك العمر أية نهاية تلك، و لأى شئ، و عن ماذا، ولماذا حدث كل ما حدث؟. ولأن فيلم "عليا الطرب بال3" لا يستحق فى الأساس الالتفات إليه أو مجرد الحديث عنه، و لأنى أومن تماما أن الفيلم السينمائى التافه لا يستحق الكتابة عنه- لأن تلك ليست مهمة النقد السينمائى- و لأن الكتابة عنه تعد بمثابة الترويج له من جهة، و تتفيه و انتقاص من قدر النقد و الناقد السينمائى من جهة أخري؛ فلن نتحدث كثيرا عن ذلك الفيلم- لأن الحديث عنه يعد أمرا مخجلا و جريمة لا تغتفر- بقدر ما سنحاول الحديث عن ظاهرة الأفلام السينمائية التى لا معنى لها، و التى باتت تجتاح السينما المصرية فى الآونة الأخيرة، يساعدها فى ذلك وقوف العديد من شركات الإنتاج خلفها و التى لا هم لها سوى معيار المكسب و تكديس رؤوس الأموال من خلال تسفيه و ضرب صناعة السينما بما تنتجه من أفلام. ولعل تلك الظاهرة الغريبة- سينما اللامعنى- إذا جاز لنا الاصطلاح بدأت فى الظهور منذ فترة ليست بالبعيدة منذ عقد الثمانينيات فى القرن الماضى، حينما ظهرت لنا موجة كبيرة و كاسحة من أفلام أطلقنا عليها حينها ما أسميناه بسينما المقاولات، و التى كان يهتم بإنتاجها الكثيرون ممن دخلوا صناعة السينما من بابها الخلفى، فظهرت لنا طائفة من المنتجين و صناع السينما الذين لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بفن صناعة السينما من أصحاب الحرف الغريبة وتجار الخردة ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال الذين رأوا فى السينما منجما ذهبيا لتكديس أموالهم وإعادة تدوير رؤوس الأموال للعودة بها مضاعفة و من ثم اهتموا بإنتاج أفلام تافهة خالية من المضمون، بل والاهتمام بصناعة أفلام فقط من أجل تعليبها - أى صناعتها خصيصا للفيديو- فى شرائط فيديو وبيعها إلى سوق الخليج دون الاهتمام بعرضها سينمائيا لأن ذلك سيعود عليهم بالربح السريع، و لتذهب السينما بعد ذلك إلى الجحيم. إلا أن تلك الموجة الغريبة حينما بدأت تنحصر و تنتهى بظهور مجموعة من المخرجين الجادين الذين أطلقنا عليهم حينها اسم سينما الواقعية الجديدة، لم تلبث أن ظهرت لنا بعدها بفترة قصيرة ظاهرة أخرى جديدة وهى ما أسميناه بظاهرة أفلام المضحكين الجدد التى تمثلت فى أفلام "محمد هنيدي"، "علاء ولى الدين"، ثم تناولها منهم و سار على نفس الدرب "محمد سعد"، " عبلة كامل" التى أخطأت هدفها فسارت فى ذات الطريق الذى يسير عليه هؤلاء، حتى لقد أصبحت هى و"محمد سعد" الشكل النموذجى لإمبراطورية إفساد الذوق العام من خلال ما يقومون به من أفلام سينمائية لا تمت للسينما بصلة. فرأينا فى عام 1998 فيلم "صعيدى فى الجامعة الأمريكية " للمخرج "سعيد حامد" و الذى فتح الباب على مصراعيه - بما حققه من أرباح تعد انتقالا نوعيا فى آليات سوق السينما - لبداية موجة جديدة من الأفلام المفرغة من مضمونها- بعد انحسار موجة أفلام المقاولات - و التى أطلقنا عليه كما أسلفنا موجة أفلام المضحكين الجدد، و هى تتشابه إلى حد بعيد مع سينما أفلام "إسماعيل ياسين" التى لم تكن تعتمد على أى معنى اللهم إلا إضحاك الجمهور بأى شكل، حتى و لو كان هذا الشكل يعتمد على الإسفاف و الاستخفاف بعقلية المشاهد، و من ثم تتالى علينا بعد ذلك سيل من هذه الأفلام التى اعتمدت فى الأساس على نجمين شابين هما "محمد هنيدي"،" علاء ولى الدين" ثم سار على دربهما فيما بعد "محمد سعد" فرأينا أفلاما لا تستحق ذكرها فى تاريخ السينما المصرية مثل "عبود على الحدود" 1999، "الناظر"2000"، "ابن عز"2001، "55 إسعاف"2001، "اللمبي" 2002، "هو فيه إيه" 2002، "اللى بالى بالك" 2003، "عوكل" 2004، "خالتى فرنسا" 2004، "الباشا تلميذ" 2004، "يا أنا يا خالتي" 2005، "عيال حبيبة" 2005، "وش إجرام" 2006، "عودة الندلة" 2006، "لخمة راس" 2006، وغيرها من الأفلام التى لا علاقة لها أساسا بفن صناعة السينما. و لعلنا نلاحظ من خلال هذه الموجة الكاسحة و التافهة من الأفلام أنها تعتمد جميعا على ثلاثة من كتّاب السيناريو الذين حظيت بهم السينما المصرية و من ثم استحقوا على ذلك أيضا لقب ملوك إفساد و انهيار صناعة السينما المصرية و هم، "أحمد عبد الله"، "بلال فضل"، "سامح سر الختم" الذين يحرصون دائما على كتابة مجموعة من السيناريوهات المفرغة من مضمونها- و كأنهم يتبارون على رهان من سيصنع أكثر السيناريوهات تفاهة- بل هى مجموعة من الاسكتشات- القص واللصق- للعديد من المشاهد غير المترابطة، و بالتالى فنحن حينما نشاهد أى فيلم لأى منهم نجلس دائما فى حالة من البلاهة الفكرية و نصاب بالغباء التام و كأننا مجموعة من المساطيل لنتساءل (هو فيه إيه؟) ماذا يريد هؤلاء الكتّاب- بافتراض كونهم كتابا- أن يقولوا أو يقدموا لنا؟. و هكذا سار منحنى السقوط و الانهيار للسينما المصرية منذ عام1998 و فيلم "صعيدى فى الجامعة الأمريكية" مرورا بالأفلام السالفة الذكر حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من إسفاف بفضل كتّاب السيناريو الثلاثة و من سار على دربهم، و بالتالى لم يكن غريبا أن يظهر لنا فيلم من عينة "عليا الطرب بال3" للسيناريست - إذا جاز لنا الاصطلاح- "أحمد عبد الله"، و الذى أقسم أنى لم أفهم منه شيئا- ربما لغبائى و عدم قدرتى على استيعاب فن السينما الجديد (سينما ما بعد الحداثة) - التى يقدمها "أحمد عبد الله" و زملاؤه ولكننا نستطيع القول عن يقين تام (إذا كنت ترغب فى كراهية السينما فعليك بفيلم "عليا الطرب بال3" لأنه الشكل النموذجى الناجح لكراهية هذا الفن). الأهالي المصرية في 10 يناير 2007
«ديجافو» فيلم بوليسي - خرافي الرؤيا بين واقع حدث أم فرضية أنتجتها المخيلة الوسط - نبيل عبدالكريم «DEJAVU» أو الرؤيا موضوع فيلم بوليسي يحاول قدر الإمكان أن يقدم لقطات موجزة عن فكرة الزمن ومدى استعداد الإنسان لاختراقه. وهذا الدمج بين العناصر البوليسية وفكرة الزمن وطموح الإنسان لمعرفة الغيب أو العودة إلى الوراء ومحاولة السيطرة على الحوادث قبل وقوعها أعطى الفيلم نكهة مشوقة تجاوزت ذاك الروتين الذي أخذ يسيطر على هذا النمط من الأشرطة السينمائية. يبدأ الفيلم عادياً. سفينة تنقل الركاب من ضفة نهر المسيسبي إلى ضفة أخرى ويحصل انفجار رهيب يقتل فيه 542 راكباً. فكرة الفيلم (الانفجار) ليست بعيدة عن أجواء «الإرهاب» التي تخيم على الولايات المتحدة منذ انفجار أوكلاهوما وهجمات 11 سبتمبر حتى إعصار كاترينا. فكل هذه الحوادث المؤلمة تركت أثرها على الشاشة وبدأ المخرجون والمنتجون يتطرقون إليها من زوايا أخرى تعتمد على الفرضيات والاحتمالات هرباً من الدخول في وقائع الحوادث. هناك الكثير من الأفلام التي عالجت حوادث العنف والشغب والملاحقات والمطاردات. وهناك غيرها تطرق إلى الإرهاب وشبكاته وأفعاله. وبحكم كون الموضوعات غير مفترضة بل هي حوادث وقعت فعلاً طغت على الأشرطة مسحة واقعية في المتابعة أو التحليل أو الربط. فيلم الرؤيا (ديجافو) انطلق من زاوية أخرى. فهو عالج واقعة لم تحصل. ومن منطلق تلك الفرضية ظهرت موضوعة الرؤية أو المشاهدة أو العلم بالغيب أو إمكان تغيير الماضي وصولاً إلى القدر وكونه مسألة لا تمس وما حصل حصل ولا يمكن تغييره. الفيلم يبدأ إذاً من واقعة مفترضة. ويبدأ البوليس ومكتب التحقيقات وفروع الشرطة على أنواعها في البحث عن السبب ولماذا وقع هذا الانفجار الرهيب؟ وهل هو مصادفة أم مفتعل نفذته جهة إرهابية؟ الفيلم لم يدخل في السياسة. هدفه ليس هذه المسألة. كذلك لا يتهم المسلمين أو شبكات إرهابية أجنبية بل، وهذه مفارقة، يشير إلى تشابه بين هذا العمل وما حصل في أوكلاهوما أي أن من قام بهذا العمل مجموعة أميركية متطرفة تكره الدولة الفيدرالية ومؤسساتها. إلا أن الشريط السينمائي لا يعالج هذه المسألة العرضية لأن هدفه هو الرؤيا وإمكان تغيير التاريخ وتبدل مجرى الحوادث من خلال العودة بالزمن إلى الوراء وكشف الطرف الفاعل ومنعه من تنفيذ عمليته. الحادث إذاً لم يحصل وإنما فرضية. وهذا ما سهل على المخرج تطوير فكرة الرؤيا أو الاعتماد على منهجيتها للعودة إلى الوراء بغية إحباط مهمة الإرهابيين. تبدأ الرؤيا من هذا المدخل. فالمحقق الذي أخذ يجمع المعلومات توصل إلى معرفة اسم فتاة اتصلت به ووُجدت مقتولة في الحادث. وتبين أنها قُتلت قبل وقوعه. وهكذا أخذ المحقق بربط الخيوط والذهاب إلى منزل والدها وأخذ مفتاح شقة ابنته والدخول إلى بيتها والعثور على أقمشة ملطخة بالدم ومسدس وغيرها من الأشياء. حتى الآن لا يعرف المشاهد تلك الصلات بين الخطوط وعلاقتها ببطل الفيلم دينزل واشنطن. ومن خلال عملية البحث يطلب من المحقق الانتقال إلى مركز رصد. وفي المركز يلاحظ أن هناك آلة تصور الوقائع والحياة اليومية بواسطة الأقمار الاصطناعية. وهذه الآلة تتحكم بحركة الزمن لمدة أربعة أيام وست ساعات. وبحكم هذه الآلة يمكن رؤية الحوادث كما هي ولكن يصعب تغييرها أو التدخل في مجرياتها. الآلة تعود بحركة الوقت ثم تصعد بالزمن دقيقة دقيقة أي أن الشرطة كانت بحاجة إلى أربعة أيام لمعرفة المجرم الذي ارتكب حادث التفجير. هكذا بدأ التفكير في الموضوع وإمكان اختراق الجدار الزمني وإعادة تركيب الحوادث انطلاقاً من السيطرة على عقارب الساعة. فالمشاهد التي تصورها الآلة حصلت ولم تحصل والأموات أحياء وغير أحياء والانفجار حصل ولم يحصل والفتاة التي وُجدت مقتولة ومشوهة هي حاضرة وفي عالم الغيب. الفيلم هنا دخل في عالم الفيزياء والماتفيزيا من خلال الرؤية وإمكان مشاهدة الماضي واحتمال تغييره. وهكذا حصل صدام بين المحققين وبدأ كل فريق يدافع عن فكرته إلى أن نجح رأي يقول بإرسال المحقق لملاحقة المجرم الذي اكتشف البوليس اسمه وشكله والأسلوب الذي اتبعه لتنفيذ جريمته. كل هذه المعلومات أصبحت واضحة. وبقي السؤال هل يمكن منع حادث التفجير وإنقاذ حياة 542 راكباً اضافة إلى تلك الفتاة التي دخل المحقق منزلها وتعرف على تفصيلات حياتها. بطبيعة الحال يرسل المحقق ويمنع المجرم من تنفيذ عمله وينقذ الركاب والفتاة. ولكن الأهم في الشريط السينمائي هو أن المحقق اكتشف ان تلك الحاجات التي وجدها في المنزل تعود إليه. فهل دخل المكان قبل ذلك وما هي صلة الرؤية بالمستقبل بتلك الرؤية في الماضي؟ وهل الزمن حلقات مترابطة في سلسلة يستطيع الإنسان في المستقبل أن يحركها بآلات متطورة تتحكم بحركة الزمن؟ كل هذه الأسئلة تدخل في الخرافة؟ ولكن العلم حين يتطور كثيراً يتحول بدوره إلى خرافات. وفيلم الرؤيا هو من هذا الصنف المتخيل الذي يجمع العلم بالخرافة ويعتمد فرضية حصول حادث ثم يقوم بتعديل تلك الفرضية من خلال العلم الخرافي أو الخرافة العلمية. الفيلم يقوم على أفكار علمية (نظرية الزمن النسبية) ولكنه يستخدمها فلسفياً لإعادة التذكير بذاك الطموح الإنساني لمسألة الاختراق. هل يستطيع الإنسان السيطرة على الزمن؟ سؤال فلسفي بُحث مراراً وكانت الإجابات متوافقة نسبياً على نفي الفكرة. سؤال الزمن قديم العهد. وهناك الكثير من الكتب التي حاولت تعريف الموضوع من خلال وجهات نظر متفاوتة. البعض مثلاً يدعي الرؤية والمشاهدة والعلم بالغيب. والبعض يقول إنه يعود إلى الماضي ويستحضره. والبعض يقول إنه يذهب إلى المستقبل ويشاهد الحوادث الآتية. هذا جانب من موضوع علاقة الإنسان بالزمن. ولكن هناك الكثير من الوجوه لا تدرك على رغم وجود اتجاهات تعتقد بفكرة العودة أو التقمص أو التناسخ أو الابتعاث وغيرها من خطوط فلسفية رأت في الإنسان مجرد جسد فان بينما الروح خالدة. ولم تقتصر الفكرة الزمنية على القضايا الروحية وإنما هناك في حقول الاجتماع وعلم التاريخ نظريات تقرأ حوادث البشر في مجرى زمني. فهناك علماء في التاريخ الدائري الذي يرى التطور يتحرك ضمن حركة صعود وهبوط وما أن تنتهي دائرة الزمن في نقطة حتى تعود إلى الحركة صعوداً. وهناك التاريخ التطوري الذي يرى الزمن حركة لا تعود إلى الوراء بل تتقدم دائماً إلى الأمام. بقي الحوار حول الزمن فكرة فلسفية تراود كل علماء الاجتماع والتاريخ واللاهوت المسيحي والفقه الإسلامي إلى ان دخلت الفكرة عالم المختبرات وبدأ الفيزيائيون يبحثونها في سياق علمي لا فلسفي. وأدت البحوث خلال 500 سنة إلى اكتشافات مختلفة في مسألة تعريف الزمن وتحديد هويته وحركته إلى آخر المعطيات البحثية. ومن هؤلاء كان ليوناردو دافنشي وإسحق نيتون وانشتاين وغيرهم من العلماء الذين دمجوا الفلسفة بالعلم وحاولوا تفسير حركة الزمن في سياقات نسبية. وتوصل بعضهم إلى استنتاجات تقول إن حركة الزمن تختلف من مكان إلى آخر. والزمن الذي نعرفه في يومنا هو غير ذاك الذي يمر فيه الكون والمجرات وحركة الكواكب والنجوم. فالزمن على الأرض أسرع وهناك سرعات زمنية تتفاوت بين حركة وأخرى. هذا الخلط بين الطبيعة الفيزيائية والماورائيات أعطى العلماء قدرة على تحليل مفهوم الرؤية والعلم بالغيب والتوقع بما سيحصل في المستقبل وكذلك معرفة الماضي. بهذا المعنى العلمي - الفلسفي قام مخرج «ديجافو» في تركيب فيلمه الخرافي على رؤية فلسفية - بوليسية تقوم على فرضية انفجار إرهابي في سفينة للنقل النهري. الانفجار لم يحصل أساساً ولكن البحث جرى لمعرفة أسبابه وإمكان تغيير مجراه ومنعه من الحصول. إنها فرضية. والفرضية بحد ذاتها تسمح بالدخول إلى خلفياتها من زاوية الفضول الفلسفي أو الخرافة العلمية. إنها في النهاية مجرد رؤية. الوسط البحرينية في 11 يناير 2007
|
مشهد 2006 السينمائى الحسنة لا تعم والسيئة تخص أشرف بيدس |