> استمرار الصراع الدائر بين التكتلين الكبيرين واعوانهما.. والأمر في حاجة إلي تدخل شخصي من محمد سعد!

> منافسة قوية بين الأخوين أحمد ومحمد السبكي علي تحبيشة الفيلم الشعبي انتهت بفوز بعرور علي سعد الصغير

> مي عز الدين نجحت في تقديم نفسها كفنانة شاملة رغم الهزلية المبالغ فيها والمواقف التي يصعب تصديقها

> أفلام العيد أعلنت «موت المؤلف» وتحول المخرج إلي حارس مرمي لم يختبر طوال المباراة!  

شهد موسم عيد الأضحي الحالي إستمرار الصراع الدائر بين قطبي صناعة السينما و الإنتاج والتوزيع ودورالعرض في مصرالمتمثل في الشركة العربية وحلفائها وعلي رأسهم السبكي إخوان من ناحية , والثلاثي ( النصر والماسة والأوسكار ) وأعوانهم ومنهم وليد صبري وكامل أبوعلي من ناحية أخري . فمازال كل فريق منهما مصرا علي الإكتفاء بعرض أفلامه علي الشاشات الخاصة به ومقاطعة أفلام الآخر .وكانت هذه المعركة قد بدأت منذ موسم الصيف الماضي واشتدت بعد إعلان انتقال النجم السينمائي الأول محمد سعد من معسكر الثلاثي إلي جبهة الشركة العربية فيما يعتبرأكبر خسارة للطرف الأول يصعب تعويضها بأية مكاسب فهو النجم الأوحد الذي يعلو سقف إيرادات أفلامه عادة عن العشرين مليون جنيه ويقترب من الثلاثين أحيانا ..وهو علي الرغم من غيابه عن موسم العيد كالعادة - فهو يكتفي حتي الآن بالنزول في ملعب الصيف- إلا أنه الحاضر الغائب الذي لن يعود الود والانسجام بين أطراف صناعة السينما في مصر إلا بتدخل شخصي منه لتصحيح خريطة توزيع النجوم من جديد وإرضاء الجميع.

كريم عبد العزيز والنقلة المفاجئة

نجحت الشركة العربية أيضا في استقطاب النجم الثاني كريم عبد العزيز إلي ملعبها وهو الجواد الرابح الذي تتقدم أسهمه من موسم لآخر . وعلي الرغم من النجاح الكبير الذي حققه كريم في الموسمين الماضيين مع أنجح أفلام التراجيديا والأكشن ( أبو علي ) و ( واحد من الناس ) إلا أنه يفاجيء جمهوره في هذا الموسم بفيلم ( في محطة مصر ) وهو كوميديا يغلب عليها الطابع الهزلي وإن كانت مع نفس مخرج ومؤلف فيلميه السابقين .. أقدم كريم وفريقه علي هذه المغامرة دون أي حسابات أو تقدير لعواقب هذه النقلة المفاجئة والتي أعتقد أنها ستتسبب كثيرا في تراجع أسهم كريم مؤقتا خاصة في ظل ضعف إمكانياته في منافسة نجوم الكوميديا الهزلية المحترفين . وإن كان في أفلامه الأولي (حراميه في كي جي تو وتايلاند) قد حقق نجاحا في تقديم الكوميديا الخفيفه كنجم وسيم محبوب إلا أن الوضع يختلف تماما مع ( في محطة مصر ) خاصة والنص لا يعتمد علي كوميديا الموقف بقدر اعتماده علي كوميديا الشخصية ..كما يغيب عن السيناريو والفيلم وجود شخصيات وممثلين كوميديين لمساندة كريم لينفرد وحده بمسئولية الإضحاك طوال زمن العرض دون أي مساندة أو تدعيم ..علاوة علي هذا يترهل الإيقاع في مساحات كبيرة من الفيلم كما تفتقد العلاقات للحميمية التي تحققت بقوة في الفيلمين السابقين بفضل الثنائي بلال وجلال ..وربما كان فريق العمل في حاجة بالفعل إلي تغيير الجلد وتوسيع آفاق أعمالهم إلا أن ذلك كان يجب أن يتحقق من خلال نقلة تمهيدية عبر كوميديا الحركة مثلا قبل هذا التحول المفاجيء الذي تسبب حتي الآن في تراجع أسهم كريم أمام منافسه التقليدي وخصمه العنيد أحمد حلمي الذي يتربع فيلمه ( مطب صناعي ) علي عرش الإيرادات حتي الآن .

حلمي يجتاز المطب مؤقتا

مازال أحمد حلمي يحافظ علي الاتفاق الذي عقده مع جمهوره منذ بداية نجوميته . فهو يقدم كوميديا خفيفة تعتمد علي الموقف والأداء الهاديء جدا و الشخصية الأقرب للعادية مع بعض المبالغات البسيطة والحوار الرشيق الذي لا يخلو من مفاجأة ومراوغة ولعب بالألفاظ ولكن دون أي إسفاف أو ابتذال. يعاود حلمي في ( مطب صناعي ) مواصلة مسيرته مع المخرج وائل إحسان الذي غاب عن فيلمه السابق ( جعلتني مجرما ) والذي تحمل فيه حلمي عبئا كبيرا مع المخرج عمرو عرفه الذي لا يملك خبرات ولا إمكانيات وائل في الخيال الكوميدي الخالص ولا في قدراته العالية في ابتكار شكل الحركة وتوظيف موقع التصوير وإمكانيات الإكسسوار والديكورلتصعيد الموقف .. يتحقق في هذا العمل الانسجام العالي والتفاهم الكامل بين حلمي ووائل بعد خبرة العمل الطويلة والثقة المتبادلة وهو ما يمكنك أن تلحظه عبر معظم مشاهد الفيلم الذي يعتمد علي فكرة طريفة ولكن يبدو أن السيناريو لم يتحقق له التطوير الكافي فتجد بضعة مشاهد إرتجالية من الواضح أنها لم تكتب بشكل تفصيلي بقدر اعتمادها علي قدرات المخرج والنجم والتي من الواضح أنها أنقذت إيقاع الفيلم من الترهل وغطت علي مناطق ضعف في النص السينمائي ..ولكن المشكلة التي ستواجه حلمي في فيلمه القادم هي نفسها التي سعي كريم ورفاقه لتجاوزها في فيلمهم المعروض حاليا .فالسؤال الذي يثور بالنسبة لأحمد حلمي الآن هو وماذا بعد ؟ .لا شك أن النجم يكرر نفسه حتي وإن كان يحقق نجاحا تجاريا بفضل العلاقة الحميمة التي تجعل جمهوره يضحك بشده علي مواقف ربما لم يكن يتوقع صانعها أن تثير أكثر من الابتسامه ..أحمد حلمي ووائل إحسان أيضا في حاجة إلي نقلة نوعية من الأفضل ألا تكون في جرأة نقلة كريم وأحمد نادر جلال ولكنها انتقالة حتمية فالاستسلام لمطالب الجماهير واستسهال النوع الذي يحقق النجاح يصل بالفنان إلي حالة من التكرار الخطر الذي سوف يصيب المتفرج إن آجلا أو عاجلا بالسأم المفاجيء , فيمزق عقده مع النجم في لحظة غضب مفاجيءأعتقد أن أحمد حلمي سينجح في تجنبها في الوقت المناسب بفضل ذكائه الذي لم يخنه في ( مطب صناعي ) إلا في اعتماده علي كوميديا النجم الأوحد مع غياب أي شخصيات مرسومة بشكل جيد وبالتالي غياب أي نجوم يشاركونه عبء الكوميديا طوال الفيلم باستثناء الطفلة المعجزة مني عرفه التي نجحت في مشاهدها القليلة في سحب البساط وسرقة الكاميرا من النجم المحبوب بفضل تلقائيتها الرائعة وتحكمها الشديد في التعبير بالحركة والوجه و الكلمة .

من يتفوق في التوليفة السبكية

داخل معسكر الشركة العربية نفسه تدور منافسة قوية بين الأخوين المنتجين أحمد ومحمد السبكي للموسم الثاني بعد انفصالهما.. ولا تتمثل المنافسة فقط في المواجهة التي تتحقق بين الشقيقين من خلال عرض أفلامهما في نفس دور العرض في شاشتين مختلفتين نظرا لظروف انتمائهما لمعسكر واحد وبالتالي دور عرض واحدة , ولكن عبر جوانب متعددة منها تشابه طبيعة الموضوعات وأسلوب الدعاية بل وفي كثير من التفاصيل الداخلية في كل عمل فيما يطلق عليه في الوسط السينمائي بالتوليفة السبكية . من الواضح أن كلا منهما يسعي لتقديم ما يمكن أن يطلق عليه الفيلم الشعبي طبقا للمفهوم السبكاوي وهو يعني في العادة حكايات عن ناس شعبيين بسطاء تضعهم الظروف عادة في مواقف صعبة وينتقلون غالبا إلي عالم الأغنياء ليتحقق هذا الخليط في الأجواء والصورة ولابد بالطبع ألا يخلو الفيلم من مواقف جدعنة للناس الغلابة ممزوجة مع كثير من الهزل والسخرية والأغاني والرقصات ..وعلي مستوي اختيار الممثلين والنجوم فلابد أيضا أن يتميز بالتنوع وأن يضم شاب حليوه وبنت مزه ورجل كبير زي عم حسن حسني لو لم يركب دماغه ويغالي في أجره فيتعارض مع اقتصاديات الفيلم وطبعا لا يمكن أن تخلو التحبيشه من مجموعة هزليين رجالة وستات مثل المتميز محمد شومان الذي يتقلص في هذه الأفلام إلي نفس حجم ومكانة الممثل المحدود حسن عبد الفتاح ..هذا إلي جانب طفلة أو طفل غلباوي سليط اللسان وسيدة سوداء وسمينة وقبيحة وكبيرة في السن وترتدي قميص نوم عارياً أو شفافاً.. كل هذا علاوة علي مجموعة من العاهات لملء فراغ المشاهد العارية من الإفيهات.. ومن الملاحظ أن فيلمي السبكية هذا العام شهدا أيضا منافسة من نوع خاص في شخصية الضرير الراقص الخليع بين عزت أبوعوف في (أيظن) ونظيرته إنتصار في ( قصة الحي الشعبي) وإن كان الموسم السابق قد شهد تفوقا ملحوظا لأحمد بباكورة إنتاجه المنفرد ( لخمة رأس ) علي محمد ونجمته عبلة كامل التي سقطت من عرشها سقوطا مدويا في فيلم (عودة الندلة ). ولكن المنافسة الأهم بالطبع كانت بين سعد الصغير ورقة أحمد السبكي الرابحة في (قصة الحي الشعبي ) وعماد بعرور صاروخ محمد السبكي المنطلق في (أيظن ) وهو غريم سعد الصغير ومواطنه من شبرا الخيمه والمطالب بحقه كمطرب أصلي لأغنية العنب التي اكتسحت الموسم بكل أسف .. استرد بعرور أكثر من حقه في فيلم (أيظن) فحقق حلمه وأعاد تقديم تحفته الخالدة (العنب) بصوته الذي لا يقل عن نظيره في شيء كما أتحفنا بأغنية أيظن التي تفوقت علي سابقتها .. ولا عزاء لحميد الشاعري الذي لا تكاد تتذكر له وجودا في الفيلم باستثناء مشاهده الأولي كمدرس موسيقي في مدرسة لصغار المشاغبين ..

أول بطولة مطلقة لنجمة شابة

في ( أيظن ) تظهر مي عز الدين كأول نجمة شابة في بطولة مطلقة في السينما المصرية منذ فترة طويلة . وهي تقدم عرضا خاصا لقدراتها في التمثيل والغناء والرقص وتتحمل بطولة الفيلم منذ ظهورها بعد ربع ساعة تقريبا من بدايته وحتي مشهد النهاية الذي تعيد فيه تقديم أغنية أيظن وتظهر خلاله في الأربع شخصيات التي أدتها طوال أحداث الفيلم .. وفي الحقيقة ورغما عن أي تحفظات علي السيناريو أو علي أداء مي ذاته الذي بدا به قدر من المبالغة خاصة في شخصية الضابط إلا أن حضورها أضفي حيوية ظاهرة علي الشاشة ..وأثبتت بالفعل أنها لديها إمكانيات الفنانة الشاملة وقدرات علي التنوع والتلوين في الأداء واجتهاد كبير في تحقيق المواقف الصعبة والإنسانية بالجدية المطلوبة بنفس القدر الذي تحقق فيه المشاهد الهزلية بجرأة وشجاعة نادرة علي فتاة كنا نتوقع أن أقصي طموحها هو تقديم البنت الرومانسية المحبوبة ..هذه الحالة من التوثب وهذه الرغبة الجارفة في تحقيق النجاح وإثبات الذات لدي مي هي أحد الأسباب الحقيقية لهذا التواصل الكبير الذي تحقق بين الفيلم والمشاهد علي الرغم من الهزلية المبالغ فيها والمواقف التي يصعب تصديقها ..وبذلك يتقدم (أيظن ) ليحتل المركز الثاني حتي الآن ليس متفوقا فقط علي غريمه وشبيهه ( قصة الحي الشعبي ) الذي يحتل المركز الرابع بل ومتقدما علي أفلام تفوقه في الميزانيات والإمكانيات بمراحل .. وعلاوة علي كل هذا تنجح مي أيضا في أن تسحب البساط من نيكول سابا خلافا لكل التوقعات . المواجهة الكبري بين بعرور والصغير
لم يشفع لنيكول جمالها ولا ملابسها الساخنة ولا دلعها اللبناني المثير ولا حتي غناؤها لكلمات في قمة الابتذال بعنوان ( التوتو.. ني) أما بطل الفيلم طلعت زكريا النجم الكوميدي الصاعد بقوة بعد رحلة كفاح طويلة فإن وجوده يتقلص ليفسح مساحة كبيرة لسعد الصغير الذي اعتقد أحمد السبكي أنه تميمة النجاح وأنه كلما زادت مساحة وجوده كلما تضاعفت الإيرادات ولكن يبدو أن الشقيق محمد السبكي يدرك جيدا حجم المقادير المطلوبة لإرضاء الجمهور والمساحة المحدودة التي لابد ألا يتجاوزها المطرب الشعبي .فالحركات الهزلية التي يقدمها سعد وفرقته المتشبهون بالمتخلفين والشواذ والمخنثين يمكن قبولها في رقصة أو أغنية تستمر للحظات علي الشاشة من باب ( الأنيميشن ) الذي يحرك الجوانب المبتذله في النفس الإنسانيه ولكن يصعب قبولها لمساحات طويلة علي الشاشة لأي جمهور مهما انحدر به الحال خاصة وتعبيرات الأستاذ سعد لا تتجاوز المنطقة المنحصرة بين القرف والاشمئزاز واللهم لا اعتراض.

ينجو من هذه الموقعة المخرجان أكرم فريد وأشرف فايق فهما أشبه بحارسي مرمي لم يتح لهما الاختبار طوال العرض وكلاهما أثبت في تجارب سابقة قدرات وإمكانيات وفهماً صحيحاً للغة السينما ولكن ماذا يمكن أن يفعل مارتن سكورسيزي مع أفلام يغلب عليها طابع الارتجال الهزلي ولقطات لا يحركها سوي هز الأرداف.

الرهينة هو الضحية

في ظل أفضل ظروف ممكنه لمخرج يأتي فيلم ساندرا ( الرهينة ) الذي أتيح له التصوير في جمهورية أوكرانيا وتوفرت له إمكانيات إنتاجية وفنية وبشرية هائلة لم تعهدها السينما المصرية من قبل. وأصبح من العادي جدا أن يكون أعلي الأفلام تكلفة هو أقلها في الإيرادات فالفيلم يقبع في المركز الخامس. وعلي الرغم من ازدحام الفيلم بالمعارك والمطاردات والخدع والمشاهد الصعبة بصورة مبالغ فيها إلا أنه لم ينجح في جذب جمهور العيد .ولاشك أن (الرهينة ) تجربة مختلفة تماما لساندرا بعد (ملاكي إسكندرية) كفيلم مخابرات ومغامرات كما أنه تجربة أولي لأحمد عز كبطل مطلق يجتهد كثيرا في تقديم الأداء الخفيف ومتجنبا إلي حد كبير الاعتماد علي وسامته، ولكن يبدو أن عليه أن يعيد حساباته قبل الخطوة القادمة فهو مازال علي شاطيء النجومية وإن كان من الواضح أنه يتقدم بقوة كممثل . أما نور اللبنانية فتواصل تقديم الوجه الشرير الذي بدأته في الفيلم السابق ولكن حجم الشر هذه المرة أكبر بكثير من إمكانياتها وطاقاتها فعبء مثل هذا لم يكن بمقدور الفنان الفذ محمود المليجي أن يتحمله وحده وإنما كان يشاركه فيه توفيق الدقن وربما زكي رستم وإستيفان روستي و حسن حامد ومحمود فرج أيضا . الاعتماد الكامل علي نور الجميلة وحدها كواجهة لقوي الشر في الفيلم مسألة تحسب علي السيناريو وعلي المخرجة أيضا التي بذلت جهدا كبيرا لتقدم فيلما مشرفا لصناعة السينما في مصر ويحقق طفرة في هذه النوعية من الأفلام بصرف النظر عن البساطة المخلة في السيناريو التي لا تتناسب مع هذا النوع من الأفلام التي تعتمد بالدرجة الأولي علي عناصر المفاجأة والتشويق وهو ما عجز السيناريست نادر صلاح الدين عن تحقيقه طوال أحداث الفيلم التي توقعها المشاهد من البداية للنهاية .

جورج بوش والخيانة غير المشروعة

في ذيل قائمة الأفلام المعروضة يأتي ( خيانة مشروعة ) والذي تواجد في دور العرض قبل العيد بأسبوع استطاع خلاله أن يحقق إيرادات تقترب من المليون جنيه .ولكنه يعود ليأخذ موقعا متأخرا في ظل المنافسة أمام أفلام أعدت خصيصا لتتناسب مع العرض في موسم العيد . يعرض فيلم ( خيانة مشروعة ) لواقع مأساوي وفاسد شديد الخصوصية اختلف كثيرا مع أي محاولة لاضفاء دلالات رمزيه أو أبعاد سياسيه عليه .فليس كل واقع فاسد أو قصة توريث هي عرض لما يحدث في مصر الآن حتي لو كان المؤلف المخرج خالد يوسف نفسه يقصد ذلك فالفيلم مليء بالاحداث الغريبه والمواقف الملفقه والشخصيات المريضه والسلوكيات الشاذه . وبينما تفشل سمية الخشاب في إقناع المشاهد بأدائها الفاتر وتكوينها غير المتناسب مع الأداء الحركي العنيف، تنجح تماما مي عز الدين بتعبيرها المنضبط ومعايشتها للشخصيه وبذلك تكون مي في منافسة مع نفسها لتؤكد جدارتها بالنجوميه بين بنات جيلها .الأهم من كل هذا أن الجمهور لم يعد يتأثر بالمشاهد المأساوية ولا ينفعل مع مواقف العنف . فهذة النوعيه من الافلام يصعب تماما أن تنجح في ظل الواقع المأساوي العنيف والمهين الذي نشاهده يوميا علي شاشات التليفزيون في نشرات الاخبار من دراما حقيقية يؤلفها ويخرجها و يبدعها نجم العنف الأول في العالم جورج بوش الذي وصل إبداعه إلي الذروة حين اتحفنا بمشهد درامي بالغ التأثير ومفعم بالدلالات لرئيس جمهوريه عربيه يتم شنقه كأضحية في أول أيام العيد.

وهكذا فإن موسم عيد الأضحي شهد غياب المؤلفين الذين تضاءل وجودهم تماما في أفلام تحمل أسماءهم تاركين مساحات كبيرة للهزل والارتجال يصنعها النجوم والمنتجون وربما يسمح للمخرجين بالمشاركة في صنعها أحيانا..كما شهد الموسم أيضا مولد النجمة مي عز الدين التي تفوقت بقوة علي نيكول سابا ..كما تفوق محمد السبكي علي شقيقه أحمد وعادل بعرور علي مواطنه سعد الصغير وجورج بوش علي كل منافسيه في صنع الحزن والمأساة والعنف والمهانه في الواقع أو في السينما وكل عام وأنتم بخير .

جريدة القاهرة في 9 يناير 2007

 

فوزي سليمان يكتب عن الأسبوع الثاني للسينما الأوروبية بالإسكندرية:

فيلم إنجليزي يدين احتكار شركات الأدوية العالمية وينذر بخطرها علي صحة الأفارقة!  

< السينما الفرنسية والكورية تقفان في «اليونيسكو» ضد هيمنة السينما الأمريكية.. وتدخلان السوق المصرية

< هل تقام دار عرض دائمة ولو صغيرة للأفلام الأوروبية؟  

هل سيعود عشاق الفن السابع إلي الاستمتاع بجديد وروائع السينما العالمية إلي جانب الأفلام الأمريكية التي تهيمن علي السوق؟!

لقد شاهدت أجيال من محبي السينما في مصر نماذج جيدة من السينمات العالمية في الأربعينيات حتي السبعينيات من القرن الماضي، حتي كانت بعض دور العرض تكاد تتخصص في الأفلام الفرنسية وأخري في الروسية، «السوفيتية» وكانت تجد إقبالاً طيباً وخاصة مع دبلجة بعض الأفلام الروسية كما كانت إحدي الدور تقدم حفلة صباحية لأفلام أوروبية باسم «نادي لوميير».

ثم سيطرت الأفلام الأمريكية وأغلبها من الشائع التجاري وإن كان بعضها القليل وخاصة في السنوات الأخيرة من الإنتاج الراقي لكبار المخرجين.

كادت تقتصر عروض السينما العالمية غير الأمريكية علي المراكز الثقافية الأجنبية، وأسابيع الأفلام، والمهرجانات، وجهود بعض الهيئات بتعاون مع الاتحاد الأوروبي ودعمه أحياناً، نذكر هنا خاصة جهد الناقد سمير فريد، الذي أشرف أيضاً علي النشاط السينمائي لمكتبة الإسكندرية، وأسس مؤخراً «كادرا»، كما نذكر جهد جماعة «سمات» ومشروع «كارفان».. ولكن كل هذه الأنشطة كانت علي مستوي ثقافي قاصرة علي أعداد محدودة من المشاهدين.. ولم تخرج إلي الجمهور الواسع.

وهذا ما فعلته المنتجة والمخرجة ماريان خوري، حينما نظمت علي مستوي جماهيري، «بانوراما السينما الأوروبية»، وكانت التذاكر بسعر مخفض، وحققت هذه التجربة نجاحاً كبيراً، وما يستدعي الغبطة أن البانوراما ضمت أفلاماً تسجيلية طويلة إلي جانب الروائية، وأقبل عليها الجمهور كما تمت مناقشات ثرية مع بعض الفنانين الأجانب من صناع الأفلام، ولكن هذه التجربة الناجحة لم تكن لتتم بدون دعم من جهات أوروبية، مما أثار التساؤل حول إمكانية استمرارها.. ولم لا تخصص دار عرض صغيرة لمثل هذه الأنشطة، علي نمط دور «الفن والتجربة» في أكثر من دولة أوروبية.

أفلام متميزة

طرح هذا الاقتراح، في ختام أسبوع السينما الأوروبية بالإسكندرية الذي أقيم في القاعة المجددة للمركز الثقافي الفرنسي في شهر ديسمبر 2006، وقد شاركت فيه ثمانية مراكز أوروبية بالإسكندرية من إسبانيا، وإيطاليا، والسويد، وألمانيا، وفرنسا وروسيا وبريطانيا واليونان، لكل دولة فيلمان، والملاحظ أن هناك دولة واحدة من هذه الدول الثماني ليس لها أي تمثيل ثقافي بالعاصمة وهي السويد التي آثرت الإسكندرية بمعهد ناشط في عقد المؤتمرات والحوارات الأوروبية العربية في مجال الدراسات الفلسفية وخاصة الإسلامية.

ضم الأسبوع الأوروبي الثاني أفلاماً متميزة لمخرجين كبار مثل اليوناني كاكويانيس، والفرنسي كوستا جافراس، والألماني مايكل هانيكي، والإسباني مانويل أراجون، والإيطالي بوبي أفاتي، وأعدت بعض الأفلام عن أعمال أدبية لكتاب كبار مثل الروسي تشيكوف في «بستان الكرز» والإنجليزية جين أوستين في رائعتها «الكبرياء والتحامل».

قضايا مهمة

وطرحت بعض الأفلام قضايا مهمة، مثل الفيلم الألماني «يوم واحد في أوروبا» للمخرج هانيس شتور «2004» والذي يثير في إطار كوميدي مشاكل الاختلاف الثقافي أو سوء التفاهم بين الشعوب الأوروبية بسبب اختلاف اللغة أو الثقافة، حيث تدور الأحداث في أربع مدن أوروبية: موسكو، واستانبول، وسنتياجو «إسبانيا»، وبرلين، وبثماني لغات مختلفة، في نفس اليوم الذي شهد مباراة عالمية كبري في كرة القدم «ألهت» المسئولين من رجال الشرطة عن التحقيق في جرائم سرقات وقد شارك في الفيلم ممثلون من مختلف الجنسيات، ورءوس أموال من أكثر من جهة أوروبية سينمائية وتليفزيونية.

نعود إلي ما أثير في ختام الأسبوع الثاني للسينما الأوروبية بالإسكندرية.. حول اقتراح تخصيص دار عرض -صغيرة- للأفلام الأوروبية.. وقد كان هذا في بال ماريان خوري بعد نجاح «بانوراما السينما الأوروبية».. ولديها إمكانيات في قاعات العرض التي تمتلكها شركة يوسف شاهين، وقد اقترح بعض آخر اختيار إحدي قاعات مجمع فاميلي بالإسكندرية التابعة لمدينة الإنتاج الإعلامي ولها نظير في القاهرة.

في حين يثير الفيلم البريطاني «البستاني المخلص» إخراج فرناندو مايرليس «2005» في سياقه قضية علي درجة كبيرة من الخطورة رغم أنه يدور في إطار بوليسيي هو استغلال شركات الأدوية العالمية الكبري للشعوب الأفريقية في الاحتكار وإجراء التجارب اللاإنسانية، مع ما تؤدي إليه من أضرار فظيعة، فالمهم هو ما تحققه من أرباح ضخمة بلا وازع من ضمير أو مبالاة بالضحايا من الأفارقة الفقراء وحينما تكشف امرأة إنجليزية ناشطة تعايش الأفارقة عن هذه المأساة يتخلصون منها بالقتل!

أفلام كورية وفرنسية في السوق

تشهد حالياً إحدي دور السينما عرض فيلم كوري «جنوبي» لأول مرة بالقاهرة، وقد أعلن عن برنامج لأفلام فرنسية في نفس الدار، مرة كل أسبوعين ابتداء من شهر مارس القادم وليس من المصادفة أن كلاً من كوريا «الجنوبية» وفرنسا قد وقفتا ضد هيمنة هوليوود التي تحاول فرض أفلامها علي كل بلدان العالم حتي علي حساب الأفلام الوطنية ومن هنا كان موقفها ضد مفهوم « الاستثناء الثقافي» داخل نظام العولمة، في حين طالبت الدولتان بحماية الأفلام الوطنية، وقد أقرت اليونيسكو عام 2005 اتفاقية «التنوع الثقافي» بالأغلبية ولم تصوت ضدها إلا دولتان فقط هما أمريكا وإسرائيل!

من حق محبي الفن السابع أن توفر لهم دار عرض دائمة ليطلعوا علي أفلام تمثل اتجاهات وحركات مهمة في السينما العالمية.. وكثير منها حصد الجوائز في المهرجانات العالمية ويؤكد الحق في «التنوع الثقافي».

جريدة القاهرة في 9 يناير 2007

مهرجانات السينما العربية استعراضية للإعلام.. وتبحث عن أفلام

سمير الجمل 

في آخر إحصائية ثبت ان مهرجانات السينما في العالم العربي علي مدار العام قد زادت علي 50 مهرجاناً بين المحلي والعربي والدولي.. ويأتي التونسي قرطاج أولها من حيث الأقدمية.. بينما ينفرد مهرجان القاهرة السينمائي بكونه الوحيد الذي يحمل الصفة الدولية.. ولا ينافسه مؤخراً إلا "دبي" ومراكش الذي يرعاه ملك المغرب بشكل مباشر. وفي دراسة نشرت مؤخراً أوضحت ان كثرة المهرجانات لم تثمر من قريب أو بعيد بما يدفع صناعة السينما في البلدان العربية.. ويدخل بالفيلم العربي دائرة الاهتمام الدولي بحق.. باستثناء أعمال قليلة من مصر وتونس وسوريا وأقطار أخري أوصلها أصحابها إلي المهرجانات الدولية باجتهادات شخصية بحتة مثل يوسف شاهين وعادل إمام ونوري بو زيد وعبداللطيف عبدالحميد ونبيل المالح ويسري نصر الله وهي أسماء أصبحت معروفة لدي المهرجانات الغربية.. لكونها.. تضع الأفلام التي يراها الخواجات معبرة بشكل فولكلوري متحرر عن عالمنا العربي.. أضف إلي ذلك طابور السينما المزدوجة التي يعتمد أصحابها علي التمويل الأجنبي وبالتالي يضمنون التوزيع والتسويق والحفاوة..

الاستفتاء الذي أعدته شبكة السينما العربية كشف ان معظم المهرجانات السينمائية في العالم العربي تقام لأسباب إعلامية احتفالية وربما سياسية بحتة.. حيث ان هناك بعض الدول نظمت مهرجانات للسينما وهي غير منتجة نهائياً للأفلام مثل البحرين وقطر.. وحتي في مصر صاحبة المهرجان الدولي كم من مرة جاء موعد المهرجان وتحول اختيار فيلم مصري يشارك في مسابقته الدولية إلي لغز استعصي علي الحل.. اما لندرة الأفلام عموماً.. أو الجيدة بشكل خاص التي تليق بتمثيل الدولة المنظمة.. ومع ذلك رحب المشاركون في الاستفتاء بالمهرجانات كوسيلة لنشر الثقافة السينمائية والوعي الفيلمي.. وأيضاً كجسر للتواصل مع ثقافة الآخر وفكره وهو المنهج الذي انطلق به مهرجان دبي والذي استقدم لإدارته مجموعة من الانجليز وجنسيات أخري.. ونفس الشيء جري في مراكش بطريقة أخري.. حيث اعتمد المهرجان بشكل أساسي علي النجوم الأجانب باستثناء الاحتفال بأسماء عربية محدودة كان من بينها يوسف شاهين.. كما أختير ناقدنا السينمائي الكبير سمير فريد عضواً بلجنة التحكيم الدولية في العام قبل الماضي وحالت ظروف مرضه دون هذه المشاركة.

وطالب القائمون علي الاستفتاء بإقامة اتحاد عربي للمهرجانات السينمائية تكون مهمته التنسيق بين هذه المهرجانات من حيث المواعيد والأهداف والاستراتيجية..

كما كشف الاستفتاء عن التهديد المادي الذي يضرب معظم المهرجانات في مقتل خاصة الراسخة التي تعتمد بشكل رئيسي علي مساهمات الرعاة.. إلي جانب دعم حكومي محدود وأبرز مثال علي ذلك مهرجان القاهرة السينمائي وهو أكبرها وأضخمها وهناك مهرجانات عديدة بدأت تراجع نفسها في الكرم الحاتمي من حيث الاستضافة والهدايا والرحلات الجانبية وأيضاً تحمل نفقات كوكبة من المساعدين تصاحب النجوم المشاهير يمثلون ميزانية إضافية كانت بعض المهرجانات الكبري تتحملها صامتة منذ سنوات..

ويحتل مهرجان القاهرة المرتبة الأولي من حيث الاستحواذ الإعلامي.. والخبرة.. وينافسه مراكش في عامه السادس بدعم ملكي خاص.. حيث ان دوراته السابقة شهدت حضور شين كونري "جيمس بوند" وكلوديا كاردينالي وأوليفر استون واشاوريا راي نجمة الهند.. بالاضافة إلي كوكبة أخري من أشهر نجوم العالم حضروا بأفلامهم لأول مرة.. وأبرزها الاسكندر الأكبر بطولة "انجلينا جولي" وقد أثار جدلاً واسعاً ويكاد أن ينفرد مهرجان دمشق ويتميز إلي جانب محاوره الأفلامية المتعددة.. بكمية من الكتب السينمائية النادرة.. وهو ما لايقدمه أي مهرجان عربي آخر..

ويشير الاستفتاء رغم ذلك إلي ضرورة استمرار المهرجانات لأنها في النهاية ستضع تياراً من الوعي السينمائي.. وتدفع إن آجلاً أو عاجلاً إلي دوران عجلة الانتاج السينمائي.. بشرط أن تبتعد المهرجانات تماماً عن السيطرة الحكومية.. وان كان مهرجان القاهرة حتي الآن قد نجح في ذلك.. بإبعاد إسرائيل نهائياً عن حضوره.. إلا بطرق ملتوية غير مباشرة!.. باعتبار عدم التطبيع الثقافي خط دفاع استراتيجياً!

الجمهورية المصرية في 9 يناير 2007

 

مهرجانات السينما العربية تستهدف البريق الإعلامى وأضواء النجوم فقط

سلامه عبد الحميد –الألمانية- 

أظهر استفتاء أجرته شبكة السينما العربية أن المهرجانات السينمائية لا تساهم فى تسويق الأفلام العربية ولا تفتح لها أبواب أسواق جديدة نظرا لضعفها بشكل عام وعدم اهتمام القائمين عليها باتخاذ خطوات جادة فى إطار التسويق أو الدعاية للأعمال العربية فى الداخل أو الخارج.

وأعرب 86 بالمئة من المشاركين فى الاستفتاء الشهرى للشبكة المتخصصة فى تنمية الثقافة السينمائية عبر موقعها الرسمى على شبكة الانترنت عن اعتقادهم بأن المهرجانات العربية تستهدف فقط البريق الإعلامى وأضواء النجوم دون غيرها من الأهداف الأساسية للمهرجانات السينمائية فى العالم كله.

ودلل المشاركون على ذلك بالصراع الدائر بين مهرجانات القاهرة ودبى ومراكش على النجوم العرب والأجانب والذى يضعف اهتمام هذه المهرجانات بفتح الأسواق المحلية أمام السينما العربية بمختلف مدارسها وتياراتها.

وكشف الاستفتاء عن أن 13 بالمئة من المشاركين أعربوا عن اعتقادهم بأن المهرجانات السينمائية تساهم بشكل ما فى إلقاء الضوء على السينما العربية بغض النظر عن عرضها فى الصالات السينمائية من عدمه رغم أن التضارب بين مواعيد وفعاليات تلك المهرجانات يؤدى إلى حالة من التنافر بينها.

وجاء الاستفتاء الذى شارك فيه عدة آلاف من الزوار على مدار الشهر الماضى كرد فعل للسباق المحموم بين المدن العربية لاستضافة وتنظيم المهرجانات السينمائية خاصة بعد التراشق الإعلامى بين مسئولى المهرجانات عقب تضارب مواعيد بعضها وتقارب مواعيد أخرى بشكل أثر على حجم مشاركة مبدعى السينما فى المهرجانات كما أثر على التغطية الإعلامية لها.

وفوجئ المهتمون والمتابعون بتضارب مواعيد المهرجانات العربية هذا العام رغم اتفاق منظمى هذه المهرجانات العام الماضى على تثبيت مواعيد محددة لإقامة المهرجانات الأربعة الأهم وهى القاهرة وقرطاج ومراكش ودبى تفاديا للتصادم أو التضارب.

وشهدت الفترة الأخيرة تقاربا فى مواعيد هذه المهرجانات حيث لم يفصل بين انطلاقة مهرجان القاهرة فى دورته الثلاثين وانطلاقة مهرجان مراكش فى دورته السادسة سوى يوم واحد وتصادم مهرجان دبى مع مهرجان مراكش حيث إن يوم افتتاح الأول هو نفسه يوم ختام الثاني.

وأدت تلك الحالة إلى تصريحات متبادلة بين مسئولى تلك المهرجانات حيث قال عزت أبو عوف رئيس مهرجان القاهرة إن مهرجان مراكش لا يمكن أن ينافس مهرجانه لأن "المغرب ينتج فيلمين أو ثلاثة سنويا فيما تتمتع مصر بصناعة سينمائية حقيقية."

ورد عليه نور الدين صايل رئيس مهرجان مراكش بالقول إن مهرجان مراكش لا يرغب فى منافسة أى مهرجان آخر بل يرغب أن يكون مهرجانا دوليا يتباهى به المغرب والقارة الافريقية مضيفا أن "طموحنا ليس منافسة مهرجان القاهرة الذى نعترف باسبقيته فى الوجود إلا أن هذه المعطيات لا يلزم أن تستعمل بكيفية هجومية أو ناقدة."

وذهب بعض المشاركين فى الاستفتاء إلى القول إن التنسيق بين المهرجانات السينمائية العربية يحتاج إلى استحداث اتحاد عربى للمهرجانات السينمائية بعد أن فشلت الاجتماعات المتتالية لادارات تلك المهرجانات فى التنسيق واختيار مواعيد لإقامة فعالياتها وفق ترتيب معين حتى لا تصطدم ببعضها.

ورغم التقدم الكبير الذى طرأ على المهرجانات العربية إلا أن ضعف الامكانيات وتضاؤل الدعم الحكومى سببان يزيدان من الأزمات التى تعانيها هذه المهرجانات مما ينعكس سلبا على تنظيم فعالياتها حيث تحاول هذه المهرجانات الاعتماد قدر الإمكان على مساهمات رجال الأعمال والإعلانات لتسيير أحوالها.

ويبلغ عدد المهرجانات السينمائية العربية أكثر من 51 مهرجانا أهمها مهرجان القاهرة وهو المهرجان العربى الوحيد المسجل فى الاتحاد الدولى لجمعيات منتجى الافلام أما اقدم المهرجانات العربية على الإطلاق فهو مهرجان قرطاج السينمائي.

العرب أنلاين في 4 يناير 2007

 

كشف حساب المهرجانات العربية

فارايتي احتفت بدبي ومراكش‏...‏

والقاهرة يخسر 

مع ختام فعاليات مهرجان دبي السينمائي‏,‏ تكون المهرجانات العربية في عام‏2006‏ وقد صلت إلي آخر محطاتها السنوية ليصبح السؤال ملحا حول ضرورة وضع كشف حساب عما قدمته هذه الهرجانات لصناعة السينما العربية‏,‏ وما أضافته إلي رصيدها‏,‏ وجوانب القصور‏,‏ وبنظرة متأنية سنجد أن الخاسر الوحيد في كبريات المهرجانات التي عقدت هذا العام سيكون هو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي‏,‏ والذي يعد المهرجان الأقدم بعد قرطاج الإفريقي‏,‏ الذي احتفل بعامه الأربعين‏,‏ والقاهرة بدورته الثلاثين‏,‏ وسنجد أن المهرجانين الوليدين مراكش ودبي قد فازا في سباق المهرجانات هذا العام‏,‏ فإذا كان مراكش معروفا بميوله الفرانكفونية‏,‏ وقيام فرنسيين علي تنظيمه‏,‏ فإن دبي يتميز بتنوع العناصر القائمة عليه من عرب وأجانب‏,‏ كذلك اهتم مهرجان دبي بتنظيم العديد من الفعاليات التراكمية المهمة التي ستعود حتما بالنفع علي السينما العربية‏,‏ إذ نجح في تدشين نفسه كواحد من أهم المهرجانات العربية طبقا لمجلة فارايتي‏,‏ التي أفردت عشر صفحات عن المهرجان الوليد‏,‏ وأفردت خمسا آخرين عن مهرجان مراكش السينمائي‏,‏ في حين لم يأت ذكر مهرجان القاهرة بحال من الأحوال‏,‏ حتي ولو بفرض أن هذه الصفحات جزء منها مدفوع الأجر‏,‏ فهذا تفكير كان يجب أن يأتي للقائمين علي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي‏,‏ الذين اهتموا فقط بالسجادة الحمراء والحفلات التي أقيمت علي هامش المهرجان‏,‏ خصوصا أن فارايتي من أهم المجلات السينمائية العالمية ذات المصداقية العالية‏,‏ خسر القاهرة الذي أصبح يعتمد فقط علي تاريخه‏,‏ وكسب دبي الذي راهن علي اختيار أفلام شديدة الجودة مثيرة للجدل‏,‏ ودقة التنظيم‏,‏ شكل المطبوعات وتوافرها‏,‏ ولا يتم ذكر ذلك للقول من الأفضل ومن الأسوأ‏,‏ لكن القاهرة تستحق مهرجانا يليق باسمها‏,‏ لذلك يصبح التساؤل ملحا حول مستقبل مهرجان القاهرة‏,‏ الذي توافر له الدعم من قبل رجل الأعمال نجيب ساويرس‏,‏ لكن أهم شئ افتقده القاهرة هو وجود الشباب‏,‏ العنصر الفاعل في أي مجتمع‏,‏ إضافة إلي فكرة الإخلاص في العمل‏.‏

فالمسألة ليست مجرد عرض أفلام في توقيت محدد من العام‏,‏ أو شخص واحد تتجمع كل السلطات في يده ولا يعنيه سوي إظهار نفسه والتأكيد علي جهده فقط دون تقدير الآخرين ممن يبذلون الجهد‏,‏ فالفردية أبدا لم تكن من سمات الأعمال الناجحة‏,‏ هذا مايجب أن يعرفه مسئولي مهرجان القاهرة‏,‏ و إذا كان مهرجان دبي مثلا يضم العديد من الأقسام وكل قسم له مسئوله والمنوط بأعماله‏,‏ ويفتقد للتواصل بين بعض إدارته وبعضها البعض‏,‏ لكن في النهاية لأن كل مسئول يعمل علي أن يخرج قسمه بالشكل اللائق والأكمل‏.‏ جاءت النتيجة النهائية إيجابية تنقصها رتوش سيتم تداركها‏,‏ في حين أن القاهرة أصبحت يفتقد لملامح مميزة‏.‏

الأهرام العربي في 4 يناير 2007

 

أغانى الخضار والفاكهة تسيطر على السوق السينمائية

هبة عبد المجيد  

هل حقا فسدت السينما فأخذت الغناء فى طريقها؟ وما هو الفرق بين أغنية "يا بلح ابريم يا سمارة" والتى غناها الأسمر محمد منير و"العنب العنب" لسعد الصغير والتى حققت أعلى نسبة مبيعات لم يشهدها سوق الكاسيت منذ سنوات، بل وساهمت فى رفع ايرادات فيلم "على الطرب بالتلاتة" والذى قدمت ضمن احداثه؟.

هل الأغنية تدنت فى مفرداتها إلى حد الاسفاف؟ أم أن هناك حالات فردية تظهر بين الحين والآخر، وتهبط بالغناء للقاع؟ وما هى الأسباب التى تسهم فى ظهور تلك النوعية من الأغنيات؟ ولماذا يصنفها البعض تحت مسمى الأغنيات الشعبية رغم أن تراث الشعبيات بعيد عنها تماما؟

هل الرقابة تتعمد غض البصر عن تلك الأغنيات التى للأسف تلقى قبولا لدى الجمهور، أما أنها لا تستطيع تحجيم هذه الأغانى والتى عرفت طريقها من خلال الفيلم السينمائي، بدعوى أنها موظفة دراميا، وهكذا غنت مروة اللبنانية "الصراحة راحة" وذاعت فى كل الفضائيات على الرغم من الرفض الرقابى لها قبل ذلك، كما مرت أغانى عن السمك والخضار والحمار "بحبك يا حمار" لسعد الصغير فى فيلمه "على الطرب بالتلاتة".

فى البداية يعترض مطرب العنب سعد الصغير متعجبا من تلك الاتهامات والتى تصف أغنياته بتدمير الذوق العام، مؤكدا أن ما يقدمه من أغنيات ليس فيها لفظ واحد خارج، ولكنها أغان بسيطة مستمدة من لغة الشارع والذى يصف المحبوبة ببعض الفواكه مثل "خدودك تفاح، وشفايفك كريز" و..غيرها من التشبيهات الموجودة فى اغنياتنا، فالمطربة الكبيرة شادية غنت للعنب وكذلك فاطمة عيد والراحل محمد رشدى غنى للبرتقال وغيرهم.

والسؤال هنا هو: لماذا اتهم عنب سعد بالاسفاف بينما لم يشعر أحد بأى إسفاف فى تلك الاغنيات؟ ولماذا فتحت أغنية العنب الباب لأغانى عن السمك والحمار والخضار وغيرها؟ الى حد أن البعض يراها الموضة القادمة، صحيح على حد توصيف البعض لا يمكن اتهامها باستخدام مفردات سوقية إلا أنها تسهم بلا شك فى انحطاط الذوق العام والهبوط بالأغنية ومستواها.

الكثير من هذه الأغنيات للأسف تم تقديمها من خلال أفلام، وهى حيلة تجارية يلجأ لها هؤلاء ــ هكذا تؤكد الناقدة ماجدة موريس ــ مشيرة إلى أن هذه الاغنيات صنعت كى تستخدم فى الدعاية للأفلام ثم تعرض منفصلة على الفضائيات المتعددة والتى ترحب بوجودها لتملأ بها ساعات إرسالها الطويلة، كما تنجح فى استثمارها إعلانيا وهو ما أكده أيضا نقيب الموسيقيين حسن أبو السعود، مشيرا إلى أن أغنيات الأفلام فيما مضى كانت توظف ضمن مضمون الفيلم وبما يتوافق وأحداث السيناريو، أما الآن فإن الأغنية قد يتم تفصيل فيلم عليها او يتم حشرها بلا منطق درامي.

قصة العنب

أغنية العنب والتى فتحت باب الإسفاف على مصراعيه كانت فى الأصل ضمن بضع أغنيات ضمها البوم بعنوان "ملوك الهيصة" لعدد من المغنين، والأغنية قدمها لأول مرة مطرب اسمه عماد بعرور، إلا أن سعد الصغير قرر غناءها مع بعض التحوير لتصعد بفضله للقمة مما جعل السبكى مكتشف سعد وصاحب توكيل استثماره، يؤجل إطلاق عماد فى فيلم جديد باسم "حظو" كان من المفترض عرضه لولا نجاح سعد بأغنية العنب والتى اجبرت السبكى على استثمارها.

بعيدا عن تلك الموضة لا زالت الذاكرة تحتفظ بأغنيات مماثلة مثل "مطمرش فيه الشكولاته.. جابلى الحكاية على بلاطة" والتى غنتها أمل وهبي، او "قوم اقف وانت بتكلمني" لبهاء سلطان، و"شبيهتها" التى قدمها مصطفى قمر فى فيلمه "بحبك وانا كمان".

وعلى غرار أن الأغانى تأديب وتهذيب وإصلاح، غنى مطرب مجهول اسمه طارق عبد الحليم "خلى عندك دم.. حمسح بيك البلاط".

الأغانى تعبر أيضا عن حالة المطرب المزاجية والتى قد تلقى قبولا لدى الجماهير مثل أغنية ريكو الشهيرة "طقهان.. زهقان.. مضايق، مجروح، مدبوح مش رايق، انا اللى رمانى الرمية دي، خنقنى وزنقنى وانا كنت مدلع نفسي".

وعلى نفس الموجة يغنى كريم ابو زيد شارحا الوصف التفصيلى لطبيعة يومه قائلا "صحيت من النوم.. على الميسد كول، دخلت الحمام وأخدت دش، ونزلت على الكافية أضرب نسكافية".

ومن العنب لحبيبى يا معفن و.. أغنيات كثيرة تنجو من مقص الرقيب وتلقى قبولا لدى الجماهير التى تعجز د. هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع فى تفسير سر هذا القبول غير المفهوم على تلك الاغنيات والتى تعكس حالة التردى التى يعيشها المجتمع وافتقاده للقيم.

العرب أنلاين في 9 يناير 2007

 

سينماتك

 

د . وليد سيف يكتب عن أفلام الضحية

نقلة مفاجئة لكريم عبدالعزيز ستؤدي لتراجع اسهمه.. وأحمد حلمي يكرر نفسه ويضع نجاحه في خطر

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك