منذ أن قدمت فيلمها الأول أحلي الأوقات أكدت المخرجة هالة خليل أنها صاحبة موهبة حقيقية, وواحدة من المخرجات اللاتي يمتلكن وجهة نظر في الفن وفي الحياة وفي فيلمها الثاني قص ولزق الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي, والذي انتهت دورته منذ أسابيع قليلة حصل الفيلم علي جائزتين الأولي هي أفضل فيلم عربي, والثانية هي جائزة نجيب محفوظ للعمل الأول, ورغم سعادتها الكبيرة بالجائزتين إلا أن العمل منذ البداية تحدي كثيرا من الصعاب إلا أنها أكدت لمجلة الأهرام العربي أنها لم تكن تتوقع أي جائزة خصوصا بعد الحفاوة الشديدة التي استقبل بها الجميع فيلمها أثناء العرض وبعده تلك الحفاوة التي أشعرتها بالرضا ولكن للجوائز وقع آخر في النفس خصوصا أنها من مهرجان القاهرة, وعن الجائزتين وعرض الفيلم في مهرجاني القاهرة ودبي كان هذا الحوار. · ماذا عن إحساسك بالجائزتين اللتين حصلت عليهما في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟ بالتأكيد أنا سعيدة جدا بشكل لا يوصف لأن اشتراك الفيلم منذ البداية في المهرجان والمسابقة الرسمية له كان مفاجأة كبيرة بالنسبة لأسرة العمل جميعا فما بالك أن يحصل أيضا علي جائزتين فهو أمر جيد وأنا وطاقم العمل في الفيلم بالكامل في منتهي السعادة, وبرغم عدم حصولنا علي جائزة من مهرجان دبي إلا أن ردود الأفعال من الجمهور العادي كانت إيجابية. · بمناسبة عرض الفيلم تجاريا فهل تخشين أن يطلق عليه فيلم مهرجانات بمعني أنه لا يلقي النجاح والإقبال الجماهيري عند عرضه في دور العرض؟ بالتأكيد لا أخشي أن يطلق عليه لقب فيلم مهرجانات إذا كان هذا اللقب يعني أن العمل تم توفير كل عوامل النجاح والإتقان الممكنة التي قد توفر له إمكانية الحصول علي جوائز في المهرجانات التي يشترك فيها سواء في مصر أم خارجها, ولو كان المقصود بلقب فيلم مهرجانات أنه فيلم معد خصيصا للبحث عن فئة معينة دون أخري في هذه الحالة لا يمكن أن نطلق عليه هذا اللقب, ولكن قص ولزق هو فيلم جيد مقدم للجمهور في المقام الأول فهو يجسد مشكلات حياتية, ويبحث لها عن حلول ممكنة كما أنه فيلم بسيط وغير معقد ويمس ناس كثيرين, ويقدم مشكلات الشباب وليس الشباب فحسب بل يقدم مشكلات المجتمع بشكل كامل وفي هذه الحالة أعتبره فيلما جماهيريا في المقام الأول, لذلك لا أخشي علي الفيلم من عدم التجاوب الجماهيري معه. · عند عرض الفيلم في مهرجان القاهرة أثار البعض مشكلة أن هناك أحداثا تبدو غير مفهومة بالنسبة للجمهور وهناك مشاهد كانت لابد أن يكون لها تكملة فما رأيك في ذلك؟ هذه النقطة كانت وهي جهة نظري من العمل لأن الفيلم قائم علي أن أحداثه لا تكتمل من الأساس أي أن أحداث الفيلم كلها قد تعاني نفس الأزمة وهو ما كان واضحا في أغلب مشاهده, أي أن هذه المشكلة لم تكن قائمة بناء عن عيب في السيناريو وفي التصوير وإنما كانت وجهة نظر مطروحة في الفيلم, تماما مثل حياتنا التي قد تبدو مبتورة في أجزاء منها.. فدائما ما يوجد في حياة كل منا مشهد غير كامل. · هل توقعت من البداية حصول العمل علي جائزة في المهرجان؟ بصراحة شديدة الاستقبال الكبير الذي ناله فيلم قص ولزق من الصحفيين والنقاد والسينمائيين وكذلك بعض الجمهور الذي حضر للعرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كان مفاجأة كبيرة لنا جميعا ولم نتوقعه, وتلك الحفاوة لم تجعلنا نفكر في الجوائز كثيرا ولكن بعد حصول العمل علي جائزتين فكانت هناك سعادة من نوع آخر. · هل كان التعامل مع هذا الفيلم منذ البداية مختلفا عن التعامل مع أي عمل آخر خصوصا وأنك كانت لك تجربة من قبل في فيلم أحلي الأوقات؟ كل عمل وله تفاصيله المختلفة عن العمل الآخر بمعني أنني لا يمكن أن أحكم علي فيلم من خلال تجربتي في فيلم آخر لأن كل فيلم وله ظروفه ولا يوجد عمل سهل وآخر صعب, لأن كل الأعمال تقريبا مجهدة جدا وخروج العمل للنور وعرضه جماهيريا يستغرق وقتا ومجهودا كبيرين وأخص بالذكر الأفلام الهادفة التي تحمل مضمونا وتخاطب عقل المشاهد ولا أذكر الأفلام التي تعد خصيصا لمجرد أن يعرض العمل لفترة في دور العرض ومهما كانت إيراداته فإنه يتم حجبه عن الجمهور بعد ذلك, ولو تحدثنا عن فيلم قص ولزق بالتحديد أذكر أن معاناتي فيه كانت كبيرة جدا لأنني منذ البداية عملت علي السيناريو لفترة حتي بدأت أقتنع أنني أملك سيناريو جيدا يحترم قلب وعقل المشاهد ثم عانيت مع جهات الإنتاج المختلفة لقبول الفيلم, وكانت هناك جهة معينة تم الاتفاق معها وبعد ذلك تلكأت في إنجاز العمل واضطررت إلي البحث عن منتج آخر وهو المنتج يوسف الديب الذي وافق علي تنفيذ العمل وفي التصوير أيضا عانينا جميعا من أجل ظهور مشاهد راقية حقيقية وقدمنا أقصي ما بداخلنا من طاقة وجهد. · هل ستصرين علي التيمة الاجتماعية التي ظهرت واضحة في كلا العملين أحلي الأوقات وقص ولزق في أفلامك المقبلة؟ لا يمكن لنا أن نصنف أي عمل من العملين علي أنه عمل اجتماعي لأن كلا الفيلمين يجمعان بين الكوميدي والتراجيدي والإنساني والغنائي وغيرها من الألوان الأخري, ولكن قد تعبر عن العملين بلقب فيلم اجتماعي ولكنه في حقيقة الأمر عمل يجمع بين كثير من الألوان الفنية ولذلك لاقي أحلي الأوقات نجاحا جيدا برغم أنه كان معروضا في موسم عرض يطلق عليه السينمائيون ميت وكان جديدا علي المشاهد وأتوقع لفيلم قص ولزق أن يحقق نتيجة جيدة عند الجمهور لأنه عمل قريب من قلب المشاهد البسيط كما سبق وذكرت. · لا نريد تعكير سعادتك بالنجاح ولكن ماذا عن الاتهام الموجه لك من قبل أحد الصحفيين بأنك استوليت علي سيناريو فيلمه؟ هذا الكلام أدهشني وما حدث هو أن الصحفي هشام أبو المكارم كان فعلا قد عرض علي سيناريو فيلم ولم نتفق والمفارقة أنه ردد هذا الكلام واتهمني بالسطو علي السيناريو الخاص به قبل مشاهدة الفيلم وبناء علي ما رواه له أصدقاؤه ولا يصح أن يبني أحد اتهامه دون أن يري العمل, لذلك قمت بنفسي بدعوة هشام لحضور عرض الفيلم مفترضة حسن النية وأنه لم يكن يقصد ذلك* الأهرام العربي في 6 يناير 2006
العندليب... شخصية داخل عصرها رمضان سليم أى مدخل يمكن أن نختاره للحديث عن مسلسل "العندليب" الذى عرض خلال شهر رمضان الماضى. نعم إن المداخل كثيرة ومتعددة، يجذب النظر ما له علاقة بالتعليقات النقدية حول الكيفية التى ظهرت بها بعض الشخصيات، ورفض بعض المعاصرين لذلك لاعتبارات معينة اجتماعية واخلاقية وسياسية. والحقيقة أن التعرض للسير الشخصية ونقلها الى المرئية والسينما من الظواهر الجديدة التى لها ايجابيات كثيرة، مهما كانت أوجه الاعتراض، والأمر الجديد على حياتنا الثقافية العربية، أن يتم التعرض لبعض المعاصرين، أو أولئك الذين عاشوا فى مراحل تاريخية معاصرة. ومن جانب آخر سوف نجد أن الشكوك دائما تتجه الى فكرة خطأ الأحداث أو صوابها، وكأن المطلوب من العمل المرئى أن يكون صائبا حسب الواقع المرغوب فيه ولا أهمية للخيال الذى هو أساس العملية الفنية. مسلسل العندليب هو أحد هذه المسلسلات التى نالت الكثير من النقد، الايجابى على الأغلب، مع بعض الاعتراضات التى تريد اظهار الشخصيات بشكل ايجابى دائما، ومع مسلسل حلقاته التى تزيد عن الثلاثين حلقة، لا يمكن أن تكون كل الشخصيات فيه ذات طابع ايجابى تسير فى مسار واحد. إن المرحلة الفنية للمطرب عبد الحليم حافظ المشهور بالعندليب طويلة، بها الكثير من المنعرجات، والأمر يتوقف على السيناريو واختيار وتصفية الاحداث. شخصيات مشهورة ولكن لقد قدمت المرئية العربية، مسلسلات كثيرة حول الشخصيات معاصرة، فنية وأدبية وسياسية واجتماعية، وتنجح هذه المسلسلات احيانا وتفشل فى أغلب الاحيان، والسبب يعود الى السيناريو وكذلك طريقة الاخراج، مع الإشارة الى أنه ليست كل شخصية مشهورة صالحة لتكون موضوعا لعمل مرئى ولهذا السبب لم تنجح بعض المسلسلات لافتقادها الى البعد الدرامى، كما حدث لمسلسل قاسم أمين، ومحمد متولى شعراوى، ونزار قبانى، وسعاد حسنى وبعض المسلسلات الاخرى. اشتباك الخاص والعام إن الأمر فى النهاية يعود الى السيناريو واختيار المواقف الدالة والقدرة على الربط بين العام والخاص، على شرط أن تكون هناك علاقة حقيقية بين هذا العام والخاص، والا تكون هذه العلاقة مفتعلة. نعود إلى الحديث عن مسلسل "العندليب" والذى أخرجه المخرج جمال عبد الحميد وكتبه الكاتب مدحت العدل، وقام بأداء الأدوار الأولى فيه مجموعة من الممثلين الذين تم اختيارهم بعناية. نعود إليه فنقول بأن أهم علامات نجاح هذا المسلسل هو ذلك الربط بين العام والخاص، العام هو المسار السياسى والاجتماعى والثقافى الذى تعيشه الشخصية مع غيرها من الشخصيات، ثم حضور هذه الشخصية فى هذا الفضاء السياسى والثقافي. وعندما نحاول أن نجد تفسيرا لما قلناه، فسوف نجد أن الأحداث الدالة التى ترتبط بكيان البلد عامة قد تداخلت مع الحياة الشخصية والذاتية للفرد موضوع المسلسل المطروح. إزاء ذلك، سنكتشف أن الصلة تكاد تكون مفقودة بين العام والخاص بالنسبة لبعض المسلسلات التى نصفها بأنها غير ناجحة، ولهذا السبب سوف نجد أن الخاص فى مسلسل حول شخصية محمد متولى شعراوى، أو قاسم أمين، أو نزار قبانى، يغطى على العام، لأن العام غير موجود أو واضح وبالتالى تختفى الخلفية والسياسية للأحداث ويصبح الفرد مجرد شخصية تدور حول نفسها. إن القضية ربما تعود الى مهارة الكاتب، لكن لا بد للشخصية نفسها أن تكون ذات حضور اجتماعى وسياسى ولها تأثير فى الفضاء الذى حولها ولها تأثير بهذا الفضاء. لقد استخدم الكاتب مدحت العدل توجهاته السياسية فى الربط، بين صعود المطرب عبد الحليم حافظ بكل الجديد الذى يحمله، وبداية التغيير السياسى الذى جاءت به ثورة يوليو 1952، وجعل الخطين متوازيين ليتنقل المشاهد بينهما، واذا قدر للتغيير السياسى للجديد القادم أن يحقق نجاحات متتالية ويتعرض احيانا لبعض العقبات، فالأمر ينطبق على المطرب عبد الحليم حافظ، وكذلك المتغيرات التى جاءت بها ثورة يوليو. ومن هنا سوف نجد أن المشاهد المخصصة لقيادة الثورة فى مصر كثيرة، لأنها تشكل الامتداد الطبيعى لنجاح المطرب عبد الحليم حافظ، أو بالأصح يشكل نجاحه امتدادا واضحا لنجاح ثورة يوليو واستمرارها. وهذا التماهى بين شخصية المطرب من ناحية وشخصية الرئيس قد كانت مفتاحا لتحريك المسلسل والسير به متطورا فى احداثه الى النهاية. بصورة أكثر وضوحا سوف نجد أن الشخصيتين لهما علاقات متقاربة ومتشابه، فالرئيس عبد الناصر تحيط به أسرة، تدفع به معنويا وتحاول أن تقف الى جانبه. كذلك يتواجد حول الزعيم أيضا عدد من القيادات والمساعدين الذى يتحركون معه سلبا وإيجابا، ولقد أبرز المسلسل الجلسات العائلية لدى الشخصيتين بشكل واضح، وأوضح ايضا المناقشات والجلسات المطولة التى تساعد على اتخاذ القرار بالنسبة للرئيس وكذلك المطرب. هناك أيضا المتلقى الذى يتوجه اليه الرئيس بالخطب ويحرص عليه دائما ومعنى به بالدرجة الأولى فى اطار التعلق بالوطن والدفاع عنه وحمايته من جانب سياسى وحر، وهو الشعب بصفة عامة. أما المطرب فلديه الجمهور الذى يحاول أن يختار له أفضل الاغنيات وهى ذات طبيعة عاطفية وطنية فى تداخل يجمع بين حب الوطن ومحاولة الدفاع عنه بالطريقة التى تتناسب مع الاعتبار الفني. شخصيات متداخلة تستمر إذن فكرة التماهى بين الشخصيتين، والكاتب هنا لا يقصد اندماجا كليا وتداخلا قسريا، ولكن يسند شخصيته الاساسية وهى المطرب عبد الحليم بخلفية سياسية واجتماعية تعزز من حضوره وتربطه بمتغير مهم على مستوى الخارطة فى المنطقة، وكذلك الأحداث المتتالية التى توالت بكل أشكالها وصنوفها. هذا هو أساس السيناريو فى مسلسل العندليب، ولعل هذا المدخل كان مهما فى ربط الجمهور بالشخصية الرئيسية وخصوصا وقد تحولت الى شخصيتين وليس مجرد شخصية واحدة. لقد ركز المسلسل على الأقرباء والأصدقاء الذين وقفوا الى جانب عبد الحليم حافظ، وهم أحيانا لهم علاقة مباشرة بالفن وفى بعض الأحيان نجدهم ابعد ما يكونون عن ذلك. ولعل أهم شخصية ملاصقة لعبد الحليم، حسبما عرضها المسلسل هى "علية" أخت عبد الحليم، لكن رسم شخصية الاخت يتقابل ويتوازى ايضا مع رسم شخصية الأخ "اسماعيل"، والحقيقة أن مستوى التمثيل قد ارتفع فى أداء هاتين الشخصيتين الى مرتبة عليا، وهذه مسألة مهمة لا بد من التطرق اليها، اذ نحن أمام شخصيتين يستمتعان بمسألة نكران الذات وتراجع الأنا فى مقابل الدفع بشخصية الأخ المطرب نحو الأمام. الأخت "علية" باعتبارها شقيقة كبرى يشكل أخوها الصغير بالنسبة اليها الابن الذى تحتاج اليه، بينما يشكل بهذا الأخ الصغير بالنسبة للمطرب إسماعيل النجاح الجديد والمتوقع والذى لن يستطيع أن يحققه هو، بحيث كلما انسحب الأخ الكبير اندفع الأخ الصغير نحو النجاح وهذا الأمر ينطبق على الأخت "علية" ايضا. بمعنى آخر، يمكن القول بأن نجاح المطرب يتبع نجاح الثورة على المستوى الخارجى، وعلى مستوى البيت الداخلى يستلزم تراجع الأفراد وتقديم التضحيات لصالح الأخ الصغير. وان التجديد فى نوعية الأغنية لدى المطرب الجديد، هو ثورة فنية قد تقابل بالصعوبات، وهو تجديد مستمر فى مقابل تراجع التواشيح ــ اسماعيل شبانة، وتراجع الاغانى لعبد العزيز محمود وعبد الغنى السيد وغيرهم. لا شك ان السيناريو ينتقل بين هذه الدوائر الثلاث، الدائرة العامة السياسية التى تطرقنا اليها، والدائرة العائلية التى ارتبطت به ثم دائرة الاصدقاء الذين تعاون المطرب معهم لتحقيق النجاح. واذا قلنا بأن شخصية عبد الناصر هى ضحية لما يحاك حولها من مؤمرات خارجية وداخلية، فإن شخصية عبد الحليم هى أيضا ضحية لما يحاك حولها من مؤامرات ايضا ولكن بطابع شخصى ونفعى مباشر، ونقطة الالتقاء هى مفهوم الشخص الذى يقدم نفسه قربانا للناس جميعا، بصرف النظر عن المرض الذى تمت الإشارة اليه بالنسبة للشخصيتين، وكذلك بالنسبة للنجاح المتصاعد عبر ممرات ودهاليز صعبة ومواجهات أصعب. لعلنا نقول بأن تقديم الشخصيات المصاحبة لعبد الحليم، بطريقة أو بأخرى هى أساس الاختلاف، ولكن كاتب السيناريو التقط ما هو شائع واعتبره حقيقة، وهو يملك حق الاختيار فى ذلك بحيث لا يصل الى قطعية مطلقة مع الشخصية، ومن ذلك مثلا شخصية محمد عبد الوهاب الذى تم التركيز على مفهوم النفعية لديه. أما محمد الموجى، فإنه المطرب الذى فشل منذ البدايات، فاتجه الى التلحين وليحقق النجاح بواسطة عبد الحليم ومن خلال الألحان التى يقدمها له، وهو أمر لم ينطبق على الملحن كمال الطويل الذى اختار التلحين فقط، ويبدو واضحا من خلال المسلسل أن هؤلاء الملحنين بمن فيهم المجدد بليغ حمدى، قد اختاروا الخروج من دائرة عبد الحليم احيانا، وهو أمر لا يرغبه عبد الحليم ــ بحيث لا يكونوا مجرد تابعين فى النجاح وكما يظهر للجمهور والصحافة. إن الملحنين يرفضون أن يكون عبد الحليم مايسترو فعليا، لكنهم يحتاجون اليه فى نفس الوقت أما الأمر المهم فهو عدم التركيز على القصة العاطفية الافتراضية التى تداولها عدد من المقربين والتى ربطوا فيها بين عبد الحليم وسعاد حسنى ووصلت حد الزواج عند بعضهم، وحسنا فعل المسلسل، لأن هذا الموضوع صار أقرب الى الوهم والاشاعة السيارة التى تضعف من توجهات المسلسل السياسية والاجتماعية. وهو ما ينطبق بصورة عامة على علاقة عبد الحليم بالمرأة التى اغفل المسلسل معظم جوانبها، باستثناء علاقته مع "جيجي" وهى المراة المتزوجة التى خصص لها بعض الحلقات، والحقيقة أن أمر هذه العلاقة له طبيعة سياسية، فهى حلقة وصل بين مسارين الأول يحمل صورة ما قبل ثورة يوليو 1952 متمثلا فى الوضعية الاجتماعية التى تعيشها فتاة الطبقة العليا "جيجى" من ناحية وزوجها من ناحية أخرى. وكما يحدث فى أغلب الدراما المنتجة فى مصر، فإن فتاة من عهد ما قبل الثورة تستمر حاضرة بعد ذلك من خلال العلاقة العاطفية مع أحد أفراد الطبقة الشعبية، لتعطيه دعما يقوم على المصالحة الاجتماعية من ناحية وتمنحه شرعية تستند الى ما هو قديم نسبيا، واذا كان زوج المرأة "جيجى" قد بدا متسامحا الى أبعد حد واسرة عبد الحليم كذلك، فإن سفره الى الخارج مهاجرا وتطليقه لزوجته ترميز لخلاص مصر من الأسرة الحاكمة السابقة وارتباطها بالجيل الجديد. مرة أخرى يعود التمثيل ليؤكد حضوره مرة أخرى ــ رغم أن كاميرا الشارع لم تكن حاضرة بصورة كافية، وهذا أمر يعود الى طبيعة التلفزيون والميزانية الضعيفة نسبيا ــ من خلال الفتاة جيجى وزوجها ويستمر مستوى التمثيل جيدا مع شخصية عبد القادر الشناوى زوج أخت عبد الحليم علية، والذى سار به السيناريو نحو تحقيق الفشل الدائم فى مقابل نجاح عبد الحليم سينمائيا. والى حد ما بعض الشخصيات الأخرى التى نجحت فى خلق دائرة مع عبد الحليم ولا سيما الأبنودى وبليغ حمدى وجلال معوض، ولم ينجح السيناريو فى تصوير شخصية صلاح شاهين الا فى حدود ضيقة. ثلاث دوائر نعم لقد أغفل السيناريو الجمهور والشارع وبعض الصراعات الفنية الأخرى، إلا أن اهمال شخصية فريد الأطرش كان نقطة ضعف لأنه يعد أحد طرفى الصراع الفنى بلا منازع، ولكن ذلك قد يؤدى الى التطرق لجوانب ليست من محاور المسلسل الرئيسية. بصورة عامة يمكن القول بأن هذا المسلسل رغم الانتقادات الهامشية التى قدمت له، يعد من أفضل المسلسلات العربية التى قامت على أساس السير الذاتية أو مسلسلات الشخصيات المعاصرة، والسبب كما قلنا يرجع الى قدرته على الجمع بين المحور الذاتى والاجتماعى والسياسى فى فضاء واحد متشعب ومحصور فى آن واحد. مع العلم بأن هناك محاصرة خفية تجبر الكاتب بشكل عام على عدم الافصاح عن اشياء كثيرة خوفا من الاعتراضات المباشرة والتى ستحدث كيفما كان الأمر. لقد حاول كاتب السيناريو أن يشير الى بعض السلبيات فى شخصية عبد الحليم وقدم المخرج ذلك فى حدود تسمح بها امكانات التعبير المحدودة، ولكن لم تكن الفكرة الرئيسية تدور حول تصوير عبقرية المطرب الشخصية، بل أن تقدم الشخصية نفسها باعتبارها القربان المقدس والطاهرالعذرى فداء اللناس والوطن مع نكران لشخصية الفرد والمنفعة الذاتية التى ربطها بشخصيات أخرى سياسية وفنية، بعضها يقع فى دائرة الابداع والسياسة وبعضها خارج تلك الدائرة. الشخصية والعصر بالطبع لم تكن الصورة المطروحة حول المطرب العندليب بانورامية وشاملة، فلم تطرح مسألة علاقته بالخارج، ونقصد خارج مصر، بشكل واضح، لأن البعد المحلى هو الأساسى، ولذلك اختفت صورة المطرب الذى يسمع له الجمهور العربى، وكذلك علاقات المطرب مع الحكام والمسؤولين وهو أمر من مصلحة المسلسل عدم التطرق اليه. رغم الظاهر الذى يقول بأن مسارات شخصية عبد الحليم حافظ ليست ذات طابع درامى ــ إلا أن السيناريو حقق درجة من النجاح فى وضع الشخصية داخل عصرها وتفاعلها مع الأحداث، رغم أن الطرح السياسى كان هو المسيطر، وهو امر لم يكن متحققا فى مسيرة المطرب الفعلية بقدر ما تحقق فى خطوط الكتابة ومساراتها وما تم تنفيذه فنيا بنجاح لافت للنظر. اذا انتقلنا الى الشكل الفنى، نجد المسلسل قد استخدم الشكل التقليدى فى الانتقال التدريجى وفق التدرج العمرى للشخصية الرئيسية منذ الصغر الى الكبر، ولكن تم استخدام أسلوب العودة الى الخلف "الفلاشر باك" أحيانا بشكل سريع لعرض وتوضيح أسباب مرض عبد الحليم بالبلهارسيا وعدم شفائه منها. والعودة الى مشاهد قصيرة من الطفولة لا تعادلها الا العودة الى اغنية لعبد العزيز محمود يسمعها المشاهد بين الحين والآخر وهى ترتبط بالأخت "علية" عندما تنظر الى نفسها باعتبارها فتاة تتطلع الى الحب حسب معطيات جيلها مع اخيها إسماعيل شبانة. ومثل هذه الاغنية المذكورة نجدها أحد المؤثرات الموسيقية للمسلسل ولكن تطغى موسيقا اغانى عبد الحليم وذلك بحسب نجاح الاغنيات المذاعة فى الحفلات أو من خلال الافلام التى قدمها، بما فى ذلك الأغنيات الوطنية التى وضعت فى اطار مهم داخل المسلسل يحكم العلاقة الوطيدة بين ثورة يوليو 1952 وعبد الحليم حافظ. لم يكن واضحا ذلك الحافز المحرك لنجاح المطرب عبد الحليم حافظ، هل هو الفقر أو المرض أو حب النجاح، وليس بالضرورة أن يكون واضحا، لأن الأمر لا يعدو أن يكون خليطا من كل تلك البواعث النفسية الذاتية والخارجية. لكن ما هو ضرورى أن يركز المسلسل على ترتيب هذا النجاح، بحيث لا يظهر خاضعا للصدفة، بل لنوع من الدراسة والاجتهاد واستخدام العقل بالتدريج وبدون الاشتباك مع الآخرين. نعم كان يمكن للمسلسل أن يستغنى عن جلسات قيادة الثورة والمناقشات المطولة والبحث عن شبيه لكل عضو، ولكن ينبغى الاعتراف بأن الاطار السياسى هو الذى أنجح هذا المسلسل وجعله متميزا مقارنة بغيره من المسلسلات. العرب أنلاين في 3 يناير 2006 |
لفيلم "دنيا".. الحياة والرقص والختان والإساءة لسمعة مصر هبة عبد المجيد علاقات واسعة، ومناقشات ساخنة، وخبرات طويلة، وأفلام كثيرة، لكننى أتحداكم أن تتذكروا عناوين ثلاثة أفلام فقط لهذه المخرجة، على الرغم من انها قدمت أكثر من ثلاثين فيلما فى رحلة امتدت لأكثر من ثلاثين سنة سينما، ربما لأن هذه المشاغبة لبنانية الأصل، فرنسية الجنسية والإقامة جوسلين صعب ظلت بعيدة عن الجمهور الواسع، قريبة من نفسها، ومن بعض المنظمات والدول، فالمخرجة التى ولدت فى عام النكبة "1948" وتخرجت فى عام النصر "1973" من كلية العلوم السياسية بجامعة السوربون بباريس، قدمت عبر مسيرتها أفلاما عن "لبنان فى دوامة" و"الثورة فى ايران"، كما أخرجت أفلاما عن سوريا، وقضية الاكراد، والقضية الفلسطينية، وقدمت خمسة أفلام عن مصر فى عشر سنوات فى فترة الثمانينيات، إلى جوار أفلامها المعروفة نسبيا مثل "غزل البنات" عام 1985 و"كان يا ما كان بيروت" 1994، وعملها كمراسلة حربية فى العديد من الحروب منها حرب اكتوبر 1973 وحروب ونزاعات أخرى فى السودان والعراق والبلقان. منذ سنوات بدا لكثيرين أن جوسلين تسعى لتعويض غيابها عن الجمهور العريض للسينما من خلال فيلم روائى جماهيرى يشارك فيه عدد من كبار نجوم السينما والغناء فى مصر، محمد منير يغنى وحنان ترك ترقص، وعايدة رياض تتعرى، وفتحى عبد الوهاب يتنهد، إلى آخر التوليفة التجارية التى تضمن جذب الجماهير، واختارت جوسلين للفيلم الذى كتبته بنفسها عنوانين احدهما للنسخة العربية هو "دنيا"، والآخر للنسخة الفرنسية هو "قبلنى ولكن ليس فى عيوني" كنوع من المغازلة العصرية لأغنية عبد الوهاب الشهيرة "بلاش تبوسنى فى عينيا". وبعد فترة طويلة من التحضير، والتصوير، والمشاكل أنجزت جوسلين فيلمها وتم عرضه العام الماضى على هامش مهرجان القاهرة السينمائي، واثار زوبعة خلافية كبرى، وصلت إلى حد "التطرف النقدي"، و"التخوين الوطني" لكل الفنانين المصريين الذين شاركوا فى فيلم رأى البعض انه يسىء لسمعة مصر، لأنه يقدم شوارعها فى صورة "قذرة"، ونساءها فى حالة "شبقة"، كتمهيد لإلقاء التهمة على جريمة "ختان الإناث" كما يقول الفيلم!! الأحداث تدور حول بنت اسمها "دنيا" "قامت بدورها حنان ترك" تخرجت فى كلية الآداب جامعة القاهرة، وتحلم أن تكون راقصة مثل أمها، وفى مشاهد تبدو منقولة من فيلم "انقذوا الرقصة الأخيرة" بطولة ايزابيللا ميكو، وكولمبس شورت، وجاكلين بيسيه، تتقدم "دنيا\'\' لمسابقة فى الرقص الإيقاعى وتجتازها بمساعدة صديقة امها "سوسن بدر" لتبدأ تحقيق حلمها بالتدريب على يد مدرب "وليد عوني" يتحرك مثل "صبى عالمة" ويتحدث مثل "فيلسوف". وعلى مستوى آخر تواصل "دنيا" دراساتها العليا وتعد لأطروحة ماجستير عن "الحب فى الشعر العربي"، تتعرف من خلالها على الدكتور "بشير" "محمد منير" وهو أديب وكاتب صحفى يردد مفاهيم فلسفية تعلى من شأن الجانب الحسى وثقافة الجسد، كما يبدو من خلال علاقته السرية مع صاحبة البنسيون الذى يقيم فيه، وبالمرة لا تنسى جوسلين التى كتبت السيناريو ايضا ان تحشر موضوع "الإرهاب" من خلال تصويرها لمحاولة اغتيال الدكتور "بشير" بسبب آرائه الصريحة فى الدفاع عن الألفاظ الإباحية فى "ألف ليلة وليلة"، وتسفر هذه المحاولة عن إصابته بالعمى، وهى إعاقة خارجية تستخدمها المخرجة لتعميق الجانب الحسى والجسدى عند الدكتور "بشير" الذى تتحرك غرائزه تجاه صاحبة البنسيون عندما يسمع جلجلات الحلى الذهبية التى تخلعها قبل طقوس استعدادها للتوجه إلى غرفته. وفى ظل هذه التوليفة تنسج جوسلين خيوط قصتها التى تستهدف إدانة سلوك الختان بأسلوب درامى يميل إلى "التوثيق" الذى قدمت من خلاله معظم أفلامها السابقة، حيث نرى "دنيا" باردة جنسيا وخائفة من زوجها الذى عاشت معه قصة حب طويلة قبل الزواج، كما يخبرنا الحوار ان سائقة التاكسى الشبقة "عايدة رياض" لا تشعر بأى متعة وتتصنع التأوهات كحيلة لإرضاء زوجها لا أكثر، لذلك تصر على عدم ختان ابنتها الطفلة، فى الوقت الذى تصر حماتها على ضرورة إجراء ذلك حفاظا على عفة الفتاة عندما تكبر، وتحاول الجدة تنفيذ مخططها بأى وسيلة، وتستطيع خداع حفيدتها وتتم "المذبحة" التى صورها الفيلم فى مشاهد بشعة ومفجعة ليعلن انحيازه الواضح ضد هذا السلوك الذى يصفه بالبدائية. بعد مشهد ختان الطفلة الذى يشبه "فضيحة الــسى إن إن" الشهيرة تتفسخ العلاقات فى الفيلم، فتهجر "دنيا" زوجها وتذهب إلى الدكتور "بشير" وتقيم معه علاقة حسية تشعر فيها بسعادة ومتعة كانت تفتقدها مع زوجها بسبب الفارق الفكرى والعاطفى بينهما، ويحاول الفيلم ان يصحح الشكل الاجتماعى لهذه العلاقة موحيا بطلاق "دنيا" لارتباطها بالرجل الذى يلائمها اكثر. هذا الموضوع الذى ألح عليه الفيلم بصورة مزعجة لا يمكن فصله أبدا عن مصادر تمويل الفيلم الغربية، وعن العلاقات الوطيدة بين المخرجة ومنظمات دولية وحقوقية تعمل فى مجال حريات المرأة ومكافحة الختان، وما إلى ذلك من قضايا يطالب بها الغرب المجتمعات العربية والاسلامية، ليحررها حسب تصوره من مظاهر التخلف وعدم التحضر. وإذا أخذنا بتصورات مخرجة وكاتبة الفيلم نفسها نجد انها تقول: "ان الفيلم لا يعالج مشكلة ختان الإناث فقط، ولكنه يعالج مشكلة أعمق لم يتعرض لها أحد رغم خطورتها وهى عدم وجود حرية التعبير وهو ما تكشفه شخصية "دنيا" التائهة والمترددة التى تسعى للبحث عن ذاتها ومحاولة الاتساق مع مشاعرها الداخلية". جوسلين تقول ذلك فى الندوات واللقاءات الصحفية لكن "دنيا" فى الفيلم لم تستطع تحقيق ذلك بسهولة، ولم تجد ذاتها من خلال نجاحها فى دراستها، او ارتباطها بمن تحب، فتحاول أن تلبى رغبتها الداخلية فى التحول إلى راقصة ربما تجد طريقها، ثم تستسلم لإغراءات أستاذها المثقف لتتخلص من الهاجس الذى يطاردها، ولا يخبرنا الفيلم قبل نهايته بأى تحول فكرى أو وجدانى طرأ على دنيا، كل ما هنالك انها ذهبت الى الدكتور "بشير" وارتمت فى احضانه بنفس الطريقة التى كانت تفعلها صاحبة البنسيون، من دون حتى ان تقدم المخرجة أى اجتهاد فى تغيير المناظر واللقطات، وكل ما فعلته انها استبدلت امرأة بضة باخرى أكثر نحافة، مما اوقع الفيلم فى حالة من رد الفعل العكسى لأنه أساء إلى المرأة من حيث أراد ان يدافع عنها، فهى فى هذه المشاهد مجرد "كائن جنسي" لا اكثر، والحديث عن الحرية والنضج يبدو فى الفيلم وكأن المقصود هو الترويج للإباحية والانحلال. المثير فعلا ان فيلم "دنيا" الذى تعذر عرضه تجاريا هذه الموسم على شاشات السينما المصرية لأسباب مالية بعيدة تماما عن الرقابة كاد ان يعرض فى نفس التوقيت الذى يعرض فيه فيلم "ما تيجى نرقص" لإيناس الدغيدي، وهو فيلم يروج ايضا لشعار "الرقص هو الحل"، ولا أدرى هل يمكن اعتبار الدعوة الى الرقص هذه مصادفة ام انها مخطط لـ "هز" منظومة التقاليد فى مجتمعاتنا من خلال مخطط لتحريض المرأة العربية على هز وسطها؟ هذا هو السؤال الغريب، ولكل منكم ان يحاول البحث عن إجابته بنفسه. العرب أنلاين في 4 يناير 2006
فلوس السينما تتكلم عادل إمام "الأول".. وسعد وحلمي يتنافسان علي الثاني كتب - ناصر عبدالنبي: شهدت الساحة السينمائية صراعاً علي الإيرادات هذا العام وكان الصراع علي أشده بين نجوم التمثيل عادل إمام ومحمد سعد ومحمد هنيدي وأحمد حلمي وعبلة كامل وغيرهم من النجوم.. استطلعنا آراء أصحاب دور العرض لنعرف منهم من الفائز في سباق الإيرادات هذا العام. في البداية يؤكد صلاح منصور مدير سينما السراج أن الفنان عادل إمام استطاع أن يحسم موسم الإيرادات هذا العام لصالحه من خلال فيلم "عمارة يعقوبيان" الذي حقق 20 مليون جنيه رغم أن الفيلم حمل عبارة للكبار فقط في دور العرض إلا أن حجم الرعاية وعدد النجوم الموجودين داخل الفيلم ودخول الفيلم في مناطق شائكة مثل طرحه لقضية الشذوذ الجنسي جعل هناك حب استطلاع من الجمهور لمشاهدة ما قيل عنه انه جرأة من الفيلم لطرح هذه الموضوعات. وقد استطاع فيلم "عمارة يعقوبيان" أن يثني محمد سعد عن عرشه حيث تربع علي عرش الإيرادات خلال العامين الماضيين في فيلميه "بوحة" و"عوكل" اللذان تخطيا العشرين مليون جنيه إلا أنه تراجع هذا العام للمركز الثاني بفيلمه "كتكوت" الذي حقق إيرادات 17 مليون جنيه.. ويبدو أن الجمهور مل من تكرار شخصيات سعد وأدائه النمطي فلم يعد لديه جديد والإيرادات خير دليل وينازعه في هذا المركز فيلم الفنان أحمد حلمي والذي يحمل عنوان "جعلتني مجرماً" والذي حقق إيرادات 16 مليوناً و500 ألف جنيه ومازال الفيلم معروضاً في عدد من دور العرض مما يدل علي امكانية زيادة هذا الرقم ومن الممكن أن يتخطي فيلم محمد سعد إذا استمر عرضه في عيد الأضحي المبارك. وإذا كنا قد تحدثنا عن الأفلام الثلاثة الأولي في إيرادات أفلام هذا العام فإن مجدي عبدالعظيم مدير سينما كوزموس يتحدث عن الأفلام التي جاءت في المركز الأخير وهو فيلم "عودة الندلة" الذي جاء في مؤخرة إيرادات الأفلام هذا العام رغم طرحه في موسم الصيف فلم يتخط الخمسة ملايين جنيه. أما فيلم محمد هنيدي فكان في المؤخرة أيضاً وإن احتل مركزا متقدما نوعيا عن "فيلم عودة الندلة" حيث جاء في المركز قبل الأخير فلم يتعد السبعة ملايين جنيه. أما خالد بيومي مدير سينما فاميلي المعادي فأكد أن فيلم "عمارة يعقوبيان" استطاع أن يحقق هذه الإيرادات لأنه فيلم جيد والجمهور يريد شيئا مختلفا كما أن الفيلم انتاجه ضخم ويضم عددا كبيرا من النجوم والناس كانت تريد أن تري القاهرة في فترة معينة والعمارة الشهيرة في وسط القاهرة والأنماط المختلفة التي كانت تسكن هذه العمارة. أشار إلي أن الموسم الجديد للأفلام سوف يشهد طرح مجموعة من الأفلام الراقية والجيدة وهي التي يراها المشاهدون في عيد الأضحي وهي خيانة مشروعة والرهينة وحدث في محطة مصر ومطب صناعي وهذه الأفلام سيكون لها صدي كبير وقد بدأت بوادرها بعد بدء عرض فيلم "خيانة مشروعة" الذي حقق إيرادات كبيرة في أيامه الخمسة الأولي لأن الفكرة جديدة والتصوير مختلف والأكشن الموجود فيه فهو فيلمم متكامل وقد حقق الفيلم إيرادات في الخمسة أيام الماضية وصلت إلي مليون و111 ألف جنيه وهي رقم عال جدا في ظل أن الفيلم يعرض في عدد محدد من دور العرض وحقق في بعض الأيام 160 ألف جنيه في اليوم ومن المحتمل أن يحقق إيرادات أعلي في العيد. الجمهورية المصرية في 3 يناير 2006
فتوى سينمائية جديدة ل خالد يوسف الكذب أبيض.. وال خيانة مشروعة منى الغازى اللى يكدب حيروح النار هكذا اعتاد الكبار أن يحذروا الصغار من عواقب الكذب، ولكن بمرور الأيام بدأ الكبار السقوط فى كذب لا مبرر له ويبررونه للصغار بأنه كذب أبيض، لكن لم يحدث مع طول التحذير من الخيانة أن ادعى احد أن هناك خيانة مشروعة وأخرى غير مشروعة، فهل كون الكل خونة يجعل الخيانة حقا مشروعا؟ هل هى عملية قياسية كالعين بالعين والدم بالدم؟ هل تصبح أيضا الخيانة بالخيانة؟! هذا ما تبحثه وترسخه فتوى جديدة فى فيلم خيانة مشروعة! تدور الأحداث من خلال عملية سرد لوقائع جريمة قتل تبدأ من عند ضابط تنفيذ الأحكام بالسجن الذى يقرأ ملف هشام البحيرى هانى سلامة لتتداعى الأحداث فى استرجاع للماضى فلاش باك يقتل هشام زوجته وأخاه بعد ضبطهما فى السرير معا ويبلغ الشرطة ونظرا لأنها قضية شرف يحصل على براءة وحق فى ميراث أخيه الذى هو فى الأصل ثروة والده التى أوصى بها كلها لأخيه ولكن تأتى المفاجأة فزوجة الأخ مى عز الدين حامل ويتوقف توزيع الثروة ويبدأ هشام فى التفكير فى استدراجها لعلاقة عاطفية وينجح فى ذلك، تتخلل تلك الأحداث شكوك من ضابط المباحث هشام سليم والمحامى سامح الصريطى فى براءته من القضية الأولى ونكتشف أنها بالفعل كانت مدبرة بواسطة عشيقته شهد سمية الخشاب وصديقها وتنتهى الأحداث بتكشف الخيوط وقتل هشام لشهد عشيقته أمام الضابط فى محاولة لإنقاذ حبه الجديد زوجة أخيه والطفل الذى فى أحشائها الذى يتضح انه غير موجود فى الأساس ويحكم عليه بالإعدام مع نهاية السرد الاسترجاعى الفلاش باك ونهاية الفيلم. يعتمد الفيلم فى مجمله على الإثارة والتشويق وابتكار المفاجآت طوال الوقت وقد أجاد مؤلف الفيلم ومخرجه خالد يوسف فى رسم شخصيات متفردة وواضحة المعالم والخطوط رغم كثرتها وقد ركز فى رسم الشخصيات على بعد رئيسى مهم وهو الخيانة، الأب يخون ابنه هشام خيانة شرعية حين يحرمه من الميراث من اجل مصلحة الأسرة والحفاظ على الثروة، الأخ يخونه حين يقبل ذلك ويخفى عن أخيه، أما زوجة هشام فإنها تخونه أكثر من مرة وكلها خيانات شرعية فتوقع به فى حبها بالخداع وتلجأ لعملية إخفاء نزواتها السابقة وتدعى أنها بكر، وتخونه حين تقبل أن تشاركه فى جريمته ضد أخيه، المحامى يخون العدالة حين يخفى الحقيقة ويدافع عن متهم يؤمن بأنه مذنب ويخون موكله حين يشارك ضابط المباحث للإيقاع به، أما زوجة الأخ فتخون العدالة حين تضللها وتدعى أنها حامل كذبا لإيقاف تنفيذ الشرع والقانون وتخون شهد عشيقها هشام حين توقع به وتأخذه من زوجته ردا على خيانة صديقتها لها وتخون أسرتها حين تبيع نفسها ويخونها أفراد الأسرة بسكوتهم عن مصدر المال الذى تحضره لنصل إلى ضابط المباحث الذى يخون القانون حين يطارد مجرما برأه القضاء لمجرد إحساس شخصى، أما هشام فانه كتله من الردود السريعة الغاضبة من الخيانات المشروعة ردا على كل تلك الخيانات من حوله. إنها شخصيات مرسومة بدقة وزرعت بدمائها الخيانة حتى أصبحت نموذجا لمجتمع متكامل يتخذ الخيانة شريعة خاصة، لكن رغم تلك الدقة فى رسم الشخصيات فان الكاتب خالد يوسف يسقط فى سيناريو مفكك مليء بالثغرات وذلك لاعتماد السيناريو على مشاهد العودة للخلف الفلاش باك كمنهج عام لسرد الأحداث ولكن جاءت فى اغلب الأحيان معوقا لسير الحدث الدرامى ومجرد وقفات لأشياء ومعلومات يمكن إدراكها بالسرد الطبيعى دون إيقاف الحدث، كما جاء تغليف الأحداث بشكل سردى رئيسى من خلال ملف قضية يقرأه ضابط السجن يجعل كثيرا من الأحداث تخرج عن إطار الملف مما يجعل وجودها داخل العمل غير مبرر مثل مشاهد أسرة شهد ولقائها صديقها الكيميائى وغيرها الكثير كما أن تكرار الفلاشات باك وطولها كان يوقف الحدث ويهبط بالإيقاع مثل قصة العلاقة بين شهد وزوجة هشام فى الماضى وقصة صعود الأب من قاع المجتمع إلى الرأسمالية وكذلك الزج غير المبرر بقضية سابقة فى حياة هشام وهى قضية تلقى بالظلال على قضية اركاديا الشهيرة صراع اثنين من أبناء الطبقة الثرية على فتاة وموت احدهما وهى تيمة تم استخدامها فى الفترة الأخيرة فى أكثر من عمل وفى الغالب دون مبرر سوى إظهار فساد تلك الطبقة، ويبدو أن المخرج خالد يوسف قد فشل فى إيجاد كاتب سيناريو جيد لكتابة النص السينمائى فكتبه بنفسه مما أوقعه فى تلك السقطات. فيلم خيانة مشروعة تجربة مهمة فى حياة هانى سلامة وسمية الخشاب قد يحول مسارهما فى عالم النجومية، غير أنه فى الوقت نفسه تحذير مهم للمخرج خالد يوسف بألا يعتمد على المؤلف خالد يوسف طوال الوقت. العربي المصرية في 7 يناير 2006
|
المخرجة هالة خليل رغم حصولها علي جائزتين في مهرجان القاهرة: حفــاوة النقـاد بالعمل جعلتنا لا ننتظر الجــائـزة أجرت الحديث ـ زينب هاشم |