يمكن وصف نتاج عام 2006 السينمائي بعام كسر المحرمات السينمائية ومقاربة المواضيع الأجتماعية والتاريخية الحساسة والتي كانت السينما الشعبية وخاصة الهوليودية تتردد في التعرض لها لاسباب غير واضحة تماما، أسباب لا تنحصر فقط في الخوف من الجمهور المحافظ - وخاصة في أمريكا- وعدم الرغبة بمواجهته بقضايا لا يستسيغ ان يراها على الشاشة لكنها قد ترجع الى شائكية هذه المواضيع وعدم توفر رؤية او طرق معالجة لدى صناع الأفلام أنفسهم.

احد الأفلام التي اثارت الكثير من الجدل والأهتمام كان فلم "جبل بروكباك" (brokeback mountain)، الفلم الذي يتناول قصة حب بين اثنين من الشباب من رعاة البقر الأمريكيين حقق نجاحا نقديا وجماهيرا كبيرا رغم موضوعه الذي يتناول المثلية الجنسية وهي احدى المواضيع الحساسة في الكثير من دول العالم.

النجم "جورج كلوني " (George Clooney) قدم هو الآخر فلما صغيرا لكنه نال الكثير من الأهتمام وذكر الكثيريين بجو الرعب الذي خلقته اللجان المكارثية في أمريكا في الخمسينات من القرن الفائت. النجم كلوني الذي قدم فلم "طبتم مساء وحظا سعيدا" (Good Night، and Good Luck) كتحية لوالده الذي كان مذيعا في تلك الفترة ركز على قصة حقيقة لصراع احد الموذيعين المعروفيين مع لجنة ماكارثي بسبب قضية فصل احد الطيارين الأمريكين.جورج كلوني الذي أخرج الفلم اكتفى بدور ثانوي فيه.

أما الفلم الذي حاز على أوسكار السنة الفائتة فيتعرض لواحد من أكثر المواضيع حساسية في أمريكا والعديد من دول العالم. فلم "التصادم" (Crash) يتناول ظاهرة العنصرية في أمريكا من خلال أحداثه التي تجري في مدينة لوس أنجلس الأمريكية، الفلم الذي يصور ليلتين في مدينة لوس أنجلس الأمريكية يتعرض الى نماذج مختلفة في المدينة وكيف تتصادم مثل هذا الشخصيات مع بعضها.

واحد من الأفلام الصغيرة الأخيرة التي اثارت ضجة كبيرة في أمريكا رغم عرضه على نطاق محدود كان فلم "الحلوى القاسية" (Hard Candy) والذي يتناول ظاهرة الأنجذاب الجنسي الشاذ الى الأطفال، الفلم يسير عكس التوقعات عندما تسيطر الفتاة الصغيرة على مصير الشاب الذي حاول أستغلالها.

العام الفائت شهد ايضا عشرات الأفلام الناجحة وأعمال كبيرة لمخرجيين كبار امريكيين وأوربيين. المخرج الأسباني الكبير "بيدرو الموديفر" (Pedro Almodóvar) عاد بفلم رائع عن عالمه المفضل من الشخصيات النسائية.

فلم "العودة"(Volver) حقق نجاحا كبيرا في اوربا والكثير من الجوائز منها جائزة أفضل فلم في مهرجان الأفلام البريطانية وجوائز كان للتمثيل وتشاركت بها نجمات الفلم السته!

عام 2006 كان عاما سعيدا للمخرج الأنكليزي المعروف "كين لوج" (Ken Loach)، فلمه الأخير "الريح التي تهز حقول الشعور" (The Wind That Shakes the Barley) فاز كأفضل فلم في مهرجان كان الأخير، جائزة ينالها متاخرا قليلا واحد من أكثر المخرجين الأنكليز جدية واصالة.
عام 2006 شهد أيضا فلما جديدا للمخرجة الامريكية الشابة "صوفي كوبولا" (
Sofia Coppola)، فلم كوبولا الأخير "ماري انطوينت" (Marie Antoinette) كان مفآجاة للجميع بسبب موضوعه التاريخي الذي يدور عن الملكة الفرنسية.

عودة الأبطال

رغم النجاح الفني والتجاري للعديد من الأفلام الفنية الصعبة الا ان هوليود لن تتخلى عن مسارها التجاري في صناعة أفلام تحقق ايرادات تتجاوز سقف المليون دولار وهو الرقم الذي يفصل بين فشل / نجاح متوسط او نجاحا تجاريا كبيرا.

أفلام الأبطال التقليديين والسلسلات هي بيضة الذهب الدائمة لهوليود، الابطال الشعبيون القادمون من عوالم رسوم الكارتون او الأبطال الذين صنعتهم هوليوم نفسها قادرون دائما على جذب الجمهور المتطلع دائما لصورة البطل المعروف الأمين والذي يعود دئما.

عام 2006 شهد عودة البطل سوبر مان بعد اكثر من 15 عام على غيابه، السلسلة التي توقفت عام 1987 بسبب اصابة بطلها السابق الممثل "كريستوفر ريفر" (Christopher Reeve) بحادث ادى الى شلله الكامل ووفاته قبل عامين.

فلم "عودة سوبر مان" حقق ايرادات كبيرة بلغت أكثر من 200 مليون دولار وقدم صورة مختلفة قليلة عن واحد من أشهر أبطال الحكايات. الفلم شارك ببطولته النجم "كيفين سبيسي" (Kevin Spacey) وأخرجه المخرج "براين سنجر" (Kevin Spacey)

العميل السري البريطاني جيمس بوند عاد ايضا في نهايات عام 2006(الفلم مازال يعرض في السينمات) بعد توقف 4 سنوات بسبب أعتزال نجمه السابق "بريس برونين" (Pierce Brosnan) عن اداء الدور ومصاعب العثور على بطل جديد.

الفلم الذي يعرض الآن من بطولة الممثل الأنكليزي "دانيال كريغ" (Daniel Craig) هو تقديم جديد للشخصية السينمائية المشهورة.

النجم "توم كروز" (Tom Cruise) عاد مع سلسلتة الشهيرة "المهمة المستحيلة" (Mission: Impossible III). الفلم الثالث في سلسلة الأفلام هذه حقق نجاحا تجاريا كبيرا (بلغت الأيرادات133 مليون دولار) وقدم مستوا رفيعا من الأثارة وجهد تمثيلي واضح وخاصة الممثل الكبير "فليب سيمور هوفمان" (Philip Seymour Hoffman).

تميزت نسخ عام 2006 من أفلام الأبطال والسلسلات بتقديم مختلف وعنيف لشخصيات الأفلام والقصص برمتها. يبدو ان عنف العالم الخارجي وتصاعد ظواهر الأرهاب والحروب المشتعلة في أماكن مختلفة من العالم قد أثر على صورة العنف وحجمه وشخصيات أبطاله.

في فلم "الكازينو الفاخر" (Casino Royale) وهو المهمة الجديدة للعميل السري البريطاني قدمت شخصية جيمس بوند تقديم معتم وشديد القسوة، بطل فلم جيمس بوند الأخير نفسه هو لا يمثل صورة البطل التقليدي لهكذا نوع من أفلام.

من الاشياء اللأفته في أفلام أبطال هذه السنة هو حضور موضوع الأرهاب في أفلامهم، الأرهاب العالمي والذي لم يتخذ هوية معينه كان أحد التحديات التي واجها جيمس بوند او التي واجها بطل فلم المهمة المستحيلية.

حضور موضوع الأرهاب في الكثير من أفلام هذه السنة هو بالنهاية شيء متوقع تماما، سينما الأثارة التي عليها دائما التجديد وتطوير نفسها وايجاد مواضيع مثيرة لا يمكن ان تقدم قصص هي أقل مما يجري في بعض المناطق من العالم من حروب وارهاب منظم لا يتورع على القيام باشياء فظيعة.

عام مشاكل النجوم

عام 2006 شهد مجموعة من المشاكل المحرجة لنجوم معروفيين قد تؤذن بنهايات لنجاحات هائلة للبعض منهم. شركات السينما في هوليود تجتهد كثيرا في صناعة "ايقونات سينمائية" لانها تعي أهمية النجم الكبيرة في سينما مازلت تحتفظ بتقاليد سينما البطل الواحد بمواصفات لم تتغير كثيرا.

المشاكل التي يقع فيها النجوم او تصرفاتهم الغربية لم تعد تعجب مسيري هوليود، لم يعودوا يروا فيها أثأرة ما يمكن ان تجذب الجمهور او تثير فضوله، هذه الشركات لا تريد أن تغامر اصلا في قضايا حساسة قد تؤثر على مداخيل الأفلام للنجوم المشتركيين بها.

الشركات الكبيرة لم تعد تتردد في الأستغناء عن نجم شعبيون كبار من أجل أرضاء الجمهور المحافظ.

شركة "باراموت" (Paramount) السينمائية أعلنت أستغنائها عن النجم "توم كروز" بطل سلسلتها الناجحة "المهة المستحيلة ". مدير الشركة أعلن ان الجزء الأخير للسلسلة قد خسر مايقارب ال100 مليون دولار بسبب أستهزاء توم كروز بطرق العلاج النفسي الحديثة واستخدام الأدوية لبعض الأمراض النفسية (وهو ما يتعارض مع مباديء الجماعة الدينية المغلقة والسرية و التي ينتمي اليها النجم كروز).

توم كروز كان حديث الصحافة والجمهور عندما تصرف بطريقة عفوية في برنامج أوبرا وينفري، التصرفات التي أعتبرها الكثيريين بالسخيفة والمفتعلة كانت ايضا ضمن الأسباب التي قدمتها الشركة الهوليودية المنتجة والتي تبرر قرارها بالاستغناء عن النجم الكبير.

النجم الأسترالي الأصل "ميل غيبسون" عانى هو الآخر من سنة صعبة، النجم الذي يتجه منذ أعوام للأخراج والأنتاج عرف النجاح الكبير جدا مع فلمه عن المسيح والذي عرض في في عام 2005.

ميل غيبسون قبض عليه قبل اشهر بسبب سياقته مخمورا وصرح بعد ذلك بتصريحات تنتقد اليهود ونفوذهم. النجم تعرض بعد ذلك الى موجة انتقاد حادة من الوسط السينمائي الأمريكي والأعلام هناك حتى ان بعض الممثليين من اصول يهودية وغيرهم صرحوا بانهم لم يعملوا ابدا مع النجم في أعماله السابقة.

الحصاد السينمائي العربي

 يمكن أعتبار عام 2006 السينمائي العربي بعام النيات الكبيرة وعام الفلميين "حليم" و"عمارة يعقوبان"، الفلمان الذي أنتجتهما شركة الأعلامي المصري عماد الدين اديب خلقا نوعا من الحراك والجدل الفني مازال دائرا الى اليوم.

الفلمان الذان حركا ضجة سينمائية صحية يتبايان في المستوى الفني، فلم "حليم" الذي يتعرض لبعض المحطات المهمة في حياة المطرب الكبير عبد الحليم حافظ عانى كثيرا من استعمال صانعوه في أنتاج فلم عن حياة المطرب الراحل ومن بطولة النجم الراحل احمد زكي والذي كان يمر بظروف صحية صعبة جدا.

فلم "عمارة يعقوبان" حظى بأهتمام اكبر ودعاية ممتازة كانت في جزء منها ترتكز على الشعبية الكبيرة لرواية الروائي المصري علاء الأسواني بالاسم نفسه والتي حققت نجاحا كبيرا.

الفلم الذي جمع مجموعة كبيرة من النجوم المصريين من مختلف الأجيال الفنية كانا أمينا جدا للرواية والتي تعرضت لمواضيع حساسة هيجت موجة من النقد على الفلم وصانعيه و أخذت الكثير من وقتهم للدفاع عن الفلم اثناء عرض الفلم في مصر او في الدول العربية والمهرجانات السينمائية.

الفلم ايضا كان الفلم الأول للمخرج الشاب مروان حامد الذي وفق بتقديم شريط صوري جيد وقدم فلما بدا واعيا بتميز وتنوع البيئة المصرية وطبقات اجتماعية مصرية آفلة او في طريقها الى الأفول.

السينما المصرية قدمت أفلام عديدة كثيرة خلال عام 2006، افلام أقل للنجوم الكبار وحضور كبير للنجوم الشباب.

السينما المصرية يبدو مازالت تبحث عن هويات ما، هوية تحقق المعادلة الصعبة بين صناعة سينمائية وسينما جيدة تخرج من أطار التهريج الفادح الذي شهدتة الأعوام الماضية.

الممثليين الكومديون قدموا أفلام وبحصص متساوي تقريبا لكن من دون النجاح التجاري الكبير لافلام سابقة لهؤلاء النجوم.

النجم الكوميدي محمد هنيدي قدم في عام 2006 فلم "وش اجرام" عن سيناريو كان يفترض ان يكون مبتكرا قبل يسقط في التبسيط والأسفاف. ومحمد سعد قدم فلما هوجم بشدة من قبل الصحافة المصرية لكنه حقق ايرادات كبيرة بلغت 20 مليون جنيه مصري.

عام 2006 شهد تكريس النجم احمد حلمي كاحد نجوم الكوميديا الجدد الواعيين، احمد حلمي قدم كوميديا جيدة ومثقفة في فلم "جعلوني مجرما"، الفلم الذي حقق نجاحا تجاريا عند عرضه قد يعطي بعض الثقة للمنتجيين للأكثار من أعمال كوميدية ذكية لا ترتكز دائما على جهد البطل واسلوبه.

عام 2006 شهد حضور مكثف للكثير من النجمات والنجوم، نجمات من جيل سابق مثل يسرا وليى علوي كن حاضرات بقوة في افلام متعددة اضافة الى الحضور المستمر لنجمات شابات مثل هند صبري ومنى زكي وحنان الترك.

الحضور الشاب القوي لمخرجات مصريات كان ايضا من علامات عام 2006 السينمائي. أفلام المخرجات المصريات الشابات تتميز بشكل عام بسعيها لخلق سينما حميمة بسيطة شابة، سينما لا تتورط في أدعائات او تكرار لموجات السينما المصرية التجارية. عام 2006 شهد عروض أفلام "ملك وكتابة" للمخرجة كاملة ابو ذكرى و"قص ولزق" للمخرجة هالة خليل.

السينما المصرية فقدت في عام 2006 مجموعة لا تعوض من نجوم وممثليين زمن الستينات والسبعينات، في عام 2006 غابت الممثلة الكبيرة هدى سلطان وماجدة الخطيب وعبد المنعم مدبولي وحمدي غيث وفؤاد المهندس.

السينما العربية خارج السينما المصرية مازلت تعاني المشاكل المزمنة من غياب الصناعة السينمائية وضعف الاستثمار فيها. بعض الأفلام العربية التي قدمت عام 2006 كان رائعا حقا لكنها مازالت بعيدة عن الجمهور الكبير ومازلت في الأغلب نتاجات مدعومة بالكامل من دول وجهات أنتاجية غير عربية.

المخرج التونسي الكبير ناصر الخمير قدم في عام 2006 تحفة سينمائية ستصمد أختبارات الزمن. فلم "بابا عزيز" واحد من الأفلام المهمة ايضا لموضوعها الذي ينجح في ابراز جانبا آخر من التاريخ الاسلامي والفقة الصوفي، صورة أخرى قد تكون الجواب على دعوات التكفير والالغاء التي تمارس في كل مكان في العالم الأسلامي.

من الأفلام المهمة ايضا والتي أنتجت العام الماضي كان فلم المخرجة التونسية سلمى البكار "خشاش" وفلم الجزائري محمد شويخ "دوار النساء" وفلم العراقي محمد الدراجي "احلام" والذي صور في ظروف بالغة الصعوبة في بغداد وتعرض مخرجه للأعتقال اكثر من مرة أثناء تصوير الفلم.

السينما التسجيلية العربية

وفرت الفضائيات التلفزيونية والمهرجانات السينمائية العربية الفرصة لمشاهدة الكثير من النتاج التسجيلي الجيد لمخرجيين عرب في العالم العربي او يعيشون بعيدا.

التكلفة القليلة نسبيا لانتاج الأفلام التسجيلية ودخول تقنية الديجتل ساعد على انجاز عشرات من الأفكار الأصيلة ودخول الكثير من الهواة الموهوبون الى عالم الفلم الوثائقي.

من الأفلام عام 2006 المتميزة كان فلم "من يوم مارحت" للممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري، الفلم الذي يروي جزءا من العلاقة الحميمية التي كانت تربط بكري بالكاتب الفلسطيني الراحل أميل حبيبي ويروي ايضا جزء من حياة فلسطنيي اسرائيل وهم الفلسطنيين الذي بقوا في اراضيهم عام 1948.

المخرجة الكبيرة مي المصري قدمت في نهايات عام 2006 فلم "يوميات بيروت" الذي يحكي بعضمن يوميات بيروت ما بعد أغتيال الحريري، الفلم حظي ايضا باهتمام نقدي كبير وحصل على جائزة معهد العالم العربي السينمائية. من لبنان كان هناك ايضا فلم وائل ديب "وجوه معلقة على الجدار" الذي يحكي قصة المخطوفيين من ايام الحرب الأهلية اللبنانية من خلال مقابلة طويلة مع ام احد المخطوفيين.

عام 2006 شهد مجموعة جيدة من الأفلام التسجيلية العراقية، الأفلام التي صورت قبل موجة العنف الأخيرة وعرضت في المهرجانات وبعض الفضائيات العام الماضي أجتهدت رغم الظروف الأمنية الصعبة في نقل بعض ما يجري هناك من تغييرات ومصاعب كبيرة جدا.

المخرج العراقي المقيم في باريس قدم فلم "العراق أغاني الغائبيين" عن رحلة للكاميرا من جنوب العراق الى شماله اما المخرجة العراقية المقيمة في بريطانيا ميسون الباجه جي فلقد قدمت فلم "العراق بلد العجايب" وفيه تسرد جزء من عودتها الشخصية الى مدينتها وبعضا من يوميات البلاد بعد التغيير هناك.

فلم هبة باسم "ايام بغدادية" هو واحد من الأفلام القليلة لمخرجيين عراقيين يعيشون في العراق، الفلم الذي يصور يوميات المخرجة الخاصة في بغداد ومصاعب الحياة لطالبة تريد ان تدرس الفن في مدينة تمر في احلك أيامها.

بريد قسم السينما في أيلاف cinema@elaph.com

موقع "إيلاف" في 29 ديسمبر 2006

عمارة يعقوبيان الأفضل‏..‏ وأحمد حلمي نجم الكوميديا الجديد

كتب : نـادر عــدلي

قراءة أحوال صناعة السينما في مصر خلال عام‏2006‏ تبدو مربكة للغاية‏,‏ وتحيط بها حالة ضبابية‏,‏ ولايستطيع أحد أن يقرر بالضبط‏:‏ هل تتجة نحو الاستقرار والانتعاش أم أنها معرضة للانتكاسة في أي لحظة؟

يكفي أن نعرف أن الانتاج السينمائي في مجمله ما هو إلا مشروعات فردية لاتكتمل إلا بعد بيع نيجاتيف الافلام الي المحطات الفضائية التي أصبح لها الكلمة العليا في صنع الافلام‏,‏ وفي مستواها الفني والموضوعات التي تطرحها‏,‏ وأرقام الملايين التي تروج لها الصحف كأجور للنجوم ما هي إلا نوع من الاعلانات لبيع السلعة التي هي الفيلم‏,‏ وكأن كل نجوم مصر الكبار اصبحوا موديل اعلاني للفيلم‏(!!)..‏ وعلي مستوي آخر هناك حالة من الفوضي تسود سوق الفيلم وتحتاج الي وضع ضوابط سريعة وحاسمة‏..‏ وهذه الجملة الأخيرة سبق ان كتبتها بالنص في مقال العام الماضي‏(2005),‏ وقد تحقق ما توقعته بالأزمة التي حدثت مؤخرا بين أكبر تجمعين للتوزيع في مصر‏,‏ وأدي الي تقسيم الافلام بين دور العرض التي يملكها كل منهما في احتكار لسوق صناعة السينما‏,‏ وتهديد مباشر لها‏.‏

ودعونا أولا نرصد الحالة السينمائية‏,‏ فقد شهدت دور العرض‏40‏ فيلما بزيادة وهميةقدرها‏6‏ أفلام عن العام الماضي‏,‏ وهذه الافلام الستة كان من الممكن أن تصبح من انتاج‏2007‏ ولكنها عرضت نتيجة ان موسم عيد الاضحي جاء مع الأيام الأخيرة من العام وليس في بدايته‏,‏ ولكن مدة عرضها وايراداتها تدخل العام الجديد‏..‏ اذن فليس هناك أي زيادة في حركة الانتاج‏,‏ او ربما تكون هناك زيادة طفيفة خضعت للمواسم التي حددتها سوق التوزيع فتأخر عرضها‏!..‏ ومن ناحية أخري ظهرت زيادة في اقامة صالات العرض تقترب من‏7%,‏ ليصل عدد صالات العرض الحقيقية الي‏230‏ صالة عرض‏(‏ هناك‏40‏ صالة عرض يتم استخدامها في الموسم الصيفي بالنوادي والشواطيء‏!)..‏ ايضا زادت الايرادات الي‏230‏ مليون جنيه بعد أن كانت العام الماضي‏168‏ مليونا من الجنيهات‏,‏ وذلك نتيجة ارتفاع أسعار التذاكر والاقبال الجماهيري‏.‏

أيضا زادت ايرادات الفيلم الأجنبي او الامريكي تحديدا الي‏32‏ مليون جنيه بزيادة ستة ملايين عن العام الماضي‏,‏ وعرض‏100‏ فيلم‏(‏ من بينهما‏13‏ فيلما غير امريكي‏)..‏ والمحصلة اذن هي أنه لازيادة في عدد الافلام التي عرضت عن العام الماضي سواء المصرية او الأجنبية‏,‏ ولكن هناك زيادة في صالات العرض والايرادات‏..‏ ويظهر خلال العام استقرار في حالة الاستوديوهات‏,‏ والمعامل وهي تعمل طوال العام‏(‏ يصور في كثير من البلاتوهات الأعمال التليفزيونية‏)..‏ وعلي مستوي الانتاج لم تظهر سوي شركة واحدة كبيرة جودنيوز وقدمت عملين متميزين انتاجيا‏..‏ واختفت لحد كبير هذا العام مسألة طبع الافلام في خارج مصر وهذه ايجابية‏.‏

كان هذا ما يتعلق بالصناعة والتجارة‏,‏ ونأتي الي الفن فنجد أن‏80%‏ من الأفلام خرجت استهلاكية حيث لم تظهر سوي‏7‏ أو‏8‏ أفلام جديرة بالمشاهدة‏..‏ وكما هو الحال كل ثلاث سنوات حيث يحدث تعديل في شعبية النجم الكوميدي نجد تراجع نجم محمد سعد وارتفع نجم أحمد حلمي‏..‏ وزاد عدد الافلام البوليسية او افلام الحركة مع ظهور نجوم جدد في شباك التذاكر مثل كريم عبد العزيز وهاني سلامة واحمد عز‏..‏ واستمر عادل امام لامعا في نجوميته‏,‏ وبقي محمد هنيدي في قائمة الايرادات العالية‏..‏ كما شهد العام بعض الأفلام السوقية التي يقف فيها المطرب الشعبي والراقصة امام صالات العرض لجذب الجماهير علي طريقة مسارح الموالد‏!‏

لايبقي من أحوال السينما سوي هذا الاعلان الدائم دون تحقيق عن رغبة وزارة الثقافة في دعم السينما‏,‏ وأنها قررت انتاج أحد الافلام‏,‏ ولديها‏20‏ مليون جنيه لدعم عدد من الافلام الطويلة والقصيرة‏..‏ ولكن مر العام دون تحقيق أي شيء‏.‏

أما عن أفضل أفلام ونجوم وعناصر فنية في سينما‏2006,‏ والتي تمثل عادة سنوية محببة من الجمهور وتنعش الصناعة‏..‏ فهي‏:‏

*‏ أفضل فيلم‏:‏ عمارة يعقوبيان‏.‏

*‏ أفضل اخراج‏:‏ مروان حامد‏(‏ عمارة يعقوبيان‏).‏

*‏ أفضل ممثل‏:‏ عادل امام‏(‏ عمارة يعقوبيان‏).‏

*‏ أفضل ممثلة‏:‏ مني زكي‏(‏ دم الغزال‏).‏

*‏ أفضل سيناريو‏:‏ وحيد حامد‏(‏ عمارة يعقوبيان‏).‏

*‏ أفضل دور ثاني‏(‏ رجال‏):‏ خالد الصاوي‏(‏ عمار يعقوبيان‏)‏ ـ عمرو واكد‏(‏ دم الغزال‏).‏

*‏ أفضل دور ثان‏(‏ نساء‏):‏ منة شلبي‏(‏ عن العشق والهوي‏)‏ ـ هند صبري‏(‏ عمارة يعقوبيان‏).‏

*‏ أفضل مدير تصوير‏:‏ سامح سليم‏(‏ عمارة يعقوبيان‏).‏

*‏ أفضل ديكور‏:‏ فوزي العوامري‏(‏ عمارة يعقوبيان‏).‏

*‏ أفضل موسيقي تصويرية‏:‏ عمار الشريعي‏(‏ حليم‏)‏

*‏ أفضل مونتاج‏:‏ مها رشدي‏(‏ واحد من الناس‏).‏

*‏ أفضل مخرج جديد‏:‏ محمد مصطفي‏(‏ أوقات فراغ‏).‏

*‏ أفضل نجم جماهيري‏:‏ أحمد حلمي‏(‏ ظرف طارق ـ جعلتني مجرما‏).‏

*‏ اسوأ فيلم سينمائي‏:‏ رد قرضي مسرحية منقولة الي السينما ـ عليا الطرب بالتلاتة‏.‏

كانت هذه العناصر المتفوقة في أفلام هذا العام‏,‏ وحصاد عام مضي لسينما عريقة ومتفوقة رغم كل شيء‏.‏

الأهرام اليومي في 30 ديسمبر 2006

 

‏230‏ مليون جنيه إيرادات الأفلام المصرية 

وصلت إيرادات الأفلام المصرية التي عرضت هذا العام‏(40‏ فيلما‏)‏ نحو‏230‏ مليون جنيه‏,‏ من بينها‏15‏ مليون جنيه كانت إيرادات لأفلام امتد عرضها من‏2005‏ إلي‏2006,‏ وهناك‏6‏ أفلام سيكون نصيبها الأكبر من الإيرادات في العام الجديد ولن تدخل في رصيد هذا العام‏,‏ حيث لم يبدأ عرضها إلا منذ أيام‏.‏

وقد حصدت الأفلام الخمسة الأولي في الإيرادات ما يزيد علي‏45%‏ من الإيراد الكلي‏,‏ وكانت الأفلام العشرة الأولي في الإيرادات هي‏:‏

*‏ عمارة يعقوبيان بطولة عادل إمام ونور الشريف‏,‏ وحقق‏19‏ مليون جنيه و‏660‏ ألف جنيه‏,‏ واحتل قمة الإيرادات‏.‏

*‏ كتكوت بطولة محمد سعد وحقق‏17‏ مليونا و‏450‏ ألف جنيه‏,‏ وهذا يمثل انخفاضا كبيرا عن إيراد محمد سعد في فيلمه السابق بوحة الذي اقترب إيراده من‏26‏ مليون جنيه‏.‏

*‏ ظرف طارق بطولة أحمد حلمي‏,‏ وحقق‏17‏ مليونا و‏200‏ ألف جنيه‏,‏ وهو أكبر إيرادات حققها حلمي حتي الآن‏.‏

*‏ واحد من الناس بطولة كريم عبدالعزيز‏,‏ وحقق‏16‏ مليون جنيه‏,‏ وهو أكبر إيراد حققه كريم عبدالعزيز أيضا‏.‏

*‏ جعلتني مجرما بطولة أحمد حلمي‏,‏ وحقق‏14‏ مليونا و‏500‏ ألف جنيه‏,‏ ليحتل حلمي مركزين في قمة أعلي الإيرادات‏.‏

*‏ وش إجرام بطولة محمد هنيدي‏,‏ وحقق‏10‏ ملايين و‏750‏ ألف جنيه‏.‏

*‏ جاء في المركز السابع حاحا وتفاحة‏(9.650.00‏ جنيه‏),‏ وفي العشق والهوي‏(9,400.00‏ جنيه‏),‏ وويجا‏(8‏ ملايين جنيه‏),‏ و‏8/1‏ دستة أشرار‏(7.750.00‏ جنيه‏),‏ والأفلام الأربعة الأخيرة من الممكن أن تتبدل مراكزها في حالة تحقيق أي فيلم من الأفلام الستة الجديدة لأكثر من عشرة ملايين جنيه‏.‏

*‏ من الأفلام التي حققت إيرادات لم تكن متوقعة فيلم أوقات فراغ‏(5.200.00‏ جنيه‏),‏ بينما حقق فيلم مصطفي شعبان فتح عينك مبلغ‏(7.100.00‏ جنيه‏),‏ وفيلم ظاظا لهاني رمزي‏(5.500.00‏ جنيه‏).‏

*‏ أما الأفلام الأقل إيرادات فكان فيلم إيه النظام ولم يحقق أكثر من‏55‏ ألف جنيه‏,‏ وفيلم الفرقة‏16‏ إجرام وحقق‏145‏ ألف جنيه‏.‏

الأهرام اليومي في 30 ديسمبر 2006

 

سينمائيات

ترشيحات الكرة الذهبية المفاجآت والتوقعات

بقلم : مصطفي درويش  

ما ان تقترب السنة من نهايتها حتي يعلن اتحاد الصحافة الاجنبية بهوليوود ترشيحاته لجوائز الكرة الذهبية، وهي من حيث الاهمية لا تعلو عليها سوي جوائز اوسكار وعكس الحال بالنسبة لجوائز اوسكار التي تعلن الترشيحات إليها في الثالث والعشرين من كل عام، فجوائز الكرة الذهبية لا تجمع الترشيحات إليها الأفلام الدرامية مع الافلام الموسيقية او الكوميدية في صعيد واحد.

فلكل من هذين النوعين من الافلام الجوائز الخاصة به التي ينفرد بها، هو وممثلاته وممثلوه، سواء اكانوا رئيسيين ام ثانويين.

وعلاوة علي ذلك، فجوائز الكرة الذهبية، اكثر اتساعا وآية ذلك امتداد الترشيحات إليها، بحيث شملت الاعمال التليفزيونية سواء اكانت افلاما او مسلسلات.

وكالمعتاد، علي امتداد أربعة وستين عاما، أعلنت الترشيحات لجوائز تلك الكرة، قبل بضعة أيام (14 ديسمبر) بمدينة لوس انجلوس، حيث تصنع الاحلام.

وأول مايلاحظ علي الافلام العشرة المرشحة لجائزتي افضل فيلم احداهما للدرامي، والاخري للموسيقي أو الكوميدي انه لم يعرض منها عندنا، في مصر، سوي فيلمين احدهما درامي (المنحرفين)، والآخر كوميدي 'الشيطانة تلبس برادا' .

الأغرب انه بين الافلام الخمسة الدرامية فيلمان لمخرجين أجنبيين أحدهما 'بابل' لصاحبه المخرج المكسيكي البياندرو وجونزالس اينارينو والآخر 'الملكة' لصاحبه 'استيفن فرير' المخرج البريطاني ذائع الصيت.

وفضلا عن ذلك، ف 'بابل'، واحداثه تدور في مراكش والمكسيك واليابان، أكثر الافلام العشرة حظا، اذ بلغ نصيبه سبعة ترشيحات، وهو رقم لا يضارعه فيه أي فيلم آخر.

والاكثر غرابة انه من بين المرشحات الخمس لجائزة افضل ممثلة رئيسية، ثلاث ممثلات بريطانيات هن كيت وينسليت (بطلة تايتنيك) عن ادائها في فيلم الاطفال الصغار.. و'جودي دنش' عن ادائها في فيلم 'ملاحظات حول فضيحة' و 'هيلين ميرن' عن ادائها الرائع لدور الملكة اليزابيث اثناء أزمة مصرع الاميرة ديانا في حادث سيارة بمدينة باريس وذلك في فيلم 'الملكة'..

وبالمناسبة 'فميرن' الممثلة الوحيدة المرشحة لثلاث جوائز كرة ذهبية.

فبالاضافة إلي الفيلم الاخير، قد جري ترشيحها عن ادائها في كل من المسلسلين 'المشبوه الرئيسي' و'الملكة اليزابيث'..

والملكة في هذا المسلسل، غير الملكة التي تقمصت شخصيتها في الفيلم.

انها الملكة اليزابيث الاولي التي حكمت بريطانيا قبل اربعمائة عام او يزيد.

وفي عهدها الذهبي هزمت اسبانيا، وتحققت لبريطانيا سيادة البحار.

ومن الادلة الاخري علي تميز الفنانين البريطانيين في الترشيحات الي جوائز الكرة الذهبية وجود اسم النجم الانجليزي المخضرم 'بيتر او تول' بين اسماء الممثلين الخمسة المرشحين لجائزة أفضل ممثل رئيسي. فرع الدراما ­ وذلك عن ادائه في فيلم 'مينوسي' لدور رجل طاعن في السن، وقع في غرام صبية في عمر الزهور .

وكذلك وجود اسم الممثل البريطاني، 'ساشا بارون كوهين'.. مرشحا لجائزة أفضل ممثل رئيسي ­ فرع الموسيقي او الكوميديا ­ عن ادائه في فيلم (بورات) لدور مهرج من بلاد كازاخستان، يجوب بلاد العم سام.

وقد يكون من المفيد هنا، ان اشير إلي موقف الرقابة في جمهورية كازاخستان من ذلك الفيلم. في البداية، سارعت بمنعه بمقولة انه مسيء لسمعة البلاد.

وبعد حين، عادت فاجازت عرضه بمقولة اخري، وهي انه خير دعاية للجمهورية الفنية، في ربوع الولايات المتحدة الامريكية!

هذا، ولا يفوتني ان اذكر ترشيح الكاتبين البريطانيين 'بيتر مورجان' و 'باتريك مارنر' لجائزة أفضل سيناريو.

الاول عن فيلم 'الملكة' والثاني عن فيلم ملاحظات حول فضيحة.

وانتقل إلي الأفلام الخمسة المرشحة لجائزة أفضل فيلم متكلم بلغة غير الانجليزية، لاقول ان بينها فيلمين امريكيين، وكلاهما لمخرج امريكي، احدهما 'ميل جيبسون' صاحب آلام المسيح، والآخر 'كلينت ايستوود' الفائز باوسكار أفضل مخرج مرتين.

اما سبب وجود فيلمهما ضمن الاعمال السينمائية غير المتكلمة بالانجليزية فيرجع الي ان اولهما 'ابوكاليبتو' يتكلم ابطاله 'المايا' لغة اهل المكسيك، قبل غزو العالم الجديد وثانيهما، 'رسائل من ايوجيما' ابطاله يتكلمون باليابانية.

وختاما، يظل لي ان أقول انه ليس بين هذه الافلام الخمسة، 'عمارة يعقوبيان' والاهم ان كلينت ايستوود، و'ليوناردو دي كابريو' مرشحان مرتين 'ايستوود لجائزة أفضل مخرج عن فيلميه 'اعلام آبائنا' و 'رسائل من ايوجيما'.

و'دي كابريو' عن ادائه في فيلمي 'المنحرفين'

و 'الماسة الدموية'.

وأغلب الظن ان كليهما فائز بالكرة الذهبية.

moustafa @ sarwat. de

أخبار النجوم في 30 ديسمبر 2006

 

سينماتك

 

حصاد عام 2006 السينمائي

هوليود تقترب من المحرمات وعام متوسط للسينما العربية!

محمد موسى – أمستردام:

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك