قاسم عبد مدير تصوير، مخرج، ومنتج عراقي يعيش ويعمل في لندن منذ عام 1982 تخرج في معهد الفنون الجميله ببغداد واكمل دراسته في معهد السينما في موسكو (فكيك)، صور العديد من الافلام الوثائقية للمحطات التلفزيونية البريطانية والاوربية. شغل منصب رئيس قسم البرامج الوثائقية في محطة "ام بي سي" ورئيس قسم التصوير في محطة "اي ان ان". درّس "قاسم عبد" الفلم الوثائقي والاخراج في جامعات ومعاهد دول عديده (بريطانيا، الاردن، إيران، فلسطين، كردستان العراق) وأسس مع زملائه بعد الحرب الأخيرة "كلية السينما والتلفزيون المستقلة" في بغداد عام 2004. ترأس لجنه تحكيم الافلام الوثائقية في مهرجان السينما العربية في روتردام عام 2004. حصل على جائزة (Excelence in Art). من أعماله السينمائية: وسط حقول الذرة الغريبة (1991)، ناجي العلي فنان ذو رؤيا (1999)، حاجز سردا (2005). اثناء وجوده في هولندا لحضور مهرجان الافلام الوثائقيه العالمي في أمستردام الذي شارك فيه بفيلم" أيام بغدادية" الذي اشرف عليه، التقته إيلاف وحاورته عن الفن السينمائي، وعن الحياة في العراق وعن الكلية ومستقبلها وكان هذا الحوار: · هل يمكن أن تحدثنا عن كلية السينما والتلفزيون المستقلة وما هي أهدافها ؟ لم يكن سقوط الصنم في التاسع من مايس حدثا عابرا بالنسبة لي، بل كان كالزلزال هزني كما هز أغلب العراقيين الذين يعشون خارج الوطن، واثارت الحرب الكثير من النقاش والجدل حول امكانية عمل شئ ايجابي يساهم ولو بجزء قليل في اعادة بناء الوطن والانسان العراقي الذي دمرته الحروب والحصار. كنا انا وزميلتي المخرجة والمونتيرة العراقية "ميسون باججي" نتساءل ونفكر عما يمكن ان نفعله امام الخراب والدمار للحياه والانسان في العراق، من هنا جاءت فكرة تأسيس كلية مستقلة لتدريب الشباب السينمائي العراقي في سنة 2004 وبمواصفات وتقنية حديثة ورؤيا مستقلة للتعامل مع الواقع وتناقضاته اليومية بالاضافة الى نقل الخبرة الموجودة في اوربا من خلال تجربتنا في العيش والعمل هناك. الهدف من إنشاء الكلية هو تقديم برامج تدريبية مجانية في ميدان السينما والتلفزيون للفنانين الشباب العراقيين، مساندتهم وتشجيعهم في أعمالهم الفنية، توفير الأجهزة اللازمة لهم، وتزويدهم بالمعلومات فيما يخص تمويل مشاريعهم المستقبلية، بالإضافة إلى إعلامهم بالدورات التدريبية الأخرى المتوفرة لهم في داخل أو خارج العراق. طموحنا ان ندعم الفنان العراقي المستقل الذي ينظر الى الواقع برؤيا نقديه بعيدا عن كل الضغوط السياسيه والدينيه ونساهم في بناء سينما جادة. · ما الذي يميز كليتكم عن كلية الفنون الجميلة في بغداد؟ هناك الكثير ما هو مشترك بيننا وبين كلية الفنون الجميلة في بغداد ونحن نكمل بعضنا الاخر واغلب طلبتنا هم من خريجي كلية الفنون ولكن تنقصهم الخبرة العملية في بناء قصص الافلام الوثائقية. نحن كلية مستقلة وغير حكومية واحدى مؤسسات المجتمع المدني التي تساهم في رفع المستوى الفني والتقني للفنانين الشباب. الدورات التدريبية التي نقدمها نحن تتراوح ما بين 1-3-6 أشهر وليس اربع سنوات كما في كلية الفنون دورات مكثفة مصصمة لانتاج الافلام ضمن برنامج عملي، حيث كل ثلاثة طلاب مطلوب منهم ان يقدموا في نهاية الدورة فلما وثائقيا قصيرا. تقدم هذه الدورات مجاناً لطلبة تتراوح أعمارهم بين (20-30) سنة، ويلتحق في كل دورة (20-25) طالبا وطالبة، ونسبة النساء في هذه الدورات لا تقل عن 25%، تشمل الدورات التدريبية: (الإخراج، التصوير، الصوت، الإضاءة، المونتاج، الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة). هذا وتأمل الكلية في المستقبل أن تقدم دورات في الريبورتاج التلفزيوني، والعمل في الأستوديو التلفزيوني، ما نسعى اليه هو ان يتعلم الطلبة، الأصول المهنية والحرفية الصحيحة للعمل في مجال السينما والتلفزيون، إضافة إلى فهم التقنيات الأساسية والحديثة لتطوير إمكانياتهم الإبداعية. التدريب في كليتنا يتم على كاميرات سوني دي في كام واجهزة المونتاج الرقمية. · ماهي المشاكل التي واجتهكم في بداية المشروع؟ اثناء عودتي لم يكن يعرفني احد في بغداد كوني عشت اكثر من نصف عمري خارج العراق، وكل ما هو غريب وغير معروف مثير للشك والتساؤل، كما ان خطورة الوضع لم تساعدنا بان نعمل دعاية كبيرة في وسائل الاعلام خوفا من الاستهداف، كنت اذهب بنفسي الى اماكن تجمعات الفنانين الشباب في قاعة حوار وكلية الفنون ودائرة السينما والمسرح لكي اشرح لهم اهداف الكلية الجديدة. ومع مرور الوقت بدأ الشباب يعرف الطريق الى الكلية، ومع بداية هذه السنة كان قد تقدم للدراسة حوالي مئة طالب وطالبة، كان هذا شيئا رائعا. تصور في هذه المدينة العجيبة هناك من يخاطر بحياته كل يوم من اجل التعلم. ولكن الوضع الامني تدهور بعد تفجيرات سامراء وبدأت دائرة الخطر تقترب منا يوما بعد اخر واصبحت الحياة في بغداد عذابا ومعاناة كبيرة وحصارا نفسيا مدمرا امام الفواجع اليومية. الغريب في الأمر انه في الاسبوع الذي اخترت فيه الطلاب للدورة الثانية للفلم الوثائقي حدثت تفجيرات سامراء ومع ذلك بدأنا الدورة رغم الخوف من العنف المنفلت، وبقيت في بغداد حتى نهايه حزيران. قربيا سأبدأ بمشاهدة المادة المصورة لاعمال الطلبة ولكن ليس في بغداد وانما في احدى دول الجوار ومن ثم نبدأ بعد ذلك المونتاج، وعسى نتوفق في انتاج مجموعه جديده من الافلام القصيرة. · ماذا عن مستقبل الكلية ازاء ما يمر به العراق من فوضى سياسية؟ بعد الحرب كانت هناك وجهتا نظر بين المثقفين لما يجري في العراق. البعض قال إنّ من الافضل ان نتظر حتي تتحسن الاوضاع ونعود للعمل والبعض الاخر قال انه الان وقت العمل وزمن الحاجة للعودة لان ما يساعد العراق هو الذهاب الى هناك وعمل شئ، مهما كان صغيراً فهو انجاز. انا وزميلتي ميسون تبنينا خيار عدم الانتظار وكان حلمنا ان ننظم كل سنة خمس الى ست دورات تدربية ولكن الوضع الامني حال دون ذلك وانتهينا ان نعمل دورة واحدة كل سنة. مع ذلك ان تعمل شئ ولو بسيط يقدم الواقع سنتميترا واحدا افضل من الثرثره والشكوى، والا ما فائدة المعرفة والخبرة التى اكتسبناها طوال كل هذه السنين اذا كانت لا تخدم الاخرين. لكن بعد ثلاث سنوات ونصف من التدهور المستمر وغياب سيطرة الدولة على الشارع العراقي وانتشار الفساد والبطالة والانهيار المرعب في القيم الاخلاقية والاجتماعية وخاصة بعد تفجيرات سامراء اصبحت بغداد من اخطر المدن وثالث اسوأ عاصمة في مجال الخدمات. مدينة مليئة بالفوضى وعصابات الجريمة المنظة ومتطرفي المليشيات المنفلتة ومافيات البزنس السياسي والعمائم الملونة. امام هذا المشهد المحبط للحياة التعليمية في العراق بدأنا نفكر بالبدائل، أحد هذه البدائل هو نقل الكلية لبرنامج السنة القادمة الى احدى عواصم دول الجوار دمشق او عمان. المهم الاستمرارية وعدم التوقف عما بدأنا به. · كيف رأيتم مهرجان الفيلم الوثائقي العالمي في امستردام؟ مهرجان امستردام فريد من نوعه لانه يشكل ثقلا حقيقيا في دعم السينما الوثائقية الجادة، سينما التغيرات الاجتماعية والمعاناة الانسانية والتحديات التي تواجه الانسان المعاصر. في هذا المهرجان تتعرف على تجارب السينمائيين من مختلف انحاء العالم. انه مكان لتبادل الخبرات، وسوق كبير لبيع وشراء وانتاج الافلام. يكفي ان ترى ما يقارب ثلاثة الأف اسم في قائمة المدعوين والمشاركين لتتصور حجم وسعة هذا المهرجان. لقد عرض ما يقارب ثلاثمئة فلم في اربعة عشر قاعة ولمدة عشرة ايام وكانت مساهمة العالم العربي ومع الاسف فلمين فقط هما "ايام بغدادية" من العراق وفلم اخر قصير " الطريق الى البيت" لغاده تراوي من فلسطين. · ما الذي اثاره فيك عرض فيلم "أيام بغدادية" في المهرجان؟ وأين تضع هذه الفيلم بين الأفلام المشاركة؟ كان المفروض ان تحضر مخرجة الفيلم "هبة باسم" للمهرجان وتقدم فلمها بنفسها ولكن وضع العراق وتعقيدات السفر ومشاكل الفيزا حالت دون حضورها، مما دعاني ان اقدم الفيلم واجيب على اسئله المشاهدين بعد كل عرض. عرض الفلم اربع مرات في المهرجان، وفي كل مرة كانت القاعات ممتلئة بالمشاهدين، كان الجمهور الاروبي يبحث عن شئ مختلف عما يراه كل يوم على شاشات التلفزيون، شئ حقيقي وصادق وتلقائي لتجربة امرأه عراقية تعيش في مدينة مضطربه كمدينة بغداد. الفلم الوثائقي الجيد هو الذي يمس مشاعر وعقل المتفرج، واعتقد ان "هبة" قد نجحت في ذلك حتي قالت لي احدى المخرجات المشاركات في مسابقة المهرجان انها تستطيع ان تجلس ساعات وبدون ملل تشاهد وتسمع كلام هذه الفتاة. الفيلم يدخل طبعاً ضمن عروض الفيلم الاول لخريجي مدراس وجامعات السينما في العالم وقد تم اختيار ثلاثة عشر فيلماً للمهرجان من مختلف مدارس السينما في العالم. شعرت وأنا اشاهد الفيلم في المهرجان بالفخر لمدرسة لا يزيد عمرها على ثلاث سنوات، ان يدخل احد افلامها اكبر مهرجات السينما الوثائقية في العالم. خلال وجودي في المهرجان طلبوا مني ممثلو ثلاثة مهرجانات في كوريا الجنوبية والمانيا وسويسرا ان يعرضوا الفلم في برامجهم للسنة القادمة. كما ان افلام طلبتنا قد عرضت في مهرجات أخرى عديدة (الولايات المتحده، بريطانيا، المانيا، ايطاليا، بلجيكا، البرازيل، قطر، مصر وغيرها من الدول) واخر عرض كان لفيلم ( ليبدأ العرض) للمخرج "ظافر طالب" قبل اسبوع في مسرح الفيلم القومي في لندن. · حدثنا قليلا عن الفيلم؟ فيلم "أيام بغدادية" فيلم وثائقي طوله 35 دقيقة، يتناول حياة شابة من مدينه كركوك، اسمها "هبة" والتي هي مخرجة الفلم، تعود بعد الحرب إلى مدينة بغداد لإكمال دراستها فتجد القسم الداخلي الذي كانت تسكن فيه مغلقابعد تعرضه للسرقة والحرق. الفيلم عبارة عن يوميات شابة عراقية لمدة عام، وكيفية مواجهتها لمشاكل السكن والدراسة والعمل، والعيش بعيدة عن أهلها في مدينة خطرة كمدينة بغداد، إضافة إلى حادث الانفجار البشع والغريب الذي تعرض له ابن خالتها "علي" وفقدان بصره ويده اليمنى. فيلم "ايام بغدادية" واحد من اربعة افلام تم انتاجها خلال الدورة الاولى للفيلم الوثائقي في بغداد العام الماضي وهي: "ايام بغدادية" للمخرجة هبة باسم، "حوار" للمخرجة كفاية صالح، "عمر صديقي" للمخرج مناف شاكر، "ليبدأ العرض" للمخرج ظافر طالب. كل فلم من هذه الأفلام يفتح نافذة على حياة الإنسان العادي، في زمن غير عادي يمر به العراق والعراقيين منها: الانتخابات، اختيار حكومة مؤقتة، الاستفتاء على الدستور، فوضى تعم كل مرافق الحياة، وبصيص أمل يحلم به كل عراقي. وعلى الرغم من أن هذه الأفلام اعمال طلابية، ولكنها تعكس درامية الحياة العراقية، وقدرة الإنسان العراقي على المقاومة في سبيل البقاء. ولمعرفة المزيد عن هذه الافلام يمكن الدخول الى موقعنا على الانترنيت الموجود في نهاية المقابلة. · هل هناك مشروع فني جديد يشغلك الان، وما هي مشاريعك التي تحلم بها ولم تتحقق بعد؟ ما ادهشني في اليوم الاول لوصولي الى البيت الذي عشت به قبل رحيلي من العراق لثلاثة عقود من الزمن انه كان هناك مجموعه من الاولاد والبنات في مختلف الاعمار والاشكال، لم ارهم في حياتي ابدا، قريبين وبعدين عني، اعرفهم ولا اعرفهم في نفس الوقت، لهم وقع ومذاق وشعور يبدو للوهلة الاولى عصي على الفهم أما اخواني واقاربي من كانوا في عمر الشباب فقد كبروا وشاخت عيونهم وقلوبهم تحت ظيم الدكتاتورية. كان اليوم الاول لرجوعي يوما كرنفاليا لم تتوقف فيه الموسيقى حتى منتصف الليل ولا ادري اذا نمت في تلك الليلة، كنت قلقا اشعر برجفة الحمى تحت الغطاء الخفيف كان داخلي يقلب بعض الوجوه التي جاءت لاستقبالي ليعيد تركيبها كشخصيات لفيلمي القادم عبر رحلة دامت ثلاثه سنوات من وجودي في مدينه بغداد. هذه الشخصيات هي بعض من افراد عائلتي، جيلان من العائلة نصفهم رجال والنصف الاخر نساء اقتربت منهم وسجلت تفاصيل حياتهم اليومية، افكارهم، احلامهم، انتصاراتهم، هزائمهم، فرحهم، وحزنهم صراعهم مع بعضهم وصراعهم مع الحياة في مدينة مرعبة كمدينة بغداد. وكيف تحول الأمل ببناء عراق جديد حر وديمقراطي الى كابوس يهدد بزوال شئ اسمه العراق هذا الفيلم سيكون قصة العائلة العراقية التي ليس لها مصلحة لا في الحرب ولا في السياسه تدفع كل يوم الثمن باهضا واخرهم هو خطف اخي الاصغر "علي" من محلة في شارع الشيخ عمر على ايدي المليشيات وقتله مخلفا وراه ارملة مع اربعة اطفال. ابحث الان عن تمويل ودعم مادي لاكمال مرحلة المونتاج لهذه الفيلم. اما عن الاحلام فانني اسألك يا صالح هل بقي لنا شئ نحلم به لوطن يموت ويحيا قليلا كل يوم. موقع الكلية على شبكة الإنترنت: www.iftvc.org موقع "إيلاف" في 20 ديسمبر 2006
ضوء ... وهج السينما عدنان مدانات لا تتوهج شعلة السينما بكامل قوتها إلا بواسطة الأفلام الروائية الطويلة، ومهما قيل حول شرعية وجود أنواع وأحجام وأطوال مختلفة من الأفلام السينمائية، فإن الأفلام الروائية الطويلة وحدها من يضيء عتمة صالات السينما العامة ويجذب الجماهير نحوها، وهي التي تتربع في صدارة أوليات مشاهدي التلفزيون، وهي وحدها التي يبحث عنها الهواة في محلات بيع وتأجير أشرطة وأقراص الأفلام، كما أن المهرجانات السينمائية تفقد بريقها من دونها، ناهيك عن أن الأفلام الروائية الطويلة هي وقود صناعة السينما ودمها المتجدد. هذا هو واقع الحال منذ ولدت السينما وحتى يومنا هذا. وهذا ما رضيت به أنواع وأطوال الأفلام السينمائية الرديفة التي عرفت قدر نفسها وقبلت أن تكون المستفيئة في ظلال الأفلام الروائية الطويلة ولم تسع يوما للتمرد على هذا الوضع. لا يغير في هذا الواقع شيئا تنامي بروز ورواج ما يمكن اعتباره سينما موازية تعتمد كليا على التقنيات الرقمية التي تتيح للهواة وللسينمائيين الشباب صنع أفلام هي في معظمها أفلام قصيرة روائية وتسجيلية و”تجريبية” يقول صانعوها إنها خاصة بهم، وإن الهدف منها أن تعبر عن ذواتهم وأفكارهم ورؤاهم الإبداعية. سينما موازية لا تشكل ضررا وخطر على السينما الجماهيرية السائدة والمسيطرة على سوق عروض الأفلام، بل على العكس من ذلك، فهي تضفي عليها بعض الديمقراطية المتماشية مع نظرية الاقتصاد الحر. تأكيدا على ديمقراطيتها، لا تكتفي إدارات صناعة السينما العالمية السائدة بالتغاضي عن تنامي حركات السينما الموازية بل تشجع هذه الحركات، ومن ضمن آليات هذا التشجيع تقيم لها المهرجانات الخاصة بها أو تفرد لها أحيانا حيزا صغيرا ضمن هامش مهرجاناتها الكبرى، ولكن، بالطبع، بما يتلاءم مع حجم هذه السينما الموازية وحجم جمهورها المتواضع الذي يأبى على الازدياد. وتجد هذه السينما الموازية أيضا مجالا صغيرا لها يتم حشره في فترات غير منتظمة المواعيد تفصل بين البرامج الرئيسية لبعض محطات البث التلفزيوني خاصة التي تعتبر نفسها معنية بالثقافة والفن. وتستفيد السينما الموازية أيضا من المواقع الموجودة على شبكة الانترنت والتي تهتم بعرض الأفلام الموازية، وبعض هذه المواقع يؤسسها صانعو الأفلام ذاتهم ويعرضون فيها أفلامهم وما يتيسر لهم من أفلام زملائهم. يطلق على هذه السينما الموازية صفة “السينما المستقلة”، وهي سينما تعلن عن نفسها باعتبارها سينما المستقبل لأن هذه السينما تراهن على أن المستقبل هو للتقنيات الرقمية. وتنتج هذه السينما أفلاما بواسطة التقنيات الرقمية تختلف من حيث المبدأ عن الأفلام الروائية الطويلة التي تصنع بواسطة التقنيات الرقمية ولكنها تنتمي لعالم صناعة السينما التي تنتج الأفلام الجماهيرية أو أفلام شباك التذاكر التي تحصد الأرباح بما يساعد على تجديد دورة إنتاج الأفلام وهكذا دواليك. في البلدان الغربية المتطورة تجد السينما الموازية وأفلامها القصيرة بالذات مجالات أوسع وأكثر تنوعا بما لا يقاس من تلك المجالات التي تجدها نفس الأصناف من الأفلام في دول العالم النامية. وفي البلدان الغربية المتطورة فإن السينما الموازية هي سينما موازية فعلا تتعايش مع سينما الأفلام الروائية الطويلة فالمجال يتسع لكليهما، أما في البلدان النامية فإن الحديث عن دعم السينما الموازية، وهو على كل حال دعم محدود جدا هذا إن حصل فعلا، يغطي على غياب أية سياسة سينمائية، ويخفي حقيقة انعدام الاهتمام، أو في أحسن الأحوال قلة وتواضع حجم الاهتمام، بدعم أو تشجيع إنتاج الأفلام الروائية الطويلة. المستقبل هو فعلا للتقنيات الرقمية. غير أن المستفيد الأكبر من هذه التقنيات على المدى البعيد هو صناعة السينما التي تركز على الأفلام الروائية الطويلة باعتبارها وحدها من بين أنواع الأفلام الأخرى التي تجذب عموم جماهير السينما والقادرة على جني الأرباح الوفيرة. تجسد السينما الموازية أفضل تجسيد جوهر سياسة العولمة التي بدأت تشمل مختلف مجالات الحياة، حيث تبدو الأمور في مجال صناعة السينما على النحو التالي: أيها السينمائيون المستقلون، استفيدوا من التسهيلات التي تؤمنها لكم التقنيات الرقمية واصنعوا الأفلام القصيرة التي تريدون وكما تريدون، اطلقوا عليها صفة الأفلام الذاتية أو الأفلام التجريبية، واعرضوها في المهرجانات وفي المحطات التلفزيونية وفي الأندية وفي سهرات الأصدقاء، احصلوا على الجوائز وتباهوا بها ودعوا النقاد يكتبون عنها في الصحف، واتركوا لنا حرية السيطرة على السينما الحقيقية، السينما الكبيرة، السينما التي تشحن عجلة الإنتاج بالوقود، السينما التي تستولي على السوق وصالات العرض وبرامج عروض الأفلام في القنوات التلفزيونية والتي تحقق الأرباح الوفيرة وتمارس التأثير الفعلي في أذواق وأفكار وعادات وأخلاق الناس. الخليج الإماراتية في 22 ديسمبر 2006 |
وبعد أكثر من مائة عام.. لاتزال السينما تصنع السيناريوهات المدمرة.. عبدالمحسن الضبعان يشاع أنه في احدى دورات مهرجان كان السينمائي العام 1994خرج أحد النقاد الكبار بعد مضي الربع الأول من العرض الأولي لفيلم Pulp Fiction الشهير للأمريكي كوينتن تارانتينو الذي كان مشاركاً في المسابقة الرسمية! خرج وهو يكيل للفيلم أنواع السباب والشتائم معتبراً إياه أحد أسوأ الأفلام التي شاهدها في حياته، لكن لم يدر في خلد ناقدنا الكبير هذا أن تارانتينو سيخطف عن فيلمه جائزة المهرجان الكبرى (السعفة الذهبية)، لا بل سيفتح فتحاً عظيماً في فن كتابة السيناريو! وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال ماهو السيناريو ؟ للسيناريو تعاريف علمية كثيرة ولكن بوصف عام نستطيع أن نقول انه فن أدبي خالص وقصة تروى على شكل صور كما عرفه صاحب أشهر كتاب عن السيناريو الأمريكي سيد فيلد، وعلى الرغم من أن السيناريو عنصر رئيسي في كل فيلم إلا ان السيناريوهات الجيدة قليلة وشحيحة، كما ان كاتب السيناريو لا يحظى بذلك اللمعان وبريق الشهرة التي يحظى بها عادة المخرجون والممثلون. وفي الآونة الأخيرة ظهرت أفلام قامت بكسر صيغة السيناريو التقليدي وأبدلته بسيناريو ذي مفاهيم جديدة من حيث علاقة الزمان والمكان ومن ناحية التسلسل الزمني وتناسق الأحداث وطريقة السرد، نراها بوضوح في فيلم تارانتينو Pulp Fiction الذي استخدم فيه تقنية جديدة في الكتابة هي السيناريو المبعثر ومثال على ذلك نرى ان بطل الفيلم جون ترافولتا يُقتل في منتصف الفيلم لكنه يظهر في نهايته مما يدل على ان هناك أحداثا حصلت وشاهدناها في البداية هي في الحقيقة أحداث متأخرة، وأخرى اطلعنا عليها الكاتب في نهاية الفيلم سبق ان حصلت قبل ذلك في الواقع في بناء محكم للسيناريو قلّ مانرى له مثيل. والعبقري تارانتينو لايزال مستمراً في كسره لحاجز التقليدية في الكتابة عندما صنع فيلمه المجنون Kill Bill بجزأيه وقسّمه على شكل Chapters لوحات متفاوتة زمنياً. أما فيلم (Memento - الذاكرة) المُنتج عام 2000لمخرجه الشاب كريستوفر نولان فالحديث عنه ذو شجون، فماذا عسانا ان نقول عن فيلم قدم شكلاً جديداً في السيناريو وطريقة السرد قائما على تحطيم التسلسل الزمني التصاعدي (الطبيعي) وبدلاً منه قام على تسلسل عكسي للأحداث أي أن بداية الفيلم هي نهايته والعكس صحيح؛ ومع ذلك لايجد المشاهد ضيرا في تقبل سير أحداث الفيلم والتفاعل معها، وهناك شيء جديد وجميل في السيناريو بل ومدمر أيضاً فكاتب السيناريو الذكي - هو نفسه المخرج - قام بوضعنا في محل بطل الفيلم الفاقد لذاكرته فنحن لا نفهم شيئاً ممايحدث في البداية شأننا شأن البطل لكن خيوط الفيلم تتضح لنا شيئاً فشيئاً بشكل تصاعدي حتى نصل إلى نهاية الفيلم. وفي فيلم Magnolia عام 1999يعبر الشاب بول توماس اندرسون - مخرج وكاتب الفيلم - عن مجتمع وعالم مشوش بسيناريو مشوش أيضاً تتداخل فيه الشخصيات وتكثر فيه الأحداث بشكل يصعب على أي كاتب الإمساك بخيوطه إلا الموهوبين أمثال أندرسون الذي كتب سيناريو فيلمه بحرفية ودقة عاليتين واستطاع ان يصل به إلى أعلى درجات التكامل الدرامي والفني . وفي عام 2000قدم المخرج المخضرم ديفيد لينش فيلمه الأثير Mulhuland Drive الذي ابتكر فيه سيناريو مدهشا وغريبا كُتب بعناية بالغة أراد خلاله ان يعبر عن مدى امتعاضه من هوليوود وأساليبها الدنيئة في صناعة النجوم، والمدهش في هذا السيناريو انه أشبه بالزئبق يتشكل حسب فهم واستيعاب المتلقي. وهذا السيناريو الزئبقي نجد له رديفا آخر في الفيلم المعقد Donnie Darko لواحد من أصغر المبدعين السينمائيين في العالم هو ريتشارد كيلي الذي قدم فيلماً يحتوي على جرعة كبيرة من الغموض والألغاز يستطيع المشاهد ان يفسرها كما يحلو له لكن بعد شق الأنفس وبعد مشاهدة ثانية وثالثة أو اكثر، وربما لا يجد لها تفسير منطقي معقول! ولسوء حظ كتّاب السيناريو، أنهم يبقون دائماً وراء الكواليس وخلف الأنظار لا أحد يكترث بهم ولا ينالون نصيبهم من الشهرة التي ينالها الممثلون والمخرجون كما ذكرت سابقاً . لكن هناك اسما لامعا يتردد صداه في هوليوود كسر هذا العُرف الشائع هو الكاتب المبدع شارلي كوفمان التي اجتمعت رؤياه المبتكرة مع الأسلوب الفريد للمخرج سبايك جونز ليصنعان معاً فيلم (أن تكون جون مالكوفيتش) عام 1999الذي يغوص داخل أعماق إنسان مستعرضاً شهواته ورغباته الجنسية، والجديد الذي أتى به كوفمان أنه اختار لهذا الإنسان شخصية الممثل جون مالكوفيتش الحقيقية لا بل تعدى ذلك بأن قام مالكوفيتش نفسه بأداء الدور! ولا يزال السيناريست شارلي كوفمان يتحفنا بإبداعاته المتتالية وبتدميره لكل المفاهيم التي يقوم عليها السيناريو التقليدي، وماعليكم إلا مشاهدة أعماله الأخرى (اقتباس - 2002) و(الإشراقة الأبدية للعقل النقي - 2004) حتى تحكموا على حجم موهبته وطاقته المدمرة. ولبعض المخرجين أسلوب خاص في كتابة السيناريو يتكرر في جميع أعمالهم، وعلى الرغم من ذلك لاتفقد هذه الأعمال روعتها، فالمخرج والكاتب البريطاني غاي ريتشي لم يصنع فيلمه الجميل (Snatch) عام 2001إلا بعد نجاح أسلوبه في فيلم العصابات (Lock Stock & Two Smoking Parells) عام 1998الذي قدم فيه سيناريو ممتعا وخفيفا مليئا بالسوداوية في أحداثه والسخرية في حواراته ومصوّر بكامله باللون الأصفر دلالة على لون الموت الذي هو مصير غالبية شخصيات الفيلم! وهناك أيضاً المخرج الأسباني أليخاندرو غونزاليس الذي أدهش العالم برائعتيه (Amores Perros) و( Grams21) عامي 2000و 2003على التوالي وبنفس الأسلوب تماماً ! ويقف وراء هذا الإبداع كاتب سيناريو مبدع هو غاليرمو أرياغا الذي قدم في كلا الفيلمين سيناريو شديد الإتقان له ثلاثة محاور (قصص) مختلفة تمضي بنا قدماً حتى نصل إلى نقطة التقاء في النهاية، وتبدو براعة السيناريو في الربط بين هذه المحاور الثلاثة المختلفة لتجعل منها في الأخير قصة واحدة واضحة المعالم ومتكاملة البناء درامياً. إن هذه الأعمال الطليعية كلها حديثة الصنع وتجديدية، لكن التحيز للتجديد لا يعني بأي حال من الأحوال النيل من مكانة التقليد، فلكليهما أعلامه ومحبوه ومريدوه، وأفلام كلاسيكية كبيرة مثل العراب ولورانس العرب وذهب مع الريح وغناء تحت المطر هي أفلام تقليدية من حيث كتابة السيناريو لكنها متماسكة وقوية وكتبت بعناية فائقة جعلت منها قمماً سينمائية يشار إليها بالبنان. الرياض السعودية في 14 ديسمبر 2006
جيمس بوند من هذا الزمان محمد موسى من امستردام: بالرغم من ان الفلم الأخير من سلسلة أفلام جيمس بوند "مت في يوم آخر" قد حقق أرباح تجارية كبيرة جدا (حوالي 170 مليون دولار في أمريكا وحدها) الا ان السلسلة كلها كانت تبدو كانها تعاني من مشاكل جدية كبيرة. السلسلة التي عمرها مايقارب الأربعيين عاما والتي قدم أفلامها نجوم شعبيون لامعون لم تعد مواضيعها او شكل أثارتها المقدم ينسجم كثيرا مع عصرنا المعقد و ولم تعد تجذب كثيرا جمهور السينما الحالي المتطلب. نجاح الأجزاء الأخيرة ربما يعود الى شعور "النوستلجا" الذي يمنحه " جميس بوند" الى الكثيريين، صورة البطل الأمين والمتمكن والذي لا يتغير.. سلسلة أفلام جيمس بوند لم تتغير كثيرا باستثناء تغيير النجوم والمخرجيين وزيادة الأهتمام بشكل الأثارة المقدمة عدا ذلك بقى الشكل المقدم للعميل السري البريطاني وتحديتاه ومغامراته نفسه تقريبا. يتركز الفلم "البوندي" على البطل الذي يؤدي دور "جيمس بوند" وعلى حضوره الجذاب والأرستقراطي. "جيمس بوند" الأصلي شخصية أنكليزية تعتز باصولها وقدرتها على التحكم بعواطفها ووفائها الكبير والأول الى عملها كعميل سري للشرطة البريطانية السرية. تأكيد وتضخيم خصائص الشخصية الأنكليزية في شخصية " جيمس بوند" كانت على الدوام رغبة المنتجيين للفلم الذي بدأ انكليزيا صرفا قبل ان تتنوع مصادر تمويل أجزائه الأخيرة لتشارك فيه جهات مختلفة. أحدى التحديات التي واجهت السلسلة هي أختيار الأبطال المناسبيين لشخصية "جيمس بوند"، الشخصية التي تتطلب شخصا ذا لكنة انكليزية ارستقراطية واضحة لم تنجح دائما في العثور على ممثليين انكليز صافيين فالنجم "شين كونري" مثلا والذي ادى عدة أجزاء من السلسلة يعتز تماما بأصله الأسكتلندي والنجم "بايرس برسنان" الذي مثل الجزء الأخير من السلسلة هو من أصل ارلندي. أختيار ابطال غير أنكليز اثار الكثيريين في بريطانيا التي أزعجها ان أحد احد "ايقوناتها" السينمائية يؤديها ممثليين غير أنكليز بل يحمل بعضهم مشاكل كبيرة مع سيطرة الثقافة الأنكليزية على القارة البريطانية، علينا ان لا ننسى ان نجاح شخصية " جيمس بوند" واستمرارها كل هذه السنوات يرجع في بعضه الى توق الأنكليز الكبير الى البحث عن هوية جديدة براقة، هوية تناسب التاريخ البريطاني المديد؟ الممثل "دانيال كريغ" لم يكن المرشح الطبيعي المتوقع لشخصية جيمس بوند، النجوم الذين مثلوا دور "بوند" سابقا جاءوا جميعا من بطولات سينمائية تقترب الى التقليدية بصورة واضحة للبطل. "دانيال كريغ" قادم من أدوار غير تقليدية وجريئة جدا. واحد من أهم أدوار "دانيال كريغ" الأخيرة دوره في الفلم البريطاني "الام" حيث يلعب شخصية مدمنة على المخدرات لا تتورع في أغواء سيدة كبيرة بدون دوافع سيئة واضحة، "دانيال كريغ" مثل ايضا دور الجنسي المثلي في فلم "الحب هذا الشيطان" عن حياة الرسام الارلندي المعروف "فرانسيس بيكون". اختيار "دانيال كريغ" كان اشارة من صانعي نسخة 2006 عن نيتهم تقديم جديد للشخصية، تقديم ربما يجعلها قادرة على الاستمرار خاصة مع وجود كل هذا التاريخ الطويل للشخصية واحتواء الحكاية نفسها على عناصر اثارة مهمة. فلم " الكازينو الفاخر" نسخة عام 2006 يقدم "جيمس بوند" تقديما جديدا ومختلفا، منذ المشهد الأول من الفلم الذي يذكر بأفلام أثارة غير شعبية معتمة الى مشاهد المطاردة الأولى في البلد الأفريقي والذي تجري فيه بعض احداث الفلم الى نوعية العنف المستخدم. في أفلام السلسلة السابقة يبقى عنف الشخصية عنفا محدودا يناسب طبيعة تقديم الشخصية فيه وكمية الكوميديا في تلك النسخ، لم يكن من الممكن تقديم شخصية "جيمس بوند" بعنف كبير سيبدو نشازا مع كياسة الشخصية ومغامراتها النسائية التي ترتكز على وسامة البطل وتهذيبه وغموضه ايضا. في النسخ السابقة لفلم "جيمس بوند" كانت هناك خطط لتجنب التركيز على مشاهد القتل القريبة او الواضحة كما بدت مع نسخة عام 2006. عنف نسخة 2006 لا يتحول الى عنف تفصيلي او مجاني لكنه يناسب القصة مثلا والتي تمر على الأرهاب العالمي وعصابات السلاح. قصة فلم " الكازينو الفاخر" تحكي قصة عصابة من المحاسبيين الأذكياء جدا والذي يقومون بتبيض أموال جماعات ارهابية ووضعها في بنوك شرعية الامر الذي سوف يساعد الجماعات الأرهابية في تمويل عمليات جديدة أخرى. الجماعة الأرهابية تقوم بادخال اموال الجماعات الأرهابية عن طريق لعب القمار في احد الكازيونات الفاخرة والتي تسمح للفائز بفتح حساب سويسري ووضع ما يشاء من نقود فيه.
"جيمس
بوند" يخوض هذه المغامرة الى آخرها بعنف واثارة كبيرييتن حقا، الممثل
"دانيال غريغ" ينجح في اختباره الأول فهو لم يفلت ولا للحظة واحدة صورة
"جيمس بوند" الجديدة، حضور الممثل الجسدي كان موفقا كثيرا. شخصيات الفلم
الأخرى كانت بالغالب مبتكرة وتحمل الكثير من الأثارة. النجمة الكبيرة "جودي
دينش" تعود مرة اخرى كرئيسة "جيمس بوند" المباشرة وتقدم في مشاهد قليلة فقط
خبرة الممثلة المتمكنة، نساء الفلم الجميلات حملن ايضا الكثير من الغموض
والمفآجئات. بريد قسم السينما في أيلاف cinema@elaph.com موقع "إيلاف" في 19 ديسمبر 2006
|
قاسم عبد: هل بقي لنا شيء نحلم به الفلم الوثائقي الجيد هو الذي يمس مشاعر وعقل المتفرج. مهرجان أمستردام الوثائقي فريد من نوعه. أجرى الحوار صالح حسن فارس: |