هل نكتب أقدارنا أم نستسلم لها؟ سؤال طرحه بقوة فيلم "قص ولزق" العمل الثانى لمخرجته هالة خليل والذى يحمل أيضا توقيعها كمؤلفة ونالت عنه مؤخرا جائزتى أفضل عمل أول من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وأفضل فيلم عربى مناصفة مع الفيلم الجزائرى "بركات".

ورغم أن السؤال قد يبدو فلسفيا، فإن الفيلم طرحه عبر رؤية واقعية استعرض خلالها الكثير والكثير من مشكلات المجتمع وخطاياه، وأزماته المزمنة، خاصة ما يعانى منه الشباب وكانت سببا فى أن يحلق البعض منهم خارج حدوده وهمومه فكرا ووجدانا، أو للتعايش قهرا لا اختيارا مع واقع يلفظهم يوما بعد الآخر ويقهر كل أحلامهم.

الفيلم يؤكد أيضا أننا لا يمكن أن نسير فى الحياة وفقا لخطة محكمة، مهما كانت عبقرية الخطة أو قدرة صاحبها على تنفيذها، فثمة تداخلات تدفعنا لتغيير النص وتعديل الخريطة قهرا، عمدا، سهوا، لا فرق، صحيح بعضنا قد يملك رفاهية الاختيار، وربما النجاح فى تحقيقه والحفاظ عليه، ولكن ستظل هناك دائما مساحات تخضع لقانون الدوائر غير المكتملة والذى بنت عليه هالة فكرة فيلمها، فموقف قد يصل بك لآخر يغير حياتك تماما وهكذا.

تدور أحداث الفيلم حول "جميلة" "حنان ترك" والتى تقف على أعتاب الثلاثينيات، تفشل فى الحصول على وظيفة بعد تخرجها فتندفع لسوق العمل كوسيط لشراء السلع المستعملة فتشترى هذا لتبيعه لتلك وترتزق من هامش ربح يعينها على مواصلة الحياة ومحاولة تحقيق حلمها والذى لم يعد على أرض بلدها، فهى تحلم كغيرها من الشباب بالهجرة لأرض جديدة هى نيوزيلاندا بوصفها لم تزدحم بعد وبإمكانها النجاح فيها ومن خلالها، ومن ثم تبدأ فى إحصاء النقاط التى تمنحها تأشيرة الهجرة وفقا لما تتطلبه بعض الدول الأوروبية وربما أبرزها ضرورة أن تكون متزوجة خاصة بعدما بلغت الثلاثين، مما يدفعها لعقد صفقة مع "يوسف" "شريف منير"، خريج التجارة والذى أجبرته ظروف البطالة للعمل فى تركيب الأطباق الهوائية، ورغم أنهما التقيا صدفة فى إحدى عمليات البيع والشراء التى تمارسها جميلة، فإنه يوافق على الصفقة نظرا لظروفه الاجتماعية والتى تجبره للبحث عن مسكن بديل لبيت العائلة بعدما أصبح من حق شقيقه الأكبر وفقا للورث الذى ارتضياه سويا، خاصة بعدما قرر شقيقه اللحاق بقطار الزواج فى محطته الأخيرة.

و"يوسف" هو الوجه الآخر ليس فقط لـ "جميلة" ولكن أيضا لصديقه فتحى عبد الوهاب، جاره وزميل الدراسة، الرافض للتواؤم بسلام مع الحياة بعكس يوسف، ومن ثم يسوقه تمرده للهروب أو للتغيب عمدا عن مشاكله بالمخدرات، متحايلا على الواقع بالسرقة حينا والنهب والنصب فى أحيان أخرى، متسائلا دوما هل العيب فينا نحن أم فى البلد؟، بتعبير أدق هل الفشل فى التعامل مع معطيات الحياة وظروفها يكمن فى أفراده بوصفهم لا يملكون مؤهلات للنجاح، أم فى أصحاب النفوذ والسلطة الذين يضيقون الخناق على الجميع ومن ثم على الجموع غير القادرة على التواؤم والتعايش الرحيل فى صمت غير باكية على أرض تطردهم منها؟

لون آخر من ألوان القهر تجسده حنان مطاوع جارة "جميلة"، الزوجة التى هجرها زوجها سعيا وراء المال فى دول النفط عاما تلو الآخر، متجاهلا مشاعرها وحقوقها كأنثى لا تجد من يشاركها الحياة بحلوها ومرها، ما يدفعها للسقوط فى نهاية الفيلم، وهو ما تكتشفه جميلة عندما تلتقيها صدفة على باب السينما وآخر يحتويها بذراعه فى مشهد يساوى فيلما كاملا، قالت فيه عيون حنان مطاوع ما تعجز الكلمات عن وصفه من انكسار وخنوع وهزيمة أجبرت عليها قهرا، عمدا، سهوا لا ندرى، والأهم أننا لا نملك إلا التعاطف معها لا إدانتها، وهو ما ينطبق بصورة أو بأخرى على صديقة "جميلة" "الوجه الجديد مروة مهران" والتى ترتبط عاطفيا مع فتحى عبد الوهاب وتمنحه جسدها الذى رفضت من قبل أن تمنحه لأى عابر سبيل طمعا فى زواج بات مستحيلا فى هذا الزمن بينما الرغبات الطبيعية تضغط بعنف ويستحيل كبتها، فى إدانة صريحة لمجتمع يدفع الجميع للسقوط بعدما أغلق كل أبواب الرحمة.

"قص ولزق" مقطوعة سينمائية شديدة العذوبة والوجع أيضا، أبدعت هالة فى نسج خيوطها بإحكام، ليس على الورق فقط ولكن عبر لغة سينمائية شديدة الخصوصية والحساسية، ساعدها على ذلك أداء الممثلين والذين تطابقوا تماما مع أدوارهم حتى يصعب التفكير فى بديل، ما يؤكد نجاحها فى إعادة الأمور لنصابها فى صناعة انقلبت فيها الموازين تماما، ولم يعد الدور ينادى صاحبه كما هو معروف ومتداول سلفا، حيث الآن هناك ممثل يدعمه منتج لا هم له إلا الربح، مهمته توفير سيناريو "تفصيل" يرضى طموح النجم، ولا عزاء للمخرجين.

حنان ترك تتألق فى آخر أدوارها قبل الحجاب، تلقائية، وحضور وتفهم لأبعاد الشخصية، وبالمثل كان شريف منير والذى يواصل تأكيده لنجوميته ولموهبته التى ظلمتها الانقلابات والحسابات السينمائية، وهو ما ينطبق أيضا على فتحى عبد الوهاب بخفة ظله وأداء يمزج بين السخرية والشجن، وينم عن فهم وإدراك بطبيعة الدور وأبعاده، وهو نفس ما ينطبق على حنان مطاوع والتى وضعت بهذا الدور اسمها وسط نجمات يقفن بثبات على القمة، ضاربة مثلا بأن الدور لا تكمن أهميته فى الكم ولكن فى الكيف والأهم قدرة الممثل على التحكم فى مفردات الشخصية وترجمتها بصدق ووعي.

العرب أنلاين في 14 ديسمبر 2006

 

أول عمل درامى تجريبى فى العالم

محسن زايد المفترى عليه

أشرف بيدس

العمل الفنى له قدسية لا يجب المساس بها، إلا من خلال قنواته الشرعية التى تتمثل فى صانعيه، فلا يحق اللصق أو القص أو التطويل أو المط أو التعديل أو إضافة أى شيء دون الرجوع إليهم، وأى محاولة فى هذا السياق تعتبر تشويها لمضمونه وتعديا مباشرا يستلزم ممن تعرضوا لهذا الافتراء اتخاذ ما يلزم من اجراءات لوقفه، هذا فى حالة اكتمال العمل، أما إذا كان العمل غير مكتمل، ولم تسعف الاقدار صاحبه من الانتهاء منه، فالأمر يبدو أكثر صعوبة خصوصا إذا علمنا أن الأفراد الوحيدين الذين يملكون حق الاعتراض هم ذاتهم من قاموا بالتطاول على العمل.

لكل عمل بناء درامى وخصوصية لا يستطيع أحد النفاذ إليها إلا من وضع لبنته الأولى، خصوصا إذا كان من تصدى له أحد هؤلاء المتميزين مثل السيناريست الكبير محسن زايد، والذى شهد له بالتفرد فى كل أعماله.

فكل مبدع يتميز بسمات خاصة ومختلفة عن الآخرين، وهذه السمات هى التى تميزه، والقفز عليها محاولة خاسرة لأنها تكشف الفوارق الرهيبة بين قدراتهم المتواضعة ومن يحاولون التهام نجاحاتهم واستغلال شهرتهم الكبيرة التى لم تتحقق إلا من خلال رصيد كبير ملئ بالنجاحات لم يأت بين يوم وليلة بل اكتسب عبر خبرات مهنية وحياتية وثقافية طويلة، وحتى إذا استدعت الظروف اللجوء إلى البعض لإكمال عمل ما غير مكتمل فلابد ان يتأتى ذلك بحسابات دقيقة حتى لا تكون نشاذاً على العمل الأصلى. وفى هذا الصدد يقول محسن زايد:

قانون حق المؤلف ينظمه العرف والتقاليد وأخلاقيات المهنة، السيناريو عبارة عن فيلم مكتوب على الورق، صورة زائد صوت، أشبه بالنوتة الموسيقية، المايسترو لا يعزفها لنفسه فيستدعى عازفين، يعرف للجمهور فتخرج الموسيقى من الورقة الصماء إلى آذان الناس المستمعين، هل من حق المايسترو تعديل النوتة أو حذف جزء بالطبع لا يليق ولا يجوز كما لا يجوز لكاتب الموسيقى أن يتناول عصا المايسترو ويقود لبعض الوقت.. لا يجروز.. لكل مهنة حدود وظيفية.

إن عرض مسلسل بنت بنوت بالشكل الذى عرض به من خلال قناة دبى الفضائية يمثل إساءة بالغة للراحل محسن زايد، ولتاريخه السينمائى والتليفزيونى الذى يشهد بنبوغ غير عادى.

لقد اصاب المسلسل المشاهدين بحالة من الاكتئاب والملل، والمدهش فى الأمر أن أول ثلاث حلقات استطاعت ان تجذب جمهورا كبيرا من المشاهدين؛ سرعان ما بدأ يخفت مع مرور باقى الحلقات؛ وأغلب الظن ان هذه الحلقات هى ما انجزه محس زايد بالفعل، أما فيما عدا ذلك فلا يمت له بصلة، وتم استغلال اسمه على التترات.

يحسب للمسلسل أنه أول عمل درامى تجريبى فى العالم، أحداث مبتورة غير مكتملة، وشخصيات تائهة تبحث عن فلك تدور فيه، ومشاهد بائسة يتيمة لا تمت بصلة للمضمون، أما فترات الصمت والتى كانت قاسما مشتركا فى جميع الحلقات مثلت لغزا لجميع المشاهدين الذين لم يستوعبوها ولم تكن مفسرة دراميا إلا إذا كان الغرض منها مط الأحداث التى لا تحدث وإضافة المزيد من علامات الغموض التى حفل بها العمل ومحاولة لبعث الملل والضجر للمشاهدين، والحق يقال فإن المسلسل نجح فى استفزازهم بشكل مثير وغير مسبوق، فكان طبيعيا أن ترى وسط الاحداث شخوصا تأتى وتختفى دون مبرر، أو وجود شخصيات لا تتفاعل معها الأحداث ولا هم يتفاعلون معها، واستدعاء موتى فى مشاهد كثيرة (كل مشاهد ماجدة الخطيب غير مفهومة) فمثلا:

حنتيرة يدخل إلى المخزن ليضع صندوق اعطاه له المعلم، فيفاجأ بوجود ام نوارة - التى ماتت ضمن أحداث المسلسل- تجلس على الكنبة وأمامها منضدة، فيصاب بالصرع والخوف، ثم فجأة تخرج نوارة من المطبخ حاملة وعاء به فتة تطلب من حنتيرة أن يشاركهم الطعام، ثم تقوم باستخراج قطعة لحم من فم أمها وتضعها فى فمه؛ وقد يفهم من ذلك إنه إيذانا بموت حنتيرة لكنه لا يموت ولا يدلل المشهد على أى أحداث بعد ذلك. ومشاهد أخرى كثيرة لا يستوعبها المكان وتحتاج فى حقيقة الأمر إلى مجلد لسردها.

أما الحوار فحدث ولا حرج، لقد ترك المخرج الممثلين - كل حسب قدراته - فى استعراض مواهبهم الارتجالية ولعلهم نجحوا فى ذلك، وأصبح الأمر أقرب إلى مقولة اللى يعرف يعمل حاجة يعملها فاختلط الحابل بالنابل، وبدا مستحيلا معرفة أين يسبح هذا المسلسل بعد أن فقد طوق النجاة وهو المصداقية.

والأمر لم يتوقف فقط عند سيناريو متهلهل غير متماسك، أو إدارة سيئة للعمل، إنما طال أيضا أداء الممثلين، فنرى حسن حسنى بكل سنوات خبرته عاجزا عن إقناع المشاهدين؛ وتفاوتت مشاهده بين الجدية الصارمة دون مبرر والهزل المبالغ فيه، أما مى عز الدين فى أولى بطولاتها فلا حول ولا قوة فقدت كثيرا من التوجيه والنصح وبدت كأنها تائهة تحاول الاجتهاد فى شخصية غير مكتملة وتبعث على السخرية، كذلك ريهام عبد الغفور التى لا ترفض أى عمل يعرض عليها، ولا تفكر فى مضمون ما تقدمه وكأن كل ما يشغلها هو التواجد فقط، انتهز أحمد سعيد عبد الغنى هذا المناخ الفوضوى ليفعل ما يحلو له من استظراف، وكأن العمل بلا مخرج. ثم ايهاب فهمى الذى قام بدور حنتيرة مازال المشاهدون حتى هذه اللحظة يسألون عن سر ضحكه المتواصل.

إن من يقرأ سيناريوهات محسن زايد يكتشف الدقة المتناهية لكل تفصيلة من تفاصيل العمل الفنى، ليس فقط من خلال جمل الحوار، وإنما بما يتعلق بالملامح الداخلية والخارجية للشخصيات، فقد كان يحرص على رصد كل شاردة أو واردة تحقق للشخصية بعدا نفسيا أو اجتماعيا، وكان أقدر الكتاب فى تعرية أبطاله من الداخل وكشف الصراعات والمتناقضات التى يعيشون معها. وكان أمينا فى نقل رؤية الآخرين، وفى هذا الصدد يقول عنه السيناريست والناقد الفنى رفيق الصبان لم يشأ محسن زايد أن يكون صورة مكررة لكتاب السيناريو الكبار الذين دخلوا بقوة الى قصر نجيب محفوظ السحرى، فقد اختار أن يكون لنفسه دون أن يخون مؤلفا أحبه واحترمه حتى النخاع. وهكذا جاءت سيناريوهاته التى كتبها عن أعمال لمحفوظ لتعبرعن نظرته الى الدنيا والقدر والسماء.

إن مسلسل بنت بنوت عمل غير مكتمل ولا ينتسب بأى حال من الأحوال للمبدع محسن زايد، نستدعى ما كتبه الناقد سامى السلامونى منذ أكثر من ثلاثين عاما أن أعماله نسيجا حيا متلاحما شديد التدفق والصدق لشرائح الأحياء الشعبية التى عشقها وكانت من أبرز من كتب عنها، لأنه عاشها والتصق بها ودخل فى نسيجها وعرف ناسها وغاص فى أعماقها.

والأمر لا يختلف كثيرا مع شهادة استاذه المخرج الكبير صلاح أبو سيف الذى قال عنه إنه شاب شديد التفتح ومثقف يحمل افكارا ويدافع عنها ويصطدم كثيرا من أجل ما يؤمن به، وعندما فكرت فى فيلم حمام الملاطيلى تحمست كثيرا لمحسن زايد ورغم أنه أول فيلم يكتبه كان عند حسن ظنى.

لاشك أن وضع اسم محسن زايد على تترات المسلسل أعطاه تصريحا بالمرور، لكنه ايضا كشف عن التشويه المتعمد لتاريخ الرجل التى تظل أعماله علامات بارزة فى تاريخ الدراما ففى السينما قدم: حمام الملاطيلى، السقا مات، إسكندرية ليه، قهوة المواردى، أيوب، قلب الليل، عندما يأتى المساء، المواطن مصرى، آخر أعماله السينمائية فرحان ملازن آدم، وزعماله التليفزيونية الحرافيش والثلاثية وأرض النفاق ولسه بحلم بيوم، الحاوى، بنات أفكارى، حديث الصباح والمساء.           

الأهالي المصرية في 12 ديسمبر 2006

 

وسط تطلعات إلى مزيد من شبابية السينما

"أوقات فراغ"... تجربة تواصل درامي جديد

القاهرة - الوسط  

أكد نقاد سينمائيون مصريون أن فيلم "أوقات فراغ"يعد أول فيلم شبابي يطرح مشكلات الجيل الحالي من منظور أبنائه لاستخدامه لغتهم ورؤيتهم ليعرض الضياع الذي يعايشونه.

وأشاروا إلى أن الفيلم يعرض مشكلات الشباب العربي المتعددة وعلى رأسها الفراغ العاطفي والاضطراب النفسي وغياب الثقافة وضعف الانتماء والإرادة.

واعتبروا أن الفيلم الذي أخرجه محمد مصطفى عن سيناريو عمر جمال، كسر حاجز الإنتاج السينمائي، إذ يجسد هذه المشكلات بجرأة غير مسبوقة، وخصوصاً أن كاتبي سيناريو الفيلم من طلبة الجامعة وجزء من شباب هذا المجتمع ، وجاءت تجربة هذا الفيلم لتوصل شكلاً درامياً جديداً إلى الساحة الدرامية العربية، وهذا بدوره ما حدا بجميع القائمين على جهاز السينما إلى الاهتمام به وشاركهم في ذلك كل المتهمين والمسئولين عن الشباب والباحثين عن حلول لمشكلات هذا القطاع الاجتماعي المهم، وخصوصاً الأفلام التي تقدمها السينما، لذلك فإن الأفلام التي تناقش مثل هذه القضايا تستلزم اتجاهاً خاصاً في الإنتاج يسعي وراء تجسيد هذه المشكلات للوقوف على حلول سوية لها، وأنه من المؤسف أن السينما العربية لاتزال حبيسة اتجاه الضحك للضحك.

ويرى بعض النقاد أن المتوقع خلال الفترة الراهنة عدم تكرار مثل هذه التجربة التي تناقش مشكلات الشباب بشكل جاد، وأنه عندما يتجه منتج سينمائي إلى عمل فيلم يكتبه طلبة جامعة، لا يعرفهم أحد، فإن ذلك يعبر بحق عن مغامرة غير محسوبة النتائج، وتزيد المغامرة عندما يكون هذا الفيلم يبحث عن حلول لمشكلات جادة كالبطالة والتدهور الأخلاقي والاختلاط بين الذكور والإناث، ولكن تأتي هذه التجربة بمثابة دعوة إلى إنتاج الأفلام الجادة التي تمس الكيان المجتمعي وللتخلص من نزعة السطحية الدرامية التي تغلب على الاتجاه الدرامي في هذه الآونة.

وهذا بدوره، دعا البعض إلى القول إن "السينما بدأت في تغيير جلدها، وأتاحت للشباب فرصة كبيرة للمشاركة في التعبير عن همومهم"، فالخريطة السينمائية تغلب عليها السمة الشبابية وربما يكون فيلم "عمارة يعقوبيان"، الذي شارك فيه عدد كبير من مخضرمي السينما المصرية تحت قيادة مخرج شاب وهو مروان حامد، معبراً بصدق عن هذه السمة الثابتة، ومثله فيلم "ضحك ولعب وجد وحب" لطارق التلمساني الذي هو تجربة تستحق المناقشة وخطوة مهمة تؤكد الاتجاه الجديد إلى منح الفرصة للشباب، لكي يعبروا بحرية جادة عن حياتهم على شاشة السينما.

الاستعانة بالشباب

ومن ناحية أخرى، تقول المونتيرة السينمائية دنيا فاروق: "إن الاختلاف أحد أهم سمات الحياة، فالجيل الجديد مختلف كثيراً عن الأجيال التي تسبقه، ولذلك لا مناص من الاستعانة بشباب هذا الجيل المختلف لكي يعبر عن المجتمع وما فيه من مشكلات وتحولات، فمن غيره يستطيع أن يقوم بهذا الدور؟ وكذلك على القائمين على السينما أن يوفروا الفرص المناسبة للشباب ليتقدموا بأفكارهم للتعرف إلى الطريقة التي يفكرون بها، ويتعرف الأهل إلى ما يدور بخلد أولادهم وليكونوا على استعداد دائم لمواجهة ما يعصف بالشباب من مشكلات، فالملاحظ أن فيلم (أوقات فراغ) ليس متحيزاً للدين كما يدعي البعض وليس ضد الدين في الوقت ذاته، بل استطاع هذا الفيلم بحق أن يصل إلى المستوي القياسي الفني والفكري في آن واحد» لأنه جعلنا نخرج ونفكر ونحاول الإجابة عن أسئلة كثيرة أثارها الفيلم في داخلنا".

وتضيف "أرفض ما يقوله البعض إن أفلام الشباب التي شهدتها السينما حديثاً نسخة واحدة تعيد نفسها بمعالجات متباينة، والواقع من وجهة نظري أن كل الأفلام التي تتناول مشكلات الشباب تعبر عن تنوع واختلاف بَيِّن، وخير دليل على ذلك أن تجربة طارق التلمساني (ضحك ولعب وجد وحب) تعد خير شاهد على تجسيد السير الذاتية على شاشات السينما، ومن ثم لا يمكن القول إن الهدف منه تجسيد مشكلات الشباب بقدر ما هو محاولة نقل واقع الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فترة الستينات من القرن الماضي، ثم جاء فيلم (أسرار البنات) ليناقش كل ما يحدث وراء الكواليس في عالم البنات، لكن فيلم (أوقات فراغ) حال فريدة لماله من جرأة غير مسبوقة في مناقشة قضايا الشباب عموماً".

"إحنا التلامذة"

ويذكر الباحث السينمائي مجدي عبدالرحمن أن بداية سينما الشباب تعود إلى نهاية العقد الخامس من القرن العشرين عندما أخرج المخرج الراحل عاطف سالم فيلم "إحنا التلامذة"، وذلك الفيلم كان جريئاً في حين جاء بمثابة دعوة إلى الانفتاح والتحرر من منظومة القيم والتقاليد العقيمة التي سيطرت على المجتمع المصري عقب قيام ثورة 23 حزيران العام 1952، ومن ثم كان هذا الفيلم صدمة هائلة للمجتمع وضربة في الصميم وصرخة من أجل أن يستيقظ المجتمع من أجل مستقبل الشباب، ويخلص من ذلك كله إلى أن السينما الآن تسعي جاهدة إلى تغيير جلدها، وذلك استجابة لرغبة الشباب العارمة في المشاركة الفعالة على صعيد صناعة السينما لتكون هذه الصناعة شبابية خالصة، ومن ثم تصبح منفذاً حراً يعبر عن آلام هذا الجيل الذي يعاني من بطالة واضطراب أخلاقي وثقافي.

الوسط البحرينية في 14 ديسمبر 2006

بدأ الإعلام هاوياً وتمّيز في عمله..

خالد الزجالي: رهبة الكاميرا والميكروفون تلازمني حتى اليوم

أعد المادة للنشر: زينات الدولاري  

الوقت - مسقط: عمره الإعلامي يفوق الـ 20 عاما بدأه كهاوٍ للإعلام كونه أحد المجالات التي تستهوي الأفراد، فالإعلام حسب وجهة نظره، ‘’مثله مثل هواية لعب كرة القدم، السباحة، الرسم والفن التشكيلي وإلى غيرها من المجالات التي تستهوي الفرد وتجعله يتعلق بها وتصبح في يوم من الأيام كالدم الذي يجري في العروق’’.

كانت تلك هوايته إلى أن أصبح اليوم إعلاميا بارزا وبالتحديد في مجال الإذاعة في سلطنة عمان الشقيقة، وعلى رغم ظهور الكثير من المجالات والتخصصات في تلك الفترة إلى أنه لم يكترث لها، فقد كانت عنده الرغبة الملحة أن يقتحم مجال الإعلام.

‘’الوقت’’ التقت المذيع في تلفزيون سلطنة عمان خالد الزجالي لتتعرف على أهم المحطات التي مر بها أثناء مسيرته الإعلامية الحافلة.

·         متى ارتبطت تحديدا بمجال الإعلام بشكل عام ومجال الإذاعة بشكل خاص؟

- ارتبطت بالإذاعة تحديدا من خلال مشاركتي في الإذاعة المدرسية، فقد كانت تلك البداية والفاصل بالنسبة لي، فما إن وقعت عيني على (الميكروفون) في الإذاعة المدرسية أحسست أن هذا هو مستقبلي وهذا هو عملي ومصير حياتي.

·         ما الذي أعجبك في (الميكروفون) وما هي الأحساسيس التي راودتك في أول مرة من الوقوف أمامه؟

- شيء غريب أن يصل صوتك إلى عدد من الطلبة في طابور الصباح، فالكل يعرفك ويتودد لك ويصغي لحديثك، فترى زملاءك يتقربون منك، ويمكنك القول بعدها إنك قد أصبحت نجما على نطاق المدرسة ويشار لك بالبنان، ومن هنا بدأت رغبتي في اقتحام مجال الإعلام تكبر وعزيمتي تزداد شدة.

قلت في نفسي: إن كنت مشهورا على نطاق المدرسة، فإنني أستطيع أن أكون في يوم من الأيام مشهورا على نطاق البلد بأكمله، ولكن بعد ذلك أصبح هاجسي رسالة صادقة وهي أعلى واسمى من الشهرة وهي رسالة الإعلام وهم المجتمع من خلال البرامج التي تبث من خلال الراديو أو شاشة التلفاز.

·         كيف كانت البداية الفعلية في مجال الإذاعة؟

- في المرحلة الثانوية وبالتحديد في الصف الأول ثانوي دخلت مبنى الإذاعة من خلال المشاركة في تقديم برنامج كانت تعده وزارة التربية والتعليم من تقديم طلاب المدارس، وقد اخترت من قبل المدرسة لأن أشارك في هذا البرنامج وقد استطعت اجتياز الامتحان الذي أعد من قبل الإدارة، وقد تم اختياري من قبل الإدارة وكان ذلك حلماً راودني سنوات طويلة، وهو أن أصافح أحد موظفي الإذاعة وأن أكون أحد زملائهم في مجال الإعلام، فقد كانت ذلك البرنامج النافذة حيث فتح لي أبواباً كثيرة بعد الثانوية العامة.

·         ماذا عن حياتك الجامعية؟

- هناك مفارقات جميلة حصلت لي منذ السنة الأولى من الجامعة، فعندما ذهبت للدارسة الجامعية لم استطع التأقلم مع التخصص والجو المسيطر على الجامعة، فتركت الجامعة وذهبت للعمل في وزارة التربية والتعليم لأقل من عام.

·         هذا يعني أن مجال تخصصك في الجامعة لم يكن ‘’الإعلام’’؟

- كلا، فقد كنت أدرس تخصص ‘’الآداب’’ في جامعة مصر، وقد كان نظام الجامعة أن أدرس تخصص الآداب بصورة شاملة وهذا ما جعلني أتردد في مواصلة دراسة التخصص فلم يكن الوضع كما تصورته.

·         لذلك حصلت على اللغة والآداب الضرورية لمجال الإعلام؟

- نعم، فبعد سنوات من عملي في الإذاعة والإعلام واصلت الدراسة في جامعة الإسكندرية، ومن هنا بدأت العمل في مجال الإذاعة والتلفزيون، ولكن لكثرة البرامج والمشاغل أحببت أن أتفرغ للتلفزيون، ولكن تجدني في كل دورة برامجية إذاعية أشارك في برنامج إذاعي.

·         بين الإذاعة والتلفزيون، متى دخلت في مجال البرامج المباشرة؟

- منذ البداية، شاركت في مجال التلفزيون في تقديم برنامج على الهواء اسمه ‘’برنامج اللقاء المفتوح’’ مدته الزمنية ساعاتان تقريبا، فقد كنت من ضمن فريق البرنامج الذي يشارك في الإذاعة مع ولادة أول برنامج صباحي في إذاعة السلطنة ‘’صباح الخير يا بلادي’’ لمدة ساعة ونصف والآن عمره يتجاوز الـ 19 عاما.

·         ماذا عن رهبة الكاميرا والميكروفون؟

- كنت أشعر برهبة وحتى الآن من الاثنين سواء الكاميرا أو الميكروفون، فالأثنان لهما رهبة ورجفة خاصة، وحتى اليوم قد تجاوز عمري الإذاعي الـ 22 عاما، ولا أزال أعاني من ذلك، فإذا غبت عن الشاشة لإجازتي الاعتيادية أشهر بالرهبة في الدقائق الأولى وتشعر وكأنك لأول مرة تكون في البث المباشر، ولازالت تلازمني تلك الرهبة مع كل برنامج مباشر، وتلك الرهبة تكمن في احساسك باحترامك للمشاهدين والمستمعين وللمحطة التلفزيونية أو الإذاعية التي تبث برنامجك، فمتى ما أحسست برهبة الكاميرا أحسست باحترام أكبر للمتلقي والمستمع والمشاهد.

·         هل تخوفت من التساؤلات الغريبة التي قد تطرح من ضيوفك وخصوصا في البرامج المباشرة؟

- في البدايات، نعم كنت أخشى التساؤلات والمفاجآت من الضيوف ولكن مع مرور السنوات تلاشت هذه الرهبة، فالمذيع المتمكن يستطيع أن يسيطر على الأجواء من دون أن يشعر المشاهد أو المستمع.

·         من يخشى الآخر بنظرك، الضيف أم المذيع؟

- في نظري الاثنان معا، والدقائق الأولى من المقابلة توضح ذلك، فالطرفان يستفز كل منهما الآخر وهي عبارة عن مدرسة من المدارس في مجال الإعلام لأخذ المعلومة، ففي النهاية المذيع والضيف في مصلحة المشاهد.

·         كيف تنزع الرهبة من قلوب ضيوفك؟

- مع كل ضيف تكون هناك جلسة تنزع الرهبة والربكة عن الضيف، كأن تصافحه وتجلس معه جلسة ودية تطمأنه على أوضاع اللقاء أو الجلسة، وبعد ذلك يأتي الضيف وهو طبيعي ومسترخٍ أثناء ظهوره على الهواء.

·         هل يكون هناك اتفاق مسبق مع الضيف على الأسئلة التي ستطرح في اللقاء؟

- لا، ولا أحبذ ذلك الأسلوب أبدا، فقط يكون الاتفاق على الخطوط العريضة، فالمذيع يجب أن يفاجأ نفسه ويفاجأ الضيف في اللقاء.

·         هل يتقبل ضيفك تلك الطريقة؟

- البعض يتحفظ والبعض يقبل، ولكن ذلك أحد مستلزمات العمل في مقابل إيصال معلومة صحيحة للجمهور.

·     هناك زميل صحافي من جمهورية السودان تفاجأ بالحضارة والسياحة في سلطنة عمان للوهلة الأولى التي رأى فيها السلطنة فلم يتوقع أن تكون بهذه الصورة حيث لم تتوفر له الصورة الواضحة والتي تعكس السلطنة من خلال وسائل الإعلام أو غيرها، فهل تعتبر هذا المشهد يعكس القصور في وسائل الإعلام في إعطاء صورة جلية للمشاهدين أو المستمعين؟ ومن يتحمل مسؤولية ذلك؟ المشاهد أو الجهات الإعلامية؟

- الجهتان تتحملان المسؤولية، وهذا ليس دفاعا عن التلفزيون لأني أعمل به، ولكن أتوقع أن رسالتنا تصل للمشاهد من خلال شاشة التلفاز، فعندما يتلقى الإنسان معلومة عن البلاد التي ينشدها من محطة أخرى غير المحطة المحلية يكون لها وقع في النفس أكثر وذلك ينطبق على المعلومات التي يحصل عليها المتلقي في الصحف.

·         ماذا عن الصف الثاني من الإعلاميين؟

- تشهد السلطنة نموا في جميع المجالات، والإعلام كغيره من المجالات حيث إن هناك أجيالا متلاحقة، فالجيل الذي سبقني استلم المجال من الأجيال السابقة والجيل اللاحق سيستلم المجال مني ومن إخواني الإعلاميين وهذا تحول طبيعي.

·         نأتي إلى التحول المخطط له، هل هناك خطة واضحة في خلق صف ثانٍ ليتسلم العمل؟

- في الحقيقة نعم، وهذا ما تسعى إليه الوزارة، خلق دماء جديدة في مختلف المجالات الفنية ومن ضمنها مجال الإذاعة، وأريد أن أتحدث هنا عن الإذاعة كمهنة، المذيع يختلف عن الموظف الآخر، فالموظف الآخر يستطيع أن يتقدم للوظيفة من خلال إعلان منشور في صحيفة وتستطيع أن تختار الأفضل منهم ولكن الإذاعة لا تكون مهنة بقدر أن تكون هواية ورغبة وشيء يسري في الدم.

·         هل قمت بتبني أحد المذيعين من الجيل الجديد؟

- لم أتبنَّ مذيعاً بقصد التبني، ولكن إن رأيت شخصاً عنده الرغبة الصادقة أقف بجانبه وأسانده إلى أن يستطيع النهوض بنفسه، وهناك أكثر من اسم دفعت بهم إلى الأمام مثل المذيعة شيماء الحمادي، ولكن هناك ملاحظة على جيل اليوم بأنه جيل لا يرغب بالتواصل مع الجيل القديم بل يعتبره جيلاً ‘’أكل الدهر عليه وشرب’’.

الوقت البحرينية في 15 ديسمبر 2006

 

تجربة تستحق الاحتفاء

أول فيلم سينمائي من إنتاج دولة عمان

تقريرــ زينب هاشم 

سنوات كثيرة والسينما الخليجية تحاول أن تضع لبناتها‏,‏ تجارب قليلة هي بمثابة الخطوات المتباعدة بدأها المخرج الكويتي خالد الصديق وحاليا تشهد عمان أولي تجاربها وكذلك الإمارات والبحرين والسعودية بمهرجان القاهرة في دورته الثلاثين تحتفي بهذه السينما الوليدة سينما عمانية إلي غياب التمويل إلا أن المخرج د‏.‏ خالد عبدالرحيم الزدجاني نجح بالتعاون مع مدير إنتاج الفيلم طالب محمد سالم البالوشي في التغلب علي تلك وغيرها من الصعوبات‏,‏ والفيلم يحمل اسم البوم بطولة صالح زال وسعود الدارمكي وسالم بهوان وأمينة عبدالرسول الفيلم كان محور اهتمام لفيف من الجمهور والنقاد وهو ما تجلي بوضوح في الندوة التي أعقبت عرضه للمرة الأولي في فعاليات المهرجان و التي ألقت الضوء علي مرحلة المخاض لهذا العمل الفني‏.‏

عرض الفيلم في أوائل أيام المهرجان في دار الأوبرا المصرية وحضره أغلب العاملين فيه وهم د‏.خالد عبدالرحيم الزدجاني مخرجه وبطلته أمينة عبد الرسول ومدير إنتاجه طالب محمد سالم البالوشي والذي شارك أيضا في بطولة العمل‏.‏

وتحدث مخرجه قائلا‏:‏ إن أحداث فيلم البوم تدور في مدينة البوم علي سواحل عمان حيث كان أهالي عمان يمتهنون مهنة صيد الأسماك ويعتبرونها مصدر الرزق الأساسي بالنسبة لهم وفجأة تركوا صيد الأسماك علي اعتبار أنه غير مجد اقتصاديا ليهاجروا بعد ذلك للعاصمة‏,‏ هذا تقريبا ما تدور حوله أحداث الفيلم وهو العمل الذي قدمناه بعدما تغلبنا علي مشكلات وعقبات كثيرة وأنا عن نفسي من قبل حاولت تقديم أعمال سينمائية ولكن مشكلة التمويل كانت تقف دائما أمام استكمال هذه الأعمال وحتي هذا الفيلم قدمت منه نسخا كثيرة وهذه النسخة هي الثالثة لهذا العمل وكنت مصرا تماما علي أن يظهر العمل بمستوي جيد بنفس مستوي الأفلام الأمريكية فعندما قدمنا النسخة الأولي كانت جماهيرية وتضمنت بعض الكوميديا ومشاهد الطرائف وبعد عرضه للجمهور وجدنا تفاعلا من الجمهور‏,‏ ثم قررنا تقديم نسخة أخري للنقاد ثم أعددنا النسخة الثالثة المعروضة حاليا‏.‏

أما بطلة الفيلم أمينة عبدالرسول فتؤكد علي سعادتها بإنجاز العمل بمبادرة د‏.‏ خالد عبدالرحيم لتقديم عمل سينمائي يمثل دولة عمان لأننا نعاني معاناة كبيرة في عمان فيما يتعلق بالنهضة الفنية ودائما هناك صعوبات كثيرة جدا ليظهر الفيلم ويكفي غياب التمويل وأيضا صعوبة مشاركة السيدات في العمل السينمائي والفني بشكل عام‏,‏ وإن كانت المرأة في الفترة الأخيرة لها دور جيد في المجتمع في كل فروعه السياسية والاجتماعية فهي الآن لها دور فعال في المجتمع وأري أن الفن لا يقل أهمية عن باقي فروع الحياة السياسية والاجتماعية الأخري ولكن للأسف أتت مشاركتنا في الفن والسينما متأخرة جدا‏,‏ لدرجة أن عددنا أربع فنانات فقط المشاركات في العمل السينمائي علي الساحة العمانية‏.‏

وفي هذا العمل واجهنا مشكلات كبيرة حتي يظهر للنور وكانت وزارة الثقافة العمانية تشارك في إنتاج الفيلم بدعمها بالإضافة إلي أن كثيرا من أهالي عمان الذين ظهروا في الفيلم شاركوا بقواربهم وبيوتهم وبجهودهم أيضا‏,‏ وشاركتنا أيضا في ذلك جمعية نجوم سلطنة عمان وهي المؤسسة للمسرح في عمان‏.‏والجدير بالذكر أنه في هذا العمل لم تقف المرأة خلف الكواليس بل كانت في المقدمة في صنع هذا الفيلم‏,‏ حيث إنها في الفترة الأخيرة أصبح لهما دور كبير في مجلس الشوري وهناك تمثيل للسيدات في المواقف السياسية الأخري وهناك أربع وزيرات يشاركن في مجلس الدولة والشوري‏.‏

الأهرام العربي في 9 ديسمبر 2006

 

سينماتك

 

الحياة لعبة قص ولزق

هبة عبد المجيد

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك