تعد الدورة الثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي- الذى انتهى قبل أيام -واحدة من أبرز وأقوى الدورات التى شهدتها العقود السابقة باستثناء بعض الأخطاء التى حدثت فى عدد من الندوات، تحديدا ندوة الممثل الأمريكى دانى جلوفر بسبب ضعف الترجمة بالإضافة لتأخير بعض الندوات عن موعدها، كما حدث فى حفل تكريم النجوم العرب الذين وصلوا للعالمية، فضلا عن بعض المشادات التى حدثت بين مصورى الصحف ومنظمى المهرجان بصورة ليست لائقة، وغيرها من التفاصيل التى دوما ما تصاحب التظاهرات الكبيرة، والتى نأمل ألا تتكرر فى الدورات القادمة. بعيدا عن ذلك حظى المهرجان بإشادة الجميع نقادا وسينمائيين وصحفيين، وجاء بصورة مشرفة بداية من تصميم حفلى الافتتاح والختام على هذا النحو الرفيع للمخرج المتميز خالد جلال والأفلام المختارة بعناية من مختلف القارات مرورا بتواجد الكثير من نجوم العالم الذين شاركوا فى فعاليات وأنشطة المهرجان المتنوعة خاصة الممثل الأمريكى دانى جلوفر والمطرب الفرنسى الشهير شارل ازنافور والنجمة الأمريكية مياماستر، بالإضافة لكوكبة من صناع السينما العالميين. لغة سينمائية عكست معظم الأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية المنظور الاجتماعى والسياسى والثقافى داخل بلادها، وجاء القاسم المشترك الذى جمع بين مختلف الأفلام هو الفقر والحرمان والمعاناة والفوضى والعبث والبحث والأمل. حيث جاء الفيلم الصينى الذى حصد معظم جوائز المهرجان للمخرج زانج جياروى ليلقى الضوء عبر لغة سينمائية رفيعة المستوى على نصف القرن الأخير فى حياة المجتمع الصينى، وما طرأ من تغيرات جوهرية. الحياة والحب أما الفيلم المجرى اليوم الثامن فى الأسبوع الحاصل على جائزة أفضل سيناريو فقد جاء أقرب إلى مقطوعة سيمفونية حزينة تكشف عن مجتمع يعيش حالة من السلام والهدوء لكنه يضطر لمواجهة عدو يريد أن يقتلعه من جذوره من خلال امرأة مسنة تعيش حياة هادئة وحالمة فى منزلها العريق فهى مدرسة باليه تعشق الرقص والموسيقى والحياة، لكنها تتعرض لمؤامرة تفقد على أثرها كل ما تمتلك وتجد نفسها وسط حفنة من المشردين تعيش حياة بائسة. السرعة والسهو فى حين جاء الفيلم الأرجنتينى السرعة تنتج السهو للمخرج مارسيلو سكابيسز مليئا بالتداخل بين الواقع والخيال فى قالب سينمائى مدهش من خلال الشاب أولمو الذى يعيش مع والده فى عزلة عن العالم الخارجى، تتطور الأحداث عندما يلتقى بكارمن الاسبانية فيقرر الرحيل معها بحثا عن أمه وأحلامه الضائعة، لكنه يفاجأ بألوان متنوعة للعلاقات الإنسانية بكل تعقيداتها وتشابكها. الروح والجسد جاء الفيلم السريلانكى ستكار ليناقش بحساسية ونعومة العلاقة بين الدين والجنس من خلال كاهن بوذى شاب يقوم بترميم لوحات أحد المعابد، لكنه يلتقى بفتاة شابة، وهنا يبدأ الصدام بين العالم الروحانى الداخلى للراهب، وبين رغباته الحسية الدفينة، نال الفيلم جائزة لجنة التحكيم الخاصة، مقدمة للمخرج لأنه امتلك درجة رفيعة من الإبداع السينمائى. محاربة القرصنة الندوة التى عقدت على هامش المهرجان حول محاربة قرصنة الأفلام، شارك فيها العديد من المؤسسات التى تهتم بحماية حقوق الملكية الفكرية خاصة أنها واحدة من الأعمدة الاقتصادية والديمقراطية التى تحاول الدول تأسيسها من خلال البرامج الإصلاحية، فى ظل تزايد ظاهرة قرصنة الأفلام، تحديدا بعد انتشار القرصنة الديجيتال، الأمر الذى يؤدى لتعرض صناعة السينما للخسارة. وذهب البعض لضرورة اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية لمحاربة القرصنة وتجريمها دوليا، ومن بين هذه الإجراءات: اتخاذ مواقف صارمة من الذين يقومون بالقرصنة من خلال الإنترنت، والتعاون مع منفذى القانون فى جميع بلدان العالم حتى يتم اقتلاع جذور القرصنة فى الأفلام، بالإضافة لتشجيع التكنولوجيا الحديثة على ابتكار وسائل تمكننا من وضع الأفلام على الإنترنت، ذلك فى ضوء المعاهدات الدولية بداية من معاهدة برن عام 1886 وحتى المعاهدات الدولية التى صدرت عام 1996، والتى منحت الفنانين الحق فى حماية حقوقهم الفكرية فى جميع القوانين المدنية والجنائية. سينما أمريكا اللاتينية حول سينما أمريكا اللاتينية - ضيف شرف المهرجان- التى شاركت ب 12 فيلما من بينها 6 أفلام داخل المسابقة الرسمية عقد المهرجان ندوة تناولت أبرز السمات للسينما اللاتينية وكيفية مواجهة الأفلام الهوليودية وأفضل السبل لتوزيع الفيلم اللاتينى. أكد المخرج البرازيلى سيجيو ريزنر، أن هناك سيطرة كبيرة لهوليود على السوق المحلى اللاتينى، مشيرا إلى أن فيلمه زوز وأنجل استطاع أن يحتل المركز الثانى وحصل على أفضل نسبة مشاهدة وحقق نجاحا كبيرا فى البرازيل لكن المشكلة فى نظرة تعود إلى أن أفلام أمريكا اللاتينية لا تصل إلى البرازيل!! وأشار الحضور لأهمية توزيع الفيلم اللاتينى فى الدول العربية. وحول المدارس السينمائية فى المكسيك أشار المخرج المكسيكى ريمون سيرفانتس إلى أن هناك مدرستين لتدريب وتنمية المهارات السينمائية بالمكسيك تنمية للاتجاه التقليدى، ولكن فى ظل المتغيرات العالمية والانفتاح الثقافى العالمى بدأت اتجاهات مختلفة تظهر على الساحة السينمائية. تحية تحية تقدير للدور الخلاق الذى لعبته الرأسمالية الوطنية فى دعم المهرجان تحديدا رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس راعى المهرجان الذى ساهم فى أن يأتى المهرجان على هذا النحو المشرف، تحية أخرى للفنان القدير عمر الشريف الرئيس الشرفى للمهرجان وأخيرا تحية لسينما جود نيوز وللعاملين بها. الأهالي المصرية في 12 ديسمبر 2006
مخرجة سورية تثير جدلا في مهرجان القاهرة السينمائي فيلم كندي لمخرجة سورية يثير جدلا في مهرجان القاهرة السينمائي من القاهرة سعد القرش (رويترز): بعد 16 فيلما قصيرا يأتي أول فيلم روائي طويل للمخرجة السورية المقيمة في كندا ربا ندى مثيرا للجدل حتى أن بعض المشاهدين اعترضوا عليه صمتا بالخروج قبل نهاية عرضه مساء يوم الجمعة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. في حين آثر بعض الذين شاهدوه حتى النهاية أن يصفوه بأنه "لعب بالاسلام" لكن اخرين اعتبروه عملا مهما في سياق فهم الاخر والتواصل معه. ويتناول فيلم (صباح) الذي حمل اسم بطلته التي بلغت الاربعين ما اعتبره كثيرون ازدواجية في المعايير وخلطا بين الدين والعادات حيث يرعى ماجد وهو من عائلة سورية تقيم في تورنتو بكندا أمه وشقيقتيه ماديا ويفرض على أختيه زيا صارما لا يلزم زوجته غير العربية به. ويتحكم ماجد في اختيارات أختيه اللتين تعيشان في شبه عزلة عن المجتمع بل يختار أحد الشبان العرب زوجا لاخته الصغرى شهيرة التي قامت بدورها فاديا ندى شقيقة مخرجة الفيلم. وتتحايل الاخت الصغرى لرفض اختيار أخيها وتبذل محاولات حتى يكرهها الشاب المرشح زوجا لها ورغم ذلك يصر أخوها على أن يرشح لها اخر متجاهلا كلامها عن حريتها في اختيار شريك الحياة. ويتسبب ماجد من غير قصد في أن تعيد صباح اكتشاف نفسها بالحنين الى السباحة حين يهديها صورة قديمة لها مع والدها الراحل على شاطئ البحر المتوسط فتقرر التسلل الى المسبح العام بالمدينة وهي تحضر دواء لامها من الصيدلية. في المرة الثانية تقابل صباح التي يقتصر دورها على رعاية أمها شابا كنديا اسمه ستيفن وهو شاب يعمل نجارا ويتبالان حوارات تقول فيها إنها مسلمة وعليها أن ترتدي غطاء للرأس وألا تأكل لحم الخنزير. ولا يبالي ستيفن بالامر لانه غير متدين ويكتم سؤالا عن تناقضها حيث تكشف ذراعيها وساقيها في حين تحرص على تغطية رأسها قائلة "الشعر مثير" وتؤكد له استحالة استمرار علاقتهما لأن الأسرة المسلمة ذات الأصل السوري لن تتقبل أجنبيا بينها. وفي إحدى زياراتها له تكتشف أنه بدأ يقرأ عن الاسلام. وتقرر صباح في إحدى المرات أن تتخلى عما تعتبره ازدواجية وتقيم معه علاقة وتغيب في تلك الليلة عن بيت الاسرة لأول مرة وحين تعود في اليوم التالي يعقد لها ما يشبه المحاكمة فترحل إلى ستيفن. ويعلن ماجد أنها لم تعد تنتمي إلى العائلة "لن أقبل أختي في هذه العائلة" ويقول لامه التي تبدو أكثر تفتحا "كان علينا أن نتمسك بحضارتنا... ألحقت (صباح) العار بالعائلة. هي ميتة بالنسبة لي. نحن متدينون وعرب." وينتهي الفيلم بنوع من المصالحة بين "الآخر" الكندي والعائلة السورية حيث يدور حوار بين صباح وأخيها وتكتشف أن من بين أسباب تشدده ضائقة مالية وتقول انها تستطيع أن تؤدي دورا أكبر من مجرد خدمة أمها فيتفقان على التعاون معا في حين كانت أمهما في جلسة اختبار لستيفن تنتهي باعجابها بذكائه ووسامته وعينيه الخضرواين. وفي ندوة عقب الفيلم سأل أحد الحضور وهو ينصرف غاضبا مخرجة الفيلم "كيف تكون مسلمة وتخرج فيلما في حقيقته لعب بالاسلام" في حين رأى اخرون أن الاسلام ليس مجرد غطاء للرأس وكان بامكان المخرجة وهي كاتبة قصة الفيلم أن تجعل البطلة غير محجبة كما هو شأن بعض المسلمين في كندا والعالم الاسلامي. وأوضحت المخرجة أن في كندا متدينين وغير متدينين من كل الاديان وأن الفيلم الذي أنتجه المصري المهاجر الى كندا اتوم ايجويان حقق نجاحا جماهيريا هناك اذ استمر عرضه 16 أسبوعا. وقالت الناقدة المصرية سهام عبد السلام ان الفيلم "جميل لانه يعبر هموم حقيقية لبشر حقيقيين وليسوا في الخيال. كان قرار صباح ايجابيا على الاسرة." في حين رأت الناقدة المصرية فريدة مرعي أن في الفيلم "سخرية من الحضارة العربية التي تبدو متناقضة وغامضة. كنت أتوقع توازنا لكن المخرجة جعلت الجانب الاسلامي يقدم تنازلات كثيرة مقابل (تقديم) تنازلات قليلة من الجانب الكندي. كل ما فعله الاخر هو أن يغير دينه." ويعرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية للمهرجان ضمن برنامج (سينما العرب). وتختتم الدورة الثلاثون للمهرجان الجمعة القادم باعلان الجوائز حيث يتنافس في مسابقته الرسمية 18 فيلما من 15 دولة هي الارجنتين والبرازيل وكندا وجمهورية التشيك وفرنسا والمجر والهند وايران وايطاليا واسبانيا وسريلانكا وسويسرا والصين والمكسيك ومصر وهي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في المسابقة الرسمية. بريد قسم السينما في أيلاف: cinema@elaph.com إيلاف في 2 ديسمبر 2006 |
بين التقشّف وسوء التّنظيم هل يلفظ مهرجان القاهرة السينمائي أنفاسه الأخيرة؟ إيمان إبراهيم من القاهرة: من يدير فعلاً مهرجان القاهرة السينمائي الدّولي؟ سؤال جدير بالطرح بعد تناوب كل من الفنّانين حسين فهمي، شريف الشّوباشي وعزت أبو عوف على رئاسته خلال السنوات الست الماضية، تغيّرت الأسماء لكنّ الأخطاء التنظيميّة بقيت هي هي، أخطاء أقل ما يمكن أن يقال عنها أنّها تكتب بداية النهاية لمهرجان سينمائي عريق، شهد هذا العام أسوأ دوراته، بدءً من اختيار الأفلام المشاركة في مسابقة المهرجان الرسميّة، وصولاً إلى انعدام التّواصل بين لجنة المهرجان وضيوفه، فضلاً عن تضارب مواعيد العرض وغياب أجندة محدّدة للعروض والندوات. ثلاثة أشهر مضت على تسلّم الفنّان عزّت أبو عوف رئاسة المهرجان لم تكن كافية إلا لتنظيم حفل افتتاح مبهر، بشّر بدورة ناجحة، لكنّ الآمال ما لبثت أن تلاشت مع انطلاق فعاليات المهرجان، الذي فقد التّواصل الحقيقي مع الإعلام، حيث بدا أبو عوف غائباً إلا عن حفلي الافتتاح والختام، ما أثار استياء ضيوف المهرجان من نقّاد وسينمائيين عرب وأجانب، فضلاً عن الصّحافة التي بدّت مهمّشة ومغيّبة، ولم يكن في سهو أبو عوف عن شكر الصّحافة من ضمن قائمة حرص على تقديم الشكر لها في حفل الختام، إلا دليلاً على إيمان المهرجان أنّ الإعلام لم يقدّم لمهرجان القاهرة سوى انتقادات لا تجدي نفعاً طالما أنّ الإدارة سعيدة بأخطائها، راضية بثغرات مهرجانها. ثلاثون عاماً بثلاثين دورة، لكنّ التنظيم لا يعدو كونه أكثر من تنظيم هواة، على الرغم من الدّعم المالي الكبير الذي قدّمه السيّد نجيب ساويريوس لإدارة المهرجان. تضارب المواعيد: منذ اليوم الأوّل لانطلاق فعاليّات المهرجان، بدا التضارب في مواعيد عروض الأفلام والنّدوات، خصوصاً الأفلام المشاركة في المسابقة الرّسميّة للمهرجان، حيث لم يتمكّن الصّحافيون وضيوف المهرجان من الإحاطة بكافّة تفاصيله، وكانت الندوات تقام تزامناً مع عرض أفلام أخرى، إذ توزّعت العروض بين فندق "غراند حياة" مكان إقامة الضيف و"دار الأوبرا"، في مسرحين صغيرين بالكاد يتّسعان للضيوف الراغبين بالحضور، وسبب التشتت في أماكن العرض ضياعاً بالنسبة للضيوف العرب والأجانب، مع صعوبة الانتقال بين المكانين بسبب الزحمة الشديدة التي شهدتها شوارع القاهرة في الأيام الماضية، فضلاً عن تقاعس إدارة المهرجان في كثير من الأحيان في تأمين المواصلات أو تأمينها متأخرة ليصل الضيوف في منتصف العرض. كما غابت الحرفيّة في إدارة النّدوات الخاصّة بالأفلام المعروضة، حيث غاب معظم نجوم الأفلام وصنّاعها عن النّدوات، ليشارك فيها هواة أو ممثلين بالكاد أحاطوا بجوانب الفيلم، فضلاً عن إلغاء ندوات في اللحظات الأخيرة بسبب عدم الحضور الضيوف، أو استبدالها بأخرى من دون إعلام الصحافيين، وما انطبق على تنظيم الندوات انطبق أيضاً على الأفلام التي كانت تشهد تغييراً في المواعيد في اللحظات الأخيرة. تكريم بغياب المكرمين: على الرغم من إعلان لجنة المهرجان عن تكريم السينما اللاتينية، وتكريم نجوم السينما اللبنانية المقاومة، حضر النجوم المكرمين وغاب مسؤولو المهرجان ما سبّب حالة إرباك لدى الفنانين وصل إلى حد الغضب من التعامل معهم بهذه الخفة والاستهانة، ما دفع بالفنانة جوليا قصار إلى الغضب والتساؤل عن سبب دعوتها إلى مهرجان لتكريمها وسط غياب اللجنة المنظمة والمسؤولين عن المهرجان. والأطرف ما حصل مع نجوم السينما اللاتينية الذين تأخروا عن حفل تكريمهم بسبب انشغالهم بالتسوّق، وتأخر بعضهم بسبب زحمة السير الخانقة، وما أنّ تمّ الإعلان عن إلغاء الندوة المخصصة بالتكريم حتى أطل النجوم اللاتينيون من الباب. أخطاء في الترجمة: لم تقتصر أخطاء الترجمة على الأفلام فحسب، حيث كان يتغيّر المعنى كلياً بسبب هفوات كان من السهل تلافيها، بل تعدّاها إلى الندوات الصحفيّة، حيث برز غياب كلّي للمرتجمين الرسميين، كما حدث في ندوة النجم العالمي داني غلوفر، حيث تولت مديرة الندوة الناقدة خيرية البشلاوي عمليّة الترجمة، لكنها أخفقت فحاول رئيس المهرجان الذي كان يجلس إلى المنصة مساعدتها، غير أنّه لم يكن بأبرع منها فاستعان بشقيقته وببعض الحضور، لتتحوّل الندوة إلى مهزلة حقيقيّة لا تليق بالمهرجان العريق. غياب المركز الإعلامي: على الرغم من دعوة عدد كبير من وسائل الإعلام العربيّة والأجنبيّة لتغطية فعاليات المهرجان، برز شرخ كبير بين للجنة المهرجان والجسم الإعلامي برزت في انعدام كلّي للتواصل، على الرغم من افتتاح مركز يهتم بإصدار نشرات يوميّة وتنظيم المواعيد بين الصحافة وضيوف المهرجان، حيث برز تخبّط واضح في صلاحيات أعضاء اللجنة، مع تقاعس عن أداء المهمّات المطلوبة منهم، بدءً من إحجام المسؤولين عن إيصال دعوات حفل توزيع الجوائز، إلى الصحافيين الذين حضروا من بلدان مختلفة لتغطية الحفل، ما دعا بالمسؤولين عن المهرجان إلى احتواء غضب الصحافيين حيث حرصوا على اصطحابهم إلى دار الأوبرا ليفاجأوا هناك بمنعهم من الدخول من دون بطاقات. كما تقاعس المهرجان عن تأمين أبسط مستلزمات العمل الصحفي، باستثناء مركز إعلامي صغير في دار الأوبرا، بدلاً عن تأمين المركز في مكان إقامة الصحافيين، كما برز نقص فاضح في النشرات اليوميّة التي كان يوزعها المركز على الإعلاميين، حيث كانت النشرات تنفذ قبل أن يتمكن الجميع من الحصول عليها، ما ادى إلى غياب الصحف عن المتابعة اليومية لنشاطات المهرجان، علماً أنّ معظم الصحافيين حضروا في الأيام الأربعة التي سبقت حفل الختام، وفوجئوا بنفاذ المنشورات الخاصّة بنشاطات المهرجان والتي كانت توزّع عادةً في السنوات الماضية. وتكلّلت الأخطاء القاتلة في حفل الختام، ففضلاً عن إحجام المركز عن تزويد الصحافيين ببطاقات حضور لحفل الختام، أثار استقدام نجوم مبتدئين لتوزيع جوائز المهرجان مثل الممثلات داليا البحيري، منة شلبي وهند صبري، والمخرج الشاب مروان حامد استياء النقاد، الذين اعتبروا أنّ المهرجان بدأ يفقد الكثير من مصداقيّته. لم يكن غياب وزير الثقافة المصري السيد فاروق حسني عن حفل توزيع الجوائز مفاجئاً، فقد أعلن الفنان عزت أبو عوف قبل أيام عن أنّ الوزير لن يحضر بسبب وجوده في باريس مع الرئيس حسني مبارك، وقد بدا الحفل باهتاً باستثناء بعض المفرقعات الناريّة، أما جوائز المهرجان فتوزّعت على الشكل التالي: فاز الفيلم الصيني "الطريق" بجائزة الهرم الذهبي وهي أرفع جوائز المهرجان، للمخرج زانج جياروي والمنتج يوزينج سي سيلوجينج. وفاز الفيلم السيرلنكي "سنكارا" لمخرج براسنا جايا كودي بجائزة الهرم الفضّي. جائزة أفلام الديجيتال الروائيّة الطويلة: الجائزة الفضيّة قيمتها ستة آلاف دولار أميركي تمنح مناصفة بين المنتج والمخرج فاز بها فيلم "كل شيء" الإنكليزي للمخرج ريتشارد هوكينس، وهو من إنتاج أوليفر بوتيرتون، جيوفري فريمان وإد ديديجان. الجائزة الذهبيّة قيمتها 10 آلاف دولار أميركي، تمنح مناصفة بين المنتج والمخرج فاز بها فيلم "تحت نفس القمر" الإيطالي، للمخرج كارلو لوليو، والمنتج جايتانو دي فايو. جائزة أفضل فيلم عربي: قيمتها مئة ألف جنيه مصري، ومنحت مناصفة بين فيلمين هما: فيلم "بركات" للمخرجة الجزائرية جميلة صحراوي والمنتج"ريتشارد كوبانس"، وفيلم "قص ولزق" للمخرجة المصرية هالة خليل، ما دفع برئيس لجنة التحكيم العربية الفنان الظريف دريد لحام، إلى تحذير الرجال من غزو نسائي سينمائي محتمل. جائزة الاتحاد الدولي للنقاد "فيبرسي"، فازت بها المخرجة المكسيكية باتريشيا ارياجاخوردان عن فيلمها "النظرة الأخيرة"، كذلك منحت شهادة تقدري خاصة من لجنة التحكيم الدولية إلى الممثل الصيني فان وي عن دوره في فيلم "الطريق". ومنحت جائزة أفضل إبداع فني للمخرج الهندي فيشال بهاردفاج عن فيلم "ماكارا"، كما منحت المخرجة هالة خليل جائزة نجيب محفوظ عن فيلمها "قص ولزق". وفاز السيناريست المجري جوديت اليك بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه "اليوم الثامن في الأسبوع"، كما فاز المخرج الإيراني خسرو ماسومي بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه "في مكان ما بعيد"، وفاز الممثل الأرجنتيني نيكولاس ماتيو بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "السرعة تنتج السهو"، كما فازت الممثلة الصينية زانج جينجشو بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "الطريق".
imane@elaph.com إيلاف في 10 ديسمبر 2006
|
حوارات ساخنة فى مهرجان السينما اليوم الثامن فى الحياة سهام العقاد |