اسدل الستار مساء الجمعة على الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى التى حملت ملامح جديدة وتحديات مستمرة ترافقت مع تسلم الفنان عزت ابو عوف للمرة الأولى رئاسة المهرجان. ومن الملامح العامة التى ميزت هذه الدورة أفلام أولى كثيرة لمخرجين من العالم ما يعنى حضور سينما شابة بتعبيرات جديدة بحث عنها مهرجان القاهرة فى محاولاته المستمرة للتجدد وسط تكاثر المهرجانات فى المنطقة ومزاحمة مهرجانات أخرى شابة له وأحيانا تزامنها معه. ويذهب البعض إلى القول إن من العوامل التى اسهمت فى هذا الحضور الشاب نسبيا أن المخرجين الكبار يفضلون الاستجابة لدعوات مهرجانات كبيرة أخرى من الفئة الأولى "التى يصنف ضمنها مهرجان القاهرة" بدل أن يأتوا بأفلامهم إلى ضفاف النيل وهذه المهرجانات هى كان والبندقية وبرلين التى يفضلها العرب أيضا. لكن مهرجان القاهرة يشهد مزاحمة أيضا من مهرجانات غير مصنفة أولى عالميا مثل مهرجانى مراكش المتزامن مع القاهرة ومهرجان دبى الذى تفتتح فعالياته الأحد رغم كون هذين المهرجانين ليسا من الفئة الأولى. وشارك فى المسابقة الرسمية لهذه الدورة 18 فيلما، ما يعتبر عددا كبيرا من الأفلام فى مسابقة واحدة وما يفسر تنوع الجوائز وعدم انحصار أهمها بفيلم أو اثنين كما يحدث غالبا. وتضمنت المسابقة الرسمية للمهرجان الذى انطلق فى 28 من الشهر الماضى واستمر عشرة أيام أفلاما من سويسرا وفرنسا وكندا وسريلانكا واسبانيا والمكسيك وايطاليا وايران والهند والمجر ومصر وتشيكيا والصين والبرازيل والأرجنتين. وانعكست هذه المروحة الواسعة من المشاركات على تعابير تنوعت وكانت فى معظمها لصيقة بمشاكل مجتمعاتها سواء فى مصر او فى اميركا اللاتينية او فى اوروبا وقد طغى هذا الطابع المجتمعى على معظم الاأفلام. كما تميزت المسابقة الرسمية لهذا العام بحضور كبير لمصر التى تمثلت بثلاثة أفلام وهو ما باتت تعمد إليه أكثر فأكثر الدولة المضيفة للمهرجان فى أكثر من بلد كما كان الحال فى مهرجان قرطاج السينمائى الأخير. وقد عبر عدد من النقاد المصريين عن سرورهم بانتعاشة السينما المصرية خاصة بعد فترة القحط التى لم يكن المنظمون يجدون فيها شريطا واحدا يمثل مصر فى المسابقة. وجاءت هذه المشاركة المصرية معزولة عن أى مشاركة عربية فى المسابقة الرسمية رغم وجود أفلام تستحق خوض السباق إلى جانب الأشرطة القادمة من العالم. والأفلام المصرية الثلاثة التى قدمت هى "ما فيش غير كدة" بمشاركة نبيلة عبيد وخالد ابو النجا وسوسن بدر ورولا محمود للمخرج خالد الحجر صاحب فيلم "حب البنات" و"غرفة للايجار" وفيلم "استغماية" للمخرج عماد البهات وهو الفيلم الأول له. أما فيلم "قص ولزق" لهالة خليل وهو الثانى لها بعد "أحلى الاوقات" فقد فاز بجائزتين وحاز على اعجاب الجمهور والنقاد معا نظرا لرشاقة القص السينمائى فيه وطرحه الناعم والصادق لمسألة الكبت الجنسى لدى المرأة والرجل فى مجتمع تتفشى فيه البطالة وتضيق مساحة العيش. ومن الملاحظات التى يمكن ايرادها هذا العام حضور عدد هام من المخرجات اللواتى تميزن بسينما ذات حساسية أخرى وتلك كانت حالة مصر وتشيكيا وسويسرا وغيرها. واستحدث المهرجان هذا العام تظاهرة للأفلام العربية ووضع لها لجنة تحكيم خاصة رئسها الفنان السورى دريد لحام. معظم الأفلام المختارة لكافة المسابقات بدت واقعية فى المعالجة وملتصقة بالمجتمع وبالأمكنة التى صورتها لكن هذه الواقعية نجحت فى أن تكون سحرية فى أحيان كثيرة كما كان الحال مع الفيلم الايرانى المشارك فى المسابقة. وحظيت السينما الاسبانية وسينما أميركا اللاتينية بالاهتمام وكرمها المهرجان فى تظاهرة خاصة وعبر اصدار كتاب "سينما أميركا اللاتينية" من إعداد حسن عطية. وحضر فيلمان اسبانيان فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة وآخران مكسيكيان وفيلم برازيلى وآخر ارجنتينى ما يدل على حيوية سينما أميركا اللاتينية وبخاصة منها الارجنتينية التى ولدت قبل سنوات قليلة مدرسة واقعية تمكنت من انتاج افلام بكلفة ضئيلة ليستمر وجودها رغم انهيار هذا البلد اقتصاديا. وحصل فيلم المكسيكية باتريسيا ارياغا خوردان "النظرة الأخيرة" على جائزة النقد الدولى "فيبريسي" فى المهرجان فيما حاز الممثل نيكولاس ماتيو على جائزة أفضل أداء الجمعة على دوره فى الفيلم الأرجنتينى "السرعة تسبب السهو" فضلا عن أن الارجنتينى لويس بوينزو ترأس لجنة التحكيم الدولية. وإذا كان الفيلم البرازيلى "زوزو انجل" للمخرج سيرجيو ريزنديه لم ينل جائزة فهو أعجب مشاهديه فى القاهرة حيث يروى قصة أم ناضلت طويلا من أجل اثبات أن وفاة ابنها فى السجون البرازيلية فى فترة السبعينات من القرن الماضى كانت بسبب التعذيب ولم تكن طبيعية وهى فى سبيل ذلك هجرت عملها فى الولايات المتحدة حيث اشتهرت فى مجال تصميم الأزياء والشريط مقتبس عن قصة واقعية. وإضافة إلى أفلام أميركا اللاتينية فإن الأفلام الأسيوية نالت حصتها من النجاح فى مهرجان القاهرة. وإذا كان فيلم "الطريق" الصينى انتزع جائزة الهرم الفضى لهذا العام إضافة إلى جائزة افضل ممثلة فإن الفيلم السريلانكى "سانكارا" او النظر داخليا للمخرج براسانا جاياكودى فاز بجائزة الهرم الفضى التى تمنحها لجنة التحكيم. كما فاز الفيلم الهندى المشارك "اوماكارا" للمخرج فيشال بارادواج الذى يصور حياة عصابة من الخارجين على القانون ضمن حبكة تتداخل فيها الخيوط والقصص حاملة نفسا شكسبيريا مفجعا بجائزة افضل مساهمة فنية عن الموسيقى والصورة والديكور وادارة الممثلين. وكانت جائزة الهرم الفضى وهى جائزة لجنة التحكيم الخاصة من نصيب الفيلم السرى لانكى الذى اخرجه براسنا جايا كودى وعنوانه سنكارا وهو يصور الصراع بين العالم الحسى والعالم الكهنوتى البوذى لراهب شاب تنتابه فوضى الحواس. أما جائزة أفضل عمل أول أو ثان للمخرج فمنحت للمصرية هالة خليل عن فيلمها الثانى "قص ولزق" وتحمل هذه الجائزة اسم نجيب محفوظ. جائزة أفضل سيناريو التى تحمل اسم الفنان الراحل سعد الدين وهبة مدير مهرجان القاهرة السينمائى سابقا منحت للمخرجة المجرية جوديت اليك كاتبة سيناريو فيلم "اليوم الثامن من الاسبوع عن سيدة تقع ضحية مافيا العقارات بعد وفاة زوجها غير ان علاقة غير منتظرة تعيد الامل لحياتها. المخرج الايرانى خسرو ماصومى نال جائزة أفضل اخراج عن فيلمه فى مكان ما بعيد جدا لقيام المخرج بسرد قصة دون حدود للمكان بصور جميلة وقدرته الكبيرة على ادارة الممثلين كما اعتبرت لجنة التحكيم.وصور الفيلم فى مكان منعزل فى اقليم كوجور بمحافظة مازنداران حيث يقتل قاطعو الاشجار الخارجون على القانون احد سكان الغابات غير ان الشاب جمال يعترف بالجريمة بدافع من حبه لشابة بكماء. لجنة تحكيم الأفلام العربية التى تمنح جائزة أفضل فيلم عربى وهى عبارة عن 100 ألف جنيه تقدم من وزارة الثقافة المصرية لمنتج الفيلم ارتأت لجنة التحكيم التى ترأسها هذا العام الفنان السورى دريد لحام لفيلمين من الجزائر ومصر مناصفة. ومنحت الجائزة لفيلم "بركات" للجزائرية جميلة صحراوى لأنه استطاع أن يطرح موضوعا عربيا وانسانيا بحس سينمائى عال وبعيدا عن الشعارات المألوفة. كما منحت الجائزة كذلك لفيلم هالة خليل "قص ولزق" لأنه خرج بأسلوب سينمائى جذاب واستطاع عبر نماذج انسانية وحقيقية أن يعبر عن هواجس الشباب العربى محترما الروابط الاجتماعية"، وفقا للجنة التحكيم. ولحظ دريد لحام فوز المخرجتين وأعرب عن رغبته بأن يدعوه المهرجان مرة ثانية. وفى فئة افلام الديجيتال التى كان لها هى الأخرى لجنة تحكيم ترأسها المخرج المصرى داود عبد السيد، فإن الجائزة الذهبية كانت من نصيب الفيلم الايطالى "تحت نفس القمر" للمخرج كارلو لوليو. وتدور أحداث الشريط حول شابين من الغجر يجولان فى ضاحية نابولى حيث يلتقيان برئيسهما السابق الذى يخوض معركة شديدة مع عصابة يقودها شاب صغير والرئيس القادم للغجر ويعرف الفيلم بحالة الغجر والاحباط المسيطر على افرادها رغم الحيوية والبهجة التى يعطون الانطباع بانهم يعيشونها. ونال الجائزة الفضية لأفلام الديجيتال فيلم بريطانى للمخرج ريتشارد هوكينس وعنوانه كل شيء عن قصة رجل غريب يزور العاصمة البريطانية ويمارس الجنس تسع مرات فى تسع ليال بنوازع غريبة لم تكن لتتصورها صديقته. وشدد داود عبد السيد فى تمهيده لتقديم جوائز هذه الفئة على أن أفلام الديجيتال تمكن المخرجين من اتمام أفلامهم بكلفة معقولة مع التحلى بالهمة والصبر على اعتبار أن صناعة فيلم أغنى لعبة فى العالم كما قال اورسون ويلز. العرب أنلاين في 10 ديسمبر 2006
هبة عبد المجيد على الرغم من أننى لم أحضر هذا المهرجان للحديث فى السياسة، فإننى اعتقد ان بوش "لم تتم تربيته تربية صحيحة"، كما أن الامريكان عموما جاهلون لا يعرفون أشياء كثيرة، خاصة عن الثقافات الأخرى والدول المختلفة الموجودة فى العالم.. هكذا تحدثت جاكلين بيسيه النجمة الأمريكية، البريطانية/الفرنسية الأصل فى حفل التكريم والذى أقامته لها إدارة مهرجان القاهرة السينمائى وحضرته مجموعة من الإعلاميين والفنانين كان فى مقدمتهم الفنانة آثار الحكيم صاحبة السؤال الذى جعل بيسيه تتخلى عن وقارها وتفتح قلبها وعقلها للقاهرة ومهرجانها. وتعد جاكلين بيسيه من أشهر نجمات السينما العالمية، وقد ولدت فى سبتمبر عام 4491 فى بريطانيا لأم فرنسية وأب انجليزى انفصل عن والدتها بعد فترة من الخلافات، اضطرت خلالها جاكى للعمل من أجل الإنفاق على البيت. ولعبت بطولة العديد من الأفلام الرائعة منها: دومينو، جناح، يوم عام جديد، فى البداية، رقص على القمر، جنس ومدام إكس، واختيارات، موسم عال، أنا كارنينا، تحت البركان، غنى ومشهور، و"فن الحب الجميل" الذى يعرضه المهرجان فى إطار تكريمها وهو واحد من أحدث أفلامها، إخراج جون إيرفين وتدور أحداثه حول مشاكل المراهقات وفكرتهن عن الحب ومحاولاتهن البريئة لاكتشافه من خلال مدرسة للبنات وعلاقتهن بمديرة المدرسة التى تلعب دورها جاكلين بيسيه. وحول علاقتها بالسينما وعشقها للتمثيل تحدثت بيسيه قائلة: حتى سن الخامسة عشرة من عمرى لم يكن لدينا حتى تليفزيون ولم أذهب إلى السينما إلا فى سن متأخرة مع أمى وأبى وبعد التحاقى بمدرسة كان كل المترددين عليها من عشاق السينما وبدأنا نرى كبار المخرجين مما ساهم فى اشتعال حبى للسينما والتمثيل والفن عموما. وجاكلين يعتبرها النقاد أجمل وجه لممثلة ظهرت على شاشة السينما، ويبدو أن طفولتها التعيسة التى عاشتها تركت فى أعماقها أثرا بالغا انعكس على أدائها وهو ما اعترفت به فى الندوة مشيرة لمراحل البدايات وبداية تشكل وعيها ووجدانها، والأهم كيف بدأت مشوارها السينمائى فى أمريكا والتى لم تتخيل أنه سيمتد على هذا النحو.. تقول بيسيه: فى بداياتى لم اشاهد الأفلام الأمريكية وكانت ثقافتى ضئيلة وعندما ذهبت لأمريكا لم أتخيل ان أكون جزءا من هذه الصناعة ووقعت عقدا مع شركة فوكس للقيام ببطولة عدة أفلام وكنت أعتقد اننى سأنجز هذه الأفلام فى أوروبا، ولكنى وقعت فى غرام ممثل امريكى اسمه "مايكل" واضطررت للبقاء فى أمريكا سنة وراء سنة الى ان تم الانفصال بعد سبع سنوات ومن حسن حظى انى كنت أعمل بالسينما، وكان من الصعوبة أن أتركها برغم اننى لم اكن امثل الأفلام التى أحلم بها وعندما طلب منى المخرج الفرنسى فرانسوا تريفو ان اقوم ببطولة فيلم كان ذلك من أهم احلامي، لأنه مخرج كبير وأعماله ناجحة. وأضافت: وكان للمخرج السويدى الكبير انجمار برجمان تأثير كبير على وكنت اتمنى العمل معه أيضا لأننى كنت معجبة جدا بأفلامه وافكاره، وكان مع عدد قليل من مخرجى العالم يقدمون الشخصيات النسائية بعمق كبير ومن خلال هؤلاء المخرجين بدأت أعرف ما هى المرأة والتى لم أكن اعرف طبيعتها إلا من خلال هذه الأفلام. كانت بيسيه فى اللقاء الذى شهد حضورا مكثفا شديدة الحميمية وتتحدث بعفوية أثارت إعجاب الحضور خاصة عندما اعترفت كيف صاغ مديرو أعمالها مشوارها السينمائى وفقا لاختياراتهم وليس خيارها، وهوما اكتشفته مؤخراوبالصدفة تقول بيسيه: منذ حوالى سبع سنوات وأثناء وجودى فى مهرجان مونتريال السينمائى كنت أجلس بجوار الممثلة جينا رولاندز زوجة المخرج الكبير انجمار برجمان وقد قالت لى ان زوجها كان يتمنى أن أعمل معه ولكنها هى التى منعته.!! وكانت كلماتها بالنسبة لى صدمة كبيرة، خاصة وأننى كنت احلم بالعمل معه فعلا.. ولم تكن تلك الواقعة هى الوحيدة خلال مشوارى، فلقد اكتشفت بعد ذلك انه وعلى مدار السنين كان هناك مخرجون طلبوا ان اعمل معهم، لكن هذه المشاريع تعثرت من دون ان اعرف حتى بالأمر، ولم أعرف هذه المعلومات إلا بعد رحيلهم وكان السبب وكيل أعمالى والذى لم يهتم الا بإنتاج الافلام الفقيرة فقط والتى كنت راضية عنها بحكم انها الوحيدة المتاحة بعدما منع عنى السيناريوهات التى كانت ترسل لى من قبل المخرجين وانا لا اعلم. وتضيف: وعلى سبيل المثال كنت فى زيارة لفرنسا وأقمت فى فندق صغير وفوجئت بتليفون من فرانسوا تريفو يسألنى عن رأيى فى السيناريو فصدمت للمرة الثانية وقلت له لا اعرف عن أى شيء تتكلم فاكتشفت انه بعث لى سيناريو من عدة شهور ولم اكن اعرف.. وأوضحت بطلة "فيفالدي" و"انقذ الرقصة الأخيرة" أن هذا الأمور تحدث دائما فى امريكا بسبب تحكم مديرى الأعمال فى مصائر الممثلين فالوكيل لا يهمه من الأمر سوى الفيلم التجارى لكى يحصل على نسبة أعلى، وعلى الرغم من اننى اشتغلت أحيانا فى افلام صغيرة مع مخرجين صغار إلا أننى كنت راضية جدا عنها وسعدت بالعمل فيها لأنها كانت أفلاما جيدة برغم قلة التكلفة ولكن للأسف هذه الأفلام لا تعرض فى دول كبيرة. وفى استعراضها لمسيرتها قالت: العلاقة بين المخرج والممثل علاقة غريبة، وعلى سبيل المثال عملت مع المخرج جون هيستون فى فيلم "الليل الأمريكي".. وكنت معجبة جدا بأفلامه وعندما بدأنا معا البروفات كنت أحس بخوف وخجل منه لأنه كان مخرجا كبيرا، وانا كنت معجبة به، بل متحفظة جدا، خاصة وأن زوجته كانت دائما تعمل معه وعندما تعاملت معه كنت حريصة جدا وهو ما انعكس على ادائى رغم ثقتى بموهبتى وادائى إلا أننى لم أشعر بالراحة كعادتى و كأن هناك مايكبلنى ويعيق حركتي.. ايضا كان لى تجربة مثيرة مع المخرج جور كيوكر تعلمت منها أن الجسم لا يقل أهمية عن الوجه بالنسبة للممثل ولو لم يتمكن الجسم من الاداء والتعبير لأصبح أداء الممثل غير كامل.. أيضا اكتشفت ان اسلوبه كان قريبا من اسلوب المخرج الفرنسى فرانسوا تريفو، وهو الاسلوب الذى أحبه، والذى أعتبره قريبا مني. أما بالنسبة للمخرج جون هيستون فقد كان مخرجا متواضعا وكان يعترف بان افلامه تبتعد تماما عن الواقعية، كما كانت لديه قدرة مذهلة على حل أى تعقيدات بالسيناريو وجعله سهلا وسلسا، المؤكد أننى اكتشفت أن طاعة المخرج مهمة جدا خاصة اذا كان مخرجا كبيرا، أما اذا كان المخرج ضعيفا فلا بد للممثل أن يحمى نفسه بالحفاظ على أدائه فنجاح المخرج يعنى انه نجح فى إدارة الممثل بشكل جيد،كما أن ثقة المخرج فى الممثل تجعل اداءه جيدا. وعن رأيها فى انتونى كوين قالت: انه ممثل وإنسان هائل "كان رجلا بحق"، وشعرت معه اننى حرة فعلا، لقد كان شخصية خطيرة جدا. وردا على سؤالها حول السينما العربية والمصرية تحديدا قالت: للأسف لا أعرف شيئا عنها لكننى شاهدت عمر الشريف اكثر من مرة خلال الخمس سنوات الأخيرة. وفى النهاية اختتمت حديثها قائلة: "انا اعيش حاليا فى لوس انجلوس وأهم مشكلة تواجهنى هو البحث عن أدوار تلائمنى بالفعل فى تلك الفترة من حياتي، يضاف لذلك أننى اقتنعت انه ليس بالضرورة ان يكون الدور بطولة ودعونى أعترف لكم وبشجاعة، فأنا لم ولا اشعر بأى ألم من هذه المرحلة فى حياتى الفنية بعدما تحولت من "بطلة افلام" إلى ممثلة شخصيات، فهى الأهم والتى ستبقى فى تاريخى الفني". العرب أنلاين في 10 ديسمبر 2006 |
إشكاليات الرئاسة في مهرجان القاهرة السينمائي الدوليّ القاهرة ـ من صلاح سرميني: عزت أبو عوف، فنانٌ، وممثلٌ شاهدته سابقاً في فرقة (الفور إم)، ولاحقاً في أفلام عُرضت في مناسبات مهرجاناتية، وآخرها فيلم (حليم) لمخرجه شريف عرفة، وفيه يجسّد شخصية الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب. وكحال سابقيه في رئاسة مهرجان القاهرة السينمائيّ الدوليّ (حسين فهمي، وشريف الشوباشي..)، يتمتع عزت أبو عوف بجاذبية خاصة، ولولا ذلك، لما تجرأ مخرجٌ مصري باختياره لدور في فيلم، أو مسلسل، لقد حصل علي ثقة المخرجين بقدراته، ولم يخذله الجمهور، فاحتفظ بمكانته، واستمرارية مشواره الفنيّ. وقد قرأت كثيراً من الانتقادات الخفيفة، والقاسية عن اختياره، وتتلخص بأنه من ممثلي الصف الثاني، ولم يتابع أيّ مهرجان في مصر، أو الوطن العربي، أو العالم، ويمتلك ثقافةً سينمائيةً محدودةً لا تخرج عن إطار النشاط المتداول في مصر، ولا أيّ خبرة إدارية، أو تنظيمية، ولأن مهرجان القاهرة تظاهرة حكومية، يصبح من حقّ السيد الوزير فاروق حسني اختيار من يشاء للرئاسة وفق القناعات التي يجدها مناسبة، فهو الضامن الرسميّ للحركة الثقافية في مصر، والمسؤول عن سابقها، وحالها منذ وصوله إلي هذه المهمة، وحتي اليوم. وقد تسني لي متابعة الدورة الثلاثين للمهرجان لمدة أربعة أيام، وتعرفت علي تنظيمه، وبرامجه المختلفة، والكتيّبات، والنشرة اليومية التي صدرت عنه، ولم أكتشف أيّ اختلافات صغيرة، أو كبيرة ما بين دورة سابقة حضرتها في عام 2004، والدورة الحالية، وفكرتُ (حتي إثبات العكس) بأنّ عزت أبو عوف ليس أكثر من رئيس (شكليّ) للمهرجان بعد الرئيس الشرفي عمر الشريف. ونحن نعرف بأنه وصل إلي منصبه قبل شهور قليلة من انعقاد الدورة الأخيرة، بعد الاستقالة المُتوقعة لسابقه شريف الشوباشي، وكانت الاستعدادات في أوجها، ولم يكن للرئيس الجديد دور جوهري فيها، ما عدا بعض التغييرات الطفيفة، والشكلية، والتي لا تظهر لمُتابع مثلي، ومع ذلك، لفتت انتباهي في الكتالوغ الرسمي صفحة بعنوان (لجان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثلاثين) وقائمة بلجان مختلفة : اللجنة العُليا، اللجنة الاستشارية العُليا، المكتب الفني، لجنة الاتصالات الدولية، لجنة الإعلام الدولية، لجنة المُشاهدة، اللجنة التنفيذية، وهي تضمّ الكثير من الأسماء المُؤثرة في الحركة السينمائية، والثقافية بشكل عام، وإذا افترضنا بأنها تنجز عملها بحرية، وديموقراطية، يصبح دور أبو عوف شكلياً تماماً، وتتحمل اللجان المُتعددة مجتمعةً مسؤولية الإدارة، والتنظيم، والبرمجة، وعلي رأسهم المكتب الفني الذي يضمّ : سهير عبد القادر طه، يوسف شريف رزق الله، ماري غضبان، أحمد رأفت بهجت، د. رفيق الصبان، أحمد صالح، خيرية البشلاوي، نعمة الله حسين. وقد لاحظتُ في أسفل الصفحة، بـأنه قد تمّ تشكيل تلك اللجان بناءً علي قرارات وزارة الثقافة لعام 2006، وربما تكون إحدي مُستجدات الدورة الثلاثين. وهذا يؤكد بأن المهرجان واجهة للسلطة ـ كما هو الحال في معظم المهرجانات العربية ـ ويصبح طبيعياً أن يتمّ تعيين رئيسه من قبل وزير الثقافة، وأن يتم تشكيل لجانه بقرارات وزارية. ومع هذه الإجراءات البديهية في بلدان تتقلص فيها فاعلية الجمعيات الأهلية، لا أجد مانعاً جوهرياً يحول دون رئاسة ممثل (من أيّ صف كان) لمهرجان القاهرة، أو أيّ مهرجان آخر، إذا انحصرت مهمته في متابعة الخطوط العامة للمهرجان، ولم يتدخل في عمل اللجان المُتفرعة عنه، وهو بذلك يعيد إلي المهرجان صيغة المؤسسات الأهلية التي تنطلق منها معظم المهرجانات الكبري، والصُغري في العالم، وفيها نجد أحياناً عمدة المدينة، أو أيّ شخصية اعتبارية أخري رئيساً ، بينما الفاعل الحقيقي هو المدير الفني، أو المُفوض العام، والدور التنفيذي لفريق العمل فيما يتعلق بالإدارة، والتنظيم، والبرمجة. وليس بعيداً عن القاهرة، اختارت دبيّ رئيساً كندياً لمهرجانها، لا يمتلك بدوره أيّ تاريخ سينمائيّ، ولكنه يعتمد علي فريق عمل، ومبرمجين علي قدر كبير من الخبرة، فقد وصل بدورته الثالثة إلي مكانة مرموقة أثارت تساؤلات المهرجانات العربية الأخري، وبدأ يحظي بسمعة لا يتمتع بها أيّ مهرجان عربي مماثل، ويكفي بأنني كنت يوماً في مكتب العلاقات الخارجية للقناة الفرنسية/الألمانية (آرتي)، بهدف البحث عن صيغة تعاون مع (مسابقة أفلام من الإمارات) في (أبو ظبي)، عندما صارحتني المسؤولة باهتمامها الزائد بمهرجان دبيّ السينمائي، كي تدرس من خلاله إمكانية بثّ القناة في الإمارات، ودول الخليج . وكما تسرّع البعض كثيراً في الحكم علي (نيل ستيفنسون) بإدارته لمهرجان دبيّ، فإن البعض يُسابق الريح بالحكم علي رئاسة عزت أبو عوف لمهرجان القاهرة، وقبل ذلك لم يسلم من أقلام هؤلاء أيّ مدير مهرجان آخر : حسين فهمي، شريف الشوباشي، علي أبو شادي، نور الدين الصايل، محمد الأحمد، مسعود أمر الله، د.ماجدة واصف، فريد بوغدير، فتحي الخراط، حمادي كيروم، حميد عيدوني. وفي مرات، تحولت الانتقادات إلي تجريح، وتشهير، وهدم، وتحطيم، بدل أن تتجسّد خلافات وجهات النظر بالنقاش، والحوار، وتبادل الآراء، والأفكار. شخصياً، أفضل واحداً من قلب الثقافة السينمائية ليكون رئيساً لأيّ مهرجان سينمائيّ، ولكن، بالمُقابل، ليس كل باحث، أو ناقد سينمائيّ، أو صحافيّ يصلح لهذه المهمّة، وأحياناً، فإن شخصاً بعيداً عن السينما (مثل نيل ستيفنسون في دبيّ) أفضل بكثير من آخر قريب منها. وأن يكون أحدنا ناقداً سينمائيا فذاً، أو مخرجاً عبقرياً، أو صحافياً لامعاً،.. لا يعني أنه قادرٌ علي إدارة وتنظيم مهرجان سينمائيّ يحتاج إلي خبرة، وموهبة، وشغف، ودور الصحافي، والناقد، وصُناع السينما بكلّ فروعها هو الوقوف إلي جانب أيّ حدث سينمائيّ، مهما كان كبيراً، أو صغيراً، وأن يكون همّنا الأساسي نشر الثقافة السينمائية بكافة الطرق، والوسائل، ومنها وصول الأفلام إلي المتفرج أولا،ً وليس لنا، نحن الذين نشاهدها في كل مناسبة. ومن المفيد بأن نطرح علي أنفسنا الأسئلة التالية : هل حقق المهرجان أهدافه، هل وصلت الأفلام إلي جمهورها، هل ساهم في تثقيفه، وزيادة وعيه السينمائي، هل أثار حراكاً في الوسط السينمائي، والثقافي، والشعبي، هل غير من عادات الجمهور، فترك شاشة التلفزيون في بيته، وتوجه إلي صالات العرض، هل انتعش الجانب السياحي، والاقتصادي قليلاً، أو كثيراً، هل ساهم في تطوير السينما المحلية إنتاجاً، وعرضاً، وتوزيعاً، هل ساعد في تعريف الجمهور الأجنبي بالسينما الوطنية،... هل لفتَ الأنظار نحو البلد، والمدينة المُضيفة، هل أصبحت علامةً فارقة في الخريطة السينمائية، والجغرافية (كما الحال مع كان، فينيسيا، برلين، سان سباستيان، كليرمون فيرون، مانهايم، أوبرهاوزن، بياريتز، نانت، آميان...). بديهيٌّ بأن عملية البناء تحتاج إلي وقت طويل، يبدأ من وضع حجر الأساس، والارتقاء به حجراً بعد آخر، ولكنّ عملية الهدم سريعة جدا،ً ويكفي خبطةً واحدةً من رافعة عملاقة، كي يتحطم صرحٌ شامخ، ومهمتنا الصحافية، والنقدية ليست انتقاد هذا، أو ذاك، والكشف عن تاريخه الشخصي، بقدر احترامه، ومساعدته في مهمته لإنجازها كما نحبّ، ونرتضي. نحن نستخدم أقلامنا، وأزرار لوحة الكمبيوتر، وجوهر عملنا الأفكار، ووجهات النظر، وكلها، بدون استثناء، قابلة للنقاش، والجدل، ومعرضة للخطأ، والصواب، ولسنا الحاكم بأمر الله ، أوصياء علي السينما والسينمائيين. عزت أبو عوف الذي أعرفه من بعض أدواره في السينما، والتلفزيون، ولم ألتق به مرة واحدة في حياتي، هو المدير الحالي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ويحتاج ـ مثل كلّ القائمين علي المهرجانات العربية ـ إلي من يبني معه صرحاً سينمائياً كبيراً يمتدّ عمره إلي ثلاثين عاماً مضت، بكلّ ما له، وما عليه. القدس العربي في 9 ديسمبر 2006
أفلام متنوعة تحصد جوائز مهرجان القاهرة السينمائي اجتمع الكثير من نجوم السينما في القاهرة مساء اليوم في دار الأوبرا المصرية لمشاهدة حفل توزيع جوائز اختتام مهرجان القاهرة السينمائي الثلاثين بحضور رئيس الشرف للدورة الفنان العالمي عمر الشريف والفنانين رئيسي المهرجان الحالي والسابق عزت أبو عوف وحسين فهمي.وتمكن الفيلم الصيني «الطريق» من انتزاع جائزة «الهرم الذهبي» ارفع جوائز المهرجان. وانتزع فيلم «الطريق» الذي يصور التحولات التي شهدتها الصين خلال نحو خمسين عاما من خلال الظروف التي شهدتها ثلاث شخصيات رئيسية من شخصيات الفيلم هم سائق باص قديم ومساعدته وطبيب تغرم به المساعدة بينما يغرم السائق بها ولا يبوح لها لتقدمه عنها في السن. حاز هذا الفيلم أيضاً جائزة أفضل ممثلة لزانغ جينتشو عن أدائها الرائع لشخصية معقدة تمر من مرحلة المراهقة إلى الكهولة في الشريط الذي يرصد التحولات الشخصية والعامة التي تعتري البلاد أيام ماو تسي تونغ والثورة الثقافية وما تلاها. وحصل بطل الفيلم سائق الباص الممثل فان وي كذلك على شهادة تقدير خاصة من لجنة التحكيم لقيامه بالدور «باحترام وعمق أداء عظيم لممثل عظيم»، وقدمت الجوائز في حفل طغت عليه روح الدعابة والمرح واعتبر عزت أبو عوف أن أيام المهرجان العشرة انقضت بسرعة وان «الحب كان البطل الحقيقي في المهرجان». وحين اطل عمر الشريف على المسرح حياه الجمهور وقوفا، وكانت جائزة الهرم الفضي وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة من نصيب الفيلم السريلانكي الذي أخرجه براسنا جايا كودي وعنوانه «سنكارا» وهو يصور الصراع بين العالم الحسي والعالم الكهنوتي البوذي لراهب شاب تنتابه فوضى الحواس. أما جائزة أفضل عمل أول أو ثان للمخرج فمنحت للمصرية هالة خليل عن فيلمها الثاني «قص ولزق» وتحمل هذه الجائزة اسم نجيب محفوظ. جائزة أفضل سيناريو التي تحمل اسم الفنان الراحل سعد الدين وهبة مدير مهرجان القاهرة السينمائي سابقا منحت للمخرجة المجرية جوديت اليك كاتبة سيناريو فيلم «اليوم الثامن من الأسبوع» عن سيدة تقع ضحية مافيا العقارات بعد وفاة زوجها غير أن المخرج الإيراني خسرو ماصومي نال جائزة أفضل إخراج عن فيلمه «في مكان ما بعيد جدا»، وحصل على جائزة أفضل إبداع فني الفيلم الهندي «اومكارا» للمخرج فيشال بارادواج الذي وضع الموسيقى التصويرية للفيلم أيضاً كما منحت الجائزة للتصوير والكادرات والديكورات التي اجتمعت «لتصبح نغما واحدا» بحسب لجنة التحكيم. أما جائزة أفضل ممثل فحازها فيلم أرجنتيني للمخرج مارسيلو سكابيز وعنوانه «السرعة تنتج السهو»، ونال الجائزة الممثل الشاب لويس لوك الذي نجح في اختراق حدود الشخصية التي رسمها له الشريط. لجنة تحكيم الأفلام العربية التي تمنح جائزة أفضل فيلم عربي وهي عبارة عن 100 ألف جنيه تقدم من وزارة الثقافة المصرية لمنتج الفيلم ارتأت لجنة التحكيم التي ترأسها هذا العام الفنان السوري دريد لحام لفيلمين من الجزائر ومصر مناصفة. ومنحت الجائزة لفيلم «بركات» للجزائرية جميلة صحراوي «لأنه استطاع أن يطرح موضوعا عربيا وإنسانياً بحس سينمائي عال وبعيدا عن الشعارات المألوفة. كما منحت الجائزة كذلك لفيلم هالة خليل «قص ولزق» لأنه «خرج بأسلوب سينمائي جذاب واستطاع عبر نماذج إنسانية وحقيقية أن يعبر عن هواجس الشباب العربي. ولحظ دريد لحام فوز المخرجتين وأعرب عن رغبته بان يدعوه المهرجان مرة ثانية.وفي فئة أفلام الديجيتال التي كان لها هي الأخرى لجنة تحكيم ترأسها المخرج المصري داود عبد السيد، فان الجائزة الذهبية كانت من نصيب الفيلم الايطالي «تحت نفس القمر» للمخرج كارلو لوليو. وتدور أحداث الشريط حول شابين من الغجر يجولان في ضاحية نابولي حيث يلتقيان برئيسهما السابق الذي يخوض معركة شديدة مع عصابة يقودها شاب صغير.ونال الجائزة الفضية لأفلام الديجيتال فيلم بريطاني للمخرج ريتشارد هوكينس وعنوانه «كل شيء». وشدد داود عبد السيد في تمهيده لتقديم جوائز هذه الفئة على أن أفلام الديجيتال تمكن المخرجين من إتمام أفلامهم بكلفة معقولة مع التحلي بالهمة والصبر على اعتبار أن صناعة فيلم «أغنى لعبة في العالم» كما قال اورسون ويلز. وأخيراً منحت لجنة النقاد الدولية جائزتها للفيلم المكسيكي «النظرة الأخيرة» للمخرجة باتريسيا ارياغا خوردان لبراعتها في تناول الحياة الإنسانية من خلال الفن التشكيلي. وشارك في المسابقة الدولية 18 فيلما من 15 بلدا هي سويسرا وفرنسا والمكسيك والصين وسريلانكا والهند وإيران واسبانيا وايطاليا والمجر ومصر وتشيكيا وكندا والأرجنتين والبرازيل ما عكس تنوع هذه الدورة. أ ف ب البيان الإماراتية في 10 ديسمبر 2006
|
هدى ابراهيم-الفرنسية |