شهاب من نور .. التمع فجأة في سماء السينما المصرية الكالح.. شهاب أشعرنا أن هذا الفن المدهش الذي ولد عندنا منذ مائة عام لايمكن أن يموت رغم كل الظواهر الأخيرة التي جعلت الكثيرين يعتقدون أنه قد رحل إلي غير رجعة.. وأن أطيافه الجميلة القديمة.. لم تعد إلا ذكريات.. وان علينا أن نقبل رغما عنا.. هذا الفن الجميل الذي تحول علي يد بعض السينمائيين الجدد الي ابتذال وتفاهة وسطحية مستفزة يقدمها أصحابها في (بجاحة) لا حد لها.. متحدين كل ذوق سليم غير عابئين بردود الأفعال العاقلة.. مستفزين ومستظرفين في اختيار عناوين لأفلامهم تزداد يوما بعد يوم سقوطا وامتهانا للذوق والإحساس والجمال.

وفجأة وفي عتمة هذا الظلام كله ينطلق شهاب شاب يغير امامنا الأفق الأسود لكي يقول لنا ان العنقاء يمكن أن تلد من رمادها.. وان هناك (شبابا) آخر للسينما.. ينتظر ويتربص لينطلق بعد ذلك في واحة .. ليعيد الأمور الي نصابها.. وليعيد لنا ثقتنا في السينما وشبابها الواعد..

هذا الشهاب تجلي في فيلم ( قص ولزق) الذي اختير ليمثل لحسن الحظ سينمانا المصرية في المهرجان الدولي للسينما.. ورغم العنوان الذي قد يأخذنا إلي منعطف مختلف.. فان الفيلم يتمتع ببناء درامي قوي وشخصيات مرسومة بقلم ديناميكي.. يقطر احساسا وشفافية وشعرا. (قص ولزق) هو الفيلم الطويل الثاني للمخرجة الشابة هالة خليل بعد فيلم (احلي الأوقات) الذي لفت إليها الأنظار.. وكان واحدا من أفلام مصرية قليلة تألقت خلال الموسم قبل الماضي.. بعد عدة أفلام روائية قصيرة مليئة بالموهبة، والتي كان تكشف عن الكنز الفني الكبير الذي يختفي في أعماق هذه المخرجة الشابة المليئة بالجرأة والطموح.. والتي اختارت هذه المرة أن تكتب لنفسها سيناريو وحوار فيلمها الجديد.. متحملة مسئوليته الفنية والفكرية كاملة ودون مشاركة أحد.

قص ولزق.. هو مجموعة شخصيات صغيرة.. تنبض بالحياة.. تحيا في مجتمعنا.. وتعيش آلامها وإحباطاتها وأحلامها الصغيرة.. وعنادها في مواجهة قسوة الحياة.. لكن علي طريقته وحسب منهجه.

شخصيات تجمع بينهما الأقدار صداقة لتخلق من هذا الاجتماع صورة حية نابضة بالحيوية لمجتمعنا الجديد ولتضعنا امام نور مبهر يكشف أعماقهم.. ويجعلنا نشعر بشكل غير مباشر انها أعماقنا نحن.. إن هامته الشخصيات ليست إلا انعكاسات في مرآة ضميرنا تجعلنا نري ما نحاول ألا نراه ونسمع ما نرفض عادة أن نسمعه.

اختارت الكاتبة والمخرجة الموهوبة لشخصياتها مهناً.. لم نعتد علي رؤيتها في أفلامنا.. رغم أنها مهن يعيش فيها الكثيرون.. ويعتبرونها الجواد الذي يمتطونه لكي يعبروا به دنياهم التي تحولت إلي صحراء ومستنقعات.. وحيث تعجز الببغاوات عن ترداد الكلام.. وحيث تسقط (الفراشات) في النيل لتغوص في أعماقه دون أن تترك أثرا.

جميلة (حنان ترك) تعيش حياتها بشراء وبيع أشياء كثيرة أي أشياء تقع تحت يدها.. منتظرة بصبر الحل الذي اختارته لنفسها وهو الهجرة إلي كندا أو أي بلد آخر يمنحها الفيزا لتبدأ من جديد.. إنها اختارت العناد والمواجهة رغم اقترابها من سن الثلاثين.. ورغم خوف أمها عليها ورغبتها بتزويجها.. مهما كان الثمن..خشية أن تقف في طابور العوانس الطويل الذي يزداد طولا يوما بعد يوم.. والذي تعرفه الأم من حكمة عملها حلاقة للسيدات في حي شعبي.

الأم التي مات زوجها وترك لها مسئولية ابنتها.. عجزت عن ايجاد أي جسر للتفاهم بينها وبين هذه الابنة وتوقفت علاقتهما حول هدف واحد وهو الاسراع بتزويجها .. غير عارفة بما تنتويه الابنة من الهجرة النهائية. علاقة مفقودة تماما بين جيلين كل جيل يفكر من وجهة نظره ومن منطقه دون ان يحاول فهم منطق الآخر.. أو الاقتراب منه.

علاقة عرفت الكاتبة والمخرجة كيف ترسمها وتسلسلها حتي أوصلتها أخيرا إلي نهايتها الحزينة.. المليئة بالإيحاء و الشجن.

جميلة تحاول الاتصال بأمها ومصالحتها بعد اصرار واقناع من الرجل الذي تعيش معه ولكن الاتصال لا يتم .. ويظل جرس التليفون يرن دون جواب والأم منهمكة في طلاء اظافر احدي زبوناتها غارقة في أحزانها الخاصة التي يبدو وكأنها تبحث عنها.. بعد وفاة زوجها ورحيل ابنتها.

شريف منير في دور شاب يعيش مع اخيه في بيت واحد.. بعد ان تقاسما ارث ابيهما.. الأخ الاكبر له البيت والاصغر (شريف) له السيارة.

شريف هذا يعيش من بيع الدشات الهوائية وتركيبها.. تجمعه الصداقة مع جميلة التي تثيره بشخصيتها العنيدة وجرأتها الظاهرة وحزنها الخفي (وتلعب السيدة حنان ترك في هذا الدور اجمل ادوارها السينمائية علي الاطلاق) وتعطيه من موهبتها وجديتها وعفويتها وتعبيراتها الداخلية الشيء الكثير.. انها بكلمة واحدة تهب الحياة كلها لشخصيتها وتجعلنا نعيش معا في كل انفعالاتها وحيرتها وترددها.. وعمق عواطفها وتعقدها.

الصداقة إذن تجمع بين حنان وشريف.. التي ترجو أن يوافق علي توقيع عقد زواج منها لكي تحقق مطلب القنصلية الأجنبية التي اشترطت عليها الزواج كي تمنحها الفيزا.

وبالطبع ان هذا الزواج الصوري الذي لا تعرف به الأم والذي يتم هدية دعائية في احد الفنادق الكبري.. في مشهد من امتع وارق مشاهد الفيلم.. ينتهي باقامة علاقة حقيقية قد تكون سببا في تغير التوجهات الحياتية لكل من البطلين.

في «قص ولزق» واجهت هالة خليل اكثر من مشكلة. مشكلة الآنسات اللائي وصلن إلي سن الثلاثين دون زواج (كهذه الابنة الصغري والتي احاطت بها الوعود الكاذبة يمينا وشمالا.. قبل ان تستقر بها الموجة علي اخر شاب كان يمكنها ان تتصور انه سيطلبها للزواج. (وتلعب الدور بمهارة تحسد عليها الوجه الجديد (مروة مهران) ومشكلة البطالة.. وحلم الهجرة والعلاقات الأسرية التي تتراوح بين المد والجذر(علاقة جميلة بأمها وعلاقة شريف باخيه).

ثم الزوجة التي تركها زوجها.. ليسافر وراء لقمة عيشه.. تركها لشبابها وللفراغ والوحدة والاغراءات الكثيرة التي تمتد امامها وتوصلها آخر الأمر إلي الخيانة.. التي تبدو في الفيلم مشروعة ومقبولة ومستساغة.

واخيرا هناك الجنس المكبوت.. والمخدرات، وسهرات الفيديو وأفلام البورنو التي قدمتها المخرجة في ثوب جريء وشديد القسوة.

كل هذه المشاكل مستها المخرجة.. مسا يختلف رهافة أو قسوة، شاعرة أو واقع.. يساعدها في ذلك السيناريو المدهش والحوار الذي يصاحبه.. وقدراتها المدهشة علي تحريك ممثليها والحصول منهم علي اقصي ما يستطعيون تقديمه.

إلي جانب حنان ترك التي لعبت دور حياتها هناك شريف منير في أوج تألقه ونضجه وعمق فهمه للشخصية التي يلعبها والذي رفعه إلي هذا الحد إلي المرتبة التي يستحقها منذ زمن والتي تجعلنا نتساءل كيف لم تعرف السينما المصرية ومخرجوها استغلال هذه الطاقة المدهشة حتي الآن كما تستحق.

فتحي عبدالوهاب يرسم صورة مليئة بالشجن والشاعرية الدافئة لشخصية فتي يائس.. سدت الحياة نوافذها وابوابها في وجهه.. فراح تائها.. يسير في طرقات متباينة يقوده إليها الجنس والمخدر.. إلي أن يجد نفسه فجأة امام عاطفة حقيقية تجعله يفتح عينه المغمضة ويحس بخطأ الطريق الذي يسير فيه فتحي عبدالوهاب.. كان مدهشا في ادائه.. رقيقا في تعابيره الحزينة التي تكشف عمق المد الداخلي وحيرته.. وانتظاره كالغريق قشه يتعلق بها ليطفو فوق الماء.. أداء مميز لفنان مميز.

كل هذه الشخصيات التي عرفت هالة خليل كيف تبتعد بها عن النمطية المعروفة وتدفعها إلي أداء طبيعي غير مفتعل.. في البراءة شديدة الخصوصية تمتليء بحميمية متميزة.. حيث أننا في آخر الأمر نقف وقفة الدهشة.. امام مجموعة الممثلين كلهم القدامي فهم الذين جعلتهم هالة خليل يرتدون زيا جديدا مفاجئا (سوسن بدر مدهشة مدهشة في دور الأم التي تحيا في عالمها.. غير عابئة بالمسافات التي تفصل بينها وبين ابنتها دون أي محاولة لمواجهتها.. حتي فقدتها نهائيا).. وحنان مطاوع التي عبرت بمشهدين رائعين عن ألم السيدة التي تركها زوجها ليبحث عن المال.. تركها مع وحدتها والمها وأحلامها المحبطة.. التي قادتها إلي الطريق الوعر).

كل شيء في (قص ولزق) يستحق الاشادة والتهنئة.

المشاهد السينمائية الكثيرة التي عرفت هالة خليل كيف تمسك بها وتقدمها في صورة تقطع الانفاس (مثل الزواج الجماعي في الفندق الكبير) الأغنية الرباعية في الشارع الخالي من البشر مشهد نحو الحب و تطوره بين حنان وشريف والذي يؤدي إلي المشهد الأخير الذي يقطع الانفاس بجرأته وجماله وشفافيته. مشهد حفلة المخدرات وأفلام البورنو بكل تفاصيلها الدقيقة جدا محل الكوافير النسائي وعاملاته وزبائنه. النزهة الظريفة علي الاقدام في ليل القاهرة بين فتحي عبدالوهاب ومروة مهران.. العلاقة بين الأخين.. والشقة.. ومهارة شريف في المطبخ وغيرها.. وغيرها.

الفيلم عابق برائحة حلوة مسكرة وبجو حميمي أصيل.. وبعواطف صادقة حقيقية وبموهبة تتألق كالبرق من المخرجة وممثليها وطاقمها الفني كله.

نعم (قص ولزق) كان الشهاب الذي ننتظره.. ونأمل أن تعقبه شهابات أخري تقضي بنورها الباهر.. علي كل هذه النفايات التي تملأ شاشاتنا... وتعيد لنا الاعتبار لفن مصري كان رائدا ومجالا لفخرنا وكبريائنا الفني.

جريدة القاهرة في 5 ديسمبر 2006

 

إيناس الدغيدي المنتجة أضاعت مجهود إيناس الدغيدي المخرجة!

نقبل دعوة «ما تيجي نرقص».. لكن لانطلاق الأرواح وليس لامتزاج الأنفاس!

فريال كامل  

> هناك فارق كبير بين طريقة الرومي لصفاء النفس أسلوب وليد عوني لإزعاج الجيران!

> ما جدوي الدعوة إذا أغفل الفيلم التطورات النفسية للبطلة بعد العلاج بالرقص

> الفيلم لم يعكس الروح المصرية ولم يشاركنا معيشتنا  

ما إن طالعني اسم الشركة المنتجة علي الشاشة حتي توجست صراعا بين الدغيدي صاحبة شركة فايف ستارز للإنتاج السينمائي والتليفزيوني الدغيدي كمخرجة معنية بتوظيف فنون الفرجة في عرض فني لرؤيتها السينمائية، فلمن تكون الغلبة ولكن أجلت الحكم إلي ما بعد المتابعة.

انتقلت يسرا بين ثلاثة ديكورات أساسية، المكتب والبيت ثم صالة التدريبات، ما يعكس روتينية الحياة وجمود العلاقات وفتور العاطفة بعد زواج أثمر ابنا في المرحلة الثانوية، وفي الختام تنتقل الكاميرا إلي أحد المولات حيث تقام مسابقة للرقص. الكاميرا ثابتة في معظم الأحيان ومتحركة في أضيق الحدود في مجتمع لا تبدو ملامحه ولا يفصح عن هويته مجتمع معزول عن الجغرافيا والزمن.

حياء العذراوات

تعاني سلوي «يسرا» كمديرة للشئون القانونية في إحدي الشركات من كثافة العمل وحصار العملاء ما يمثل عبئا عصبيا عليها وعلي حين فجأة وبالمصادفة تكتشف أن في ذات المبني مدرسة للرقص الحديث ما يثير فضولها لتتسلل يوما في حياء العذراوات وخفر التلميذات إلي صالة التدريب لتشاهد الفتيات أثناء التدريبات فتلتقطها صاحبة المدرسة وتلحقها بإحدي الدورات. تقدم «الدغيدي» خلال الفيلم دعوة للرقص دعوة لكل فئة وكل نوع تقدم دعوة للموظفات والزوجات والمحجبات وتقتفي خطي «ديل السمكة» و«عمارة يعقوبيان» فتقدم دعوة للممثلين كنوع في المجتمع!!

معان أكثر رقيا

يكتشف المدرب ذو البشرة النحاسية تامر هجرس - من الحصة الأولي - أنه أمام جوهرة ينبغي صقلها بالتدريب ويقرر أن يشتركا معا كثنائي من دون باقي الفتيات في مسابقة للرقص وفي لقطات قريبة تتلاقي النظرات وتمتزج الأنفاس وتتلامس الأجساد داخل صالة التدريبات، هذا مع أن الدعوة للرقص قد تحمل معاني أكثر رقيا معاني تكسر الجمود وتحرر الروح وتقدس الحياة وتنفتح علي الدنيا.

تقدم فيلما أكثر إبداعا أميل للاعتقاد لو أن المنتجة قد دعمت الفيلم بقدر ثقافة المؤلف وخيال المخرجة لكنا جمهورا ونقادا - قد ساندنا الفيلم في دعوته للأمهات وأيضا المحجبات وكنا قد انحزنا ضد الأخ الملتحي في ثورته العارمة لدي التحاق شقيقته المحجبة بالمدرسة، وكنا أيضا قد اكتسبنا موقعا لتقديم سماحة عقيدتنا في الترويح عن النفس وفك أسر الروح ولكننا نضيع الفرص أو نهرب منها وبمتابعة العرض يكون من العبث تأصيل الرقص الحديث بوصله بالطقس الصوفي للطريقة المولوية فشتان بين طريقة مولانا جلال الدين بن الرومي وأسلوب عمنا وليد عوني، ففي الأولي يدور الإنسان حول ذاته لتهون عليه أحماله لتعلو همته وتصفو نفسه، أما الأخير فوظيفته -من وجهة نظري- إزعاج الجيران.

جدوي الدعوة

سوف نعبر التفاصيل الصغيرة مرورا بالغيرة الزوجية والملاحقة والاتهام بالخيانة لنتساءل عن جدوي الدعوة إن أغفل الفيلم عرض التطورات النفسية للبطلة عقب كورس العلاج بالرقص، من حيث علاقاتها وأسلوب حياتها ونظرتها للحياة ما يستوجب كافة فنون الفرجة، ويستوعب كافة المؤثرات البصرية والإبداعية، ولكن هذا سيكون فيلماً آخر. ونستفسر عن الحافز لدي فريق الفيلم لإخراج نسخة مصرية عن أصل أمريكي بالغ العذوبة، وقد تم استنساخه في اليابان «لم أشاهد النسخة اليابانية إن وجدت» إلا أن المشاع أن اليابانيين معتزون بهويتهم بالقدر الذي يضفي علي المستنسخ من روحهم وثقافتهم، ولديهم قاعدة مفادها إبداع أكثر أرباح أكبر، ونعود إلي الفيلم المعروض حاليا ونتساءل إلي أي حد عرض للحياة المصرية وبأي قدر عكس الروح المصرية أو أضاف للمذاق المصري، من فضلك راجع فيلم إجازة نصف السنة لعلي رضا وما جدوي الأفلام إن لم تشاركنا معيشتنا ولا تعزلنا عنها.

ختاماً أقدم بدوري دعوة للمنتجة لبسط قبضتها علي ميزانيات الأفلام لتنطلق الأفكار الحلوة كالفراشات الملونة نحو النور.

جريدة القاهرة في 5 ديسمبر 2006

 

من شون كونري إلي دانييل كريج

جيمس بوند مستمر في تجديد شبابه‏!‏

‏*‏ ريم عزمي 

يتسلم نجم جديد شعلة المغامرة‏,‏ بعد‏5‏ نجوم سبقوه‏,‏ فيقوم الإنجليزي دانييل كريج بأداء شخصية عميل المخابرات البريطانية جيمس بوند الشهير برقم‏007,‏ ليستكمل المسيرة التي بدأها زميله الكبير الأسكتلندي شون كونري منذ عام‏1962‏ بفيلم دكتور تو وشاركته بطولته السويسرية الجميلة أورسولا أندرس‏.‏ بلغت تكاليف الفيلم آنذاك مليون دولار‏,‏ وحصد أكثر من‏16‏ مليون دولار‏.‏ أما الجزء الجديد الذي يحمل رقم‏21‏ في تاريخ السلسلة بعنوان كازينو رويال فتكلف‏102‏ مليون دولار و ضرب الرقم القياسي في أرباح السلسلة في أول يوم عرضه في بريطانيا‏,‏ فحصد‏1.7‏ مليون جنيه استرليني‏,‏ ليتفوق بذلك علي مت في يوم آخر الذي قام ببطولته الأيرلندي الجذاب بيرس بروسنان في‏.2002‏ وبلغت أرباح آخر‏4‏ أجزاء للسلسلة‏1478‏ مليون دولار‏,‏ ويعرض في مصر في نفس الوقت‏.‏

كتب مبدع سلسلة جيمس بوند إيان فليمنج قصة كازينو رويال عام‏1953,‏ وتم تقديمها قبل ذلك عام‏1967‏ في إطار كوميدي في فيلم ضم باقة من النجوم‏,‏ علي رأسهم ديفيد نيفين في دور جيمس بوند‏,‏ وبيتر سيلرز في دور آخر للعميل بوند وأورسولا أندرس في دور العميلة فيسبر ليند‏,‏ وأورسون ويلز في دور الشرير ليه شيفر أي الرقم باللغة الفرنسية‏,‏ ووودي آلان في دور ثالث للعميل بوند وديبراكير في دور عميلة أيضا‏.‏

وبعد مرور كل هذه السنوات‏,‏ ظهرت موضة إعادة إنتاج الأفلام بشكل أكثر إبهارا بفضل المؤثرات الخاصة والمبالغ الضخمة‏.‏ تقوم الفاتنة الفرنسية‏-‏ السويدية إيفاجرين بدور فيسبر ليند‏,‏ وهي رابع فرنسية تشارك في السلسلة بعد كلودين أوجيه‏,‏ وكارول بوكيه‏,‏ وصوفي مارسو‏.‏

شاهدنا إيفاجرين صاحبة الشعر الداكن والعينين الخضراوين في مملكة الجنة في دور سيبلا ملكة القدس‏,‏ أما دانييل كريج‏-38‏ عاما‏-‏ فعهدناه في أدوار الشر‏,‏ في الجزء الأول من لاراكروفت‏:‏ سارق القبور‏,‏ وطريق الهلاك‏,‏ وميونخ‏,‏ وهو يشبه في الشكل النجم الأمريكي الراحل ستيف ماكوين‏.‏ ويداعبه النقاد قائلين إن أهم المؤثرات الخاصة في هذا الفيلم تتكون من عينيه الزرقاوين وأنفه المكسور وعضلات ذراعيه‏.‏

تم التصوير في جزر الباهاما بمنطقة الكاريبي‏,‏ وتم مزج عدة عناصر كعادة توليفة جيمس بوند‏,‏ مثل الإرهاب والقمار والجميلات والسيارات‏.‏

الأهرام العربي في 2 ديسمبر 2006

سينما عالمية :

رحيل واحد من أهم مجددي السينما المعاصرة :روبرت إلتمان بين نقد الواقع والنهايات المفتوحة

كتب عماد النويري:

خلال الاسبوعين الماضيين وبالتحديد في 22 نوفمبر المنصرم رحل عن عالمنا واحد من اهم صناع السينما ومجدديها خلال النصف الأخير من القرن الفائت. توفي روبرت إلتمان عن عمر ناهز ال 81 عاما بعد حياة فنية عامرة بالعديد من الإنجازات التي بذل لتحقيقها الكثير. ولم يكن من اولئك المهتمين بالتنظير على حساب الصناعة، فمنذ تحقيقه لأول افلامه قبل اربعين عاما قام بإخراج ما يوازيها من اعمال سينمائية وتلفزيونية، اسس إلتمان لنظريته ورؤيته السينمائية من خلال اعماله وكان آخرها A Prairie Home Companion والذي حصل على تنويه خاص بمهرجان برلين الدولي ويعد من ابرز الافلام المرشحة للمنافسة على جوائز الاوسكار.

تجديد وتحفة سينمائية

بانضمامه إلى شركة كالفن للإنتاج وتركه للعمل العسكري بنهاية الحرب العالمية الثانية شارك إلتمان في اخراج العديد من المسلسلات والأعمال التلفزيونية، وكان ان اخرج في هذه الفترة ما يفوق ال 60 فيلما قصيرا وبعضا من اولى تجاربه السينمائية الطويلة الأولى، وذلك حتى عامه ال 70 عندما قام بإخراج فيلم MASH أشهر افلامه وانجحها على الإطلاق والذي نال به سعفة مهرجان كان. أخذ إلتمان على عاتقه مع بعض مخرجي السبعينات من امثال ارثر بين ومايك نيكولس وستانلي كوبريك السعي الى التجديد في السرد السينمائي الكلاسيكي والمعالجة الواقعية الذي يفرضها الحدث الدرامي بعيدا عن السرد الروائي الأدبي الذي اتسمت به كلاسيكيات السينما مسايرين في ذلك المدارس والموجات الأوروبية التجديدية.

في هذه الفترة قام التمان بإخراج بعض من اهم افلامه من بينها فيلم McCabe & Mrs. Miller، The Long Goodbye، ثم تحفته السينمائيةNashville التي لخص فيها فلسفته في السرد السينمائي، إلا انه وبعد خفوت نجم المجددين اواخر السبعينات وحلول ثقافة سينمائية جديدة تمثلت في ما اصطلح على تسميته بافلام blockbuster قاد ريادتها مخرجون شباب من امثال سبيلبيرغ وجورج لوكاس قام حينها التمان ببيع شركته السينمائية Lions Gate studio والاكتفاء في فترة الثمانينات بإخراج عدد من افلام الظل والأفلام التلفزيونية التي مارس فيها بعضا من تجاربه السينمائية والتي لم تجد القبول التجاري المعتبر، حتى عام 90 وهو العام الذي اخرج فيه فيلمه الذائع الصيتThe Player وعاد من خلاله إلتمان الى الأضواء مرة اخرى وببصماته ورؤيته السينمائية الأولى نفسها، والذي اردفه بنجاحات اخرى في السنوات اللاحقة في افلام لقيت ردودا نقدية واسعه متباينة من امثال فيلم Short Cuts، Pr t- -Porter، وGosford Park

مفاهيم وعمق خاص

انطلقت مفاهيم التمان في السرد السينمائي، وتطورت من مفهومها البسيط والدارج الى لغة سينمائية مركبة لا يكاد يتقن ادبياتها غيره. تتلخص اهم تلك الأدبيات في المزج بين الحدث ومكوناته الانفعالية والعاطفية، وما بين الفعل وردة الفعل وهو ما يفرض استبعادا لأي اشارات ميلودرامية محتملة يمكن ان تفرض على المشاهد رؤية محددة توجه من خلالها انفعالاته العاطفية الى زوايا محددة، وهو ما يشير اليه التمان 'بالواقعية اللاشعورية' في السرد السينمائي.

وتفتقت عن هذه النظريه سمات عامة لا يمكن اغفالها في سينما التمان، اول تلك السمات خلقه لشخصيات كثيرة في افلامه لكل منها عمقها الخاص والمستقل والتي تتقاطع مصالحها واحداثها ان بصورة واضحة وحاضرة او بصورة عابرة وهامشية، ومن هنا فإنه لا وجود لبطولة حقيقية في افلامه كما هي في السينما التقليدية فبطل احد خطوط الفيلم يكون ثانويا في افرعه الأخرى. كما ويكثر التمان من استخدامه للقطات الطويلة في تصويره مشاهد افلامه والتي قد يتداخل فيها اكثر من حدث وشخصية، وقد يحدث ان تتداخل الحوارات المستقلة في اللحظة ذاتها واللقطة ذاتها التي لا تتوافق في موضوعاتها او حتى في مستوياتها اللغوية. ومن السمات الأخرى البارزة افتتاحيات افلامه العرضية التي قد تبدأ من منتصف حدث ما او اخره وتركه نهاياتها مفتوحة وكأن افلامه قطعة زمنية لا علاقة لها بالإيقاع التقليدي للأحداث، والتي يحكمها الحدث اولا قبل ان يكون الزمن.

لوحة سينمائية

إن هذه الرؤية الممعنة في الخصوصية صنعت ما يمكن ان يطلق عليه سينما روبرت التمان، تلك الصورة السينمائية التي كثيرا ما يشير اليها التمان بأنها لوحة زيتية تقتطع الواقع من خلال نافذة زمنية معينة وصورة مقربة لكل نقطة من نقاطها.

فهو كما يصف نفسه رسام تشكيلي اكثر من كونه حكواتيا. استطاع بريشته ان يعري المجتمع الأميركي بجميع الوانه واصنافه بصورة تهكمية ساخرة، نازعا عنها تلك الصور المثالية التي انتجتها آلة الإعلام وصناعة الحلم الأميركي، فكان ان تحدث حول المجتمع العسكري من خلال مخيم تقيم فيه البعثة الطبية لكوريا في فيلم MASH، ثم عن المجتمع الموسيقي في واحد من افضل افلامه واعظمها على الإطلاق Nashville، ولم تكن هوليوود بمعزل عن اطروحاته اللاذعة في فيلم The Player، الى اكثر المجتمعات انغلاقا حول افرادها حيث الطبقة الارستقراطية والبرجوازية في فيلم Gosford Park، او حتى الشارع الأميركي البسيط في Short Cuts، ثم ليحكي حكايته الساخرة مع الموت في فيلمه الأخير A Prairie Home Companion وتطوى بذلك مسيرة سينمائي صنع السينما قبل ان تصنعه.

القبس الكويتية في 5 ديسمبر 2006

 

أبطال فيلم استغماية‏..‏ سنة أولي سينما

ثلاثة أفلام مصرية في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة

تحقيق ــ زينب هاشم 

يشهد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذاالعام عرض أربع تجارب سينمائية مصرية‏,‏ ثلاث منها ضمن المسابقة الدولية وهي‏:‏ قص ولزق‏,‏ ومفيش غير كده‏,‏ واستغماية وهو التجربة الإخراجية الأولي لعماد البهات‏,‏ الذي صاغ السيناريو والحوار أيضا‏,‏ ويعد استغماية من التجارب المختلفة سينمائيا‏,‏ فأبطاله جميعهم من الوجوه الجديدة‏,‏ وهذا ما راهن عليه منتج الفيلم هاني جرجس فوزي‏.‏ الأهرام العربي التقت نجوم الفيلم الشباب والذين يمثلون مصر في المسابقة الدولية للمهرجان‏,‏و تحدثوا عن إحساسهم بالتجربة وبالعمل ومشاركتهم في مهرجان دولي يعرض إنتاجات سينمائية مختلفة‏.‏

و البداية مع أحمد يحيي الذي قدمه يوسف شاهين من قبل في فيلم إسكندرية نيويورك مع محمود حميدة ويسرا ولبلبة‏,‏ وعن فيلمه الجديد قال‏:‏ أنا سعيد جدا جدا بمشاركتي في هذا العمل حيث إن التجربة مختلفة تماما ليست فقط في تركيبة الشخصية‏,‏ ولكن لأن العمل في حد ذاته جديد تماما ومختلف عما يقدم في السينما حاليا‏,‏ وعندما قرأت سيناريو العمل شعرت أنه عمل جيد جدا وكدت أطير من السعادة وكنت آنذاك أقوم بتصوير فيلم إسكندرية‏-‏ نيويورك وما إن انتهيت من تصويره حتي بدأت التحضير للعمل مع المخرج عماد البهات‏,‏ والحمد لله الفيلم تم التحضير له بشكل معقول‏,‏ ويكفي أن أقول إن عماد مخرج متميز وصاحب رؤية وقام باستخدام أساليب وتكنيك تصوير جديد ومختلف بما يتناسب مع طبيعة فيلمه‏.‏

وعن توقعاته للفليم وما إذا كان يتوقع له جائزة في المهرجان أم لا يقول‏:‏ مهرجان القاهرة السينمائي من أهم وأكبر مهرجانات العالم لذلك يكفينا المشاركة فيه‏,‏ والوقوف أمام أفلام عالمية من كل دول العالم للمشاركة في هذا العرس السينمائي‏,‏ لذلك أنا سعيد جدا وبالطبع عندما أحصل علي جائزة أو يحصل العمل ككل علي جائزة‏,‏ وهذا ما نأمله ونطمح إليه‏.‏

أما عن كون الفيلم ليس بطولة مطلقة له وكانت تجربته من قبل مع شاهين مميزة جدا بالنسبة له‏,‏ قال لا يمكن مقارنة التجارب السينمائية ببعضها البعض ولكن بالفعل تجربتي مع شاهين كانت تجربة كبيرة جدا ومميزة وأيضا تجربتي في هذا العمل الذي لم يقدم في السينما من قبل لذلك لا ألتفت لمثل هذه الأقاويل‏,‏ وعن الشخصية التي يقدمها قال‏:‏ أقدم شخصية شريف وهو ولد من ضمن أبطال العمل والعمل بالكامل تدور أحداثه في‏24‏ ساعة وهو عمل يحمل كثيرا من الأعباء النفسية التي يعاني منها الشباب ويعانيها المجتمع بشكل عام حيث يشهد الفليم الصراع بين الحرية والعادات والتقاليد والحلال والحرام وأشياء أخري من هذا القبيل ولا أفضل الحديث عن الشخصية أكثر من ذلك حتي لا أحرق تفاصيل العمل‏.‏

تشارك أيضا في بطولة الفيلم هيدي كرم وهي بدأت حياتها الفنية كموديل منذ أن كان عمرها‏15‏ سنة وبعد نجاحها في عالم الإعلانات عملت كمذيعة لفترة ثم اتجهت إلي شاشة الدراما التليفزيونية ومنها إلي عالم السينما من خلال مشاهد بسيطة جدا شاركت فيها هند صبري والفنان محمود حميدة بطولة فيلم ملك وكتابة وعن فيلم استغماية تقول‏:‏ في هذا العمل أقدم شخصية سلمي وهي فتاة تحيا حياتها مع جيلها من الشباب والشابات وتواجه الصراع الموجود في مجتمعنا بين الحلال والحرام والعمل والاستقرار والعادات والتقاليد والحرية إلي أن تحدث أشياء تؤثر عليها وعلي من معها من أصدقائها وتغير حياتها‏,‏ ولكن سلمي في حقيقة الأمر فتاة تحمل تناقضات كثيرة جدا وصراعات أيضا‏,‏ وأنا عن نفسي معجبة جدا بالعمل وأتمني أن أحقق نجاحا فيه‏,‏ لأنني أحب السينما وأتمني أن أحقق نجاحا وانتشارا جيدا من خلالها ومتفائلة تماما لان هذا العمل سيقدمني بشكل جديد لذلك انتظر عرضه بفارغ الصبر.

أما عن مشاركة الفيلم في المهرجان فقد سبق أن شارك فيلم ملك وكتابة من قبل في مهرجان الإسكندرية السينمائي وحقق نجاحا كبيرا علي مستوي آراء النقاد والجماهير‏,‏ ولكن ربما يكون فيلم استغماية مختلفا في أنه يشهد تجربتي أنا ومجموعة من الشباب وهذا في حد ذاته أمر جيد والحمد لله‏,‏ ويكفي مشاركة الفيلم ولكن أتمني أن يحقق العمل نجاحا كبيرا ويحصل علي جوائز كثيرة جدا‏.‏

يشارك أيضا في بطولة الفيلم عمرو ممدوح الذي كانت له تجارب بسيطة من قبل في فيلم حالة حب‏,‏ وعن استغماية قال‏:‏ أعتبر فيلم استغماية هو بدايتي الحقيقية وسعيد جدا بالعمل مع مخرج متميز يملك أدواته الإخراجية‏,‏ وهذا من الصعب أن نجده‏,‏ فالمخرجون الذين يهتمون بالتفاصيل أصبح عددهم قليلا جدا لذلك أنا سعيد بالتعاون مع هذا المخرج الذي كتب سيناريو الفيلم أيضا ببراعة شديدة‏,‏ أما فيلم استغماية فهو عمل تدور أحداثه حول جريمة قتل غامضة من خلالها تتكشف مشاكل الشباب وتناقضات حياتهم‏,‏ كما يقدم إعادة توصيف للسعادة مرة أخري وكفريق عمل واحد اتفقنا علي ألا ندلي بأي تصريحات عن العمل لأننا نخشي حرقه لذلك أكتفي فقط بالقول بأن الشخصية التي أشارك فيها هي شخصية من ضمن شخصيات العمل الذي أتمني أن ينال رضا الجميع عند عرضه‏.‏

وعن المشاركة في المهرجان يقول‏:‏ أنا سعيد جدا بالمشاركة في هذا المهرجان لأنه مهرجان دولي كبير وتشارك فيه كل دول العالم وفيلمنا جدير بالمشاركة فيه‏.‏

كما يضم العمل أيضا الوجه الجديد نبيل عيسي الذي بني آمالا كثيرة علي هذا العمل منذ أن شارك فيه منذ البداية وكان يري أنه بالفعل مختلف علي حد قوله ويستكمل‏:‏ في البداية أنا لا أهتم بكوني بطل العمل أو غير ذلك لأنني كل ما أهتم به هو المشاركة في فيلم جيد وهذا هو الأهم بالنسبة لي وأسعي إليه منذ زمن وعندما عرض علي هذا العمل كنت سعيدا جدا‏,‏ لأنه عمل مختلف وسيقدمني بشكل جديد بالتأكيد لست بمفردي البطل المطلق وإنما العمل يتيح مساحات متساوية لظهور الأبطال لذلك لم التفت لهذا الأمر‏,‏ والشخصية التي أجسدها في الفيلم شخصية شاب لديه أفكار وطموحات كثيرة يأخذ جيفارا مثله الأعلي ويسير علي نفس دربه في أمور كثيرة جدا جدا‏,‏ ويرسم ذلك خطا مختلفا في الشخصية عن باقي الأبطال‏,‏ وهو شاب طبيعي لديه أحلام كثيرة‏,‏ ولكن أحلامه كلها غير تقليدية وأتمني أن يحقق العمل نجاحا جيدا في المهرجان بإذن الله‏*‏

الأهرام العربي في 2 ديسمبر 2006

 

سينماتك

 

شهاب مضيء .. في الظلام الدامس

رفيق الصبان

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك