»كيف الحال« أول فيلم سعودي روائي طويل، ترقب كثيرون عرضه منذ أن أعلن عنه خلال مهرجان »كان« الماضي، وكذلك خلال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إذ جاء عرضه في إطار تشجيع الطاقات السينمائية العربية. طبعاً كان الجمهور العربي، السعودي خصوصاً، متلهفاً لهذه الإطلالة السينمائية السعودية الأولى التي حشدت لها »روتانا« موازنة هائلة تجاوزت مليوني دولار، كما جمعت لها عددا من أفضل الطاقات الفنية والسينمائية في العالم العربي، وذلك بحسب تصريحات مسئوليها. يأتي على رأس هذه الطاقات المخرج الفلسطيني المقيم في كندا ايزادور مسلم وهو أحد أهم المخرجين العرب الذين استطاعوا اقتحام المجال السينمائي في الغرب، إذ قام بكتابة وإنتاج وإخراج خمسة أفلام روائية من بينها فيلم »الفردوس قبل أن أموت« الذي أخرجه العام 1997 وشارك فيه النجم العالمي الكبير عمر الشريف، كما أنه فاز بالكثير من الجوائز من بينها جائزتا أفضل فيلم روائي في مهرجان تيلوريد عامي 1991 و2000. البحرين كانت المنطلق الأول لفيلم ايزادور الجديد. صحيح أنه عرض في دبي للمرة الأولى، لكنه لم يلق شعبية وجماهيرية عروضه المقامة في البحرين، إذ الاقبال على مشاهدته كبيراً جداً وخصوصاً من الجمهور السعودي، ولذلك فإن هناك ما يزيد على 10 عروض يومية للفيلم تتم على مدار الساعة. ويؤكد تقرير نقلته وكالة »رويترز« اجتذاب عروض الفيلم البحرينية أعدادا كبيرة من المشاهدين، الذين يأتي معظمهم من السعودية، وهم الذين أبدوا إعجابهم بالفيلم (بحسب التقرير) كما وجدوا فيه خطوة إلى الأمام، بل إن إحدى المشاهدات السعوديات وجدت فيه خير تمثيل للصورة الموجودة في المجتمع السعودي. يتناول فيلم »كيف الحال« الكوميدي قضية التطرف الإسلامي وقمع المرأة في المجتمع السعودي من خلال استعراضه عددا من الحالات الاجتماعية الواقعية، التي نجد تجسيدا لكل منها في أفراد أسرة سعودية تجمع ثلاثة أجيال. الجيل الأكبر سنا يمثله الجد (خالد سامي) وهو على رغم تقدمه في السن بعيد كل البعد عن التزمت، بل إنه ينافس أحفاده في اهتماماتهم وميولهم، وخصوصا حفيده سعيد الذي يهوى تصوير الأفلام ويتمنى إقامة مسرح تجريدي. الجد يدعم هذا التوجه الفني وكدلالة على ذلك نراه يتابع أحدث الفيديو كليبات التي تملأ الفضائيات، على الأقل كليبات كتلك التي تقدمها الفور كاتس، على اعتبار أن هذا نوع من أنواع الفن! الجيل الثاني في حياة الأسرة يمثله الأب، وهو على رغم تدينه منفتح إلى حد كبير يسمح لابنته بارتداء الجينز والملابس الضيقة، في اشارة إلى منحها مقدارا من الحرية، وهو اضافة إلى ذلك يؤمن بتعليمها وانضمامها لوظيفة ويعطيها الحق في اختيار شريك حياتها. أما الجيل الثالث فهو ما يسبب المشكلة التي تعيشها الأسرة، ويمثله ابن متزمت يقوم بدوره تركي يوسف، يحاول فرض تشدده الديني على باقي افراد الاسرة، وخصوصا ابن عمه سعيد (يقوم بدوره نجم ستار أكاديمي هشام عبدالرحمن)، وشقيقته سحر (ميس حمدان) التي يرغب في تزويجها من صديقه المتزمت. من ناحية ثانية لدينا سعيد وسحر، وهما شابان مختلفان، فسعيد فنان يرغب في تشكيل مسرح تجريدي ويحاول الحصول على ترخيص في بلد يحرّم الفن وينظر إلى الفنانين على أنهم اصحاب بدع ينبغي ملاحقتهم. أما سحر فهي مثال للفتاة المتحررة التي ترغب في العمل بالصحافة وتفعل ذلك متخفية تحت اسم آخر، وتكتب مقالات جريئة تدعو فيها الحكومة إلى سن تشريعات جديدة أكثر مجاراة لما يحدث في العالم ربما يمكن لها أن تحل بعض مشكلات الشباب كالبطالة. الفيلم وعلى رغم محاولته التعرض لبعض هموم المجتمع السعودي وطرحه بعض النماذج الحقيقية الموجودة في هذا المجتمع، فإنه أخفق في الغوص في تفاصيل هذه القضايا ومناقشتها بشكل جدي ودقيق، كما عجز عن تصوير الشخصيات المجتمعية بشكل مقنع. فكرة الفيلم الأساس أو قصته، التي جاء بها الكاتب اللبناني محمد رضا بمساعدة من المخرجة السعودية هيفاء المنصور، لم تتعد كونها محاولة لاستعراض الهموم لكنها جاءت مهلهلة غير مترابطة، تحوي الكثير من المفاهيم المغلوطة والمشوشة. مجريات هذه القصة كثيرة جعلت الفيلم يبدو مزدحما بكثير من الحكايات غير المترابطة التي أريد لها أن تشرح الوضع الاجتماعي السعودي الراهن، لكنها لم تتمكن من أن تكون سوى تصوير لبعض الحالات المجتمعية السعودية. ولعل ما يزيد الطين بلة هو استعانة روتانا بكاتب سيناريو مثل بلال فضل، لا أعرف إن كان يمثل واحدا من أفضل الخبرات الفنية التي يمكن لها أن تساهم في مشروع ترى فيه روتانا حجر أساس لصناعة السينما السعودية وترصد له الملايين، وخصوصا أن فضل لم يقدم ما يسر في سينما بلاده، بل جاءت أعماله خير ممثل لتردي السينما المصرية لعل أشهرها: حاحا وتفاحة، خالتي فرنسا، الباشا تلميذ، وهي أفلام لا تضيف لأي من عمل فيها أي قيمة تذكر، وربما يمكن لها أن تشكل نقاطا سوداء في حياة بعض أشهر أبطالها مثل عبلة كامل. سيناريو فضل جاء ضعيفا ضحلا غير مترابط مهلهلا لا عمق فيه ولا دقة، كما ساعد على إظهار كل مساوئ القصة الأساس وأحداثها المبعثرة، أما حواراته فكانت سطحية هشة غير منطقية ولا مترابطة. كذلك جاءت الحبكة الدرامية مهلهلة فليس هناك ربط بين الحوادث، هذا عدا عن كون هذه الحوادث كثيرة جدا وكأن كاتبي الفيلم أرادا تضمينه الكثير من القضايا التي يعاني منها المجتمع السعودي في فيلم واحد. لم يكن ذلك ممكنا طبعا وجاء العمل مزدحما بكثير من الحكايات غير المترابطة التي أريد لها أن تمثل واقعا اجتماعيا، لكنها لم تتمكن من أن تقدم سوى حالات اجتماعية متفرقة، لعل أهمها التطرف الديني، ومعاناة المرأة السعودية التي حصرها الفيلم في رغبتها في قيادة السيارة وخوض الحياة العملية. يستحيل أن تكون تلك هي هموم المرأة السعودية وهي امرأة مثقفة وواعية لا يمكن لهمومها أن تكون بتلك الضحالة! لم يضحك الفيلم مشاهديه ولم يمتعهم واستغرب التقارير الصحافية التي تؤكد العكس، بل لا يمكن اعتباره سوى محاولة أولية لم تحقق النجاح ولا ضير في ذلك لو كان الأمر بعيدا عن روتانا، لكن أن تخفق روتانا بكل ضخامة امكاناتها البشرية والمالية في صناعة فيلم سينمائي... أمر لا يغتفر لها. لعل ما استطاع الفيلم أن يفعله هو أن يفتح ملف الحياة الاجتماعية في السعودية ويسلط الضوء عليها. ويطرح السؤال ذاته: »كيف هو الحال« في المجتمع السعودي؟! الوسط البحرينية في 15 نوفمبر 2006
(كيف الحال) سينما سعودية تنشد الانفتاح والانطلاق رجا ساير المطيري في لقاء سابق نشر في (الرياض) بتاريخ (12-10- 2006) قال الأستاذ أيمن حلواني مدير الإنتاج السينمائي بشركة روتانا: (إن (روتانا) ليست مجرد شركة إنتاج بل هي فكرة ومعنى يجسد أمل السينما العربية والسعودية بشكل خاص لاختراق حدود المنافسة الإقليمية والعالمية).. وانطلاقاً من هذا التصريح يمكننا نحن كمشاهدين الحكم على فيلم (كيف الحال) والنظر إليه بوصفه حالة خاصة لا تقبل المقارنة ولا تحتمل طريقة الحكم التقليدية التي نتبعها في تقييم الأفلام العالمية. وذلك لأن الفيلم لم يُخلق في ظروف إنتاج طبيعية متاحة لكثير من السينمائيين العرب والعالميين بل تمت صناعته في أرض بِكر تمارس للمرة الأولى فعل الإنتاج السينمائي بشكله التجاري. لذا يجب وضع ظروف الإنتاج الخاصة في الاعتبار قبل الحكم على العمل وتقييمه. ووفق هذه الظروف يمكن القول بأن الفيلم قدم بداية مقبولة للسينما السعودية وبأن نتيجته الإجمالية جاءت موفقة إلى حد كبير.. وهناك حقيقة تقول بأن الفيلم حقق إيرادات كبيرة على مستوى شباك التذاكر في مملكة البحرين فقط خلال أيام معدودة وذلك قبيل انطلاقه في بقية الدول الخليجية والعربية وهذا نجاح تجاري يجب وضعه في الاعتبار أيضاً. فإذا أخذنا هذه الاعتبارات وجعلناها في مقابل التصريح السابق لمدير الانتاج السينمائي بروتانا وتأكيده على ضرورة التطلع إلى المستقبل سنجد أنفسنا أمام خطوة أولى جيدة لمشروع ضخم قادم سيكفل الثورة والمنافسة للسينما السعودية الفتية. ومادمنا قد اتفقنا على هذه الخصوصية وعلى قيمة وأهمية هذه الخطوة الأولى دعنا إذن ندخل مباشرة في صلب الفيلم نفسه لنعرف ما الذي يتحدث عنه وما هي موضوعاته ومضامينه وكيف أدار حكايته وما هي مواصفات السيناريو الذي حمل هذه الحكاية والأهم من هذا كله.. هل هناك مشاكل يعاني منها على مستوى النص والشكل والأداء.. لنتعرف على هذا كله في بقية المقال.. بداية.. حكاية الفيلم تتحدث عن عائلة سعودية تتأثر بكل الأفكار والاتجاهات التي تتنازع المجتمع السعودي. فقضايا مثل قيادة المرأة للسيارة والتطرف الديني وفرض الوصاية على المجتمع من قبل فئة ما متشددة والنظرة الدونية للفنون تجد لها حضوراً بارزاً في ثنايا حكاية الفيلم. ولدى هذه العائلة ابن شاب متشدد - يؤدي دوره الممثل (تركي اليوسف) - يتصادم كثيراً مع بقية أفراد العائلة وتحديداً مع أخته الصحفية الناجحة التي تضيق ذرعاً بأوامره الصارمة التي تحول بينها وبين الحياة الطبيعية، فهي تسعى إلى الاستقلالية، وقد منحها والدها الحرية في ممارسة حياتها العملية ضمن ضوابط معينة، لكن الأخ لا يرضى بذلك، بل يرغب في التشديد عليها وإعادتها إلى المنزل وتزويجها - من ثم - إلى صاحبه المعلم المتشدد - ويؤدي دوره الممثل (مشعل المطيري) - وهذا في تجاهل تام لرأيها ورغبتها ومحبتها الطاغية لابن عمها (سلطان) الذي يقوم بدوره الممثل (هشام عبدالرحمن). وهو شاب عاشق للحياة منفتح عليها محب للفن والجمال.. هذا هو العصب الرئيس المحرّك للأحداث، وعلى جوانبه تتناثر بقية قضايا الفيلم، فمرة تطل علينا قضية قيادة المرأة، ومرة ثانية نقترب من أزمة الفن والمسرح في السعودية، وثالثة نرى صداماً حاداً وجدلاً صاخباً بين تيارات الفكر المختلفة، ورابعة نعاين التأزم الواضح في الفكر المتشدد.. وهكذا طوال مدة الفيلم نشاهد قضايا متفرقة حشدت ونثرت على جانبي الخط الرومانسي الأساسي لحكاية الفيلم. وهنا نجد أنفسنا أمام سؤال يقول: هل وقت الفيلم يحتمل وجود هذا الكم الكبير من القضايا؟. وقبل الإجابة عنه دعنا نتأمل في مضامين الفيلم.. ما الذي يريد قوله؟ إن الواضح من طبيعة الشخصيات ومن نوعية القضايا المطروحة أن الفيلم يتماشى مع الوضع الراهن للمجتمع السعودي مركزاً على القضايا التي تشغله وتؤثر في حركته فهو يقدم صورة للتشدد الديني وللوصاية الفكرية التي يمارسها البعض ضد البعض الآخر كما يعرض قيادة المرأة للسعودية بشكل مؤيد وموافق تماماً. فالفيلم حين يصور هذه القضايا فهو يصورها بشكل يدين كل مظهر من مظاهر الانغلاق والتشدد ويؤيد كل انفتاح منضبط يتماشى مع عصر العولمة ومتطلباته. وهذا يبرز من خلال الصراع المحتدم بين الأخت وأخيها وما آلت إليه الأمور في النهاية من انتصار لروح الحرية والانفتاح. لكن بغض النظر عن أفكار الفيلم المجردة، والتي هي ممتازة في أصلها، تبقى هناك مشكلة حشد كل هذه القضايا في وقت محدود لا يتجاوز الساعة والنصف تقريباً. فهذا الأمر أدى في كثير من الأحيان إلى توهان المعنى النهائي لحكاية الفيلم والتشويش على المشاهد. أيضاً وجودها بهذا الكم الكبير يجعل من الصعب على السيناريست التحكم فيها وإدارتها وضبطها بشكل جيد لذا كان من الطبيعي أن نجد أحداث الفيلم وأفكاره تتمدد بشكل أفقي دون أن تتقاطع ودون أن يؤثر بعضها في بعض وهو ما خلق حالة من التشوش يستشعرها كل من شاهد الفيلم. لكن رغم ذلك فقد حمل الفيلم بعض المزايا الجيدة منها الموسيقى الجميلة التي أبدعها الموسيقار المتميز (راجح داوود) والتي يعيبها فقط أنها في بعض اللحظات لا تبدو معبرة عن حقيقة الصورة. أيضاً على مستوى أداء الممثلين فقد قدم (تركي اليوسف) أفضل الأداءات في الفيلم هو و(ميس حمدان) فيما لم يكن (هشام عبدالرحمن) على مستوى بقية الممثلين وقدم أداء متواضعاً جعله يتوارى خلف زملائه الذين قدموا أدوارهم بشكل ممتاز في حدود المساحة المتاحة لهم ك (خالد سامي)، (مشعل المطيري) و(علي السبع).. في النهاية يبقى فيلم (كيف الحال) جيداً برغم بعض الهنات في السيناريو، وهو تجربة أولى ممتازة تحسب لشركة روتانا، ويكفي منه أنه أصبح بمثابة الظاهرة التي ارتقت بالهمّ السينمائي السعودي ليصبح موضوع الساعة في كثير من المجالس والمنتديات. وهذا هو ما نريده حالياً من أي فيلم سعودي جديد أن يضع السينما كموضوع أساسي للجدل والنقاش حتى يصل المجتمع إلى اقتناع تام بأهمية الفن السابع وبقية الفنون الأخرى.. الرياض السعودية في 9 نوفمبر 2006
البداية مع (كيف الحال) إعداد: رجا ساير المطيري حين تنظر إلى مسيرة كثير من المخرجين السينمائيين العظام تجد أنهم قدموا في بداياتهم أفلاماً بسيطة متواضعة. لكنهم تطوروا فيما بعد ليقدموا لنا تحفاً لا تنسى. ومن هؤلاء يبرز المخرج الأمريكي المعروف (أوليفر ستون) الذي قدم في بداية مسيرته الإخراجية فيلم الرعب (اليد - The Hand) الذي كان متواضعاً بشكل يجعل من عملية الجمع والربط بينه وبين التحف الأخرى التي صنعها لاحقاً نفس المخرج عمليةً صعبة ومستحيلة تقريباً. لكنها البدايات.. والبدايات عموماً لا يقاس عليها.. فمهما جاءت سيئة مليئة بالأخطاء فهي تظل (بداية) تستوعب التجريب وتنشد التطور حتى تصل إلى مستوى الكمال.. ومثل هذا المعنى يجب أن يكون حاضراً في أذهاننا عند الحديث عن السينما السعودية.. فهذا المولود الجديد لا يزال في بدايته والمتوقع منه بل المطلوب منه ليس المنافسة بقدر ما هو مواصلة التحرك والنمو والارتقاء إلى الأعلى، إلى الأجود. لذا ينبغي علينا أن لا نطالبه منذ (البداية) بالمستحيل ونرغمه على مقارعة من سبقوه في هذا المجال. يجب أن نصبر وأن ننظر إلى هذا المولود بعد سنوات من الآن.. كيف سيصير حاله؟. إن المتوقع دائماً من كل بداية أن تكون بسيطة يشوبها شيء من ملامح النقص. فهذا هو الوضع الطبيعي. لكن الذي ظهر في فيلم (كيف الحال) جعل هذه البداية مقبولة ومستساغة ومبشرة بمستقبل حسن للسينما السعودية. فقد جاء الفيلم متجاوزاً لكثير من عثرات البدايات وبشكل ينافس حتى الأعمال المصرية التي تسير في نفس الاتجاه الرومانسي الخفيف حيث الحكاية البسيطة والتصوير الجيد والصنعة المقبولة. وهي بداية جيدة، تجعل من اللازم والضروري، خاصة ونحن نرى نجاحات الفيلم في شباك التذاكر، أن نصرّ على مبدأ التطور والارتقاء إلى الأعلى وأن نشدد على شركة روتانا التي أنتجت الفيلم أن تواصل مسيرتها وأن تنتج الأفلام تلو الأفلام حتى تصل بالسينما السعودية إلى مستوى الكمال.. وهذا ليس ببعيد.. الرياض السعودية في 2 نوفمبر 2006 |
التي احتفت بها النيويورك تايمز: ليس هدفنا انتقاد المجتمع السعـودي.. وإنما تقديمه للعرب أجري الحديث ـ سامي كمال الدين هي هالة سرحان وروبي ونانسي عجرم وهيفاء وهبي وأنغام, وكل هؤلاء في البرنامج الكوميديcbm الذي يقدم علي الـmbc, وهي سحر في الفيلم السعودي كيف الحال, الذي يشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الثلاثين في مسابقة أحسن فيلم عربي, بعدها سيطرح بدور العرض المصرية, وهي أكثر بنات جيلها قدرة علي التقليد, وفي الأيام المقبلة ترونها مطربة, ليس لأنها تريد الغناء, لكن لأنها طقت في دماغها فكرة كوميدية غنائية, إنها الأردنية التي ولدت في أبوظبي وتعيش في مصر ميس حمدان التي يأخذها طموحها إلي عنان السماء, ولا يتوقف عند حدود, وتستطيع أن تلعب أدوارا بلهجات مختلفة, وهذا ما سنكتشفه في حوارها مع الأهرام العربي. ** كيف كانت بدايتك؟ بدأت وأنا في المرحلة الثانوية, وذلك من خلال الإعلانات في التليفزيون المصري, وكنت مقلة في تقديم الإعلانات, يمكن4 إعلانات كل عام, حتي عرض علي أحد المخرجين تقديم برنامج من خلال إحدي القنوات الفضائية المصرية, وبالفعل قدمته وكان اسمه غزالي, وكان مثل توب تن عن الأغاني العربية, وحقق لي نجاحا كبيرا لدرجة أنني فور أن قدمت الحلقة الخامسة من برنامج غزالي حتي وجدت القائمين علي الإنتاج في الـmbc شاهدوني وأحبوا أن أنضم إليهم كمذيعة وبالفعل عملت معهم, وبعد ذلك اكتشف القائمون علي برنامجcbm أن عندي ملكة التقليد, فضموني إليهم وبدأت فيه ثم فضلت الابتعاد عن تقديم البرامج, وبدأ عندي توجه آخر, حيث اكتشفت في نفسي موهبة التمثيل. ** والبداية كيف كانت مع التمثيل؟ قدمت مسلسلات, لكن خارج مصر, فحتي الآن لم تأت لي الفرصة المناسبة للعمل في مصر, إلا أنني شوهدت كثيرا من خلال مسلسلات الـmbc, حيث شاركت في مسلسلين, كما قدمت الحلقات الكوميدية قرقيعان مع داود حسين, الذي حقق لي انتشارا كبيرا في الدول العربية خاصة في الكويت, لأنه برنامج كويتي. ** وما هدفك من المشاركة في الأعمال المصرية؟ أي فنان يحلم بتحقيق وجوده داخل مصر, لأنها المرحلة التي تطلقه إلي الشهرة والنجومية, ثم إنني نشأت وتربيت و أعيش في مصر, ومثل أي فنان يحلم بالبطولة المطلقة, وينتظر هذا الحلم لدرجة أنه عرضت علي أدوار كثيرة رفضتها, حتي جاء دوري في فيلم ظرف طارق, وهو دور جميل, وكنت مترددة لأن الدور كان صغيرا بمعايير طموحاتي, لكنني وجدت أني سأقدم الدور مع نجوم مثل أحمد حلمي ونور ومجدي كامل, ولا توجد تجربة سينمائية لي قبل هذا, فقلت لماذا لا أجرب وأتعرف أكثر علي السينما وأقترب منها, وحقق الفيلم نجاحا كبيرا وعرفت من خلاله, وأتمني مع عرض كيف الحال في دور العرض المصرية أن يعرفني الجمهور أكثر,ولا تتخيل مدي سعادتي بمشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي فهذا من أهم ما وقع لي هذا العام. ** جاء كيف الحال بعد ظرف طارق كأول إنتاج سعودي؟ هذه التجربة أسعدتني جدا, وقد جاءتني من خلال شركة روتانا, رغم أنها سعودية وليست مصرية, وأنا أحاول تحقيق الانتشار داخل مصر, لكنني أعتقد أن هذه التجربة إضافة مهمة لي. ** هل كانت اللهجة عائقا بالنسبة لك؟ احترمت شركة روتانا أنها قدرتني واختارتني كأردنية أتحدث اللهجة المصرية لأداء دور فتاة سعودية, وتحدثت اللهجة السعودية بشكل جيد في الفيلم, وقد تم اختياري كبطلة مطلقة في هذا الفيلم, ولما سألتهم عن ذلك قالوا إنهم كانوا يشاهدوني في الـmbc ويعجبون بأدائي, واختاروني مع ممثلين خليجيين والمخرج إيزادور مسلم, وهو مخرج كندي من أصل فلسطيني. ** أين تم تصوير الفيلم؟ في دبي.. حيث استمر التصوير لمدة أربعة أسابيع. ** ما الذي يدور حوله الفيلم؟ لا أريد أن أحرق الفيلم, لكنه باختصار يتحدث عن المجتمع السعودي بشكل خاص, بسلبياته وإيجابياته, وهو يتناول بالتحديد الجيل الجديد في المجتمع السعودي بطموحاته وأحلامه وكيف أنه يختلف عن الجيل القديم. ** وماذا عن دورك في الفيلم؟ أقوم بدور فتاة اسمها سحر من عائلة ثرية طموحة جديدة مثل أي فتاة موجودة في جيلها تسعي لتحقيق طموحاتها وإثبات ذاتها في العمل, وهي ضد فكرة الزواج المبكر الموجود في المجتمع السعودي والمجتمع العربي بوجه عام, لكنها تواجه ضغوطات من قبل أهلها لأنهم يريدون تزويجها في سن صغيرة, وتصر علي أن تصير صحفية شهيرة, وتعيش قصة حب مع ابن عمها الذي يعيش معها في نفس البيت, الذي يلعب دوره هشام الهويش, وهو ممثل سعودي ونجم ستار أكاديمي, وتتصاعد الأحداث. ** هل تعتقدين أن الفيلم تغلغل في مشاكل المجتمع السعودي بعمق؟ بالتأكيد لا, لأن هذا أول فيلم سعودي, وتخيل أننا نستمع للنقد منذ بدء فكرة الفيلم, هناك انتقادات عديدة للفيلم قبل ظهوره سواء كان نقدا بالإيجاب أم السلب ولا أعرف كيف يحكمون أم ينتقدون فيلما لم يعرض بعد, وحقيقة أن الفيلم ناقش العديد من مشاكل المجتمع السعودي, لكني لا أستطيع أن أقول إنه ناقشها بعمق, كما أن هدفنا من هذا الفيلم ليس انتقاد المجتمع السعودي بقدر تقديم المجتمع السعودي داخليا إلي المجتمع العربي, وأن ننقل صورة من داخل هذا المجتمع غير معروفة للكثيرين, وأن نقدم سينما جميلة وخفيفة وبسيطة, وبإطلالة أولي, فالفيلم به كوميديا وأكشن وأشياء عديدة, وأعتقد أن الأمور سوف تتطور في الأفلام السعودية بعد ذلك وتقدم الأكثر. ** ميس.. أنت أردنية مولودة في أبوظبي وتعيشين في مصر, وتلعبين بطولة أول فيلم سعودي.. هل هذا تخطيط منك أم قدر؟ قدر وتخطيط في وقت واحد, لأني اكتشفت منذ بداياتي أن هذا شئ يميزني بأني أجيد أكثر من لهجة المصرية واللبنانية والسعودية والأردنية والتونسية وغيرها, فهذا يضيف لي كثيرا وجاهدت لأجل إجادة الموضوع أكثر وأن أثبت للناس أني أستطيع تقديم كل اللهجات العربية. ** ما الذي أضافه لك الفيلم السعودي.. كيف الحال؟ لا أستطيع أن أقول أضاف لي الآن إلا حين عرضه, هذا كممثلة, أما بشكل شخصي فإن هذا الفيلم منحني ثقة كبيرة جدا في نفسي, فهو أول بطولة لي كممثلة, كما منحني علاقات جيدة وسمعة طيبة في الوسط الفني* الأهرام العربي في 25 نوفمبر 2006
للقلم عيون.. كيف الحال سيد عبد القادر يحضر كثير من المواطنين السعوديين هذه الأيام إلى البحرين، ويقطعون عشرات الكيلومترات لمشاهدة أول فيلم سعودي يحمل اسم « كيف الحال«، ويخرجون ليطلقوا العديد من التعليقات على هذا الفيلم، وإن كانوا جميعا يتفقون على الترحيب بهذه التجربة التي تأخرت طويلا، لأن السعودية كبلد له ثقافة تفرض حضورها في المنطقة في الشعر والأدب والغناء والموسيقى، كان يفترض به أن يدخل إلى عالم السينما منذ سنوات طويلة، إلا أن التعليقات تنقسم بين فريقين ، فهناك من يرى أن الفيلم الذي تدور أحداثه في قالب كوميدي، ينقل صورة أمينة للواقع السعودي الآن ، بينما هناك من يرى أنه - أي الفيلم- يعرض الحقيقة بصورة تشوبها بعض المبالغات، لكننا لم نسمع من يهاجم هذه التجربة أو يطالب بوقفها وهذا هو الأهم. وربما يكون من الأفضل إفساح المجال للحديث عن خصائص الفيلم ومميزاته وعيوبه لنقاد السينما المتخصصين، لكن ما يهمني ويهم الكثيرين هنا هو دلالات هذه الخطوة سياسيا واجتماعيا وثقافيا، فلا يمكن فصل توقيت ظهور هذا الفيلم عن السياق العام الذي تعيشه منطقة الخليج بوجه عام والسعودية بوجه خاص، فالمتابع الجيد يدرك مدى الانفتاح السياسي والفكري التي تعيشه السعودية الآن، وهو انفتاح يراقبه الجميع بدرجه هائلة من السعادة والاهتمام، وهذا الانفتاح الكبير سمح بظهور رواية سعودية أصبحت حديث الأوساط الثقافية العربية باسم «بنات الرياض« للكاتبة السعودية رجاء الصالح، وهي تتعرض لخصوصيات حياة بنات طبقة معينة في العاصمة الكبرى لدول مجلس التعاون، ولم يكن غريبا أن تتبارى وكالات الأنباء العالمية طوال رمضان الماضي في الحديث عن مسلسل «طاش ماطاش« الشهير الذي يقدم للعام الرابع عشر على التوالي، والذي استطاع أن يقتحم «عش الدبابير« وينتقد بصورة جميلة وجريئة، أصحاب الأفكار المتطرفة التي نعاني منها جميعا في السنوات الأخيرة. وما أردت الوصول إليه هو أن هذا الفيلم ليس سوى حلقة في سلسلة إبداعات سعودية طال انتظارها من بلد له تاريخه وثقافته ، وندرك جميعا أنه يضم آلاف المبدعين، ومع مزيد من الانفتاح ربما نرى في الغد القريب عشرات الشعراء مثل الدكتور غازي القصيبي والأمير خالد الفيصل، وعشرات الروائيين مثل عبدالرحمن منيف. ولذلك فعندما تسأل أي متابع لهذا الظاهرة الثقافية التي تتشكل ملامحها أمام الناظرين «كيف الحال« لا بد ان يبتسم ويرد قائلا «عال العال«. أخبار الخليج البحرينية في 20 نوفمبر 2006
|
Review »كيف الحال«.. محاولة سينمائية فاشلة منصورة عبدالأمير |