بعد حالة غياب مفاجيء، فرضتها لحظة مؤلمة من عمر الزمن ، تجدد اللقاء بيننا ، لكنني لم أكن أتوقع أن يكون موعدي مع المخرج العالمي مصطفي العقاد، بين دروب حلب التي عشقها حتي الجنون وكأنها ليست وطنه الأول والأخير، بل أمه الحنون .. إنصهر في ملامحها حتي صار جزءا عزيزا من كيانها وتاريخها .. سنوات طويلة عاندتني فيها الظروف، وظلت تلك الزيارة المؤجلة منذ سنوات حلما في خيالي، يراودني بين الحين والحين .. لكنني هذه المرة تعلقت بأهداب الفرصة ، وتملصت من كل إرتباطاتي وإتخذت قراري مع سبق الاصرار علي محو هذا البعاد ، ولبيت الدعوة كي لا أخلف الميعاد الذي إختارته الأقدار لهذا اللقاء الحميم .. وها أنا أجد نفسي وجها لوجه مع هذه المدينة، والبقعة الغالية من أرض الوطن التي تشبه بلدي كثيرا، ولكن بفارق بضعة عقود من السنين .. ذكرتني حلب مهد العقاد ولحده أيضا بمصر الستينيات بقيمها، ومفردات شعبها.. أرضها وناسها .. طقسها وطقوسها ؟أصالتها وطيبتها .. مفكروها ومبدعوها ، وكأنني سافرت في رحلة إلي الماضي وعادت بي عقارب الزمن إلي الوراء ! شاءت أقداري أن تكون أول مرة تطأ فيها أقدامي سوريا أو الشام كما يطلقون عليها لحضور مناسبتين غاليتين علي نفسي .. إحياء الذكري السنوية الأولي لرحيل المخرج العالمي المبدع مصطفي العقاد، وإلقاء محاضرة عن شخصيته وفنه في الندوة التي نظمتها مؤسسة السينما السورية، وكانت فرصة طيبة لأستعيد فيها ذكرياتي معه، وعلاقتي به من واقع رؤيتي لأعماله الفنية وأحلامه السينمائية، وبالفعل كانت حلب هي التي جددت لقائي به بعد أن افتقدته كثيرا منذ إختطفته يد الارهاب الغادر في عمان العام الماضي. أما المناسبة الثانية فكانت ترتبط بحلب أيضا التي توجت بإختيارها عاصمة للثقافة الاسلامية.. تلك المدينة الجميلة الراسخة في قلب التاريخ . وليس صدفة أن يقع إختيار منظمة المؤتمر الإسلامي علي 'حلب' لتكون عاصمة الثقافة الاسلامية لهذا العام .. فهي المدينة التي قدمت للإنسانية العديد من المبدعين في شتي المجالات، مثل الفارابي الفليسوف المعروف الذي تدرس كتبه حاليا في جامعات أوروبا وأمريكا .. والمفكر المجاهد سيف الدولة الحمداني وأبو الطيب المتنبي شاعر الصحراء، ومصطفي العقاد أعظم المخرجين العرب ، والذي لم يحب مدينة قط كما أحب حلب ، فاختزل تاريخها وحضارتها، وثقافتها الاسلامية في شخصيته وأعماله، وصنع أفلاما تعبر عن هذا المخزون الثقافي والفني الذي عاشه في طفولته بين حواري وشوارع ومتاحف، ومساجد مدينته التي سكنها في طفولته وصباه ، وسكنته تلك المدينة حتي آخر لحظات حياته. وليس صدفة أيضا أن يكون مصطفي العقاد .. الفنان المغرم بالتاريخ الاسلامي إبنا شرعيا لهذه المدينه التاريخية الجميلة ، التي شهدت حضارات الأمويين والعباسيين والمماليك ، ومازالت جوانبها وجدرانها وقلاعها ومساجدها تفوح بالآثار وعطر التاريخ . كل ذلك لم يكن أبدا صدفة ، بل كانت الأقدار تصنعه علي مر التاريخ بالبشر والحجر .. فقد كانت تلك المدينة محطة رئيسية في رحلة سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام ، وملتقي الأجناس والثقافات والأدباء والشعراء، يتغنون بها ويفتتنون بملامحها . وكما قدمت مدينه حلب للإنسانية قبل أكثر من ألف عام فنانا عظيما وشاعرا نابغة ، لازال التاريخ يحتفي به حتي اليوم ، ألا وهو 'المتنبي' الذي خلد نفسه بأشعاره، فقد أنجبت أيضا مصطفي العقاد الذي لا يختلف كثيرا في فنه وحياته، وحتي طريقة موته عن إبن وطنه، وشريكه في مسقط الرأس أبو الطيب المتنبي ! فكلاهما من حلب ويحمل عراقة وأصالة هذه المدينه العتيقة.. وكلاهما كان وطنيا متيما بحضارته وتاريخ بلاده، ومقاتلا عنيدا في الدفاع عن شرف العروبة وقيم الإسلام .. وكلاهما عاش مهموما بالفن ومات شهيدا بطعنة إرهاب ! المتنبي راح ضحية شجاعته وفروسيته وأشعاره في واقعة تاريخية شهيرة حدثت عندما خرج عليه اللصوص وقطاع الطرق ، فحاول أن ينجو بحياته ، لكن غلامه الذي كان معه في تلك الليلة المشئومة ذكره بما قاله في شعره 'الخيل والليل والبيداء تعرفني .. والسيف والرمح والقرطاس والقلم' فعاد المتنبي ليقاتل اللصوص فقتلوه وكانت تلك هي النهاية .. كذلك مصطفي العقاد إختار أن يكون فارس الفن في القرن العشرين ، ورفع سيفه علي الشاشة الكبيرة وبشجاعة نادرة يحسد عليها ، ولم يخف يوما أن يلقي مصير جده الأكبروأعظم الشعراء العرب المتنبي ، فحارب العقاد الإرهاب والتطرف والعنصرية ، ودافع عن قضايا أمته وعروبتها وإسلامها ، وأطلق صيحته الكبري عام 1976 بفيلم 'الرسالة' أفضل إنتاج سينمائي يتناول موضوعا دينيا عن الإسلام في تاريخ السينما ، ومن بعدها أزاح غبار السنين عن أسد الصحراء الجريح 'عمر المختار' وقدم للعالم رائعته الفنية في هذا الفيلم العالمي عام 1980، والذي يعد أضخم إنتاج عربي يتناول قضية نضال الشعوب ضد الاستعمار .. الفيلمان من أفضل أفلام السيرة الذاتية علي مستوي العالم . لكن ظلت النهاية المؤلمة تنتظره .. فقتله قطاع الطرق ولصوص الارواح مثلما فعلوا مع جده المتنبي ، مع مراعاة فروق التوقيت .. العقاد لقي مصيره في حادث إرهابي في ليلة 11 نوفمبر من العام الماضي والمتنبي سقط في ليلة تشبها تماما قبل ألف عام . لقد شاءت الأقدار أن أتعرف علي العقاد الإنسان في التسعينيات .. أما العقاد المخرج العالمي المبدع فقد عرفته في الثمانينيات من خلال شريط سينمائي مهرب وممنوع من التداول في مصر! فقد كان المخرج الكبير دائم التردد علي مهرجان القاهرة السينمائي منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي، مما أتاح لي فرصة أكبر للتعرف عليه، وكنت ألقاه بمشاعر من الفخر والاعتزاز والاحترام ، وكان يلفت إنتباهي ذلك المزيج الإنساني النادر الذي يتمتع به العقاد بمظهره الأمريكي، البابيون الأسود الأنيق، والغليون المشتعل دائما ،مع إحتفاظه الشديد بشرقيته التي تجري في عروقه، وعروبته الكامنه في أعماقه، وكان يأسرني بتواضعه ودماثة أخلاقه ومشاعره الرقيقة في التعامل مع الجميع، ويبهرني باصراره الدائم علي تحقيق أحلامه الاستثنائية في عالم الاخراج السينمائي . أما العقاد المخرج العالمي فقد عرفته ، في بداية الثمانينيات من خلال فيلم 'الرسالة' تلك الملحمة السينمائية البديعة التي جسدت السنوات الاولي من فجر الإسلام في الجزيرة العربية، واللوحة السينمائية شديدة الرقي والجمال والموضوعية، التي قدمت للغرب رؤية عميقة، وصورة حقيقية للإسلام والمسلمين ونضالهم بحثا عن الحق والعدل والحرية ، ولكن للأسف ظلت الوسيلة الوحيدة لرؤية هذا العمل العظيم في مصر هوليود الشرق حتي اليوم من خلال شريط فيديو مهرب داخل الحدود المصرية بطريقة سرية بعد أن منعت السلطات المصرية عرضه في دور العرض السينمائية بناء علي قرار الرقابة والأزهر . وما يزيد الأمردهشة أن المنتج الفنان العقاد عندما شرع في تنفيذ الفيلم إختار مجموعة من ألمع نجوم الكتابة لوضع الملامح النهائية للسيناريو منهم توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار وعبد الرحمن الشرقاوي ومحمد علي ماهر وكلهم سبق لهم الكتابة الدينية، ومن علماء الأزهر الشريف الدكتور عبد المنعم النمر والدكتور البيصار والدكتور أحمد شلبي وهم أساتذة متخصصون في التاريخ الاسلامي . وبعد الانتهاء من السيناريو حصل مصطفي العقاد علي موافقة الأزهر وأبدي نخبة من علماء الدين، ورجال التاريخ الاسلامي موافقتهم علي السيناريو وأشادوا به وختموا كل صفحة من صفحات السيناريو بالموافقة ولكن ظلت تلك الموافقة معلقة لحين مشاهدة الفيلم بعد تصويره لإبداء الموافقة النهائية علي عرضه جماهيريا ، و لم يعرض الفيلم في مصر ، وحتي بعد أن نجح العقاد في الحصول علي موافقة الرقابة عام 2003 إمتنع الأزهر عن إبداء رأيه بالموافقة أو الرفض علي الفيلم وظل الأمر معلقا ولغزامعقدا حتي الآن ! واذا كان العقاد قد ظل حزينا بسبب هذا المنع الذي ظلم عملا سينمائيا عظيما مثل 'الرسالة' فإن حزنه الأكبر كان بسبب توقف مشروع فيلمه 'صلاح الدين الأيوبي' ذلك الحلم المجهض الذي ظل حتي آخر يوم في عمره ينتظر خروجه للنور ليقدم من خلاله اسقاطا معاصرا للأحداث التي تجري علي الساحة العربية اليوم ويؤكد به عروبة القدس . أراء متنوعة وشهادات وذكريات متعددة حملتها كلمات، ودموع النقاد والفنانين والمثقفين والأهل، والأصدقاء الذين شاركوا في الندوة التي نظمتها مؤسسة السينما السورية في حلب تحت عنوان 'العقاد .. إنسانا ومبدعا وشهيدا ' وهو نفس عنوان الفيلم الذي عرض في بداية اللقاء ، وتضمن العديد من الصور والمعلومات عن حياة وأعمال المبدع الكبير مصطفي العقاد . ضبطت نفسي أنتحب حزنا علي الفنان والانسان الراحل ، وتسلقت نظراتي طوابق الحزن علي وجوة الحاضرين ، وأنهار الدمع في عيون أرملته سهي وشقيقته الدكتورة ليلي وشقيقه السفير زهير العقاد وآخرين ، وقد أعادت لهم تلك الذكري جرحا لم يلتئم بعد . أنهي محمد الأحمد رئيس مؤسسة السينما السورية حالة الحزن والصمت التي أعقبت عرض الفيلم بكلمة عن المخرج الكبير الراحل. ودعا بعدها المتحدثين في الندوة إلي الصعود علي خشبة المسرح، وهم الكاتب والمفكر وليد إخلاصي والدكتور مدكور ثابت والكاتب فاروق صبري والناقد مجدي الطيب والفنان أسعد فضة والفنانة مني واصف والدكتور محمد قجة والدكتور عبدالله أبوهيف والسفير زهير العقاد والناقد محمد عبيدو، والفنان بدر الدين الحارثي. وانتهت الندوة التي أشرف علي تنظيمها بشكل رائع محمد الأحمد رئيس مؤسسة السينما ورأفت شركس الأمين العام للمهرجان بمجموعة توصيات أهمها أن تقام تلك الندوة سنويا إحياء لذكري العقاد، والاسراع في تنفيذ المتحف الذي يقام بإسمه في مدينة حلب واستكمال مشروع فيلمه 'صلاح الدين الأيوبي'. وإذا كنت قد أشرت في كلمتي خلال الندوة التي أقيمت في مدينة حلب إلي لغز فيلم الرسالة الممنوع في مصر، فإنني أتمني ونحن نحتفل بذكري رحيل العقاد أن تعيد مصر النظر في الموقف المعادي للفيلم وترفع عنه كلمة 'ممنوع رقابيا' خاصة أن القنوات الفضائية تستبيح سرقته جهارا نهارا بحجة أنها تتحدي قرار المنع المفروض عليه في بعض الدول العربية. إنني مازلت أتذكر مشهد تكريم المخرج مصطفي العقاد في مهرجان القاهرة السينمائي قبل ست سنوات عندما منحة المهرجان جائزة الهرم الذهبي تكريما له ولإبداعاته.. يومها حمل الهرم علي رأسه وقال بإبتسامته الطيبة الهادئة: 'إن مصر علي رأسي دائما وفي قلبي حتي ألقي ربي' رحم الله العقاد إبن مدينة حلب الذي رحل عن دنيانا.. والرجل الذي عاش شاهدا علي خمسين عاما من عمر الوطن.. والفنان الخالد بيننا ومعنا ولن يغيب عنا أبدا. أخبار النجوم في 25 نوفمبر 2006
جائزة ذهبية من مندور بيه لجمال سليمان في عيد ميلاده لحظتين لهما مذاق خاص في حياته، كان النجم السوري جمال سليمان يتلقي التهاني في بلده بمناسبة عيد ميلاده عندما أتته أخبار فوزه بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة للاذاعة والتليفزيون، وقتها أصبحت الفرحة فرحتين وأصبح للأسبوع الماضي نكهة خاصة، ربما تذكر وقتها كيف كان يضع لنفسه سقفا من التوقعات عندما شارك في مسلسل 'حدائق الشيطان'، لكنه أدرك بعد ذلك أن القلق يمكن أن يتحول إلي نجاح غير عادي. في أعماله الفنية لايفرط جمال سليمان في التفاؤل وفي حياته الشخصية يعيش ببساطة بالغة، لذلك يصبح أكثر إحساسا بالمفاجآت التي يكون لها وقع مؤثر عليه، عاش المفاجأة الأولي بمشاعر تمزج الفرح بالدهشة، كان والد زوجته محمد سلمان وزير الإعلام السوري الأسبق قد خطط لإقامة عيد ميلاده بينما كان المقربون منه يعدون لكل شيء في هدوء، فوجيء جمال سليمان بأنه محور لمؤامرة حب إذا جاز التعبير، لكن مشاعر المحيطين به لم تكن مفاجئة، بدت حالة الحب والاعجاب علي الحاضرين بجمال سليمان الفنان والانسان في هذا الحفل الذي تم (تدبيره) بواسطة زوجته ووالدتها تحت اشراف والدها وطغت السعادة والبهجة والفخر علي كل أفراد الأسرة والمقربين، وبصفة خاصة شقيقات زوجته . في بيت الوزير محمد
سلمان
تصدرت صورة مندور بك أبوالدهب التورتة الجميلة، وكانت
المفاجأة السارة للنجم السوري الكبير هي الفرقة الموسيقية الشعبية بآلاتها
الايقاعية الكلاسيكية ومظهرها الأصيل الذي أضفي سحرا خاصا علي أجواء
المكان، وعزفت
له لحن الحب في يوم ميلاده ولكنه لحن مختلف عن كل الألحان التي
تعزف في مثل هذه
المناسبات وغنت له الفرقة بكل الحب والحماس وكان الوزير محمد سلمان قد حرص علي توجيه الدعوة لعدد قليل من الفنانين والأصدقاء والمقربين وأعضاء الوفد المصري المشارك في احتفالات مدينة حلب السورية.. بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الاسلامية: الكاتبة الصحفية آمال عثمان والدكتور مدكور ثابت والكاتب فاروق صبري والناقد مجدي الطيب. وفي الحفلة التي اقيمت في بيت الوزير السوري بدأت الموسيقي تنساب من عازف ساكس يقف في الركن البعيد الهاديء من البيت يعزف ألحانا عذبة، ظن الحاضرون في بداية الأمر أنه صوت الراديو أو الكاسيت، وظهرت في تلك الحفلة قدرة جمال سليمان علي الاضحاك وبراعته في الكوميديا وخفة الظل التي يعرفها السوريون عنه جيدا، لكنها كانت مفاجأة للوفد المصري الذي بدت عليه الدهشة وتساءلوا كيف لهذا المبدع الكبير الذي جسد دور الشرير مندور أبوالدهب علي أحسن ما يرام أن يكون قادرا أن يحكي مواقف طريفة وذكريات جميلة عاشها مع زملائه الفنانين أمام الكاميرات وخلف الكواليس وكذلك كشف عن موهبته وبراعته في تقليد لهجات زملائه النجوم في يوم ميلاده فقط وفي حفلة عائلية وفنية جدا. كان حديث الذكريات يشيع بين الحاضرين حالة من البهجة، تبادل الفنانان جمال سليمان وخالد تاجا المداعبات والقفشات التي التقطاها من ذكريات فنية وشخصية جمعتهما معا، بينما تذكر جمال ومحمد الأحمد رئيس مهرجان دمشق والفنان التشكيلي أحمد معلا مواقف طريفة عديدة جمعت بينهم في التحضير لدورات المهرجان المختلفة كما استعادوا لحظات التوتر التي كانت تسبق لحظات الانطلاق، كما استعاد المخرج هيثم حقي مع المخرج الشاب المثني صبح ذكرياته في مصر عندما أخرج مسلسل 'أحلام في البوابة'، ويبدو أن ذكريات مصر فتحت شهية العديدين، فأعرب الممثل الشاب نضال نجم عن رغبته في أن يمضي علي خطوات جمال سليمان ويحقق النجومية في مصر، الطريف أن له شقيقا توأم يمثل في الأردن لكن نضال يفضل مصر التي يكن لها الكثير من الحب. بعدها بلحظات كان الدكتور مدكور ثابت والمنتج فاروق صبري يستعيدان مشاهد 'حدائق الشيطان' ليؤكدا لجمال أنه أتقن اللهجة الصعيدية وعاش الشخصية بطريقة تثير الاعجاب. بالتأكيد كان الاحتفال بعيد الميلاد مختلفا هذه المرة عن السنوات السابقة، فقد حدث بعد أن حقق جمال سليمان حلمه الذي استغرق سنوات لتنفيذه: 'كنت أحلم أن يشاهدني سبعين مليون انسان علي أرض المحروسة، ولا أفشي سرا ان قلت إنني كثيرا ما شعرت بالظلم لأنني أري أنني أقدم أعمالا جيدة لايشاهدها المصريون وبالتالي لاتحظي بالجماهيرية المطلوبة.. نعم كنت أحلم بالجمهور المصري'، الحلم تحقق هذا العام، وبعد أن كان مجرد مغامرة يغلب عليها القلق في البداية تحول إلي نجاح يجعل صاحبه يشعر بالسعادة، قبل أسابيع أكد سليمان أنه شعر بقلق بالغ وتساءل: 'كيف لا أصاب بالقلق؟ علي المستوي الشخصي أولا لأن هذه الخطوة اما أن تضيف لرصيدي الكثير أو ستأخذ منه الكثير'، لكن القلق سرعان ما تراجع بعد الاحتفاء الجماهيري الذي قوبل به النجم السوري والذي جعله يتجاوز الهجوم عليه بلا خسائر، بل أن الهجوم حقق له مزيدا من التألق، ربما يكون كل هذا قد خطر علي ذهن جمال سليمان وهو يعيش فرحة الاحتفال بعيد ميلاده، فزاد من حالة السعادة، لأن تحقيق حلم يراود الانسان يعتبر إنجازا لايمكن المرور عليه ببساطة، ويبدو أن السعادة عندما تأتي تكون بالجملة، فلم يكن النجم السوري مشاركا بحدائق الشيطان فقط في مهرجان الاذاعة والتليفزيون، بل شارك بثلاثة مسلسلات دفعة واحدة، مع 'حدائق الشيطان' كان هناك مسلسلا: 'عصي الدمع' و'ملوك الطوائف'، وفاز جمال سليمان بالجائزة عن دوره في المسلسل الذي حقق حلمه. وقبل أن يعرف الخبر رسميا كان أصدقاء له قد أبلغوه بالنتيجة وعبر اتصال هاتفي أجرته معه أخبار النجوم أثناء وجوده في سوريا كان يستعد للطيران إلي القاهرة، أعرب عن سعادته، كان صوته الهاديء يحمل دلالات أكثر من الكلمات، بكل تأكيد كان الرجل يشعر أنه يمر بأسبوع استثنائي في حياته، أسبوع تجمعت فيه كل مبررات السعادة. أخبار النجوم في 25 نوفمبر 2006 |
ضوء... عن التلفزيون والسينما عدنان مدانات عندما ظهر، وفي وقت مبكر جدا من عمر السينما، أول الأفلام التي تجاوزت بدائيتها ومجرد كونها صورا متحركة، سارع المؤرخون ونقاد الفن إلى ضم السينما إلى عائلة الفنون السابقة عليها وأطلقوا عليها لقب “الفن السابع”، أما التلفزيون، وعلى الرغم من أنه تجاوز الستين من عمره فلم يحظ حتى الآن بلقب مماثل، ولم يسعفه النجاح الشعبي للمسلسلات الدرامية في ضمه إلى عائلة الفنون. تتشابه الدراما التلفزيونية مع الأفلام السينمائية في بعض النواحي وتختلف عنها في نواحٍ أكثر. تتشابه الدراما التلفزيونية مع الأفلام السينمائية في اعتماد الاثنين على العناصر المرئية والمسموعة ذاتها، وتختلف عنها في شروط صناعتها وتوزيعها وفي مستوى ونوعية ما حققه كل منهما من إنجازات أو ما وصل إليه من تطور. وعادة ما تعطى الدرجة الأولى في التقويم للأفلام السينمائية عند مقارنتها مع الدراما التلفزيونية التي لا يزال ينظر لها عالميا على أنها متخلفة كثيرا عن الأفلام. أثبتت السينما عبر تاريخها القصير نسبيا قدرتها على الابتكار المتواصل، ليس فقط على صعيد التقنيات، بل بشكل خاص على صعيد الإنجازات الفنية الإبداعية التي تعددت وتنوعت عبر مدارس وأساليب متميزة. واستطاعت السينما، عبر مراحل تطورها المتعاقبة، أن تفاخر بعشرات المبدعين المبتكرين من المخرجين السينمائيين العباقرة المنتمين إلى مختلف أرجاء العالم. بالمقابل، لا يوجد أي شيء من هذا في الدراما التلفزيونية، فلم تعرف الدراما التلفزيونية على مستوى العالم ككل، أية إنجازات فنية إبداعية خاصة بها، ولم تستطع أن تقول للعالم: إليكم هذا المخرج التلفزيوني المبدع العبقري فاحتفوا به. وحتى الآن فإن الأشكال الفنية والحلول الإخراجية التي يمكن ملاحظتها في الدراما التلفزيونية، وعلى الرغم من تطور الوسائل التقنية الالكترونية المتاحة أمام المخرجين التلفزيونيين المعاصرين، لا تتجاوز ما حققه بتقنيات بدائية جدا المخرج السينمائي الأمريكي دافيد وورك غريفث قبل نحو تسعين عاما خاصة في فيلميه الملحميين “مولد أمة” (عام 1915) و”التعصب” (عام 1916)، أي حين كانت السينما لا تزال فتية لم تتجاوز العشرين من عمرها. تراودني هذه الأفكار المتعلقة بالمقارنة بين المسلسلات والأفلام في كل مرة أشاهد فيها حلقات أو فقرات من المسلسلات التلفزيونية، وعلى نحو أخص، المسلسلات التلفزيونية العربية المعاصرة، وفي مقدمتها المسلسلات التاريخية. ترتبط هذه الأفكار بإشكالية المستوى الفني والإبداعي تحديدا في الدراما التلفزيونية على مستوى العالم، ومع ذلك فمن المفيد هنا التطرق إلى هذه الإشكالية بالعلاقة مع نموذج بعض جوانب المسلسلات التلفزيونية العربية. بداية يجدر الاعتراف بأن المسلسلات التلفزيونية العربية عامة، والتاريخية خاصة، تطورت كثيرا من الناحية الحرفية كما من الناحية الإنتاجية، حيث تخصص لهذه المسلسلات موازنات ضخمة كانت تعتبر خيالية ومستحيلة قبل عقدين أو عقد من الزمن. يندمج في عملية صنع المسلسلات التاريخية المعاصرة عدد كبير من الفنيين والتقنيين مختلفي الاختصاصات، وتتوفر لهذه المسلسلات كل ما تحتاجه من أدوات وتجهيزات، وتستخدم في هذه المسلسلات أعداد كبيرة جدا من الممثلين الرئيسيين والثانويين والكومبارس. وتتضمن هذه المسلسلات معارك بين جيوش تستخدم فيها الخيول. ويلاحظ من يتابع المسلسلات التاريخية العربية أن تصوير المعارك التي يخوضها الفرسان الجنود على ظهور الخيل صار يشكل إغواءً للمخرجين الذين، على الأغلب، يعتبرون تصوير هذه المشاهد فرصة لهم لإظهار مهاراتهم الإخراجية ومواهبهم الفنية. في حينه، كتب الصحافيون والنقاد الكثير من الكلام في مدح هذا التطور واعتبروه قفزة نوعيه وصنفوه في قائمة إنجازات الدراما التلفزيونية العربية. وهم كانوا محقين في هذا الأمر، خاصة إذا ما قورنت هذه المسلسلات المعاصرة بأسلافها القديمة التي كانت تجري فيها المعارك لا بالصورة مباشرة بل بواسطة الحوار بين الشخصيات وهم في وضع ثابت. لكن وبالعلاقة، أو مقارنة مع ما يوجد في السينما التي دأبت على تصوير المعارك الضخمة منذ العقد الثاني من القرن العشرين، فإن هذه الإنجاز التلفزيوني يظل خلف ودون ما حققته السينما منذ زمن قصي. مع ذلك، يتمتع واقع إنتاج الدراما التلفزيونية العربية بميزات تحسب لصالحه ولا تتوفر في مجال إنتاج الأفلام السينمائية في العالم العربي، وحتى في مصر التي وصلت عملية إنتاج الأفلام فيها منذ زمن إلى مستوى الصناعة السينمائية. يحتاج إنتاج الأفلام السينمائية إلى بنية تقنية تحتية تشمل كاميرات معقدة وتجهيزات ومعامل لطبع وتحميض أشرطة الأفلام الخام وأشرطة الصوت . تحتاج الأفلام إلى أجهزة مكلفة لتنفيذ عمليات مونتاج موجب وسالب للأشرطة، وتحتاج أجهزة خاصة لتركيب الصوت على الصورة. ولا تحتاج التقنيات الإلكترونية التي تقوم عليها الدراما التلفزيونية إلى كل هذا. لا يتوفر للأفلام العربية (باستثناء الأفلام المصرية)، مجال العرض في صالات السينما في العالم العربي، في حين أن مجال البث التلفزيوني مفتوح على وسعه أمام المسلسلات من خلال عدد متزايد من المحطات الأرضية والفضائية خاصة. تستطيع المسلسلات، من حيث المبدأ، أن تتغلب على عائق اللهجات العربية المختلفة، خاصة الصعبة منها، عن طريق طباعة نصوص الحوار بالفصحى أسفل الشاشة، دون أن يؤثر ذلك في النسخة الأصلية أو يؤدي إلى الإضرار بها. لكن منتج الفيلم السينمائي العربي لن يغامر بخسارة نسخة تحتوي على النص بالفصحى أسفل الشاشة، لأنه لن يضمن مردود العرض التجاري. تحتاج الأفلام السينمائية العربية إلى بذل الكثير من الجهود وأساليب الدعاية والإغواء لجذب الرواد نحو صالات السينما. ولا تحتاج الدراما التلفزيونية إلى كل هذا. الخليج الإماراتية في 25 نوفمبر 2006
أمير رمسيس أصغر مخرج يمثل مصر في مهرجان القاهرة المشاركة شرف.. ولا أفكر في الجائزة زينب هاشم أمير رمسيس هو أصغر مخرج شاب من مصر يشارك في مهرجان القاهرة السينمائي بفيلمه آخر الدنيا الذي تقوم ببطولته نيللي كريم ويوسف الشريف وعلا غانم وهيدي كرم وماجدة الخطيب وهو سيناريو مشترك بينه وبين السيناريت محمد رفعت, وأمير مخرج تتلمذ علي يد المخرج العالمي يوسف شاهين الذي عمل معه كمساعد في آخر ثلاثة أفلام قدمها شاهين وهي إسكندرية نيويورك وسكوت هانصور وفيلم قصير عن أحداث11 سبتمبر, كما عمل مساعدا أيضا لكل من المخرجين خالد يوسف ومجدي الهواري. وقد حصل أمير من قبل علي جائزة أحسن فيلم روائي قصير عن فيلمه وسط البلد في المهرجان القومي للسينما عام2001 وعن نفس الفيلم حصل علي جائزة أحسن فيلم روائي قصير في مهرجان سوسة وهو مهرجان دولي في تونس عام2001 ومدته15 دقيقة كما حصل أيضا علي شهادة تقدير من مهرجان إنكورد في أسبانيا عن فيلم مش زي الباقين الذي شارك أيضا في مهرجان المعهد العالم العربي. وبرغم كل هذه المشاركات والجوائز إلا أنه يري أنه حتي الآن ليس لديه خط واضح يسير عليه.. الأهرام العربي التقته في حوار. عن العمل يقول: فيلم آخر الدنيا هو فيلم أقرب إلي أفلام الإثارة والحركة حيث يتعرض لأحداث غامضة بدون جرائم كما تعودنا أن نري في الأفلام التي تنتمي إلي هذه النوعية وذلك لأن الفيلم يتعرض لمجموعة من العلاقات الإنسانية ويطرح من خلال هذه العلاقات تيمة الذنب في حياتنا من خلال تفاصيل نمر بها وقد تشكل عقدة في حياتنا ومن هنا نطرح السؤال هل مع الوقت نستطيع تجاوزها؟ وهو السؤال المحرك الأساسي لكل الأحداث والمرتبط بتفاصيل الشخصيات الموجودة في الفيلم. وعن المشاركة في المهرجان علق قائلا: بالتأكيد أنا سعيد جدا جدا بمشاركة الفيلم في المهرجان ولكن بقدر سعادتي أشعر بالخوف والخضة لأسباب كثيرة في مقدمتها أنني بعد فترة بسيطة سيعرض أول فيلم روائي طويل أقوم بإخراجه علي متابعي المهرجان من المتخصصين, ثم سيعرض في دور العرض وهذا يولد إحساسا بالرهبة من عرضه ضمن عروض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وهو المهرجان الذي يجمع دولا كثيرة جدا لكل دولة منها اللغة السينمائية والثقافة الخاصة بها ومن هنا ستكون هناك حالة خوف من أول مواجهة عريضة بيني وبين الجمهور خاصة وأنني سبق أن قدمت من أفلام تسجيلية كانت موجهة لجمهور معين وهو الجمهور الذي ينتمي تقريبا في كل البلاد لفئة المثقفين وأصحاب الوعي لذلك التعامل مع الفيلم الروائي سيكون مختلفا كما أن حساباته مختلفه أيضا. وعن توقعاته للفيلم في المهرجان يعلق حاليا لا أفكر في الجائزة لأن الأهم بالنسبة لي أن الفيلم يظهر للنور ويستقبله الجمهور بشكل جيد خاصة وأن هذا المهرجان يطرح أفلاما مهمة جدا جدا منهما فيلم إن دي جان وهو الحاصل بطله علي جائزة أحسن تمثيل في مهرجان كان وأفلاما أخري كثيرة قوية جدا لذلك كل ما أفكر فيه هو أن مشاركة الفيلم في المهرجان تعد خطوة مهمة بالنسبة لي والحالة الموجودة بقدر ما هي مخيفة بقدر ما هي مفرحه, أي أن الفيلم موجود بجانب باقي الأفلام حتي لو كان أقل منها. وعن ما يطارد أفلام المهرجانات من كونها ليست أفلاما جماهيرية علق: منذ البداية لم أر أنني أقدم فيلما جماهيريا بنسبة%100 وإنما هو فيلم به صبغة جماهيرية فهو لا يستخف بالجمهور ولا يضحك عليه. ولكنه سيستقبله جمهوره الذي يهتم بنوعية معينة من الأفلام وكل ما أفكر فيه الآن أن الفيلم يشارك في مهرجان يعد من بين11 مهرجانا عالميا مهما حاليا وهذا ليس معناه أن أتجاهل الإيرادات وإنما أتمني أن يحقق الفيلم إيرادات كبيرة حتي لا يتسبب في خسارة لمنتجه, ولا يشعر بأن مغامرته بتقديم فيلم مختلف لم تنجح.. وقتها سيشعر أنه يجب عليه ألا يغامر من جديد, وهذا ما لا أحبه حتي لا أصادر علي فرصة أحد أو فرصتي المقبلة* الأهرام العربي في 25 نوفمبر 2006
|
في بلد العقاد كانت لي أيام! بقلم : آمال عثمان |