كأن العلاقة التي كانت محرمة في الماضي كان لا بد من وجودها في الحاضر؛ هكذا يلتقي لانغستون الصحفي الأسود القادم من أمريكا مع آنا مالان الشاعرة والصحافية البيضاء من مواطني جنوب أفريقيا في قصة حب عابرة، تبدو كما لو أنها اعتذار كبير عن خطايا أكبر طحنت جنوب أفريقيا على مدى مئات السنين، حين تحكمت أقلية أوروبية بيضاء بحياة شعب بأكمله وحولت البلد كله إلى مسلخ بلا حدود. »في موطني - IN MY COUNTRY« هو اسم فيلم المخرج الكبير جون بورمان، ويكفي أن ترى توقيعه على أي فيلم لتتقدم بجرأة لمشاهدته، وفيلمه الأخير هذا محطة أخرى من محطات هذا السينمائي المخضرم »٣٣٩١« الذي قدم عددا من أبرز الأفلام السينمائية »أمسك بي إن استطعت« ٥٦٩١، »جحيم في الباسيفيك« هذا الفيلم الرائع الذي يقوم على شخصيتين فقط، جندي ياباني وآخر أمريكي يخوضان حربهما الخاصة في إحدى الغابات بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهو بالتأكيد واحد من التحف السينمائية النادرة في تاريخ السينما، كما قدم بورمان بعد ذلك عددا من الأفلام البارزة أيضا من بينها: الخلاص، زورادوز، غابة الزمرد، الأمل والمجد، الجنرال، وكان أخر أفلامه »في موطني« عام ٥٠٠٢ وهو موضوع هذه القراءة. ينهض الفيلم على واقعة حقيقية حين قررت حكومة نلسون مانديلا، وفي خطوة استثنائية، من أجل إعادة سير الحياة للبلاد من جديد، أن يكون هنالك صفح عن المجرمين من رجال الشرطة والاستخبارات البيض الذين تورطوا في تعذيب وقتل السود، إذا ما قام هؤلاء بطلب الصفح من الضحية، أو ذويها، في لقاءات عامة يلتقي فيها طرفا المعادلة، تسرد الضحية حكايتها ويسرد الجاني روايته »بصدق«، و تم الاستماع في هذه الفترة لشهادات اثنين وعشرين ألف ضحية تقريبا، وشهادات واعترافات ألف ومائتي رجل شرطة واستخبارات، على رأسهم الكولونيل دي غاغر الأكثر عنفا وقسوة. يبدأ الفيلم بلقطات متتالية متقاطعة، لمشاهد الاعتقالات والتعذيب والقمع التي يفصل الواحد منها عن الآخر مشهد طبيعي جميل من مكان آخر في جنوب أفريقيا؛ في مقابل مشهد العنف ينبسط هناك دائما مشهد رائع لسهل أو جبل، جدول أو نهر، كما لو أن بورمان يقول، كان من حق البشر هنا أن يتمتعوا ويعيشوا جمال بلادهم لا هذا الواقع الكابوسي الذي تفرضه العنصرية عليهم. بعد ذلك يتحول الفيلم إلى »سياحة كابوسية« بين الحكايات المحزنة والأماكن التي يسكنها الشهود، كما لو أن بورمان، يعود هنا ليجمع مقدمة مشاهد فيلمه مع بعضها البعض، بعض صورها متناثرة في البداية. هناك حكايات كثيرة إذن، ولكن لا بد من توليفة، أو خيط يربطها لتكون صالحة للتّحول إلى فيلم درامي، وهي حيلة معروفة في السينما والكتابة، وليست جديدة، لكن الجديد في كل مرة هو بسط كل هذه الحالات الخاصة على مدى الفيلم، وتقديمها خارج الوثائقية، في عمل درامي، لا شك أن له مذاقا آخر وتأثيرا آخر. يأتي لانغستون »صموئيل جاكسون« من مشهد يشير إلى عائلة تفككت، لا يستطيع الأب فيها أن يَعِدَ ابنه »٩ سنوات« بأنه سيعود إليه بعد هذه الرحلة، وتأتي آنا مالان »جولييت بينوشيه« من عائلة بيضاء تفتتح الفيلم بمطاردة لرجلين أسودين حاولا سرقة أبقار العائلة، وتنتهي بقيام زوج آنا بإطلاق النار وإصابة أحدهما في ساقه، وعندما يعود ملطخا بالدم إلى البيت يقول لآنا »أنا غاضب، إنهم يجبرونني على إطلاق النار عليهم« أم شقيقها الأحب إليها، والذي يثبت في النهاية أنه كان من مجموعة الكولونيل الأكثر قسوة فيقول ساخرا وناقما »هذا هو زمن اصطياد البيض«، لكن آنا نموذج مختلف، فهي الشاعرة المعروفة، الحساسة التي تكتب بقلبها لا بقلمها، الرقيقة، التي سنراها تنهار مرة تلو أخرى في قاعات استماع الشهادات. لقاء لانغستون - آنا، محاولة لإعادة الأمور إلى بداياتها، فهو ناقم في الأصل بسبب عذاباته كأفريقي، وهي معذبة في تصليح أخطاء غيرها. بعد استماعهما لإحدى الشهادات تكون الوحيدة التي تنهار باكية في القاعة، يسأل لانغستون مرافق آنا الأسود: لماذا بكت وهم لم يبكوا »السود«. فيقول له: هذا لأننا بكينا كثيرا في السابق! ويسألها لانغستون: أين كانت السماء حين كان هؤلاء يتعذبون؟! فترد آنا بجملة لا تنقصها المرارة ولا السخرية: كانت إلى جانبنا!! يرحل بنا الفيلم إلى الماضي عبر الشهادات، في الوقت الذي يمضي بنا عبر دروب الحاضر في الحكاية الرومانسية التي تتفتح وتحتل الواجهة، مخففة بطريقة أو بأخرى من سطوة الماضي، كما لو أن الحكاية اعتذار وكما لو أنها وسيلة للتطهر في آن واحد، وكما لو أن إقدام آنا على إقامة علاقة حب مع أمريكي من أصول أفريقية، محاولة لإصلاح معادلة كان يمكن أن تفضي إلى موت أحد طرفيها، أو كليهما لو أنها أقيمت في زمن العنصرية البغيض. ولعل حكايتهما هنا، هي معادل آخر لواقعية الشهادات وفكرة الصفح وتجاوز الماضي، بمعنى أن بورمان يتخذ هنا القرار الذي كان قد اتخذه مانديلا، كي يبدأ الجميع حياة يمكن أن تحتمل دافعا الأمر إلى مداه الطبيعي!! يعود لانغستون إلى زوجته وابنه حاملا عصا أهداه إياها أحد الأفارقة المعذبين، العصا التي كان يدق بها الأرض كلما ذكر اسم واحد من أجداده وهو يذكر اسمه الكامل، ونجد ابن لانغستون يحمل العصا أمام جده ويحاول أن يذكر أسماء أولئك الذين جاء من نسلهم بالطريقة نفسها وسط استحسان الجد وابتهاج الأب وابتسامة الأم التي باتت تشعر أن هذه الرحلة قد أعادت زوجها إليها. يصور بورمان الحكاية كما لو أن مجرد لقاء جسد أبيض بآخر أسود كفيل بترميم الماضي، أو كما لو أنها رمز لزمن آخر جديد في علاقات البشر، وهي بالتأكيد فكرة تبالغ في رومانسيتها رغم إشارتها الدالة والبليغة وصدق النوايا. يبدأ الفيلم بعبارة تشير إلى أنه سيكون وفيا وصادقا ما أمكن في تناوله لرحلة العذاب الجنوب أفريقية هذه، وهو يقدم نماذج غاية في الحزن: مريض بالقلب أعتقل وتلقى سبعا وثلاثين طعنة، بحجة أنه قاوم السجانين!، يد طفل وضعت في إناء زجاجي في محلول يحفظها فوق مكتب مدير للشرطة، كان يقول إنها يد قرد، رجل مسن داهموا بيته وحين خرجوا اقتلعوا خمس شجرات زرعها بيديه، وهو لا يكف عن التساؤل: ما الذي فعلته هذه الشجرات كي يقتلعوها؟ طفل قتل جميع أهله أمامه ومن يومها توقف عن الكلام، وحينما يسمع شهادة القاتل الذي يبكي ويقول إنه لم يعد قادرا على النوم لهول ما فعله وأنه مستعد لعمل أي شيء كي يكفر عن ذنبه، ينهض الصغير فجأة ويقترب منه، وفي لحظة نتوقع فيها أن يصفع القاتل نراه يعانقه! رجل فقد ذكورته لأنهم وصلوها بالكهرباء، وحين يسألون المحقق ألا تعرف نتيجة عمل كهذا؟ فيرد: أنا لست كهربائيا، ولم أكن أعرف أن ذلك سيحدث للضحية! وحين يسأله القاضي: ولو أنك علمت؟ فيرد: كنت سأفقد راتبي إن لم أنفذ الأوامر!! وحين يستجوب الكولونيل الذي يعج بيته برؤوس الحيوانات الأفريقية المحنطة يرد: لقد قتلت من أجل بلدي، وفي مكان آخر يقول: كل شيء عادل في الحرب والحب. وحين يصف عمليات القتل في لقائه الصحفي مع لغنستون يقول: أتريد أن تعرف كيف كان القتل؟ كان كممارسة الحب مع امرأة للمرة الأولى، في بعض الليالي لا أستطيع الانتظار حتى الصباح، فأخرج لأقتل. ويقول شقيق آنا لها حين تواجهه: فعلت ذلك من أجلنا، من أجل أن ينام شعبنا بسلام، لوثت يدي بالدم كي أستطيع النوم. لكن آنا لا ترى ذلك في علاقتها بنفسها وبلغتها ورؤيتها للحب والعنصرية وهي معذبة بماهية اللغة، نفس اللغة، ويحيرها أن هذه اللغة التي تكتب فيها عن الحب والجمال هي اللغة نفسها التي تصدر بها أوامر القتل. تكتب آنا عقب كل هذا الذي رأته: يقومون كالأموات في يوم الدينونة صوت بعد صوت قصة بعد قصة كم كنا مطيعين عندما جلسنا في المدرسة وتعلمنا درسنا عن ذلك التاريخ المخبأ في الماضي المخجل الشيء الذي لا يستطيع المشاهد أن يستبعده عن مخيلته أثناء مشاهدة هذا الفيلم التفاصيل المروعة للحكاية الفلسطينية، والتي يراها ماثلة بقوة في هذه الحكايات، في هؤلاء الضحايا وفي هؤلاء القتلة الذي لا يكفون عن تبرير جرائمهم في حالات كثيرة لا لشيء إلا لأن هذه الجرائم محمية بالقانون، أو ما يمكن أن ندعوه: تشريع الجريمة. www.ibrahimnasrallah.com الأيام البحرينية في 19 نوفمبر 2006
* ريم عزمي تماما ومثلما أدخلته الرياضة عالم السينما من أوسع أبوابها, نفذ من هوليوود إلي عالم السياسة من خلال ولاية كاليفورنيا! ولا يقتصر ذكاء النجم الأمريكي الذي ينحدر من أصل نمساوي أرنولد شوارزينجر ـ59 عاما ـ فقط علي حسن اختيار سيناريوهات أفلامه, التي حظت دوما بنجاح منقطع النظير, بل يستخدم هذا الذكاء أيضا في المجال السياسي, وأهم فوز له ذلك الذي حققه أثناء انتخابات مجلسي الكونجرس.رغم التيار الديمقراطي الجارف الذي اكتسح الجمهوريين أمامه, نجح حاكم ولاية كاليفورنيا شوارزينجر في الانتخابات للمرة الثانية والأخيرة. وعلي غرار أفلامه التي تتسم بالحركة والتشويق, خاض شوارزي مغامرة انتخابية وتمكن من الاحتفاظ بمكانه ومكانته رغم أنف الديمقراطيين! نافس شوارزينجر وزير الخزانة بولاية كاليفورنيا الديمقراطي فيل أنجيلايدز وفاز عليه بفارق25 نقطة, وشهد الجميع أن الفوز جاء سهلا, رغم أن نسبة%42 من سكان الولاية مسجلين كديمقراطيين. في حين أن نسبة الجمهوريين تبلغ%34 ويصل عدد سكان كاليفورنيا إلي8,15 مليون نسمة.وبخلاف ذكاء شوارزينجر في الابتعاد عن الرئيس بوش رغم انتمائهما الحزبي الواحد, بل وتجنبه خلال زيارة الأخير لكاليفورنيا, فشهد منافسه السابق جراي ديفيز الذي حكم كاليفورنيا من قبله, ولقي هزيمة علي يديه منذ3 سنوات, شهادة حق في صالحه, فيقول إن شوارزينجر نجح في تبني جدول أعمال معتدل, مما أثر علي حياة الناس بشكل إيجابي. وبالفعل حصل شوارزينجر علي أصوات ناخبيه بفضل جهوده في تحسين الوضع المالي والمعيشي والبنية التحتية.ومن جانبه بدا شوارزينجر بالغ اللطف ويتمتع بروح رياضية صادقة, عندما وصف فوز الديمقراطيين بأنه شيء إيجابي, وأضاف: أعتقد أنه شيء جيد وصول دماء جديدة إلي واشنطن, وأن نحصل علي أشخاص جدد بأفكار جديدة.ولم ينس الثناء علي نانسي بيلوسي ممثلة ولاية كاليفورنيا, التي فازت أيضا بمنصب رئيس مجلس النواب, ولأول مرة تشغل سيدة هذا المنصب في التاريخ الأمريكي, وتعتبر الثالثة في ترتيب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية, وأضاف شوارزينجر أنه يأمل في مد جسور التعاون مع بيلوسي. الطريف أن شوارزينجر متزوج من المذيعة ووالدة أطفاله الأربعة ماريا شرايفر, وهي ابنة شقيقة الرئيس الأمريكي الراحل جون إف كيندي الذي كان ينتمي مع عائلته للحزب الديمقراطي المنافس! الأهرام العربي في 18 نوفمبر 2006 |
ظاهرة يدفع ثمنها.. صغار المنتجين والنجوم موسم حرق الأفـلام تحقيق ـ زينب هاشم الخلافات والمشاكل هما السمة الغالبة لكل موسم سينمائي جديد, تلك هي الحالة التي تعيشها ساحة الفن المصري هذه الأيام لاسيما بعد قيام بعض شركات الإنتاج بسحب نسخ من الأفلام المعروضة حاليا لصالح أفلام أخري بهدف مساعدتها في تحقيق إيرادات عالية, فيما يعرف سينمائيا باسم حرق الأفلام, وذلك بعد إقدام إسعاد يونس المسئولة عن الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي بعرض فيلم عليا الطرب بالتلاتة في أربع شاشات عرض في وقت واحد وذلك بعد قيامها بإلغاء حفلات فيلمي عبده مواسم ورد قرضي وكذلك فعل المنتج وائل عبد الله المسئول عن مجموعة الفن السابع والذي قام بعرض فيلم(8/1 دستة أشرار) في معظم دور العرض علي حساب فيلم كامل الأوصاف الذي يقوم بتوزيعه, مما تسبب في غضب نجوم تلك الأفلام وطرح التساؤلات إلي متي ستظل المشكلات هي السمة الملازمة للمواسم السينمائية المختلفة؟ ولمصلحة من المشاركة في نجاح بعض الأفلام علي حساب أخري؟ بداية يقول المنتج ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما أري أن الصناعة السينمائية لابد أن تكون صناعة متكاملة بمعني أن الإنتاج والتوزيع والاستديوهات ودور العرض السينمائية لابد أن تكون جميعها متكاملة ولذلك سعيت منذ البداية لتحقيق هذا بحيث لا يكون هناك نقص في أي عنصر من العناصر أو يؤثر علي العنصر الآخر, ويشير إلي أن شركات الإنتاج التي وقعت في خلافات مع بعضها بسبب سعي كل جهة لعرض فيلمها في عدد كبير من الشاشات قد تؤثر بهذا السلوك علي الصناعة نفسها وعلي جميع المنتجين سرعة تدارك ذلك خلال الفترة المقبلة. أما المنتج جابي خوري بشركة أفلام مصر العالمية فيقول: بالتأكيد وجود خلافات أو وقوع مشكلات بين شركات الإنتاج يعد شيئا مزعجا جدا وقد تؤدي إلي وقوع الظلم علي بعض الأفلام وفي رأيي أنه عندما يوقع منتج عقد توزيع فيلم مع شركة توزيع أخري يجب عليه أن يكتب في العقد كل الشروط الخاصة بالفيلم وبتوزيعه وبدور العرض وكل التفاصيل التي تضمن للعمل الوجود في دور العرض بشكل جيد وذلك حتي يضمن المنتج حقوقه كاملة, ولا يتعرض لمشكلة عرض الفيلم في دور عرض محدودة الكثافة أو حتي رفع الفيلم من دور العرض مبكرا وهذا الأمر لابد وأن يكون واضحا وتلك المعايير لابد أن تكون معروفة في كل المواسم وليس في موسم واحد دون الآخر وبالتأكيد عندما يخل أحد المتعاقدين بالشروط تقع عليه المساءلة واللوم ولا عذر له في ذلك. ويضيف: وهناك ظاهرة أخري تكمن في قيام كل شركة إنتاج مالكة لعدد معين من دور العرض بتوزيع أفلامها فقط في دور العرض التي تملكها فلا يمكن أن نقول إنها فكرة جيدة أو سيئة لأنها حتي لو اعتبرناها مرحلة فهي مرحلة بحاجة لدراسة وحتي القرارات الناتجة عنها لابد أن تتعرض للدراسة أيضا حتي نعرف ما إذا كانت هذه القرارات تأتي لصالح الأفلام أم لا, وحتي الآن بعد وقوع هذه المشكلات بين الأفلام وشركات الإنتاج والتوزيع لم أسمع أن هناك منتجا أو موزعا اشتكي من هذا الأمر مع أن بعض الأفلام لم تحقق إيرادات جيدة ولكن أنا أعلم أن هناك أفلاما مثل(8/1 دستة أشرار), و(عليا الطرب بالتلاتة) حققت إيرادات جيدة وهو ما يتفق مع نفس وجهة النظر التي كنت أتحدث عنها وهي أن المنتج عندما يتفق مع شركة توزيع لابد أن يعرف جيدا أين سيتم توزيع الفيلم بالضبط وما عدد دور العرض التي سيتم التوزيع فيها؟ وفي رأيي أيضا أن المرحلة المقبلة وبالتحديد في موسم عيد الأضحي المقبل لابد أن تكون المسألة محكمة أكثر من ذلك, لأن عدد دور العرض الموجودة تقريبا نحو200 دار عرض ولو كل فيلم حصل علي30 أو40 دار عرض يصبح من الأفضل أن يتم عرض5 أو6 أفلام حتي لا تحدث أزمة أو تتعرض هذه الأفلام لمشكلة عدم تحقيق إيرادات جيدة لأن ما يحدث في الفترات الأخيرة في المواسم السينمائية هو غياب التنسيق في عرض الأفلام ودور العرض وكل منتج لابد أن يضبط نفسه علي الأرقام والأفلام الموجودة في السوق لأن هناك أفلاما كثيرة موجودة في العلب منذ سنوات ولا يعرف أحد مصيرها حتي الآن وهي مشكلة أيضا. ويختلف معه في الرأي المخرج والمنتج رأفت الميهي والذي أنتج أخيرا فيلم شرم برم, وانتهي تقريبا من كل مراحل العمل في الفيلم وينتظر حاليا عرضه في دور السينما ويقول: أري أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت وجود شركات تقوم برفع أفلامها من دور العرض حتي تضع أفلام شركات أخري خصوصا إذا كانت تلك الأفلام ذات جماهيرية كبيرة ومن الممكن أن تحقق لها مكاسب مادية كبيرة, لأن أي شركة توزيع تري أنها لو قامت بعرض فيلم لا يحقق إيرادات جيدة من الممكن أن يأتي لها بخسارة كبيرة خصوصا إذا كانت هذه الشركة هي المنتجة والموزعة للفيلم وتصبح الخسارة مزدوجة في الإنتاج وفي التوزيع, وهذه الأزمة قائمة منذ زمن, فأذكر أن المخرج يوسف شاهين قام برفع فيلمه من قبل من سينما شيراتون وقام بعرض فيلم إسماعيلية رايح جاي, أي أن المشكلة ليست حديثة وإنما موجودة منذ سنوات وأشك أن يكون ذلك لصالح الشركة المنتجة فقط ما لم تكن الشركة الموزعة لديها خطة إسقاط فيلم لحساب فيلم آخر, وعن نفسي لم أر أيا من هذه الأفلام الموجودة حاليا في دور العرض وإن كنت أعتقد أنها ضعيفة ولا تستحق الدفاع عنها. أما المنتج محمد زين فيقول: هذه المشكلة الأساس فيها عملية الخصخصة الموجودة في صناعة السينما بشكل عام في الفترة الأخيرة وهي أزمة كبيرة وعملية غير جيدة بالمرة, لأن المنتج صاحب الفيلم هو الوحيد الذي يقع عليه الظلم في حالة وجود مثل هذه المشكلات, ومع الأسف هذا الوضع سيظل قائما مادامت مصلحة السينما والمتحكم فيها هم فئة معينة لذلك لابد أن يكون هناك وفاق حتي لا تؤثر هذه الخلافات علي الصناعة وعلي الأفلام بالتحديد لأنه عندما يحرمني موزع من توزيع فيلمي في دور العرض الخاصة به بالتأكيد سأتعرض أنا للظلم ويصبح الموضوع أن العنصر الصغير هو الذي يموت لأنه الأضعف والأقل إمكانيات, ولكن في رأيي أن هذه الأزمة لن تستمر كثيرا وسيحسم الخلاف قريبا ربما قبل عيد الأضحي المقبل وهو الموسم السينمائي التالي, لأن السينما لابد أن يكون لها كبير والكبير من الممكن أن يكون غرفة صناعة السينما أو كبار الوسط السينمائي لأن الوسط مليء بمنتجين كبار وأعتقد أن كل الجهات لابد أن تتصالح لوجود مصالح مشتركة تجمع بينهم* الأهرام العربي في 18 نوفمبر 2006
بعد أن فجر بدرخان قنبلة فيلم الكرنك الليثي: المسألة تصفية حسابات * علا الشافعي لا أحد يعرف حتي الآن إلي أين سينتهي الوضع بعد أن فجر المخرج السينمائي علي بدرخان قنبلته في وجه ممدوح الليثي مؤكدا أنه ليس كاتب السيناريو الحقيقي لفيلم الكرنك بل إن صلاح جاهين هو الذي صاغ السيناريو والحوار, المفارقة أن سيناريو الفيلم حصل الليثي به علي جائزة الدولة التقديرية. بدرخان يصر علي تصريحاته, والتي أكدها الشاعر بهاء جاهين, ابن الراحل, لكن الغريب أن مخرجا سينمائيا بحجم بدرخان يعرف مثل هذه المعلومة ولا يتحدث عنها طوال هذه السنوات خصوصا أن سيناريو الكرنك تمت صياغته عام1974 فلماذا صمت أكثر من ثلاثين عاما؟ مما جعل ممدوح الليثي يؤكد أن علي يرغب في تصفية حسابات قديمة بينهما تتعلق بدخوله معركتين انتخابيتين أمامه علي كرسي نقيب السينمائيين وفشل في النجاح, ليس ذلك فقط, بل أضاف الليثي تعليقا علي كلام بهاء جاهين بأنه كان طفلا في هذا الوقت ولم يتجاوز عمره السبع سنوات, فما أدراه بكتابة السيناريو وقتها. بدرخان يؤكد أن هذه الواقعة تكررت مع الليثي, وأن سكوته كان احتراما لصلاح جاهين, فكيف له أن يصرح بأمر فضل جاهين كتمانه؟ لكن الحقيقة مصيرها العلن. تلك المعركة الجديدة بين بدرخان والليثي تفجر تساؤلات حول المسكوت عنه في الوسط الفني الذي يبدو أكبر بكثير من المعروف والمعلن, فهذه الواقعة لم تتكرر فقط مع ممدوح الليثي, بل هناك أمثلة أخري لكتاب سيناريو كبار, فمثلا الذي أعاد صياغة سيناريو فيلم الهروب هو المؤلف بشير الديك بناء علي طلب المخرج الراحل عاطف الطيب الذي لم يكن راضيا عن مستوي الفيلم دراميا عندما صاغه الكاتب مصطفي محرم, و الذي خرج العمل بأسمه, وهي معلومات أكدها بشير الديك بنفسه وهناك شهود كثيرون عليها, لذلك يتوجب علينا أن نطرح تساؤلات تتعلق بالطريقة التي كان يعمل بها بعض كبار كتابنا لفترة طويلة, سواء كانوا يعملون بنظام الورشة أم يبحثون عمن يصيغ لهم أعمالهم من الباطن. الأهرام العربي في 18 نوفمبر 2006
|
فيلم »في موطني« للمخرج الكبير جون بورمان اللقاء الـــدامي للذاكـــرة الجــريحة مع الجـــلادين رؤى - إبراهيم نصر الله: |