مشهد من فيلم "مجزرة" امونيكا بورغمان وهرمان تايسن مخرجون مشهورون من لبنان عالجوا في أفلامهم التي عُرِضَتْ مؤخرًا في مدينة ميونيخ ثقافة ذاكرة بلدٍ مزقته ولا تزال تمزقه النزاعات المذهبية والاجتماعية. ولكن كيف نظروا الى الحالة اللبنانية؟ تقرير كتبته منى سركيس.

ما الذي حدث منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية قبل ستة عشر عامًا؟ نعم اختفت الأنقاض، لكن صدمة الناس لا تزال باقية، كما يعرض غسان سلهب في فيلمه "أرض مجهولة" في مهرجان ميونيخ السينمائي الذي جاء تحت عنوان "آراء لبنانية". وجدير بالذكر أن شلهب كان قد صور شريطه في عام 2002.

يروي الفيلم قصة مجموعة من الأصدقاء الشبان تضل طريقها في بيروت التي يعاد إعمارها. المرشدة السياحية ثريا تعرض للسياح كل بقعة زاخرة بالتاريخ في بلد لا تطمح هي ذاتها إلا بمغادرته، تمامًا كما تريد مغادرة جسدها الذي تتقاسمه مع رجال مختلفين، لا تريد أن يكون لها بعدئذ أية علاقة بهم.

بعيدا عن الذاكرة

إفعلوا كل شيء. لكن لا تتذكروا –ولا تبنوا شيئًا على الذكريات. هذا هو شعار المهندس المعماري نديم، الذي خزّن بيروت على القرص الصلب في حاسوبه على نحوٍ صغيرٍ للغاية وقسّمها إلى قطع أرض خلقها من جديد، منطلقًا بذلك من عزلة غرفته التامة.

أما ليلى فتهزأ من انتماء اللبنانيين الطائفي أثناء تناولها كأسا من الكحول، لتندفع من ثم نحو المرحاض راجية الله المغفرة. أي إله؟ "لا فرق. لكن إياك أن تسأل لبنانيًا عن طائفته؟" كما يوضح سلهب، الذي حضر المهرجان شخصيًا شأن معظم الفنانين المشاركين. إياك والسؤال عن ما يطحن البلد بعد ستة عشر عامًا على انتهاء الحرب الأهلية.

إن صندوق باندورا [الذي يؤدي فتحه لإطلاق الشر في العالم] سيفتح عند الاقتراب من المحرمات. هذا ما يعرضه فيلم "المجزرة" الذي يوثق أحداث مجزرة المخيمين الفلسطينيين صبرا وشاتيلا. فعلى مدى ثلاث سنوات من العمل، قام كل من مونيكا بورغمان Monika Borgmann، وزوجها اللبناني لقمان سليم، وهرمان تايسنHermann Theißen بالبحث عن أفراد تابعين لـ "القوات اللبنانية" وحثوهم على الحديث.

مجازر المليشيات

في عام 1982 كانت الميليشيات قد تآمرت مع الإسرائيليين وارتكبت تحت "حمايتهم" مجزرة دامت ليلتين وثلاثة أيام. بعد ذلك لم يُحص قط عدد الضحايا الذين كانوا في غالبيتهم من المدنيين. وبدلاً من ذلك أقرَّ مجلس النواب اللبناني في عام 1991عفوًا عامًا عن كل مجرمي الحرب الأهلية.

بعد أكثر من عشرين عامًا على المجزرة يتكلم ستة أشخاص من هذه الميليشيات عن إمعانهم بالبطش. جزء من الشهادات يمعن في ساديةٍ فظيعةٍ تكاد لا تُحتًمل. شهاداتٌ من شأنها أن تكون من مناطق أخرى من العالم مثل رواندا أو تيمور الشرقية.

بدلاً من السياقين التاريخي والشخصي اللذين تم إخفاؤهما لإبقاء هوية الفاعلين مجهولة، يسود "الإنسان البهيمي" على الأقل بالنسبة لمشاهد الشريط من الخارج.

اتهامات متبادلة بالذنب

لم يحتج الأمر إلى المزيد من الصور بالنسبة للبنانيين الحاضرين لكي يغادروا صالة السينما، مصابين بالصدمة. تقول القيِّمة العامة على المهرجان الفنانة فيرينا فرينش من ميونيخ Verena Frensch بهذا الصدد: "من أصل تسعمائة مشاهد كانوا قد انحشروا في عرض الإفتتاحية البيروتي في صالة تضم ثماني مائة مقعد فقط، هرع الكثيرون إلى الخارج قبل انتهاء الفيلم. وفي النقاش الختامي الصاخب قاموا بتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن المجازر التي حصلت قبل وبعد هذه المجزرة".

فيلم وائل نور الدين القصير "من بيروت، مع المحبة" يثير بدوره الحساسيات. فالمخرج الشاب المهاجر إلى فرنسا والذي يستحوذ لبنان على مجمل تفكيره يعرض البلد من منظور اليافعين المضطرب تمامًا مثل المخرج سلهب ابن الثامنة والأربعين من العمر.

فبينما يجعل سلهب الشعور باستمرار الدوران في حلقة مفرغة ملموسًا في شريطه الذي يستغرق ساعتين، يتنقل لبنان نور الدين ما بين العنف، واليأس، والمخدرات ليركز النظر بمذكراته اليومية المصورة بالفيديو كما جرى تسمية شريطه ذات مرة: على ما هو كائن وعلى ما كان من شأنه أن يكون.

وفي حين يخيم الحزن على المتفرج وينمو فيه الذهول من الشخصيات الغربية المعتادة وبالأخص من العدائية الغربية، يمسك فنانو لبنان بزمام المبادرة من خلال بحثهم عن جسور يمدونها نحو الغرب، كما فعل جلال توفيق في دراسته التي تناولت طقوس عاشوراء مثلاً.

القدرة على المعاناة ورص الصفوف

من لم يفهم نواح أبيات الشعر، وطقوس الآلام، وجلد النفس التي تُحيي بها الشيعة ذكرى استشهاد الإمام الحسين يأخذ الشرح من جاك دريدا، جيل ديلوز أو نيتشه: "يحرق المرء شيئًا لكي يبقى في الذاكرة: لا يبقى في الذاكرة إلا ما يستمر في الإيلام".

وهكذا يتم التذكير برسالة سياسية أيضًا: القدرة على المعاناة ورص الصفوف هما أفضل درع في مواجهة الاضطهاد. ليس هناك ضرورة لعرض صورة حزب الله المعتد بنفسه لكي يكون حاضرًا في قاعة العرض.

يقدم فيلم مي المصري "يوميات بيروت: حقائق وأكاذيب وفيديو" عرضًا عن كلا المعسكرين (14 و 8 آذار/مارس) اللذيّن يقسمان البلد منذ "ثورة الأرز" التي حصلت قبل عام ونصف.

على مدى عدة أشهر ترافق مي المصري الشبان والشابات الذين يتظاهرون في "ساحة الشهداء"من أجل التحرر من الاحتلال السوري ومن التضييق الطائفي الداخلي الذي يقيمه أمراء الحرب المدمنون على الجشع. لكن بلا جدوى.

هل أعيد لبنان بالفعل بعد حرب تموز/يوليو الأخيرة كما أعلنت إسرائيل إلى ما يُعتقد أنه حال مضت؟ هل غرق لبنان بلا رجاء في دوامة هدامة خارجية ومحلية الصنع؟

الصور التي يبرزها سينمائيو لبنان اليقظون، لا تعطي سوى جوابً واحد: هذه هي حقائقنا وهذا هو حضورنا، فانظروا إليها بدلاً من المتابعة العمياء لـ "الوثائق" الإعلامية. إنها إجابة غاضبة أحيانًا، ولكنها ليست بحال من الأحوال بلا حيلة.

حقوق الطبع قنطرة

موقع "قنطرة" في 17 نوفمبر 2006

 

ضجيج الأوسكار يتعالى منذ الآن

هيلين مرين ونيكلسون وإيستوود يتقدمون المرشحين للأوســكار 

قد يتم تتويج هيلين مرين أفضل ممثلة في حفلة ‘’الأكاديمية الأميركية للفنون والصور المتحركة’’ لتوزيع جوائز الأوسكار. والخاسر سبع مرات، بيتر اوتول، قد يفوز في النهاية بتلك الجائزة التي استعصت عليه حتى الآن. وقد يتعادل جاك نيكلسون 4-4 مع كاترين هيبورن إذا حقق الفوز القياسي الرابع.

وقد يترسخ كلينت ايستوود كأعلى المخرجين تحليقاً في تاريخ الأوسكار.

ومع ان الكثير من الأفلام التي تستحق الأوسكار لم تنزل إلى الصالات قبل شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري فلقد ظهرت حتى الآن الكثير من الأسماء المتنافسة للترشح لليلة هوليوود الكبيرة في 25 فبراير/ شباط المقبل.

وقد يتصدر الطليعة كلينت ايستوود، الفائز الأكبر في العام 2004 الذي فاز بجائزة أفضل فيلم الثانية وجائزة الإخراج لفيلم “Million Dollar Baby”.

ويعود ايستوود الآن بفيلم “Flags of Our Fathers” الضخم عن غزو أيوا جيما في الحرب العالمية الثانية والظروف التي أحاطت برفع العلم الأميركي هناك، الحدث الذي خلدته الصورة التي التقطها مصور ‘’الاسوشيتد برس’’ جو روزنثال.

وقبل نهاية السنة ستأتي أفلام مثل “Dreamgirls” بنجومية جايمي فوكس وبيونسي ناولز وإدي مورفي، وقصة ما بعد الحرب العالمية الثانية “The Good German” من إخراج ستيفن سودربرغ ونجومية جورج كلوني وكيت بلانشيت و”The Good Shepherd”، بنجومية مات دامون وأنجلينا جولي في قصة عن السي.اي.ايه. بإخراج روبرت دي نيرو.

وحتى ذلك الحين، هاكم الأفلام التي نزلت إلى الصالات حتى الآن أو عرضت على النقاد السينمائيين وانضمت إلى كورس الضجيج الأوسكاري.

- “Flags of Our Fathers”: يبدو كلينت ايستوود البالغ من العمر 76 سنة، أنه يتحسن مع تقدمه بالسن، وهو يقدم الآن ثالث فيلم ينافس على الأوسكار في أربع سنوات بعد “Mystic River” و”Million Dollar Baby”. وإضافة إلى الأوسكارات التي فاز بها على الفيلم الأخير، فقد فاز أيضاً بأوسكار أفضل فيلم وأوسكار أفضل إخراج عن فيلم “Unforgiven” الوسترن الذي صنعه سنة .1992 والآن جاء ليبدع فيلماً حربياً غنياً جداً ينتقل ببراعة من فوضى المعارك المقرف إلى الحياة على الجبهة العائلية فيما القصة تقدم دراسة عن خواء البطولة المصنعة باسم الدعاية برفع الأعلام.

وإذا فاز ايستوود بجائزة إخراج أخرى فإنه سيصبح واحداً من أربعة مخرجين يفوزون بثـــلاث جوائز أو أكثر (جون فورد فاز بأربع جوائز وفــــرانك كابرا ووليام وايلز فاز كل منهم بثلاث جوائز.

ومــن منافسي ايستوود المحتملين آدم بيتش ورايان فيلــــيبس وباري بيبر وجيسي برادفورد وجايمي بل).

- “The Queen”: هيلين ميرين تقبل تحدياً مرهباً بلعبها دور شخصية مشهورة عالمياً، وهو دور الملكة إليزابيث الثانية، لتضمن به - تقريباً - الفوز بجائزة أفضل ممثلة بأداء ملوكي مهيب وإنساني إلى حد المأساوية. وتضفي ميرين سرعة بديهة خارقة وعاطفة مؤلمة في تصويرها للملكة في أوج الأزمة وهي تواجه غضب الرعية لتساير تعالي وعجرفة العائلة المالكة في أعقاب مصرع الأميرة ديانا سنة .1997 وقد يقتحم الفيلم أيضاً سباق جائزة أفضل فيلم ويفوز بالترشيح للمخرج ستيفن فريرز والشريك في النجومية مايكل شين الذي يقدم تشبيهاً ملفتاً لرئيس الوزراء توني بلير.

- “Venus”: لعب بيتر اوتول أدواراً متعالية وإنسانية في الطريق إلى سبعة ترشيحات لجائزة أفضل ممثل - لكنه خسرها جميعاً. وقبل أربع سنوات اختارت الأكاديمية لجائزة الشرف على مجمل إنجازاته. وقد فكر في البداية برفض الجائزة لشعوره أنه لاتزال هناك فرصة ليفوز بجائزة مباشرة. وقد يكون الممثل البالغ من العمر 74 سنة على حق.. إنه عجوز فاسق وعطوف رائع فيلم “Venus” الكوميدي الأسود الذي يؤدي فيه دور ممثل عجوز في آخر مغامرة - روحية وليست جسدية - له مع فتاة مراهقة هي نسيبة لصديق ثري (تلعب الدور جودي ويتاكر).

- “The Departed”: مارتين سكورسيزي ‘’وصيفة العروس’’ الدائم في حفلات الأوسكار، يتعادل سلباً مع أربعة مخرجين آخرين في خسارة الجائزة: خمسة ترشيحات، لا فوز. وملحمته السينمائية الجديدة عن الإجرام هي بنجومية ليوناردو دي كابريو الشرطي المزروع في عصابة للإجرام في بوسطن ومات دامون في دور غانغستر تمكن من زرع جاسوس في الشرطة.

ومعظم الفيلم مطبوع بطابع سكورسيزي.. تقسيم رائع وطرافة ساخرة وعنف شديد مع أنه يتباطأ ويصبح ضبابياً في الثلث الثالث. ومع ذلك قد يحمل الفيلم سكورسيزي إلى السباق على جائزة الإخراج (خسر السباق نفسه قبل سنتين بفيلم “The Aviator” أمام ايستوود). دي كابريو ودامون مرجحان للترشيح، إلا أن جاك نيكلسون الفائز بثلاث أوسكارات سابقاً - في دور زعيم عصابة إجرامية مهووس، يسيطر على الفيلم. وإذا فاز بالجائزة الرابعة فإنه سيتعادل مع كاترين هيبورن كفائزين بأكبر عدد من جوائز التمثيل في تاريخ السينما.

- “The last King of Scotland”: بطريقته البعيدة عن التكلف قدم فورست ويتاكر أداء رائعاً فيلم “Bird”، السيرة الذاتية لتشارلي باركر من صنع ايستوود، وفيلم “Ghost Dog”. والآن يتخلى ويتاكر عن سلوكه الهادئ ليلعب دوراً عظيماً ومرناً ومتظاهراً - دور الديكتاتور الأوغندي عيدي أمين الذي يقيم علاقة أبوية وتسلطية في الوقت نفســه مع طبيب اسكتلندي (جايمس ماكافوي). وقد يحول ويتكاثر فئة أفضل ممثل إلى سباق ثنائي بينه وبين بيتر اوتول.

- “Volver”: إذا كان هناك من سيتحدى هيلين ميرين كأفضل ممثلة، حالياً، فهي بينلوب كروز في هذا الفيلم الدرامي الأهوج الذي صنعه بيدرو المودوفار عن ثلاثة أجيال من نساء قويات يواجهن الحياة من دون الرجال الضعفاء في حياتهن. كروز امرأة سليطة تلعب دور أم تواجه أزمة رهيبة في المنزل.. أخت حالمة وابنة عنيدة وأم تبدو وكأنها قامت من بين الأموات. الفيلم تدخل به اسبانيا سباق الجائزة على أفضل فيلم أجنبي. إلا أن “Volver” قد يسير على خطى أفلام أخرى من صنع المودوفار التي دخلت فئات أخرى مثل “Talk To Her” و”All About My Mother”.
- “Little Children”:
كيت وينسلت محور قصة تذكرنا نظرتها الساخرة للأسرار الكامنة وراء جدران البيوت في الضاحية الفخمة بفيلم “American Beauty” الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم سنة .1999 وتلعب وينسلت دور أم متذمرة تنجر نحو إقامة علاقة مع أحد الجيران وسط ضجة في الحي حول مجرم جنسي عائد للعيش في الحي. وإلى جانب وينسلت يضم الفيلم جنيفر كونولي الحائزة على الأوسكار وهو من إخراج تود فيلد صانع فيلم “In The Bedroom” الذي رشح لجائزة افضل فيلم سنة .2001

- “Babel”: براد بيت وكيت بلانشيت هما الاسمان البارزان في الفيلم الدرامي الآسر الذي صنعه اليهاندرو غونزليز ايتاريتو عن الصدام الثقافي وهو يتتبع عائلات أميركية ومكسيكية ويابانية وأفريقية تربط بينها أحداث مأساوية. بيت وبلانشيت الفائزة بالأوسكار قد ينتزعان بسهولة الترشيح لجائزة أفضل ممثل مساعد. وهذه الفئة من الجائزة تختار عادة وجوهاً جديدة، مع أنه في هذه الحال قد تسلب النجمة المشاركة أدريانا بارازا الأضواء بأدائها المعذب لدور مربية أطفال تواجه خطراً.

- “Infamous”: المصادفة هي التي أنزلت الفيلم، الذي هو الثاني مباشرة عن محاولات الروائي ترومان كابوت لتأليف روايته الجرمية “In Cold Blood”، إلى صالات العرض. فهل اكتفى مانحو الأوسكار بعد أن منحوا جائزة أفضل ممثل لفيليب سيمور هوفمان لدوره في فيلم “Capote” في السنة الماضية؟ وبأدائه الكوميدي الأسود الجدي، طوبي جونز رائع في دور المؤلف هاربر لي ودانيال كريغ (جيمس بوند الجديد) في دور نزيل سجن المحكومين بالإعدام بيري سميث، بحظ وافر للترشيح لجائزة أفضل تمثيل مساعد.

- “Bobby”: باتباعه أسلوب روبرت التمان في التصوير الجماعي، استطاع الكاتب - المخرج اميليوا ستيفيز أن يحشد كمية كافية من المواهب الأدائية الممتازة في فيلم واحد ليملأ بها فئة الأوسكارات المساعدة. الفيلم الذي يتمحور حول نحو 24 من الشخصيات التي كانت موجودة في فندق امباسادور ليلة اغتيال روبرت كيندي أدوار بارزة يلعبها لورنس فينسبورن وشارون ستون ووليام مايسي وانطوني هوبكينز وديمي مور.

- “Catch a Fire”: مثل فورست ويتاكر في فيلم ‘’آخر ملوك اسكتلندا’’، يبرهن ديريك لوك براعته في تقليد لهجة أفريقية، ويقدم تمثيلاً قوياً كعامل في مصفاة في جنوب أفريقيا تتهمه سلطات الابارتيد زوراً بالتخريب. وقد يحظى تيم روبينز بالترشيح لجائزة أفضل ممثل مساعد لدور إنساني وحقير في آن واحد كمسؤول حكومي يؤدي تشبثه وعناده لإلقاء القبض على المتمردين إلى إشعال حريق المعارضة.

- “World Trade Center” و”United 93”: نال الفيلم الأول ‘’مركز التجارة العالمي’’ لأوليفر ستون و’’يونايتد ‘’93 لبول غيرنغراس كأول تقديم دراماتيكي كبير لأحداث 11 سبتمبر/ أيلول. ولا يحتمل أن ينتزع الطاقم غير المشهور ليونايتد 93 على ترشيح فئات الأوسكار الرئيسة، وخصوصاً لنيكولاس كيج الحائز على الأوسكار ومايكل بينا وهما يلعبان دور شرطيين محتجزين تحت أنقاض المركز حيث هرعا لمساعدة ضحايا الهجوم الإرهابي.

الوقت البحرينية في 16 نوفمبر 2006

بين زمن عزيزة أمير وبهيجة حافظ وفاطمة رشدي وزمن إيناس الدغيدي وساندرا نشأت...

مخرجات السينما المصرية ... من أين؟ والى أين؟

القاهرة - علا الشافعي 

يمكن ربط تراجع عدد المخرجات في السينما المصرية التي شهدت في بداياتها فورة نسائية - تجاوز عددهن الـ 12 مخرجة - بالتراجع الاجتماعي الذي تشهده المرأة في المجتمع المصري، وفي سيادة منطق ذكوري عاد ليتصدر واجهة المشهد الاجتماعي من جديد. والغريب أن هناك عدداً لا بأس به من خريجات المعهد العالي للسينما اللواتي يقدمن مشاريع تخرج مبشرة، لكن قليلات منهن فقط من تتاح لهن فرصة الاستمرار، خصوصاً في ظل سيطرة مجموعة من محتكري صناعة السينما المحافظة، ممن يرفضون دعم أي تجارب مخالفة أو مغايرة للنمط السائد. في حين تشهد معظم الدول العربية تزايداً في عدد المخرجات.

وبنظرة إلى الوراء نجد أن السينما المصرية كانت سباقة في هذا المجال، وربما يعود ذلك إلى البدايات المبكرة لفن السينما في مصر، ولاحتكاكها بالثقافة الأوروبية في ذلك الوقت. فالمرأة المصرية التي خرجت جنباً إلى جنب الرجل في تظاهرات ثورة 1919 وهي مرتدية «اليشمك» تزامناً مع دعوات قاسم أمين، لم يكن غريباً عليها أن تقف مع الرجل في مهنة الإخراج. وضمت القائمة في تلك الفترة أكثر من 12 مخرجة ابتداء من عزيزة أمير (1901) التي أخرجت فيلمين هما «بنت النيل» و «كفري عن خطيئتك»، وعبرت فيهما عن قوة التقاليد والقهر الاجتماعي الذي تعانيه المرأة، وصولاً الى أمينة محمد وفاطمة رشدي وبهيجة حافظ... لكن شيئاً فشيئاً راح عدد النساء المخرجات يتقلص، وقد تكون السبعينات هي الفترة الأكثر تراجعاً في تاريخ المرأة - المخرجة، حيث اكتفت النساء العاملات في السينما بالتمثيل والانتاج (آسيا وماري كويني) أو العمل على «الموفيولا» في غرفة المونتاج (رشيدة عبدالسلام ونادية شكري) إلى أن ظهرت المخرجة المصرية نادية حمزة وقدمت في الثمانينات عشرة أفلام تحمل اسم «النساء». وبغض النظر عن التقويم الفني لتجارب نادية حمزة فهي من القليلات اللواتي دافعن بقوة عن قضايا المرأة، وإن كانت المعالجات تتم غالباً في شكل ميلودرامي، ومن أفلامها «النساء» (1985)، «نساء خلف القضبان» (1986)، «حقد المرأة» و «القانون امرأة للأسف» (1988)... وفي تلك الفترة أخرجت نادية سالم فيلماً بعنوان «بواب العمارة»، وقدمت المخرجة أسماء البكري - التي تخرجت من مدرسة يوسف شاهين - في أفلامها نماذج للمرأة المقهورة ضحية الظروف والرجل وقسوة المجتمع.

ثم كان الظهور القوي للمخرجة الأكثر جدلاً في السينما المصرية وهي إيناس الدغيدي التي عملت لفترة كمساعد مخرج لمجموعة من أهم المخرجين في السينما المصرية مثل صلاح أبو سيف، حسن الإمام، بركات، كمال الشيخ وأشرف فهمي. بدايات الدغيدي مع الإخراج كانت من خلال فيلم «عفواً أيها القانون» (عام 1985) وتوالت الأعمال من «امرأة من زمن الممنوع» و «لحم رخيص». وعلى رغم بداية إيناس الدغيدي القوية، إلا أنها أصبحت تستسلم لقوانين السوق السينمائي وتعمل على زيادة المشاهد الإباحية في أفلامها، من خلال معالجة سطحية لقضايا مهمة، ويتضح هذا الاستنتاج في أفلام مثل «دانتيللا»، «كلام الليل»، «مذكرات مراهقة»، و«الباحثات عن الحرية».

وعلى رغم الاختلاف حول القيمة الفنية لأعمال إيناس الدغيدي فستظل بجرأتها وآرائها حالة خاصة بين المخرجات في السينما العربية، وهو ما جعل المتطرفين يضعونها على قائمة الاغتيالات، ويكفي أنها قدمت مجموعة كبيرة من الأعمال الجريئة في ظل سيادة التطرف في المجتمع المصري.

واضح أن نموذج المخرجة إيناس الدغيدي، تلك المرأة المثيرة للجدل صاحبة الشخصية القوية، أصبح بمثابة «البعبع» الذي يخيف منتجي السينما المصرية، والدليل على ذلك هو أن الدغيدي ومن خلال شركتها الانتاجية «فايف ستارز» أصبحت هي المنتجة لكل أفلامها.

أما في منتصف التسعينات وبعد النجاح الذي حققه فيلم «اسماعيلية رايح جاي» فأصبح عمل المرأة في مهنة الإخراج السينمائي ضرباً من الخيال خصوصاً مع سيطرة «النجم» والفكر المحافظ وظهور مسميات مثل السينما النظيفة وفن الأسرة، على رغم وجود الكثير من الموهوبات ممن تخرجن من المعهد العالي للسينما في تلك الفترة ومنهم ساندرا نشأت، التي قدمت مشروع تخرج لفت إليها الأنظار بعنوان «آخر شقاء». ثم عملت مساعدة للمخرج المصري سمير سيف في فيلميه «المولد» و «الراقصة والسياسي» ومساعدة للمخرج يسري نصر الله في فيلمه «مرسيدس» وقدمت فيلماً تسجيلياً عن المونتير الأشهر والأهم في السينما المصرية كمال أبو العلا.

في العام 1998 أنجزت نشأت فيلمها الروائي الطويل الأول «مبروك وبلبل» الذي نالت عنه جائزة أفضل إخراج في مهرجان الاسكندرية، ثم توالت تجاربها الإخراجية، ولكن كلها في السينما التجارية. من هنا تختلف ساندرا نشأت عن سابقاتها في مسألة اهتمامها بقضايا المرأة. إذ يمكن أن نطلق عليها اسم «مخرجة استوديو» كون همها طرح نفسها في السوق السينمائي من طريق تقديم ألوان سينمائية مختلفة، مثل الرومانسي والكوميدي والأكشن، كما ظهر في أفلامها «حرامية في كي جي تو»، «ليه خلتني أحبك»، «حرامية في تايلاند»، «ملاكي اسكندرية». وهي تعمل حالياً على إنهاء فيلمها «الرهينة».

وإذا كانت أتيحت لساندرا نشأت فرصة أن يتبناها المنتج وائل عبدالله الذي قدمت معه كل تجاربها السينمائية حتى الآن، فإن المخرجة هالة خليل - تخرجت أيضاً من المعهد العالي للسينما في التسعينات - لم تحصل على فرصة إخراج عملها الأول إلا بصعوبة شديدة خصوصاً أن هالة كانت تصر على تقديم عمل سينمائي مختلف عما تشهده السوق السينمائية، تماماً مثلما جاء فيلمها الروائي المتوسط «طيري يا طيارة» وهو من أجمل الأفلام التي تتناول المشاعر النسائية في مرحلة المراهقة، ثم كان لها ما تريد سنة 2003 حين انجزت فيلم «أحلى الأوقات» مع المنتج محمد العدل، وهو الفيلم الذي لاقى نجاحاً جماهيرياً ونقدياً وحصد الكثير من الجوائز في المهرجانات المصرية والعربية. وتركز هالة خليل على المرأة في أفلامها، وتحديداً على المشاعر التي تبدو بسيطة لكنها في الحقيقة أكثر تعقيداً من سواها من المشاعر، وهذا ما سيتضح في فيلمها الثاني «قص ولزق» الذي يمثل مصر في المسابقة الدولية من مهرجان القاهرة.

أما المخرجة الثالثة والتي لمعت منذ مشروع تخرجها وفيلمها الروائي القصير «قطار السادسة والنصف» فهي كاملة أبو ذكرى، التي قدمت حتى الآن ثلاث تجارب، أولها «سنة أولى نصب»، والذي كان فيلماً تجارياً عملت من خلاله كاملة على طرح اسمها كمخرجة متميزة تملك أدواتها الفنية في السوق السينمائية، ومن بعده قدمت فيلمها الأكثر تماسكاً «ملك وكتابة» الذي حصد بعض الجوائز في مهرجان الاسكندرية وغيره، ثم جاء فيلمها الأخير «العشق والهوى» الذي عرض في الصيف وظهرت فيه موهوبة كاملة الإخراجية على رغم ضعف النص.

وعلى رغم أن هناك العديد من المخرجات اللواتي يعملن كمساعدات للإخراج أو أتيحت لهن تقديم مشاريع أفلام قصيرة إلا أنهن ما زلن يقفن في طابور الانتظار ويحلمن بتجاربهن الأولى مثل هالة جلال وهالة لطفي ونوارة مراد ورشا الكردي ونسرين الزنط وكثيرات.

من هنا أهمية الخطوة التي قام بها رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدكتور عزت أبو عوف في إعلانه الاحتفاء في هذه الدورة من المهرجان بالمخرجات أو العاملات في السينما على طريقته سواء في تكريم بعضهن أو مشاركة أخريات في لجان التحكيم.

الحياة اللندنية في 17 نوفمبر 2006

 

“Flags of our Fathers”ينضم الى قافلة افضل الافلام عن الحرب العالمية الثانية 

شهدت السينما مجموعة كبيرة من الافلام العظيمة عن الحرب الاهلية الاميركية والحرب العالمية الاولى وحرب فيتنام والحرب الكورية، غير ان الحرب العالمية الثانية هي الميدان الذي يعود اليه صانعو الافلام وجمهور السينما مرة بعد أخرى.

والآن يقدم لنا كلينت ايستوود احدث رواية هوليوودية للحرب العالمية الثانية بفيلمه “Flags of our Fathers” الذي يضم طاقم ممثلين كبيراً بينهم ريان فيليب وباري بيبر وآدم بيتش وجسي برادفورد في قصة عن غزو ايوا جيما ورفع العلم الاميركي التاريخي هناك.

وكم كان مناسباً ان ينتج ايستوود الفيلم الأخير مع ستيفن سبيلبرغ الذي صنع افلاماً سينمائية والتلفزيونية مشهورة بينها “Saving Private Ryan” و”Schidler’s List” و”Empire ot the Sun” و”Band of Brothers”.

من المستحيل تقريباً اختيار لائحة بأفضل الأفلام من بين الكمية الهائلة والمتراوحة من أفلام الحرب العالمية الثانية. ولكن في ما يأتي أفضل 12 فيلماً منها، وهي تتناول موضوعات القتال ومعسكرات الاعتقال والهولوكوست والتجسس والتخريب والحياة على جبهة المعارك والعودة الى الديار، بل والضجر الذي يعاينه بعض المشاركين في القتال.

“Saving Private Ryan” (1998): رائعة سبيلبرغ عن القتال والرفقة بين المقاتلين، وفيه يقود توم هانكس رجاله وراء خطوط العدو في ما يعتبرونه مهمة انقاذ مشكوك في جدواها. ويبقى مشهد الافتتاح الذي لا يصدق بعظمته عن غزو النورماندي (D - Day) المقياس الذي ستقاس به كل المشاهد القتالية السينمائية.

- “The Bridge on the River Kwai” (1957): اليك غينس باهر في قصة دافيد لين الاخراجية عن ضابط بريطاني ممزق بين واجبه تجاه وطنه ومفهومه للعمل اليومي وهو يشرف على مجموعة من سجناء الحرب يبنون جسراً لليابانيين فيما يخطط مخربون بإمرة وليام هولدن لنسف الجسر.

- “Patton” (1970): يبدو جورج سكوت في افضل اداء ملوكي صارم له، وكأنه خلق ليلعب دور الجنرال جورج باتون في تصوير فرانكلين شافنر الرائع لرجل انهك الالمان في المعارك واصبح بطلاً وشريراً لدى الجانب الذي يقاتل من اجله، وكارل مالدن هو النقيض العطوف في دور حليف باتون، الجنرال عمر برادلي.

- “The Best Year of our Lives” (1946): بعد سنة واحدة من انتهاء الحرب، قدم وليام وايلر سرداً رائعاً عن المحاولات المؤلمة التي يقوم بها جنود (فردريك مارتش ودانا اندروز وهارولد راسل، المحارب القديم الذي بترت يداه في الحرب) للتكيف مع الحياة كمدنيين. وبخلاف كثير من افلام الحرب الدرامية يبدو الفيلم متطابقاً مع ما يجري اليوم.

- “Dus Boot” (1981): يقدم فيه ولفغانغ بيترس اعظم افلام الغواصات، ويترصد فيه طاقم غواصة U - boat ألمانية بقيادة جورغن بروكنو في مهمة سرية. والفيلم متوفر بطول ساعتين ونصف الساعة للصالات الاميركية وبمونتاج للمخرج مدته ثلاث ساعات ونصف الساعة. ولمن يرغب هناك ميني مسلسل مدته خمس ساعات عرض على التلفزيون الالماني.

- “The Longest Day” (1962): ضم احد اعظم الاطقم التي حشدت في تاريخ السينما وبينهم هنري فوندا وجون وابن وروبرت ميتشوم وريتشاد برتون وهو يروي قصة غزو النورماندي بأدق التفاصيل في ملحمة سينمائية صنعها كين اناكين واندرو مارتون وبرنارد ويكي تحلل ما جرى من وجهتي نظر الحلفاء والالمان.

- “The Caine Mutiny” (1954): بعد ان ثبت هنري بوغارت قدميه كبطل سريع الكلام في الاربعينات الماضية، بعد دوراً متوجساً عزيماً في قصة ادوارد ديمتريك الدرامية عن الانتقال من جبهة القتال الى قاعة المحكمة. بوغارت ممتاز في دور ضاط البحرية المتكبر الذي يتمرد عليه ضباطه وتتحول محاكمتهم العسكرية الى منبر لابراز الانهيار العاطفي لقائدهم السابق.

- “The Big Red One” (1980): السيرة الذاتية لصموئيل فولر عن ايامه في الجيش قد تكون المخطط الاساسي لفيلم “Band of Brothers” التلفزيوني، وهو يتتبع مجموعة من الجنود عبر عدن حملات عسكرية. ويضم طاقم النجومية لي مارفين وروبرت كارادين ومارك هامبل.

- “Schidler’s List” (1993): قدم فيه سبيلبرغ اكبر شهادة هوليوودية لما يسمى ضحايا الهولوكوست. ويلعب ليام نيسون البطولة في دور اوسكار شيندلر الذي جمع ثروة على ظهر فعلة يهود في بولندا ثم انفق الثروة التي جمعها لانقاذهم من معسكرات الموت النازية. ويقدم رالف فينس اداءً مرعباً في دور آمر معسكر اعتقال شيندلر.

- “Hope and Glory” (1987): جون بورمان يستمد من ذكرياته السعيدة والرهيبة عن طفولته اثناء الغارات الالمانية على لندن لاحقاً في منزل جديه في الريف. وبقلب وفكاهة عظيمين يقدم الفيلم لمحات عن الحياة الهادئة التي يعيشها اولئك الذين لم يذهبوا الى القتال في الجبهات.

- “Stalag 17” (1953): يقحم بيللي وايلدر سرعة البديهة الساحرة التي اشتهر بها في هذه القصة التي تدور احداثها في معسكر اعتقال الماني، حيث يواجه الانتهازي (وليام هولدن) عداءً من زملائه النزلاء من جنود الحلفاء الذين يشتبهون انه الجاسوس النازي الذي يخرب محاولات السجناء للفرار.

- “Mister Roberts” (1955): دراما كوميدية بديعة لجون فورد ومرفين ليروي عن سفينة شحن تابعة لسلاح البحرية وبحارته الضجرين وقبطانهم الذي لا يطاق (جيمس كاغني) وخبير الاشارات المتطفل (جاك ليمون) والملازم النزيه (هنري فوندا) الذي يعمل للمحافظة على الهدوء. (أ.ب)

الوقت البحرينية في 16 نوفمبر 2006

 

سينماتك

 

سينمائيون لبنانيون يفتحون في ميونيخ "صندوق باندورا":

إفعلوا كل شيء ولكن لا تتذكروا!

منى سركيس  ـ  ترجمة يوسف حجازي

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك