·         خطب الرئيس الأمريكي عن حرب العراق تحولت إلي مسلسلات لإقناع شعوب العالم بوجهات نظره

·         كيف تحول الإذلال الصيني للأمريكان إلي نصر عسكري تليفزيوني؟

·         إسرائيل وجيشها علي قائمة أولويات مسلسلات البنتاجون

·         قائمة المسلسلات التي يمولها البنتاجون كأسلحة ثقافية ضد الشعوب  

قامت الدنيا في الولايات المتحدة ولم تقعد عندما بدأ عرض فيلم (اغتيال رئيس) منذ أيام والذي يصور عملية اغتيال الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش من قبل أمريكيين من أصل عربي وجندي أسود شارك في حرب العراق. ويظهر الفيلم بعض أخطاء الرئيس.

السيناتور هيلاري كلينتون عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك رغم أنها من الحزب الديمقراطي هاجمت الفيلم لأنه يصور اغتيال رئيس حالي.. وقد رفضت سلسلتان من دور العرض الفيلم ورفضت شبكة CNN مجرد الاعلان عنه سواء تليفزيونيا أو إذاعيا..

والحقيقة إن الحرب باستخدام السينما والتليفزيون ليست جديدة عن السينما الأمريكية ولا عن الرئيس بوش الذي استخدم كل وسائل الإعلام مقروءه ومسموعة من صحف ومجلات وإذاعات ومحطات تليفزيون وأفلام ومسلسلات لضرب خصومه وللترويج لأفكار.. وما فعلوه معه باستخدام هذه الوسائل أقل بكثير مما استخدمه هو.

اللعب بالعقول

اللعب في العقول إحدي أهم الصناعات الأمريكية دائما وأبدا.. والشعب الأمريكي اكبر منتج ومستهلك ومصدر لهذه الصناعة.. ولأن الإعلام والاعلان هما رأس مال ووسيلة انتاج هذه الصناعة التي تحكم كل نواحي النمط الأمريكي للحياة يطلقون هناك علي رجال الإعلام لقب (السحرة) Media Wizers فهم الذين يصنعون النجوم في كل المجالات في السينما والرياضة والسياسة والموسيقي وهم الذين يدمرونهم أيضا..وهم الذين يسوقون المنتجات والأفكار والاشخاص يتساوي في ذلك هبمورجر مكدونالدز ومشروبا الكوكاكولا والبيبسي مع الطائرة البوينج والسيارة الفورد.. ولا تفرق المسألة كثيرا إذا كان المنتج المراد تسويقه هو رئيس دولة صديقة في باكستان أو أفغانستان أو العراق الجديد الذي تمتليء الفضائيات العربية باعلانات عنه مثله مثل الصابونة اللوكس.. فكله عند العرب صابون
. وبالإعلام والإعلان يريد الأمريكان تغيير أفكار واتجاهات العالم كله خاصة في العالمين العربي والإسلامي خاصة تلك التي تصطدم ومخططاتهم وأفكار ساستهم.. والحكاية قديمة لم تبدأ بعد 11 سبتمبر ـ كما يزعمون ـ ولكنها بدأت أبعد من ذلك بكثير جدا.. فكما كشفت وثائقهم إنهم مولوا المجلات الثقافية واتجاهات الحداثة في الفن ومن أموال المخابرات المركزية نفسها لضرب الشيوعية في العالم ولشراء بعض مثقفي العالم العربي.

.. ولذلك لم تكن أفكار الرئيس بوش ومساعديه بعد 11 سبتمبر بانشاء قنوات إذاعية وتليفزيونية وتمويل مجلات وصحف مثل إذاعة «سوا».. وقناة «الحرة» هي البدع في هذا المضمار ولكن آخر الاكتشافات المثيرة كانت تمويل أفكار وآراء الرئيس بوش في العرب والمسلمين وحرب العراق التي يختلف حولها الأمريكيون أنفسهم إلي حلقات تليفزيونية وبتمويل من البنتاجون نفسه ولا ينسون تزييف انتكاسات الرئيس بوش وخيبته فيحولونها إلي انتصارات عسكرية تليفزيونية يخدعون بها أنفسهم قبل العالم.

مسلسلات

C.I.A وعن أهمية الدراما وتوظيفها في الأغراض العسكرية قال أحد قواد القوات المسلحة هناك بعدما فشلت حملة إعلانية ضخمة في مختلف وسائل الإعلام في جذب الاعداد المطلوبة من الشباب للانضمام إلي سلاح الجو الأمريكي إن تأثير فيلم (Top Gun) للنجم توم كروز في تشجيع الشباب للانضمام للسلاح وقت عرض الفيلم فاق كل جهود السلاح الدعائية عن نفسه طوال تاريخه.. وكان الفيلم يحكي عن حياة نخبة الطيارين المقاتلين الأمريكان في مدرسة لتعلم فنون القتال الجوي
. علي أن اهتمام الولايات المتحدة كدولة بالاشراف علي انتاج الأفلام الحربية قد بدأ منذ عهد الرئيس الأمريكي ويلسون بعدما قرر مساعدة بريطانيا في الحرب العالمية الأولي وبالتحديد في 16 إبريل 1917 فقرر في نفس التوقيت إنشاء ما يسمي بلجنة العلاقات العامة والتي أسند رئاستها إلي الصحفي الأمريكي جورج كريل.. كان هدف هذه اللجنة هو حث رجال السينما الأمريكية علي النظر إلي الحرب باعتبارها هدفا وطنيا وقد استعان الصحفي المذكور في مهمته بأهم رجال هوليود في مجالات الانتاج والاخراج إلي جانب بعض النجوم الكبار أمثال ماري بيكفورد.

صراعات ما وراء البحار

وبعد ظهور التليفزيون وانتشاره ظهرت الحاجة إلي انتاج مسلسلات تحمل نفس أهداف الأفلام التي تدافع عن الأفكار والقيم العسكرية الأمريكية خاصة ما يتعلق منها بصراعات وراء البحار فظهرت مجموعة مسلسلات يطلق عليها مسلسلات (البنتاجون ستايل) أو المسلسلات بأسلوب البنتاجون وهي مسلسلات تدور في الأماكن العسكرية وأبطالها يؤدون أدوار عسكريين مثل مسلسل (بنساكولا) وهو اسم قاعد عسكرية أمريكية للنخبة من رجال مشاة البحرية..

ومسلسل (الحاملة) والذي يدور حول الحياة فوق حاملة طائرات أمريكية.. وهذه المسلسلات عرضها التليفزيون المصري علي قناته الثانية وتتميز باستعراض مهارات وقدرات البطل الأمريكي الذي لا يقهر ومعداته المتقدمة التي تمكنه من تنفيذ مهامه في تأكيد لمفهوم الكابول الأمريكي الذي ينشر العدل والخير حتي ولو بصراعه المسلح.. وآخر طراز من هذه المسلسلات وأكثرها شهرة وأطولها عمرا مسلسل J.A.G وهو اختصار ما نطلق عليه عندنا المدعي العام العسكري.. والمسلسل تعرضه قنوات الشوتايم ونشاهد بعض حلقاته في فترات البث المفتوح لقناة T.V. Land والذي يراه المشاهدون علي القنوات الأرضية العادية.

وقائع حقيقية

والمسلسل مأخوذ من وقائع حقيقية من سجلات الجيش الأمريكي وأبطاله هما الضابط هارم ويقوم بدوره الممثل ديفيد جيمس إيليوت والضابطة ماكينزي وتقوم بدورها الممثلة كاترين بيل.. وهما مدعيان عسكريان مهمتهما هي توجيه الاتهام في القضايا العسكرية أو الدفاع عن المتهمين فيها وكثيرا ما يقف البطلان متواجهين أحدهما يدافع عن المتهم، بينما الثاني يكون هو سلطة الاتهام. ويشير موقع المسلسل علي الإنترنت إلي إن المسلسل يستمد مادته الأساسية من الأحداث والقضايا التي تواجهها القوات الأمريكية في مهامها المختلفة وأن حاملة الطائرات في المسلسل U.S.S-Hawk ماهي إلا حاملة الطائرات الحقيقية U.S.S-Inter Price والتي دشنت سنة 1960 لتكون أول حاملة طائرات نووية في العالم.

تلفزة حرب العراق

أما من حيث محتوي هذه الحلقات فهي تنحاز لوجهات النظر الأمريكية الرسمية علي كل المستويات حتي ولو أدي ذلك إلي لي أعناق الحقائق أو حتي تزويرها فالمهم هو تبرير وتفسير الموقف الرسمي الأمريكي ومحاولة تسويقه لشعوب العالم معلبا في شكل مسلسلات تليفزيونية.. فشاهدنا مثلا هذا المسلسل حلقة بعنوان (الحرب الكلامية) Fig Thing.. وهي تحكي قصة جنرال أمريكي يلقي خطبا علنية ضد الإسلام ويصفه بأنه يقف يدا بيد مع قوي الشر والإرهاب ويصف الحرب في العراق بالحرب الصليبية المقدسة.. أو حرب الله.. مما يدفع جنديا مسلما من قواته برفع قضية ضده لأنه أساء إليه وإلي دينه وينضم إليه في الدعوي عسكري يهودي ـ تصوروا يهودي مستاء من أقوال الجنرال الأمريكي عن الإسلام ـ وفي المحكمة يقف الجنرال الأمريكي وتسأله الضابطة ماكينزي وهي سلطة الاتهام في هذه الحلقة إذا كان يعلم أن الإسلام دين يدعو للسلام وأن به قواعد في الحرب توصي المسلم بعدم قتل الأسير أو المرأة أو الطفل فينفي علمه بذلك ولكنه يدافع عن نفسه بأن الخطبة المسجلة ضده كانت بعد أحداث 11 سبتمبر مباشرة.. وأما الكلام عن حرب الله.. والحرب الصليبية المقدسة فيدافع عن محاميه الضابط هارم ويقول إن هذا الكلام إنما هو ترديد لما قاله الرئيس بوش نفسه عن هذه الحرب في خطبه العلنية..

ويستتشهد بعدم إضطهاد الجنرال الأمريكي للمسلمين بامرأة عراقية كانت زوجة لعراقي يتعاون مع القوات الأمريكية هناك؛ وعندما أصابه المقاومون العراقيون أخذه هو وزوجته وأولاده للولايات المتحدة وهو مازال يرعاهم.. بالطبع تحكم المحكمة بالبراءة بعدما تري أنه غير مذنب في تهمة الاساءة للإسلام والمسلمين وبمجرد النطق بالحكم تصلهم أنباء عن انتحاري يفجر نفسه في بعض أفراد القوات الأمريكية في العراق. فيقول الجنرال لمن حاكموه إن عليه أن يذهب ليؤدي واجبه في هذه الحرب.

الشعب ضد الوزير

وعلي موقع المسلسل في الإنترنت يصادفني عنوان حلقة (الشعب ضد وزير البحرية) يقول ملخصها.. إنه عندما قتل بعض المدنيين في قصف أمريكي إتهمت محكمة العدل الجنائية الدولية الولايات المتحدة بجرائم حرب وقد مثل الولايات المتحدة في المحكمة وزير بحريتها والذي دافع عنه بطلا المسلسل هارم وماك.. والذين وجدا أنه من الضروري الدفاع عن قرار أمريكا باعلان الحرب. وفي النهاية وجدت المحكمة أن الولايات المتحدة الأمريكية غير مذنبة في الجرائم ضد الانسانية أو في جرائم الحرب التي استهدفت مدنيين ولكن المحكمة وجدتها مذنبة فقط في تدمير ممتلكات مدنيين وقد ألزمت المحكمة حكومة الولايات المتحدة بدفع مبلغ 20 مليون دولار أمريكي كتعويض للمدينة المقصوفة وقد وقف المدعي في المحكمة الدولية ليقول للوزير الأمريكي إنه رغم عدم إقتناعه بالحكم إلا أنه يقبل دعوته لتناول كأس معا لأنهما ينتميان لبلدين صديقين منذ أمد بعيد.

منتهي التزوير لتبرير الأفعال الأمريكية الحقيقية في قصف الشعوب وقتلهم وتدمير مدنهم وإلباسها ثوب من العدالة التليفزيونية الزائفة.

تزوير التاريخ

ويستمر المسلسل المزور للتاريخ والوقائع والحقائق فلا يتواني عن تبرير أي شيء وكل شيء حتي لا يلحق الأذي بالشرف العسكري الأمريكي علي المستوي الفردي أو علي المستوي القومي. فهو يبرر مثلا إرتكاب الجندي الأمريكي لأي مخالفة قانونية إذا كانت بغرض دفع خطر أو حتي مجرد إهانة بسيطة قد تلحق بزميل له في الجيش الأمريكي.

أما علي المستوي القومي فهو يعيد رسم وقائع التاريخ القريب جدا من وجهات نظر أمريكية تقلب الهزائم انتصارات ولا تنسي بالطبع السخرية من الأعداء سواء كانوا دولا أو حكومات أو حتي مجرد أشخاص.. فقد سبق لنفس هذا المسلسل J.A.G أن قدم حلقتين عن أزمة طائرة التجسس الأمريكية التي أجبرها طيار صيني علي الهبوط في جزيرة صينية في أول أبريل 2001 وفي بدايات فترة حكم الرئيس جورج بوش الابن وقد أدي إصطدام المقاتل الصيني بالطائرة الأمريكية إلي سقوطه وفقده وإعلان وفاته في الصين.

صور علي الهواء

وقد تابعت وسائل الإعلام العالمية الحادث وبث صور أسرة الطيار ووالده المسن وزوجته وطفله الرضيع وهم يكرمون من رئيس الدولة في الصين.. وكيف أرسلت هذه الزوجة المكلومة برسالة توبيخ للرئيس بوش تتهمه فيها بالجبن.. وتابع العالم كله وعلي مدي اسبوعين كيف احتجزت الصين طاقم طائرة التجسس الأمريكية المكون من 24 رجلا وإمرأة ولم تفرج عنهم إلا بعد الاعتذار الرسمي للرئيس بوش للشعب الصيني بعدما رفض ذلك طوال أيام الأزمة.. وكيف لم تسمح الصين بعودة الطائرة إلي الولايات المتحدة إلا بعدما دخلوها وفحصوا كل أجهزتها وحصلوا علي أسرارها التكنولوجية والمعلوماتية حتي أن الجيش الأمريكي إضطر إلي تغيير كل شفراته التي يستخدمها في جنوب شرق آسيا بعدما حلت الصين شفراته السابقة من هذه الطائرة.

قلب الحقائق

وتجيء حلقات مسلسل J.A.G التي يساهم في انتاجها البنتاجون مع شبكة C.B.S لتقلب كل هذه الحقائق التي تابعها العالم في نشرات الأخبار فتصور الطائرات الصينية وهي تهاجم الطائرة الأمريكية في المياه الدولية لتجبرها علي الهبوط في الجزيرة الصينية وكيف أن أفراد طاقمها منعوا الصينيين من دخولها وهم في الواقع دخلوها بعد طرح أحد الضباط الذي حاول منعهم أرضا.. وكيف أن الأزمة انتهت بعد مفاوضات اشترك فيها بطلي المسلسل ماك وهارم وكانت ورقة ضغطهم التي خضع لها الصينيون هي اكتشاف المخابرات الأمريكية وأقمارها الصناعية أن الطيار الصيني الشهير صاحب الحادثة لم يمت ولكن قواده أجبروه علي الاختباء في إحدي الجزر التي صورها الأمريكان وهددوهم بفضحهم أمام العالم لتزوير عملية موت الطيار..

الأصل والتقليد

وقد اختاروا في المسلسل ممثلا لدور رئيس الوفد الصيني العسكري في المفاوضات والذي كان متشددا حتي واجهوه بما لديهم فأمر بمغادرة طاقم التجسس الأمريكي للصين ممثلا يشبه الجنرال الصيني جانج وايتان نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية في الصين والذي نقلت وكالات الأنباء العالمية صوره وهو يهدد أمريكا.. أما قرار أمريكا بوقف طلعات الاستطلاع والتجسس حول السواحل الصينية فقد تحول في المسلسل إلي نكتة حيث قام طيار أمريكي مقاتل غيور علي بلده بقصف طائرة التجسس الأمريكية الرابضة فوق أرض مطار إحدي الجزر الصينية.. وهكذا تحولت كل مخازي أمريكا بداية من سقوط طائرتهم وهي متلبسة بالتجسس علي الصين.. ودخول الصينيين لها.. وإحتجاز طاقمها حتي اعتذر الرئيس الأمريكي بوش لشعبهم.. ثم لملمتهم لطائرتهم بعد ذلك في صناديق بعدما فككها الصينيون إلي بطولات أمريكية في العسكرية وفي المفاوضات وحتي في الغيرة علي الشرف الأمريكي بقصف طائرتهم قبل أن تطأها قدم أي صيني.

حتي إسرائيل وطالبان

ولا ينسي المسلسل الأمريكي الجيش الإسرائيلي وأفراده ففي حلقة بعنوان (أرض الميعاد) يكلف ماك وهارم بالدفاع عن عريف بحرية هارب من الجندية حيث ترك وحدته بالجيش الأمريكي وانضم إلي جيش إسرائيل ويدافع العريف عن نفسه في المحكمة بأنه لم يترك الجيش ويهرب إلا عندما شعر بالعداء تجاه ساميته من زملائه في الوحدة ويخوض ماك وهارم معركة شرسة لاقناع المحلفين أن جنديا مثله لا يجب أن يواجه عقوبة لأنه ليس جبانا بدليل حصوله علي وسام من الجيش الإسرائيلي تقديرا لشجاعته.

أما في مجال الدفاع عن المعاملة الأمريكية لأسري الحرب في أفغانستان والتي فضحتها وكالات الأنباء بنشر صور معتقلي جوانتامو والذين أهدرت كل حقوقهم الانسانية والقانونية يقول ملخص حلقة بعنوان (المهمة) إن ماك وهارم يعودان إلي حاملة الطائرات ليعلما ضباطها قواعد المحاكمات العسكرية الجديدة بعدما تردد هؤلاء الضباط في تحديد مدي شرعية محاكمة هؤلاء المقاتلين وهل ينطبق عليهم وصف الأسري أم لا.. وبينما هارم علي سطح السفينة يكلفه قائدها بالقيام بعملية قصف داخل أفغانستان حيث تتعرض طائرته لاصابة خطيرة من نيران العدو.

جريدة القاهرة في 14 نوفمبر 2006

سعيد شيمي يكتب عن:

أحمد راشد.. المخرج الذي هاجم أمريكا في 67 وغني للأبطال في 74  

> رغم فقد بصره إلا أنه ترك لنا كتابا ممتعا لم ينشر بعنوان «حياتي في السينما التسجيلية»

> العمل الإبداعي لديه يعني الصدق والدراسة المتأنية ثم التنفيذ العاشق لجماليات الصورة

> أسلوبه يحمل العديد من الحلول والابتكارات التي أثرت في تقدم الفيلم التسجيلي

> أمضي يومه الأخير في اتصالات لعلاج صديق له علي نفقة الدولة ورحل في صمت

 

عرفت أحمد راشد في جمعية الفيلم ببداية العقد السادس من القرن الماضي، كأحد الشباب الهاوي المثقف والعاشق لفن الفيلم ولاحظت أنه يعمل بكل جد ونشاط في إحضار وتقديم وتحليل ونقد الأفلام بكل موضوعية وفكر ناضج متزن ومنهج فني منطقي متسلسل بجذبك إلي رأيه بكل هدوء. وقعت في حب وإعجاب هذا المثقف المستنير، زد علي ذلك أنه جمعنا في السكن حي واحد ـ باب اللوق ـ ولا يفصل بين منزلنا غير شارع وأصبحت ليالي مساء كل سبت من كل أسبوع وهو موعد عروض جمعية الفيلم غير كافية في تحليل الأفلام التي نشاهدها ونناقشها فنقف أمام متحف العلوم «جراج البساتين الآن» نكمل النقاش والأحاديث أو أذهب مع بعض الزملاء إلي منزل أسرته الرائعة المقابل لمتحف العلوم ووالدته التي ترحب بنا وهي نموذج عظيم للأم المصرية العطوفة الأصيلة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني أو نذهب إلي منزلي لتستمر سهرتنا ومناقشة إبداع الأفلام ونحلم بأننا نستطيع أن نصنع أحسن وأفضل.

< أخلاق رفيعة

كنا جيل نحمل آمالاً وأفكاراً وطموحات ونشطين ونعتقد أننا سنغير الكون إلي الأفضل وهذه أطروحات الشباب في حماسه للأحسن دائما. حقا لم يكن أحمد راشد هو الصديق الوحيد الهاوي للسينما الذي تعرفت عليه في جمعية الفيلم، لقد تعرفت علي العديد من الزملاء والأصدقاء ومازالوا حتي الآن من الأعزاء لكن ساعدت الجغرافيا المكانية لمنازلنا في استمرار أكبر ودائم بصداقتي بأحمد راشد وزد علي ذلك وبشكل جميل هذه الأخلاق الرفيعة التي يتسلح بها والسكينة والهدوء والإيمان التي هي من صفاته حتي أني أقر استفادتي بصداقتي لأحمد راشد فمنه استمددت جزءاً كبيراً من التفكير الهادئ والمرتب والمنطقي وكان له الفضل في زيادة ثقافتي السينمائية بتحليلاته الفنية للأفلام
. ومع مرور الأيام وبالتدريج أصبح أحمد راشد من أعز أصدقائي وأحبهم إلي نفسي وعقلي وقلبي. كانت أحلامنا السينمائية جامحة مثل قطار لا يريد أن يتوقف في أي محطة. عملنا كهواة بجمعية الفيلم متعطشين للثقافة ومع أستاذنا وصديقنا رئيس الجمعية وأهم مؤسسيها أحمد الحضري نعمل كمساعدين في باكورة إنتاج أفلام الهواة بالجمعية باسم «بداية» عام 1966 تأليف وإخراج وتصوير الحضري ثم ليكون ثاني إنتاج للجمعية من إخراج أحمد راشد وتصويري باسم «شهر الصيام» 1967 ومن العمل الفني معا حدث التقارب أكثر فمن المهم أن يكون المخرج والمصور ذا ميل وفكر وذوق واحد حتي يكون العمل الفني المنتج ناجحاً وجيداً.

فوتو موشن

ومع نكسة 1967 التي أصابتنا بالصدمة والذهول فكرت وجمعت صور فوتوغرافية كثيرة وكتبت سيناريو بطريقة «الفوتو موشن» وأعطيتها لأحمد راشد حتي يخرجها باسم «العار لأمريكا» لمساعدة الولايات المتحدة لإسرائيل في خداعنا وضربنا وكان ذلك في بدايات مشوار أحمد راشد الاحترافي بالمركز القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة والذي أنشيء وقتها إلا أن الفيلم اشترك في إخراجه معه الرائد التسجيلي سعد نديم، كنت وقتها مازلت طالبا في كلية الآداب بجامعة القاهرة ـ قسم تاريخ ـ ودخلت في نفس هذا العام المعهد العالي للسينما تاركا دراستي في الآداب وأصبح لي نشاط احترافي بدأ من عام 1966 كمساعد مصور من قبل دخولي المعهد من خبرتي كهاوٍ، وعملت في أفلام أحمد راشد كمساعد مصور ثم بعد تخرجي شرفت بالعمل معه كمحترف وأنقل فقرة كتبها الناقد الشاب وقتها سمير فريد في جريدة «الجمهورية» بتاريخ 7/8/1971 عنا «أحمد راشد واحد من هؤلاء الشبان الذين نعتمد عليهم في صنع مستقبل أفضل للفيلم التسجيلي المصري وليس فيلم «بورسعيد 71» هو أول أفلامه فقد أخرج من قبل عدة أفلام قصيرة ولكنه أفضل أفلامه حتي الآن وهو لا يكشف عن موهبته فقط وإنما يكشف أيضا عن موهبة مصور شاب سيكون له شأن بين المصورين السينمائيين هو سعيد شيمي». وانتقلنا معا نصنع أفلاما نحبها هو يخطط ويفكر ويكتب ويخرج وأنا أصور... ونحصد الجوائز في الداخل والخارج كل في تخصصه. وكان كل الفضل في بداية شهرتي كمصور جديد هو أفلامي مع أحمد راشد ذلك المخرج المتميز في أفلامه التسجيلية التي تحمل قيمة موضوعية كبيرة بجانب ذلك الجمال والسلاسة في تناولها فمن صمود مدن القناة متمثل في بورسعيد إلي جهد الدولة في إدخال الكهرباء للريف إلي البحث عن نبت الأرض المصرية الطيبة في أبنائها كمثال توفيق الحكيم وأم كلثوم وعلي الدسوقي ويحيي حقي معي أو مع غيري من الزملاء المصورين وتحفته التي حصد بها العديد من الجوائز فيلم «أبطال من مصر» عن الأصالة في البطولة. سافر أحمد راشد يهب فنه وخبرته للشباب العربي في العراق، الأردن، من منظور عربي قومي نؤمن به جميعا ولم تنقطع صلتنا للحظة واحدة ومازلنا نعمل معا بكل حب ونشاط وعشق لمحبوبتنا السينما التسجيلية.

< مشهد 2

كل ما قرأتموه سابقا هو تقديمي لكتاب المخرج التسجيلي أحمد راشد باسم «حياتي مع السينما التسجيلية» الذي لم يطبع بعد، إلحاح من أصدقائه المقربين أن يسجل تجربته العملية في الأفلام التسجيلية في كتاب كان العذر دائما بعدما أصيب بمرض أفقده بصره إلا من بصيص بسيط أنه لا يستطيع الكتابة لكن مع الضغط عليه بدأ يسجل علي جهاز تسجيل ويقوم ابنه محمد بتفريغ المعلومات أولاً بأول وبهذا حصلنا علي كتاب ممتع في التجربة الذاتية لواحد من أهم مخرجي السينما التسجيلية في مصر في فترة السبعينيات والثمانينيات. وأحمد راشد من الذين دخلوا إلي مجال السينما عن طريق الثقافة والاستشهاد في سبيل الوطن حتي النصر وغيرها من الأفلام. العمل الإبداعي في سينما أحمد راشد التسجيلية هو أولا الصدق والجدية والدراسة المتأنية مسبقا ثم التنفيذ العاشق لجماليات الصورة وحرفة الصوت ولأنه دارس للفلسفة ـ خريج آداب القاهرة فلسفة 1958 ـ نجد أن منطق معالجاته لأفلامه منطقي ومحكم ومقنع لقد تعلمت منه ذلك، ليس هناك لقطة بدون معني حتي اللقطات الجمالية تحمل معني يخدم الغرض والمفهوم العام للفيلم. تعلمت من أحمد راشد في عملي سواء التسجيلي ثم بعد ذلك الروائي كما درس أحمد راشد كتابة السيناريو في المعهد الذي أنشأه المخرج الكبير صلاح أبوسيف عام 1965 لذا فأحلي لحظات العمل مع أحمد عندما يكتب سيناريو لفيلم ويقص لي ما يتخيله في خطوط معالجته البصرية الرئيسية للفيلم.

ويضع كل كبيرة وصغيرة واحتمال حاسبا مساحة للتداخلات التي تحدث في واقع الأحداث الحية أثناء التصوير ولهذا نجد أسلوبه ذا مذاق متميز جمالي خاص مشبع ومتشرب بقيم مصرية أصيلة الفيلمية أصلا ولهذا تجربته حين راجعتها معه في جلسات متعددة في نسختها النهائية تحمل الكثير من الحلول والابتكارات التي أثرت بدورها في صورة الفيلم التسجيلي وتقدمه وستكون نبراساً للأجيال اللاحقة. وأحمد راشد كتب العديد من المقالات النقدية والدراسات في الأفلام وترجم كتاب «كيف تمثل للسينما» وقدم وناقش جماليات وحرفيات هذا الفن الجميل في جمعية الفيلم ونادي السينما وندوة الفيلم المختار وقصور الثقافة وغيرها من الأماكن الثقافية التي تهتم بالثقافة المرئية.

< مشهد 3

قابلته يوم الجمعة 3 / 11 وزرنا صديقنا المريض عبدالحميد سعيد بالمستشفي، كان يرافقنا الأصدقاء يعقوب وهبي ودكتورة آمنة الحضري. مساء السبت 4/11 اتصل نجله الدكتور أيمن يبلغني بقضاء الله وانتقال أحمد راشد للدار الباقية بنفس الهدوء والسكينة التي تعودنا عليها في حياته في سريره وأثناء نومه وعلمت بعد ذلك أنه أمضي طوال اليوم في اتصالات مع الأصدقاء من أجل العمل علي إصدار قرار بعلاج الصديق عبدالحميد سعيد علي نفقة الدولة.

مشهد 4

هذا هو أحمد راشد.. الأصالة في الفن والإبداع والأخلاق

جريدة القاهرة في 14 نوفمبر 2006

 

أفلام جيمس بوند.. أشهر وأطول سلسلة سينمائية

عمان ـ محمود الزواوي 

تعد سلسلة أفلام الجاسوس الخيالي البريطاني جيمس بوند واحدة من أشهر المسلسلات في تاريخ السينما ومن أطولها وأكثرها شعبية ونجاحا على شباك التذاكر. وهي تشتمل على واحد وعشرين فيلما حتى الآن، أحدثها هو الفيلم الجديد كازينو رويال الذي يقدم وجها جديدا في دور جيمس بوند، وهو الممثل البريطاني دانيال كريج، وذلك بعد أن اعتذر الممثل الإيرلندي بيرس بروزنان، بطل الأفلام الأربعة الأخيرة في هذه السلسلة، عن القيام ببطولة الفيلم الجديد.

وتستخدم أفلام جيمس بوند صيغة سينمائية أثبتت نجاحها في الأفلام الواحد والعشرين التي قدمتها حتى الآن، وتشتمل هذه الصيغة على قصص سينمائية تتخللها سلسلة من الأحداث والمطاردات المثيرة والعلاقات الغرامية التي تقع أحداثها في أنحاء العالم المختلفة وتزخر بالمناظر الخلابة والنساء الجميلات. كما تشتمل على بعض الشخصيات الرئيسة الثابتة المشوقة كرؤساء جيمس بوند في المخابرات البريطانية، وبطلات الفيلم الرائعات الجمال من مختلف الجنسيات والشخصيات الشريرة التقليدية التي تسعى للسيطرة على العالم عن طريق استخدام الأسلحة الحديثة المتطورة والتآمر والابتزاز. وتعتمد هذه الأفلام عادة على براعة المؤثرات الخاصة المبهرة، وتتميز ببذخ إنتاجها وبتصويرها الرائع ولحنها الموسيقى المميز.

تبدأ قصص أفلام جيمس بوند عادة باستدعاء العميل السري البريطاني المتمرس جيمس بوند الذي تعهد إليه أصعب وأخطر المهمات، بعد أن يفشل فيها غيره. وبأسلوبه الهادىء الذي يستخدم فيه جاذبيته الخاصة مع النساء وأناقته وسرعة بديهته وبراعته في استخدام الأسلحة غير التقليدية التي تدخل في نطاق الخيال العلمي وسياراته التي تسبق عصرها ينجح في الخروج من المآزق المستحيلة التي يتعرض لها ويتغلب في نهاية المطاف على عناصر الشر الذين يمثلون عادة منظمة أو مجموعة يقودها شخص يجسد الشر بعينه يريد تدمير العالم أو السيطرة عليه أو التحكم في شيء حيوي فيه.

وقد بدأت سلسلة أفلام جيمس بوند بفيلم دكتور نو في العام 1962، ولم يكن أحد يتصور آنذاك أن هذا الفيلم سيستهل سلسلة سينمائية ستحقق مثل هذه الشعبية ومثل هذا النجاح. فقد أصبحت أطول سلسلة سينمائية ومن أكثر المسلات السينمائية نجاحا على شباك التذاكر، وبلغت الإيرادات العالمية الإجمالية للأفلام العشرين الأولى في هذه السلسلة قرابة 8,3 ملياردولار، وتحول العميل السري جيمس بوند بفضلها إلى واحد من أحب الشخصيات السينمائية إلى الجمهور. وبعد النجاح الكبير وغير المتوقع الذي حققه الفيلم الثاني في سلسلة أفلام جيمس بوند على شباك التذاكر، وهو فيلم من روسيا، مع حبي في العام 1963، أعيد عرض فيلم دكتور نو في دور السينما، وأقبل الجمهور على مشاهدته من جديد بحماس كبير، وكأنه اكتشف الفيلم الافتتاحي في هذه السلسلة السينمائية لأول مرة.

وتستند أفلام جيمس بوند إلى الروايات الاثنتي عشرة ومجموعتي القصص القصيرة للمؤلف البريطاني الراحل إيان فلمنج، وهو عميل سري سابق خدم في المخابرات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، واستند في بناء شخصية جيمس بوند إلى شخصيات استخباراتية حقيقية. ولكن بعد أن استنفدت جميع هذه القصص في أفلام سينمائية لجأ منتجو هذه الأفلام إلى عدد من كتاب السيناريو البارعين الذين ألفوا لأفلام جيمس بوند الأخيرة قصصا تتبع نفس نفسه وتستخدم الشخصيات الرئيسة نفسها، ونجح هؤلاء الكتاب في تقديم استندت إليها أفلام لا تقل إثارة، إن لم تزد، على الأفلام المبنية على القصص الأصلية للكاتب إيان فلمنج.

وقد تعاقب على أداء دور جيمس بوند ستة ممثلين، أشهرهم قاطبة هو الممثل الإسكتلندي شون كونيري الذي قام ببطولة سبعة من أفلام جيمس بوند والذي اقترن اسمه بشخصية جيمس بوند. ومن أشهر أفلامه دكتور نو (1962) و من روسيا، مع حبي (1963) و الإصبع الذهبي (1964). وجاء بعده الممثل الأسترالي جورج لازنبي الذي ظهر في فيلم واحد هو فيلم في الخدمة السرية لجلالة الملكة (1969)، ولكنه لم يحقق نجاحا يذكر في هذا الدور. واستبدل بعد ذلك بالممثل البريطاني روجر مور الذي ظهر في ستة من أفلام جيمس بوند أشهرها فيلم الجاسوس الذي أحبني (1977) و من أجل عينيك (1981) و الأخطبوط (1983). ثم تولى القيام بدور جيمس بوند الممثل الشيكسبيري البريطاني تيموثي دالتون الذي ظهر في فيلمين هما أضواء النهار الحية (1987) و رخصة للقتل (1989). ثم حل محله الممثل الإيرلندي بيرس بروزنان الذي قام ببطولة أربعة أفلام في هذه السلسلة، ابتداء بفيلم العين الذهبية (1995) ثم فيلم غدا لا يموت (1997) و العالم ليس كافيا (1999)، وآخرها فيلم مت في يوم آخر (2002). وجاء بعده الممثل دانيال كريج بطل فيلم كازينو رويال ، أحدث أفلام هذه السلسلة.

وقد حقق كل من شون كونيري وروجر مور نجاحا كبيرا في دور جيمس بوند، وقدمه كل منهما بطريقة مختلفة نسبيا. ومع أن شون كونيري اعتذر عن القيام بدور جيمس بوند بعد الأفلام الستة الأولى في هذه السلسلة، إلا أنه غير رأيه فيما بعد وظهر في الفيلم الثالث عشر وهو فيلم لا تقل لا مرة ثانية (1983).

وكان الممثل بيرس بروزنان في مقدمة المرشحين لدور جيمس بوند خلفا للممثل روجر مور بعد تقدمه في السن، إلا أنه لم يتمكن من إلغاء تعاقده التلفزيوني آنذاك حيث كان يقوم ببطولة المسلسل التلفزيوني المثير الناجح ريمنجتون ستيل . وعندئذ وقع الاختيار على الممثل المسرحي البريطاني تيموثي دالتون، إلى أن أصبح بيرس بروزنان متفرغا للقيام بذلك الدور. ومن المفارقات أن أول ممثل عرض عليه دور جيمس بوند هو الممثل البريطاني القدير الراحل جيمس ماسون الذي استخف بذلك الدور واعتذر عن أدائه، ثم ندم على ذلك أشد الندم بقية حياته.

ولا يدعي منتجو أو مخرجو أفلام جيمس بوند أن هذه الأفلام أعمال سينمائية خارقة للعادة في رسالتها أو مضمونها، بل يقرون بأنها أفلام ترفيهية لا تعتمد على المضمون بقدر ما تعتمد على براعة التكنولوجيا السينمائية والتصوير والمؤثرات الخاصة. إلا أن منتجي أفلام جيمس بوند ينفقون على إنتاجها بسخاء ويقدمونها بمستوى فني جيد جلب اليها مئات الملايين من المشاهدين في سائر أنحاء العالم وجعلها واحدة من أكثر المسلسلات السينمائية نجاحا.

الرأي الأردنية في 15 نوفمبر 2006

 

سينماتك

 

بعد عرض فيلم يصور اغتياله احتجاجا علي حربه في العراق

الدراما.. من أسلحة بوش في حربه علي الإرهاب !

طارق سعدالدين

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك