أثار قرار إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بتغيير شعار المهرجان والجائزة الرئيسية من الهرم الذهبى الى مفتاح الحياة بدءا من الدورة المقبلة اعتراض العديد من نقاد السينما المصريين الذين فوجئ معظمهم بالقرار الذى أعلنه القائمون على المهرجان على استحياء.

ورفض نقاد وسينمائيون تغيير الجائزة باعتبارها رمزا للمهرجان منذ أول دوراته قبل ثلاثين عاما إضافة إلى عدم إقدام أيا من المهرجانات السينمائية الدولية على مثل هذه الخطوة التى تقلل من قيمة المهرجان أمام ضيوفه وتلغى قيما سياسية وأثرية وسياحية مهمة اختير الهرم بسببها.

وردا على تغيير الشعار والجائزة قال الفنان عزت أبو عوف رئيس المهرجان أنها جاءت فى إطار التطوير الذى يشهده المهرجان هذا العام فى مختلف الاتجاهات مشيرا إلى أن الجائزة الجديدة "مفتاح الحياة الفرعوني" لها قيمة تاريخية وأثرية عالمية وانه لا يضير المهرجان ان تتغير جائزته طالما حرص على تميزه.

واضاف أبو عوف الذى تولى إدارة المهرجان قبل ثلاثة أشهر فقط أن سبب إقدام ادارة المهرجان على تغيير الهرم كان تسببه فى مشكلات للحاصلين عليه أثناء تكريمهم باعتباره يحتاج عناية خاصة لحمله مما يربك الضيوف بشدة حتى أن كثيرين منهم اشتكوا من تلك المشكلة.

بينما رفض الناقد محمد قناوى مبررات التغيير التى ساقها رئيس المهرجان قائلا إن الهرم كجائزة معبر أكثر من مفتاح الحياة عن المهرجان الذى يحمل اسم مهرجان القاهرة التى يعد الهرم أحد أهم معالمها ورموزها السياحية والثقافية والاثرية.

وأشار قناوى إلى أن الهرم رمز مصرى رئيسى حتى إن البعض طالب بوضع الهرم على علم مصر اعتزازا بمكانته لدى المصريين فى حين ترفض إدارة مهرجان القاهرة الابقاء عليه كرمز وشعار وجائزة للمهرجان.

وقال الناقد اشرف البيومى ان الهرم بالنسبة لمهرجان القاهرة أشبه بالعلامة التجارية التى لا يجوز تغييرها تحت اى ظروف خاصة بعد مرور ثلاثين عاما على استخدامه تحول المهرجان خلالها إلى احد أهم مهرجانات السينما العالمية.

وأضاف بيومى أن تغيير الشعار يكلف المهرجان أموالا طائلة فيما يخص المطبوعات والشعار وغيرها من الامور التى يعانى المهرجان منها بسبب قلة ميزانيته إضافة الى اقناع الضيوف والمشاركين فى الدورات المقبلة بالشعار الجديد الذى يعد غريبا عليهم.

ورفضت الناقدة امينة الشريف اقدام ادار المهرجان على اتخاذ مثل هذا القرار المفاجئ وغير المبرر دون طرحه كفكرة على السينمائيين والنقاد والمثقفين بشكل موسع باعتباره قرارا مهما ولا يمكن اتخاذه بشكل فردى او داخل إدارة المهرجان.

وحتى عندما يتم الاتفاق على تغيير الجائزة فان المنطقى فى راى الشريف ان تقام مسابقة مفتوحة لاختيار شعار جديد للجائزة له علاقة وثيقة الصلة بمصر الفرعونية التى يعد الهرم ابرز رموزها عالميا.

ولفتت الى ان مفتاح الحياة الذى تم اختياره لا يمتلك نفس الخصوصية التى يتمتع بها الهرم لانه من الممكن وجوده فى اى مكان فى العالم حتى انه قريب الشبه من الصليب المسيحى المنتشر فى معظم الدول.

وقال اشرف البيومى انه يعتقد ان الرئيس الجديد للمهرجان حاول تجديده بكل الاشكال لكن لم يحالفه التوفيق فى تغيير الشعار معتبرا ان تلك السابقة قد تتيح لكل رئيس جديد للمهرجان ان يغير شعاره حسب هواه بشكل تضيع معه هويته لافتا الى دور خفى للرعاة الرسميون للمهرجان فى هذا القرار.

بينما اعتبر الناقد امير العمرى التغيير خاضعا للمزاج الشخصى بدءا من تغيير رئيس المهرجان حتى تغيير كافة تفاصيله حيث يختار وزير الثقافة من يشاء رئيسا دون ادنى اعتبار للتخصص او الخبرة او الكفاءة وانما استنادا الى تصورات ومفاهيم تجريبية خاطئة.

فتارة حسب العمرى يختار رئيس المهرجان من موظفى الوزارة وتارة اخرى يرى ان يختار فنانا اقتناعا بأن الفنان سيجذب زملاءه الفنانين او لانه يجيد لغات اجنبية ويفهم فى العلاقات العامة ويتعامل المختارون مع القرار بطريقة التكليف تشريف المعمول به فى النظام العسكري.

ويضيف أن اللوم أولا وأخيرا يقع على عاتق المختارين مثل شريف الشوباشى الرئيس السابق الذى لا خبرة له ولا معرفة بالسينما او الرئيس الجديد ابو عوف الذى لا خبرة له فى المهرجانات الدولية وبالتالى الفشل مؤكد والتغيير مرة رابعة وخامسة وارد باستمرار ليس من باب التجديد واتاحة الفرصة لدماء وخبرات جديدة بل فى محاولة لتدارك الفشل.

العرب أنلاين في 3 نوفمبر 2006

 

المهرجان يهدى دورته إلى الأديب الراحل نجيب محفوظ

لا للأفلام الإسرائيلية والدنماركية فى مهرجان القاهرة السينمائي

سلامه عبد الحميد-الألمانية- 

أعلن الفنان عزت أبو عوف رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أن قائمة الأعمال المشاركة فى الدورة الثلاثين للمهرجان التى تعقد فى الفترة من 28 تشرين ثان/نوفمبر الحالى إلى 8 كانون أول/ديسمبر المقبل بكل أقسامه ستكون خالية من أى أفلام إسرائيلية أو دنماركية مؤكدا حرص إدارة المهرجان على ذلك.

وقال ابو عوف فى مؤتمر صحفى خاص بترتيبات المهرجان إنه تقرر استحداث عدد من الأقسام الجديدة أهمها مسابقة خاصة لأفلام الديجيتال لالقاء نظرة متمعنة على هذا التكنيك الذى أصبح واقعا سينمائيا عالميا.

ويرأس لجنة تحكيم هذا القسم المخرج المصرى داود عبد السيد وتضم فى عضويتها 5 أعضاء بينهم الممثلة التونسية هند صبرى وخصص المهرجان جائزتين لهذا القسم جائزتين الاولى ذهبية بقيمة 10 آلاف دولار والأخرى فضية قيمتها 6 آلاف دولار.

وتضم المسابقة الرسمية للمهرجان 19 فيلما تنتمى إلى 16 دولة بينها مصر وايران وتونس ويرأس لجنة تحكيمها المخرج الارجنتينى لويس بوينزو وتضم تسعة أعضاء بينهم المصريان الممثل خالد النبوى والمخرجة ساندرا نشأت.

وتقام مسابقة خاصة بالأعمال العربية تشجيعا لها يراس لجنة تحكيمها الفنان السورى دريد لحام وتضم فى عضويتها اربعة اعضاء هم المصريان إلهام شاهين ومحمود قابيل والمخرجة المغربية فريدة بن اليزيد والمخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى وجائزتها 100 ألف جنيه مصرى "18 الف دولار تقريبا".

ويكرم المهرجان فى دورته الجديدة أربعة سينمائيين مصريين هم النجمان يسرا ومحمود عبد العزيز والموسيقار عمر خيرت ومدير التصوير سعيد شيمي.

وتقرر إقامة قسم خاص ضمن الفعاليات بعنوان "الهرم الذهبى" يعرض خلاله مجموعة من أهم الأفلام التى حصلت على جوائزالمهرجان الذهبية منذ بدايته وحتى الدورة الماضية بمناسبة الاحتفال بإقامة الدورة الثلاثين.

كما خصص المهرجان بانوراما مستقلة لعرض أفلام دول أمريكا اللاتينية عقب اختيارها كضيف شرف المهرجان فى اطار اهتمام مصر والمنطقة العربية بالعلاقات الاقتصادية والثقافية مع تلك الدول والعمل على تنميتها بناء على توصيات مؤتمر القمة العربية اللاتينية الذى عقد العام الماضى.

وتضم الفعاليات التى أعلن مهرجان القاهرة السينمائى استحداثها بانوراما للاعمال السينمائية المصرية الحديثة يعرض خلالها ثمانية افلام مصرية قدمت مؤخرا بهدف تعريف ضيوف المهرجان الاجانب بالسينما المصرية.

وفى إطار اهداء المهرجان دورته هذا العام الى روح الكاتب الراحل نجيب محفوظ يعرض فى البانوراما فيلمين شهيرين ماخوذين عن رواياته هما "السمان والخريف" اخراج حسام الدين مصطفى وبطولة نادية لطفى ومحمود مرسى وعبد الله غيث و"ثرثرة فوق النيل" اخراج حسين كمال وبطولة احمد رمزى ومرفت امين وعماد حمدى وسهير رمزى.

كما يطبع المهرجان كتاب بعنوان "نجيب محفوظ ترنيمة حب" بالعربية والانجليزية لتوزيعها على الضيوف مع قرص مدمج يضم كل أفيشات أفلامه وأنهت المخرجة سميحة الغنيمى فيلما تسجيليا عنه لعرض فى حفل الافتتاح الذى يقام بدار الاوبرا المصرية.

العرب أنلاين في 2 نوفمبر 2006

 

فيلم "السمان والخريف" لنجيب محفوظ من الأفلام المكرمة فى المهرجان

استحداث ثلاثة أقسام جديدة فى الدورة الثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي

سلامه عبد الحميد-الألمانية- 

أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى يقام فى الفترة من 28 تشرين ثاني/ نوفمبر الى 8 كانون أول/ ديسمبر عن إقامة قسم خاص ضمن الفعاليات بعنوان "الهرم الذهبى" يعرض خلاله مجموعة من أهم الافلام التى حصلت على جوائزالمهرجان الذهبية منذ بدايته وحتى الدورة الماضية بمناسبة الاحتفال بإقامة الدورة الثلاثين.

وتضم قائمة الافلام التى اختيرت للعرض الفيلم الفنلندى "إم لي" الفائز بالهرم الذهبى للدوة الاخيرة والفيلم اليونانى "الملك" الفائز بجائزة عام 2003 وفيلم "اللحظات الدامية" المجرى حائز جائزة 2002 والفيلم الصينى "تنهيدة" الفائز بالجائزة عام 2000 والهندى "الارهابية" حائز جائزة عام 1998.

كما يعرض الفيلم المصرى "تفاحة" تأليف وإخراج رافت الميهى الذى حاز جائزة الدورة العشرين عام 1996 وهو الفيلم المصرى الوحيد الذى فاز بالهرم الذهبى خلال تاريخ المهرجان إضافة إلى الفيلم الفلسطينى "حتى إشعار آخر" تأليف وإخراج رشيد مشهراوى الفائز بالهرم الذهبى عام 1993 والصينى "المنسيون" حامل جائزة عام 1992 .

وخصص المهرجان بانوراما مستقلة لعرض أفلام دول أمريكا اللاتينية عقب اختيارها كضيف شرف المهرجان فى إطار اهتمام مصر والمنطقة العربية بالعلاقات الاقتصادية والثقافية مع تلك الدول والعمل على تنميتها بناء على توصيات مؤتمر القمة العربية اللاتينية الذى عقد العام الماضى.

ويستقبل الفنان عزت أبو عوف رئيس المهرجان ظهر الاربعاء سفراء دول امريكا اللاتينية فى حفل خاص بنادى العاصمة للاتفاق على الترتيبات الخاصة بالاحتفاء بالسينما اللاتينية ضمن فعاليات المهرجان.

كما تضم الفعاليات التى أعلن مهرجان القاهرة السينمائى عن استحداثها فى دورته الثلاثين بانوراما للاعمال السينمائية المصرية الحديثة يعرض خلالها عدد من الافلام المصرية التى قدمت مؤخرا بهدف تعريف ضيوف المهرجان الاجانب بالسينما المصرية.

واستقرت إدارة المهرجان على عرض ثمانية من الافلام المصرية هى "بنات وسط البل" لمحمد خان و"فرحان ملازم آدم" لعمر عبد العزيز و"ليلة سقوط بغداد" تأليف وإخراج محمد أمين و"ملك وكتابة" لكاملة أبو ذكرى و"السفارة فى العمارة" لعمرو عرفة و"عمارة يعقوبيان" لمروان حامد و"دم الغزال" لمحمد ياسين و"أوقات فراغ" لمحمد مصطفى.

وفى إطار إهداء المهرجان دورته هذا العام إلى روح الكاتب الراحل نجيب محفوظ يعرض فى البانوراما فيلمان شهيران مأخوذان عن رواياته هما "السمان والخريف" إخراج حسام الدين مصطفى وبطولة نادية لطفى ومحمود مرسى وعبد الله غيث و"ثرثرة فوق النيل" إخراج حسين كمال وبطولة أحمد رمزى ومرفت أمين وعماد حمدى وسهير رمزى.

ويرأس وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى للمرة الاولى فى تاريخ المهرجان مؤتمرا صحفيا ظهر الخميس بالمجلس الاعلى للثقافة بدار الاوبرا المصرية لاعلان تفاصيل وترتيبات الدورة الجديدة للمهرجان وعدد الدول المشاركة وأسماء الافلام وأعضاء لجان التحكيم.

العرب أنلاين في 31 أكتوبر 2006

 

تغيير شعار مهرجان القاهرة السينمائي من الهرم الذهبي إلى مفتاح الحياة

القاهرة - علا الشافعي 

اختارت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي برئاسة الفنان عزت أبو عوف أميركا اللاتينية لتكون ضيف شرف في الدورة الثلاثين للمهرجان بعد التطوير الذي تشهده هذه الدورة شكلاً ومضموناً وقرارها تغيير «شعار» المهرجان من الهرم إلى «مفتاح الحياة الفرعوني» إضافة إلى تغيير اسم الجوائز من الهرم الذهبي والفضي والبرونزي إلى المفتاح الذهبي والفضي والبرونزي.

ورأس وزير الثقافة فاروق حسني وللمرة الأولى في تاريخ المهرجان المؤتمر الصحافي العالمي الذي عقد قبل أيام في قاعة المؤتمرات في المجلس الأعلى للثقافة، للإعلان عن الترتيبات النهائية للدورة الثلاثين لمهرجان القاهرة التي تقام في الفترة بين 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري و 8 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

من جانبه قال رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنان عزت أبو عوف إنه سيلتقي في الفترة المقبلة سفراء دول أميركا اللاتينية المعتمدين في القاهرة لبحث ترتيبات مشاركة دولهم في الدورة الثلاثين للمهرجان وتفاصيل التكريم الذي سيمنحه المهرجان لسينما دولهم. وأضاف أن دورة المهرجان ستقيم ندوة رئيسة في هذه المناسبة بالتعاون مع مركز المشاريع التابع لغرفة التجارة الأميركية حول إحدى القضايا المهمة التي تؤرق السينمائيين في بلدان العالم المختلفة خصوصاً أميركا اللاتينية وهي قضية «القرصنة» التي تعد أهم وأخطر ما يواجه صناعة السينما بما تسببه للشركات السينمائية الكبرى من خسائر فادحة.

وأوضح أبو عوف أن محور باقي الندوات سيتناول أيضاً وسائل محاربة القرصنة والتوعية بمخاطرها وكيفية مواجهة القراصنة على الانترنت باستخدام التكنولوجيا الحديثة. وقال إن إدارة المهرجان اختارت مفاجأة هدية الجمهور المصري خلال الدورة الثلاثين للمهرجان وهو عرض الفيلم الجزائري الفرنسي «السكان الاصليون» والحائز على جائزة أحسن ممثل في الدورة الماضية لمهرجان كان السينمائي للعرض ضمن برنامج «عرب لمعوا في السينما العالمية» الذي يقام للمرة الثانية على التوالي.

يذكر أن فيلم «السكان الاصليون» من الأفلام التي أثارت ضجة كبيرة عند عرضها في الدورة الأخيرة في مهرجان «كان» السينمائي الـ 59 وفاز أبطاله الأربعة جمال دبوس، وسامي ناصري، ورشدي زيم، وسامي بوعجيلة بجائزة أحسن ممثل وهي المرة الأولى التي تمنح لجنة التحكيم مجموعة نجوم جائزة واحدة مناصفة، وكانت اللجنة يرأسها صيني للمرة الأولى في تاريخ المهرجان وهو المخرج ونغ كارواي.

وتدور أحداث الفيلم ما بين عامي 1944 و1945 حول مجموعة من المواطنين الافارقة والمغاربة الذين يشعرون بالانتماء الى فرنسا ويعتبرونها وطنهم الأم، ثم يلتحقون بالجيش الفرنسي ضمن 130 ألفاً من افريقيا بهدف «إنقاذ فرنسا من العدو النازي».

وأشار أبو عوف إلى أن مهرجان القاهرة السينمائي سينظم أيضاً خلال دورته المقبلة بانوراما خاصة لبعض الأعمال التي فازت بالهرم الذهبي خلال الأعوام الماضية مثل «تفاحة» بطولة ليلى علوي وإخراج رأفت الميهي الفيلم المصري الوحيد الحائز على هذه الجائزة في تاريخ مهرجان القاهرة، وهناك أيضاً «أم لي» الفنلندي و«الملك» اليوناني، و«المنسيون» و«تنهيدة» من الصين و«الإرهابية» الهندي. وأوضح أن المهرجان سيضم قسماً خاصاً للسينما المصرية الجديدة يعرض لضيوف المهرجان 8 أعمال هي «بنات وسط البلد» و«فرحان ملازم آدم» و«ليلة سقوط بغداد» و«ملك وكتابة» و«السفارة في العمارة» و«عمارة يعقوبيان» و«دم الغزال» و«أوقات فراغ» هذا بجانب البانوراما الخاصة بتكريم الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ وذلك بعرض فيلمي «السمان والخريف» و«ثرثرة فوق النيل».

الحياة اللندنية في 3 نوفمبر 2006

انطلاقة الدورة الثامنة لمهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية بعد غد

"نكهة المهرجان في وضع إصبعه على الجرح و طغيان الأفلام
التي تنظر على المشكلات الحقيقية ويمكن أن تغير شيئاً في هذا العالم"

ريما المسمار

يعود مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية الى المشهد السينمائي في موعده السنوي، اوائل شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام. هذه المحطة السينمائية الشتائية اليتيمة تختتم في العادة موسم المهرجانات اللبنانية فلا يتبقى الا مهرجان السينما الاوروبية، بجعبته المميزة في معظم الأحيان، يقوم بما يشبه الجولة الأخيرة على أفلام روائية، برزت خلال العام او قبله من دون ان تجد منفذاً لها الى بيروت. لذلك ربما يصلح وصف "منافذ" أو الأحرى "نوافذ" على المهرجانات السينمائية بإطلالاتها المتفردة والمتخصصة والعامة على نتاج الصورة. قد لا يكون كافياً او شاملاً ما يتقدم سنوياً في تلك المهرجانات للإحاطة بالانتاج العالمي والعربي ولكن المطلوب اولاً ليس الضخامة بل التراكم والاستمرارية ولا بأس بأن يكون كل ذلك خاضعاً لأمزجة شخصية وذائقات فردية. فتجربة المشاهدة السينمائية هي ايضاً فردية وجزء من عملية صنع اي عمل او بلورته.

ولكن عام المهرجانات هذه السنة لم يكن كغيره. شهر كامل أوقف الحياة العادية وأعاق الأنشطة الفردية وحول كل ما عدا هاجس البقاء على قيد الحياة ضرباً من الترفيه غير الضروري او الأحرى غير المتاح. شهر الحرب القسرية توالد أشهراً لحقت من المرارة والانكفاء الطوعي عن التظاهر بعودة الحياة الى طبيعتها او الى زمنها الاول. ليس خافياً القول ان المهتمين بالشأن الثقافي والفني بدوا الأكثر حيرة. كيف يقحمون أعمالهم واهتماماتهم في يوميات الحرب وتبعاتها؟ من قرر الانكفاء تجنب السؤال الأصعب: كيف يمكن انجاز عمل بمعزل عن الحوادث اليومية؟ ذاك كان هاجس القيمين على المهرجانات السينمائية الأخيرة بما هي عمل ونتاج جهد لايمكنها ان تكون محايدة او عائمة على سطح الأحداث. هكذا شهدنا في ايلول/سبتمبر الفائت إحياء الرابعة لأيام بيروت السينمائية مدبجة ببرنامج "فيديو تحت الحصار" الذي أقام حواراً مباشراً مع مجريات الحرب لاسيما ان المهرجان كان الأقرب زمنياً الى وقوعها. ناهيك بالدلالة المباشرة لانعقاد المهرجانات كافة في ظروف مشابهة وهي دلالة على التحدي والاستمرار. وتبعه مهرجان بيروت السينمائي الدولي ببرنامج عالمي جيد وإطار (فني وتمويلي) حاولا ان يكونا استعارة لانتفاض البلد من تحت الرماد. والآن دور مهرجان الافلام الوثائقية الأبعد زمنياً عن الأحداث الأخيرة ولكن ربما الأكثر التصاقاً بها نظرياً بسبب تخصصه في النوع الوثائقي عموماً وميله الخاص الى الافلام التي تنقل الواقع وتثير القضايا. ولكن ذلك بالتحديد هو ما يجعل الدورة الحالية الأقل انعكاساً للواقع الآخذ في التبدل والتحول على نار خامدة وتحت "مجاهر" كاميرات كثيرة، ستظهر نتاجاتها في السنوات المقبلة.

في حوار مع مدير المهرجان ومؤسسه محمد هاشم حول الدورة الحالية التي تنطلق بعد غد الخامس من تشرين الثاني وتستمر حتى الثاني عشر منه (في مسرح المدينة)، كان بديهياً طرح السؤال حول تأثر الدورة الثامنة بالحرب الأخيرة لاسيما ان البرنامج يلفت الى غياب بعض الانشطة والفئات التي حضرت في دورات سابقة. في جواب اولي قال: "لم تتأثر الدورة الحالية كثيراً بالاحداث الاخيرة. اي ليس هناك من تغيير كبير فرضته على برنامج الافلام. ولكن الضغط كان ضغطاً زمنياً ونفسياً" في إشارة الى مهمة مشاهدة الافلام واختيار المناسب منها للمهرجان. "في البداية لم يكن ممكناً الانسحاب من يوميات الحرب الى عالم الافلام. الفكرة في حد ذاتها بدت مستحيلة ونظرتنا الى الافلام كانت شديدة التأثر بما يدور حولنا بما جوّف الافلام من معناها وقيمتها بالمقارنة مع الواقع، واقعنا." غير ان الوضع انقلب في غضون وقت قصير و"واجب" مشاهدة الافلام تحول "مداواة": "مشاهدة هذا الكم الكبير من الافلام شكل نوعاً من الشفاء". ظل عامل الوقت عنصراً مضاداً وعملية المشاهدة والاختيار التي تمتد لشهور انتهت في شهر واحد "شاهدنا خلالها قرابة ستمئة فيلم وحافظنا عند الاختيار، برغم الظروف، على مستوى البرمجة وعدد الافلام وتنوعها وتعدد اشكال تعبيرها." في المقابل، اختُصرت النشاطات الموازية مثل "منتدى الانتاج" الذي عقد في الدورة الفائتة فيُستعاض عنه بمؤتمر ليوم واحد فقط يتضمن التعريف بعدد من المهرجانات المتخصصة بالعروض الوثائقية في العالم الى طاولة مستديرة حول دور المخرج في اوقات الازمات بمشاركة عدد من المخرجين الحاضرين لعرض أفلامهم.

في المحصلة، استقر البرنامج على اثنين وستين فيلماً من أكثر من ثلاثين بلداً، موزعة على فئات بحسب مدتها الزمنية مع الاشارة الى ان البرنامج العربي والاوروبي من ضمن مشروع "كارافان السينما العربية الاوروبية" المموّل من الاتحاد الاوروبي. فالمسابقة التي انقسمت في سنوات سابقة الى دولية وعربية وطالبية، غدت دولية فقط تتضمن افلاماً عربية وعالمية وطالبية "إذ لا مبرر لمداراة الطلاب او استحداث فئة خاصة بهم فقط لتبرير تواضع افلامهم. الطالب الذي يطلق على نفسه اسم مخرج منذ العام الدراسي الاول حري به صنع فيلم تخرج جيد. لذلك اخترنا الافلام بحسب جودتها فقط ومن دون التفريق بين طالب ومحترف. الفيلم الطالبي موجود اذا كان قادراً على منافسة الافلام الأخرى." يبقى ان المسابقة الدولية مقسومة في ثلاث فئات: مسابقة الفيلم القصير (اقل من 30 دقيقة).، مسابقة الفيلم المتوسط (بين ثلاثين وستين دقيقة) ومسابقة الفيلم الطويل "أكثر من 60 دقيقة). اما لجنة التحكيم فتتألف من: المخرج اللبناني غسان سلهب، المخرجة الفلسطينية عزة الحسن، مدير مهرجان نيون جان بيري، مدير مهرجان براغ الدولي للافلام الوثائقية ماريك هوفوركا ومدير مهرجان تامبيري بفنلندا ييكا لاسكو.

استلزم عدد الافلام الكبير اختيار أفلام للمسابقة وأخرى للعرض خارجها. وهنا يشير هاشم الى ان "لجنة الإختيار قامت في مرحلة متقدمة بعد اختيار البرنامج بدور لجنة تحكيم تمهيدية، فاختارت الافلام التي ستشارك في المسابقة" مع الاشارة الى ان ثمة عدداً من الافلام خارج المسابقة بسبب رغبة مخرجيها. قبل ذلك، أكبت لجنة الاختيار "التي تتسع وتصغر بحسب الافلام والدورات" على حد تعبير هاشم، بخفض عدد الافلام الى 130 فيلماً. ويوضح هاشم انه "في هذه المرحلة، جودة الافلام كانت المعيار الاساسي. ولكن للمرحلة الثانية، دخلت معايير أخرى منها تعدّد البلدان لأن ذلك شرط من شروط المهرجانات الدولية وتنوع الموضوعات وأشكال التعبير للوصول الى برنامج متماسك ومتنوع. البرنامج يجب ان يشكل في نهاية المطاف فيلماً سلساً ومتناسقاً ومتماسكاً."

مع دخول المهرجان عامه الثامن، كيف يصف مديره موقعه وقدراته؟

"علاقاتنا أصبحت كثيرة ومتينة مع المهرجانات الاخرى. الجهد الذي كنا نبذله للوصول الى الافلام التي نريد أصبح يُبذل مناصفة بيننا وبين أصحاب الأفلام أنفسهم ممن باتوا يسمعون عن المهرجان ويجدونه نافذتهم لتقديم أفلامهم في المنطقة. كذلك أصبحت لنا لجنة استشارية دولية مكوّنة من أعضاء موزعين في الدول الاساسية، يقترحون افلاماً ويساعدون في متابعة الانتاج الوثائقي وفي الحصول على الافلام التي نريدها. بالنسبة الى الافلام الكبيرة، ثمة تبدل طفيف في اهتماماتهم. بالطبع مازلنا غير مهمين جغرافياً بالنسبة اليهم ولكن هناك من بات يهتم بمدخل على المنطقة لأسباب تتنوع بين الحشرية وامكانية التوزيع والبيع او ينظرون الى المهرجان كفرصة لعرض افلامهم في مناطق أخرى".

بالحديث عن الافلام العربية في الدورة الحالية، يقول ان "بين الافلام الكثيرة التي وصلتنا ثمة عدد معقول قادر على المنافسة دولياً وهذا ما حفزنا على دمج مسابقة الفيلم العربي مع الدولي. الافلام العربية جيدة وقادرة على ان تنافس ولكن ينقصها فقط الخطة التوزيعية." العناوين العربية تتضمن: "يوميات بيروت: حقائق وأكاذيب" (فيلم الافتتاح) للفلسطينية مي المصري، "أحمد سليمان" للاماراتي وليد الشحي، "خادمات للبيع" للبنانية ديما الجندي، "وجوه معلقة على الجدار" للبناني وائل الديب، "أية ثورة" للبنانية لينا الخطيب، "الى أين؟" لفادي يني تورك، "الرفيق الفريدو نيري" للبناني خالد رمضان، "البنات دول" للمصرية تهاني راشد، "ليلى خالد، خاطفة الطائرات" (فيلم الاختتام) للفلسطينية لينا مقبول.

في الدورة الفائتة، اتخذ المهرجان لنفسه وصف المهرجان الذي "يملك قصة يخبرها". بكلام آخر، يختار الموضوع اساساً لعروضه. وبكلام أدق، يريد لأفلامه ان تثير "قضايا". لم يتغير هذا كثيراً في الدورة الحالية في اشارة هاشم الى أن "للمهرجان نكهة يحاول الحفاظ عليها وتتمثل في وضع اصبعه على الجرح. هناك طغيان للافلام التي يمكن ان تغير شيئاً في هذا العالم، افلام تنظر على المشكلات الحقيقية وعلى الأمور الحلوة الحقيقية". وفي خلاصة عامة يقول ان ثمة عناوين "تلفت النظر في كل عام" يستخلصها من مشاهدة كم كبير من الافلام. "هذا العام اكشتفنا كماً هائلاً من الافلام عن الصين وهذه هجمة استكشافية جديدة لأننا نتابع متابعة حثيثة الانتاج الوثائقي في العالم على مدى العام من خلال كتالوغات المهرجانات والصحافة العالمية وايضاً من خلال مستشارينا. موضوع العولمة مازال مكملاً ايضاً والاهتمام به كان قد بدأ من قبل. كذلك يتعزز أكثر فأكثر الفيلم الذي يقوم على قصص أفراد بل يشهد توتراً في المقاربة. ولا ننسى ان سنتين مرتا الآن على اغتيال رفيق الحريري وما تلاه بما يعني ان افلاماً بدأت تظهر عن تلك الفترة وستكمل برأيي انما بشكل آخر بسبب الحرب الأخيرة."

يرفض هاشم ان يقوم باختيارات مفضلة من البرنامج او القاء الضوء على عناوين دون غيرها "انا منحاز للافلام كافة بل أشعر بأن هناك خمسة عشر فيلماً إضافياً على الأقل تستحق ان تعرض. الافلام جديرة بالمشاهدة."

ولكن ملاحظة حول غياب عنواني العراق وفلسطين عن البرمجة كانت اساسية. فهل قلّ عدد الافلام ام انها تشابهت؟

"وصلتنا افلام كثيرة من فلسطين تكرر نفسها وتردد موضوع الحاجز. في العراق الامر مختلف. صدمة الاحتلال امتُصَّت والمرحلة الحالية لم تنتهِ وليس متاحاً سوى توثيق الحياة اليومية. اضافةً الى ان الافلام بمعظمها أجنبية. كنا على وشك عرض "أشرطة حرب" المؤلف من ساعات تصوير كثيرة قام بها جنود اميركيون ولكنه سُحب في اللحظة الأخيرة من دون ذكر السبب. لا أعرف ان كان لتزامن ذلك القرار مع رفض المهرجان حضور مراسل من التلفزيون الاسرائيلي أي معنى. انها المرة الاولى التي نواجه فيها طلباً من التلفزيون الاسرائيلي. قبلها كانت الطلبات تصلنا من مخرجين اسرائيليين وشركات انتاج."

يُفتتح المهرجان بفيلم "يوميات بيروت: حقائق وأكاذيب" الذي يشكل عودة مخرجته مي المصري بعد غياب طويل منذ فيلمها الأخير "أحلام المنفى". اللافت انها المرة الاولى في تاريخ المهرجان التي يتم فيها اختيار فيلم عربي للافتتاح. "يتميز الافتتاح دائماً بمشاركة اوسع وحضور أكبر وحيث ان فيلم مي يتناول موضوعاً داخلياً مهماً ومرحلة مصيرية ويطرح اسئلة ووجهات نظر مختلفة، وجدنا انه من الضروري ان تصل تلك الى أكبر عدد من الناس ناهيك بقيمة الفيلم الفنية." وإذ حافظ المهرجان خلال دوراته كافة على تقليد الاختتام بفيلم فلسطيني او ذي موضوع فلسطيني، لا يجد سبباً لتغيير ذلك الآن لاسيما ان فيلم "ليلى خالد، خاطفة الطائرات" بدا خياراً ختامياً أبعد من جنسيته: "هو اولاً يتناول موضوع الارهاب واول فيلم يقيم مقارنة بين أعمال الفلسطينيين واللبنانيين التي سميت إرهاباً في الماضي واعمال الاسلاميين المتطرفين اليوم. كما يقيم مقارنة بين ما يسميها الغرب مقاومة وبين مقاومتنا التي يسمونها ارهاباً. يقول أحد شخصيات الفيلم ان الربح هو المعيار فمن يفوز يصبح بطلاً ويسقط عنه وصف الارهابي. والمثير ايضاً في الفيلم انه يقدم بحيادية شديدة ومريحة تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي."

"مهرجان مسيّس ككل عام" يقول هاشم في ختام الحوار ويرد على تعليق حول ايجابية ذلك او سلبيته قائلاً "لا أؤمن بالحيادية في الافلام لانها غير موجودة اصلاً. الذاتية واتخاذ موقف هما اللذان يسيّسان الافلام."

المستقبل اللبنانية في 3 نوفمبر 2006

 

سينماتك

 

مفتاح الحياة.. الشعار الجديد لمهرجان القاهرة السينمائي

نقاد مصريون يعارضون تغيير شعار مهرجان القاهرة السينمائي

سلامه عبد الحميد

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك