يدخل المخرج السينمائي توفيق صالح عامه الثمانين‏,‏ بستة أفلام سينمائية‏,‏ وكثير من الأحلام المجهضة‏,‏ لكنه في كل الأحوال فعل ما كان يراه متسقا مع قناعاته الفكرية‏,‏ ورؤاه الفنية‏,‏ حتي لو أدي ذلك إلي مطاردته وحصاره في قوت يومه‏.‏

بين عامي‏1969‏ و‏1984‏ عاش توفيق صالح غربة روحية وجسدية بعيدا عن مصر التي خرج منها تحت وطأة هذا الحصار‏,‏ كان هاربا ممن يسيطرون علي جهاز صناعة السينما‏,‏ أملا في أن يجد رئة للتنفس في سوريا‏,‏ لكنه اصطدم هناك بالعقليات ذاتها التي تسببت في خروجه من مصر‏.‏

في كل مرة كان توفيق صالح يحاول فيها البحث عن حائط للأمان والعمل‏,‏ كان دائما يجد من يحاربه بالشائعات أحيانا‏,‏ وبتعطيله عن السير خطوة للأمام أحيانا أخري‏,‏ لم يكن سوء الحظ وحده هو حجر العثرة في طريق المخرج المقل في أعماله‏,‏ بل كانت هناك مواقفه المبدئية التي أكسبته كثرة من الخصوم وقلة من الأصدقاء‏.‏

من بين هؤلاء كان الناقد الفني سمير فريد واحدا ممن يلجأ إليهم بكتابة الخطابات الشخصية‏,‏ التي ننشر عددا منها في الأهرام العربي وهي تتسم بصراحة شديدة الوضوح‏,‏ سواء فيما يخصه هو ـ توفيق صالح ـ أم فيما يخص الآخرين‏,‏ فلم يكن هناك رقيب يضعه صالح علي كتفيه‏,‏ لأنه يعرف أن السطور التي يكتبها من مغتربه العراقي أو السوري لن يطلع عليها سوي صديقه سمير فريد‏.‏

وها هي أكاديمية الفنون بالقاهرة تتيح لنا فرصة الاطلاع علي تلك اللحظات القاسية التي عاشها واحد من أهم مخرجي السينما المصرية في فترة حالكة من عمره وعمر هذا الوطن‏,‏ وجاءت علي شكل اليوميات‏..‏ فإلي التفاصيل‏..‏

‏(1)‏

تركت مصر وأنا أعرف أن الوضع السينمائي فيها أفضل من أي منطقة في إفريقيا أو في الشرق الأوسط‏,‏ السينما في مصر من حيث الإمكانات في وضع أفضل حتي من بلاد مثل المجر ورومانيا وبلغاريا واليونان وتركيا‏,‏ ومع ذلك تركت مصر وأنا مدرك وضعي ووضع السينما فيها‏.‏ منذ سنوات وأنا أتفرج علي ما يمكن أن يبتدعوه من أساليب وكلام ولا أعترض سبيلهم أبدا‏,‏ لكن إذا كنت أخاف فعلا من شئ فهو خوفي من عدم قدرتي علي دفع رسوم مدارس الأطفال أو خوفي من عدم قدرتي علي توفير أسباب العيش المعقول لهم‏,‏ وإذا كنت قد وصلت إلي هذه السن ولاأزال أحبو في مهنتي‏,‏ ولايزال دخلي أقل من كفايتي‏,‏ فضلا عن عدم استقراره‏,‏ فماذا ياتري بعد خمس سنوات حين أبدأ في الشعور بالعجز عن العمل؟ إن أجري عن خمسة أفلام طويلة قمت بإخراجها وكتبت سيناريوهاتها لا يصل إلي أجر يوسف شاهين عن إخراج فيلم الأرض‏.‏ أو عن أجر صلاح أبوسيف عن إخراج فيلم فجر الإسلام‏,‏ ومع ذلك فليست هذه هي الشكوي‏,‏ إنما الشكوي الحقيقية في أن الجميع مستمر في العمل‏,‏ قبل أن ينتهي من فيلم يكون في انتظاره اثنان أو ثلاثة أفلام‏.‏ لكن حسب علمي أنا المخرج الوحيد الذي ينتظر المسئولون نتيجة عرض الفيلم لكي يقرروا إعطائي فرصة أخري أم لا‏,‏ ومع ذلك فالفرصة تعطي لي لا عن اقتناعهم بقدرتي‏,‏ لكن كنوع من التخلص من شكواي‏,‏ أو لانشغال مخرجين آخرين كانوا يفضلونهم عني‏.‏

تركت مصر إنقاذا لما للإنسان من بقية كرامة‏,‏ فأنا في نظر المسئولين مخرج مدع‏,‏ وفاشل وكل قيمتي راجعة إلي بعض الأصدقاء في الصحافة يطبلون لي‏,‏ وإذا طالبت بتسهيلات في العمل‏,‏ أقل من تلك التي تمنح لغيري‏,‏ كان الجواب دائما بأن غيري يعمل أفلاما جيدة وتأتي بإيراد‏,‏ وإنما أفلامك؟‏!!‏ نحن لا ندري لماذا نعملها أصلا‏,‏ لأنه نوع من أنواع المراضاة للأوضاع في البلد‏,‏ ما أقوله الآن لا أقوله من عندي‏,‏ لكنه كلام قيل لي مرات ومرات‏,‏ وفي النهاية قيل لي بشكل جارح ومؤلم‏,‏ وأي إنسان يحترم نفسه ما كان يستطيع أن يتحمل أكثر مما تحملته‏,‏ هناك فرق كبير في نظري بين الكفاح والنضال من أجل شئ‏,‏ من أجل فكرة‏,‏ من أجل مبدأ‏,‏ وتحمل المشاق من أجل تحقيق تلك الفكرة أو الرؤية‏,‏ وبين المذلة وتحمل سخرية الناس واستهجانهم من أجل الحصول علي مال للمعيشة‏,‏ دون الاهتمام بنوع العمل الذي تقوم به‏,‏ لقد أنجزت‏'‏ اليوميات والسيد البلطي‏'‏ لاحتياجي للعمل من أجل مصاريف البيت‏,‏ علي الأقل لولا احتياجي الشديد للمال لكنت أستطيع التأخر شهرا أو أكثر في مراجعة السيناريو حتي يصل الفيلم إلي ما يمكن الرضاء عنه‏,‏ أنا لا أعتذر في هذا عن أي نقص في الفيلمين‏,‏ لكن أذكر ما أذكره لكي أقول إنني في مصر لم أكن أكافح من أجل سينما متطورة‏,‏ قدر صراعي من أجل العمل للحصول علي نقود‏,‏ مع ذلك فدخلي في‏15‏ سنة عملا في السينما بين أفلام طويلة وأفلام قصيرة‏,‏ لا يصل إلي أجر مخرج مثل حسين كمال في سنة واحدة‏,‏ إذا ما أخرج ثلاثة أفلام في تلك السنة‏,‏ قبل سفري بحوالي‏15‏ يوما تحدثت لكل مسئول في السينما تقريبا في طلب العمل منبها إلي أن موقفهم ربما اضطرني إلي البحث عن عمل في الخارج‏,‏ لأن الاضطرار إلي تشغيل مثلي خسارة علي المؤسسة‏,‏ بينما كان رد البعض الآخر بأن السفر مفيد لفترة لمعرفة أن ما أسميه مذلة في مصر إنما هو ما يجب أن أقبله إن كنت أريد العمل‏.‏ ما أريد أن أضيفه الآن هو أنني هنا في مشاكل مرجعها الأصلي الجهل المطبق بتقاليد وظروف السينما لا يمكن أن أقع في مصر في مثل هذه المشاكل التي أنا واقع فيها هنا‏,‏ ففي مصر عرف وتقاليد‏.‏ المهم تجب مواجهة المشاكل هنا إلي أن تنتهي إلي نتيجة‏,‏ وستنتهي حتما علي شكل من الأشكال‏,‏ لكن برغم تشوقي الشديد إلي مصر وإلي أصدقائي في مصر‏,‏ فإنني لا أفكر الآن في العودة‏,‏ قد أعود لفترة قصيرة عندما تسنح الظروف والمال لقضاء أيام‏,‏ لكن من المؤكد أنني لن أعود إلا إذا طلبتني المؤسسة من أجل العمل‏.‏

دمشق في‏24/6/1970‏

‏(2)‏

حكاية عبدالحميد جودة السحار والفيلم المشترك مع سوريا‏,‏ هي ككل قصص السحار شكلها صادق‏,‏ لكنها في حقيقتها غير حقيقية‏,‏ المسألة كما أعرفها كان السحار يلح في إنتاج فيلم مشترك مع سوريا من إخراج بركات‏,‏ ومن تمثيل فاتن حمامة علي ما أعتقد‏,‏ وكانوا في سوريا يرفضون هذا الاقتراح‏,‏ ولما ذهب مدير المؤسسة السورية إلي مصر عاد السحار إلي مشروعه لإنتاج فيلم مشترك من إخراج بركات‏,‏ فوافق السوريون علي هذا المبدأ إذا ما وافق المسئولون في المؤسسة المصرية علي إخراج فيلم مشترك آخر‏,‏ يكون من إخراجي أنا‏,‏ فوافق السحار علي ذلك‏,‏ واقترح أن يكون عن سليمان الحلبي‏,‏ الشخصية والأحداث مشتركة في نظر السحار بين مصر وسوريا في نفس ذلك المساء كان مدير المؤسسة مدعوا في منزل ألفريد فرج‏,‏ ودار الحديث بينهما عما دار في الاجتماع مع السحار‏,‏ فاقترح ألفريد فرج بأن تكون مسرحيته عن شخصية سليمان الحلبي هي أساس الفيلم ووافق في اليوم الثاني السحار علي ذلك بعد اقتراح مدير المؤسسة السورية‏,‏ الذي صدق ألفريد فرج عندما أخبره بأنني معجب بالمسرحية‏,‏ وأني أتمني إخراجها‏,‏ وبأنني فوق ذلك صديقه الحميم أنا لم أقرأ المسرحية حتي اليوم ولم أشاهدها علي المسرح أو التليفزيون‏-‏ والله العظيم لما عاد مدير المؤسسة السورية من مصر سألني إن كنت أرغب في التعاون مع ألفريد فرج في كتابة فيلم جديد‏,‏ وكان يسألني كمن ينتظر مني أن أرد عليه بأنه قد حقق لي حلم حياتي فأجبته بما معناه بأنني أرفض التعاون والتعامل مع ألفريد مهما كان الثمن‏,‏ وانتهي الموضوع عند هذا الحد‏,‏ وقد سألت المدير عن حقيقة الإنتاج المشترك فعلمت أن سوريا راغبة في عمل إنتاج مشترك مع مصر‏,‏ وإنما حتي هذه اللحظة لم يقم أي من الطرفين بأية خطوة إيجابية نحو تحقيق ذلك‏,‏ مثلا لم يقرأ إنسان في المؤسسة هنا مسرحية سليمان الحلبي لألفريد فرج‏,‏ وإذا كانت النية متجهة إلي أن أخرج أنا الفيلم فطبعا لن يكون من أعمال ألفريد فرج‏,‏ وعلي كل حال وكما أكد لي مدير المؤسسة هنا‏,‏ من الناحية الرسمية هناك اتفاق علي مبدأ عمل إنتاج مشترك بين سوريا ومصر‏,‏ لكن لم يحدد موضوع لهذا الإنتاج بعد‏,‏ فقد وعد مدير المؤسسة السورية مدير المؤسسة المصرية بدراسة مسرحية سليمان الحلبي وإبداء الرأي فيها إن كانت صالحة أو غير صالحة للإنتاج فقط لا غير‏,‏ ونستطيع اعتبارها الآن غير صالحة‏.‏

‏(3)‏

لابد مهما كانت الظروف من وضع أعمال مشتركة مع الدول المجاورة‏:‏ ليبيا‏,‏ السودان‏,‏ سوريا‏,‏ الأردن‏,‏ وأي دولة أخري ترضي أن تقوم بعمل مشترك مع مصر‏,‏ العملية عاوزة شوية مجهود وشئ من الإخلاص في العمل‏,‏ وغلط وغلط مرة أخري أن تكون الأعمال المشتركة علي أساس قصص من التراث أو التاريخ كما قرأت‏,‏ فقد قرأت ربما في أحد أعداد الكواكب أن يوسف شاهين يجهز فيلما مع تونس عن أبوزيد الهلالي‏,‏ غلط هذا الاتجاه الآن‏,‏ بعدين بعد تحقيق أكثر من عمل مشترك وعند فراغ جعبة العاملين من أي خلق يمكن الالتجاء إلي الماضي وإلي التاريخ وإلي السير‏,‏ إن الإنتاج المشترك حل جذري لكثير من مشاكل الفيلم المصري‏.‏ مشاكل حرفية وأخري مالية‏,‏ وحل لكثير من السينمائيين الذين لاتزال لديهم الرغبة في تقديم المجهود في العمل‏,‏ فعيب العمل المشترك أنه يستغرق وقتا أطول في التنفيذ مع عدم الضمان بالتعويض المالي الكافي عن ذلك‏,‏ ولهذا لن يعمل في ذلك السبيل كثير من السينمائيين‏,‏ لكن سيظل الإنتاج المشترك الجاد ضرورة لابد منها علي المستوي السياسي والتجاري‏.‏

دمشق‏29/8/1970‏

‏(4)‏

تألمت جدا ويظهر أن انفعالي كان أكثر مما تتحمله شرايين قلبي المريض عندما توفي الرئيس جمال عبدالناصر‏,‏ فتعبت قليلا واضطررت إلي العودة للراحة في السرير‏.‏ إذ إنني ممنوع من الإجهاد الذهني‏,‏ أنا طبعا حزنت لموته‏,‏ لكن التفكير هو الذي أجهدني‏,‏ التفكير في ظروف مصر وفي المستقبل‏,‏ وما يمكن أن تتطور إليه الأمور بعد سنة أو اثنتين‏.‏

‏(5)‏

تقدمت بمشروع عمل فيلم عن سيناريو عرس فلسطيني وكانت المؤسسة هنا مترددة في عمله ثم اعترضت علي ميزانيته الكبيرة إلي أن وافقت في سبتمبر علي مبدأ عمله بعد إعادة النظر في الميزانية لتخفيضها‏,‏ وهنا اعترضت أنا‏,‏ وقلت إنني مستعد لتنفيذ الفيلم فورا في شهر سبتمبر‏,‏ لكن أن نظل في نقاش حول الميزانية ثم نبدأ في تحضير الإنتاج شهرين أو ثلاثة‏,‏ فنبدأ في التصوير فيديسمبر أو يناير‏,‏ فهذا ما لا أستطيع‏,‏ ففي الفيلم مشهد سيل ولن أستطيع أن أضع الممثلين والممثلات في الماء شتاء‏,‏ وطبعا طلبوا مني أن أصور المشاهد التي ليس فيها ماء في الشتاء‏,‏ وتلك التي هي مبلولة في الصيف بحيث يستغرق تصوير الفيلم سنة‏,‏ فرفضت طبعا بشدة‏,‏ وكانت النتيجة أن الفيلم تأجل لبداية الصيف المقبل‏,‏ وتم الاتفاق علي أن يدفعوا لي تعويضا في حالة عدولهم في الربيع القادم عن تنفيذ الفيلم‏,‏ المهم أصبحت بغير عمل إلي نهاية الربيع القادم‏,‏ فتعاقدوا معي علي كتابة وإخراج فيلم آخر‏.‏

لكننا ندور في دائرة مفرغة منذ ذلك الحين‏,‏ كل القصص التي أقترحها مرفوضة‏,‏ وهم لا يريدون أن يقترحوا قصصا أو يرتبطو ا برأي واضح‏,‏ بخصوص ما يريدونه‏,‏ يريدون فيلما يوافقون عليه‏,‏ طيب ما هي مواصفاته؟ لا يدرون‏,‏ هل هو كوميدي أم تراجيدي ؟لا يدرون‏,‏ أقترح أفكارا أو قصصا مطبوعة لكنها دائما مرفوضة‏,‏ والله أعلم متي تنتهي هذه الحيرة‏.‏

آخر قصة تقدمت بها هي رجال في الشمس لغسان كنفاني‏,‏ ولكنهم لم يرفضوها صراحة‏,‏ اعترضوا علي كمية من التفاصيل فيها‏,‏ لو كان قد اعترضوا عليها كان أفضل‏,‏ أنا أريد الآن إنتاج هذه القصة‏,‏ فقد وجدت عند أخوات زوجتي بعض المال‏*‏

الأهرام العربي في 21 أكتوبر 2006

رأفت الميهي: من الظلم أن نترك حرامية البنوك يهربون للخارج ونحاكم الشرفاء!

القاهرة ـ القدس العربي من عمر صادق:  

اثني المخرج رأفت الميهي علي أداء النجم عادل إمام في فيلم عمارة يعقوبيان وقال ان شخصية زكي بيه التي أداها بالفيلم جددت شبابه الفني، وأبدي الميهي استياءهم من السينما الحالية ونجومها الشباب وقال في معرض حديثه عنهم بإنها سينما فاقدة الوعي، وأن محمد هنيدي ومحمد سعد أصبحا في الباي باي.

ووصف مخرجي الأفلام الحالية بإنهم لا يملكون سوي الحلم، وليست لديهم رؤية فيما يقدمون ويقول أن الحلم وحده لا يصنع سينما جيدة.

وحول تأثير البيئة التي نشأ فيها الميهي كمخرج وكاتب سيناريو يقول: البيئة محايدة، فلم تكن فنية أي لا علاقة لها بالفن ولم تقف ضدي، وكنت أحلم في فترة الصبا بإن أكون شاعرا.

واتجهت للقصة القصيرة وعينت بمدرسة منوف الثانوية كمدرس لغة انكليزية حيث انني تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية عام 66، وانتدبت بالمعهد الديني بمنوف وكان أصغر تلميذ عندي عمره آنذاك 22 عاما وأكبرهم 36 وكان عمري 20 عاما!

·         كيف بدأت علاقتك بالاخراج؟ وكتابة السيناريو بعد مرحلة التدريس؟

قرأت ذات يوم اعلانا في احدي الصحف، عن شركة فلمينتاج وهي شركة خاصة بالانتاج وكتابة السيناريو ويملكها المخرج الكبير صلاح أبو سيف تطلب طلبة لتعلم فن السيناريو تقدمت بأوراقي وقام مجموعة من الاساتذة الكبار بالتدريس لي مثل عبد الرحيم الزرقاني والمخرج عاطف سالم ومستر هاتشي وهو استاذ دكتور ـ أمريكي الجنسية ـ بالاضافة الي صلاح أبو سيف نفسه.

وأتذكر د، هايتش طلب مني تحليل فيلم، وأخذت الفيلم الأجنبي قصة حب وقدمته كارتون وأعجبته جدا طريقتي في العمل وطلب مني صلاح أبو سيف العمل معه، وبدأت بالفعل أعمل في قسم السيناريو والمونتاج بهذه الشركة.

·         من هي الشخصيات التي تأثرت بها؟

3 شخصيات المونتير سعيد الشيخ وشقيقه المخرج كمال الشيخ الذي تعلمت منه أخلاقيات المهنة فمن رابع المستحيلات ان يقبل توقيع عقد فيلم جديد طالما انه لم ينته من فيلمه الذي في يديه، والشخصية الثالثة التي تعلمت منها هي سندريلا الشاشة الراحلة سعاد حسني التي التقيت بها في فيلم شروق وغروب ، تعلمت منها كيف يكتب الحوار، وكيف يكون ملائما للشخصية ومريحاً في النطق وتطوير الانفعال، وقد قدمت معها عدة أفلام هي الحب الذي كان و أين عقلي وغرباء بالاضافة الي شروق وغروب .

·         الجيل الحالي يسعي للشهرة باقل ثمن وأقل الخسائر؟ فما رأيك؟

الفن يحتاج الي عناد وإصرار ومن يدخله من أجل الشهرة يبقي يقابلني!! الشهرة آتية لا ريب فيها ولكن تأتي للفنان المختلف الذي تكون عنده موهبة حقيقية وثقة في أدائه ونفسه، أما الساعون للشهرة أقول لهم غيركم أشطر ، والعبوا غيرها.

·         بداية أعمالك الفنية فشلت ولكن بعد غروب وشروق كان التألق، كيف تقيم هذه المعادلة؟

أول أعمالي بعنوان جفت الدموع فشل، ولكن غروب وشروق كان فاتحة خير عليَ وأعطاني هذا الفيلم كارت العضوية والنجومية في مجال الاخراج، وبدأت في اخراج مجموعة كبيرة من الافلام الناجحة والتي وجدت صدي طيبا انذاك مثل عيون لا تنام و الأفوكاتو و سمك لبن تمر هندي و للحب قصة أخيرة و السادة الرجال وسادتي آنساتي وغيرها.

·         ابتعادك عن السينما فترة طويلة دامت أكثر من 6 سنوات رغم انك أحد أركانها في مجال السينما والاخراج بما تفسره؟

السينما الحالية لا تمت بصلة للسينما التي نعرفها أو عرفناها، هي أقرب الي الاسكتشات، زمان في مسرح روض الفرج كانت تظهر شخصيات مثل كشكش بيه وعثمان عبدالباسط وانتقلت من المسرح الي السينما عام 1998.

·         ألم يلفت نظرك فيلم في هذه الهوجة؟

فيلمان لفتا نظري الأول عمرة يعقوبيان والثاني بحب السيما، وغير ذلك فهي اسكتشات.

·         ماذا لفت نظرك في عمارة يعقوبيان؟

عادل إمام جدد شبابه في هذا الفيلم وأري أنه لا يوجد فنان يستطيع أن يؤدي شخصية زكي بيه سواه، وأطالبه أن يقدم كل سنتين فيلما علي هذا المستوي من الأداء السينمائي الراقي.

·         لماذا لم يستمر التعاون بينكما بعد فيلم الأفوكاتو الذي أثار الـرأي العام في مصر وخاصة من جانب المحامين؟

أنا من محبي فن عادل إمام، ولكن بعد نجاح الأفوكاتو كل منا ذهب لاتجاه معاكس عادل راح لأفلام آل باتشينو، وأنا أعمل أفلام تجارب شخصية، وإما أن يتنازل هو أو أتنازل أنا، وأعتقد أن كلانا لن يتنازل في هذا الوقت تحديدا.

·         بماذا تقصد انك تقدم أفلام تجارب شخصية؟

أغلب الأفلام التي قدمتها منذ بدأت رحلة الاخراج تجارب شخصية، فمثلا فيلم للحب قصة أخيرة هي قصة أمي وهي علي فراش الموت وظلت 10 أيام تموت أمام عيني ولا أستطيع أن أفعل لها شيئاً وتمسك يدي بشدة.

وفيلم ميت فل عن ابني الذي اشتري جاكت وعندما طلبت منه رؤيته نهرني بشدة فتركت له البيت وسافرت الي الاسكندرية بصحبة صديق لي وكتبت هناك فيلم عن الابن الذي يتبرأ من والده ويريد أن يغيره. كل فيلم لي فيه تجربة شخصية من حياتي.

·         لماذا لا تحول أفكارك الجريئة الي كتاب السيناريو الحاليين للافادة والاستفادة من تجاربك؟

صعب جدا أن ينفذ أحد غيري السيناريو الذي أكتبه، لأنه حالة خاصة واستثنائية جدا ولا اقبل أن اعطيها لغيري.

·         ما رأيك في محمد هنيدي؟

في الباي باي لأنه لم يستطع اثبات نفسه رغم الأفلام العديدة التي قدمها.

·         ومحمد سعد؟

نفس الشيء.

·         هل تشاهد السينما الحالية؟

لا أستطيع أن أذهب لمشاهدة أفلام علي خلفية فيلم كتكوت لإنها أفلام تصيب بالتخلف.

·         حصلت علي قرض من البنك لبناء استديو جلال، فهل توقف المشروع وما تداعياته الحالية؟

أنا عندي الآن استديو 5 نجوم يسمي استديو جلال وباعتراف البنوك والشركة القابضة بإنه تحفة، ولكن عند سداد فوائد القرض فوجئت انهم يطالبونني بـ9 ملايين رغم أن ما حصلت عليه 4.5 مليون فقط، وطلبت تقسيط الدين علي 5 سنوات ورفضوا، وأتمني أن يطبقوا ما فعلوه مع سعيد الحنش الذي تقدم بعرض لشراء محلات عمر أفندي، ولا أعرف الي أين تسير السفينة، فإذا كانوا يريدون سجني فأهلا وسهلا أنا لست أقل من الشرفاء الذين سجنوا ويكفيني أنني أسست استديو علي أعلي مستوي، رغم أنني لا أملك سيارة وأعيش حاليا في شقة بالإيجار الجديد.

ولن أتســـول يوما ما، ومن الظلم أن نترك سارقي البـــنوك من الهرب للخارج ونحاكم الشرفاء داخل البلد!

القدس العربي في 20 أكتوبر 2006

 

سينماتك

 

يوميات توفيق صالح في التغريبة السورية والعراقية

رفضت التعاون مع ألفريد فرج مهما كان الثمن

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك