< المسرح السياحي فقط هو الذي يعمل في سوريا وأنا لا أحب المشاركة فيه

< الفيلم الذي تنتهي علاقة الجمهور به مع كلمة النهاية يعد فاشلاً

< دراما الدول العربية تتكامل ولا تتنافس وأتمني أن يصل صوتنا للخارج  

فنان متمرد علي نفسه.. موهوب بالفطرة.. يقدم ما يتحمس له دون تردد. يرفض أن يخضع العقل لمقص الرقيب.. لا يتهاون أو يتنازل عن حقه في طرح قضيته مهما كلتفه.. هو الفنان السوري الكبير دريد لحام الذي عرف ببساطة الأداء وعمق الرسلة.

شكل مع الشاعر الكبير الراحل محمد الماغوط ثنائياً ناجحاً في المسرح وقدم في السينما العديد من الأعمال الناجحة منها «الحدود» و«كفرون» ومؤخراً «الآباء الصغار».. يتعرض في أعمال لقضايا مهمة ويغلفها بالكوميديا الهادئة.. يحرص علي كتابة أعماله بنفسه ويقدم الاستعراضات والأغاني الراقية.

حول قلة أعماله وتقييمه للوضع الحالي للسينما و الجديد لديه دار هذا الحوار:

·         أنت متهم بقلة أعمالك..

- نعم فطوال حياتي أعمل بشخصية الهاوي وليس المحترف إذا استهوتني فكرة وحدث تناغم مع ما أعتقد أنفذها وإذا لم تأتيني انتظر فلابد أن تولد في يوم مثلما يحدث مع السيدة التي تتناول عقاراً لمنع الحمل إلا أنه أحياناً يحدث بالخطأ.

·         الدراما السورية تفوقت في الفترة الأخيرة فكيف تراها؟

- الدراما السورية أخذت دورها ومكانها الطبيعي إلي جانب الدراما المصرية والدول العربية ككل تشكل لوحة الدراما العربية.. كل قطر عربي له مكان في هذه اللوحة وما يحدث هو التكامل وليس التنافس.

·         لماذا ينصب الاهتمام في سوريا علي التليفزيون؟

- لأن الجمهور يقبل أكثر علي التليفزيون.. فالسينما مكلفة نوعاً ما.. لابد أن يستعد لها الفرد بارتداء ملابسه والذهاب لدور العرض ويدفع تذكرة ويجلس في الظلام لمشاهدة الفيلم بينما في المنزل يمسك بالريموت كنترول ويقلب القنوات ويشاهد ما يحب.. فالإقبال علي السينما حالياً في سوريا ضعيف.

·         هل حركة المسرح متوقفة أيضاً؟

- المسرح لا بأس به فهو ليس ذا نشاط دائم إلا من بعض التجارب المسرحية التي يقدمها الشباب الجدد من خريجي معهد الدراما فالدولة لا تدعم المسرح في سوريا وكل العالم العربي لأنها تعتبره الولد العاق غير الوفي.. أما التليفزيون فلا تبخل في مزانيته لأنه يمدح السلطة ليل نهار.. بينما المسرح ينتقد الحكومة والنظام لذا لا يساعده.

·         أي أنها مشكلة تمويل؟

- في مصر حركة المسرح جيدة ولكن في إطار المسرح القومي في الوقت الذي تقدم فيه ميزانية ضئيلة.. وإذا اعتمد علي شباك التذاكر ربما يغلق.. فالدعم من الدولة ومن وزارة الثقافة.. وهو مالا يحدث بسوريا.. ربما المسرح السياحي هو الذي يعمل وأنا لا أحب العمل به.

·         ألم يراودك حلم العالمية؟

- ما يعنيني هو الوصول لقلب العربي وليس الغربي.. ما أنه لست أنا من يجب أن يفكر في هذه المشارحة.. وأتمني أن تأتيني الفرصة التي استطيع بها توصيل الصوت العربي للخارج فيجب أن نحرص علي تصحيح صورتنا أمام الغرب ولكي تتغير الصورة عنا لابد أن نغير ما بداخلنا.. ومثال واضح أمامنا هو اجتماعات 22 دولة عربية كل يوم دون التوصيل لقرار يسعد المواطن العربي.. وفي مذابح لبنان الأخيرة قررت فئة قليلة أن تقاوم فذبحت وذبحت لبنان معها.. فكيف يذبح لبنان والعرب يتفرجون؟

·         استعنت في أغلب أعمالك السينمائية بالأغاني والاستعراضات فكيف تري الصورة الآن؟

إذا كانت للأغنية مكان درامي بمعني أنه إذا تم حذفها أثرت علي سير الأحداث فهي تقوي وتؤكد العمل.. أما إذا تم حشوها فيعتبرها جمهور السينما فترة استراحة كأن يدخل الحمام مثلاً.. وقد حرصت في أفلامي أن تتضمن الأغنية جزءاً من الأحداث وأطلب من الشعراء كتابة المعني الذي يحويه الحوار لأن الأغنية لها دور لا ينكره أحد في تقوية الحالة الدرامية سواء كانت حزينة أو مبهجة.. وما يحدث الآن في كثير من يقدم إقحام للأغنية علي أحداث الفيلم حتي أنها أصبحت موضة.

·         وتأدية نجم العمل لبعض الأغنيات واستخدامها للدعاية للفيلم؟

- الدعاية متاح فيها كل الطرق.. أما إذا كانت تقصدين صوت المؤدي فلم يعد صعباً فليس كل من يغني يمتلك صوتاً جميلاً فالأجهزة الحديثة لم تترك شيئاً علي حاله.. وكثير من الكليبات التي تستخدم كإعلان لفيلم تساهم في إنجاحه وتعريف الجمهور به.

·         تجربتك مع الأطفال في فيلم «الآباء الصغار» ماذا تعني لك؟

- توقعت النجاح للعمل وحدث خاصة بعد مشاركة النجمة المتميزة حنان ترك.. ومجموعة الأطفال تم اختيارهم بعناية وتم تدريبهم جيداً.. وكما قلت أن ما أقدمه يكون فكرة إذا تحمست لها أنفذها لكنني لا أحب أن استثمر نجاح عمل أو أن أكرره.

·         ما مقياس نجاح العمل بالنسبة لك؟

- العمل الفني الذي تنتهي علاقة الجمهور به مع كلمة النهاية لم ينجح.. أما العمل الذي يظل في فكره وذاكرة المشاهد بعد كلمة النهاية فهو عمل ناجح.. أي أن مقياس النجاح يعود إلي رضاء الجمهور عنه ولدينا الكثير من الأعمال التي رغم مرور 30 و 40 عاماً علي عرضها يحرص الجمهور علي مشاهدتها كأنه يشاهدها للمرة الأولي وبنفس القوة.

·         ما الجديد في الفترة القادمة؟

- أحضر لعمل تليفزيوني إنتاج لبناني يتناول صراع الأجيال فالأجيال متصادمة في استيعاب مستجدات الحضارة.. فمثلاً في منزلي توجد مجموعة مختلفة من الأذواق منهم من يسمع أم كلثوم ومنهم حفيدي الذي يسمع مايكل جاكسون مما يجعلني كرب للمنزل علي عداء فكري معه، ويدور الصراع بيننا في إطار كوميدي اجتماعي ومؤلف المسلسل هو الممثل اللبناني جورج خباز الذي يجسد دور ابني ولم ينته بعد من الكتابة.. أما المخرج فلم نستقر عليه بعد.

·         ألا توجد مشاريع سينمائية أو مسرحية؟

- ليس بعد.

جريدة القاهرة في 17 أكتوبر 2006

 

د. صبحي شفيق يكتب:

تكنولوجيا «الطلمبة» ومسح الزجاج في مسلسلات التليفزيون!  

الزوم في مسلسلاتنا يستخدم كما يستخدم الفلاح طلمبة الماء < حركة الكاميرا الاستعراضية «بانوراميك» تماثل حركات خادمة تمسح الزجاج < بعض المخرجين يستخدمون الكاميرا مثل المدرس الابتدائي الذي يشرح لأطفال
لم أكتب عن الدراما التليفزيونية منذ مدة طويلة، لا عن اهمال مني بل عن يأس فلا أحد من المخرجين ومن كتاب السيناريو ومن المصورين استطاع أن يكسر حلقة واحدة من حلقات منظومة الانتاج السائدة، ولا أحد فكر أن يسأل نفسه و لو مرة واحدة: هل ما نقدمه يدفع المشاهد ليعيد النظر الي واقعه بعيون جديدة؟

ويبدو أن لغة الحوار بين المفكر والمبدع قد تحولت إلي برهنة علي البديهيات فالبديهيات في الاخراج تليفزيوني أو سينمائي، هي تحديد «الميزانسين» علي أساس حركة أي شخصية في مكان. لكي تتحرك الشخصية في مكان، تصبح حدود الكادر هي أولا: الاسطح أي لون الجدران وحجمها، وهي أعني الأسطح، ليست مجرد جدران يقف الممثل امامها أو يجلس علي مقعد هي خلفه، ولكنها الأرضية الأولي لدراسة نمط البيئة: عمالية، بيئة طبقات جديدة استهلاكية، بيئة شباب مكافح أو شباب يلتقي لتناول المخدرات والعبث بالبنات، باختصار، أنها أول مدخل لدراسة الشخصية.

لكن عندنا يحدث العكس، فالأسطح هي أسطح مكان متسع لكي يغمره الضوء وتتحرك الكاميرا كما تشاء امامه، والأسطح ليست مجرد جدران لأن المكملات «الاكسسوار» تشكل دلالات سسيولوجية «اجتماعية»

وسيكلوجية«نفسية» فالستائر والفازات ولون المقاعد والأرائك ، كلها لقطات لنمط حياة الشخصية، مثلا طقم لوي سيز مما تجده في قصور أوروبا وقد وضع في شقة مقاول معماري لا دراية له بالهندسة الوصفية ولا بمفهوم المنظور؟ قطعا سيثير ذلك ضحك المشاهد. وينطبق ذلك علي الملابس، وعلي اكسسوار الشخصيات النسائية وعلي اختيار رابطة عنق هذا أو جلباب ذاك.

شخصيات أم أنماط؟

والأهم من ذلك كله، هل الشخصيات التي تعرضها المسلسلات التليفزيونية تخرج عن مجرد أنماط؟ المعلمة الفتوة قد تكون نادية قنزحة أو فيفي سوق الخضار ورمز الطبقات الجديدة، خاصة البيزنس، هل هي مها أبوعوف أو نهال عنبر؟ لا أدري

مرة أخري اجدني مدفوعاً للبرهنة علي بديهيات اخري. أولها يخص عصب الصراع الدرامي في طوايا نفس كل شخصية، هل الشخصية تولد شريرة وتظل منذ بداية البث التليفزيوني إلي الآن، هي هي، الشريرة؟ وهل المصلح الاجتماعي، شهيد بيئة تلفظه كالفخراني مثلا، هل هي قوالب ثابتة مغلقة علي تكوينها؟

مرة ثالثة، نحتاج لبرهنة علي بديهية من بديهيات رسم الشخصيات، فأي شخصية يتحكم فيها مانسميه، علميا، بسلوك الجهد. شخص ما يبذل جهدا خارقاً في بيئة جهود افرادها محدودة، هنا تنزع المجموعة بسلوك جماعي الي خفض جهد المتفوق، بالتهكم، باطلاق النكت، بتحويله إلي كيان مشوه.

مواقف تعدل من السلوك

وفي أي مجتمع توجد مواقف تعدل من سلوك الشخصية. ففي مجتمع يشيع يه تقليدية، معوقة للتطور، لكي يتعايش إنسان يتطلع للتغيير عليه أو التمرد علي النظام السائد أو التطابق معه «con fozmite» أو التقوقع حتي يصاب بانفصام الشخصية «سيكزوفرنيا» أو أن يتحول إلي ادعاء العبقرية ورفض الآخرين وهنا قمة البارانويا أيضا نسأل في أي مكان تتحرك فيه الشخصية الدرامية من أين يأتيها المال الذي تنفق منه علي بيتها وعلي سيارتها أو علي مواصلاتها إلخ إلخ!! يأتي وضع الشخصيات في المكان أي الميزانسين، ما هو الفراغ المحيط بعالم الأشياء من أثاث ومكملات وكتل «دواليب ـ مقاعد ـ منضدة هنا وبرفان هناك». الواقع أن الكاميرا لم تخترع إلا لكي ترينا كيفية رؤية كل شخصية لما حولها. فهي عين تفكر عين الشخصية وعين المخرج كما يري شخصيات وازدواجية الرؤية هذه هي أساس الإيماءة والنظرة والجلوس والوقوف. فلا تتحرك الكاميرا إلا لأن الشخصية ما تبحث عن مجال بصري هو همها شخص ينادي رغبة في الخروج إلي مجال آخر إلخ. أما أن تدور الكاميرا في المكان لتقول لنا انظر ها هم يجلسون انظر إنهم يدخلون هذا المكان.. إلخ هذه كاميرا مدرس في مدرسة ابتدائية يشرح لعقليات أطفال ومراهقين ما يبدو لهم مبهماً هذا ما نسميه بالكاميرا الوصفية وحتي الكاميرا الوصفية لا تتحرك كيفما تشاء. مأساة كاملة

< أما ما نراه فهو مأساة كاملة تدخل الكاميرا بلا مبرر علي مجموعة بحركة زووم أمامي فتلقي بمن يحيط بشخصية رئيسية خارج الكادر تجذبه من قفاه وتنتزعه فيسقط المسكين علي المشاهدين ليدخل آخرون الكادر. والأغرب هو أن تجد فتاة ما نائمة علي سرير فيبدأ المشهد بلقطة عامة، ثم فجأة يستخدم المصور «حسب ديكوباج المخرج» عدسة الزووم فيلقي بالسرير خارج الكادر ويصدم بصرنا بمن كانت نائمة. يضاف إلي ذلك زواية التصوير كيف يمكن أن نري شخصيات نائمة علي سرير وضعت الكاميرا في أعلي «هاي أنجل»؟

لا يحدث ذلك إلا في حالة واحدة هي وجود كاميرا وضعتها السي آي أيه لتراقب شخصية ترتاب فيها.

الزووم في مسلسلاتنا تستخدم كما يستخدم الفلاح طلمبة الماء وحركات الكاميرا الاستعراضية يمينا ويسارا «بانوراميك» تماثل حركة خادمة أمسكت بمكنسة كهربائية وأخذت تمسح الزجاج. والسؤال الأخير هو من الذي يملك قرار إنتاج هذا العمل أو ذاك وبأي معيار يتم الاختيار ثم ما مكسب صاحب القرار إنتاجياً وتكنولوجيا وسيكولوجيا؟

مجرد سؤال

وكل رمضان وأنتم بخير وبعودة الأنماط والطلمبات وساحات الزجاج.

جريدة القاهرة في 17 أكتوبر 2006

دور السينما في رمضان.. أرباح وخسائر

القاعات الحديثة تحقق أعلي إيراد.. والقديمة "مغلقة للتحسينات"!

حسام حافظ

مع قدوم شهر رمضان يتجدد الحديث كل عام عن المنافسة المفترضة بين التليفزيون والسينما وكيف ان الكثير من دور العرض تغلق أبوابها طوال الشهر بسبب المنافسة القوية من المسلسلات الرمضانية لكن الوضع هذا العام اختلف لأن رمضان جاء مع بداية العام الدراسي وفي نهاية موسم سينمائي ناجح حدا وأصبح هناك أسبابا كثيرة لابتعاد الجمهور عن السينما أو لانتعاش بعض دور العرض وأكد البعض ان التليفزيون فقد جاذبيته المعتادة لقطاع كبير من الشباب ولم يعد أحد منهم يقبل علي مشاهدة المسلسلات التي لايعرف أحد عددها بالتحديد.. لذلك فإن بعض دور العرض تعاني من الكساد والبعض الآخر يحقق الأرباح وكان هذا التحقيق:

سألت أحمد ماهر المدير بداري عرض سينما كريم وميامي عن مدي اقبال الجمهور علي مشاهدة الأفلام في رمضان فقال: هذا العام اختلفت الأمور عن العام الماضي لأن قدوم رمضان جاء مع بداية العام الدراسي وكان لذلك تأثير كبير علي حجم الجمهور المتوقع خاصة اننا مازلنا في موسم الصيف وهو أهم مواسم العرض السينمائي فالأسرة المصرية تعاني كثيرا من الناحية الاقتصادية والذهاب إلي السينما في النهاية نوع من الترفيه وفي الغالب تضطر الأسرة إلي الاستغناء عن مشاهدة فيلم من أجل شراء مستلزمات رمضان أو احتياجات الأولاد قبل دخول المدارس.

* ولكن ما الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة تلك المشكلة؟

يقول أحمد ماهر: اضطررنا إلي الغاء الحفلات الصباحية في رمضان ذلك من أجل ضغط مصاريف التشغيل ولدينا حفلتان فقط بعد الإفطار وأحيانا ألغي حفل منتصف الليل وأيام كثيرة في رمضان يكون عدد رواد هذه الحفلة المتأخرة يتراوح ما بين 20 إلي 30 مشاهدا وهو عدد ضئيل جدا بالنسبة لتلك الفترة من العام لذلك فإن الإيراد انخفض بنسبة 40% عن باقي موسم الصيف ومازلت أحاول استمرار عروضي بعد الإفطار حتي يأتي موسم عيد الفطر الذي يعوضنا كثيرا عن خسائر رمضان رغم ان الإقبال في العيد يستمر لثلاثة أو أربعة أيام فقط.

نجاح كبير في رمضان

وإذا كان مدير سينما كريم يستهدف الأسرة المصرية في رمضان ويعاني من ضعف الإيرادات فإن الوضع في سينما مترو يختلف تماما حيث الإقبال الجماهيري علي أربع شاشات تعرض خمسة أفلام يوميا.. يقول محمود فوزي نائب مدير سينما مترو: العام الماضي كنا شاشة واحدة وللأسف كان رمضان من الأيام الصعبة جدا وكنا نغلق تماما في أيام كثيرة لكن رمضان الحالي جاء ونحن في وضع أفضل ولدينا أربع قاعات عرض وفرصة أكبر للمشاهد لكي يختار الفيلم الأفضل لمشاهدته إلي جانب ان جمهورنا الأساسي هو الشباب وهم رواد السينما بشكل عام سواء في الصيف أو الشتاء.

* لكن كيف لم تتأثر سينما مترو في رمضان؟

يقول محمود فوزي: المسألة ببساطة ان التليفزيون لم يعد له التأثير السابق علي مشاهد السينما ولم يعد يسحب البساط من دور العرض لأن الحريصين الآن علي مشاهدة المسلسلات هم الأجيال القديمة وكبار السن. بينما الشباب يفضل الخروج بعد الإفطار سواء يذهب إلي كوفي شوب أو إلي السينما. المسلسلات زادت عن الحد فجاءت بنتيجة عكسية وهي ان الناس انصرفت عنها"!!".

ويضيف محمود فوزي: ايراداتنا انخفضت في رمضان لكننا مازلنا الأفضل والأعلي ونقدم حفلتين في الصباح الساعة الحادية عشرة والساعة الواحدة ظهرا. و3 حفلات بعد الإفطار في الثامنة والعاشرة والثانية عشرة "منتصف الليل". وأفلامنا مازالت هي أفلام الصيف مثل "واحد من الناس" و"وش إجرام" و"أوقات فراغ" ولاتوجد أفلام جديدة سوي الأجنبية فقط التي تتغير بمعدل أكبر. أما الأفلام العربية فسوف تتغير جميعها مع عيد الفطر.

مغلقة للتحسينات

وكما ذكرنا فإن العديد من دور العرض تغلق في رمضان لكن كيف حدث ذلك مع واحدة من أنجح دور السينما في القاهرة وهي سينما "اوديون" والتي تعمل بنجاح مستمر طوال العام والتي توقفت عن العمل تماما خلال رمضان.. يقول جمال عواد نائب مدير الدار: هذا جزء من خطة واصف فايز لتطوير السينما حيث نعمل كل عام علي تجديد المقاعد وإصلاحها وكذلك دورة المياه وكابنية العرض وهكذا وهي فرصة لأننا نعمل بكثافة طوال العام والأمور عندنا لاتتأثر برمضان لأن لنا جمهور "زبائن" دائمين وكان من الممكن أن نعمل في رمضان أيضا. لكن ذلك سيكون علي حساب الإصلاحات الضرورية في دار العرض.

قرارات الإدارة

وإذا كنا تحدثنا عن تأثير رمضان علي دور السينما وعن القدرة الاقتصادية للمشاهد والتي أصبحت ضعيفة تلغي بند الترفية من ميزانية الأسرة المصرية فإن أحد العاملين بدار سينما "كايرو" رفض ذكر اسمه أكد ان قرارات الإدارة أحيانا يكون لها تأثير سلبي علي اقبال الجمهور علي دار العرض ويضرب المثل بما حدث في شهر رمضان الحالي حيث صدر قرار بالتوقف عن العمل قبل الافطار وبعده طوال الشهر دون التحقيق بالفعل من ان الجمهور ابتعد عن السينما في رمضان ودور العرض التي صمدت وقررت استمرار العروض نجحت وحققت أرباحا في هذا الشهر الكريم. لذلك فإن الإدارة تتحمل مسئولية القرار الخاطيء بالتوقف عن العمل.

ويضيف: دار سينما كايرو في الماضي كان لها شأن كبير وكانت تقام بها حفلات السيدة أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وكان الفيلم المتوسط يستمر 18 اسبوعا كامل العدد لأن زيادة عدد دور العرض كان له تأثير علي كثافة المشاهدة في الدار الواحدة كذلك من الضروري عودة إشراف وزارة الثقافة علي عمل دور العرض ويجب أن نحافظ علي دور العرض التي بها شاشة واحدة مثل كايرو وديانا لأنها جزء من التراث الفني وذلك بأن نعرض بها الأفلام القوية التي تحظي بالإقبال الجماهيري. ومن الممكن أن يكون شهر رمضان فرصة لعمل موسم سينمائي ناجح لكن خوف الإدارة من انصراف الجمهور يدفع البعض إلي التوقف عن العمل وهذا يضر السينما علي المدي البعيد.

عودة الأضواء

والخلاصة ان تحسن الأوضاع الاقتصادية للأسرة المصرية سوف يساهم كثيرا في انتعاش دور العرض السينمائية وان الشباب اليوم لم يعدوا أسري لشاشة التليفزيون في رمضان بل أعلنوا تمردهم حتي مع تعدد القنوات الفضائية التي تتنافس في عرض المسلسلات المصرية والسورية وللعلم مازالت السينما هي الفن الجماهيري رقم واحد وان التليفزيون تزداد قيمته عندما يعرض الأعمال السينمائية المتميزة سواء العربية أو الأجنبية ونحن رغم تاريخنا السينمائي الطويل مازلنا غير مدركين لقدراتنا الفنية الحقيقية وللدور الذي يمكن أن تقدمه السينما للأجيال الشابة عندئذ سوف يكون شهر رمضان واحدا من أفضل المواسم الفنية تنتعش خلاله العروض السينمائية وتختفي عبارة "مغلقة للتحسينات" وتعود الأضواء لدور السينما.

الجمهورية المصرية في 19 أكتوبر 2006

 

المؤسسة الهوليوودية بين "الثورة" و"الثورة" المضادّة

جهاد الترك 

يبدو أن المؤسسة الهوليوودية على وشك أن تستكمل آخر "ثوراتها" السينمائية. هذا إن حالفها الحظ ولم تتكون، في داخلها، تباشير "ثورة" مضادة.

المسألة بسيطة للغاية، وتسويقية جداً في منحاها التجاري. يؤتى بممثل من الطراز الرائج، يوضع أمام جهاز معقّد من فئة الكومبيوترات المعقّدة. ثوان قليلة، يرسم الحاسوب على شاشته العملاقة، وجهاً تقريبياً لهذا الممثل، يسمونه، في سياق هذه المهنة، شكلاً افتراضياً ذا قسمات تحاكي الوجه في حركاته الداخلية. شاهدنا، في السنوات القليلة الماضية، أعمالاً سينمائية هامة تنتمي الى هذا الفن الحديث ولا تقلّ جاذبية عن مثيلاتها التي يمثل فيها بشر مكتملو الآدمية. من بين هذه الأفلام التي استحوذت على شهرة واسعة "القطار القطبي" الذي أدى فيه الممثل الموهوب، توم هانكس، صوت الشخصية الرئيسية، وأيضاً فيلم "شريك" وعمل آخر هو "عصر الجليد". هذه الأفلام وسواها أرقى كثيراً من الرسوم المتحركة بطبيعتها التقليدية لأن الوجوه والشخصيات لا تنطوي على أشكال مرسومة في الفراغ. إنها محاكاة حقيقية تتوخى تقمصاً صادقاً لوجوه نعرفها جيداً. وأحياناً، تتفوّق هذه المحاكاة على الشخصيات الأصيلة في قدرتها العاطفية والتعبيرية على تجسيد المشاعر البشرية.

يظهر للوهلة الأولى أن هذه الأفلام، التي تحلّ فيها الرسوم مكان الممثلين، مشروع مبرر على الصعيد السينمائي. إذ أن هذه "الثورة" تقلّص نفقات الإنتاج الى الحد الأقصى، وتطلق شرارة الإبداع التكنولوجي على نحو غير مسبوق، وتفسح في المجال أمام الإخراج ليحط رحاله في أمكنة لم تكن في الحسبان أبداً. ولكن ماذا عن تداعيات هذه الموجة المستجدة من الأعمال التي يقتصر فيها دور الممثل على منح صوته فقط لهذه الشخصية الافتراضية أو تلك. جدل صاخب تسمع أصداؤه من داخل أروقة المؤسسة الهوليوودية. بعضه مؤيد لهذه الظاهرة. وأكثره مستنكر. لهذا الأخير ذرائعه الموضوعية، من بينها: أن ثمة استشعاراً مقلقاً أخذ ينتاب الممثلين، في الآونة الأخيرة، من أن تسفر هذه الموجة، في المدى البعيد، عن تضاؤل صدقية الممثلين، والانتفاء التدريجي للحاجة الى مواهبهم الدرامية. أما الخشية الحقيقية، في هذا المجال، فتكمن في احتمال أن يتحوّل الممثلون شخصيات تابعة لهذه الرسوم الافتراضية إذا ما قُيّض لهذه الموجة أن تبلغ مداها الأقصى. والنتيجة، في هذه الحال، هي أن يُصار الى استخدام الممثلين لكي يحاكوا هم أنفسهم هذه الرسوم وأن يبذلوا جهوداً استثنائية ليتوغلوا في أعماق هذه الرسوم. والخلاصة المرعبة، أن يصبح الممثلون أدوات "تافهة" تساهم، بحكم الضرورة، في الارتقاء بهذه الرسوم الافتراضية الى منزلة كبار النجوم في عالم السينما. ومع ذلك، يبدو أن ثمة حافزاً قوياً لثورة مضادة في هوليوود قبل أن تستفحل هذه الظاهرة، وتصبح عصيّة على التغيير. والسؤال: هل آن الأوان ليستبدل الإنسان جلده ووجهه وملامحه بأخرى لا تنطوي على وجود حقيقي إلا في دائرة الافتراض الغامض.

المستقبل اللبنانية في 19 أكتوبر 2006

 

سينماتك

 

النجم دريد لحام يفصح عن أسباب حزنه:

في سوريا يدللون التليفزيون لأنه يمدح السلطة ويهمشون المسرح لأنه «الولد العاق»!

مرفت عمر

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك