كان يوماً من أيام مهرجان الاسماعيلية الاعتيادية في دورته قبل الماضية، والحضور غالباً يكون قليلاً في الحفلات الصباحية، وجاء العرض لفيلم تسجيلي طويل - مملاً نوعاً ما - جعل الحضور يتثاءبون، وفجأة بدأ عرض عدد من الأفلام القصيرة قدمها مخرجون ينتمون الى دول مختلفة ومن إنتاج «يونيسكو»، وتتحدث عن فكرة «السلام والتعايش وحوار الثقافات». الأفلام في مجملها جاءت عادية، لم تحمل شيئاً جديداً، في ما عدا الفيلم الأخير في المجموعة، وهو فيلم صوّر في القدس، ويتحدث عن العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من خلال طفل صغير. الفيلم قدم تفاصيل شديدة الإنسانية وفي النهاية انتصر للحياة وليس للحرب، وجاء شديد التميز على مستوى الصورة والفكرة. بحيث ان الجميع صفقوا بحرارة. إلا أن الموقف تبدل تماماً مع الدقيقة الأخيرة في الفيلم فور ظهور الأسماء اذ تبين انها مطبوعة باللغة العبرية. هنا تراخت الأكف وشهق البعض، «فالحدث جلل بحق» - بحسب تعبيرهم -: مهرجان الاسماعيلية التابع لوزارة الثقافة المصرية يعرض فيلماً إسرائيلياً، وحلت حالة هرج ومرج في المهرجان، وجاء رئيس المهرجان علي أبو شادي مسرعاً إلى مكان العرض وكتب اعتذاراً رسمياً نشر في الجرائد والمجلات، مؤكداً أن عرض الفيلم جاء «بطريق الخطأ». إلا أن البعض وصل إلى حد وصف الأمر بالمؤامرة، قائلين إن وزارة الثقافة المصرية «تجس النبض» فإن مر العرض بسلام تنتهي المشكلة ويحل... التطبيع!

الكادر المصري

كان من الطبيعي استدعاء هذا المشهد (وعذراً للإطالة)، خصوصاً بعد الهجوم الذي شنته الصحافة المصرية أخيراً على مهرجان «حوار الثقافات» الذي نظمته مؤسسة «كادر» للانتاج السمعي والبصري وترأسه الناقد السينمائي سمير فريد. اذ وصل الأمر إلى اتهام المهرجان والمؤسسة بأنهما عملاء لتنظيم يعمل «من أجل هدم ثقافتنا المصرية» و «حضاراتنا». وليس ذلك فقط، بل جمح البعض بخياله إلى السؤال: «لماذا اختير اسم كادر لتوقع المؤسسة باسمه؟»، حيث رأى البعض ان الكلمة ترمز لمصطلح «كادر أمني»، أو «كادر في الجستابو» و «FBI» في حين أن كلمة «كادر» التي تعني الإطار الذي يحكم الصورة هي لفظة سينمائية عادية جداً ومستخدمة.

والأكثر إثارة للدهشة أن البعض كتب في عناوين رئيسية يطالب سمير فريد بالكشف عن مصادر تمويل المؤسسة وأعضائها الحقيقيين، وسألوا عن أي ثقافة سلام تتحدثون؟ خصوصاً بعد أن قال فريد: «إن حوار الثقافات يعد من أهم القضايا على مدى التاريخ، وأن الإنسانية في حاجة إلى الحوار بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) أكثر من أي وقت مضى إذ جسدت الهجمات تلك الحاجة على نحو غير مسبوق، وأشعلت أول حرب عالمية في التاريخ بالمعنى الحرفي لكلمة عالمية خصوصاً أن الحرب التي بدأت في 11 أيلول ميدانها العالم كله، وليس فقط التأثير عليه»، وعلق واحد قائلاً: «عندما أسمع كلمة «السلام» عليّ أن أتحسس مسدساً» – في استعارة غير موفقة من الوزير الهتلري الشهير.

ووصلت المغالاة إلى حد إعلان البعض أن هناك مؤسسة غامضة تجاهر بالتطبيع، دليلهم على هذا هنا هو اختيار إدارة المهرجان فيلم «11 أيلول» لعرضه فيلماً للافتتاح، وهو الفيلم الذي قامت بإخراجه مجموعة من مخرجي العالم ينتمون إلى ثقافات مختلفة ومنهم المصري يوشف شاهين والإيرانية سميرة مخملباف والإسرائيلي عاموس غيتاي، المعروف بتعاطفه ونصرته للقضية الفلسطينية. إلا أن وزير الثقافة المصري أخذ على عاتقه معالجة المسألة، وعرض على إدارة المهرجان أن يُعرض الفيلم من دون الجزء الذي يخص «غيتاي» فرفضت إدارة المهرجان وفضلت عدم عرض الفيلم بالمرة واستبداله بفيلم آخر هو «الطريق إلى غوانتانامو». وهنا هلل بعض الصحف لوزير الثقافة المصرية، باعتباره «فارساً مغواراً»، أخذ على عاتقه إنقاذ ماء وجه الثقافة المصرية، في حين أن مكتبة الاسكندرية التي تتبع مباشرة السيدة سوزان مبارك جاهر مسؤولوها بعرض الفيلم!

عودة الى الوراء

إن ما حدث من تبعات بمجرد الإعلان عن «مهرجان حوار الثقافات» يعيدنا بالزمن إلى الوراء ويؤكد أن هناك خلطاً مرعباً في الأمور، فعن أي تطبيع يتحدثون؟ وعن أي مؤامرات؟ المسألة أبسط من ذلك بكثير، خصوصاً أن الناقد سمير فريد ومن معه من مسؤولي المهرجان والمؤسسة كانوا شديدي الوضوح في كل ما يتعلق بإقامة مؤسسة مهتمة بالشأن السينمائي، والبصري، الى درجة أنهم نشروا كل المعلومات المتعلقة بذلك في الكتيب الصغير الذي أصدره المهرجان. والأدهى أن كل الردود التي أرسلها فريد ومن معه الى الصحف والمجلات التي سألته عن التمويل وأعضاء المؤسسة تم تجاهل نشرها، وكأننا أصبحنا مدمنين لفكرة المؤامرة، والضرب تحت الحزام. والمفارقة أن هذه المؤسسة تضم في عضويتها عدداً من أبرز نقاد السينما المصرية ومخرجيها وأهلها ومنهم كمال رمزي، منير راضي، عصام المغربي، علي مراد، ومجلس الأمناء يضم سمير فريد، ومجموعة من المخرجين الشباب: محمد الاسيوطي، أحمد حسونة، تامر السعيد، عمرو بيومي، ابراهيم البطوط، أمل الجمل ومنى غويبة.

واضح ان هدفهم اقامة نشاط سينمائي مستقل يعود بالنفع على السينما المصرية التي باتت تعاني أمراضاً مزمنة، وتبرع كل منهم بمبلغ 1000 جنيه مصري، واستأجروا مقرًا وبدأوا مزاولة أنشطتهم.

أما في ما يتعلق بالمهرجان والأفلام التي عرضت وهي في معظمها أفلام أوروبية وآسيوية فإن معظمها عرضت على DVD وأتى من مكتبة الناقد سمير فريد الخاصة، أي أن المسألة هي مجرد تظاهرة فنية تنادي بالسلام وترغب في الحوار مع الآخر، وهذا أبسط حقوقهم، خصوصاً أننا لم نعد نعرف لماذا يتم تفسير كلمة الآخر بأنه الإسرائيليون، فالآخر قد يكون الغرب وقد يكون آسيا أو ايران أو تركيا، الآخر هو كل من يرانا وكيف يرانا وكيف نراه؟ فلماذا النظرة القاصرة الى الأمور، ان «كادر السينمائية» مؤسسة لا تزال تحبو وتتحسس خطاها، حتى الكتيب الصغير الذي طبع وتضمن معلومات عن المهرجان لم يستطع انجازه الا بعد الحصول على إعلانين من شركة «أفلام مصر العالمية» – (يوسف شاهين) – و «استوديو مصر» (كريم جمال الدين) - وأعتقد بأنهما شركتان معروف تماماً مَنْ وراءهما، إلا إذا كان هناك من يرى غير ذلك!

وفي سياق ما تعرض له المهرجان في دورته الأولى والهجوم على فريد علق الناقد المعروف قائلاً: لا بد من أن أؤكد أن مؤسسة «كادر» هي من مؤسسات المجتمع المدني التي أسستها مجموعة من صُناع السينما الشباب ونقادها، مع عدد محدود من المخضرمين الذين تحتاج المؤسسة إلى خبراتهم، وقامت المؤسسة على ضوء توجه وزير الثقافة المصري فاروق حسني نحو رعاية المبدعين الشباب في كل المجالات، وتوجه الحكومة المصرية نحو تشجيع مؤسسات المجتمع المدني عموماً».

لذلك من المؤسف اعتبار اختيار المؤسسة للفيلم الفرنسي «11 أيلول « انتاج 2002 والذي يتكون من 11 فيلماً قصيراً لـ 11 مخرجاً من 11 ثقافة يعبرون فيها عن رؤيتهم للحدث، نوعاً من التطبيع، لأن أحد المخرجين إسرائيلي، فضلاً عن أنه «عاموس غيتاي» الذي يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتمنع الرقابة في إسرائيل بعض أفلامه لهذا السبب.

إننا نفهم أن التطبيع الثقافي مع إسرائيل هو زيارة إسرائيل أو دعوة شخصيات من إسرائيل، أو توزيع فيلم إسرائيلي معادٍ في مصر، أو إنتاج فيلم مشترك مع إسرائيل، أو نشر كتاب لها أو تلقي دعم من مؤسساتها، والأهم من ذلك، تأييد سياستها التي تحول دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه، أما اتهامنا بالتطبيع، للتفكير في عرض فيلم ضمن أجزائه جزء يحمل توقيع مخرج إسرائيلي فلا نراه نوعاً من التطبيع، بأي حال من الأحوال، خصوصاً أن من بين هؤلاء مخرجنا الكبير يوسف شاهين، والأميركي شون بن، والياباني أيما مورا، وغيرهم من مخرجي العالم الذي يدافعون جميعاً عن حقوق كل شعوب العالم».

تجدر الإشارة هنا إلى أن مهرجانات سينمائية عربية عدة عرضت أفلاماً من إسرائيل مثل مهرجان دبي، ومراكش، وقرطاج، ومعهد العالم العربي، ومهرجان السينما العربية في روتردام.

ولكن من الواضح أنه سيظل هناك دائماً من يتحسس مسدسه كلما سمع كلمة «سلام أو حوار»، مع الاعتذار لوزير الدعاية الألماني في عهد النازية غوبلز. وفي النهاية لا أعرف لماذا لا نأخذ من مهرجان بيروت لأفلام الشرق الأوسط شعاره الباهر لنصنع الأفلام بدلاً من الحرب؟!

الحياة اللندنية في 6 أكتوبر 2006

 

بطلة فيلم «الداليا السوداء» الفائزة بجائزة الأوسكار مرتين

هيلاري سوانك لـ«الحياة»: كذبتُ للحصول على الدور

دوفيل - نبيل مسعد 

تعتبر النجمة الأميركية هيلاري سوانك حالة استثنائية في السينما إذ أنها الثالثة فقط في تاريخ الفن السابع التي تحصد جائزة أوسكار أفضل ممثلة مرتين، علماً أنها لم ترشح لها أكثر من مرتين بالتحديد، بمعنى أن كل ترشيح حصد جائزة في النهاية، وهي في ذلك تخلف لويز رينر وجودي فوستر. والفيلم الذي جلب لها الجائزة الأولى هو «الصبيان لا يبكون» الذي مثلت فيه شخصية إمرأة شابة تتنكر في شكل رجل لتعيش وسط الرجال، بينما العمل الثاني عنوانه «مليون دولار بيبي» من إخراج كلينت إيستوود وأدت فيه سوانك هيلاري دور ملاكمة محترفة.

بدأت سوانك مشوارها السينمائي وهي بعد طفلة في التاسعة من عمرها ثم عملت فترة قصيرة في التلفزيون إلى ان استعانت بها الشاشة الكبيرة مرة جديدة وهي مراهقة من أجل البطولة النسائية في فيلم المغامرات «فتى الكاراتيه قادم» الذي تطلّب منها ممارسة هذه الرياضة الأمر الذي لم يسبب لها اي قلق لسبب بسيط هو إجادتها العديد من النشاطات الرياضية منذ صباها إلى درجة أنها فازت بلقب بطلة ألعاب اللياقة البدنية «جونيور» في ولاية تكساس وهي في الخامسة عشرة من عمرها.

تتمتع سوانك (32 سنة) بجذور أسبانية أميركية مختلطة وهي متزوجة منذ 1997 من الممثل شاد لو إلا أن إشاعات طلاقهما تتردد بقوة في هوليوود منذ بضعة شهور من دون أي تأكيد من أحد الطرفين.

آخر أفلام سوانك «الداليا السوداء» من إخراج السينمائي الأميركي بريان دي بالما عن رواية ناجحة لجيمس إيلروي، وعرض في مهرجاني البندقية في إيطاليا ودوفيل في فرنسا حيث جاءت سوانك لتحضر عرضه مع المخرج وشريكتها في بطولة الفيلم النجمة الشقراء سكارلت جوهانسون. وكان لـ «الحياة» فرصة لقاء النجمة ومحاورتها.

وتتميز هذه الفنانة السمراء بجمال فذ وأنوثة ناعمة تثير الدهشة بالمقارنة مع الأدوار التي صنعت شهرتها والمبنية تقريباً حول الناحية الرجالية في شكلها وتكوينها. صحيح أنها عريضة الكتفين لكن الأمر لا يطغى إطلاقاً على جاذبيتها النسائية.

·     تتقاسمين بطولة فيلم «الداليا السوداء» مع النجمة سكارلت جوهانسون التي لا تكف عن العمل مع ألمع المخرجين منذ حوالي ثلاثة أعوام، فكيف تم التعاون بينكما؟

- أنا مع الأسف لم أمثل أي لقطة مشتركة معها في الفيلم فقط كنا نلتقي في الأستوديو ونتبادل الكلام أو نتناول وجبة الغداء معاً، وهذا كل ما في الأمر. وغير ذلك فأنا سعيدة لكوني عملت معها في فيلم واحد لأني أفضل دوماً الظهور في أعمال إلى جوار فنانين من ذوي الموهبة الفذة لأن الفيلم بكامله في هذه الحال هو الذي يتمتع في نهاية المطاف بمستوى عال من الجودة والإتقان، وسكارلت تعتبر من أكثر فنانات جيلها موهبة وجاذبية.

·         لكنها لم تفز مثلك بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مرتين خلال خمسة أعوام؟

- أنها لا تزال صغيرة جداً في العمر بينما تعديت أنا الثلاثين، وربما أنها في خلال السنوات العشر المقبلة ستحوز على الأوسكار ثلاث أو أربع مرات، من يدري؟

·     لا شك في انك تدركين جيداً أن الفوز بهذه الجائزة بالتحديد ليس من الأشياء السهلة في عالم السينما، واستحقاقها أكثر من مرة لا يحدث إلا كل عشر سنوات مثلاً؟

- (تضحك) أنا إذاً محظوظة جداً جداً، وأعترف بذلك بكل تواضع وقناعة، لكني متأكدة من أن سكارلت لديها الموهبة التي قد تفتح أمامها الباب نفسه شرط أن تجيد اختيار الأفلام التي تظهر فيها طبعاً.

·         هل تعتبرين الحظ بمثابة العنصر الوحيد الذي جلب لك الأوسكار؟

- لا فأنا ممثلة محترفة وبالتالي لا بد من أن أكون فعلت شيئاً سمح لي بلفت إنتباه أصحاب القرار في لجنة التحكيم المسؤولة عن منح جائزة أفضل ممثلة في الأوسكار، وهذا الشيء هو بلا شك إتقان الدور السينمائي الممنوح لي في هذه الحال. أما الإتقان في حد ذاته فهو في رأيي خليط من العمل الشاق والحد الأدنى من الموهبة الطبيعية، لكنني أؤكد لك أن اللجنة لم تقرر إختياري لمجرد إنني غازلت أحد أفرادها أو دعيتهم جميعاً لحضور حفل ساهر كبير ورقصت أمامهم (...) (تضحك بصوت عال). لكنني أضيف إلى كلامي السابق عنصر الحظ، خصوصاً في ما يتعلق بإمكان العمل في أفلام ممتازة وبإدارة سينمائيين مرموقين.

·         أنت تخلفين جودي فوستر في استحقاق الأوسكار أكثر من مرة، فهل تعرفينها شخصياً؟

- لا على رغم انني التقيتها هنا وهناك في أكثر من مناسبة، لكني بطبيعة الحال أقدرها وأحترمها كامرأة مسؤولة تقوم بنشاطات اجتماعية وإنسانية عدة، غير طاقتها الفنية الكبيرة وتوليها إدارة شركة إنتاج سينمائي منذ خمس أو ست سنوات، ويشرفني أن أكون فزت مثلها بالأوسكار في مناسبتين.

·     لقد اعتدت على التنكر في أفلامك، إذ تحولت إلى رجل في فيلم «الصبيان لا يبكون» ثم إلى ملاكمة محترفة في «مليون دولار بيبي»، إضافة الى ارتدائك زي السموكينغ الرجالي في أكثر من مشهد في فيلمك الجديد «الداليا السوداء»، فما رأيك في الأمر؟

- صحيح أن الأدوار السهلة ليست من نصيبي عادة وربما إنني لهذا السبب أفوز بالأوسكار في النهاية، ولا أعرف ما الذي يحث أهل المهنة السينمائية على التفكير بي كلما احتاجوا إلى امرأة تتنكر في شكل رجل أو تمارس أحد النشاطات الرجالية أساساً، مثل الملاكمة، والكاراتيه في فيلم «فتى الكاراتيه قادم»، مع إنني أشعر بكوني إمرأة مئة في المئة ولا أنكر أنوثتي أو أتصرف كالرجل في حياتي اليومية. لكنني أود إضافة نقطة وهي اللذة التي شعرت بها لحظة إرتدائي بدلة السموكينغ من أجل دوري في «الداليا السوداء». ولا تسألني عن السبب لأنني لا أعرفه لكنني حسدت الرجل الذي يستطيع ارتداء هذا الزي في يوم ما ليحضر به سهرة أو عرساً أو أي مناسبة مهمة في حياته.

عشرة كيلوغرامات

·     ربما أن تكوينك الجسماني الرياضي هو الذي يدفع أهل السينما الى التفكير فيك كلما أرادوا بطلة قادرة على تقمص دور رجالي إلى حد ما؟

- أنا فعلاً رياضية ولا أترك مناسبة تفوتني في هذا المجال إذ أمارس السباحة والتزلج والقفز بالمظلة والألعاب الآسيوية وكل الرياضات التي يمكن أن تمارس فوق الماء وحتى تحته. ولكنني لم أكن أجيد الملاكمة مثلاً قبل أن يمنحني كلينت إيستوود بطولة فيلمه «مليون دولار بيبي»، واضطررت إذاً إلى التدرب عليها مع شخص متخصص، كما إنني اكتسبت ما لا يقل عن عشرة كيلوغرامات كلها راحت في العضلات حتى أبدو ملاكمة محترفة، والمصيبة إنني لم أنجح حتى الآن في فقدان كل هذا الوزن الزائد ما يجعلني عاجزة عن إرتداء بعض الثياب التي أحبها.

·     في فيلم «الصبيان لا يبكون» مثلت شخصية فتاة تتنكر في شكل رجل باستمرار وتتصرف أيضاً مثل الرجل كي تنغمس في وسط رجالي بحت، فكيف واجهت الدور؟

- تخلصت أولاً من شعري الطويل وعشت مثل الصبي لمدة شهر كامل بمعنى إنني تكلمت مثل الصبيان ورحت أمارس الألعاب التي يحبونها، مثل الفيديو وكرة القدم، وأرغمت نفسي على تجاهل أنوثتي قدر المستطاع كي أبدو طبيعية في تصرفاتي أمام الكاميرا في ما بعد إذ أن التنكر لا يفعل كل شيء وإن كان يساهم في بناء الشخصية.

·         يقال أنك فزت بهذا الدور أمام حوالي 300 نجمة منافسة، فكيف تفسرين ذلك؟

- انني إمرأة عنيدة إلى أبعد حد، وإذا أردت الحصول على شيء في الحياة بذلت قصارى جهدي من أجله، فالتحدي يدفع بي إلى الأمام بطريقة غريبة ويجعلني أنسى التعب والمشقة وأمتنع عن النوم من أجل أن أعمل وأعمل إلى أن أحصل على منالي، ثم أنهار بعد ذلك وأسأل نفسي كيف استطعت الصمود بمثل هذا الأسلوب، لكنني أكرر الحكاية من جديد من دون أي تردد في أول مناسبة. ولكن هناك نقطة ثانية في شأن فيلم «الصبيان لا يبكون» وهي إنني لم أصرح للمخرجة بعمري الحقيقي وادعيت إني في الواحدة والعشرين بينما كنت قد تعديت سن الخامسة والعشرين، ذلك أن الدور تطلّب فتاة عشرينية أصلاً، وعندما عرفت الشركة المنتجة الحقيقة من طريق أوراقي الرسمية أثناء تدوين بنود العقد السينمائي رددت على المسؤولة إني تصرفت مثلما كانت قد فعلته بطلة الفيلم في ظروف مماثلة، أي بالكذب، وأعتقد بأنني نجحت في إثارة إعجابها بما أنها لم تطردني في اللحظة ذاتها، وهكذا كذبت فتفوقت على 300 منافسة مثلما تذكره بنفسك.

ورقة الغموض

·         كيف تصفين عملك تحت إدارة السينمائي بريان دي بالما خليفة هيتشكوك بحسب ما يقال عنه، في فيلم «الداليا السوداء»؟

- دي بالما يقلد هيتشكوك حتى في تصرفاته فوق «بلاتوه» التصوير، وأنا طبعاً لم أعرف ألفريد هيتشكوك في الحقيقة لكنني قرأت عنه الكثير مثل كل من يحب السينما ويهتم بتاريخها وبكبار مخرجيها، وأقصد أن بريان دي بالما يلعب ورقة الغموض أثناء العمل ويفضل عدم البوح بتفاصيل كثيرة لممثليه قبل اللحظة التي تسبق تصوير المشهد مباشرة ما يؤدي الى خلق جو من التوتر يساهم إلى حد ما في تصعيد الإثارة بالطريقة التي يريدها دي بالما أمام الكاميرا. إنني مسرورة كوني عملت تحت إدارته واكتشفت بالتالي كواليس أحد أفلامه مثلما هي في الحقيقة، خصوصاً إنني من المعجبات بأفلامه كمتفرجة.

الحياة اللندنية في 6 أكتوبر 2006

الدورة الأولى من «مهرجان روما السينمائي الدولي»...

نيكول كيدمان وأفلام ضخمة للمنافسة

روما – عرفان رشيد 

أقل من أسبوع وينطلق التحدي الكبير. ففي مواجهة بين العاصمة روما ومهد المهرجانات السينمائية الأول (البندقية)، تنطلق الدورة الأولى لمهرجان روما السينمائي الدولي، أو بالأحرى «عيد السينما» كما أُطلق عليه. «العيد»، الذي تدشّنه نيكول كيدمان، سيبدأ في الثالث عشر من هذا الشهر ويستمر حتى الحادي والعشرين منه. وتسعى روما أن تتحول في الأيام الـ 11 إلى عاصمة للسينما العالمية معيدة إلى الأذهان مجدها السينمائي الذي تأسس على إنجازات «تشينتشيتّا» (مدينة السينما) ونجومها الكبار ما قبل وما بعد الحرب العالمية الثانية.

منظمو المهرجان، وعمدة العاصمة الإيطالية فالتر فيلتروني، أرادوا لهذا المهرجان أن ينطلق لصيقاً بالجمهور الذي سيتحول إلى بطل أساسي سواء من خلال فرص المشاهدة التي ستتاح له، أو من خلال كونه «الحكم» على ما سيقدّمه المهرجان من أعمال في مسابقته الرسمية.

وسيتحوّل شارع «فيا فينيتنو»، ذلك الشارع الصغير الذي لا يزيد طوله عن نصف كيلومتر والذي دخل تاريخ الثقافة العالمية ومخيّلة السينمائيين والجمهور من خلال العمل الرائع «ثمانية ونصف» الذي أنجزه المخرج الراحل فيدريكو فيلليني، في مطلع الستينات، إلى صالون روما الكبير للسينما يلتقي فيه الجمهور مع النجوم كما سيتحوّل إلى «بازار» السينما الذي يلتقي فيه منتجو السينما مع موزّعيه. أي باعة الأفلام مع مشترييها.

بساط من حجارة روما

وعلى رغم أن هذا المهرجان الكبير لن يمتلك بساطاً أحمر تقليدياً يمرّ عليه النجوم، فإن عدداً كبيراً من النجوم سيحضر المهرجان وسيكونون عامل الجاذبية الأكبر في المهرجان، فإلى جانب الحسناء نيكول كيدمان التي سيفتتح فيلمها «فيور» من إخراج ستيفن شاينبيرغ المهرجان، ستشهد مواقع العروض حضور نجوم مثل شون كونوري المكرّم بعرض 13 من أفلامه، وروبرت دي نيرو الذي سيعمّد بحضوره التوأمة بين «مهرجان روما» و «مهرجان تربيكّا» الذي يقيمه منذ أعوام عدة في نيويورك.

من بين الأفلام التي ستُعرض في إطار التعاون مع مهرجان «تريبيكّا» فيلم «عمارة يعقوبيان» للمخرج المصري الشاب مروان حامد. إلى جانب هؤلاء سيحضر ليوناردو دي كابريو وهاريسون فورد. «ليو» سيحضر ببطولة فيلم «المقسّم» من إخراج مارتين سكورسيزي ويشاركه في بطولة الفيلم نجوم مثل جاك نيكلسون وشارلي بين ومات ديمون.

عروض المهرجان ستُقام في 35 صالة إضافة إلى الصالة الكبرى في «مجمّع الموسيقى». وسترافق العروض السينمائية شاشات منصوبة في عدد من الساحات التاريخية في روما مثل ساحة اسبانيا وساحة الشعب، أي «بياتسا ديل بوبولو».

مهرجان روما يسعى أن يكون «حفلاً» حقيقياً، لذا فإن مسارح المهرجان ستشهد عروضاً موسيقية بقيادة ريكّاردو موتي وإينيو مورّيكوني.

حسناوات المهرجان عديدات ويكفي أن نشير إلى عدد منهن. فإلى جانب نيكول كيدمان ستحضر النجمة الإيطالية مونيكا بيلّوتشي والنجمة فاليريا غولينو وبطلة أفلام نانّي موريتّي ياسمين ترينكا والنجمة الصاعدة لورا كابوتوندي. مونيكا بيلّوتشي تحضر المهرجان بفيلمين أولهما «نون» – أي نابليون - من إنجاز مخرج الكوميديا الإيطالية الجديدة باولو فيرزي، والثاني «دهليز الحجارة» للفرنسي غيوم نيكلو وتؤدي بيلّوتشي في هذا الفيلم دوراً متميّزاً يضاف إلى غاليري الأدوار التي أدتها في الأفلام السابقة والتي لم يكن فيها جمالها الأخّاذ دائماً هو الفاعل الأول.

منافسة

وإلى جانب جديد السينما هناك تكريمات خاصة لكبار السينما الإيطالية من بينها تحية للنجم الراحل مارتشيللو ماسترويانّي، والاحتفال بمئوية 3 من فرسان السينما الإيطالية لوكينو فيسكونتي، ماريو سولداتي وروبيرتو روسّلّيني. حفل الختام سيقام في استوديو رقم 5 في تشيناتشيتّا الذي يحمل اسم فيديريكو فيلليني الذي أنجز فيه غالبية أفلامه. وكتحية إضافية إلى معلم السينما الإيطالية الكبير روبيرتو روسّلّيني أناطت إدارة المهرجان مهمة تقديم حفل الختام إلى إيزابيلا روسّلّيني، إبنة روسّلّيني من النجمة إنغريد بيرغمان.

«مهرجان روما»، الذي شهد تقديماً إعلامياً كبيراً منذ مطلع شهر يوليو الماضي، قُدّم من قبل الصحافة باعتباره المنافس الأكبر لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي. وشهدت أيام عقد مهرجان فينيسيا في مطلع ايلول (سبتمبر) الماضي سجالاً إعلامياً بين المهرجانين انتهى إلى حصيلة إعلامية لمهرجان روما الذي حاز على مساحة إعلامية مجّانية حتى قبل عقده. وحقيقة الأمر هو أن الماكنة التمويلية التي تقف وراء مهرجان روما الجديد تجعل منه منافساً شرساً لجميع المهرجانات الكبرى في العالم، فالموازنة الضخمة التي يستند إليها وتاريخ روما يجعلان منه محطة مهمة ستسعى إليها دور الإنتاج والتوزيع العالمية. وتبلغ الموازنة الحالية للمهرجان حوالى 15 مليون يورو مما يتيح للمهرجان أن ينافس أياً من المهرجانات الكبيرة ولا غرابة أنه تمكّن من إنجاز برنامج ضخم من خمسة وتسعين فيلماً روائياً بعد أقل من خمسة شهور من مهرجان «كان» السينمائي الدولي وبعد أقل من أربعين يوماً من انتهاء مهرجان فينيسيا الدولي.

ما يُميّز اختيارات هذه الدورة من المهرجان هو الحضور اللافت للمخرجات، إذ بلغ عددهن عشرين مخرجة فيما يحضر 24 من المخرجين الذين يحققون أعمالهم الأولى. المسابقة الرسمية للمهرجان ستضّم ستة عشر فيلماً ولجان التحكيم الثلاث هي لجان من الجمهور وينسّق أعمالها المخرج الإيطالي إيتّوري سكولا. وستمنح هذه اللجان جوائز لأفضل فيلم وأفضل ممثلة وأفضل ممثل.

الحياة اللندنية في 6 أكتوبر 2006

 

قاعة «اليونسكو» ضاقت امام جمهور مهرجان بيروت الدولي...

عودة الحياة والسينما المميزة الى المدينة الجريح

بيروت - فيكي حبيب 

مع عودة الحياة الى بيروت تستيقظ الأساطير من سباتها. كثر يحلو لهم تشبيه لبنان بطائر الفينيق. ذاك الذي ينبعث من رماده. وما الحركة الثقافية الناشطة اليوم - وتحديداً سينمائياً - منذ وقف إطلاق النار إلا دليل.

بالأمس سينمائيون شباب حملوا كاميراتهم – في عز العدوان - وتوجهوا الي المناطق الساخنة في الجنوب اللبناني. بعضهم جاء من خارج البلاد. أجانب وعرب طاولتهم العدوى فتهافتوا الى أماكن النزاع. منهم من ابتاع كاميرا على نفقته الخاصة. تماماً مثلما فعل السينمائي المصري الشاب تامر السعيد، بعدما هاله ما بثته الفضائيات... فما كان منه إلا أن غيّر وجهة سيره، والهدف لبنان. ومنهم من خيّم مع المحاصرين وصوّر يومياتهم... بل معاناتهم.

واليوم لا تكف بيـروت عن مفـاجأتـنا. فبـعد أيـام من تـوقـف الحرب بدأ الاحتفال بالسينما. وبالتالي بالحياة. لأن السينما والحياة مرادفان - كما قال أحد الخاطبين في افتتاح «مهرجان بيروت السينمائي الدولي» أول من أمس. وها هو المهرجان البيروتي يـتـابع عروضه حتى الأربعاء المقبل بأفلام عالمية جالت في المهرجانات الدولية، بعدما أسدلت الستارة قبل أسابيع قليلة على مهرجان «أيام بيروت السينمائية».

وسط هذه الأجواء يكاد المرء يظن ان في الأمر سحراً ما. هل هو سحر أم صفة من بات يدرك قيمة الحياة بعد سنوات من حروب لا تنتهي؟

احتفال

رمزية احتضان اليونيسكو لحفل افتتاح المهرجان الجديد يلفت الزوار. جغرافياً لا يبعد القصر سوى بضع مئات الأمتار عن الضاحية الجنوبية. الضاحية الجنوبية تلملم اليوم جراحها. وقصر اليونيسكو عاد بسرعة الى احتفالاته... كأنه بدوره يساهم في لملمة جراح الوطن كله.

الاحتفال بالسينما هنا يختلف عنه في المهرجان الذي سبقه. في «مهرجان بيروت الدولي» تأخذ السينما طابعاً اجتماعياً رسمياً... وفي «أيام بيروت السينمائية» السينما أكثر حضوراً فيما بدا الاهتمام الاجتماعي أكثر تواضعاً...

ومثلما لم تتسع الصالة في افتتاح المهرجان الأول لجمهورها، لم تتسع أول من أمس صالة قصر اليونيسكو - على رغم كبر مساحتها - لأولئك الذين جذبهم اسم بيدرو ألمودافار بفيلمه «بولبير». ولأن الفيلم يعرض للمرة الأولى في المنطقة، غفر كثر لأصحاب المهرجان رداءة النسخة المستخدمة في الافتتاح، وبهاتة الألوان، وغياب الترجمة الى العربية، والاكتفاء بالترجمة الإنكليزية. وكلهم أمل بأن لا يقع المنظمون في الهفوات ذاتها مع فيلم الختام، الذي ينتظره كثر من اللبنانيين، بعدما ذاع صيته من حول العالم. عنينا فيلم «عمارة يعقوبيان» الذي قيل انه حقق في الصالات الفرنسية نجاحاً لم يسبقه إليه أي فيلم عربي. من هنا نفهم سبب نفاذ بطاقات الختام منذ اليوم الأول للمهرجان. وبالتالي لن يكون أمام الراغبين في مشاهدة النسخة السينمائية من رواية علاء الأسواني ذائعة الصيت، إلا ان ينتظروا نزوله الى الصالات التجارية.

ولعل اكثر ما يلفت في هذا المهرجان هو كونه يعتبر نافذة على المجتمعات الأخرى. ما يفسح المجال للجمهور اللبناني بالتعرف الى تقاليد وعادات شعوب، قد يجد انها لا تختلف كثيراً عن عاداته.

فمشهد الجنازة في فيلم ألمودافار يشبه المشهد ذاته في بعض القرى اللبنانية. واتحاد العائلة في مواجهة الصعاب لا يزال من الصفات التي تتغنى بها مجتمعاتنا... والأمثلة ستزداد مع العروض المتواصلة لأفلام آتية من حول العالم.

أياً يكن الأمر، حسناً فعلت كوليت نوفل - مديرة المهرجان - حين أصرت على إقامة الدورة السابعة من «مهرجان بيروت الدولي» في هذا التوقيت، تحت عنوان «اصنع سينما لا حرباً». وبانتظار مهرجانات أخرى ستفتتح في بيروت في الأيام المقبلة، يبقى السؤال حول سبب عدم اتحاد جهود المهرجانات الكثيرة في لبنان - على رغم غياب الصناعة السينمائية - لقيام مهرجان دولي واحد، يجنبهم هفوات نحن في غنى عنها... وقد يفتح بتضافر الجهود أبواباً واسعة، ليس فقط لحضور مهرجاني مكثف وفاعل في لبنان، بل كذلك لرفد نهضة سينمائية لا تزال في حاجة الى تشجيع، وكذلك للاستجابة الى توق جمهور ينتظر دائماً من يأتي له بالأفلام الأفضل... تلك التي – في غالبيتها - لا تعرف غير المهرجانات الجادة مكاناً للعرض... أي للوصول الى الجمهور.

الحياة اللندنية في 6 أكتوبر 2006

 

فيلم جديد آخر عن الرئاسة الأميركية

«الحارس» قراءة سوفياتية وحياة في الكواليس

محمد موسى/ الحياة 

الاميركيون الذين لم يعرفوا في تاريخهم الملكية، او أي شكل آخر للحكم غير نظام الحكم الرئاسي، يبدون مبهورين بمنصب الرئيس والأمور التي تتعلق به او ترافقه. هوليوود تنتج تقريباً كل عام فيلماً او أكثر عن الرئيس الأميركي والبيت الأبيض.

قد يجهل الاميركي العادي الكثير من أحداث العالم وحتى أسماء سياسييه المحليين، لكن مكانة الرئيس الاميركي والبيت الأبيض تظل مهمة وترتبط بشدة بالكيونية الخاصة للأميركي، وبأميركا المتفردة في تاريخها ومرجعياتها ورموزها الأجتماعية النفسية.

أفلام هوليود التي تناولت الرئيس الاميركي او محيطه القريب لم تنجح في معظمها في تقديم صادق للشخص والمنصب والعلاقات المعقدة التي تربط الرئيس بالمنظومات السياسة والاقتصادية والأخلاقية في أميركا. كذلك فإن الأفلام لم تقدم الوجه الانساني للرئيس ووحدته ومسؤولياته كرئيس أقوى دولة في العالم .

المخرج المعروف أوليفر ستون قدم في فيلمين مهمين ما يمكن أعتباره وثيقتين سينمائيتين سجلت مرحلتين مفصلتين من تاريخ أميركا الحديث ورؤساء تلك المرحلة .

فلم « ج. ف. ك» (1991) و «نيكسون» (1995) وهما من أجود ما قدم عن الرؤساء الامركيين على رغم ان الفيلم الاول عن رئيس ميت، والثاني «بوتريت» لانهيار رئيس واتجاهه الى العتمة.

فيلم «الحارس» الذي يعرض في صالات السينما الآن هو أيضاً فيلم عن الرئيس الاميركي، على رغم ان قصته تدور حول العشرات من الرجال والنساء الذين يضطلعون بمهمة أمن الرئيس وزوجتة وحماية تحركاتهما.

مايكل دوغلاس يعود بعد غياب سينمائي أكثر من ثلاث سنوات ليؤدي دور أحد الحراس الشخصيين للرئيس الأمريكي المفترض (مايكل دوغلاس مثل مرة دور الرئيس في فيلم «الرئيس الاميركي» عام 1995).

مؤامرة

حارس الرئيس الذي يلعب دوره مايكل دوغلاس، كان قد اصيب في حادثة أغتيال الرئيس رونالد ريغان عام 1982 وهو الآن يكتشف مؤامرة داخل الفريق الأمني لأغتيال الرئيس الامريكي لكنه وقبل ان يبدأ مهتمه لإيجاد الخائن يتهم من قبل زملائه بالخيانة فيكون عليه ان يقضي اكثر من ثلاثة أرباع الفيلم محاولاً اثبات برائته!!

الفيلم للأسف مليء بالحبكات والحلول الهوليودية ، فالحارس متورط بعلاقة غرامية مع زوجة الرئيس الاميركي وعلاقته بزميله متوترة بسبب علاقة سابقة مع زوجة هذا الزميل!

منذ البداية لا بد من الاشارة الى ان جعل مخطط قتل الرئيس يرسم من قبل موظفين سابقين في جهاز أمن الاتحاد السوفياتي السابق استسخاف حقيقي بوعي المشاهدين الذين تجاوزوا بمعظمهم زمن و قصص الصراع السوفياتي – الاميركي، التي أستنفدت كل أثارته ( علينا ان نكون ممتنين ان المؤامرة لم تكن من العرب وكما أوحت في بدايات الفيلم الملامح الشرقية لرئيس المجموعة الروسية التي خططت لقتل الرئيس الاميركي!).

ومع هذا فإن الفيلم على رغم كليشاته ونهايته العاطفية الزائدة يمنح الفرصة للدخول في عالم الفريق الكبير جداً والذي يحيط بالرئيس الاميركي ويتولى حمايته. طبعاً لا يمكن أعتبار ما يقوم به فريق الحماية هذا عملاً عادياً في ساعات معلومة، فالكل في الفريق يجتهد في منع وقوع أعتداء قد يقع او قد لا يقع ابداً. هذا الانتظار والقلق لا يمكن الا ان يغير من حياة أعضاء الفريق النفسية والاجتماعية. فهناك مثلاً مشهد تمهيدي في الفيلم عن أجتماع يومي للفريق يبحث فيه زيارة قصيرة جداً للرئيس المدرسة ابتدائية. الفريق يناقش في الاجتماع كل التفاصيل والأحتمالات الممكنة عن الطريق الذي يسلكه الرئيس وعن الوقت الذي سوف يقضيه هناك وتفتيش المدرسة قبل الزيارة وغيرها من التفاصيل الأمنية الأخرى التي يقدمها الفيلم بإثارة.

الرئيس الاميركي بدا في الفيلم مستسلماً لتلك التفاصيل الأمنية ولفريق حمايته فهو «الشيء» الذي ينبغي للجميع المحافظة عليه وحمايته من أي أعتداء خارجي.

والحال ان كل الجهد الأمني الذي يصوره الفيلم لا نراه نحن في الحياة الحقيقة عندما نرى الرئيس الاميركي او غيره من الرؤساء في نشاطات خارجية تتعلق بمسؤلياتهم. ما نراه غالباً في الصحف او على شاشات التلفزيون هو ابتسمات الرؤساء وزوجاتهم ورجال بملابس أنيقة يحيطون بهم . الجميع عليه ان يخفي ايضاً المشاكل الخاصة في أداء تمثيلي محكم. الرؤساء هم الممثلون الكبار الحقيقيون!

في مشهد من فيلم «الحارس» وقبل ان تصل سيارة الرئيس الى المدرسة يلتفت الرئيس الاميركي الى زوجته الجالسة الى جانبه بتذمر، ويسألها بحذر اذا كان من الممكن أن يضع يده في يدها عندما يظهران أمام الناس المتجمعين في انتظارهما!

الحياة اللندنية في 6 أكتوبر 2006

 

سينماتك

 

هجوم حاد على أول مهرجان لحوار الثقافات في مصر

اتهام منظميه بالتطبيع... وسمير فريد يرفض الإساءة

القاهرة - علا الشافعي

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك