وافقت الرقابة على المصنفات الفنية في مصر برئاسة الناقد السينمائي علي أبو شادي على ثلاثة أفلام جديدة تتحدث كلها عن ظاهرة الإرهاب بمعالجات مختلفة. أول هذه الأفلام «القرار الأخير» أو «العملية سفاري» (إذ لم يستقر مؤلفه ومخرجه شريف شعبان على اسم نهائي للفيلم) ويتناول قضية الإرهاب والخطر الذي يهدد العالم في هذه الآونة من خلال أفراد من جنسيات مختلفة ينفذون مخططات إرهابية. ويرمي الفيلم كما يقول صاحبه الى توضيح ان الإرهاب ليس له دين أو وطن. فنجد الشيشاني والعربي واليهودي والمصري أصدقاء. واشترطت الرقابة لإجازته الالتزام بعدم ورود أي عبارات أو مشاهد «تضر بالدور الإيجابي لرجال الشرطة او الاستخبارات العامة أو القوات المسلحة في القبض على الإرهابيين»، إضافة الى «تجهيل جنسيات الإرهابيين» و «عدم إقحام أي مشاهد تضر بالأديان» مع «حذف بعض المشاهد ومراعاة القوانين الرقابية كافة وأن يكون الرأي الأخير للرقابة بعد مشاهدة الفيلم مصوراً». والفيلم الثاني «زرع الأشواك» أو «خط النار» (حيث لم يستقر مؤلفة نبيل جعفر كذلك على الاسم النهائي له) وأجيز الفيلم شرط إلغاء مشهد لضابط يقتل إرهابياً داخل قاعة المحكمة. وتدور الأحداث هنا حول العمليات الإرهابية الأخيرة في شرم الشيخ والتي تتسبب ضمن أحداث الفيلم في قتل ابن ضابط شرطة وإصابة ابن محام بعاهة مستديمة ولكن في النهاية يتم قتل جميع الإرهابيين في مطاردات الشرطة معهم ويبقى واحد، وأثناء محاكمته يحكم عليه بحكم لا يرضي الضابط والد الطفل فيقتل الإرهابي. أما الفيلم الثالث «قائمة الباشا» عن قصة وسيناريو وحوار هشام عطوة وإخراج حامد سعيد فتدور أحداثه في إطار اجتماعي حول شاب وفتاة نشأت بينهما علاقة حب لكنهما لا يستطيعان الزواج نتيجة التفاوت الاجتماعي بينهما. وتتعقد المشكلة بانضمام الشاب الى منظمة إرهابية من دون أن يدري أن المنظمة تخطط لعمل إرهابي خطير هو عبارة عن أربعة تفجيرات في أماكن مختلفة. أجيز هذا الفيلم شرط عدم تحديد جنسية الإرهابيين أو أسماء بلادهم ومراعاة القوانين الرقابية كافة مع ضرورة التركيز على دور رجال الشرطة في تعقب نشاط العصابات الإرهابية. يذكر أن الرقابة على المصنفات الفنية باتت تتشدد في فرض شروط لإجازة أي سيناريو يتناول من قريب أو بعيد أي أمر يمس جهاز القوات المسلحة أو الأمن القومي والأديان. حلم مصطفى العقاد هل يحققه ابنه بـ200 مليون دولار؟ مَنْ من السينمائيين العرب لم يحلم مرة بأن تتدفق ملايين الدولارات، لإحياء وإعادة إحياء سينمات عربية اندثرت أو في طريقها الى الاندثار؟ مَنْ من السينمائيين العرب لم يشك من إنفاق الملايين على الشاشات الصغيرة في طول العالم العربي وعرضه، في وقت تُحجب فيه الألوف عن الشاشة الكبيرة؟ بحسب الأخبار المتداولة حالياً، يبدو أن الشكاوى ستختفي والأحلام ستتحقق. فهذه الأخبار، وآخرها آتٍ من نيويورك تحديداً، تقول أن مستثمرين من ست دول عربية سيوظفون نحو 200 مليون دولار لتمويل إنتاج أكثر من «دزينة من الأفلام الباهظة الكلفة، العربية الهوى ولكن الإنكليزية النطق» قصد عرضها في الأسواق العالمية للتعريف بالصورة الحقيقية للعرب والمسلمين بعيداً من الصور المسيئة أو الكاريكاتورية المتداولة. وتقول الأخبار أن الأفلام، من دون أن تكون سياسية أو دعائية، ستهتم بالتاريخ وبالحكايات على غرار فيلم «لورانس العرب»... على أن يساهم عرب في صنعها. نعرف أن الراحل مصطفى العقاد حمل دائماً مشروعاً مثل هذا وحاول أن يعثر على تمويل له. فتمكن من انجاز «الرسالة» و «أسد الصحراء»، ثم عجز عن استكمال «الثلاثية» بفيلم خطط له ورأى أن كلفته لن تقل عن 70 مليون دولار، وموضوعه صلاح الدين الأيوبي. مهما يكن فإن ذكر مصطفى العقاد هنا لن يكون غريباً، ان نحن علمنا أن صاحب المشروع الجديد هو مالك العقاد، ابن مصطفى العقاد الذي، منذ رحيل أبيه قبل سنة في عملية ارهابية في عمان، قرر كما يبدو أن يتابع رسالة أبيه. فهل حظه مع المتمولين، سيكون أفضل من حظ العقاد الكبير الراحل، ما قاله مالك العقاد لـ «رويترز» يؤكد هذا. لذا لا يبقى علينا الا أن ننتظر لنرى! الأردن يسعى الى انشاء معهد للفنون السينمائية في الشرق الأوسط > على رغم وجود العديد من المعاهد التي تدرّس فنون السينما وفنون الصورة في شكل عام، في مدن عربية عدة، معروف ان ممارسة هذه الفنون كمهن تظل غير مرتبطة بالمعاهد، بل يحدث عادة أن أبرز السينمائيين يأتون اما من التدرب على المهنة ميدانياً، أو بعد دراسة لفنونها في معاهد أوروبية أو أميركية. ونعرف طبعاً ان هذه «العشوائية» تظل مسؤولة الى حد كبير عن التخلف الذي تعرفه عندنا فنون الصورة. ومن هنا اهمية المشروع الذي اعلن عنه قبل ايام، ويتعلق بتأسيس معهد لفنون السينما في الأردن. بل ان الأهمية مزدوجة بالنظر الى ان الأردن لم يعرف، تاريخياً، حركة إنتاج سينمائية نشطة، وتحديداً بسبب عدم توفر الكادرات البشرية، مع ان بداية جيدة كانت حدثت في الخمسينات والستينات ولا سيما اثر تصوير دافيد لين فيلمه الأشهر «لورانس العرب» في الصحراء الأردنية مشغلاً عدداً كبيراً من كادرات وفنيين وعمال راحوا ينتظرون بعد ذلك ان تتواصل الإنتاجات لتصبح المهنة اختصاصاً أردنياً، ولكن عبثاً. ويفيد الخبر نفسه ان الأردن وقع اتفاقاً مع جامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية لإقامة معهد سينمائي للشرق الأوسط في مدينة العقبة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر. وجاء في بيان صادر عن الجامعة ان الاتفاق يقضي بالبدء في مشروع إقامة معهد البحر للفنون السينمائية. ووقع هذه الاتفاق في نيويورك خلال احتفال حضره الملك عبدالله الثاني ومسؤولون من الجامعة. وسيقدم المعهد «درجة الماجستير في الفنون الجميلة (ثلاث سنوات دراسية) من خلال أساليب متقدمة في تعليم فنون السينما والتلفزيون ومجموعة من فنون البث المرئي». وقد شجع المنتج والمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ العاهل الأردني على توقيع الاتفاق مع كلية الفنون السينمائية في جامعة جنوب كاليفورنيا لإقامة هذا المشروع. وقال سبيلبرغ: «عندما عرض عليّ الملك موضوع مدرسة لصناعة الأفلام العالمية مقرها الأردن وتخدم دول الشرق الأوسط، رأيت فوراً أهمية وميزة حدث كهذا لمستقبل شعب المنطقة». من جهته قال سامر المعشر، من «اللجنة الملكية الأردنية للأفلام» التي ستساهم في المشروع، ان هذا المعهد «إناء يصهر فيه غنى الحضارة مع تنوع تقاليد السرد القصصي القديمة في الزمن».وأضاف: «حتى الآن الأعمال السينمائية المعاصرة في المنطقة قليلة العدد». الحياة اللندنية في 29 سبتمبر 2006
استضافهما «مهرجان شاشات» الثاني لسينما المرأة
رام الله – محمد الشايب أشادت ميرس كول، نائب مدير مهرجان «دراك ماجيك» لسينما المرأة في برشلونة بأسبانيا، بـ «التفوق الكبير الذي تحققه السينما الفلسطينية عالمياً»، مشددة على ضرورة دعم «هذه السينما التي تعمل في ظروف معقدة، وغاية في الصعوبة»، كاشفة عن أن الدورة المقبلة لمهرجان «دراك ماجيك» ستخصص من ضمن فعالياتها عروضاً لأفلام المخرجات الفلسطينيات. في حين أكدت ماريان بهالورتا، مديرة صندوق هوبيرت بالز في مهرجان روتردام السينمائي الدولي، على أن نجاح أفلام مثل «الجنة الآن» لهاني أبو أسعد، (الذي حصل على جائزة «الغولدن غلوب»، وترشح للأوسكار) و»يد إلهية» لإيليا سليمان، (الذي حصل على جوائز عدة، أهمها جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي) يساهم في شكل كبير في انتشار السينما الفلسطينية عالمياً، ويمهد الطريق أمام عدد من المخرجين والمخرجات الفلسطينيين للانتشار، خصوصاً مع وجود عدد لا بأس به من مبدعين يملكون مقومات النجاح في الأراضي الفلسطينية. وعبرت بهالورتا، في ورشة عمل في رام الله، ضمن فعاليات مهرجان «شاشات» الثاني لسينما المرأة في فلسطين، عن «فخرها» بدعم صندوق هوبيرت بالز لفيلم «يد إلهية»، مؤكدة أن النجاح الذي حققه الفيلم عالمياً، أكد أن «قرار الدعم كان صائباً ومدروساً، وأكد لنا أهمية دعم السينمائيين الفلسطينيين، بخاصة ممن يملكون أعمالاً سينمائية، بما تحمله الكلمة من معان». وكشفت بهالورتا، أنها لمست العديد من المشاكل لدى صانعي وصانعات الأفلام في فلسطين، على رأسها صعوبة الحصول على تمويل للإنتاج، بخاصة مع ما تعيشه السينما الفلسطينية من عزلة، على مستويات مختلفة، لا تنحصر في عدم قدرة الكثيرين من صناع هذه السينما على السفر والمشاركة في المهرجانات العالمية، فحسب، بل في «صعوبة التواصل مع السينما العالمية أيضاً». وعن زيارتها للأراضي الفلسطينية، أشارت بهالورتا إلى رغبتها والقائمين على الصندوق، في التعرف على المشاريع السينمائية الفلسطينية الجديدة، وعلى «أصحاب العديد من المشاريع التي قدمت لنا من مخرجين ومخرجات من فلسطين، عبر البريد الالكتروني أو الفاكس»، مشيرة إلى أن تعرفها على هذه المشاريع عن قرب، قد يتيح فرصة كبيرة لإنتاج بعضها عبر الصندوق، أو المشاركة في الإنتاج، خصوصاً إذا ما كانت أفلاماً روائية، وتتطلب موازنات كبيرة. ألا لا يجهلن... وتشير بهالورتا إلى أن إمكانات التميز السينمائي موجودة في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في الأفلام التسجيلية، التي حقق الفلسطينيون عبرها، وعلى مدار عقدين ماضيين، إنجازات كبيرة، وقفزات غاية في الأهمية. من جهتها تحدثت كول، في محاضرة بجامعة بيرزيت حول السينما الإسبانية، ثم ورشة عمل في مقر مؤسسة شاشات، على هامش مهرجانها الثاني، عن «جهل واضح لدى القائمين على مجمل المهرجانات السينمائية العالمية، بدور المرأة في صناعة السينما، ككاتبة، أو مخرجة، أو منتجة، أو ربما تجاهل»، مشددة على ضرورة العمل على «إبراز هذا الدور عبر مهرجانات متخصصة في السينما النسوية، ليس كونها سينما خارجة عن المألوف، أو موضة، أو استثناء، وليس عبر التركيز على صورة المرأة الضحية، بل من باب تسليط الضوء أكثر على دور النساء في صناعة السينما، كما في مهرجان «دراك ماجيك» في برشلونة، و «شاشات» في فلسطين، وغيرها من المهرجانات العالمية المتخصصة بالمرأة وقضاياها كموضوع، أو بها كصانعة أفلام». وتحدثت كول عن صورة المرأة في السينما الهوليوودية، لافتة إلى أنها في مجملها «صورة غير حقيقية»، مشيرة إلى ضرورة «إدراك المرأة لطبيعة هذه الصورة»، وعلى رغم أن إدراك هذه الصورة يختلف باختلاف الخلفية الاجتماعية، والثقافية، وحتى الجغرافية، «إلا أن ثمة قوالب واضحة تتعاطى بها مجمل الأفلام الأميركية مع المرأة، ولا تخرج في مجملها عن النظرة الذكورية»، مشيرة إلى أن ما ينطبق على السينما الأميركية لا ينطبق بالضرورة على غيرها، «وإن كانت النظرة الذكورية هي السمة السائدة لطبيعة الصورة التي تظهر عليها المرأة في السينما عالمياً». ولا ترى كول أن وجود المرأة في موقع الكاتبة، أو المخرجة، أو المنتجة، شرطاً أساسياً للخروج من هذه السيطرة الذكورية، إن جاز التعبير، فهي سيطرة لأفكار أبوية بالأساس يعاني منها الذكر والأنثى، لكن زيادة حجم العاملات في السينما من النساء، بالضرورة سيؤثر باتجاه التعاطي مع الأمور بزوايا مختلفة، وإن كان بعض الذكور يحملون مثل هذه الزوايا، وإن كانت حساسية الكاميرا قد تختلف بعض الشيء هنا. وترفض كول التعاطي مع «المرأة كضحية في شكل دائم»، مع أنها تقر أنه الخط السائد في معظم الإنتاجات السينمائية على مستوى العالم، محذرة من الإفراط بالتفاؤل كمحاولة للخروج من الصورة القاتمة التي تصور المرأة كضحية على الدوام، «فالتفاؤل قد يبعدنا عن الواقع في الكثير من الأحيان». وإذ وجد عدد من المخرجات الفلسطينيات لورش العمل هذه أهمية كبيرة، تقول المخرجة ديمة أبو غوش: «وجود كول وبهالورتا بيننا في «شاشات»، إنجاز بحد ذاته، والمهم أننا استفدنا الكثير من خبرتهما، وأعتقد أن أفلامنا المقبلة قد تلاقي دعماً أفضل من سابقيها، عبر مهرجان شاشات، وضيوفه». الحياة اللندنية في 29 سبتمبر 2006
«البنات دول» من أبرز الأفلام المصرية في مهرجان الاسماعيلية
القاهرة/ الحياة على رغم أن المخرجة المصرية - الكندية تهاني راشد قدمت فيلماً إنسانياً، شديد الواقعية ويناقش قضية اجتماعية مهمة من عملها الجديد «البنات دول» يتناول قضية بنات الشوارع وما يتعرضن له، وحياتهن المليئة بالمآسي، انقسم حولها النقاد والإعلاميون ما بين مؤيد للفيلم ومعارض. الذين رفضوه أكدوا أن «الفيلم ينشر الغسيل القذر للمجتمع المصري»، وكان ذلك لمناسبة مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان الاسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة. وحول ردود الافعال هذه وغيرها علّقت تهاني راشد بقولها: «جاءت ردود الافعال ايجابية سواء عندما عُرض الفيلم في مهرجان كان الدولي أو مهرجان الاسماعيلية في ما عدا وجهة نظر واحدة اتهمتني بالإساءة لسمعة مصر ونشر «غسيلنا القذر» - وقُصد من هذا التعبير حديث الفيلم عن فتيات الشارع. وبالنسبة إلي هذا الكلام يحمل مفارقة، فهؤلاء الفتيات جزء من المجتمع وهن لسن بغسيلنا القذر بل مظلومات في نوعية الحياة التي يعشنها ولا يجدن من يساندهن أو يقف الى جانبهن هن اللواتي يتعرض للاغتصاب والظلم». وأضافت مخرجة الفيلم: «هاته الفتيات يعشن حياة صعبة جداً فهن ضحايا لظروف الأهالي وينتمين الى عائلات مفككة يهربن منها بمجرد أن تتاح لهن الفرصة. وبعد ذلك تبدأ سلسلة أخرى من قهر المجتمع لهن. فهن مستبحات طيلة الوقت، لذلك أذكر اننا جميعاً مسؤولون عن هاته الفتيات في شكل عام، فهن ضحايا لمجتمع يعاني الفقر والحاجة، أصبح البحث فيه عن «لقمة عيش» مسألة صعبة وكذلك الحفاظ على الآدمية والكرامة». وعن اختيارها هاته الفتيات لتقدم فيلمها عن حياتهن، قالت راشد: «دائماً ما كانت قضية بنات الشوارع من المواضيع التي تشغل بالي، وكان عندي الكثير من التساؤلات حول حياتهن في الشارع بين أكوام النفايات. في البداية قمت ببحث عن حال الأولاد والبنات إلا أنني وجدت نفسي متعاطفة اكثر مع الفتيات، وقمت بتصوير 58 ساعة كاملة مع هؤلاء البنات المميزات من وجة نظري، فكل واحدة منهن تمتلك شخصية آسرة، ولكن بعد التوليف تم عرض 68 دقيقة فقط من الـ 58 ساعة. اذ كان لا بد من اختزال الوقت، وتكثيف المشاهد المهمة حتى لا يشعر المتفرج بالملل. كان من الممكن أن أقدم فيلماً مدته ثلاث ساعات ولكن ما كان احد سيشاهده، ثم أن هدفي الاساسي ان أجعل المتفرج يتفاعل مع الفتيات ويحبهن ويتعاطى مع كونهن مظلومات وهذا ما لمسته خلال العرض الذي اقيم في مهرجان الاسماعيلية». وعن خوفها من تجربة النزول الى الشارع وقضاء وقت طويل في ذلك العالم الضيق الغامض قالت تهاني راشد: «لم أخف من التجربة عندما نزلت الى الشارع مع «طاطا» احدى بطلات فيلمي، كنت اشعر بالأمان الكامل «طاطا» كانت تحمل حقيبتي التي اضع فيها اموالي والكاميرا الخاصة بي وتحولت الى ما يشبه مساعد المخرج، لأن هاته الفتيات في النهاية بشر وعندما يجدن العطف والحنان والحب سيظهر اجمل ما فيه. إن هذا ما اكدته لي تجربتي مع «فتيات الشوارع». وحول المشاكل الانتاجية التي صادفتها اثناء تصوير الفيلم أكدت: «لم أصادف اي مشاكل انتاجية، بل على العكس فالمخرج كريم جمال الدين مسؤول استوديو مصر، تحمس جداً للفكرة، التي كنت بدأت العمل عليها منذ عام 1997 اذ كنت انتهيت من فيلمي «اربع نساء من مصر»، وتعرفت آنذاك على جمعية تبني «اطفال الشوارع» وجلسنا وتحدثنا لساعات طويلة، ولكن للاسف اضطررت الى الرجوع الى كندا خصوصاً انني وقتها كنت اعمل في المركز الكندي السينمائي مخرجة. وبعد ان قام المركز بإلغاء الوظائف قررت العودة الى مصر ومن هنا تجدد المشروع مرة اخرى، الى أن انتهينا من تصويره وعرضه». وعن احساسها بعالم هاته البنات قالت تهاني راشد: «هذا الفيلم بالنسبة لي كان صادماً ومفاجئاً في الوقت نفسه لانني لم أكن اتصور ان اجد مثل هذه الحالات الانسانية. فالفتيات يعانين من الاغتصاب والظلم الشديد كما ان التجربة استغرقت وقتاً ومجهوداً كبيرين جداً فكنت اذهب الى التصوير يومياً وأنا غير متأكدة انني سأجد الفتيات او انهن سيقبلن التصوير معي ودائماً كنت اتساءل هل هن صاحيات أو غارقات في السبات لفعل «الكلة» التي ادمن تعاطيها مهما يكن فأنا لن انسى أن ايام التصوير كانت بالنسبة لي عالماً غريباً وتعاطفت معه جداً واحببته وشعرت فيه أن الفتيات هنا في داخلهن فتيات صغيرات غاية أمانيهن الحرية والانطلاق. الحياة اللندنية في 29 سبتمبر 2006
عن الأحلام التى لم تكتمل
عيد عبد الحليم تحت عنوان "أكتوبر فى السينما المصرية" أصدر الباحث وليد الدشلوطى على نفقته كتابا يتضمن مناقشة فنية حول هذا الحدث الاستراتيجي، وكيف تناولته السينما المصرية حيث يرى فى مقدمته انه لم يظهر فيلم سينمائى مصرى او عربى كبير يجسد تلك الملحمة من البداية وحتى النهاية، فما قدم عبارة عن افلام روائية اجتماعية اشارت بشكل سريع الى الحدث بداية من فيلم "بدور" 1978، وانتهاء بفيلم "العمر لحظة" وهذه الافلام وغيرها تم اقحام حرب اكتوبر فيها مع محاولة تحقيق النسق الدرامى قدر الإمكان داخلها. ويرى المؤلف ان مثل هذا النوع من الافلام السينمائية فى الخارج ترصد له ميزانيات مالية حكومية فلكية ضخمة، ونجد كتائب من افضل كتاب القصة والسيناريو والحوار، وأساتذة التمثيل والاخراج والتصوير وأعمال الديكورات على اعتبار أن للفن دوراً مؤثرا ومهما فى توجيه سلوك وفكر الشعوب والمجتمعات، وأن من حق من ضحوا بأرواحهم فداء لهذا الوطن وحريته وكرامته واستعادة كبريائه ان نخلد أسماءهم بحروف من نور فى صفحات التاريخ، وصفحات التاريخ فى زماننا هذا لا تقتصر كتابتها على الورق وفى المجلدات فقط وانما يمكن تدوينها سينمائيا حتى تتعرف الأجيال المتعاقبة المتتالية على هذه البطولات. وتحت عنوان "أفلام لم تجسد اكتوبر" يشير الباحث الى ان هناك افلاما قدمت اشارات سريعة للحدث دون ان تتعمق فى جوهره، وقد اعتمد منتجو هذه الافلام على كونها افلاما تجارية تعتمد على عنصر التشويق للمشاهد، وان ظهر فيلم متميز فى هذا الاطار وهو فيلم "أبناء الصمت" فإنه تناول التجربة من زاوية محددة، فجاءت التجربة شكلية تغلب عليها السطحية. ففى فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبي" اخراج حسام الدين مصطفى نجد حرب اكتوبر هى الحدث الاساسى والرئيسى دون إضفاء البعد الإنسانى على الحدث وان استخدمت احيانا دلالات رمزية، اما فيلم "الوفاء العظيم" من إخراج حلمى رفلة نجد اللغة الخطابية تعلو على اللغة الفنية، ومن ناحية التكنيك سنجد أن الفيلم لم يقدم من خلاله البطولات العسكرية لجنودنا البواسل. أما فيلم "بدور" فمع الأسف لم يجد الفيلم نماذج بطولية للملحمة يقدمها لنا سوى نموذج عامل المجارى والنشالة المتسولة والراقصات "العوالم" بالرغم من وجود عدد من المتناقضات المنطقية والبديهية فى سياق القصة نفسها، بالرغم من وجود نماذج ونوعيات وطنية كانت تستحق الاشادة بها وكانت من الممكن ان تكون دالة فى هذا الفيلم، لكن هذا لم يحدث. أما فيلم "أبناء الصمت" من اخراج محمد راضى فيرى الباحث ان الفيلم تلمس أسباب هزيمة يونيو 19761 من خلال وعى كامل بالظروف المحيطة، حيث الانهيار الاجتماعى واليأس من النصر، فى حين هناك روح كانت ترنو الى تحقيق هذا النصر على جبهة القتال. وقد قدم الفيلم نموذجا فنيا مقنعا بين فيه الانفصام الحاد بين العصر الانهزامى السلبى المتمثل فى رئىس التحرير "النفعى الوصولي" والممثلة "الساقطة" وبين العنصر المناضل فى المقاتلين على الجبهة من مختلف الطوائف "المدرس الصعيدي، الموظف الحكومي، الفلاح، والعامل" وغيرهم. اما فيلم "حتى آخر لحظة" من إخراج اشرف فهمى فقد افرد مساحة لحرب العبور خاصة الهجمات الاولى للعبور وهجوم الطيران والمشاة، وقد تم هذا بمبالغة شديدة حتى بدا الأمر وكأنه عرض لمعركة حربية كبرى منفصلة عن السياق الدرامي. وتحت عنوان "مشاريع لم تكتمل" يرصد الباحث بعض الجهود لإنجاز فيلم سينمائى كبير يتناول الحدث كان من المفترض ان يكتبه السيناريست المعروف أسامة أنور عكاشة، ولكن بعد حماس إعلامى بدا الامر ــ فى النهاية ــ كأنه مجرد تصريحات وقتية وفرقعة إعلامية، وقد سبق ذلك محاولات للمخرج الراحل حسام الدين مصطفى لكنها ايضا لم تكتمل. وقد كانت هناك جهود فى عهد عبد الحميد رضوان ــ وزير الثقافة الاسبق ــ الذى قام بتشكيل لجنة للبحث فى مسألة انتاج فيلم عن حرب اكتوبر وكان من بين اعضاء هذه اللجنة الكتاب الكبار نجيب محفوظ، وعبد الرحمن الشرقاوي، ويوسف جوهر، وسعد الدين وهبة ولكن كانت المسألة ــ فى النهاية ــ ايضا تصريحات وقتية. وهنا يبرز السؤال المهم: أين دور الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة والمنوط بها ذلك الأمر؟!! العرب أنلاين في 28 سبتمبر 2006 |
المهرجان الثاني لفيلم المرأة في سلا أفلام متميزة وأزمة دور العرض... وهند صبري تخذل جمهور المغرب سلا (المغرب) - علا الشافعي كثيرة هي المهرجانات التي نشهدها في الدول العربية، لكن القليل منها يتمتع بخصوصية معينة، لذلك اختارت مدينة سلا المغربية ان تقيم مهرجاناً لسينما «المرأة» يحتفى فيه بالنساء العاملات في السينما، وبتجاربهن السينمائية المهمة، وذلك بعيداً عن الإشكالية المطروحة طيلة الوقت والتي تطرح تساؤلات متعلقة بإبداع المرأة وهل هو ما تقوم النساء بصياغته وإنتاجه ليعبر عنهن أم الإنتاج الذي يعالج قضايا ومشاكل المرأة بغض النظر عن جنس صانعه؟ الا ان مهرجان «سلا» في دورته الثانية والتي ختمت أعمالها قبل أيام، اختار المعنى الأعمق والأشمل لسينما المرأة بعيداً من المفهوم النسوي القاصر. وعلى رغم ان «مهرجان» سلا محدود الإمكانات وأقيمت فعاليته في مدينة تفتقر الى دور العرض، الا انه استفاد من كون المدينة ذات جمهور متميز وفي حال بحث مستمرة عن ألوان سينمائية جديدة ومختلفة. وهذا ما أكده المدير العام للمركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل الذي طالب بضرورة إقامة دور عرض سينمائي عوضاً عن السينمات التي أغلقت أبوابها، وان يقام المهرجان كل عام بدلاً من ان يعقد كل عامين، خصوصاً في ظل النهضة النسوية التي يشهدها المغرب، فهناك «تفعيل واضح لدور المرأة في المجتمع المغربي»، ومحاولات جادة لتعديل قوانين الأحوال الشخصية والأسرة». والحال ان كل هذه الأسباب ساهمت في تعديل شكل المهرجان الدولي الثاني لفيلم المرأة. وعلى رغم الهنات التنظيمية واقتصار ترجمة بعض الأفلام في أحيان على اللغة الفرنسية، إلا ان أهم ما ميز هذه الدورة هو برمجة الأفلام التي اختيرت بعناية من أصل انتاجات سينمائية متميزة لدول آسيا وأميركا اللاتينية والدول العربية وشارك في المسابقة الرسمية 12 فيلماً من بينها ثلاثة أفلام عربية هي المصري «ملك وكتابة» لكاملة أبو ذكري بطولة محمود حميدة وخالد ابو النجا وهند صبري، والسوري «تحت السقف» سيناريو وإخراج نضال الديس، وبطولة رامي حنا وسلافة معمار وفارس الحلو، والمغربي «خوانيتا بنت طنجة» لفريدة بليزيد سيناريو جيرارد بالود وبطولة ماريولا فريتس وسليمة بنمومن وعبدالله منتصر. الى جانب أفلام من الولايات المتحدة وكندا واليابان وكولومبيا وإسبانيا وفنزويلا وإيران وتشيلي والأرجنتين. الأفلام المتميزة من الأفلام المهمة التي عرضت داخل المسابقة الرسمية وحصلت عنه بطلته يوكو تناكا على جائزة احسن ممثلة، الفيلم الياباني «أيام النار» وسيناريو الفيلم مأخوذ عن قصة واقعية تناولتها وسائل الإعلام اليابانية عن امرأة تركها زوجها مع طفلين (ولد وفتاة) من دون اي شيء وهرب مع جارته، لتبدأ المرأة بناء حياتها من جديد والعمل في صناعة الآنية الفخارية وتربية أبنائها الى ان تكتشف ان الابن مريض بسرطان الدم فتبدأ معه رحلة كفاح أخرى، في محاولة لإنقاذه. ممثلة هذا الفيلم الرئيسة أمسكت خيوط الشخصية بشكل متميز وجاءت انفعالاتها محسوبة بدقة بما يتماشى مع الموقف الدرامي الذي تعيشه، فهي تكتم ألمها الداخلي طيلة الأحداث، وتحاول أن تظهر قوتها وحزمها في مواجهة الكوارث الحياتية، وحتى دموع عينيها جاءت قليلة جداً ومعبرة عن ألم حقيقي، وعلى رغم أن الفيلم في بنائه الدرامي شديد الكلاسيكية الا أن أداء الممثلة «يوكو تناكا» اعطى العمل رونقاً وبعداً سينمائياً مختلفاً. وجاء الفيلم التشيلي PLAY الذي فاز بجائزة الشمعة الذهبية لمدينة «سلا» كأحسن فيلم يحمل بناء سينمائياً مختلفاً. وهو من تأليف واخراج اليسيا شرسون. وبطولة ففيانا هريرا. والفيلم إنساني بالمعنى الأشمل فأنت هنا أمام فتاة تبحث عن الحب، ورجل يعاني الملل في حياته الزوجية والاثنان تضمهما مدينة ضخمة هي (سانيتاغو) يتوه الناس فيها عن بعض أو يلتقون. ومن خلال أسلوب سينمائي يخلو من الأطر التقليدية أو شكل السرد الدرامي العادي، بل جاء أشبه بما يسمى «الواقعية السحرية» في أدب أميركا اللاتينية تحتفي مخرجته بالصورة اكثر من الحوار والثرثرة الدرامية وهو ما أعطى الفيلم طزاجة واختلافاً عن بقية الأعمال المشاركة. واستحق الفنان المصري محمود حميدة الحصول على جائزة احسن ممثل عن دوره في فيلم «ملك وكتابة»، خصوصاً ان حميدة تمكن بذكاء شديد من التعامل مع شخصية أستاذ التمثيل في معهد الفنون المسرحية الذي يعيش ازدواجية حادة في الشخصية مع اكتشافه خيانة الزوجة ورفضه التعامل مع فشله الإنساني والمهني. فهو طوال الوقت يرتدي قناع الجدية والصرامة ليتغلب على عقده الداخلية. وحميدة الذي أعلن سعادته بالجائزة. وقال «انها الأهم» في حياته، خصوصاً أنها جاءته من «مهرجان يحتفي بالنساء المبدعات ويهتم بقضايا المرأة»، وأضاف: «المرأة بالنسبة إلي تساوي الحياة فهي الأم والزوجة والبنات». ومنحت لجنة التحكيم التي شكلت كلها من النساء المخرجات والممثلات والناقدات، جائزة احسن سيناريو للفيلم السوري «تحت السقف» والذي رصد بعمق مشاعر نسوية وأزمات تحياها النساء في ظل مجتمع مقهور. وكرم المهرجان في دورته الثانية المخرجة المغربية فريدة بليزيد والممثلة التونسية هند صبري التي وضعت إدارة المهرجان في مأزق فبعد تأكيدها على الحضور الى المهرجان اكثر من مرة إلا أنها قبل السفر بيوم واحد أغلقت هاتفها ولم تجب حتى على الرسائل التي وصلتها من إدارة المهرجان. لذلك صعدت المخرجة التونسية مفيدة التلاتلي بدلاً من هند لاستلام جائزتها والحديث عنها كممثلة متميزة ولكن هذا الموقف جعل الصحف المغربية تشن هجوماً حاداً على هند صبري، وبعضها هاجم إدارة المهرجان لاختيارها ممثلة ما زالت في بداية المشوار لتكرم بجوار اسم مهم في السينما المغربية وهو المخرجة فريدة بليزيد. يذكر ان مهرجان «سلا» هو أول مهرجان لسينما المرأة العربية والأفريقية، يضاهيه في الأهمية مهرجان «شاشات سينما المرأة» الذي يعقد في رام الله. والى جانب التظاهرة الرسمية نظم المهرجان عروضاً أولى لبعض الأفلام منها الفيلم السوري الكندي «صباح» والعراقي «أحلام» والإيراني «المقهى الحدودي» وتم الاحتفاء بالسينما الألمانية كضيف شرف للمهرجان ومنها «صيف آنا» و «طفولة أفريقية»، و «تشجعي يا أمي». ويبقى أن طبيعة المهرجان وخصوصيته أكدت أنه بمقدار ما تختلف قضايا المرأة وتتنوع من بلد الى آخر فإنها تكاد تتشابه في التفاصيل ما دامت تمثل في النهاية دفاعاً عن الحياة ونضالاً من اجلها، وسينما المرأة بوجه عام هي تلك السينما التي تدافع عن الحياة لأنها بكل بساطة تحب الحياة. الحياة اللندنية في 29 سبتمبر 2006
مدينة القراصنة وأولياء الله الصالحين ســلا تحتفي بسينمــا المرأة رسالة سلا ـ علا الشافعي هناك حالة مهرجانية تعيشها الكثير من الدول العربية, من مصر إلي المغرب, تونس, بدءا من مهرجان سلا لفيلم المرأة, وطنجة للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة, والمسرح التجريبي, ومهرجان الإسماعيلية ومهرجان أفلام حوار الثقافات, تتواكب المهرجانات وتتقاطع مواعيدها نظرا لحلول شهر رمضان, والذي ستتوالي المهرجانات من بعده. إلا أن المغرب ذلك البلد العربي صاحب الحضارات والتنوع الثقافي والجغرافي يظل حالة فريدة وخاصة جدا من ناحية اهتمامه واحتفائه بجميع أنواع الفنون, فالمغرب يشهد ما لا يقل عن500 مهرجان تقام جميعها تحت الرعاية الملكية ما بين مهرجانات للغناء بجميع أشكاله, والمهرجانات السينمائية والمسرحية, والفن التشكيلي. وحده يعرف المغرب قيمة الاحتفاء بالفنون والسينما وتنظيم العديد من المهرجانات السينمائية ذات الشخصيات المستقلة والمختلفة, من مهرجان مراكش السينمائي الدولي, لمهرجان وجده, وطنجة, وخريبكة, وصولا لمهرجان سلا والذي يؤكد رئيس المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل, بأن مهرجان سلا لفيلم المرأة والذي انعقدت فعالياته من4 سبتمبر حتي12 من نفس الشهر, أسهم في حركة واسعة من التظاهرات التي يشجعها المركز السينمائي المغربي. ومدينة سلا التي احتضنت المهرجان هي من أعرق المدن المغربية التي تأسست علي يد بني العشرة في بداية القرن الثالث الهجري والتاسع الميلادي عايشت سلا معظم الأسر الملكية منذ عصر المولي إدريس, وكانت عاصمة لدولة بنو يفرن, كما جعلها المرينيون العاصمة الثانية لهم بعد فاس, وتشتهر سلا بمينائها البحري الهام والذي يتم من خلاله التبادل التجاري مع إنجلترا وهولندا وإيطاليا, وهي من أشهر المدن المغربية التي حاربت القراصنة, ومن مدينة تنصب المدافع علي أسوارها لرد العدوان إلي مدينة تحتضن أضرحة أولياء الله الصالحين مثل سيدي الطيب سيد أحمد بن عاشر, والفقيه سيدي أحمد صبحي, وسيدي التركي وشيخ الشرفاء الحسونيين والذي يحتفل به أهل سلا بموكب كبير من الشموع.تلك الروح الخاصة جدا والتي تشعر بها منذ لحظة دخولك إلي المدينة عندما تترك الرباط بأسوارها التاريخية وتمضي تجاه سلا, ونهر أبي الرقراق, الذي تجري به عمليات توسعية الآن, ومن خصوصية سلا جاء اختلاف مهرجانها السينمائي حيث اختار القائمون علي جمعية أبي الرقراق, التي تنظم المهرجان وباقتراح من نور الدين الصايل, رئيس المركز السينمائي المغربي, بجعل مهرجان سلا مهرجانا لأفلام المرأة, ليس بالمعني الضيق, ولكن بالمعني الأشمل فإلي جانب احتفائه بإبداعات المرأة التي تقدمها عن قضاياها ومشاكل مجتمعها, أيضا يحتفي بالأفلام التي يقدمها الرجال عن المرأة, بعيدا عن الشعارات النسوية والتي تضع حدا فارقا بين انتاج المرأة وإبداعاتها وما يصاغ بعيون الرجال, وبنظرة متأنية وبسؤال عن أحوال المرأة المغربية ستجد أن الملك محمد السادس ملك المغرب يعمل علي تطوير قوانين الأحوال الشخصية ويدعو طوال الوقت لتفعيل دور النساء. مفارقات.. الدورة الثانية رغما عن أن مدينة سلا تخلو من قاعات العرض السينمائي إلا أن الإصرار وحده كان كفيلا بإقامة مهرجانها السينمائي وتغلب مسئولو المهرجان علي تلك الأزمة بتنظيم عروض للأفلام في الهواء الطلق إلي جانب قاعة العرض بالمركز الثقافي بـ سلا الجديدة وتنافس في الدورة الثانية للمهرجان12 فيلما سينمائيا وهي: السوري تحت السقف لنضال الدبس, والياباني هي. بي لتاكاهاتش بنماي, والأرجنتيني ـ الأمريكي أختان لجوليا سولو منوني, والكولومبي ـ الأمريكي ماريا إنك ملاك لجوشوا مارستون, والكندي آخر مكالمة من أمي لفرانسوا بوفي, فوانينا بنت طنجة لفريدة بلمزيد, والزلماني بذور الشك الذي أخرجه المصري سمير نصر, وعرض في أكثر من مهرجان دولي بعنوان أضرار لاحقة, والفيلم المصري ملك وكتابة, وترأس لجنة التحكيم الناقدة الرومانية انكاميتران, وضمت في عضويتها المخرجة الفرنسية ماري فيرميار والهندية بينا بول فينوكوبال والناقدة الفرنسية سارة بيث تايد والممثلات الإيطالية سرينا مارشيزي والمغربية سعاد حميدو, واللبنانية كارول عبدول. واجتهد المدير الفني للمهرجان مصطفي المسنادي, في اختيار أفلام سينمائية من دول وقارات مختلفة تعبر عن هموم وقضايا المرأة, وتؤكد أن الهموم النسوية واحدة مع اختلاف التفاصيل والثقافات, ومن أهم الأفلام التي عرضت الفيلم الياباني هي. بيDaysoffire والذي صيغ السيناريو به بناء علي قصة حقيقية, والفيلم التشيليPlay والذي قدمت مخرجته قصة البطلة التي تبحث عن الحب بأسلوب سينمائي مبتكر متجدد يكتفي بالصورة أكثر من الحوار.وأقيم حفلا الافتتاح والختام أمام باب لمريسة التاريخي الذي كان مدخلا لورشة إصلاح السفن الحربية بمدينة سلا.ورغما عن أن هناك أوجه قصور في الدورة الثانية للمهرجان من ناحية التنظيم, وعرض أغلب الأفلام بترجمة فرنسية, وعدم وجود دور للعرض السينمائي, إلا أن مهرجان سلا لفيلم المرأة يرجي منه الكثير خاصة أنه المهرجان الأول من نوعه في إفريقيا والذي يحتفي بسينما المرأة وهناك الكثير ليناقش عن قضايا وإبداعات المرأة التي تعمل في جميع الأفرع السينمائية, وما يعطيك الأمل في هذا المهرجان علي الرغم من هناته هو ما قاله المدير العام للمركز السينمائي المغربي نورالدين الصايل في حفل الافتتاح, إن السينما تحب النساء والنساء يعترفن لها بالجميل, مشيرا إلي أن المهرجان أول ملتقي إفريقي يخص سينما المرأة داعيا السلطات في بلاده إلي أن يعقد سنويا بدلا من مرة كل عامين.ومن نفس المنطلق تحدثت اللجنة المنظمة في كتاب المهرجان مؤكدة علي أن سينما المرأة هي تلك السينما التي تدافع عن الحياة مشيرة إلي أن هذا التيار يشهد علي الصعيدين المحلي والدولي نوعا من الانتعاش* الأهرام العربي في 22 سبتمبر 2006
|
السينما المصرية تتصدى للإرهاب بالباشا على خط النار القاهرة – صفوت عمران |