يقف الممثل الشهير أنور وجدى فى ملصق فيلمه "أمير الانتقام" مثل مسلة مصرية شامخة وتحت قدميه كتب بخط صغير اسما بطلتى الفيلم سامية جمال ومديحة يسرى أما اسم مخرج الفيلم هنرى بركات فلا يكاد يرى.

ويخلو ملصق الفيلم الذى أنتج عام 1950 من صور أى ممثل آخر اعتمادا على جاذبية وجدى أشهر نجوم السينما المصرية فى النصف الاول من القرن العشرين وهو ما سيتكرر فى الثلاثين عاما الأخيرة مع ممثل آخر هو عادل امام الذى يكاد ينفرد بملصقات معظم أفلامه واخرها " السفارة فى العمارة" عام 2005.

والفارق بينهما أن امام يمثل فقط فى حين كان وجدى "1904 - 1955" ممثلا ومنتجا ومخرجا ومؤلفا لكنهما يشتركان فى "استغلال" حاجة الجماهير الى بطل منتصر فينفردان بالبطولة المطلقة فى الافلام والملصقات كما يوضح كتاب " أفيش السينما المصرية".

والافيش فى مصطلحات السينمائيين والجمهور يعنى الملصق الذى يعلق فى واجهة دار العرض أو فى الشوارع بهدف التعريف البصرى بالفيلم.

ويضم كتاب " أفيش السينما المصرية" 217 ملصقا لافلام أنتجت منذ الثلاثينيات ويقع فى 122 صفحة من قطع كبير جدا وصدر عن مكتبة دار الشروق بالقاهرة وأعده سيف سلماوى وكتب مقدمته الكاتب المصرى محمود قاسم الذى كان يحتفظ فى أرشيف الخاص بتلك الملصقات.

ومن أقدم الملصقات التى يضمها الكتاب فيلم " أنشودة الراديو" الذى يشير الى شركة الانتاج والتوزيع فى حين تنفرد بمساحة الملصق بطلة الفيلم "الفنانة الكبيرة نادرة" ويخلو من أى معلومات عن أبطاله الاخرين أو مخرجه.

والفيلم من اخراج الايطالى توليو كيارينى عام 1936 وتأليف بديع خيرى وبطولة المطربة السورية نادرة التى ولدت عام 1906 وجاءت الى مصر عام 1930 وتعلمت العزف على العود وحملت لقب "أجمل مطربة" وكانت أول مطربة عربية تظهر فى السينما عام 1932 فى فيلم " أنشودة الفؤاد" وتقول بعض المصادر انها توفيت عام 1990 بعد فترة طويلة من الاختفاء.

وقال قاسم مؤلف الكتاب فى المقدمة عنوانها "الدنيا.. أفيش" أن ملصقات الافلام صنعت من الشوارع معرضا تشكيليا مفتوحا متجددا مشيرا الى أن ملصقات الافلام تحولت منذ صناعة السينما فى معظم دول العالم الى "سلعة تجارية مطلوب منها أن تجذب أكبر عدد من الناس لمشاهدة الفيلم وهذا المنتج التجارى يجمع بين التجارة والفن. السينما ظلت بأفيشاتها بمثابة الكيان المدلل."

وأضاف أن ملصقات الافلام كان يصممها أجانب متخصصون أغلبهم من الارمن فى مرحلة مبكرة من عمر السينما المصرية مشيرا الى أن معظم الفنانين التشكيليين "الحقيقيين" لم يسهموا فى هذا المجال الذى تفرغ له متخصصون أشهرهم فى مصر الراحل حسن مظهر الشهير بجسور حيث أسس شركة بعد تخرجه فى قسم الحفر بكلية الفنون الجميلة وكان يرى أن القائمين على صناعة الملصقات "تنقصهم الدراسة والخبرة والذوق".

وخاض بعض رسامى الكاريكاتير تجربة تصميم ملصقات الافلام.

ومن هؤلاء نقيب التشكيليين المصريين مصطفى حسين مصمم ملصقات أفلام منها " سوبر ماركت" وفيه تتحرك بطلة الفيلم نجلاء فتحى فى متجر كبير وتقوم بدفع عربة صغيرة لحمل المشتريات التى حل محلها بطل الفيلم ممدوح عبد العليم.

وأشار قاسم الى ظاهرة الاقتباس فى قصص وموسيقى الافلام المصرية انتقلت الى الملصقات مستشهدا على ذلك بفيلم " بئر الحرمان"" الذى أخرجه كمال الشيخ عام 1969 وفيه يبدو وجه بطلته سعاد حسنى وقد تدلى شعرها بطول الملصق الذى حمل جانبه صورا لابطاله "والافيش هو صورة طبق الاصل من أفيش الفيلم الامريكي-البريطانى " هروب من القدر" اخراج جون شيلزنجر عام 1967 وبطولة جولى كريستي. كل ما فعله المصمم أن وضع ملامح وجه سعاد حسنى مكان جولى كريستى ووضع رسوم الممثلين المصريين مكان أبطال الفيلم الاجنبي."

وأضاف أن ظاهرة الاقتباس انتشرت فى نهاية الستينيات اذ صمم ملصق فيلم " حواء والقرد" لنيازى مصطفى على نمط فيلم " مليون سنة قبل الميلاد" وتصدرته "سعاد حسنى مرتدية ملابس امرأة بدائية وتقف بالطريقة نفسها التى كانت عليها راكيل والش فى الافيش."

ويسجل الكتاب جانبا من تاريخ السينما فعلى سبيل المثال تظهر أشهر أم فى الافلام المصرية أمينة رزق التى توفيت عام 2003 عن عمر جاوز 93 عاما وحدها فى فيلم " بائعة الخبز" الذى أخرجه حسن الامام عام 1953 ولعل هذا هو العمل الوحيد الذى احتفى بها على هذا النحو رغم اشتراكها فى أكثر من 150 فيلما.

أما أنور وجدى فقد تخلى بذكاء التاجر عن الانفراد بالملصق فى فيلم "غزل البنات" الذى أخرجه وأنتجه وشارك فى تأليفه والتمثيل به وحمل الملصق صورا أخرى لليلى مراد ونجيب الريحانى ويوسف وهبى ومحمد عبد الوهاب الذى ظهر فى مشهد واحد أدى فيه أغنية.

ويظهر الكتاب أن بعض الممثلين ينفردون بمساحة الملصق اذا كانوا هم منتجى الفيلم كما هو الحال فى "أرض الاحلام" عام 1957 بطولة وانتاج مديحة يسرى و"جنس ناعم" عام 1977 بطولة وانتاج ماجدة.

كما يظهر أيضا مدى قوة المخرج أمام سطوة الممثلين كما هو الحال فى عدد من أفلام يوسف شاهين.

ففى ملصق "الاختيار" عام 1971 اشارة الى حصول الفيلم على الجائزة الكبرى فى مهرجان قرطاج الدولى مع رسم لبطليه سعاد حسنى وعزت العلايلى لكن الملصق يخلو من أى أسماء باستثناء اسم مخرجه يوسف شاهين.

وفى ملصق فيلم "لعصفور" عام 1974 كتب شاهين "العصفور ليوسف شاهين" مع وضع اسم المصور مصطفى امام بخط صغير اضافة الى "رؤية سينمائية.. لطفى الخولى ويوسف شاهين".

كما خلا ملصق فيلم شاهين "اسكندرية ليه" عام 1979 من أى صور أو أسماء الا من "ليوسف شاهين" ربما اكتفاء بما حققه الفيلم من نجاح خارج البلاد حين فاز بجائزة مهرجان برلين فى العام نفسه مناصفة مع الفيلم الالمانى "ديفيد".

العرب أنلاين في 26 سبتمبر 2006

 

فى كتابه الجديد

صلاح هاشم :سينما العرب قصيدة عن الأرض الخراب

سلامة عبد الحميد-الألمانية- 

انتهى الناقد المصرى صلاح هاشم من تجهيز أحدث مؤلفاته فى النقد السينمائى بعنوان " السينما عند العرب مثل قصيدة عن الأرض الخراب" الذى يقدم من خلاله شهادته على حال السينما المصرية على وجه الخصوص والعربية بشكل عام خلال الاعوام الخمسين الاخيرة.

ويحلل الكتاب الاساليب السينمائية العربية المختلفة ويركز على ابتعاد السينمائيين العرب عن الصورة التى يطمح إلى صنعها المشاهد والتى تحكى بصدق عنه وعن مشاكله وتحاول أن تستكشف من تجارب الحياة والأفلام تساؤلات المصير والهوية وتفلسف الوجود الانسانى الحى بشكل يجعل الحياة جديرة بأن تعاش.

وقال صلاح هاشم إن " الكتاب يتحدث فى معظمه عن نوع الافلام التى تعجبه "حيث ان السينما الحقيقية فى اعتقادى لا تقدم لنا ما نعرف أننا نريده بل تقدم لنا ما لا نعرف أننا نريده على طريقة الاكتشاف والاختراع والدهشة بدلا من الافلام التجارية التى يصنعها ترزية السيناريوهات والتى عفى عليها الزمن".

وأضاف أن منهجه فى نقد الافلام السينمائية ربما يكون حادا بعض الشيء لكنه يقصد منه تفتيح العيون والاذهان ومحاولة التواصل مع القارئ لكى يحب سينما الحياة أكثر ويشارك فى "كنس الهراء العام".

وتابع أن هدفه أيضا تأكيد أن وظيفة السينما الحقيقية هى أن تقف ضد الظلم بكل أشكاله وأن تطور من وعينا بالعالم وبتاريخنا وذاكرتنا وأن تقربنا أكثر من إنسانيتنا.

وينتقد هاشم المقيم بشكل كامل فى فرنسا فى كتابه المقرر صدوره خلال شهر من الان عددا من الافلام السينمائية حديثة الانتاج التى يرى أن منتجيها أخطأوا بصنعها أو فى طريقة طرح القضايا فيها لاسباب يفندها فى حين يعتبر أفلاما شهيرة مثل "عمارة يعقوبيان" غير جديرة بالمشاهدة أو الاهتمام لانها لا تعبر عن الواقع.

وردا على سؤال حول ما يمكن أن يثيره الكتاب من أزمات قال هاشم "أعتقد أنى لو وضعت تلك المخاوف أمامى ما كنت كتبت كلمة واحدة فى حياتى فالكتابة التى أعرفها مرادف للحرية وأنا شخصيا أكتب بتوحش وحرية وضراوة وشجاعة وجرأة واستقلالية اعتمادا على ثقافتى السينمائية وخبراتى على مدار ربع قرن من النقد السينمائى فلا أكتب إلا عما عشته وخبرته ولا أنحاز إلا إلى قناعاتى الشخصية".

وأشار إلى أن الهجوم أو الانتقاد ليس هدفه من إصدار الكتاب وإنما فتح حوار عاقل مع القارئ من خلال استكشاف لفيلم ما أو واقعة ما يضعهما فى دائرة الضوء لكشف خفاياها وتركيز الحوار على أشياء كثيرة منها البيئة والمناخات التى تشكل الفيلم فى إطارها مثل الواقع السياسى والاجتماعى المتردى بكل تشوهاته بعيدا عن عمليات التجميل.

وحول ما ينتظره من الكتاب الجديد قال صلاح هاشم "جل ما أطمح إليه أن يساهم كتاب " السينما عند العرب" فى بلورة نظرة جديدة لاستكشاف الحضور السينمائى العربى باتجاهاته ومساراته" تكون بمثابة "غسيل عيون" على حد تعبيره "لكنس الهراء العام" الذى تعمل السينما السائدة بأفلامها "الهبلة العبيطة التافهة" على دعمه وتكريسه.

وشارك هاشم كناقد ومحكم فى المهرجانات السينمائية العالمية مثل مهرجان كان ومهرجان لاروشيل ومهرجان الفيلم فى سلوفاكيا ومهرجان روتردام وبينالى السينما العربية.

كما أصدر هاشم مجلة الكترونية بعنوان "سينما إيزيس" تعنى بفكر السينما المعاصرة والدعاية للسينما العربية حيث نظمت العديد من العروض والندوات لافلام عربية فى أوربا آخرها للفيلم العراقى "دردمات" على هامش بينالى السينما العربية الاخير.

العرب أنلاين في 27 سبتمبر 2006

 

احياء لسينما كانت مزدهرة

مثقفون عراقيون يصالحون الشباب مع السينما

بغداد – من خليل جليل  

غياب المشهد السينمائي عن العراق يدفع مجموعة من المهتمين الى تأسيس منتديات خاصة بالفن السابع.  

تسعى منتديات سينمائية بدات انشطتها في عدد من المدن العراقية الى اعادة تواصل الجمهور مع الفن السابع الذي شهد تراجعا خلال الفترة الماضية بسبب الوضع الامني فضلا عن غياب دور العرض التي تحولت الى مستودعات او تعرضت للتدمير عمدا.

وبرزت منتديات "اصدقاء السينما" و"صحبة السينما" في الاونة الاخيرة بمبادرة عدد من المثقفين المهتمين بالشان السينمائي في محافظات ذي قار والديوانية (جنوب) حيث يسود الهدوء محافظات الجنوب بشكل عام.

وقال رئيس منتدى "اصدقاء السينما" في الناصرية (375 كلم جنوب بغداد) احمد ثامر جهاد ان "الفن السينمائي يمثل رافدا مهما للثقافة المعاصرة وله دور مؤثر في رسم معالم الحياة وهذا ما دفعنا الى تاسيس المنتدى بمبادرة شخصيات ثقافية".

واضاف "بعض منظمات المجتمع المدني ساهمت بتقديم الدعم المادي للمنتدى الذي يتخذ من قاعة للنشاط المدرسي مقرا في الوقت الحاضر ومكانا للعرض ايضا".

ويقوم المنتدى بعرض افلام سينمائية عالمية واخرى عراقية تنتمي لمراحل انتاج مختلفة، وذلك مرة كل اسبوعين بحضور عدد كبير من متابعي النشاط السينمائي والمهتمين به من مثقفين ونقاد.

وتابع جهاد ان "الحضور اللافت الذي شهدته العروض التي قدمها المنتدى دفعنا للتفكير بتخصيص ايام يكون فيها العرض فقط للعائلات التي تجد في هذا النشاط متنفسا لها".

وكان في محافظة ذي قار، وكبرى مدنها الناصرية، صالتان للعرض تعودان الى خمسينيات القرن الماضي هما الاندلس والبطحاء وقد تحولتا حاليا الى محلات تجارية بحيث لم يعد في الناصرية اي صالة خاصة بالسينما.

ومن الافلام التي عرضت ضمن فعاليات المنتدى فيلم "كراش" (تصادم) الحائز على ثلاثة جوائز اوسكار هذا العام.

ويحرص مسوؤلو المنتدى على اقامة امسيات تخصص للنقد السينمائي في ختام كل عرض.

وفي محافظة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) بادر عدد من المثقفين الى انشاء منتدى سينمائي اطلق عليه "صحبة السينما" ويهدف ايضا الى تفعيل المشهد الثقافي السينمائي من خلال عرض مجموعة من الافلام العراقية القديمة فضلا عن اعمال سينمائية تعود لتجارب شبابية من الداخل والخارج.

يشار الى ان التراجع السينمائي طال الصالات سواء في العاصمة او باقي المدن فقد بدات السينما تتراجع حين تحولت صالاتها الى اماكن للعرض المسرحي ابان التسعينيات عندما فرضت العقوبات الدولية على العراق نتيجة غزوه الكويت.

وتابع جهاد "منذ عدة اعوام فقدنا سحر الصالات السينمائية فالظروف والاحداث التي مرت بها البلاد منذ الثمانينات ادت الى اهتزاز الوعي السينمائي وغياب الذوق الحقيقي بعد ان بدا جيل من الشباب وخصوصا في تلك الفترة الانخراط في مشاهدة افلام سطحية وهزيلة".

واضاف "تسعى المنتديات الى اعادة صياغة علاقة جديدة بين النشاط السينمائي وجيل الشباب على اسس فنية راقية".

وبفضل تلك العروض المسرحية التي يصفها المثقفون العراقيون بانها "سطحية وهزيلة"، بدا رواد السينما يغادرون صالات العرض.

ويعتبر الواقع السينمائي الان جزءا من المشهد الثقافي العراقي الذي تعترضه المصاعب المالية وغياب المستلزمات الابداعية والفنية بسبب الاوضاع السائدة حيث تسعى المؤسسات الحكومية المعنية ومنها دائرة السينما والمسرح الى التغلب عليها.

يشار الى ان السينما العراقية يعود تاريخها الى ما قبل سقوط النظام الملكي حيث شهد عام 1957 ولادة اول فيلم مهم بعنوان "سعيد افندي" للمخرج كاميران حسني.

وبدأت دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة اعادة الروح الى الانشطة السينمائية وبامكانات متواضعة على صعيد تنظيم عروض اسبوعية كل اثنين في بغداد يقوم بمتابعتها جمهور من محبي السينما وطلاب من اكاديمية الفنون الجميلة ومثقفون.

كما قامت الدائرة بتنظيم المهرجان الاول للفيلم التسجيلي مطلع العام الحالي حيث تم عرض تجارب اخرجها عدد من الشبان.

ميدل إيست أنلاين في 26 سبتمبر 2006

فى دراما رمضان ..

قضايا الفساد تكسب والمرأة خارج الكادر

هبة عبد المجيد

رغم أن الكم الأكبر من المسلسلات التى تتنافس على الفوز بشاشة رمضان القادم معظم نجومها من النساء، فإن هموم بنات حواء، أحلامهن، مشاكلهن حلقت بعيدا عن معظم هذه الأعمال، والتى اهتمت بمناقشة قضايا فساد اجتماعي، تطرف، ارهاب، وقضايا أخرى بعيدا عن هموم نون النسوة.

ربما فى مقدمة هذه الأعمال مسلسل الفنانة نادية الجندى "من أطلق الرصاص على هند علام" والذى تدور أحداثه حول صحفية "نادية الجندي" وهى متزوجة من عالم ذرة يلقى مصرعه فى ظروف غامضة فتحاول هى كشف الحقيقة لتواجه الفساد بكافة أنواعه خصوصا مافيا اغتيال العلماء. والمسلسل من تأليف الكاتب يسرى الجندى ومن اخراج خالد بهجت.

قضايا التطبيع وبالأخص على مستوى الشعب تناقشها الفنانة ليلى علوى من خلال مسلسل "نور الصباح" وهو من تأليف مجدى صابر وتناوب على اخراجه أكثر من مخرج بعد اعتذار سمير سيف عن استكماله، قبل أن يستقر عند يوسف شرف الدين، ويدور حول مرشدة سياحية تكتشف وجود جنرال إسرائيلى هو الذى قتل شقيقها الأسير فى الحرب مما يسبب لها أزمة بين واجب العمل وشعورها بالرغبة فى الثأر والانتقام.

أما الفنانة سهير رمزى فتحارب من خلال مسلسلها "حبيب الروح" مافيا الفساد فى المستشفيات، وبالأخص عمليات سرقة وبيع الأعضاء البشرية حيث تجسد شخصية الطبيبة "روح الفؤاد" الملتزمة دينيا ومهنيا، والمسلسل يناقش أيضا مشاكل المرأة العاملة وصراعها من أجل تحقيق النجاح المهنى والأسرى على السواء، وهو من تأليف سلامة حمودة ومن إخراج تيسير عبود.

مع صابرين يدور صراع آخر مع الفساد، حيث تجسد من خلال مسلسلها "كشكول لكل مواطن" دور زوجة متدينة تكتشف بعد سنوات طويلة ان زوجها رجل الأعمال الشهير والناجح، قد ارتكب الكثير من المخالفات والأخطاء غير المشروعة مما يدفعها لمواجهته ومحاولة اصلاح أخطائه، وفى رحلة البحث يستعرض المسلسل الكثير من سلبيات المجتمع والسلوكيات السلبية التى يمارسها البعض وتتسبب فى الكثير من الاخطاء.

فساد الأخلاق والذى يصل بالبعض الى قمة التجاوزات تتصدى له الفنانة سهير البابلى أولى الفنانات المعتزلات والعائدات للعمل بالحجاب من خلال مسلسل "قلب حبيبة" والذى كتبه على عبد القوى الغلبان، وهو من اخراج خيرى بشارة، وتعاد من خلاله صياغة قصة قابيل وهابيل بمعالجة جديدة عصرية.

أطفال الشوارع قنبلة موقوتة فى المجتمع قابلة للانفجار فى أى وقت، وهو ما تحذر منه الفنانة حنان ترك من خلال مسلسلها "ولاد الشوارع" والذى تستعرض من خلاله الأسباب التى ساهمت فى ظهور وانتشار تلك الظاهرة وما تتسبب فيه من مشاكل ستتحول لكوارث حقيقية لو لم يتم التوصل الى حلول سريعة لها.

العديد من القضايا الاجتماعية الاخرى يناقشها مسلسل "سكة الهلالي" للفنان يحيى الفخرانى والذى تدور أحداثه حول الدكتور مصطفى الهلالى استاذ الشعر العربى بكلية الآداب الذى يؤسس حزبا يدعو الى بث الفضيلة والأخلاق فى نفوس الناس حتى يرشح نفسه لمجلس الشعب وبمجرد شهرته تقع عليه العديد من المصائب والتهم منها اتهامه بقضية تزوير وتهرب من الجمارك ويحكم عليه بالسجن مما يجعله يغير سلوكه وما يدعو اليه، فى اشارة لما يمكن ان يفعله الفساد من تغيير فى حياة وسلوك الناس، والمسلسل من تأليف يوسف معاطى ومن اخراج محمد فاضل.

الفنان نور الشريف يناقش عبر مسلسله "حضرة المحترم أبي" مشاكل الطبقة المتوسطة والأسلوب الأمثل لتربية الابناء من خلال وكيل احدى المدارس الثانوية الذى يعانى من مواجهة آثار السلبية على طلابه وابنائه من الغزو الثقافى الغربي، وهو نفس ما يناقشه ايضا مسلسل "بنت بنوت" الذى تلعب بطولته الفنانة مى عز الدين حيث يرصد العمل سلبيات طبقة المثقفين فى فترة الثمانينيات واكتفاءهم بالكلام فقط وابتعادهم عن التفاعل الحقيقى والمؤثر مع المجتمع بإيجابياته وسلبياته، وهو من تأليف واخراج آل زايد؛ فالنص كتبه الراحل محسن زايد ولكن القدر لم يمهله ليستكمله فقامت ابنته نشوى باستكماله، وهو من إخراج ابنه ياسر.

قضايا النساء تطل علينا عبر عدد قليل جدا من المسلسلات ربما أبرزها مسلسل "حارة العوانس" والذى يناقش مشكلة العنوسة فى مصر من خلال إطار اجتماعى كوميدى وهو من تأليف مهدى يوسف وإخراج سمير فرج، ويعد أول مسلسل يجمع بين الزوجين كمال أبو رية وزوجته الفنانة ماجدة زكي.

"أحزان مريم" للفنانة ميرفت أمين هو الآخر يحلق حول مشاكل المرأة التى تتزوج أكثر من مرة وكيف تنشأ المشاكل بين أبنائها من أزواجها.

العرب أنلاين في 26 سبتمبر 2006

 

كلام أبيض.. وآخر أسود

أشرف بيدس 

أحمد زكى ليس "قرداتى"

استضاف الصحفى محمود فوزى فى برنامجه الشهير"حوار على نار هادئة"الذى يذاع على قناة المحور، السيدة رقية السادات كريمة الرئيس الراحل، وتطرق حواره معها لمسائل عديدة أغلبها كان حول السادات، وأثناء الحوار سألها عن رأيها فى الممثلين الذين جسدوا شخصية السادات على الشاشتين الصغيرة والكبيرة: أحمد زكى فى فيلم"أيام السادات"، ومحمود عبد المغنى فى مسلسل"أوراق مصرية"وأحمد عبد العزيز فى فيلم"ملف حكمت فهمى"وجمال عبد الناصر فى فيلم"امرأة هزت عرش مصر"- هناك ممثلون آخرون جسدوا شخصية السادات فى أعمال أخرى مثل عبد الله غيث وأحمد بدير ومحمود البزاوى وطلعت زين- وجاءت اجابتها بأن اقربهم إلى شخصية السادات كان محمود عبد المغنى، وأحمد عبد العزيز، ويبدو أن الإجابة لم تلق قبول محمود فوزى الذى ألح فى معرفة رأيها فى أحمد زكى، قالت: لقد أخبرنى أحمد زكى بأنه ينوى تجسيد 40 عاما من حياة السادات فى فيلم سينمائى، وساعتها قلت له: أن فى ذلك ظلما كبيرا، فهذه الفترة الزمنية تحتاج لأفلام عديدة، ثم أضافت بأن تجسيده للشخصية لم يلق قبولها خصوصا أنه قام بتقليده"زى القرداتى"، وهى كلمة مقصود منها السخرية والتهكم. فهل يليق بأحد أن يصف آخر بهذا الوصف خصوصا إذا كان الموصوف به فنانا كبيرا ملأ صيته الدنيا وشهد بموهبته الدانى والقاصى، إنها إهانة بالغة ما كان عليها أن تقترفها، خصوصا أنها نددت فى سياق حديثها بما كتبه هيكل عن السادات فى كتابه"خريف الغضب"ووصفت ما جاء به بأن وصل إلى حد متدن لما تناولته من سيرة زعيم كبير فى ذمة الله، وما كان عليه - المقصود هيكل- أن يسلك هذا السلوك، وأضافت أن الاعتذار لا يمحى الإساءة.

لا أحد يملك الاعتراض على رأى السيدة رقية السادات فى فيلم تناول حياة والدها، ومن حقها أن تعترض على الطريقة التى جسدت بها الشخصية، ومن حقها أيضا أن توجه اللوم إذا رأت أن الفيلم أساء لشخصية السادات، ولكن ليس من حقها توجيه لفظ"قرداتى"لفنان رفض الموت الهادئ وظل يعمل حتى انهك تماما.. إن أحمد زكى كان مثلا يحتذى به وقامة فنية شامخة.

هالة سرحان:

"غلطة الشاطر بعشرة"هكذا يقولون فى المثل العامي.. لقد أحدثت الحلقات التى سجلتها المذيعة اللامعة هالة سرحان مع بعض العاهرات ردود فعل غاضبة بين أوساط الجماهير.. حتى قام بعضهم بإرسال رسائل تطالب بضرورة فصلها من موقعها فى قناة روتانا، معتبرين بأن ظهور هؤلاء على الشاشة جريمة غير مسبوقة خصوصا مع وجود اطفال وفتيات، كما أن ظهور عاهرات على الشاشة أمر لم تعهده الجماهير من قبل، فالناس اعتادت أن تشاهدهم فقط من خلال الأعمال الفنية، وأن ظهورهن يعنى الاحتفاء بهن وهن لسن أهلا ذلك.

ولأن هالة سرحان مذيعة غير تقليدية وبرامجها غير مطروقة فى المحطات الأخرى فهى دائما محط أنظار الكثيرين، وغالبا ما يوجه نقد لها على بعض الموضوعات التى تتناولها، نظرا لجرأتها وترديد عبارات غير متداولة على أسماع المشاهدين، وكثير من النجوم الذين يعزفون عن البرامج الحوارية تتمكن من استضافتهم واستعراض تاريخ حياتهم (لوحظ مع رحيل فؤاد المهندس أن البرنامج الوحيد الذى استضافه هو برنامجها) كما أنها تحتفى بضيوفها بشكل لافت للنظر، وتشاركهم الغناء وأحيانا الرقص، ولا تلتزم بشكل المذيعة التقليدى والذى تجلس على كرسى لا تتحرك يمينا أو يسارا، باختصار برامجها له نكهة خاصة، وكل هذه الأمور زادت من شهرتها، وأصبحت مع مرور السنوات نجمة لا تقل شهرة عن ضيوفها، وربما هذا ما جعلها تسعى دائما لتقديم كل ما هو جديد وغير مطروح حتى تحتفظ بالمكانة التى وصلت إليها، وهذا السعى يجعلها فوق صفيح ساخن، فالمشاهير كلما ازدادت شهرتهم؛ ازداد معها الطلب على رقابهم.

وإذا كانت هذه الصفحة كانت أكثر الصفحات التى وجهت نقدا لهالة سرحان، فنحن نرى أن الهجمة التى تتعرض لها تحمل وجوها عديدة بعيدة عن الحلقة المزعومة،، ولسنا مع ظهور العاهرات فى برامج فضفضة، لكننا نؤكد أن النجاح قد يدفع البعض سعيا للمزيد منه للتطرق لأمور قد تغضب الآخرين، هناك أمور فاقت حدها فى برامجها وتجاوزت خطوطا حمراء، لكن هذا لا يمنع أنها احدثت نقلة فى البرامج الحوارية فى الوطن العربى، وهناك موضوعات كثيرة جريئة لم يجرؤ أحد على تناولها، وكان لها السبق فى الاقتراب منها، هناك محطات كثيرة تعرض"دعارة مقننة"لا يتكلم أحد عنها، أما برامج هالة سرحان ولأنها مكشوفة فالعين عليها، أن توجيه اللوم إليها لا يعنى بأى صورة ذبحها والتمثيل بجثتها.. هناك هامش خطأ مسموح به، مادامت النجاحات كثيرة!

القيمة والزبدة:

فى جريدة"صوت الأمة"العدد 302 مقال بعنوان"نور ويحيى ووردة وسهير وليلى.. والصراع حتى اللحظات الأخيرة"للناقد طارق الشناوى عضو لجنة المشاهدة التى شكلها الوزير أنس الفقى برئاسة الدكتور فوزى فهمى لمشاهدة الأعمال الدرامية الرمضانية وإجازتها، وفى هذا المقال يطرح"الشناوى"سؤالا يبدو شائكا وغريبا، يقول"هل تنتصر إعلانات علب السمن وزجاجات الزيت وأكياس الشيبسى أم القيمة الفنية"وهو سؤال مشروع جدا، ولكن عندما يسأله أحد أعضاء لجنة المشاهدة، ففى تلك الحالة لا يبدو مشروعا، فهو الأقدر على اخبارنا بمن سينتصر فى هذه المعركة"القيمة أم الزبدة"، أما إذا كان متأكداً من أن القيمة ستنتصر لماذا أصلا طرح السؤال؟ ولماذا لم يكن مباشرا، أم أنه يشتم رائحة ما، وإذا كان ذلك صحيحا، فلماذا لم يصرح بذلك صراحة؟ وما علاقة كل ذلك باللقاء المغلق الذى دعت إليه نقابة الممثلين مع الوزير أنس الفقى والذى ألمح إليه فى صدر مقاله؟؟! أن هذا المقال يثير زوبعة وتساؤلات عديدة لا نملك معها فضيلة حسن الظن، فإما أن يجيب"الشناوى"على هذه الأسئلة، وإما سنضطر لفهم الأمور بطريقة تحمل كثيرا من سوء النية!

عمرو خالد:

تصدر ميدان عبد المنعم رياض أفيش كبير للداعية عمرو خالد يعلن فيه عن بدء برنامج يومى خلال شهر رمضان بعنوان"باسمك نحيا"يذاع على قناة اقرأ، وهذا الإعلان بشكله المعلن أمر جديد على الجماهير لم يتطرق إليه أحد من قبل، فغالبا ما يذاع التنويه عن أى برنامج جديد من خلال المحطة التى سيذاع بها، إلا أنه فى الفترة الأخيرة لوحظ كثرة الإعلانات عن البرامج التى تبث على القنوات الفضائية على صفحات كاملة داخل الجرائد القومية، والمعروف أن إعلان بهذا الحجم يتكلف أموالا طائلة، عموما الإعلان أمر مشروع وقد تطور فى السنوات الأخيرة تطورا كبيرا، ولكن جرى العرف أن الدعاية تصاحب سلعة ما ويأتى الإعلان عنها بغرض لفت انتباه الناس وحثهم على شرائها، دعاية بغرض الشراء، كما يحدث لمساحيق الغسيل مثلا، حتى الأفلام والمسرحيات يتم الإعلان عنها بغرض ذهاب الناس لمشاهدتها داخل دور العرض ودفع ثمن هذه"الفرجة"ولكن فى حالة عمرو خالد، ماذا ستستفيد المحطة من هذا الإعلان، مع العلم أن المحطة لها جمهور عريض، والتنويه عن عرض البرنامج يبث كل ساعة، كما أن عمرو خالد لديه أيضا جمهور كبير؟

نخشى من أن يتطور الأمر بعد ذلك ونرى القاهرة وضواحيها وقد ازدانت بالإعلانات عن شيوخ ودعاة وفقهاء وحلت محل أفيشات النجوم. 

الأهالي المصرية في 27 سبتمبر 2006

 

سينماتك

 

أفضل وسيلة للدعاية

ملصقات السينما مساحة لاستعراض شعبية صناع الافلام

سعد القرش

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك