احتضنت مدينة طنجة المغربية الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم المتوسطي القصير، التي انطلقت مساء الاثنين الفائت واستمرت حتى اول من امس السبت. تكتسي هذه المدينة، خارج سطوة الزمن، بحسب وصف الكاتب الاميركي ترومان كابوتي، وشاحا سينمائيا لا يقل سحرا عن طابعها الاسطوري المتجلي في الروايات القديمة العهد، ولا سيما تلك المتصلة بخلفيات اطلاق اسم طنجة عليها. في كل حال، كان المشوار الى هذه المدينة للمشاركة في تظاهرة سينمائية نجهل الكثير عنها، ملحمياً الى أبعد حدّ. ولعبثية قدر الذين دعوا للمشاركة في مهرجان الفيلم القصير، كانت الرحلة أشبه بفيلم طويل جداً، طريفة وعابقة بالسخرية والعبثية، بسبب ما تضمنته من مغامرات ولحظات انتظار مديدة، كانت من نصيبي ونصيب من انطلق معي من مطار بيروت، المخرج فؤاد عليوان الذي استضافته طنجة ليقدّم فيلمه الجديد "الى اللقاء" تحيةً الى لبنان و"رسالة تضامن مع هذه البلاد"، بحسب ما اعلنه الملحق الاعلامي للمهرجان.

السينما في تعبيراتها الاكثر اختزالاً، اي الشريط القصير الذي يرفع عادة شعار ما قلّ ودلّ، كانت هي اذاً ضيف الشرف في مدينة لا تمتلك الا ثلاث صالات سينمائية ذات منطق هندسي وتقني خاص جداً، وتعوم في الـ"دي في دي" المقرصن الذي يباع بأقل من دولارين، وحيث السؤال عن متاجر تبيع النسخات الاصلية من هذه الافلام، يعتبر غريباً ومستغرباً وتطاولاً على "حقوق" القراصنة الى حدّ كبير. ومع ان الفساد الاداري مستشر هناك، بحسب المواطنين أنفسهم، ثمة اهتمام من جانب السلطة لتعزيز الفن السابع، عبر مركز السينما المغربية، وهي السينما ذات الخصوصية العالية جداً، إن من ناحية الانتاج والصنعة أو التيمات المطروحة في البحث.

اذاً، شهدت هذه الدورة برنامجاً كثيفاً، مع عرض ما لا يقل عن مئة فيلم قصير، منها اربعون في اطار المسابقة الرسمية. لم يسبق لعروض المهرجان في طبعاته السابقة ان بلغت هذا القدر من الافلام، التي تمثل اليوم 17 دولة متوسطية من ضمنها المغرب (يشارك بستين فيلماً قصيراً، ضمن بانوراما خاصة بالسينما المغربية القصيرة، انتجت بين الدورتين الحالية والسابقة، وتعكس في مجملها أحوال المجتمع المغربي، ماضياً وحاضراً). تتوزع الدول المشاركة على ضفتي البحر الابيض المتوسط، وهي: المغرب، اسبانيا، البانيا، الاردن، البرتغال، الجزائر، اليونان، ايطاليا، تركيا، تونس، فرنسا، فلسطين، سوريا، بالاضافة الى كرواتيا ومالطا اللتين تشاركان للمرة الاولى في تاريخ هذا المهرجان الفتي. ورغم ان المغرب هو البلد المستضيف، إلاّ أنه لم يعط نفسه، بحسب ما اعلنته الادارة، حق المشاركة في هذه التظاهرة بأكثر من ثلاثة أفلام (المعدل العام لكل دولة مشاركة)، ضمن الاعداد التي تسابقت للجوائز، وتتوزع على النحو الآتي: الجائزة الكبرى، جائزة لجنة التحكيم، جائزة السيناريو، جائزة أفضل دور نسائي، وجائزة أفضل دور ذكوري. وسوف نعلن عن نتائجها لاحقاً لأنها لم تكن قد أعلنت بعد عند كتابة هذه السطور. تتشكل لجنة التحكيم من مخرجين من جنسيات متعددة، في رئاسة المغربي مومن السميحي، وتضم في عضويتها الفرنسي برنار فيرلي، الفلسطيني رشيد المشهراوي، الاسبانية مان سيسنيروس (مديرة المهرجان الافريقي في طريفة الاسبانية)، والمغربية سمية نعمان جسوس (كاتبة واستاذة جامعية).

ليست هذه المرة الاولى يعيَّن فيها المخرج مومن السميحي، غير المعروف خارج المغرب، في لجنة التحكيم في أحد المهرجانات، هو الذي ولد في طنجة، ودرس الفلسفة في الرباط ثم انتقل الى فرنسا لمتابعة الدروس في الاخراج والانتاج السينمائيين. والمرة الاخيرة التي دعي فيها ليشغل مثل هذا المنصب، كانت في مهرجان بياريتز الدولي للبرامج السمعية البصرية الذي ينعقد في فرنسا. يقول السميحي: "قبل ذلك كنت عضواً في مجموعة الابحاث والدراسات السينمائية في فرنسا، وهي لجنة انشأها المركز السينمائي الفرنسي لانتقاء مشاريع الشباب، ليقوموا بخطواتهم الاولى في الاخراج". يتذكر السميحي ان بين اعضاء هذه اللجنة كان هناك المخرج الفرنسي الانتروبولوجي الكبير جان روش الذي يعتبره استاذاً له، بالاضافة الى اسماء ارتبطت بـ"الموجة الجديدة الفرنسية"، من مثل اناتول دومون وبيار كامبيرجيه. وكانت هذه اللجنة اعطته سابقاً فرصة ان يخرج فيلمه القصير الاول، "الزوغبي"، في سبعينات القرن المنصرم، التي شهدت تعاونه مع روش في خمسة أفلام قصيرة لا تتعدى مدة كل منها الدقيقة الواحدة، وتحمل عنوان "المدجنون"، وجاء قرار انجاز هذه الافلام في مناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية الاولى لاختراع السينما، اذ اقترح روش على مجموعة من السينمائيين اخراج هذه الاعمال على طريقة مخترعي السينما، الاخوين لوميير، طالباً اليهم استخدام اللون والصوت فقط واحترام ضوابط محددة: كاميرا ثابتة ولقطة واحدة. كانت هذه التجربة اشبه بمدرسة، اذ كان يجدر في دقيقة واحدة انجاز المدخل وبلورة الطرح وتقديم الخاتمة. اليوم، لا يشعر هذا المخرج الستيني بأن توليه رئاسة التحكيم يعني تكريماً لابناء طنجة من السينمائيين المغاربة، لأن المخرج الذي شغل المنصب السنة الماضية لم يكن من المغرب، ويعزو ذلك الى كونه صدفة لافتة مرتبطة بتجربته مع الفيلم القصير، الذي له فيه تجربة مهمة ولا سيما في السنوات الاخيرة، اذ اقتصرت عطاءاته على هذا النطاق فحسب. عن المنهجية التي سيعتمدونها، هو والزملاء في لجنة التحكيم، لاختيار الافلام الفائزة، يقول السميحي: "البحر الابيض المتوسط اعطى الجمال والعلوم والثقافة. لذلك، يجب ان تتضمن أفلام المسابقة الرسمية هذه الجوانب. لست وحدي في لجنة التحكيم، دوري كرئيس هو التنسيق بين اعضاء اللجنة، اذ لكل واحد منهم منظار خاص وله رصيد علمي وادبي وفني مختلف عما يملكه الآخر". بعد الخيبة التي مني بها المغرب السنة الماضية، اذ لم يفز بأي من الجوائز التي توزعت بين اسبانيا ومصر واليونان وتونس وفرنسا وفلسطين، يرى السميحي ان الجنسية لا تدخل ضمن المعايير التي تتبعها اللجنة، وان هاجسه بشكل اساسي هو البحث عن قيم البحر الابيض المتوسط التي ذكرها آنفاً "من دون شوفينية"، علماً ان الافلام الجيدة تفرض نفسها عليهم، كأنها هي التي تختارهم لا العكس.

اتسم حفل الافتتاح الذي جرى في سينما "روكسي"، وعُرض خلاله فيلم "لسعة الحامض" للمخرج السويسري جان - فرنسوا اميغيه، بشيء من الغرابة والـ"كيتش"، وعدم الدقة في التوقيت، الذي يبدو انه تقليد خاص بهذه المدينة، وهذا كله جعل الحفل يبدأ بعد ساعة ونصف ساعة من موعد الانطلاقة. عقب الكلام الذي جاء في الافتتاحية، والذي بحسب المغربي الجالس قربي، هو Copy-paste لما جاء في الطبعة السابقة، وأيضاً بعد الحديث عما قاله هيتشكوك وبولانسكي عن الفيلم القصير، صعد الكثيرون الى خشبة المسرح، لإلقاء كلمات اتسمت حيناً بالسياسي والشعاراتي، على غرار ما فعل الامين العام لمجلس المدينة محمد درهام، وحيناً آخر بالارتجال والطرافة على غرار ما جاء على لسان اميغيه حين دعي الى تقديم فيلمه "لسعة الحامض". صوّر اميغيه فيلمه المكوّن من سلسلة صور فوتوغرافية بالابيض والاسود، مستنداً الى نص مسرحي كتبه فرنسوا شافان. وتدور الحوادث حول ارسان، الممثل المتشدق الذي يؤكد له الطبيب انه سيفقد بصره تدريجياً الى ان يصبح ضريراً. تعليق صوتي يجتاز سطح الفيلم من اول وحدة تصويرية حتى آخرها، في نص عميق وحزين يختلط فيه التمسك بالحياة والوجود بصعوبة التأقلم مع وضع جديد يُفرض على انسان. فكرة تقنية باهرة ينطلق منها اميغيه ليحكي قصة مؤثرة في الدقائق الـ26 التي نشهد خلالها رفض رجل ستيني للحياة في هذا السواد الذي لا خلاص منه، والتمرد في وجه محنة تفرض عليه. لعل استعمال المخرج الصور الثابتة واللونين الابيض والاسود، هو للدلالة على الذاكرة، في حين ان الديكور الاسود اشارة الى فقدان البصر. يقول اميغيه، معلقاً على عمله السينمائي الذي يصفه بخلاصة التعاون بين اصدقاء: "حاولت ان اجد ترجمة سينمائية تخولنا تصور ما تؤول اليه حياة رجل يعلم أنه سيفقد البصر. بالنسبة اليّ، كان ذلك يعني العمل على المخيلة. لا استطيع ان اتطلع الى الذكريات الا من خلال صورة ثابتة بالابيض والاسود. التقطنا 1906 صور فوتوغرافية لم نستخدم منها الا نحو 450. وقررنا تحريكها. كان الهدف المنشود منح الانطباع بالحركة من خلال ثبات الصورة". يعتبر اميغيه ان هذا المهرجان مساحة للحرية، مؤكداً اننا نعيش زمناً تتكاثر فيه وسائل الاعلام، وكلما ازداد عددها تراجع احتمال التواصل بين البشر. وفي مهرجان اراد القائمون عليه توجيه رسالة تضامن مع الشعب اللبناني، كانت البداية مع مجموعة افلام لبنانية، رفع عنها الستارة فيلم "الى اللقاء" لفؤاد عليوان، الذي يرصد في 25 دقيقة يوميات عائلة لبنانية مهاجرة الى سويسرا والصدام الثقافي الذي ينشأ بينها وبين العقلية السويسرية القائمة على الصرامة المبالغ فيها. يستغل المخرج مزايا هذا وعيوب ذاك، لينسج حكاية طريفة عبثية عن المشكلات اللامتناهية التي يتعرض لها اللبنانيون، سواء أكانوا في لبنان ام في المهجر، ضمن استعارة بالغة الدلالات. يتمتع الشريط بلقطات مشهدية موفقة، وبأداء جميل لجوليا قصار في دور سيدة البيت التي تصاب بالهستيريا بعد أن يرمي ولداها في القمامة الكرسي الذي كان يحتوي على مجوهراتها. وليست الجرأة ما ينقص المخرج في معالجته موضوع التناقضات الاجتماعية، بأسلوب السهل الممتنع الذي على كل شريط قصير ان يتحلى به، بعيداً عن التعقيدات المملة والادعاء الذي في غير محله. في كل حال، هذا التكلف هو ما اكتشفناه في افلام الطلبة اللبنانيين، اذ بدا معظمهم غير مدركين ان الشرط الوحيد الذي يصنف المرء مخرجاً هو ان يثبت أنه يعرف كيف يروي قصة، لا كيف يحطم قوانين السرد ويشقلبها في تقليد باهت لغودار.

أخيرا تجدر الإشارة الى أنه من أبرز الأفلام المتبارية، الى جانب "الى اللقاء" للبناني فؤاد عليوان كما ذكرنا، "الغداء" لجديون نيل (البرتغال)، "ياسمين" لماريو غاروفالو (ايطاليا)، "السرير" لحمدي عرفة (تونس)، "نفناف الثلج" لروبير بودينا (ألبانيا)، "ما ينبغي فعله" لكريم موسوي (الجزائر)، "صباح الفل" لشريف بندري (مصر)، "كعك بالشوكولا" لماريو دي لا تورري اسبينوثا (اسبانيا)، "صوت الموجة" لأنطونس ساموراكيس (اليونان)، "كازا" لعلي بن قيران (المغرب) و"أغنية ياسمين" لنجوى نجار (فلسطين).

أفلام اخرى، متفاوتة القيمة والخلفيات، عرضت خلال المهرجان، لكن لم يكن هناك من اكتشاف عظيم، سوى ان المتعة والعذاب يستنفدان بسهولة في مهرجان مخصص للافلام القصيرة.

النهار اللبنانية في 18 سبتمبر 2006

 

تأسس قبل 22 عاماً ولا يزال يافعاً ... مهرجان الاسكندرية: دورة انقاذ ما يمكن...

القاهرة - أمينة الشريف 

يبدو أن مبلغ الـ 621 ألف جنيه التي رصدها وزير المال الدكتور يوسف بطرس غالي لمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي في الدورة 22 كان بمثابة العصا السحرية التي أعادت بعض الروح إلى المهرجان بعد ما كان يعاني «السكتة الفنية» لسنوات طويلة. والمبلغ المصروف - إضافة إلى 100 ألف جنيه دعماً من وزارة الثقافة - تمت الموافقة عليه بتوصية من وزير الثقافة فاروق حسني، الذي كتب الى وزير المال شارحاً الأحوال المالية للمهرجان - المتعثرة دائماً – كي يتمكن المهرجان من أن يحفظ ماء وجهه بعيداً من التسول والفضائح.

والوزير حسني الذي لم يحضر هذه الدورة ولم ينب عنه أحداً - بخلاف السنوات الماضية - اكتفى ببرقية تهنئة رقيقة تلاها ليلة الافتتاح في مسرح سيد درويش، رئيس جمعية كتّاب ونقاد السينما ممدوح الليثي، وهي الجمعية التي تنظم المهرجان. وخصّ حسني في رسالته الناقدة إيريس نظمي بالتحية والتقدير «كأول ناقدة سينمائية تترأس مهرجاناً دولياً»، ودعا بالتوفيق والنجاح لإدارة المهرجان. وربما يفسر موقف الوزير هذه المرة أنه يبدل من موقفه المتكرر سنوياً من إنذار إدارة المهرجان بأنها ستكون «الأخيرة إذا ثبت فشله»، وأن يبتعد روحياً ومعنوياً عن هذا المهرجان، الذي بلغ سن الرشد، ليرى من خارج الصورة ماذا سيفعل بمبلغ الدعم الجديد – على رغم أنه مبلغ هزيل جداً مقارنة بموازنات المهرجانات الأخرى - هل سينصلح حاله ويحدد مساره الحقيقي أم أن الدعم المادي ليس هو السبب الأساس لاستمراره؟!

ربما توجد أسباب أخرى مثل «نخر سوس» سوء الإدارة والتنظيم والانفرادية في اتخاذ القرار من جانب شخص واحد، وانعدام آلية حقيقية للاستمرار والتطوير. والواقع أن معظم هذه السلبيات يقاسمه إياها عدد كبير من المهرجانات التي تقام في مصر وأصابتها الشيخوخة على رغم صغر سنها، ولم تعد قادرة على التجديد والاستمرار.

ايجابيات

بدأ بعض الإيجابيات يظهر واضحاً في المهرجان منذ اليوم الأول لهذا العام وتمثل بشكل واضح في عودة النجوم من الفنانين والفنانات، إلى حضوره. حضرت ليلى علوي ولبلبة ونيللي وبوسي ومحمود ياسين ويحيى الفخراني وهند صبري والمخرجة إنعام محمد علي ومنة شلبي وكريم عبد العزيز ومحمد ثروت ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف وخيري بشارة وعلي عبد الخالق وعزت العلايلي إضافة إلى الوجوه الجديدة من أبطال فيلم «أوقات فراغ» وغيرهم. كما انتظمت مواعيد عروض الأفلام وإقامة الندوات بعد ان كانت السلبية واضحة ومنفرة في الدورات السابقة.

إضافة إلى عروض نوعية أفضل من الأفلام سواء كانت مشاركة في المسابقة الرسمية - عشرة أفلام - أو القسم الإعلامي - أربعة وعشرون فيلماً - منها افلام حازت القبول الجماهيري واهتمام الأقلام النقدية، مثل فيلم الافتتاح «شاهدت اغتيال بن بركة» إخراج الفرنسي سيرج لو بيرون ويحكي عن الخدعة التي لجأت إليها الاستخبارات المغربية للتخلص من المعارض المغربي بن بركة، لخطفه وتسهيل اغتياله في باريس، وذلك بإيهامه السفر إلى العاصمة الفرنسية لتصوير فيلم تسجيلي عنه، وهناك يتم اغتياله. والانتاج شراكة فرنسية - مغربية – اسبانية.

كذلك تم عرض فيلم «الخبز الحافي» إخراج الجزائري رشيد بن حاج وهو مأخوذ عن رواية محمد شكري الأديب المغربي الراحل. الفيلم من انتاج مشترك إيطالي - فرنسي - مغربي، ويناقش السنوات العجاف التي يصادفها بلد يغتال الفقر ناسه ومواطنيه. الى هذا تم عرض فيلم «أرض النساء» إخراج اللبناني جان شمعون ضيف شرف المهرجان ضمن برنامج أفلام المقاومة، وهو وثائقي مدته 60 دقيقة ويحكي قصة الأسيرة الفلسطينية كفاح عفيفي التي تروي مشوار كفاحها منذ الطفولة مروراً بمجازر صبرا وشاتيلا وتعرضها للتعذيب. والفيلم يركز على دور المرأة في المقاومة من خلال ثلاث نساء هن كفاح عفيفي وفدوى طوقان وسميحة خليل.

ومن الآن حتى يتلقى الوزير فاروق حسني تقريراً مفصلاً عن نتائج هذه الدورة الجديدة نستطيع أن نطلق عليها مجازاً «دورة انقاذ» ما يمكن انقاذه حفاظاً على مهرجان بلغ سن الرشد، ولكن مازال صغيراً ومحجماً ويحتاج إلى جهود كثيرة ليزاحم المهرجانات الأخرى أو على أقل تقدير ليحتل مكانه وسط المهرجانات التي على شاكلته والتي تقام هنا وهناك في دول حوض البحر المتوسط. فما زال المهرجان الذي يحمل اسم العاصمة الثانية لمصر «الاسكندرية» لا يليق بها وربما جزء كبير من المسؤولية تتحمله المحافظة ذاتها، التي تخلو شوارعها وميادينها من مجرد يافطة تعلن عن وجود مهرجان دولي على أرضها.

الحياة اللندنية في 22 سبتمبر 2006

 

يمتد أكثر من ثلاثة أشهر في مدن عدة في الضفة وغزة ... مهرجان «شاشات» ... المخرجات الفلسطينيات أولاً

رام الله – محمد الشايب 

أكثر من ثلاثة أشهر، وفي مدن فلسطينية عدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، تمتد فاعليات مهرجان «شاشات» الثاني لسينما المرأة، الذي انطلق في العاشر من الشهر الجاري، ويركز على المخرجات الفلسطينيات، اللواتي سيشاركن في جولة تتضمن عرض أفلامهن ونقاشها في عدد من الجامعات المحلية، وفي أكثر من مدينة، علاوة على سلسلة محاضرات وإقامة ورش العمل تقدمها مخرجات ومنتجات عالميات.

تتضمن نشاطات عروض أفلام عالمية وعربية، يستضيفها قصر رام الله الثقافي، بدءاً من مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وتعرض لأول مرة في فلسطين.

عادلة العايدي، عضو مجلس إدارة «شاشات»، تؤكد أن المؤسسة المتخصصة في السينما، وتركز على سينما المرأة، تسعى، عبر نشاطاتها المختلفة، وعلى رأسها مهرجانها السنوي، «إلى نشر الثقافة السينمائية في الأراضي الفلسطينية، والتعاطي وفق رؤية جديدة مع استهلاك المنتوج السينمائي، بعيداً من الاكتفاء بمهرجان يحصر نفسه في قاعة محددة، ويقدم عروضه لجمهور بعينه، على رغم أهمية هذا النوع من المهرجانات، إذ ابتكرت «شاشات»، وعبر مهرجانها الثاني، طريقة مختلفة للتنظيم، من خلال امتداد الفاعليات على مدار ثلاثة أشهر، وفي مدن عدة، إضافة إلى عروض الجامعات، وهي طريقة تبرز أفلام المخرجات الفلسطينيات، وهذا كله يأتي ضمن بحث دؤوب عن مضمون ثقافي فاعل، وشكل تنظيمي تنموي».

فرصة متواصلة

وترى العايدي أن امتداد فاعليات المهرجان أكثر من ثلاثة شهور، من شأنه إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجمهور، ومن مدن عدة للاستفادة من فاعليات المهرجان، كما يمكن إطلاع جمهور أكبر، خاصة في الجامعات، على المنتوج السينمائي الفلسطيني. وتقول: «ثمة طلب على الإنتاج السينمائي الفلسطيني على المستوى العالمي، على عكس ما يحدث محلياً، حيث يحتاج المخرجون والمخرجات لجسر يؤمن لهم مهمة التواصل مع الجمهور في أماكن عدة، وبما أن «شاشات» تركز اهتماماتها على سينما المرأة، فإنها تلعب هذا الدور، عبر عروض لأفلام 11 مخرجة فلسطينية، في 9 جامعات في الضفة وغزة، وهذا يروج للمنتوج السينمائي الفلسطيني من جهة، ويضع المخرجات على خريطة المشاهد الفلسطيني، ويؤكد أن في فلسطين مبدعات، قادرات على نقل القضية الفلسطينية، وما يحدث على الأرض، عبر أفلام ذات لغة سينمائية متطورة، ومنافسة، وبعيداً من الصورة النمطية التي تنقلها نشرات الأخبار، من جهة أخرى، وقادرات على التواصل مع جمهورهن الفلسطيني.

وتشدد العايدي على أن جولة المخرجات الفلسطينيات في الجامعات، «تأتي إضافة جديدة لسلسلة عروض الأفلام التي نظمتها «شاشات»، والتي قاربت المئة، ما بين مهرجانيها الأول والثاني، في العديد من القرى والمخيمات الفلسطينية، وتنظيم عدد من ورش العمل المتخصصة للمخرجين والمخرجات»، مؤكدة أن أهمية ما تقوم به «شاشات» على أرض الواقع، يتمثل «ليس فقط في دعمها المخرجات الفلسطينيات، بل في التوجه، عبر عروضها المختلفة، إلى الجمهور الفلسطيني على مختلف شرائحه، وحيث هو، تكريساً لفلسفة نشر الثقافة السينمائية في الأراضي الفلسطينية».

وتؤكد حنان خلف، عضو مجلس إدارة «شاشات»، ما ذهبت إليه العايدي، مضيفة أن امتداد فاعليات المهرجان «جاء أيضاً لمراعاة الظروف السياسية والأمنية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، عبر الحواجز العسكرية، والاجتياحات المتكررة للمدن والقرى والمخيمات، وبالتالي كي يتمكن عدد أكبر من متابعة الفاعليات، ولا نجعل المهرجان رهينة لأي عمليات عسكرية إسرائيلية قد تأتي في وقت محدد يتزامن مع توقيت المهرجان، كما هي الحال في تلك المهرجانات التي تقصر فاعلياتها على أسبوع أو أقل، وفي مدينة بعينها».

انحياز

من جهتها تؤكد د. علياء أرصغلي، انحياز مؤسسة «شاشات»، التي تديرها، نحو سينما المرأة كمنتج لا كـ «تيمة»، «فما يهم شاشات دعم صانعات الأفلام الفلسطينيات، وعرض أفلام لهن ولصانعات أفلام ومخرجات عربيات وأجنبيات، وليس التعاطي مع سينما المرأة كـ «تيمة»، لا سيما أن صانعي الأفلام الرجال، حين يقدمون أفلاماً تناقش قضايا نسائية، يطلون على عوالم هم في الأصل ليسوا جزءاً منها». وتقول: «تسعى شاشات لتأكيد دور المرأة كصانعة للثقافة في القرن الحادي والعشرين، مع تسليط الأضواء على دورها وتجاربها في هذه الصناعة في القرن الماضي، وتخص بالاهتمام صانعات الأفلام، من مخرجات ومنتجات فلسطينيات في الدرجة الأولى، مع عدم إهمال التجارب العربية والعالمية، لإدراكها أهمية الدور الذي تلعبه السينما في صوغ الوعي العام للشعوب».

وترفض أرصغلي الطريقة التي تتعاطى بها الأفلام مع المرأة كرمز لشيء آخر (الوطن، الأرض، القضية)، مؤكدة أهمية أن تعبر المرأة عن نفسها، «بعيداً من المحددات التي قد تفرضها مفاهيم اجتماعية وجسدية سائدة».

وتشدد ارصغلي على أهمية جولة المخرجات الفلسطينيات في الجامعات، «لكونها تساهم في جسر الهوة بين الإبداع السينمائي النسوي في فلسطين والجمهور، وتعمل على تشجيع العديد من طلاب الجامعات، على وجه الخصوص، على السير على طريق هؤلاء المبدعات»، لافتة إلى أهمية المحاضرات، وورش العمل، التي يتضمنها المهرجان، وتشرف عليها مخرجات ومنتجات وصانعات أفلام عالميات.

الحياة اللندنية في 22 سبتمبر 2006

لعبة سهر الليالي فشلت في العشق

القاهرة- محمد أبوكريشة:  

هناك تعبيران يستخدمهما أهل الفن كثيرا هذه الايام، أولهما الأفلام الرومانسية، وثانيهما السينما النظيفة· فهم يرون ان الرومانسية تعني قصص الحب الملتهبة والساخنة حتى ولو كان أساسها خيانة زوج لزوجته او زوجة لزوجها، قصص مليئة بالقبلات والاحضان والعلاقات المحرمة، رغم ان للرومانسية تعريفا مناقضا تماما ليس هنا مجال الاسهاب فيه·

اما السينما النظيفة فهي في رأيهم تلك الخالية من القبلات الملتهبة حتى وان كانت مليئة بالغدر والخيانة والادمان وبنات الليل· وخلوها من القبلات عندهم هو الذي يجعلها نظيفة·

شعار الرومانسية والسينما النظيفة رفعه فيلم ''عن العشق والهوى'' بطولة احمد السقا ومنى زكي وغادة عبدالرازق ومنة شلبي وبشرى وخالد صالح وطارق لطفي ومجدي كامل وهو من تأليف السيناريست تامر حبيب صاحب الفيلمين الشهيرين ''سهر الليالي'' و''حب البنات'' واخراج كاملة ابوذكرى وهو تجربتها السينمائية الطويلة الثالثة بعد فيلمي ''سنة اولى نصب'' و''ملك وكتابة''·

وهناك عدة ملاحظات خارج الفيلم جديرة بالرصد منها ان اغلب رواد دور العرض التي عرضت الفيلم من الفتيات اللاتي حلمن بالتأكيد بوجبة عشق دسمة مناهم بها عنوان الفيلم ''عن العشق والهوى''·

وقبل الدخول في التفاصيل ينبغي الاعتراف بأن ابطال الفيلم تباروا في الاداء الجيد وحاول كل منهم ان يتمكن من ادواته وان يمسك بخيوط دوره رغم ان حظوظهم من النجاح لم تكن متساوية في هذه الجزئية، اما لأن السيناريو لم يسعفهم او لأن الدور افلت منهم في بعض الأحيان·

وحاول السيناريست تامر حبيب ان يمارس نفس اللعبة التي مارسها في فيلمه الأشهر ''سهر الليالي''، وتتلخص في توليفة علاقات بين شخصيات الفيلم مع ربطها بخيوط درامية تجعلها تسير في اتجاه واحد نحو الهدف النهائي للفيلم· ولكن حظ تامر حبيب لم يكن حسنا هذه المرة عندما اراد تكرار ''سهر الليالي'' في فيلمه الاخير ''عن العشق والهوى''·

الفيلم مبني على مجموعة من علاقات العشق والهوى بين الابطال، اما فلسفة العنوان فإننا نستنتجها استنتاجا دون ان يذكرها لنا أحد من صناع الفيلم· فقد أراد المؤلف ان يقول ان العشق شيء والهوى شيء آخر· فالأول وجداني روحي والثاني جسدي حسي، والمفترض ان هناك صراعا في الفيلم بين العشق الروحي والهوى الحسي، لكننا لم نلاحظ هذا الصراع بل رأينا انتصارا ساحقا للهوى، ولم يكن للعشق المقصود الا وجود باهت للغاية في بداية الفيلم من خلال قصة الحب بين البطلين احمد السقا ومنى زكي، وهي القصة التي لم تعمر طويلا وتحول كل من طرفيها سريعا من العشق الى الهوى·

علاقات بلا منطق

نعرف في بداية الفيلم ان هناك قصة حب بين احمد السقا ومنى زكي التي تهوى الموسيقى وتود ان تشق طريقها في عالم الفن· ولكن طارق لطفي شقيق السقا يفاجئ اخاه بأن لمنى زكي شقيقة ''غادة عبدالرازق'' تعمل في بار ولا تكتفي بتقديم الطعام والشراب للزبائن بل تقدم لهم نفسها ايضا كبائعة هوى· يهجر السقا منى زكي ويتزوج ''بشرى'' بشكل تقليدي عن طريق الأسرة وينجب منها طفله الوحيد، ولكنه زواج بلا حب كما يقال· وبسرعة ايضا يقع السقا في غرام سكرتيرته ''منة شلبي'' ويتزوجها سرا ثم تحمل منه وتطالبه بإعلان زواجهما فيفعل ويؤدي ذلك الى انفصاله عن زوجته ''بشرى''·

اما منى زكي فإنها تدخل علاقة آثمة وبسرعة ايضا مع جارها المدمن الشمام كما تسميه ''مجدي كامل'' وتحمل منه وتحاول اجهاض نفسها الى ان تلتقي في آخر مشهد مع الفنان الذي اكتشفها وأنتج لها اغانيها ''شريف منير''· ويبدو من الحوار انهما على وشك الحب والزواج وهكذا ظهر شريف منير في آخر مشهد كضيف شرف ربما ليليق بالزواج من منى زكي التي لا يمكن بالطبع ان تتزوج كومبارس·

وتظهر الأحداث ''طارق لطفي'' عاشقا لزوجة اخيه ''بشرى'' التي تبكي على كتفيه ويقبلها على رأسها ونستنتج بالطبع ان ''السقا'' عندما يطلق ''بشرى'' سيتزوجها ''طارق لطفي''·

ولم يكن الدور في الفيلم مكسبا كبيراً لخالد صالح، لكن خالد نفسه مكسب للدور الذي كان صغيرا، فهو لرجل يتردد على البار الذي تعمل فيه غادة عبدالرازق ويكتشف فيها النبل والشهامة وتفانيها في تربية اختها منى زكي فيقرر انتشالها مما هي فيه والزواج منها، وتلك تيمة سينمائية صارت معروفة ومملة·

فقدان القدرة

كل العلاقات التي حاول تامر حبيب صياغتها في الفيلم افتقدت المنطق والقدرة على الإقناع رغم جهد الممثلين والنجاح اللافت للمخرجة كاملة ابوذكرى وقدراتها العالية على ادارة الكاميرا، وتمكنها من أدواتها وتطورها الملحوظ من فيلم الى آخر·

فقد أعادتنا كاملة الى اسلوب الإخفاء التدريجي والظهور التدريجي والانتقال الهادئ بين المشاهد، بدلاً من القطع المباشر والمفاجئ وهو اسلوب تمكن من توصيل رسالة الترابط بين الأحداث رغم تفكك السيناريو·

عموما لم يستطع تامر حبيب اقناع المشاهد بما يريد رغم جهد المخرجة والممثلين في سد النقص وضبط الإيقاع، فلم نر اي منطق لإقامة علاقة او فشل علاقة اخرى· ولم نقتنع بالهدف من انتصار النزوات والهوى على العشق الحقيقي، ولم يصل الينا شعار السينما النظيفة الذي رفعه صناع الفيلم·

واذا كان هناك منطق في هجر احمد السقا لمنى زكي، فلا يوجد اي منطق في زواجه السريع من فتاة لا يحبها ''بشرى''· ولا يوجد منطق في نجاح علاقته بامرأة عرفها بنزوة وهي ''منة شلبي'' التي كانت متزوجة من رجل آخر وانفصلت عنه وتزوجها السقا وعاش معها الحب بكل تفاصيله·

أجاد أحمد السقا في أول دور رومانسي له في السينما بعد سلسلة افلام الأكشن التي نجح فيها واكتسب من خلالها جماهيرية· لكن السقا لم يبرع في الرومانسية نفس براعته في الأكشن ولعله اضطراب التجربة الاولى· ولاحظنا ان السقا بكى كثيرا وانتحب في معظم مشاهد الفيلم وقابل المشاهدون بكاءه بالسخرية والضحك مما أفقد الشخصية رجولتها وتماسكها المفترض·

أما منى زكي فقد أجادت في حدود السيناريو، لكنها لم تجتهد ولم نلحظ تطورا في دورها الذي مر بمرحلتي حبها للسقا ثم احباطها ووقوعها في شباك جارها المدمن· فقد ظلت ملامح منى كما هي وظل اداؤها رومانسيا تقليديا في المرحلتين·

وقد استطاعت غادة عبدالرازق سرقة الكاميرا من الجميع ويبدو انها استعدت جيدا لدور بائعة الهوى فأدته بتمكن واقتدار· وافضل ما فعلته غادة انها استطاعت اقناعنا بأنها فعلا بائعة هوى دون ان تلجأ الى ما يخدش حياء المشاهد· لكن ما أراده المؤلف من استدرار العطف والاحترام لبائعة الهوى لم يتحقق وهذا ليس ذنب غادة عبدالرازق·

أما مجدي كامل فكان بالفعل مفاجأة الفيلم لأنه أدى دوره كمدمن واستطاع اقناع المشاهد بكل مواقفه وردود أفعاله· ومهما يكن الرأي في الفيلم فإنه يعد خروجا على المألوف وسباحة ضد التيار السائد في السينما المصرية، وقد راهن صناعه على الجمهور وكسبوا الرهان لأنه حقق ايرادات عالية·

الإتحاد الإماراتية في 22 سبتمبر 2006

 

بعدما انفض المولد السينمائي.. نجوم الكوميديا خارج الحسابات

هبة عبد المجيد  

التوتر والصراعات التى وصلت لمرحلة الضرب تحت الحزام فى أحيان كثيرة، كانت أبرز ملامح موسم الصيف السينمائى والذى جاءت نهايته معلنة إعادة صياغة للخريطة الفنية بشكل عام، سواء نجومها أو أنماطها، خسر البعض وكسب البعض الآخر، صعدت أسماء وهبطت أخرى، ما يؤكد ضرورة أن يعيد الكل حساباته خاصة منتجى الأفلام وموزعيها بعدما طالت الخسارة الجميع، أيضا النجوم على السواء والكوميديانات بشكل خاص بعدما فشلوا جميعا فى إحراز ما كانوا يأملونه من إيرادات، وفى مقدمة هؤلاء محمد سعد الذى لم يحقق ملايينه المعتادة رغم تفوقه على أقرانه وتصدر القائمة..

قد لا يصدق البعض أن الإعداد لموسم صيف 2007 قد بدأ التخطيط له من الآن وفقا لما حدث من تغيرات خلال هذا الموسم، فالتبديل والإحلال بات ضرورة ملحة خاصة بعدما ضربت الكوميديا فى مقتل وصعدت للقمة ألوان أخرى لم تكن فى الحسبان، ألوان لا علاقة لها بضخامة الإنتاج أو الدعاية رغم أهميتهما بدليل عدم نجاح فيلم "حليم" رغم كل ما سبقه من دعاية، إضافة لحالة التعاطف مع الفيلم بسبب رحيل نجمه، أيضا فيلم "عمارة يعقوبيان" لم يحصد ما كان مخططا له، وإن كان البعض من نجومه نجحوا فى الاستفادة منه..

صعود وهبوط

عوامل كثيرة لعبت دورا فى التقليل من حجم الإيرادات فى هذا الموسم مقارنة بالمواسم المماثلة ربما أبرزها ما تعرض له لبنان من اعتداءات، بالإضافة لمباريات كأس العالم التى ساهمت مع ظروف الحرب بقدر لا يستهان به فى عزوف المواطنين عن السينما.

غير أن ما لفت نظر صناع السينما وسيلعب دورا فى تغيير الخريطة شكلا ومضمونا، عوامل أخرى تتعلق بسيادة لون آخر من السينما بدأ يتحسس طريقه للساحة، سينما لا تخضع لإرادة النجوم على حد تعبير الناقد طارق الشناوى ولكنها ترفع شعار الفيلم قبل النجم، وهو ما كان غير متعارف عليه سينمائيا خلال السنوات السابقة، خاصة بعدما فشل نجوم الكوميديا فى الاستحواذ على الجماهير والتى انحازت بكامل إرادتها لألوان أخرى مثل فيلم "أوقات فراغ" الذى حقق نجاحا جماهيريا ونقديا لم يكن يتوقعه أحد، ضاربا عرض الحائط بكل موازين السينما ومعاييرها الخاصة بالإيرادات أو بسطوة النجم أو حتى بضخامة الإنتاج.

على رأس قائمة الصاعدين، يقف الزعيم عادل إمام بدور زكى الدسوقى الذى قدمه فى "عمارة يعقوبيان"، وهو دور أعاده بقوة لدائرة المنافسة ليس فقط فى مجال الكوميديا، ولكن للقمة بشكل عام، منحازا فيه للفن وليس للإيرادات، لدور يبقيه فى ذاكرة السينما ويمنحه حضورا قويا على الخريطه الفنية، وهى تجربة من المؤكد أنها ستجعل الزعيم يتأنى فى خطواته القادمة فما حققه من نجاح لا يمكن التضحية به مهما كان. من العمارة نجح أيضا الخالدان الصاوى وصالح، الأول بدور الصحفى الشاذ والذى قدمه بحرفية ووعى شديدى التميز، والآخر فى دور المسؤول السياسى وبأداء متميز وبحرفية عاليه منحته مزيدا من التميز على الخريطة الفنية..

فتيان السينما وفتياتها

مع صعود الشباب لقمة المشهد السينمائى كان هناك أكثر من منافس لدور الفتى الأول، وخلال المواسم السابقة كانت المنافسة تنحصر بين كريم عبد العزيز وأحمد السقا، ومؤخرا لحق بهما أحمد عز، ونظرا لأن كل فنان من هؤلاء كان يتسيد القمة فى موسم منفصل، لذا ظلت المنافسة تشتعل فيما بينهما دونما حسم، خاصة وأن كلا منهما رفع راياته فى لون خاص به، فالسقا حاز اللقب عبر نجاحه فى سينما الأكشن الممزوجة بقليل من الرومانسية، بينما قدم كريم خليطا بين الكوميديا والرومانسية والأكشن البسيط، منحازا فى نماذجه دائما للطبقات الشعبية، فيما اختار عز الرومانسية والأكشن بمزيج آخر مختلف عن كريم..

وخصوصية هذا الموسم تنحصر فى "المواجهة" التى فرضت على السقا وكريم أن يلتقيا وجها لوجه خلال موسم واحد والطريف أن كلا منهما غير القالب الذى سبق وأطل من خلاله لجماهيره، وبينما تقبل الجمهور كريم عبد العزيز فى ثوب الأكشن لم يتقبل الجمهورالسقا بعيدا عن الأكشن رغم أن التجربة بشكل عام نالت قبول الجماهير واستحسانها، بدليل تميز أكثر من عنصر فى مقدمتهم الفنانة منة شلبى والتى استحقت هذا الموسم نجمة الصيف بدوريها فى "العشق والهوى"، و"واحد من الناس"، رغم صغر مساحة دورها فيه، إلا أنها نجحت فى أن تضع بصمتها الخاصة جدا والتى تدفعها بهذه التجارب لمكانة متميزة، متفوقة بذلك على بنات جيلها هند صبرى "عمارة يعقوبيان" ومنى زكى بفيلميها "حليم"، و"العشق والهوى".

حضور منة "المبهر" لا يلغى "طلة" هند المتميزة فى العمارة، أو منى زكى فى "حليم"، ولكنه يضعها فى مرتبه متقدمة عنهما. فى الكوميديا ورغم المنافسة الشرسة التى خاضها شباب الكوميديا فيما بينهم، والتى أسفرت عن تصدر الفنان محمد سعد للقمة كالعادة، متفوقا على أقرانه من النجوم الشباب، فإنه ومعه أقرانه قد لحقتهم الخسارة لعدم قدرتهم على تقديم كوميديا تقدم الى جوار الضحك قيمة لا يمكن الاستهانة بها، وهو ما لم يتحقق من الجميع.

العرب أنلاين في 19 سبتمبر 2006

 

سينماتك

 

الــدورة الـرابــعــــة لـمــهــــرجــــان الفـــــيــلــم الــمــتـــوســــطــي القـــصـــيــر فـي طــــنــجـــة

مـتــعــة وعـــذاب وتــضـــامــن مـع لــبــــنــان لـكـــن لا اكـــتــشــــافـــات عــظــــيــمــة

طنجة - من هوفيك حبشيان:

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك