من ضمن ما عرض للمرة الأولى فى العالم من أفلام فى مهرجان روتردام السينمائى فيلم أخى عرفات للمخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى، وهو نفسه الذى افتتح به مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، مساء أمس الأول الجمعة.

هذا الفيلم يمكن اعتباره من نوع الفيلم غير الخيالى، ولعله اصطلاح جديد أكثر دقة من اصطلاح فيلم تسجيلى، فالمخرج هنا لا يسجل فقط، بل يسجل ويوثق، ويعيد ترتيب الوقائع، ويحقق فى الأحداث، وينقب وراء الشخصية التى يتناولها، كما يستخدم أسلوب المخرج الممثل داخل الفيلم، من خلال تحول المخرج مشهراوى نفسه إلى ممثل يؤدى دوره الحقيقى كمخرج، ويطرح التساؤلات أمام الكاميرا، بل ويسعى أيضا للعثور على إجابات.

ويعتبر الفيلم الذى يبلغ زمن عرضه 90 دقيقة تجربة غير مسبوقة فى السينما العربية. فكما فعل المخرج الألمانى الشهير فيم فيندرز فى السبعينيات عندما اتفق مع المخرج الأمريكى الكبير نيكولاس راى على أن يصوره خلال أيامه الأخيرة وهو على فراش المرض فى العاصمة الفرنسية يتلقى العلاج داخل أحد مستشفياتها، ويروى وهو يواجه الموت اعترافاته المثيرة، يصاحب رشيد مشهراوى الدكتور فتحى عرفات شقيق الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات خلال رحلة علاجه من السرطان فى باريس وحتى وفاته. إلا أنه لا يتوقف فقط عند المقابلات الطويلة عن ذكريات المريض وعلاقته بشقيقه الذى كان لا يزال على قيد الحياة، بل يتخذ من المادة الدرامية التى توفرها الشخصية، مدخلا للتعرف على المأزق الفلسطينى العام، دون أن يطرح وجهة نظر جاهزة مسبقة.

طائر العنقاء

يبدأ الفيلم بالمخرج مشهراوى وهو يواجه الكاميرا ويقول إنه يواجه منذ فترة سؤالا واحدا لا يكف الآخرون، فى العالم الخارجى عن طرحه عليه. هذا السؤال هو: وماذا بعد؟ والمقصود من التساؤل عن السبيل للخروج من الموقف الحالى الذى لم يعد يحتمل تأجيلا، بعد كل المعاناة والعجز والتشتت واليأس الذى يخيم على الحالة الفلسطينية، كأن الفلسطينيين فى انتظار عودة طائر العنقاء الخرافى.

يقول مشهراوى إنه فكر طويلا فى السؤال وتوصل إلى أن الإجابة ربما توجد عند شخص واحد فقط، هو ياسر عرفات الذى ظل لمدة خمسين عاما يقبض على كل شيء.. على أدق أمور حياتنا كما يقول. ويضيف مشهراوى أن أكثر من يعرف ياسر عرفات منذ الطفولة هو شقيقه فتحى عرفات. وهذا هو المدخل الطبيعى لما سنشاهده.

يتوجه مشهراوى بالكاميرا إلى القاهرة حيث يقيم فتحى عرفات، لكنه يضطر للانتظار أياما طويلة عند المعبر بين قطاع غزة وإسرائيل، ويصور الوضع القاسى القائم هناك: عشرات الأشخاص يتدافعون وعشرات السيارات تصطف فى فوضى والبعض يحمل معه فراشا لقضاء الليل، والبعض الآخر يرقد فى العراء، والجميع يدخن فى توتر، وأجهزة الهاتف المحمول لا تكف عن الرنين.

ويتمكن المخرج فى النهاية من الوصول إلى القاهرة، ويبدأ أولى جلساته مع فتحى عرفات الذى يبدو متمتعا بحالة معنوية عالية رغم تدهور حالته الصحية. ويقوم الاثنان معا بزيارة المنزل الذى كان يقيم فيه عرفات منذ الخمسينيات وظل يتردد عليه إلى ما بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 3991. ويتحدث فتحى عن علاقته بشقيقه منذ الطفولة، ويوضح الفرق بينه وبين شقيقه خلال مرحلة الدراسة الثانوية ثم الجامعية، بعد أن سيطرت الاهتمامات السياسية على عرفات واستولت عليه تماما، فى حين أدرك فتحى مبكرا أنه لا يستطيع أن ينذر نفسه تماما للسياسة.

ويروى فتحى الذى يخضغ لجلسات مكثفة من العلاج بالأدوية الكيميائية، كيف اضطر عرفات للعمل كمدرس للرياضيات فى إحدى المدارس الخاصة فى القاهرة ثم سجن بسبب نشاطه السياسى التحريضى، وكان ذلك فى أوائل الخمسنيات، وكيف اضطر فتحى للتطوع للعمل بدلا منه لكى يحافظ على الراتب الجيد ستة جنيهات. ويتحدث عن لقاء عرفات بشخصيات عديدة فى شبابه، ثم تخرجه فى كلية الهندسة، ثم التحاقه بالجيش المصرى والمشاركة فى حرب عام 1956.

وينتقل مشهراوى مع فتحى إلى باريس، ويصوره أكثر من مرة وهو يتحدث هاتفيا مع شقيقه الموجود فى رام الله، ثم يصور جانبا من مقابلة أجراها التليفزيون الفرنسى مع فتحى، يتحدث خلالها ربما للمرة الأولى عن عيوب شقيقه ومنها التغاضى عن فساد بعض رفاقه فى السلطة. ويرتب مشهراوى مقابلة مع ياسر عرفات عن طريق فتحى، إلا أنه لا يتمكن من العبور إلى الجانب الآخر من مصر بسهولة، ويضطر مجددا للانتظار على الحدود بين غزة ومصر أياما مع صديق له يقول إنه يحلم بدولة مستقلة جديدة وبأبو عمار جديد.. بدون حطة. إلا أنه يضفى طرافة على الموقف عندما يقول إن المشكلة ربما ستنشأ عندئذ من غياب الهواتف المحمولة!

ماذا بعد؟

يتمكن فتحى من الحصول على تصريح لرشيد بزيارة رام الله لمدة يومين فقط من السلطات الإسرائيلية، حيث يلتقى عرفات ويتناول الاثنان الغداء معه. ويتمكن رشيد من طرح السؤال الذى يشغله باختصار: وماذا بعد؟

يصمت عرفات طويلا، يبدو السؤال وقد سبب له حرجا هائلا بل بالأحرى ألما كبيرا. وبعد جهد كبير يجيب وهو يغالب رغبة واضحة فى البكاء: إنا لها! ويتساءل رشيد معقبا: إنا لها يعنى لازم نصبر!

يمد مشهراوى إحساسه بالمرارة أكثر، فيقول إنه سيصور فيلما فى مخيمات اللاجئين فى سوريا ولبنان والأردن عن الذين ينتظرون منذ عشرات السنين هناك. وينتقل بالفعل إلى أحد المخيمات فى لبنان، يطرح الأسئلة لكنه لا يتلقى إجابات شافية.

وفى مشهد مبتكر، يجرى اختبارا لممثل فلسطينى أمام الكاميرا أكثر من مرة، حيث يقول الرجل إنه فى الثانية والخمسين من عمره، أى بعمر الصراع نفسه، ويتساءل بمرارة عن معنى الانتظار. وفى القاهرة، يرقد فتحى فى حالة حرجة بعد أن انتشر السرطان فى جسده، ودخل فى غيبوبة.

من جهة أخرى، تتدهور الحالة الصحية لعرفات وينقل إلى باريس، وكأن الرجلين تبادلا المواقع. فتحى فى غيبوبة لا يعلم بما حدث لشقيقه، والشقيق أصبح على أعتاب الموت. ويموت عرفات وتقام له تلك الجنازة المهيبة فى رام الله، وهو مشهد يضمه مشهراوى إلى فيلمه لكى يصل به إلى ذروته العاطفية، ثم يخبرنا أن فتحى توفى فى القاهرة بعد ثلاثة أسابيع بالضبط من وفاة شقيقه، دون أن يعلم أحدهما بوفاة الآخر!

الخاص والعام

وبغرض كسر حدة العاطفية وتجنب الوقوع فى النمطية، يكسر مشهراوى التسلسل من خلال اللقطات التى يظهر فيها معلقا ومتسائلا بصوت عال، كما يربط بين العام والخاص، بين المأزق الفلسطينى العام، وبين النهاية التى جاءت بصورة سريعة: نهاية كل من الفاعل الأول والشاهد الأول.

ويصور مشهراوى مشاهد المظاهرات التى اندلعت بالضفة الغربية احتجاجا على التهديدات الإسرائيلية بطرد عرفات، ومشاهد الفوضى الصارخة على الحدود المصرية الإسرائيلية، ويربط بين قضيته الشخصية والوضع العام الشائك، عندما نرى كيف أصبح مشهراوى الذى أقام لسنوات فى رام الله عاجزا عن دخولها إلا بتصريح محدود ليومين فقط يحصل عليه بتوسط من كبار المسؤولين الفلسطينيين، ويصور كيف يدفع الوضع الاقتصادى الخانق فى غزة الشباب إلى مواصلة الاحتجاجات العنيفة، غير أن أبرز ما يميز الفيلم، ذلك الوجه الآخر لياسر عرفات الذى يخرج به المشاهدون من خلال روايات فتحى عن شقيقه، وما يحتفظ به من عشرات الصور النادرة منذ الطفولة، والتراجيديا التى تجعل نهاية الرجلين متقاربة زمنيا، وكأنها تشهد على نهاية عصر، وبداية عصر آخر.

العربي المصرية في 17 سبتمبر 2006

 

«القصر الكبير» يستضيف الفنان والمنتج السينمائي...

معرض باريسي يكشف أسرار والت ديزني

باريس – أنطوان جوكي 

هل يجوز عرض الرسوم المتحركة التي أنتجها السينمائي الشهير والت ديزني (1901-1966) في متحف باريسي مهم مثل «القصر الكبير؟ سؤال سيطرحه نقاد وصحافيون كثر في الأيام المقبلة، ويختلفون في الإجابة عليه، بعد افتتاح معرض مثير حول هذا الفنان في «المعبد» الذي استقبل منذ تشييده أبرز الوجوه والحركات الفنية التي عرفتها أوروبا في العصر الحديث. نموذجٌ للتسلية الشعبية السطحية، بالنسبة إلى البعض، قصّاصٌ عبقري، وفقاً للبعض الآخر، ها انه اليوم يدخل المتحف، وليس أي متحفٍ، ويُرقّى إلى مرتبة كبار الفنانين في تاريخ الفن الحديث. فهل من مبالغة؟

الجدير ذكره أولاً هو أن شهرة ديزني الواسعة التي ستساهم بسرعة في فرضه كأحد أبرز ممثلي الثقافة الجماهيرية، ستحجب في الوقت ذاته الظروف المثيرة التي انطلقت فيها مغامرته الفنية. فهذا الرجل الذي لم يكن مثقفاً بالمعنى العميق للكلمة وكان يخشى أن يُنظر إليه انطلاقاً من هذا الاعتبار، تمتع منذ بداية مساره بفضول وشغف أولئك الذين يتعلمون على ذاتهم. وثقافته المكوّنة من عناصر قليلة التجانس هي التي غذّت مختلف جوانب إبداعه، بينما قاده حدسه الفني غالباً إلى مناطق لا نتوقع عادة أن يبلغها مؤلّف رسوم متحركة.

ومنذ منتصف الثلاثينات، جمع ديزني جميع المعلومات الممكن الحصول عليها حول الفنانين الأوروبيين الذين يمكن لأساليبهم أن تناسب مشاريعه، وكان من الذكاء بحيث قام بتوظيف عددٍ مهم من الفنانين الذين كانت تتخطى معارفهم بكثير ثقافته المتواضعة، ومعظمهم من أوروبا، مثل السويسري ألبر هورتر والسويدي غوستاف تينغرين والدنماركي كاي نيلسن والهنغاري فردينان هورفاث والإيرلندي دايفيد هول. وبالفعل، دخل هؤلاء الفنانون المتعلمون في أرقى الأكاديميات الأوروبية إلى محترفاته وفي جعبتهم مهاراتهم الفنية التقنية (رسم، تلوين، نحت أو تزيين كتب) ولكن أيضاً التقاليد الجمالية الخاصة بموطن كل واحدٍ منهم. ولم يكن الفنانون الأميركيون الذين استقدمهم ديزني للعمل أيضاً في محترفاته، أقل مهارة من زملائهم الأوروبيين، ونذكر منهم جو غرانت المولع بفن دوميي، وفلاديمير تيتلا الذي كان تلميذ رودان، وإفيند إيرك المتخصص بالفن الفلمندي والإيطالي.

أبحاث ديزني الأولى انحصرت خلال فترة العشرينات في إتقان تقنية الرسم المتحرّك، فقرأ أهم الكتب المتوافرة حول هذا الموضوع وتوقف خصوصاً عند أعمال المصور البريطاني-الأميركي إدفيرد مويبريدج (1830-1904) وابتكارات الفرنسي إميل رينو (1844-1918) في ميدان الصورة المتحرّكة. وبعد مرحلة استيعاب التقنيات المتوافرة، لاحظ أهمية الأدب الأوروبي كمصدر مواضيع لا ينضب لأفلامه القصيرة. وبمساعدة الفنانين المحيطين به ونصائحهم، بدأ باقتناء أعدادٍ كبيرة من الكتب وشيّد عام 1934 مكتبة ضخمة لهذا الغرض داخل أحد محترفاته لا تزال موجودة إلى حد اليوم. ولن تلبث هذه المكتبة أن تمتلئ بسرعة بالمراجع الأدبية والفنية، خصوصاً بعد سفره إلى أوروبا عام 1935 لمدة ثلاثة أشهر حيث اشترى مجموعة ضخمة من الكتب (350) نعثر داخلها على نسخ مختلفة التزيين لحكايات إيزوب الخرافية ومغامرات بينوكيو (كولّودي) وقصص بيرو والأخوين غريم وكتاب «أليس في بلاد العجائب» (لويس كارول)... كما نعثر داخل هذه المجموعة على جميع الرسامين الأوروبيين الذين عملوا في مجال تزيين الكتب مثل غوستاف دوري ودوميي وغرانفيل وأرثور راكام ولودفيك ريختر وويلهايم بوش وهينريش كلاي وأتيليو موسّينو وشارل فولكارت...

ويحاول المعرض الحالي إلقاء الضوء على غنى مصادر وحي ديزني وتنوعها المذهل بغض النظر عن إنتاج المؤسسة التي تحمل اسمه ومن دون السعي إلى مقاربة شاملة لأعماله. فكثير من المشاريع التي حققها أهملت، مثل الأفلام الوثائقية أو العادية (بشخصيات واقعية)، بهدف التركيز على أفلام الرسوم المتحرّكة الطويلة التي تم انتجت تحت إشرافه الشخصي، أي من فيلم «الثليجة البيضاء والأقزام السبعة» (1937) وحتى فيلم «كتاب الغابة» الذي خرج بضعة أشهر بعد وفاته. وعلى أساس هذه المادة المحدودة (15 فيلماً)، أُعيد تشكيل مصادر وحي ديزني وترتيبها وفقاً لتسلسلها التاريخي، الأمر الذي يمنح الزائر فرصة الإمساك داخل هذه الأفلام بالروابط التي تجمع بين ثقافة أوروبا العلمية (savante) وثقافة أميركا الشعبية. ولهذه الغاية، تم، وللمرة الأولى، مقابلة الرسوم الأصلية لمحترفات ديزني والأعمال الفنية الأوروبية التي أوحت بها والتي تنتمي إلى الحقبة الممتدة من القرون الوسطى الغوطية وحتى السوريالية. وبالفعل، يتبين لنا داخل هذه الرسوم آثار فن غوستاف دوري ودوميي والرسامين الرومانسيين والرمزيين الألمان والرسامين الإنكليز الذي قلدوا الأسلوب الفني الإيطالي السابق لرافاييل، والرسامين البدائيين الفلامنديين والسينما التعبيرية الألمانية.

ويستحضر المعرض في بدايته خطوات ديزني الأولى مع ابتكاره شخصية «ميكي» (Mickey) داخل أول فيلم قصير بالرسوم المتحركة في تاريخ السينما. أما الصالات التالية فقد خُصصت تباعاً لمصادر ديزني الأدبية والسينمائية المذكورة أعلاه، ثم للمصادر التي أوحت له بديكور أفلامه وبالمشاهد الطبيعية الحاضرة في هذه الأفلام. ويتوقف المعرض خصوصاً عند التعاون المثير بين ديزني وسلفادور دالي عام 1946 حول مشروع فيلم «قدر» (Destino) الذي لن يرى النور إلا عام 2003، والذي نتج عنه نحو مئة لوحة يمنحنا المعرض فرصة مشاهدة عددٍ منها للمرة الأولى، قبل أن ينتقل بنا إلى التأثيرات التي خلّفها إنتاج ديزني على الفن الحديث والمعاصر.

وبالفعل، أثار هذا الإنتاج اهتمام الفنانين الغربيين باكراً، وبخاصة في الحقل السينمائي. فقبل إخراج فيلم «إيفان الرهيب» (1945)، اهتم السينمائي الكبير آيزنشتاين والموسيقار بروكوفييف بالعمل الذي حققه ديزني والموسيقار ليوبولد ستوكوفسكي في فيلم Fantasia. وعند منتصف الستينات، حوّلت حركة «بوب آرت»، ولو على خلفية نقدية، شخصيَات ديزني إلى أيقونات فنية. فمع أن أندي وارهول أراد من وراء تكرار شخصيتي ميكي ودونالد بشكل تسلسلي في عددٍ من لوحاته، نقد الثقافة الشعبية التي ينتميان إليها، مثلما فعل مع صورة مارلين مونرو وعلبة الفاصولياء، إلا أنه امتدح في العمق، وفي هذه اللوحات بالذات، المطاوعة الاستثنائية لرسم ديزني والتحوّلات التي لا تحصى لخطّه الذي يظهر كنتيجة لقابلية النسخ ولكن أيضاً كشرط لها.

الحياة اللبنانية في 13 سبتمبر 2006

 

السندريلا في المحاكم

'السندريلا' و'العندليب' مهددان بعدم العرض في رمضان

 القاهرة – من سلامة عبد الحميد  

مسلسل عن سعاد حسني واخر عن عبدالحليم حافظ يواجهان دعاوي قضائية من ورثة الفنانين.

قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان وبينما يتسابق المخرجون المصريون للانتهاء من تصوير مسلسلاتهم الجديدة للحاق بمواعيد العرض بعد أن تم تسويقها، تهدد مشكلات قضائية عددا من الاعمال بالحرمان من العرض إذا لم يتم الفصل فيها قبل بدء أيام الشهر الكريم.

ولعل أقرب الاعمال عرضة لعدم العرض في رمضان مسلسل "السندريلا" الذي كتبه عاطف بشاي ويخرجه سمير سيف وتقوم ببطولته منى زكي ومدحت صالح وتدور أحداثه حول حياة الراحلة سعاد حسني. وشهد المسلسل صراعا قضائيا بين منتجه وشركة العدل للانتاج منذ اليوم الاول للاعلان عن بدء تصويره.

وأصدرت محكمة مصرية مؤخرا حكمها بإلزام منتج المسلسل طارق نور بوقف نشره أو عرضه وحق شركة العدل في إنتاج المسلسل بحسب تعاقدها السابق مع أسرة سعاد حسني مقابل مبالغ مالية تم دفعها بالفعل وتجهيزها لانتاج برنامج مسابقات تليفزيوني لاختيار وجه جديد للقيام بدور سعاد حسني على غرار برنامج "العندليب من يكون".

ورغم تلك الاحكام استمر تصوير المسلسل وتقدم منتجه بطلب لاستئناف الحكم القضائي في محاولة لتفادي أزمة حرمان المسلسل من العرض بناء على الحكم خاصة بعد إنهاء التعاقد مع محطة تليفزيون "إل بي سي" اللبنانية لعرضه حصريا طوال أيام رمضان.

لكن الموقف تأزم كثيرا عندما أصدر جهاز الرقابة على المصنفات الفنية استنادا إلى حكم المحكمة قرارا بإلغاء الترخيص الممنوح للمنتج بتصوير وعرض المسلسل حتى يتم الفصل في النزاع القضائي القائم حوله بما يعني عدم عرضه في رمضان باعتبار الفترة المتبقية لن تكفي للفصل في القضية.

كما يتعرض مسلسل "العندليب" لموقف مشابه حيث أقام محمد شبانة ابن شقيق عبد الحليم حافظ دعوى قضائية عاجلة يطلب فيها وقف عرض المسلسل الذي كتبه مدحت العدل ويخرجه جمال عبد الحميد ويقوم ببطولته عبلة كامل وكمال أبو رية والوجه الجديد شادي شامل ويتناول سيرة حياة عبد الحليم.

واستند شبانة في دعواه الى مخالفة شركة العدل المنتجة للمسلسل لشروط العقد المبرم مع ورثة الفنان الراحل والذي يؤكد حقهم في الاطلاع على السيناريو قبل تصويره وهو الامر الذي تجاهلته الشركة مما أثار شكوك الورثة تجاه نيتهم وطريقة مناقشتهم لعدد من التفاصيل المثيرة للمشاكل في حياة العندليب ومنها زواجه من سعاد حسني.

ورغم الدعوى القضائية القائمة استمر فريق عمل "العندليب" في التصوير أيضا في محاولة جادة للانتهاء من تجهيز المسلسل لعرضه في رمضان بعد أن تم التعاقد مع قناة "إم بي سي" لعرضه حصريا باعتبارها مشاركة في إنتاجه بعد أن شاركت في إنتاج البرنامج الخاص باختيار بطله الشاب وعرضته على شاشتها حصريا أيضا.

أما مسلسل "أحلام لا تنام" تأليف سماح الحريري وإخراج مجدي أبو عميرة وبطولة النجمة إلهام شاهين ونبيل الحلفاوي فتعرض لمشكلة مختلفة حيث أقامت الطبيبة المصرية رشا سمير دعوى قضائية متهمة منتجيه والمؤلفة بسرقة المسلسل من قصة قصيرة لها نشرتها ضمن مجموعة قصصية أصدرتها مؤخرا.

وطالبت في دعواها بوقف تصوير المسلسل ومنع عرضه لما في ذلك من تعدي على حقوقها المادية والادبية الموثقة حيث لم تتعاقد معها جهة الانتاج على حقوق استغلال القصة في مسلسل تليفزيوني في حين نسبت الكاتبة القصة لنفسها ووضعت اسمها على النص باعتبارها مؤلفته دون وجه حق.

وفي حين يستغرق الفصل في الدعاوى القضائية المماثلة الكثير من الوقت فإن الأعمال الثلاثة ليس لديها وقت كاف للانتهاء من تلك النزاعات التي تهدد بحرمانها من اللحاق بالعرض الرمضاني إضافة إلى أنها لا تزال قيد التصوير ولم يتم الانتهاء من أي منها بعد.

ميدل إيست أنلاين في 15 سبتمبر 2006

سينماتك

 

فيلم افتتاح مهرجان الإسماعيلية

أخى عرفات لرشيد مشهراوى.. الختيار الذى لا يعرفه أحد

أمير العمري

 

 

 

سينماتك

 

عشوائية وفوضى وخلافات و«ضربات تحت الحزام».. موسم 2006 السينمائي الأكثر سوءاً في مصر

القاهرة - علا الشافعي 

إذا كان هناك من صراع تجاري في السينما المصرية فإن هذا الصراع يدور عادة حول إيرادات موسم الصيف «الموسم الأهم» من وجهة نظر النجوم والقائمين على صناعة السينما، ولكن موسم عام 2006 استحق أن يطلق عليه لقب «الأسوأ بجدارة» ليس بسبب خفض وتراجع الإيرادات فقط، بل بسبب الصراعات والحروب الخفية التي قادها المنتجون ضد بعضهم البعض. فكل تكتل انتاجي كان يسعى جاهداً لأن يتربع نجمه على عرش الإيرادات بعيداً عن أي منطق أو أعراف، وتقاليد تحكم السوق السينمائي.

عشوائية

في بداية الموسم كان مقرراً عرض 20 فيلماً سينمائياً على مدى أشهر الصيف. ولكن استقر الأمر على 17 فيلماً فقط، وعلى رغم ذلك كان الارتباك والعشوائية هما السمتان المميزتان لشكل الموسم، فشهد الاسبوع الأول عرض ثلاثة أفلام دفعة واحدة وهي «الغواص» و «لخمة راس» و «زي الهوا» وفيلمان من الثلاثة يتسمان بالنزعة الرومانسية وكانت بطلتهما فنانة واحدة هي داليا البحيري. بعد ذلك زاد من حدة الارتباك بدء مباريات كأس العالم، ثم موسم امتحانات الثانوية العامة فانعكس كل ذلك على الإيرادات المتوقعة، ما أدى ببعض المنتجين إلى تأجيل عرض أفلامهم إلى ما بعد انتهاء مباريات كأس العالم مثلما حدث مع فيلم «العشق والهوى» من تمثيل أحمد السقا ومنى زكي، على رغم أن الفيلم كان جاهزاً للعرض منذ شهر شباط (فبراير) الفائت. وانعكس هذا الارتباك أيضاً على نجوم الكوميديا الذين تأخرت عروض أفلامهم إلى النصف الثاني من شهر تموز (يوليو) وتوالت فيه عروض الأفلام الكوميدية تباعاً «وش إجرام» لمحمد هنيدي، «جعلتني مجرماً» لأحمد حلمي، و «ظاظا» لهاني رمزي، و «كتكوت» لمحمد سعد.

وزاد من سوء المسألة ارتفاع أسعار البنزين داخل السوق المصرية، وبالتالي ارتفاع أسعار معظم السلع ما أثر سلباً على نسبة الأسر التي كانت ترتاد دور العرض، وتحديداً الذين يذهبون إلى «المولات التجارية» التي أصبحت تضم أكبر عدد من صالات السينما في القاهرة.

خلافات

لقد راق للبعض أن يطلق على الموسم السينمائي لعام 2006 اسم «موسم الضرب تحت الحزام» إذ قام معظم المنتجين بتسريب نسخ من أفلامهم وعرضها في حفلات منتصف الليل وقبل المواعيد المقررة لنزول الأفلام إلى دور العرض كنوع من «جس نبض» الجمهور - مخالفين بذلك قوانين غرفة صناعة السينما -.

مثلما حدث مع فيلم «عمارة يعقوبيان» و «العشق والهوى» و «حليم» و «زي الهوا» و «كتكوت» وللمرة الأولى وباتفاق ومجاملات الموزعين لبعضهم البعض رفعت أفلام من دور العرض لمصلحة أفلام أخرى، وإقامة حفلات عرض منتصف الليل أطلق «السوبر ميد نايت». وقام بعض الموزعين بسحب الأفلام المعروضة لديهم، لمصلحة الأفلام التي قاموا بإنتاجها، فقد قامت إسعاد يونس بسحب 20 نسخة من فيلم «حليم» الذي تقوم بتوزيعه لمصلحة فيلمها «واحد من الناس» - انتاجها الخاص -. كذلك سحب أفلام مثل «زي الهوا» و «العيال هربت» لمصلحة «العشق والهوى». والأمر نفسه تكرر من جانب «تكتل الفن السابع» والذي يضم شركات «الماسة» و «أوسكار» و «النصر» الذي قام بسحب «وش إجرام» و «ظاظا» لمصلحة فيلم محمد سعد «كتكوت»، خصوصاً بعد خسارتهم في الأفلام السابقة سواء أقاموا بتوزيعها فقط أو بإنتاجها.

ووصل الأمر ببعضهم إلى تعليق لافتات «كامل العدد» على أفلام منافسيهم في السوق لإجبار الجمهور على ارتياد أفلام مثل «كتكوت» و «العشق والهوى».

مفاجأة الموسم

الفيلم الوحيد الذي تخطى هذا النوع من الألاعيب، ليحقق لنفسه مكانة في موسم هو الأصعب، كان فيلم «أوقات فراغ» للمنتج حسين القلا الذي راهن على نجاحه مع مجموعة من الوجوه الجديدة. وفي البداية رفض معظم موزعي السينما المصرية عرض الفيلم في الدور التابعة لهم، ولكن بعد أن حقق الفيلم طفرة في الإيرادات تسابق الموزعون على طلبه.

إذاً فوضى التوزيع كانت أبرز سمات صيف 2006 السينمائي ما انعكس بشكل كبير على الإيرادات، إضافة إلى إصرار معظم النجوم وتحديداً نجوم الكوميديا على عرض أفلامهم في التوقيت نفسه، وجاء معظمها دون المتوقع. ويصح التساؤل الملح بعد كل هذه الفوضى. هل تحتاج صناعة السينما في مصر إلى تدخل الدولة، خصوصاً أن هناك ثلاث مؤسسات تتشابك علاقاتها معاً وتؤثر في صناعة السينما وهي «غرفة صناعة السينما»، ونقابة السينمائيين والدولة، ولكن عملياً لا توجد علاقة تنظم قوانين العمل بينها، لذلك فالفوضى هي السمة الغالبة لصناعة سينمائية من المفترض أنها الأقوى في المنطقة العربية، وبات يحق لكل موزع أو صاحب دار عرض أن يفعل ما يشاء بما أنه صاحب رأس المال والمتحكم في النجوم.

وإذا كانت التكلفة الإجمالية لأفلام موسم 2005 السينمائي وصلت إلى 80 مليون جنيه مصري، فيما تخطى إجمالي الإيرادات 1000 مليون جنيه (وجاء فيلم «بوحة» لمحمد سعد ليكون الأعلى إيراداً بواقع 26 مليوناً و512 ألفاً)، فإن الكلفة الإجمالية للأفلام وصلت في موسم 2006 الى 140 مليون جنيه، لكن الإيرادات حتى الآن لم تتخط الحصيلة الإجمالية الـ 100 مليون، والفيلم الأعلى إيراداً هو «يعقوبيان» الذي تخطت إيراداته 18 مليوناً و500 ألف جنيه مصري ما يعني أن الموسم السينمائي «خسران» بلغة المنتجين، ووصفه المنتج محمد العدل بأنه «الأسوأ» نظراً «لسوء التخطيط وعناد الموزعين بعرض أفلام تتناول تيمة واحدة أو ضرب نجوم لمصلحة نجوم، وتكديس الأفلام الكوميدية في نهاية الموسم الصيفي» وهو ما أثر سلباً على نجوم الموسم الذي تراجعت إيراداتهم خصوصاً مع اقتراب موعد شهر رمضان الكريم.

رهان النجوم

ما حدث من فوضى في الموسم السينمائي الصيفي لعام 2006 جعل كثراً من النجوم، وتحديداً نجوم الكوميديا، يفكرون في ضرورة إعادة النظر في مواعيد عرض أفلامهم والتي أصبحت معروفة سلفاً ومنذ سنوات سابقة حيث يتبارى النجوم على عرض أفلامهم في شهر تموز. ولكن «المجزرة» التي حدثت هذا العام جعلت نجوماً مثل محمد هنيدي وهاني رمزي وأحمد السقا يفكرون في العمل على تقديم أعمال جديدة يقومون بتصويرها في الفترة المقبلة لتكون جاهزة للعرض في عيد الأضحى المبارك تعويضاً عن خسارتهم في الموسم الصيفي. وإعادة النظر في شكل الأفلام المقدمة ضرورة يراها المخرج محمد خان، خصوصاً أن معظم النجوم أصبحوا يحصرون أنفسهم في منطقة معينة، لذلك عليهم التعامل بشكل أذكى فنياً مع ما يقدمون للجمهور.

مهما يكن فإننا نجد أن موسم الصيف شهد تنوعاً في الأفلام التي عرضت ما بين الكوميدي والرومانسي والدرامي والاجتماعي والتاريخي، ولكن سوء التخطيط وصراع النجوم على لقب «الأعلى إيراداً»، والظروف الاقتصادية، كل هذا أطاح بأحلام النجوم والمنتجين الذين بات عليهم إعادة التخطيط بشكل جيد لحال السينما المصرية الذي أصبح يرثى له.

الحياة اللبنانية في 15 سبتمبر 2006

 

مؤلف موسيقى "سباغيتي ويسترن" وسواها اينيو موريكوني: "التأليف الموسيقي للأفلام محكوم بشروط أما عملي الخاص فنابع من الرغبة" 

ينتمي اينيو موريكوني الى السينما بقدر انتمائه الى الموسيقى. فهو مؤلف موسيقي ولكن بصمته في السينما لم تكن عابرة. صعد نجمه مع سيرجيو ليوني في الستينات عندما وضع موسيقى "سباغيتي ويسترن" التي اشتهر بها الاول. ومن هناك أكمل مسيرته في افلام تزخر بها خزانة السينما الايطالية الفنية . قلة هم موسيقيو الافلام الذين تركوا اثراً وموريكوني في مقدمهم مع برنارد هيرمن الذي يمكن اعتباره منافسه شبه الاوحد. "حفنة من الدولارات" كان اول تعاون بين الموسيقي وليوني في العام 1964. ما إن تسترجع نغمات قليلة حتى تعود اليك موسيقى الفيلم. ولكن بعيداً من الجملة اللحنية الاساسية، استخدم موريكوني موسيقى غيو اوركسترالية من اصوات سياط واجراس كنائس عبرت عن ميله الشخصي الى التجريب. لقد حمل الموسيقي تجربته الى السينما وطوعها لمناخات الافلام. فمن لا يذكر صون الهارمونيكا الملازم لتشارلز برونسن في "حدث ذات مرة في الغرب"؟ بعيداً من الويسترن، كتب موريكوني الموسيقى لسينما الرعب مع افلام داريو ارجنتو مشتغلاً بمزيج من الجاز والتهويدات واصوات غير لحنية. في الستينات والسبعينات عمل الموسيقى مع صفوة السينمائيين الايطاليين الطالعين من امثال برناردو بيرتولوتشي وبيير باولو بازوليني، ايليو بيتري وماركو بيلليكيو وآخرين. نادراً ما اشتغل في افلام غير ايطالية باستثناء "ايام الجنة" لتيرينس ماليك و"المهمة" لرولان جوفيه و"باغزي" لباري ليفينسن. من اعماله الحديثة "اسطورة 1900" و"مالينا" لجوسيبي تورناتوري اضافةً الى مقتطفات من مؤلفاته القديمة في "اقتل بيل" لكوينتن تارانتينو. هنا مقتطفات من حوار أجرته معه مجلة "سايت اند ساوند" في عدد تموز/يوليو الفائت.

·         كيف دخلت مجال التأليف الموسيقي للافلام؟

ـ عندما كنت ادرس التأليف الموسيقي في روما لم افكر ابداً في انني سأصبح مؤلفاً موسيقياً للافلام. ولكن كان علي ان اكسب عيشي لذلك بدأت بالعمل على مقطوعات للمسرح والاذاعة والتلفزيون وقد أغراني في ذلك العمل انه اتاح لي العمل مع اوركسترا. تلك المرحلة كانت بمثابة اكتشاف الذات وسمحت لي بأن اكون تجريبياً وجريئاً. وذلك ما لفت انتباه بعض السينمائيين الي فبدأ العمل وأحببته.

·         كيف تؤلف الموسيقي لفيلم ما؟

ـ يجب ان تتكون لدي فكرة واضحة عن نبرة الفيلم ومزاجه. استنبطهما من نظرة المخرج الى القصة ومن السيناريو والمعالجة وأحياناً من رؤية بعض الصور. ولكنني لا اشاهد اية مشاهد من الفيلم قبل البدء بالعمل.

·     كتبت موسيقى "حفنة من الدولارات" قبل تصوير الفيلم والمعروف ان سيرجيو ليوني بثها من خلال مكبرات صوت اثناء التصوير. فكرة من كانت وضع الموسيقى قبل الفيلم؟

ـ سيرجيو طلب مني تأليف الموسيقى وتسجيلها قبل التصوير. لاحقاً اكتشفت انه بثها اثناء التصوير.

·         هل تتدخل عادة في الشق غير الموسيقي للشريط الصوتي؟

ـ اترك ذلك للمخرج، مهندس الصوت وتقنيي المؤثرات الخاصة. فكرتي عن الموسيقى انها يجب ان تُسمع بصفائها من دون تدخل اصوات اخرى. فيلم واحد فقط أنجزت له الشريط الصوتي بالكامل وكان L'ultimo uomo di Sara لفيرجينيا اونوراتو وكنت حينها اعمل على مشروع "الموسيقى الملموسة" (concrete music) حيث كل صوت يعد موسيقى.

·         ما الفرق بين عملك في الافلام وبين تأليفك الموسيقي الآخر؟

ـ انهما عالمان مختلفان تماماً. موسيقى الافلام خاضعة لمجموعة تأثيرات منها المخرج والفيلم وأذن الجمهور. اما عملي الآخر فليس خدمة اقدمها بهدف خاص. انه نابع من شعوري بالحاجة اليه.

·         هل تؤلف بالتعاون مع موسيقي آخر؟

ـ من وجهة نظري، هذا سؤال مهين ولكنني اعرف لماذا تسأله. الى حد علمي، لم يقم بيتهوفن او باخ او سترافينسكي بدعوة مؤلف موسيقي آخر ليشاركه العمل. اذا كنت اسمي نفسي مؤلفاً، فعلي ان اتبع كل خطوة. لا أفهم كيف قد يكون لبعضهم مساعدون ينهون لهم العمل!

·         كيف تتعامل مع الافلام التي تدور احداثها في حقبة زمنية سابقة مثل "المهمة" لجوفيه؟

ـ لهذا الفيلم معطيات خاصة. فشخصية "الاب غابرييل" تلعب الاوبو وتالياً كان علي كتابة مقطوعات موسيقية للأوبو. ثانياً الفيلم يدور في العام 1750 فأخذت بالاعتبار وضع الآلات الموسيقية وقتذاك ولا ننسى المقطوعات الموسيقية الدينية للفيلم.

·         ماذا عن تعاونك مع داريو ارجينتو؟

ـ تعاونت مع ارجنتو في افلامه الثلاثة الاولى الشهيرة: The Bird with Crystal Plumage، The Cat O'Nine Tails وFour Flies on Grey Velvet. بعد ذلك افترقنا لسنوات طويلة لأن داريو ووالده سالفاتور(منتج افلامه وقتذاك) اعتقدا ان موسيقى الافلام الثلاثة متشابهة بينما وجه الشبه بينها انها تعتمد على التجريب والاصوات غير الموسيقية. بعد سنوات طويلة اكتشفا خطأهما ليطلب الي داريو العمل مجدداً على فيلميه The Stendhal Syndrome وThe Phantom of the Opera.

·         كمؤلف موسيقي مرموق في مجال السينما تستطيع اختيار افلامك. ما هي المقاييس؟

ـ أختار مخرجين اعرفهم واقدر اعمالهم. اذا اتصلوا بي وكان لدي الوقت الكافي لأقوم بالعمل فإنني اقبل العرض.

·         علامَ تعمل الآن؟

ـ اكتب موسيقى فيلم تورناتوري الجديد الجميل La Sconosciuta الذي شاهدت الى الآن نصفه.

المستقبل اللبنانية في 15 سبتمبر 2006

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك