رسالتان تتممان بعضهما أطلقهما مهرجان المنبر الذهبي في دورته الثانية في جمهورية تترستان، والذي يستمر في الفترة من 10  سبتمبر 2006 حتى يوم 15 من نفس الشهر، الأولى أطلقت في حفل الافتتاح ودعت إلى أن تسود قيمتا التسامح والحوار بين الثقافات، أما الثانية فعكستها غالبية الأفلام القوية المشاركة من روائية وتسجيلية، والتي انتقدت بقوة سياسات الدول الكبرى (أمريكا، بريطانيا، إسرائيل، الهند) بحق الشعوب المسلمة، فيما حمل البعض الآخر دعوات للسلام ونبذ الحرب.

ففي حفل افتتاح المهرجان في دورته الثانية وجهت دعوات للحوار والتسامح بين الأديان والثقافات من قبل مفتي موسكو الشيخ "راوي عين الدين" ووزيرة الثقافة في جمهورية تترستان، وهي دعوة تعد من أبرز أهداف المهرجان التي يسعى من خلالها إلى استقطاب سينمائيين ومخرجين ومنتجين وممثلين وجمهور يؤمن بقيم الخير والسلام والعدل في العالم وتقديم نتاجهم السينمائي للجمهور المتعطش لسينما تخدم الشعوب والمجتمعات.

أما الأفلام المشاركة فلم يكن بعضها ببعيد عن هذا الجانب، لكنها طرحت القضية بصورة مكملة فقامت بتوجيه انتقادات لاذعة بما تقدمه من مضامين وموضوعات لسياسات الدول الكبرى وخلفيات ما تقوم به ضد الشعوب والإنسانية بشكل عام.

ولا يبدو أن هناك تناقضا بين رسالات الأفلام التي عرضت لليوم الثاني على التوالي وبين الدعوات التي أطلقها منظمو المهرجان منذ يومه الأول في حفل افتتاحه المبهج الذي استعرض خلاله عراقة وأصالة الثقافة التترية.

دورة ثانية

يأتي المهرجان في دورته الثانية بهدف تنمية وتعميق الحوار بين الثقافات والأديان في ظل حالة الصراع الشديدة التي يشهدها العالم أجمع، حيث يشارك فيه حوالي 24 دولة بما يزيد على 40 فيلما موزعة على مسابقات المهرجان الرئيسية: الروائية والتسجيلية وأفلام الكرتون.

وكان المهرجان قد افتتح فعالياته بحضور شخصيات رسمية روسية وشخصيات من عدد من الجمهوريات الروسية الإسلامية وسفراء عدد من الدول العربية والإسلامية وبحضور جماهيري كبير من الشعب التترستاني المحب للسينما.

وكان مفتي روسيا الشيخ "راوي عين الدين" تحدث في كلمته الافتتاحية عن أن المهرجان يتوجه إلى محبي الأخلاق والروح والفن السينمائي الجميل دون استثناء، ويسعى بذلك لنقل مضامين الخير والسلام والعدل في العالم.

وأشار إلى أن المهرجان الذي ينطلق من قازان عاصمة تترستان التي تعتبر مكانا تتعايش وتتواصل عليه الحضارات والديانات بشكل يشكل مثالا يحتذى.

وأكد –أيضا- على أن المهرجان يسعى إلى تقديم صورة إيجابية عن المسلمين، ويحاول أن يطرح قضاياهم ومشاكلهم وهمومهم في محاولة لتصحيح الصورة التي تلصق بهم، وأنه يسعى أن يكون المهرجان بمثابة أداة للحوار والتواصل بين شعوب الأرض.

وأكد المفتي على أهمية التصالح السياسي بين الدول المتصارعة كأساس للأمان في المجتمع الذي نعيش فيه.  

فيما أكدت وزيرة الثقافية التترية "زيليا فلييفا" على أهمية أن تسود قيمة التسامح والتعايش والحوار التي يحاول المهرجان أن يكرسها عبر ما يعرضه من إنتاج سينمائي. وأشارت إلى أن المهرجان يحث على التسامح والتطلع للسلام والحوار بين الحضارات.

طغيان السياسي

وإلى جانب الرسائل الفنية التي تقدمها أفلام المهرجان يقدم رسائل سياسية مهمة، فكان واضحا من خلال فيلم الافتتاح بداية "الجنة الآن" والأفلام التي تلته طغيان القضايا السياسية على المهرجان وذلك عبر الأفلام الكثيرة ذات المضمون السياسي المنتقد صراحة للسياسات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية.

فهناك فيلم "الطريق إلى جوانتانامو" الذي يعرض بشكل مؤلم قصة أربعة شبان (باكستانيي الأصل وبريطانيي الجنسية) ألقي القبض عليهم في أفغانستان من قبل القوات الأمريكية حيث يعرض لمسلسل التعذيب الذي قادهم إلى سجن جوانتانامو.

وهناك فيلم "وادي الذئاب" الذي ينتصر للشخصية التركية على المارينز الأمريكي، وفيلم "الجنة الآن" (فيلم الافتتاح) للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد وهو الفيلم الذي رشح للحصول على الأوسكار لجائزة أحسن فيلم أجنبي. ويقدم رسالة انتقاد واضحة لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الذي لا يتوانى عن التضحية بنفسه في سبيل استرداد حريته ومنح استقلاله. وفيلم "سارة" الهندي الذي يتحدث عن معاناة المسلمين في كشمير وعدالة قضيتهم، والإجراءات التي يتعرضون لها.

حضور ضعيف

ويتمثل الحضور العربي في المهرجان بضعف عام رغم وجود بعض الأفلام الجيدة مثل فيلم "أحلى الأوقات" للمخرجة المصرية هالة خليل، وفيلم "الدورادو" للمخرج أسعد طه، إضافة إلى أفلام "الدقة الرقمية في القرآن" للمخرج المصري إيهاب ممدوح، و"منبر صلاح الدين" للمخرج الأردني ناصر الزغبي، و"راشيل ضمير أمريكي" للمخرج الفلسطيني يحيى بركات.

وتعكس المشاركة العربية في المهرجان ضعفا عاما تشهده السينما العربية وتحديدا عدم مواجهتها للقضايا المهمة والمصيرية التي تعيشها الشعوب العربية، سواء في ذلك المسلمون في الدول الغربية أو الحالة التي تتعرض لها الدول والشعوب العربية من احتلال وتهديد وحصار.

فأغلب الانتاجات السينمائية القوية والتي تهتم وتعالج وتطرح قضايا الدول العربية لم تكن من الدول العربية وهو موضوع يستحق وقفه طويلة ويطرح أسئلة على منتجي السينما العرب وموضوعاتهم التي يتطرقون لها ومشاركاتهم في المهرجانات السينمائية المختلفة.

وينظم المهرجان بالتعاون ما بين مؤسسة العالم الإسلامي الإعلامية ووزارة الثقافة التترية في جمهورية تترستان ويحظى بدعم من الكرملين.

وتشارك في دورة المهرجان الثانية حوالي 24 دولة منها: مصر والأردن وفلسطين والسعودية وتونس وتترستان وكازاخستان واليمن وهولندا وتركيا وروسيا والهند وأفغانستان وباكستان... إلخ.

ويتميز مكان انعقاد المهرجان في جمهورية تترستان بالعراقة التاريخية، وتعد نموذجا للتعايش بين الحضارات ومثالا يحتذي للتسامح الديني.

**موفد شبكة إسلام أون لاين إلى تترستان

إسلام أنلاين في 14 سبتمبر 2006

 

"سينما المنبر الذهبي" يستعد لدورته الثانية

سعيد أبو معلا* - شيماء فايد**  

تستعد مدينة "قازان" عاصمة "تتارستان" الروسية في الفترة من العاشر وحتى السابع عشر من شهر سبتمبر القادم لإطلاق الدورة الثانية للمهرجان الدولي لسينما الدول المسلمة "المنبر الذهبي".

وسيعرض في دورة المهرجان الثانية ما يقرب من 40 فيلما في المسابقة الرسمية وعدد آخر من الأفلام خارج المسابقة، تشمل الفيلم الروائي الطويل والوثائقي (التسجيلي)، وأفلام الكارتون.

وفي تصريحات لشبكة "إسلام أون لاين.نت" قال مراد عبد القادر مدير العلاقات العامة في المهرجان: إن المهرجان في عامه الثاني يخطو خطوة نحو الإنتاج العالمي، وإلى أفق جديد تتسع به الرؤية ويتعمق الحوار ويستمر التواصل على أسس تحترم الإبداع وتقدره، وترى في اللقاء طريقا للارتقاء بالمعرفة نحو الأفضل.

أفلام قوية

وبحسب مدير المهرجان مراد عبد القادر فإن المهرجان يراعي الشروط العالمية والدولية نفسها في قبول الأفلام من حيث النوعية، والكيفية، والخصائص الفنية للفيلم السينمائي.

ويرى عبد القادر أن هناك تمايزا كبيرا بين المهرجان وغيره من المهرجانات السينمائية الدولية من حيث طبيعة الفعالية؛ فهو أول مهرجان من هذه النوعية في العالم كله وسيشارك به عدد كبير من الدول الإسلامية فضلا عن الدول الأخرى التي تعيش فيها أقليات مسلمة.

وسيعرض في المهرجان مجموعة من الأفلام التي تتحدث عن المسلمين وقضاياهم كأقليات في دول مختلفة، وأفلام تتحدث عن شئون العالم الإسلامي.

ويشارك في الدورة الحالية مجموعة مهمة من الأفلام، منها من فئة الأفلام الروائية 14 فيلما، وفي برنامج الأفلام التسجيلية 15 فيلما، وفئة أفلام التحريك 5 أفلام، والأفلام القصيرة 7 أفلام. وذلك بمشاركة من 16 دولة إسلامية وأجنبية.

وعن أهم الأفلام المشاركة في الدورة الثانية على سبيل المثال: فيلم "الطريق إلى جوانتانامو"، وفيلم "يوم جديد في صنعاء القديمة"، وفيلم "وادي الذئاب"، وفيلم "الأمير"، و"أحلى الأوقات"... إلخ.

وعن أفلام الدورة الجديدة يؤكد عبد القادر: هي أقوى من أفلام الدورة السابقة؛ فالمهرجان أصبح قويا وأصبح له صدى إعلامي كبير وارتفع مستوى الاحتراف في اختيار الأفلام، وتنوعت البرامج المقدمة.

تيمة مغايرة

ويتميز المهرجان عن بقية المهرجانات الدولية من حيث موضوعه؛ فهو خاص بالأفلام التي تتحدث عن المسلمين أو تلك الأفلام المنتجة في الدول الإسلامية، كما يقدم تلك الأفلام التي تركز على مضامين القيم الإنسانية والأخلاقية. وتلك التي يمكن أن تعرض في جو العائلة دون حرج أو خوف.

وإلى جانب أفلام المسابقة تحرص إدارة المهرجان على وضع برامج أخرى لإثراء التظاهرة وإضفاء قدر كبير من التنوع على محتواها، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقطار الإسلامية، حيث لا يزال عدد كبير منها خارج الخارطة السينمائية في الغالب؛ بسبب ندرة الإنتاج فيها وتقطع سنواته.

وعن فكرة المهرجان يشير عبد القادر إلى أنها نبعت من رئيس شركة مؤسسة العالم الإسلامية، ورئيس مجلس المفتين في روسيا الشيخ "راوي علم الدين" وبدعم من رئيس جمهورية تترستان وإدارة الكرملين.

وعن أبرز المصاعب التي يواجهها المهرجان يقول عبد القادر: "كانت مهمة توصيل الهدف من فكرة المهرجان ولا سيما وهو الأول من نوعه مشكلة كبيرة، ولم يستطع الإعلام في دورته الأولى توصيل فكرة المهرجان أو التعريف به.

جوائز رفيعة

وقررت اللجنة المنظمة للمهرجان هذا العام اعتماد قيمة مادية إضافة إلى جوائزها المعتادة وهي جائزة المنبر الذهبي لأحسن فيلم روائي طويل يتم اختياره من قبل لجنة التحكيم، وقيمة مالية تقدر بحوالي 70 ألف دولار أمريكي، وجائزة أحسن فلم كرتون (الرسوم المتحركة)، وقيمة مالية تقدر بحوالي 18 ألف دولار أمريكي. وجائزة أحسن فيلم تسجيلي، وقيمة مالية تقدر بحوالي 18 ألف دولار أمريكي.

يأتي ذلك إضافة إلى الجوائز المعتادة الأخرى مثل: جائزة أحسن دور رجالي في الأفلام الروائية الطويلة، وجائزة أحسن دور نسائي في الأفلام الروائية الطويلة، وجائزة أحسن سيناريو للأفلام الروائية، وجائزة أحسن تصوير للأفلام الروائية، وجائزة أحسن سيناريو للأفلام التسجيلية، وجائزة مؤسسة العالم الإسلامي للسمعيات والمرئيات لأحسن عمل سينمائي في الدعوة الإسلامية، وجائزة رئيس جمهورية تتارستان، وجائزة الداعم الرئيسي للمهرجان.

وقد تم اختيار لجنة تحكيم المهرجان وفقا لمجموعة من المعاير، منها: التنوع الجغرافي (القارات الثلاث والعالمان الإسلامي والغربي)، وتنوع الاتجاهات والمدارس السينمائية، وتنوع التجارب والاختصاصات، وتنوع الأجيال وتمثيل المرأة، والخبرة في التحكيم، والنزاهة في السيرة.

دوافع.. وتشجيع

يذكر أن المهرجان يسعى لتقديم فرصة لمنتجي السينما المسلمين الذين غالبا ما يلعبون دورا ثانويا في المهرجانات الدولية، من خلال منحهم التشجيع والدفعة القوية للحضور السينمائي العالمي.

كما يعمل المهرجان على تغيير صورة المسلمين تدريجيا عبر تشجيعه الأفلام التي تظهر المسلمين بصورة إيجابية وحقيقية، وكذلك أفلام تدعو للخير والسلام.

ويأتي المهرجان كخطوة مهمة تطرح على الأذهان أهمية السينما في نشر أفكار الخير والسلام عبر عرض أفلام تدعو للخير، وتقدم صورة الإسلام الحقيقية للجماهير في المنطقة الروسية والعالم أجمع.

وفي سبيل ذلك يتمنى عبد القادر من الدول الإسلامية حكومات ومؤسسات رسمية وأهلية أن تدعم المهرجان وتتبناه وتحاول أن تقدم له الإمكانات كافة؛ نظرا لدوره الذي يسعى للقيام به.

وقد منح المهرجان في دورته الأولى جوائزه لأفلام: "الساحر" للمخرج الأذربيجاني أكتاي مير قاسم، و"أبناء آدم" للمخرج الإيراني محمد رضا فتحي نجفي، و"يجوز مساء" للمخرج البشكيري آيسواك يوماغولوف. كما منحت الممثلة الإيرانية "مريم رضوي" بطلة فيلم "مريم المقدسة" جائزة أفضل دور نسائي.

ويأتي "المنبر الذهبي" مشابها لمهرجان "الفارس الذهبي" المتعلق بـ"السينما السلافية" لدول القفقاس، وهو عبارة عن عرض أفلام تدعو إلى السلام والخير والاستقرار والطمأنينة، وعرض السينما الإيجابية في ضوء ذلك الكم الهائل من الأفلام التي تفتقد في تعاملها مع المجتمعات ثقافاتها وتقاليدها. 

طالع موقع المهرجان

*محرر في نطاق "ثقافة وفن".

** صحفية متدربة في النطاق الثقافي.

إسلام أنلاين في 2 سبتمبر 2006

سينما 11 سبتمبر

عمرو المنشاوي** 

على غير العادة؛ تأخرت هوليوود في تناول الأحداث الدراماتيكية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، رغم تبعاتها المختلفة وأثرها العميق الذي طال أنحاء المعمورة، لعله انتظار الخروج من الصدمة، أو الخجل مما بعد هزيمة الحلم الأمريكي، ولربما هو تحضير لما يناسب هذا الحدث الذي تفوق على خيال هوليوود.

ونحن العرب لم نكد ننسى يوم الأهوال بعد سنوات خمس لنجده مفروضا على أذهاننا من جديد، بعد أن استجمع عمالقة السينما شجاعتهم أخيرا ليقدموا للمرة الأولى معالجات سينمائية مباشرة للحدث.

وقد يُطرح استفهام عن جدوى الاهتمام المفاجئ بالقضية في هذا التوقيت الذي تتعرض فيه الإدارة الأمريكية لضغوط شديدة بسبب خسائر قواتها في العراق وأفغانستان وفشلها السياسي في إدارة الأوضاع بالبلدين، لكن بالمحصلة نجد أن هناك محاولة لإنعاش الذاكرة لإشعال نار الغضب من جديد ضد المسلمين ولتبرير ما يحدث ضدهم.

ومن ناحية أخرى نجد أن صعود نجم نظرية المؤامرة بكل أبعادها، يشكل ضغطا آخر يضع الحكومة الأمريكية في الزاوية خصوصا بعد أن اقتحم الناشطون عالم الفيديو، وصار الإعلام الشخصي إعلاما بديلا متزايدا، ولهذا كان لزاما تحريك هوليوود بإمكانياتها لتلعب دورها هذه المرة في التأثير على الرأي العام الأمريكي والعالمي؛ ليغفرا للإدارة الأمريكية سعارها العسكري ولمواجهة تأثير الناشطين المهتمين بالقضية على الجماهير، خصوصا بعد أن شهد العالم تطورا ملحوظا في أسلوب عملهم كمناهضين للحرب ورافضين لما يحدث.

الناشطون رغم أولوية هوليوود

يجد المتابع أن هوليوود جاءت على رأس أولويات الإدارة الأمريكية بعد وقوع الكارثة بأقل من شهر واحد، حيث كوّنت لجنة من 40 خبيرا فنيا لدراسة سبل توظيف صناعة السينما لدعم الحرب على الإرهاب.

ورغم استعداد الإدارة الأمريكية مبكرا لتطويع صناعة السينما من أجل خدمة أهدافها، فاجأ المخرج الأمريكي الشهير "مايكل مور" الجميع بضربته السياسية "فهرنهايت 9/11" الذي يعدّ أول تجربة هوليوودية تتعرض للهجمات.

ولكن على عكس ما تمناه البيت الأبيض تناول الفيلم الحدث من منظور مختلف ومضاد للرواية الرسمية، وأثار ضجة واسعة وواجه مخرجه لأجله العديد من المصاعب والعقبات المالية والإنتاجية حتى استطاع التوصل لاتفاق مع إحدى شركات التسويق السينمائي لتوزيعه. وفي فيلمه يربط "مور" بين العائلة الحاكمة السعودية وعائلة بن لادن وعائلة بوش على أنهم المستفيدون من وراء الهجمات.

وتوالى الناشطون إصدار العديد من الأفلام الوثائقية والتسجيلية المنتجة بمجهود وتمويل فردي، عرض أغلبها تفسيرات وسيناريوهات مخالفة للرواية الحكومية للهجمات، وكان من أبرزها فيلم Loose Change أكثر الأفلام تأثيرا وجدلا وفيلم 911 In Plane Site وكذلك فيلم 9/11Guilt: The Proof is in your hands.

Loose Change

يتعرض فيلم Loose Change أو الصفقة الرابحة الذي أخرجه الناشط الشاب ذو الاثنين وعشرين ربيعا "ديلان آفري" إلى الحوادث الثلاث التي روّعت الولايات المتحدة يوم الهجمات.

يبدأ الفيلم بسرد واقعة حدثت في ستينيات القرن الماضي حين وضعت خطة سرية أمريكية لضرب طائرات مدنية وتلفيق التهمة إلى قوات "فيدل كاسترو" لاتخاذها ذريعة للهجوم على كوبا، وهنا يحاول المخرج إسقاط الضوء على أصولية التآمر في الفكر السياسي الأمريكي رابطا بين تلك الخطة وتفسيره التآمري للهجمات.

ثم ينتقل "آفري" مباشرة إلى يوم الأحداث المريعة بادئا بحادث البنتاجون ومشككا في أن ما ارتطم بالمبنى آنذاك ليس تلك الطائرة الكبيرة التي أعلن عنها بل قذيفة صاروخية.

ويعرج الناشط بعد ذلك إلى انهيار أبراج مركز التجارة العالمي مستندا على دلائل وشهود تفيد أن سبب الانهيارات هو عمليات تفجير منظمة كتلك المستخدمة في هدم المباني الضخمة، ثم يصل قبل النهاية إلى حادث سقوط الطائرة في بنسلفانيا، رافضا ما أعلن آنذاك ومقدما أسانيده التي تفيد بأن الطائرة المزعوم سقوطها قد هبطت بأمان في مطار تابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

ويُختم الفيلم بخلاصة تربط بين صقور الحرب بالإدارة الأمريكية وفكرهم المنتمين إليه وجماعات المصالح المختلفة بالولايات المتحدة من كبار رجال المال والساسة من ناحية وبين الهجمات وتبعاتها من ناحية أخرى، كاشفا إجراءات ومعاملات مالية مشبوهة حدثت بهدوء في خلفية الأحداث بل وقبلها بأسابيع. يذكر أن الفيلم قد كلف مخرجه واثنين ممن عاونوه في البحث والتحضير ما لا يزيد عن ألفي دولار أمريكي في نسخته الأولى ارتفعت إلى 6 آلاف دولار في نسخته الثانية المحسنة تقنيا وفنيا.

وفي السياق ذاته تعاون المنتج "ديف فونكليست" والمخرج "ويليام وليس" لإنتاج فيلم 911 In Plane Site أو "الحادي عشر من سبتمبر على المكشوف"؛ ويركز الفيلم على واقعتي البنتاجون والأبراج مستندا إلى دلائل شبيهة بتلك التي عرضها "آفري" في فيلمه.

ومن الجدير ذكره أن "فونكليست" تولى أيضا إنتاج فيلمين آخرين يدوران حول نفس الموضوع؛ الأول 9/11Guilt: The Proof Is In Your Hands أو "خطيئة الحادي عشر من سبتمبر: الدليل بين يديك" يحلل فيه ثلاثة من الناشطين حادثة انهيار أبراج مركز التجارة العالمي مكذبين التقرير الحكومي، ومشيرين إلى المستفيدين الحقيقيين من وراء تلك الجريمة من وجهة نظرهم.

معركة استعادة السيطرة

توالى إصدار الناشطين للكتب وعقدهم للمحاضرات وكذلك صناعتهم للأفلام التسجيلية التي تشترك جميعها في تشمُم رائحة التضليل الحكومي بهجمات سبتمبر لدرجة حوّلت فكرة المؤامرة من مجرد احتمال إلى ملف ضخم يذكر بالموسوعات، وكان النتاج الطبيعي لجهودهم المفرطة أن بدأت نظرية المؤامرة في كسب المزيد من الآراء وبدأت المجتمعات الافتراضية المؤمنة بالقضية في الظهور بكثافة على شبكة الإنترنت.

وذلك فرض على الإدارة الأمريكية العمل على تحريك منظومتها الإعلامية بكل إمكانياتها للدفاع عن روايتها للأحداث ولاستعادة بعض التعاطف.

فبدأت العام الماضي معركة استعادة السيطرة على الرأي العام بإذاعة كمّ من الأفلام التسجيلية والروائية على شاشات المحطات الكبرى، تتناول في مجملها حادثة الرحلة رقم 93 لطائرة شركة يونايتد إيرلاينز التي أعلن عن سقوطها في أحد حقول ولاية بنسلفانيا.

وتمحورت دراما هذه الأفلام حول فكرة واحدة وهي بشاعة وقسوة خاطفي الطائرة العرب وبسالة الركاب الذين قاوموا محاولة الاختطاف بشجاعة؛ وهو ما أفضى في النهاية لسقوط الطائرة بهذا الشكل المفجع!.

ومن هذه الأفلام على سبيل الذكر فيلم The Flight That Fought Back أو "الطائرة التي قاومت" من إنتاج محطة ديسكفري للأفلام الوثائقية، وفيلم Flight 93 أو "الرحلة رقم 93" الذي حصد جائزة من لجنة "إيمي" للتحكيم الفني.

وكان من ضمن ما تم إعداده فيلم The Path To 9/11 أو "الطريق إلى 9/11"، ويستعرض الفيلم بشكل درامي جميع الهجمات والتهديدات الإرهابية ضد مركز التجارة العالمي بنيويورك منذ تفجير عام 1993 وحتى انهيار الأبراج في عام 2001.

الخروج عن الصمت

وفي توقيت موازٍ عادت للحياة مقترحات اللجنة المشكلة من سنين والمتعلقة بتوظيف هوليوود في الحرب على الإرهاب، ودارت كاميرات هوليوود لتكلل حملة الاستعطاف والاستعداء في الوقت ذاته بإصدار فيلمين للعرض على الشاشة الفضية عالميا في عام 2006 وهماUnited 93 أو "يونايتد 93" و World Trade Center أو "مركز التجارة العالمي"، أخرج الأول المخرج "بول ستيفينجراس" والثاني المخرج "أوليفرستون"، وقام ببطولته الممثل المعروف "نيكولاس كيدج" الذي يظهر في دور رجل الشرطة البطل الذي خاطر بحياته لإنقاذ العالقين بداخل أحد الأبراج قبل الانهيار.

وأحداث الفيلم الثاني مستمدة من قصة حقيقية لشرطي كان من بين العشرين شخصا الذين انتشلوا أحياء بعد الانهيارات.

المفاجأة في الأمر أن هذه الأفلام التي لم يبدأ إنتاجها إلا بعد الاستناد إلى استطلاعات رأي تقيس حماس الأمريكيين لمشاهدتها، ومع ذلك واجهت فشلا مدويا في دور العرض نتيجة لضعف الإقبال الجماهيري عليها رغم تمسح "ستيفينجراس" بعائلات الضحايا لدرجة إعلانه تخصيص جزء من الإيرادات لصالحهم، وهجوم "أوليفرستون" الدائم على الإدارة الأمريكية.

من سيكسب الرهان؟

لن يكون فيلم "أوليفرستون" الأخير من هوليوود وكذلك لن يتوقف الناشطون عن مواصلة كفاحهم، ولهذا من الطبيعي أن نتساءل: من كسب الرهان حتى الآن؟ هل استطاعت هوليوود فعلا الحد من المد الإعلامي الشعبي في الغرب أم نجح الناشطون في إيصال رسالتهم مبكرا وقلب موازين الأمور؟ سؤال يجيب عليه ردّ فعل الجمهور تجاه أفلام هوليوود التي تلعب على أوتار الشجن والحزن وتركز على التفاصيل الإنسانية للفجيعة دون تحديد دوافع من تسببوا فيها ودون التحقق من صحة الاتهامات المشهرة فيها.

الناس تبحث عمن يدلها إلى حقائق هذه الواقعة المريرة بدلا من أن يشاهدوها مصورة أمام أعينهم مرة أخرى، لم يعد الجمهور يريد أن يشاهد الفعل، بل تخطى ذلك إلى التساؤل عن الفاعل! وهذا يقودنا إلى التنقيب عن دور الشعوب "الضحية" والأكثر تضررا من الهجمات وتبعاتها؛ فماذا فعلنا نحن؟ هل سنكتفي بمتابعة المواجهة الضروس من بعيد كما سبق أن شاهدنا تلفيق التهمة لنا دون أن نحرك ساكنا أم سيكون لنا دور فاعل في الأمر؟.

** من أسرة شبكة إسلام أون لاين.

إسلام أنلاين في 10 سبتمبر 2006

 

سينماتك

 

"المنبر الذهبي".. دعوات التسامح والحوار

سعيد أبو معلا**

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك