قبل خمسة أعوام، حضرت حفلة عيد ميلاد صديق عراقي في لوس انجلس، وكان الحاضرون : زوجته(أمريكية)، ثلاث مكسيكيّات، غواتيمالي مع زوجته السالفادورية، ايراني وصديقته الأرمنية، أفغاني وصديقته الروسية، باكستاني وصديقته البنغالية، ومصري وزوجته السورية ...

قلت لمضيفي : وكأننا في مؤتمر للأمم المتحدة!

فأجابني: أهلاً بك في لوس أنجلس!

حدث ذلك في شهري ألأول هنا، في المدينة الكبيرة المقسّمة إداريا الى حوالي 230 وحدة ادارية لا يفصل بينها غير ممر شارع، رئيسيّاً كان أمر فرعياً، ما أن تعبره حتى تجد نفسك في مدينة أخرى، وتطالعك فيها أسماء مدن مثل: ارمينيا الصغيرة، أثيوبيا الصغيرة، إضافة الى الحي الصيني والحي الكوري وغيرها الكثير..

لذا لم تكن مصادفة ان يصف الكباب مع الستيك، الى جانب الكارنيسادا والتاهاي فوود. وأن يغني عمر ذياب مع سانتانا، وانريكة اغليسياس وسيديّات تتطاير لمطربين أرمن وروس وعرب، بينما تصطف قناني التكيلا مع العرق والفودكا والساكي..

و.. أهلاً بك في لوس أنجلس!

هذه المرة يجمعها عنوان عريض لفيلم سينمائي، كتبه وأخرجه مبدع كندي، ونال عليه ألأوسكار، وأطلق عليه عنوان (صِدام/إصطدام)(crash)، ويقدم فيه وجهاً آخر لما شهدته في تلك الحفلة الأممية النكهة والمذاق!

ربما يمكن اختصار الفيلم بقضيتين، تشكلان معاً سؤالاً واحداً: العنصرية والعنف.. بطريقة تعيد الى الأذهان معضلة البيضة والدجاجة، وأيهما يولد ألآخر.. وكيف ينموان معاً، غير معني ب "من فيهما الأسبق!" ولذلك فهو سؤال إجتماعي، ينأى بمسافة عن لا جدوى الطرح الفلسفي، ربما لأنه، ببساطة، يستحضر، بشكل، ما جملة "نيرودا" الشهيرة:"انظروا... الدم في الشوارع!

لذا وجد في الشارع مساحة واسعة لإنطلاقه، ففي الشارع تلتقي كل هذه الأجناس و... تتصادم!

ففي الشارع يصل المحقق الأسود مع زميلته، وفي الوقت نفسه عشيقته البيضاء، وفي شارع ، أكثر ترفاً، يتمشى المدعي العام بصحبة زوجته وكلاهما أبيض، ليصطدما بشابين أسودين يسرقان منهما سيارتهما، أما صاحب المحل الايراني فيبدو قلقاً من هذا الشارع وهو يحاول ان يحسن قفل باب محلّه، وهو ما تفعله زوجة المدعي العام بطلبها تبديل اقفال البيت لأنها قلقة من كون المفاتيح بيد سارقي السيارة (السود) الذين قد يستعملونها او يبيعونها، اما مبدّل الاقفال فهو عامل مكسيكي يعبر لها بنظرة عن رفضه لحديثها عن الملونين مع زوجها. ثم رجل البوليس (الأبيض) الذي يضيق ذرعاً من تعامل الموظفة (السوداء) معه حول علاج ابيه، فينتقم منها بايقاف المخرج الاذاعي (الأسود) الذي بدا سعيداً مع زوجته البيضاء، ولطيفاً معه، فقابله بإحتقار ثم بتفتيش مهين لزوجته، مما خلق ازمة كبيرة بينهما... ثم تتصاعد الأحداث، وتلتحم الشخوص الواحدة بالأخرى .. بتكثيف مميّز وترابط محكم، فصاحب المحل الايراني يصطدم بمصلّح الأقفال المكسيكي، بعد أن يتجاهل نصيحته بتغيير الباب، فيدخل من يحطم أشياء المحل ويغادر بعد ان يترك ملاحظة مسيئة للعرب، معتقداً بأن إلايرانيين هم عرب أيضاً! فيحاول الايراني الانتقام من المكسيكي، لأنه السبب، كما يظن في تكسير المحل، فيطلق على ابنته النار دون ان يقصد ويصعق ثم يفرح باكتشافه بان ابنته قد وضعت طلقات خلّب في مسدسه. بينما تكتشف زوجة المدعي العام بأن لا أحد من صديقاتها إهتم بها بعد سقوطها من السلّم وكسر رجلها، وان الوحيدة التي اهتمت بها هي خادمتها اللاتينية، وانتهت بمعانقتها. أما رجل البوليس (الابيض) فينقذ زوجة الاذاعي (الأسود) التي تنقلب بها السيارة وترفض مساعدته رغم ان النار كانت على وشك ان تلتهمها، ثم توافق بعد الحاح منه، مما يعني مسامحتها له. أما الشابين (الأسودين) فبعد جملة حوادث ينتهي الأول ميتاً على يد شرطي متعاطف مع السود، ظن بأنه يحاول قتله، في اشارة ذكية بأن العنصرية ستظل تولّد العنف حتى لو حاربناها في وعينا لأنها تعيد انتاج الشك على أساس العرق واللون في كل لحظة! ثم نكتشف بأن هذا القتيل (ألأسود) انما هو أخ للمحقق ألأول والذي تتهمه امه بأنه هو مَن قتل أخيه بسبب انشغاله الدائم، وكأنها تقول لنا بأنه قتله لإنشغاله بتصفية العنف من دون معالجة العنصرية. أما الشاب (الأسود) الآخر فيرفض بيع مجموعة من المهاجرين المهرّبين من كمبوديا، ويطلق سراحهم في وسط المدينة، وحالما ينطلق بسيارته المسروقة حتى يطالعنا اصطدام آخر بين سيارتين، تقود الأولى الموظفة السوداء بينما ينزل من الثانية رجل بملامح صينية!

هكذا تنتهي أحداث الفيلم، دون أن ينتهي وقعه وتأثيره. وأعتقد بأن اغلب المعلّقين أخطأوا في تحديدهم بأن أوسكار هذا العام ذهبت الى (Crash) ولم تذهب الى أي فيلم سياسي، ويقصدون (سيريانا) أو (ميونخ) او(مساءاً سعيداً.. وحظاً سعيداً!)، وذلك انما يذكرني بتعريف رأفت الميهي في (سمك، لبن، تمرهندي!) والذي وضعه على لسان يوسف داوود عندما يقول: وهي ايه السياسة غير الجوع والبلهارزيا والمعيز! أما في حالتنا: فما هي السياسة غير العنصرية والعنف والتعايش بين الناس؟ انها السياسة الداخلية، التي تحكم الشارع وتسيّر حياة المجتمع، سياستنا انا وانت وهو قبل ان تكون سياسة الوزراء واعضاء البرلمانات والرؤساء.. خاصة بالتزامن مع مظاهرات المهاجرين في فرنسا، والإحتجاجات التي عمّت العالم حول الكاريكيترات الدنماركية، وعلى مستوى الداخل الأميركي: بطء الإجراءات الحكومية بعد إعصار كاترينا، الذي قتل أكثر من ألف من السود، وخلّف آلافاً بلا مأوى، وقد تضمن الفيلم إشارة الى انها الموضوعة السياسية الحقيقية التي يتجنب السياسيون الخوض فيها ولا تظهر على السطح إلا لأغراض إنتخابيّة !

لقد حمل الفلم أكثر من رسالة، واكثر من إشارة، ليس لما يحدث في جوف أميركا فقط، وانما على سطح العالم ايضاً، أو ما تواجهه في العالم، خاصة بعد 11 سبتمبر، والذي ينبئ ب(Crash) آخر، مازال ينمو، رغم ظهوره على هيئة حادث بسيط، او شبه عادي، وشواهد الفيلم بدت كثيرة، وأما شواهد الواقع اليومي فلا شك بأنها أكثر! ولعلّ مشكلة (Crash) ، كفيلم، ليست في الأسئلة التي تبناها و أدرجها في قائمة موضوعاته، وإنما في الأجوبة التي ضغطت على مجمل الفيلم وشخوصه، للخروج بنهايات محددة، رسمها لها المخرج/المؤلف (بول هاغيس)، والتي لم تجد مبرراتها الواقعية في بعض الأحيان، رغم انه اشتغلها بإحتراف واضح مما جعل، هذه النهايات، تبدو كإفتراض أو كأمنية، أو ربما كحلمٍ سيحتاج الى أكثر من معجزة لكي يتحققّ... !

القصة العراقية في 14 سبتمبر 2006

 

حسن بلاسم ... احفظوا هذا الاسم جيدا !

يوسف أبو الفوز 

صيف هذا العام ، عرض التلفزيون الفنلندي ، القناة الاولى ، ولمرتين خلال شهر حزيران ، فلما وثائقيا قصيرا ، 18 دقيقة ، تحت عنوان " ميت في طبعات " ، اثار انتباه المشاهد الفنلندي والنقاد الفنيين ، واختاره التلفزيون الفنلندي ليساهم في تمثيل فنلندا خريف هذا العام في مهرجان اوربي للفلم القصير ، الفلم حمل توقيع المخرج وكاتب السيناريو : حسن بلاسم .

حين ترك حسن بلاسم مدينة بغداد بأتجاه كوردستان عام 1997 لم يصطحب معه ، غير رزمة اوراق وحقيبة لا تتسع سوى لملابس رحلة ليوم او يومين ، لكنه سرعان ما حمل في كوردستان اسما مستعارا كورديا ، وعرف به خلال اقامته المؤقتة وعمله هناك : "أزاد عثمان " ، ولم يكن ذلك سوى ستارا لحماية عائلته في بغداد من بطش النظام الديكتاتوري . بعد الاستقرار المؤقت في كوردستان ، غادرها الى تركيا ، ومن ثم عبر حدود دول اوربا الشرقية ، عن طريق الهجرة الغير شرعية ، حين حمل مرة اخرى ثلاثة قمصان وبنطال واوراق . عاش خلال هذه الرحلة حياة تشرد قاسية اكلت من عمره حوالي عامين ، وخسر على اثرها ثلاثة اصابع من يده اليسرى. شلت. بعد ان التهمتها ماكنة في مطعم ، كان يعمل فيه من اجل جمع اجور مهربين البشر والاحلام عبر حدود الارض ، ثم جاء الى فنلندا محملا باحلام السينما والكتابة ، وليقيم فيها من حوالي عامين ونصف . حسن بلاسم لمن لا يعرفه ، سينمائي وكاتب عراقي ، من مواليد بغداد 1973 لعائلة قدمت من مدينة العمارة ، جنوب العراق . دخل اكاديمية الفنون الجميلة عام 1994 ليدرس السينما ، التي عشقها من خلال القراءة ، لكنه لم يستطع اكمال دراسته للسينما لاسباب عديدة ، فاضطر لترك اكاديمية الفنون الجميلة مهموما وهو في عامه الاخير. خلال سنوات دراسته المعدودة اخرج وكتب ومثل في العديد من الاعمال السينمائية الفنية ، ويعتبرها حسن بلاسم اعمالا فنية متواضعة . في المرحلة الثانية من دراسته ، عام 1996 ، اخرج فلم "كاردينيا " وهو فلم وثائقي حاز على اهتمام مشاهديه ، وحاز على جائزة . ولفت ذلك الانتباه اليه كمخرج وكاتب سينمائي ، وصار البعض من الطلبة يقصدونه للاستفادة من امكانياته وقدراته . وتحت ثقل الحاجة وضيق ذات اليد ، في سنوات الحصار الاقتصادي الثقيلة ، اضطر حسن بلاسم لان يكتب وينفذ اعمالا فنية للعديد من الطلبة المتمكنين ماديا ليقدموها باسمائهم كأعمال تخرج ، ورغم ثقل ذلك نفسيا عليه الا انه وجدها فرصة مناسبة ليس لتوفير متطلبات حياته اليومية ، بل ولاستغلال حاجة هؤلاء الطلبة "المتخمين ماديا " والمستعدين لتمويل مشاريع تخرجهم ، فقام حسن بلاسم بالعديد من التجارب العملية واختبار بعض الأفكار حول شكل الفلم القصير. ومنحه ذلك تجربة عملية قادته لتنفيذ اعمالا اخرى باسمه ، فكان ان كتب سيناريو ومثل عام 1997 في فلم " بياض الطين" ، وكتب عام 1997 فلم "كابينة" ، وكتب واخرج فلم "النهايات" عام 2000. وفي كوردستان وجد فرصة لتقديم دروسا عن السينما في بعض المعاهد الفنية ، وفي عام 1999 كتب واخرج فلم " زامي كاميرا ـ جرح الكاميرا " ، فلم روائي كوردي ، ساعة ونصف ، عن الهجرة المليونية في كوردستان ، وتم تصويره بكاميرا فيديو منزلية عادية ووسط ظروف انتاج واجهتها مختلف الصعوبات الفنية والمادية ، وحاز الفلم على اصداء طيبة في الاوساط الفنية .

في فنلندا ، ولقسم البرامج الثقافية ، للقناة الاولى ، كتب حسن واخرج فلمه القصير " ميت في طبعات " ، والذي عرض من خلال التلفزيون الفنلندي صيف هذا العام . الفلم 18 دقيقة ، كتبه حسن بلاسم ، ونفذه بالاشتراك مع فريق عمل فنلندي محترف . يقول حسن بلاسم عنه " انه بطاقة تعريف" . الفلم مكتوب على اساس نص قصيدة منشورة للكاتب وبنفس الاسم . في فلم "ميت في طبعات " ، الذي يحكي فيه حسن بلاسم عن حاله وهمومه من خلال نص قصيدة مترعة بالهواجس والاسئلة ، يميل الى الاهتمام بالشكل ، فهو في كل اعماله الفنية يحاول ان يبين للمشاهد ان مصداقية صورة الوثيقة يمكن ان يجدها في شاعرية الوثيقة ضمن بناء الفيلم . فالصورة في الفلم القصير لدى حسن بلاسم تملك طاقتها الشعرية ، ولكل لقطة كيمياء خاصة لها نصيب من الموسيقى . اللقطات في فلم " ميت في طبعات " كانت تحاول اللحاق بايقاع القصيدة المقروءة بصوت الكاتب نفسه . لم تكن هناك موسيقى في الفلم ، كان المشاهد يصغي الى صوت المؤثرات الطبيعية ، صوت الحياة ، ينقله الى العالم الداخلي للصورة . في فلم حسن بلاسم القصير كان هناك ايضا ايقاع الواقع العراقي المعاصر بدماره ودمويته في لمحات فنية مكثفة . في الفلم كان هناك محنة وحيرة حسن بلاسم كانسان وفنان ، ونلمسها في تلك المشاهد المؤثرة والعبرة في الفلم ، مثل مشهد قطار المترو في هلسنكي ، حيث يتدافع الناس للحاق باعمالهم ومنازلهم ومواعيدهم ، ويظهر حسن بلاسم بينهم ساهما ، ومع وصول القطار يركب الجميع ، ليبقى حسن بلاسم متسمرا في مكانه ، محني الظهر تحت ثقل همومه وحقيبة الظهر ناظرا في اللاشئ ، منتظرا المجهول . فلم " ميت في طبعات " ذاكرة صورية زاخرة تحمل سؤال : كيف نواصل الحياة مع زخم الارق والذكريات ؟ كانت القصيدة التي بني عليها نص الفلم زاخرة بالصور والاسئلة والحيرة ، وهذا انتقل ببراعة عبر عدسة الكاميرا الذكية والمونتاج البارع الى ايقاع لقطات الفلم . يعتقد حسن بلاسم انه لم يتمكن لحد الان من توظيف كل امكانياته الفنية ، وهو يبحث عن الفرصة المناسبة لتحقيق شيئا من احلامه السينمائية ، ويحمل عدة مشاريع لافلام قصيرة يسعى لايجاد الفرصة لتنفيذها ، ويخشى ان تمر عليها شاحنة الزمن وتظل حبيسة الاوراق .

ومثلما طالبت محررة الشؤون الفنية في احد الصحف الفنلندية بضرورة منح حسن بلاسم فرصة للعمل والانتاج ، فاني اضم صوتي الى صوتها ، واتوجه بكلامي هنا الى المسؤولين في المؤسسات العراقية واتمنى ان يمنحوا حسن بلاسم ، وغيره من المبدعين ، الفرصة المناسبة لخدمة وطنهم وتحقيق احلامهم الفنية ، واقول للقراء الاعزاء : في عالم السينما ، اوصيكم بحفظ هذا الاسم وتذكره جيدا " حسن بلاسم " ، فيوما ما سيدق باب ذاكرتكم بقوة باعمال باهرة ، ستمنح السينما بريقا خاصا متفردا .

القصة العراقية في 14 سبتمبر 2006

جيل جديد من المغربيات يقتحمن مجال الاخراج السينمائي

سلا (المغرب) - من سعد القرش  

السينمائيات المغربيات يتخلصن من احتكار الرجال لقطاع السينما ويقدمن أفلاما رائدة لم تشهدها السينما المغربية من قبل.  

تشعر المخرجة المغربية البارزة فريدة بنليزيد بالتفاؤل لأن السنوات الاخيرة شهدت ما تراه انتصارا للسينمائيات في بلادها.

ففي السنوات الثلاث الاخيرة وحدها خاضت مخرجات شابات تجربة الاخراج لاول مرة وقدمن أفلاما يزيد عددها على مجموع ما قدمته المرأة المغربية في تاريخ السينما بالبلاد منذ عام 1958 الذي شهد انتاج أول فيلم روائي طويل.

في رأي بنليزيد أنه بعد نحو ربع قرن على "احتكار" الرجال مجال الاخراج السينمائي شهدت الثمانينيات محاولات أولى لمخرجات كن أقرب الى جسر مهد الطريق أمام كسر هذا الاحتكار وابرازهن على الساحة الفنية.

وتأتي ثقة المغربيات من حفاوة نقدية تخلو من "شبهة التعاطف" وجوائز تذهب إلى أفلام لمخرجات "جديدات" درسن السينما في فرنسا غالبا.

ففي المهرجان الوطني الثامن للفيلم في ديسمبر/كانون الاول 2005 انتزع فيلم "الراقد" وهو أول عمل تكتبه وتخرجه ياسمين قصاري (38 عاما) ثلاث جوائز منها الجائزة الكبرى في مسابقة شارك فيها مخرجون بارزون.

وحظي فيلم "الراقد" بحفاوة جماهيرية حين عرض الاسبوع الماضي خارج مسابقة المهرجان الدولي الثاني لفيلم المرأة بمدينة سلا المغربية.

وتقول الارقام ان الرجال استحوذوا على مجال الاخراج في السينما المغربية في بداياتها حتى تمكنت بعض "الرائدات" من اكتساب مساحة تناسب مواهبهن حين غامرن بتجربة الاخراج.

وتأتي فريدة بورقية في مقدمة هؤلاء "المغامرات" حيث أخرجت فيلم "الجمرة" عام 1982. وعام 1987 ظهر فيلم "باب السماء مفتوح" لبنليزيد التي بدأت كاتبة للسيناريو منذ فيلم "عرائس من قصب" عام 1981 وتعد من أنشط المغربيات حيث تكتب السيناريو والحوار للافلام التي تخرجها واخرها "خوانيتا بنت طنجة" الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو في المهرجان الدولي الثاني لفيلم المرأة الذي اختتم عروضه السبت الماضي.

ومن مخرجات الجيل الجديد فاطمة جبلي الوزاني وايمان المصباحي ونرجس النجار وليلى المراكشي التي أثار فيلمها الاول "ماروك" بمعنى المغرب في الشهور الماضية جدلا بلغ درجة التشكيك في وطنية مخرجته لتعرض الفيلم لعلاقة اليهود بالمسلمين في مدينة الدار البيضاء.

كما توجد مخرجات ينتظرن فرصة اخراج أولى التجارب في مجال السينما الروائية الطويلة بعد أفلام قصيرة مثل لمياء ناجي وفاطمة الزهراء بنعدي ونرجس الطاهري وليلى التريكي وجنان فاتن محمدي ورشيدة سعدي وسلمى بركاش التي قالت انها لا تزال تنتظر فرصة اخراج فيلم طويل بعد عدة تجارب في مجال الفيلم القصير.

ويشكك بعض المغاربة في القيمة الفنية للسينما التي يمكن أن تقدمها المرأة مشيرين إلى أن الانتقاد الموجه للرجال ودعوات حقوق المرأة لا تكفي لصنع فيلم جيد بالمعيار الفني وحده.

وتقول مليكة طيطان وهي تربوية مغربية ان هناك موضوعات لا تستطيع أن تعالجها بصدق الا "مخرجة تتمتع بحس فني عال خاصة اذا تعلق الامر بما تعرضت له المرأة من أذى في سنوات الرصاص".

ويطلق المغاربة على فترة حكم الملك السابق الحسن الثاني الذي توفي عام 1999 سنوات الرصاص حيث اعتقل فيها كثير من المواطنين والسياسيين بدون محاكمة. وتشكلت في البلاد هيئة الانصاف والمصالحة وهي هيئة رسمية لبحث ملفات ضحايا 43 سنة مما يعتبره حقوقيون وناشطون انتهاكا وتعويضهم ماديا وأدبيا.

وأنتجت في السنوات الماضية أفلام تتناول قصص بعض هؤلاء الضحايا.

وترى مليكة طيطان أن كثيرا من هذه الافلام لم يصل بعد الى عمق "المأساة" التي تعرضت لها السجينات بالذات.

لكنها وهي سجينة سابقة أشادت بجملة حوارية في فيلم "ألف شهر" الذي أخرجه عام 2004 فوزي بن سعيدي حين يرفض والد فتاة أن يزوج ابنته لاحد الشبان بحجة أنه معتقل سابق.

وتقول بنليزيد ان بعض الافلام اقترب من سنوات الرصاص بشكل انتهازي "لكن هناك أفلاما مهمة مثل "ذاكرة معتقلة" لجيلالي فرحاتي" وتشير وجود قصص مأساوية لمعتقلات منهن سعيدة منبهي وكانت طالبة في منظمة "الى الامام" اليسارية في السبعينيات وماتت في المعتقل "وربما أخرج عنها فيلما في المستقبل".

وتعيد بنليزيد الى الجمهور المغربي الفضل في احتضان تجارب المخرجات "وان كن يحصلن الى الان على دعم "لانتاج الافلام" أقل من الرجال".

كما تشيد بمخرجات في بداية الطريق مثل ليلى المراكشي مخرجة "ماروك" وتقول انه "فيلم مهم عن فئة صغيرة لكنها تحكم البلاد".

ميدل إيست أنلاين في 13 سبتمبر 2006

 

نصف قمر.. فيلم إيراني محظور يعطي الكلمة للمرأة والأكراد 

يعطي فيلم "نويمانغ" أي نصف قمر بالفارسية الذي عرض للمرة الأولى عالميا في مهرجان تورونتو، الكلمة للأكراد والنساء اللاتي منعن من الغناء أمام الجمهور منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران، الأمر الذي تسبب في منع عرضه في طهران كما يؤكد مخرجه

وقال الموقع إن فيلم "نصف قمر" للمخرج بهمان غوبادي، مخرج "وقت لسكرة الجياد" 2000و"أغان من بلد أمي" 2002، يروي رحلة الموسيقار مامو الكردي من كردستان الإيرانية إلى كردستان العراقية لإحياء حفل موسيقي في هذه المنطقة

وبعد انتظار سبعة أشهر للحصول على تصريح بالتوجه إلى العراق يعبر مامو جبال شمال إيران

وسعيا إلى العثور على صوت ملائكي لمصاحبة الفرقة يخالف الرجل العجوز القانون الإيراني بدعوة مطربة إلى الانضمام لفرقته التي تصبح على الاثر خارجة على القانون ومطاردة من حرس الحدود

إلا أن الجنود الإيرانيين يعثرون على صاحبة »الصوت الملائكي« ويحطمون آلات الفرقة

ويسعى مامو المحبط إلى الوصول إلى العراق عن طريق كردستان التركية ويعثر في طريق مروره بقرية تركية صغيرة على امرأة أخرى تملك حنجرة ذهبية يعدها بعبور الحدود العراقية

وأضاف الموقع أن فيلم بهمان غوبادي الذي صور في إيران والعراق يتضمن مشاهد تظهر فيها امرأة وسط فرقة موسيقية

ومنذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 لا يسمح للنساء بالغناء أو العزف إلا أمام جمهور من النساء

وقال المخرج »تلقيت اتصالات هاتفية ورسائل من مغنيات يرغبن في التمثيل وسألتهن لماذا لا يردن الغناء بدلا من التمثيل".

وأضاف المخرج الذي جاء إلى كندا لحضور العرض الأول لفيلمه "منذ يومين فرضوا رقابة على فيلمي وطلب مني وزير الثقافة الإيراني محمد حسين سفر هراندي أن أنسى كليا هذا الفيلم"

وتابع "لو كنت علمت بذلك لوضعت المزيد من الموسيقى في هذا الفيلم" الذي أنتج بناء على طلب مدينة فيينا لعرضه في إطار احتفالاتها هذا العام بذكرى مرور 250 عاما على مولد موتسارت

وفي هذا الإطار مولت السلطات النمساوية سبعة أفلام لمخرجين من دول غير غربية عرضت للمرة الأولى عالميا في مهرجانات كان والبندقية وتورونتو

ويثير فيلم بهمان غوبادي موضوعا شائكا آخر في إيران وهو قضية الأكراد الذين تخشى طهران أن يقيموا دولة كردية على أرض جارها العراق

وأوضح المخرج الذي يفضل عدم الدخول في الجدل »الأكراد هم أنفسهم في أي مكان سواء عاشوا في تركيا والعراق وإيران«، مضيفا أن »أكراد إيران هم إيرانيون«

وتعرض في مهرجان تورونتو أفلام إيرانية أخرى من بينها »اي فيو ديز ليتر بعد ذلك بايام قليلة للمخرجة نيكي كريمي و"ميرسي" لمزدق طيبي وهو إنتاج إيراني كندي مشترك

ويعرض في هذه الدورة الحادية والثلاثين لمهرجان تورونتو حتى 16 سبتمبر 261 فيلما طويلا من بينها 106 أفلام تعرض للمرة الأولى عالميا

وخلافا لمهرجان البندقية الإيطالي أو مهرجان كان الفرنسي لا يمنح مهرجان تورونتو جوائز مهمة غير جائزة الجمهور.

الصحراء المغربية في 14 سبتمبر 2006

 

سينماتك

 

Crash

(مع سرعة الحياة التي نحيا، علينا أن نخفف الصدام الذي يحصل بيننا)

جلال نعيم

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك