كانت الحرب الاسرائيلية على لبنان اندلعت عندما سافر شريط المخرجة الفلسطينية ميّ المصري الجديد من بيروت الى معهد العالم العربي بباريس عبر البحر. وقد استغرق وصوله الى هناك حوالي أربعين ساعة، وعرض لحظة وصوله. لكن المخرجه لم تستطع الحضور بطبيعة الحال نظراً للظروف التي أحاطت بلبنان وقتئذ، ولكن «يوميات بيروت: بين الحقيقة والسراب» وهو عنوانه، نال جائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل هناك. وهنا قراءة أولية في الفيلم. علماً بأن المخرجة ميّ المصري ستكرم في الدورة العاشرة من مهرجان الاسماعيلية المقبل عن مجمل أعمالها: يد تكتب على سطح ورقة بيضاء، يد مؤهلة لأن تكتب، وهي ربما تؤرخ بالكتابة للواقعة الأليمة كما جرت في الرابع عشر من شباط عام 2005، ربما لا تريد هذه اليد أن تشير بإصبع الاتهام الى أحد، أو كما تقول صاحبتها في الفيلم «ان جريمة اغتيال رفيق الحريري قد تكون واضحة بالنسبة إلي بعكس الجرائم الأخرى»! ربما لا تريد اليد المؤهلة للكتابة أن تقول شيئاً، فكل شيء قد قيل، ولم تعد الاضافة مهمة في أي حال من الأحوال. لم تعد أي اضافة مهمة بعد هذا التاريخ، فالصورة المتفجرة تكمل الرواية في فيلم «يوميات بيروت: الكذب، الحقيقة، الفيديو» لا كما تدور بعد «الواقعة التي وقعت»، فهي هنا من يرسم الإطار ممتداً أمام مسألتين مهمتين: الحقيقة والسراب، لأن ما يقع بينهما هو يوميات مدينة تذهب إليها المخرجة الفلسطينية ميّ المصري في تجربة (لبنانية) أولى، بعد مجموعة من الأفلام التسجيلية مع زوجها السينمائي اللبناني جان شمعون. وهذا ما يجعل من ميّ شريكة نفسها في أربعة أفلام فلسطينية خالصة.وهي هنا في الفيلم الجديد تعود الى هذه الشراكة وحدها ومع جان في الوقت نفسه بما يشبه الأحجية. تعود الى موضوعة لبنانية شائكة ومعقدة، وتقرر هي أن تزيد في درجة هذا التعقيد، اذ تضع أمامنا صورة بطلة فيلمها الجديد نادين زيدان، الفتاة اللبنانية ابنة الـ 25 ربيعاً، والتي تسكن بالقرب من السان جورج، المكان الذي قضى فيه رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وصحبه ومن معه ومن جاوره صدفة في تلك اللحظة»: تلات دقايق ركض وبكون هناك». حسناً وماذا يوجد بعد هذه الدقائق المثلثة الأضلاع التي تشير إليها نادين زيدان - شبيهة ميّ المصري- ؟ تتعدى الإجابة ضربات القلب المدوية التي حددت إيقاع الكاميرا المتوغلة في الأحداث ومجاريها، وهي لا تعود تقف محايدة. انها تدخل بين القتلى. تدخل في الانفجار ذاته، وتقول لنا ومن دون مداورة «ان ايقاعي المستلهم من الحادثة المروعة هو ما سيتحكم بي حتى نهاية الفيلم التسجيلي الطويل، وهو بالتالي ما سيتحكم بكم، وبأفئدتكم المروعة، فالموضوعة ليست اننا نسجل ما يدور أمامنا، وان كان الأمر كذلك للوهلة الأولى، الا أننا ننوي اعادة ترتيب مفاصل الرواية من فائض الصور التي «نفشت» بين أيدينا. سنضع كل هؤلاء الشبان والشابات الذين نزلوا الى «مخيمات» الاستقلال في ساحة رياض الصلح البيروتية بحثاً عن الحقيقة والوحدة الوطنية والاستقلال أمام المجهر لنكشف ما يدور في الأرواح الحيّة. هنا وراء هذه السقالات الضخمة، والرافعات العملاقة والخيم والدراجات الهوائية، وقوانين العجز الإنساني المستقاة من أخطر برهة تجمّع في ميدانها كل هؤلاء الشباب. فجميعهم ولد تقريباً من رحم الحرب الأهلية اللبنانية، أو كما تردد صبية حلوة معبرة عن هذه الفحوى بالقول انها تريد أن تفهم ما الذي جرى بين نيسان 1975 ونيسان 2005. ربما تكون هي أصابت في مطلع سؤالها فقط، فنيسان هو أقسى الشهور كما يريد الشاعر، والعودة اليه، أو تجميع الأحداث بين «نيسانين» تخلق مساحة أخرى للتبصر في ثنايا هذه الحرب التي جعلت الأخ «يقوّص» على أخيه كما شاهدنا في الفيلم الجديد. عين الكاميرا تتحول نادين زيدان مع تقلب الأحداث وانتصار الشاشة التلفزيونية المفاجئ، الى عين للكاميرا القلقة، الباحثة عن الحقيقة والسراب كما تريد لها المخرجة بالضبط، فهي تجنح بالأحداث نحو الرواية المفصلة بالنسبة للحاضرين في الفيلم، اذ تبدأ هذه العين الدامعة الحزينة تخرج من إغماضتها على علاقة عاطفية مشبوبة عاشتها نادين مع»شخص مدة أربعة أعوام ونصف»، الى المحيط العام الذي يبدو متململاً وفي انتظار شيء أن يحدث أو يجيء، فيما هدّأ البعض من روعها وطالبها بألا تحزن لأنها نالت استقلالها من هذا الشخص. تضحك العين الأنثوية، ربما بإشفاق على العين الأخرى المسلوبة والمستسلمة للصورة الفيديوية المتضخمة على حساب كل شيء وتقرر أن تتوغل أعمق فأعمق في الأحداث التي تدور من حولها بعد أن تتجاوز المحنة الشخصية الى محنة جماعية يعيشها البلد الكبير. تغوص نادين في الجموع، وتبدأ هذه العين الدامعة بتفتيت جوهر الصورة الكاملة. تعيد تصفيف الرواية بالأناقة المعهودة من ميّ المصري نفسها، وهي الذات الجمعية التي تنسحب على كل ما هو جوهري أمامها، فليس الملقب بـ «ترميناتور» هو المدافع عن هذا الاستقلال بعد أن يزعم أنه ظل صامتاً فترة طويلة. والآن من بعد السؤال عن أحواله جاء دوره ليترك الفكر والنخبة المشتعلة وينضم الى لبنان بصوته. ولا حتى ذلك المعوق الذي يحلم بالمجتمع المثالي وبالطيران من فوقه، ويحلم بأدواته، كأن يصبح جسده خفيفاً درجة التبخر ليكون في وسعه أن يحلق الى أبعد نقطة. ولكنه يكتشف ان المجتمع لم يكن مثالياً في يوم من الأيام، وليس هناك من أمل بأن يتحقق طيرانه. ولا يساعده على تخطي هذه الحقيقة المرّة سوى عكازين خشبيين منخورين – وربما فخورين- بتاريخ الحرب الأهلية حتى تزداد وحشته وتعاسته. فالتاريخ هنا مسور بالألغاز، وهو من خرّب عليه طيرانه الشخصي الذي لا يشاركه فيه أحد. وربما كان في وسع هذا المعوق النبيل أن يطير على جنح الأفكار، ولكن ليس فوق المجتمع المثالي الذي رُسم أمام خيام المتظاهرين. فالخرق الأول الذي سجل في الفيلم لحساب خرائبية هذه الفكرة وعدم صلاحيتها هو ظهور التلفزيون في الفيلم، وهو الأداة التي تنقل الأخبار الى أهل «المخيم». هنا، يصبح التلفزيون جزءاً من حيواتهم، وهم من يعيشون وسط هذه الأحداث المصيرية من دون واسطته. وحتى عندما يقررون إزالة المخيم من مكانه نرى واحداً منهم وهو يُبعد جهاز تلفزيون مطفأ وكأنه يقول لنا في نهاية الفيلم: انتهت الفرجة يا شباب. لم يعد بوسعكم متابعتنا عبر الشاشة نفسها، فنحن لم نعد شهوداً على شيء كان حدث للتو أمامنا وعلى مرأى من أبصارنا وأبصاركم. الاتجاه المعاكس اما نادين التي تدمع «عدستاها» كثيراً، فتقرر الذهاب في الاتجاه المعاكس. تزور البيت المهدم على فكرة أصيلة ونبيلة عن التعايش، وتهرب هناك الى طفولتها التي عاشتها في رحم هذه الحرب وتصبح في لحظة شقية ومجنونة أكبر من أبيها بعام واحد بعد أن قصفت الحرب عمره وهو في الرابعة والعشرين، وكأنها تقرر في لحظة متورمة من عندها أنه قتل وكأنه لم يوجد أبداً، فهاهنا الحقول والبراءة التي مضت، والعدستان اللتان تستعيدان كادرات بالأسود والأبيض من الحرب وجنونها ومقاتليها الذين تنظر اليهم من فتحة كانت فيما مضى لإطلاق الرصاص، والآن هي مجرد (فتحة) في الماضي البعيد... البعيد الذي لا يكفيه عمر نادين وأبيها معاً. . !! «يوميات بيروت» ينتهي بانعطافات درامية تتمثل باكتشاف حقائق لم تكن تخطر في بال نادين. فهذه التحولات في المصائر لم تكن هي من أرادت لها أن تنتهي بهذه الطريقة التي انتهت إليها من تلقاء نفسها، وبدأ العديد من «المتجاورين» من مختلف الأحزاب بسحب أعمدة الخيام التي رفعوها بأيديهم لإدراكهم ان الجدوى من وجودهم انتهت في لحظة. وهم يبكون الآن ليس لأنهم سيشعرون بالفقد وبعضهم عاش علاقات عاطفية انتهت الى خطوبة أو زواج، بل لأنهم لا يعرفون ما الذي تخبئه لهم الأيام - كما تقول صبية مرحة تحاول أن تتجاوز الحالة أيضاً من تلقاء نفسها، ومن دون رتوش على الدور الذي أدته في الفيلم وفي «المخيم»، ففي الحالين كان لها دور هي الأخرى، والرواية تقتضي أن تقوم بهما، وربما بالمرح الزائد نفسه! يحترق الصمت تحت تماثيل لم تسلم بدورها من رصاص المتقاتلين الأشداء، على أن نادين زيدان نفسها، وقد جهدت لتفهم سبباً واحداً لركضها منذ الدقائق الثلاث الأولى في الفيلم، لم تستطع أن تفسر سبب إطلاق الرصاص على تماثيل في ساحة الشهداء، فلربما من أطلق الرصاص كان يعرف أنه يطلقه على الذاكرة المقبلة وهي تتجمع تلقائياً في بركة الحرب الأهلية الآسنة. ربما يكون في وسع نادين من الآن فصاعداً أن تجد لسؤالها في البيت المهدم جواباً عما اذا كانت حرباً بين نفس الأهل والأصدقاء والأشقاء والأهل الذين يتجمعون بحثاً عن استقلال مرهون حتماً بنشيد «كلنا للوطن»، استقلال يبدو مشوشاً، وتستحضره الدراجات الهوائية والألعاب البهلوانية وكتابات غيبية عن الحقيقة مزقها وأعاد ترقيعها الصمت نفسه، وهو يردد على لسان أم مفقود تستولي بحزنها على أهم ما في الفيلم من أسئلة:- نعم نريد أن نعرف حقيقة من قتل رفيق الحريري، ولكننا نريد بالمقابل أن نعرف 17 ألف حقيقة. كانت تقصد 17 ألف مفقود لم يعودوا من الصور الفوتوغرافية التي ذهبوا اليها ذات مرة. كان إحساساً قابضاً ولئيماً وهو يدوي أمام «عدستي» نادين عندما فهمت من النائمين في الخيام انهم لا يكترثون بمصائر هؤلاء المفقودين، وان عليهم أن يموتوا أو يذهبوا الى البحر، فهذه ليست مشكلتهم... ولكن لماذا؟ - تصرخ نادين: أنتم لم تتقاتلوا معهم ولم تكونوا موجودين، أو حتى مولودين، أو بعضكم على الأقل لم يكن موجوداً! ما من إجابة، فنزع «العدستين» من محجريهما يغلق الإجابات على كل الأسئلة، وتنهمر الدموع مثل مطر أمام الأعمدة التي تطقطق جرّاء معاشرتها للنار. فالصورة، صورة من يحلم بالطيران فوق مجتمع مثالي أبعد من أي مجتمع أهلي، انتهت الى رجل بعكازي خشب يمكن لهما الاحتراق أيضاً، وبنظارتين سميكتين بالكاد نرى من خلالهما ما سيحدث بعد الثاني عشر من تموز 2006... عندما تتوقف الصورة نهائياً وتبدأ حرب من جديد! الحياة اللبنانية في 25 أغسطس 2006
تتحمل جزءاً من مسئولية سينما الابتذال والإسفاف لماذا لا تطبق الرقابة بنود القرار 220 لعام 76 علي أفلام محمد سعد وعبلة كامل؟ محمود مسعود
يقف المبدعون والمثقفون موقفا سالبا تجاه الرقابة مهما تعددت صورها أو اختلفت مصادرها. ومضمون هذا الموقف وفلسفته أنهم يرون فيها قيدا يلتف حول حرية الإبداع ويعتقدون أنها أداة اغتيال لجوهر مضمون الفن والمعني به الاختيار . لهذا تمرد المبدعون علي كافة القيود التي ترجمت إلي لوائح أو قوانين صماء لا تحمل إلا مجموعة من اللاءات الصارمة والتي وضعت كل مكونات النشاط الحياتي للإنسان داخل أطر محدودة البعد والماهية. والمفروض والمطلوب ألا يتجاوز المبدعون حدود تلك الأطر أو يلتفون من حولها والأفضل أن يبتعدوا عنها. وفي المقابل أعلنت الرقابة فلسفتها تجاه أبعاد العلاقة التي تربط بينها وبين فنون المبدعين وحددت ابعاد هذه الفلسفة في نص الشعار الذي ضمنته المادة الأولي من كل قانون أو قرار يصدر لتنظيم العلاقة بين الرقابة وإنتاج المبدعين، حيث ضمت هذه المادة نصا:«تهدف الرقابة علي المصنفات الفنية إلي الارتقاء بمستواها الفني وأن تكون عاملا علي تأكيد قيم المجتمع وتنمية الثقافة العامة واطلاق الطاقات الخلاقة للإبداع الفني». والواضح هنا أن فلسفة الرقابة تعني بالدرجة الأولي توفير الحماية للمجتمع وارتقاء المستوي الفني للعملية الفنية بأكملها. وبغض النظر عن التضاد الواضح بين طرفي العلاقة فإننا سوف نضع فلسفة كل طرف موضع التطبيق الفعلي لنتحقق أثر هذا التطبيق علي مستوي العملية الفنية والمدي الذي وصلت إليه ومدي تأثر الواقع الاجتماعي وما خلفه كل طرف من تبعات وتداعيات. حال السينما منذ عام 1997 عندما عرض فيلم «إسماعيلية رايح جاي» المتواضع المستوي علي كافة مستويات عناصره وأحدث هذا الانقلاب في سوق الفرجة السينمائية وهو الانقلاب الذي كان متوقعا حدوثه، لكن ليس بهذه النوعية ولا بتلك الكيفية التي حدث بها، فما كان متوقعا هو حدوث المتغير نتيجة لحتمية التطور الطبيعي لتواصل الأجيال، غير أن هناك بعض الدراسات تؤكد وبصورة قاطعة أن النوعية والكيفية التي تم بها الانقلاب هو الانعكاس الموضوعي لتراكمات تاريخية بدأت مع منتصف السبعينيات وتزامنت مع تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي، والتي بسبب تداعياتها حدث هذا الشرخ الهائل في تركيبة الهيكلة السياسية والاجتماعية والتي علي أثره أفرزت تلك التيارات التي كانت بمثابة الغزوة الشرسة التي أتت علي كل تأجيل حققته ثورة يولية في البنيان المصري. ولم تكن السينما بعيدة عن هذه الانعكاسات بل أنها كانت الأقرب للتأثير بها فظهرت موجة الأفلام التي أطلق عليها بـ «أفلام المقاولات» وهي النوعية التي جردت السينما المصرية من كل مقوماتها الحقيقية حتي إن غالبية هذه النوعية الفلمية لم تكن تعرض في دور العرض ليشاهدها الجمهور ولكنها كانت تعبأ علي شرائط الفيديو للتصدير مباشرة إلي منطقة الخليج العربي. ولم تتعرض هذه الموجة أو تخضع للمتابعة الرقابية لسبب بسيط وهو أن كافة الأجهزة الرقابية وتطبيقا لمفهوم السياسة العامة التي كانت تحدد أبعادها شعارات القيادة السياسية لم تكن تعنيها الحفاظ علي القيم الاجتماعية أو الاقتصادية أو علي مكانة الريادة التي كانت تتصدرها مصر في العديد من المجالات وقد تكون صناعة السينما أحد أهم هذه المجالات.. بقدر ما كانت تعني بتشجيع الأساليب وكافة السبل التي تدر الربح السريع والمال الأكثر وفراً بغض النظر عن الحسابات التي قد تأتي عليها وتؤكد الدراسات أنه ما أشبه الأمس بالبارحة فإذا كانت سينما المقاولات هي نتاج طبيعي لمجتمع أثرياء الانفتاح فإن السينما الهزلية هي النتاج الموضوعي لابنائهم وهم الذين يمثلون القدرة الشرائية الآن التي تستند إليها هذه النوعية الفلمية في رواجها وتسيدها للسوق السينمائية. إذاً فالانقلاب الذي حدث وبتلك الكيفية وبهذه النوعية هو رد الفعل التاريخي المرتبط بحقائق الحتمية. هبوط المستوي اعتمد مديرو الانقلاب علي الكوميديا باعتبارها سلاحا مضمون التأثير علي واقع مشحون بقدر هائل من الهموم الاجتماعية والسياسية وقد فرض هذا السلاح صلاحيته وإمكانياته عندما حقق هذا النجاح الجماهيري العريض لتلك الوهجة الفوسفورية التي جاءت ضمن ما أفرزه الفيلم الظاهرة «إسماعيلية...» والتقط منتجي المرحلة هذا الوهج وجعلوه بداية لخططهم للاستفادة من تبعات هذه الظاهرة. وعندما حققت البداية هذا النجاح الجماهيري العريض كان التوجه والتخطيط الكامل لتفريخ كم من الصبيان الجدد للعب هذه الأدوار المرسومة حدودها وإمكاناتها. وتم اختبار الكوميديا الهزلية التي تتلاءم مع إمكانات الصبية الجدد حيث إنها لا تتطلب مستوي مهارياً أو حرفية في الأداء إذ إنها تعتمد علي الحركات الجسدية وهي نوعية لم تحققها دراسات علم الدراما تلك التي وضع ارسطو بذورها الأولي ولكنها عرفت من خلال الممارسة الفعلية لنوعية من الممثلين استقوا طرق «التشخيص» الهزلي من تلك الفئة التي كان يطلقون عليها بمهرجي الملوك هؤلاء الذين كانوا يأتون باقذع الحركات الجسدية الرخوة أمام الملوك في محاولة لرسم الابتسامة علي ووجهم وهم في حالات الكدر أو وضع القهقهات العالية علي أفواههم وهم في حالات البشر، وعندما يغضب الملك علي مهرجه ويطرده من معيته يتحول هذا المهرج إلي «مشخصاتي» العامة، حيث تلتف من حوله العامة في الأسواق والميادين حيث يأتي بذات الحركات التي كان يأتي بها أمام الملك ليرسم الضحكات علي وجوه العامة بالطرق الملكية. واستطاع صبية الكوميديا الجدد من خلال تقليدهم لكوميديا مهرجي الملوك أن يحققوا قدرا من النجاحات الجماهيرية وسط تلك الفئة العمرية التي تعتبر نتاج التسلسل الطبيعي لنسل اثرياء مجتمع ما بعد عصر الانفتاح والذين أصبحوا يمثلون القوي الشرائية القادرة علي ترويج البضائع في الأسواق بعد أن اخضع منتجو هذه النوعية الفيلمية الشريط السينمائي لكل مقتضيات السوق وأصبح يعامل ويحاسب بمقياس البضائع الاستهلاكية التي يتعامل معها المواطن في نشاطاته اليومية. مقياس جديد بعد موسم 98 ونجاح التجارب الأولي للمضحكين الجدد توالي المنتجون تفريخ الممثلين الذين يستطيعون أداء «المضحكاتية» الأمر الذي أدي إلي زيادة مطردة في أعدادهم، وبالتالي في نوعية الشرائط الفيلمية التي يقدمونها مما أدي إلي امتلاكهم ناصية الشاشة واصطبغت كل الشرائط المعروضة بتلك الصبغة سهلة التركيب سريعة العائد عريضة هامش الربح وامتلأت أفلام الكوميديا الهزلية خرائط الموسم كما حمل لنا كل موسم ولادة بمثل جديد ينضم إلي شلة المضحكين وبسرعة يحجز له مكانا في نادي الملايين ربما لموسم أو موسمين علي الأكثر ثم يتراجع لكي يحتل اسم جديد موقعا جديدا علي خرائط التوزيع إلي أن حمل لنا موسم 2000 أحد هذه الأفلام وهو فيلم «الناظر» ومن خلال أحداثه قدم الممثل محمد سعد أحد الاسكتشات الهزلية والتي تميز بقدر كبير من الرقاعة والحركات الجسدية الرخوة والصوت ذات البحة السوقية المبتذلة واطلق علي هذا النموذج اسم «اللمبي» ولأن الكشافين عيونهم لاقطة لكل ما هو مثير حتي ولو كانت اثارته تلك نوعا من الشذوذ فالتقطو هذا الممثل الذي استطاع أن يغير من مقاييس الممثل في صورتها العادية إلي مقياس جديد مقسم إلي وحدات قياسية كل وحدة منها لها طابعها الخاص حيث تقاس بـ الأولي القوافي المبتذلة والثانية التناول المسف لكل القيم والأخلاقيات، والثالثة خنوثة ممقوتة، والرابعة رعونة السلوك والأداء، يضاف إلي كل هذا كم هائل من القماءة وثقل الظل والقدرة الغريبة علي إثارة خواص القيء ولأن هذه الوحدات القياسية جديدة علي السينما فقد حققت نجاحا غير مسبوق وجمعت إيراداته أرقاما لم تطرق شباك التذاكر من قبل. وانزعج الناس ووضعوا أيديهم علي قلوبهم خوفا علي مستقبل جيل بأكمله ومستقبل ومصير أمة سوف يحمل همومها هذا الجميل، غير أن علماء النفس طمأنوا النفوس الحائرة من جموع الشعب الملتاعة في جيله مؤكدين أن هذه ظواهر طبيعية تفرزها المجتمعات في ظروف سياسية لها سيماتها الخاصة، مؤكدين أن تجارة المخدرات هي أكثر أنواع التجارة ربما وهي لا تؤثر إلا علي فئة معينة وأن ما تحقق الشرائط السينمائية ذات المواصفات والمقاييس الجديدة أمرا لا يختلف كثيرا عن تلك التجارة محدودة الأثر، أما الخوف فهو من انتشارها وتكرارها. ورغم هذا التحذير الذي يدق ناقوس الخطر علي مستقبل جيل بأكمله ومسيرة أمة بتاريخها العريق توالت الأفلام التي يشرف علي صناعتها وتسويقها هذا الممثل، محافظا علي وحدات مقايسة بل إنه يعمل علي زيادة جرعاتها مع كل شريط جديد. ومما زاد الطين بلة أن ظهرت علي خرائط التوزيع امرأة تنافسه علي تطبيق مواصفات مقايسة الأمر الذي جعل الكفوف نضرب بعضها البعض بقوة وبشدة تنخلع لها القلوب. أين الرقابة عندما تولي الناقد السينمائي علي أبو شادي مسئولية الرقيب علي المصنفات الفنية حمل علي عاتقه كل مواقف المثقفين والمبدعين السالبة إيذاء الرقابة وجاءت محاولاته للتخفيف من جعبة اللاءات وكسر حدة الممنوعات التي امتلأت بها الوائح والقوانين التي تعمل بها الرقابة. تذكر أبو شادي نصوص القوانين السالبة وتناسي الدور الرئيسي الذي بلورته فلسفة وجود الرقابة، وهي الارتقاء بالمستوي الفني للمصنفات والتأكيد علي قيم المجتمع وإنماءها. تناسي أبو شادي أبعاد هذه الفلسفة ولم يتذكر إلا حرصه الشديد ألا يقال عنه في محفل المثقفين أنه قصف قلم كاتب أو ظلم كاميرا فنان أو حجر علي انطلاقة ممثل. خاف أبو شادي علي نفسه وتناسي ذكر أمة بأكملها بماذا يكتب عنها بين سطور التاريخ ولسوء حظه أن السينما المصرية لم تتنج في عهده الرقابي إلا عمل أو اثنين علي الأكثر يمكن أن نشيد بموقفه منهما وهما تحديدا «بحب السيما، عمارة يعقوبيان» فيما عدا هذان الفيلمان فإن مستوي الأفلام التي قدمتها السينما المصرية وتحديد منذ عام 2000 وحتي الآن لا ترتقي إلي مستوي الإبداع الذي يمكن أن يغار عليه المثقفون بل تستحق أن تطبق عليها كل اللاءات والممنوعات الرقابية. ونحن بدورنا نتسأل هل أفلام محمد سعد وعبلة كامل تحديدا ألا تستحق أن تطبق عليها نصوص المادة الثانية من القرار رقم 220 / 76 بشأن القواعد الأساسية للرقابة علي المصنفات الفنية، ألا تنطبق عليها الحالات التي ذكرت في المواد8،9،10،11 من القرار المشار إليه. فلماذا لم تنطبق هذه النصوص علي تلك الأفلام علي الرغم من مخالفتها الصريحة والواضحة لمواد هذه النصوص أضف إلي هذا المستوي الفني الهابط الذي يضم كل هذه المخالفات. علما بأن المواد المشار إليها لا علاقة لها بالإبداع حيث الأمور فيها تخص بالدرجة الأولي مجموع القيم الاخلاقية والدينية والاجتماعية والتي لا أظن أن أحدا يمكن أن يزايد عليها بصورة أو بأخري حيث أنها تتناول هذه القيم من منظور مجرد. إننا نتسأل وبشفافية مطلقة: هل تستطيع الرقابة أن تنشر حيثيات المواقف الرقابية علي عرض هذه الأفلام. كما إننا نطالب بتشكيل لجنة من نقاد السينما وأجهزة الرقابة الإدارية المسئولة عن متابعة تطبيق قوانين الدولة لبيان مدي مطابقة المواد الرقابية علي هذه الأفلام ولماذا لم تنطبق عليها إذا كانت مطابقة، وإعلان نتائج هذه اللجنة علي الرأي العام لكي يطمئن قلبه علي مستقبل جيل بأكمله ومستقبل ومصير أمة!! إننا لا نستدع الرقابة علي الفن ومبدعيه ولكننا نحاول أن نحمي هذا الفن ممن يتخذونه أداة ووسيلة لترويج بضاعة لا تختلف كثيرا عن تجارة المخدرات. جريدة القاهرة في 22 أغسطس 2006 |
بطلة «قراصنة جزر الكاريبي 2» أمضت طفولتها تلعب كرة القدم... ومعجبة بزيدان الإنسان قبل السوبرمان... كيرا نايتلي لـ«الحياة»: مزاجي الحار جداً وحبي للرياضة ... وراء ميلي الى أفلام المغامرات والعصابات باريس - نبيل مسعد يعرف عشاق السينما كيرا نايتلي منذ العام 2002 من خلال الفيلم البريطاني المرح «إلعبها مثل بيكام» الذي يروي قصة فتاة ترغب في احتراف كرة القدم لتصبح مثل بطل أحلامها اللاعب الشهير دافيد بيكام. لقد نجح هذا العمل على الصعيد الدولي وسمح لنايتلي بفرض نفسها في صف الممثلات البريطانيات الشابات (عمرها 21 سنة) القادرات على تولي خلافة كيت وينسليت بطلة «تايتانيك» التي صارت تؤدي شخصيات ناضجة ورصينة بفضل عمرها الذي تعدى الثلاثين. ولمناسبة الحفل الافتتاحي لآخر أفلامها «قراصنة جزر الكاريبي 2» الذي تتقاسم بطولته مع جوني ديب وأورلاندو بلوم جاءت كيرا إلى العاصمة الفرنسية فالتقتها «الحياة» في هذا الحوار المنعقد بدار سينما مارينيان فوق جادة الشانزلزيه. وجاءت السينما الأميركية، تتدخل في حياة كيرا الجميلة عقب رواج «إلعبها مثل بيكام» من خلال المنتج الكبير جيري بروكهايمر الذي اختارها بعدما شاهدها في «بيكام» لتتولى بطولة فيلم المغامرات «قراصنة جزر الكاريبي» إلى جوار جوني ديب وأولاندو بلوم أحد أبطال ثلاثية «سيد الحلقات» والنجم الأسترالي جيفري راش. من هذه النقطة دخلت نايتلي عالم الفن السابع من أوسع أبوابه وشاركت في لقطات مبنية على الحركة والألعاب الرياضية مثل المبارزة بالسيف إضافة إلى المسحة الرومانسية التي أضافتها الى الشريط بصفتها المرأة الوحيدة فيه محاطة بمجموعة من الممثلين. ولم تتوقف تجربة نايتلي مع السينما الأميركية عند هذا الحد بل كررتها في عمل تاريخي ضخم أيضاً من إنتاج بروكهايمر نفسه، وهو فيلم «آرثر» المبني حول سيرة الملك آرثر وفرسان المائدة المستديرة، علماً أن دور الملك الفارس تولاه النجم كلايف أوين ما يطيل قائمة المشاهير الذين تعمل معهم كيرا وهو شيء يساعدها إلى حد كبير في تسلق سلم النجومية. ولاحقاً انضم الممثل أدريان برودي بطل فيلم «عازف البيانو» من إخراج رومان بولانسكي إلى قائمة النجوم الذين تمثل معهم نايتلي، من خلال بطولة الفيلم المخيف «السترة» غير أن السينمائي طوني سكوت أسند إلى كيرا الدور الرئيس في فيلمه «دومينو» الذي يروي سيرة دومينو هارفي ابنة الممثل الراحل لورانس هارفي والتي تحولت في إطار ظروف غريبة وغامضة إلى قاتلة أجيرة. أما آخر أفلام نايتلي، قبل الجزء الثاني من «قراصنة جزر الكاريبي»، فعنوانه «كبرياء وعنفوان» وهو مستوحى من الرواية الرومانسية الشهيرة التي تحمل العنوان نفسه للكاتبة جين أوستين. لمناسبة إطلاق فيلم «قراصنة جزر الكاريبي - 2» في فرنسا جاءت نايتلي الى باريس حيث التقتها «الحياة» وحادثتها. · أنت لا تكفين عن الحركة والمغامرة طوال اللقطات التي تظهرين فيها في فيلم «قراصنة جزر الكاريبي - 2»، فهل أنت رياضية أصلاً أم أنك تدربت قبل التصوير؟ - أنا رياضية منذ طفولتي، وكنت دائماً الأولى في حصص التدريبات الجسمانية في المدرسة كما أني كنت أقضي أوقات فراغي في لعب كرة القدم مع الصبيان بدلاً من مراجعة دروسي أو اللعب بالدمى مثلما تفعله أي صبية عادية، الأمر الذي كان يثير جنون والدي وتعجب أمي (تضحك). ولا أزال أتدرب على اللياقة البدنية وأمشي وأمارس المبارزة بالسيف والتزلج وألعب كرة القدم وكرة السلة وأسبح، وربما إني أنسى بعض الأشياء أيضاً. وفي ما يخص أفلامي عموماً، وثم «دومينو» و «قراصنة جزر الكاريبي» في جزئيه خصوصاً، فأنا لم ألجأ إلى بديلة إطلاقاً وكل ما فعلته هو التدريب القاسي على القفز والمبارزة والملاكمة لمدة شهر واحد قبل بدء العمل الرسمي أمام الكاميرا. وأعترف لك بأني تلذذت كثيراً في كل اللقطات التي احتاجت إلى حركة على رغم حكاية الإعادة مرات ومرات والتعب الجسماني الكبير الناتج عنها بطبيعة الحال لكني شعرت بالفخر كلما رأيت أفراد الفريق المختص بتأدية الحركات الخطرة نيابة عن جوني ديب وأورلاندو بلوم في «قراصنة جزر الكاريبي - 2» يصفق لي ويهنئني على شجاعتي وقدراتي الجسدية. · هل لعب حبك لكرة القدم دوره في توليك بطولة فيلم «إلعبها مثل بيكام» وبالتالي في بدايتك السينمائية؟ - طبعاً لأن المخرجة كانت تفتش عن مراهقة قادرة على لعب «الفوتبول» بما أن أحداث الفيلم دارت حول فريق كرة قدم نسائي، ولولا ممارستي لهذه الرياضة لما حزت على الدور ولما بدأت مشواري فوق الشاشة الكبيرة بهذه الطريقة. · هل تابعت «مونديال» كرة القدم إذاً؟ - هل تعتقد حقيقة بأن الأمر يحتاج إلى سؤال (تضحك)؟ أنا تابعته بأسلوب يومي وتحمست للمباريات وكنت أصيح وأبكي وأضحك وأغني وأرقص وأصفق إلى درجة أن جيراني في البيت نفسه الذي أسكنه وإن كانوا قد تابعوا الحدث بدورهم، شبعوا مني ومن رد فعلي الصاخب أمام كل ما كان يحدث طوال شهر كامل. من أوسع أبوابه · ومن هو لاعبك المفضل؟ - أثبت زيدان، وإن كنت آسفة جداً لما حدث في المباراة النهائية، أنه يضع إنسانيته فوق كل الاعتبارات ورجولته وشرفه في المرتبة الأولى وهذا شيء لا يقلل من إنجازاته كبطل دخل سجل تاريخ كرة القدم من أوسع أبوابه. وعندما أحلل ما فعله زيدان في هذه المباراة أقول أنه حال كل واحد منا إذا شعر بأنه وصل إلى المرحلة التي فيها يحقق أعظم وأكبر حلم في حياته، فهو يتصرف لا شعورياً بحيث يكسر الإنجاز بطريقة أو أخرى ليعود إلى المستوى البشري وليس البطولي المطلق وكأنه يقول للعالم «أنا لست سوبرمان». · أنت وقفت مجردة من ثيابك إلى جوار النجمة السينمائية الشابة مثلك سكارليت جوهانسون على غلاف مجلة «فانيتي فير» قبل خمسة شهور، فهل أنتما في حاجة إلى مثل هذه الدعاية على رغم مستواكما الفني وشهرتكما العالمية؟ - أعرف أن الأمر غريب في حد ذاته وكثيراً ما أواجه هذا السؤال، لكن الذي حصل هو قيام رئاسة تحرير المجلة بتسليم زمام هذا العدد بالتحديد إلى نجم الابتكار والموضة توم فورد الذي فكر في حكاية إثارة الحدث عن طريق الطلب من ثلاث ممثلات شابات معروفات الوقوف عاريات أمام عدسة المجلة واختارني مثلما اختار سكارليت جوهانسون وريتشل ماك أدامز ووافقنا جميعاً لأننا وجدنا الفكرة طريفة وجذابة ومثيرة للتساؤلات، خصوصاً لأن المجلة من النوع الجاد وليس الإباحي بأي شكل من الأشكال. وبينما لعبنا أنا وسكارليت اللعبة إلى أخرها شعرت ريتشل ماك أدامز بالخوف أثناء التصوير فأخذت ثيابها وهربت من الأستوديو معتذرة عن عجزها على الاستمرار. وأؤكد لك، وربما إنك تعرف ذلك، أن الصور ليست إطلاقاً وهي ذات نوعية فنية متفوقة على رغم كوننا في أبسط حلتنا أنا وسكارليت. · ما هو اللون الفني الذي ترتاحين إليه أكثر من غيره علماً أن الجمهور يشاهدك في أفلام رومانسية ومرحة ودرامية غير المغامرات طبعاً؟ - ربما أن مزاجي الحار جداً وميلي الى الحركة يجعلني أرد عليك بأن أفلام المغامرات والقراصنة والعصابات مثل «دومينو» و «قراصنة جزر الكاريبي» هي التي تشدني في المرتبة الأولى، لكنني في الوقت نفسه عثرت في الأنواع الأخرى، حتى الآن، على شخصيات استثنائية جلبت لي متعاً كبيرة وجوائز عدة مثل فيلم «كبرياء وعنفوان» وهو أجمل أعمالي فوق الشاشة الكبيرة حسب رأي النقاد والجمهور المحب للرومانسية. لذلك يصعب علي تصنيف أدواري طبقاً لأفضلية ما ويبقى عنصر جودة السيناريو هو الفاصل بين ما يثير انتباهي ويدفع بي إلى قبول دور معروض علي وما يجعلني أرد بالرفض في حالات ثانية. · وما هو موقفك من المسرح بشكل عام بالمقارنة مع السينما؟ - من أهم عيوبي عدم تحمل أداء الدور نفسه في كل ليلة لمدة شهور طويلة بل سنوات مثلما يحدث بكثرة في المسرح فأنا في حاجة مستمرة إلى التجديد وإلا شعرت بالملل، وإذا فقدت متعتي المهنية فلا فائدة إطلاقاً من محاولة الاستمرار، خصوصاً أن العمل ككل سيصاب بضرر جسيم. وبالتالي ربما يجدر بي القول إنني أفضل العمل في السينما لكنني من ناحية ثانية إذا عثرت على فرصة جميلة في المسرح ليس من المؤكد أبداً أنني سأرميها، فالأمر محير أكثر من أي شيء آخر، أليس كذلك؟ حب الشباب · يقال أنك من أجمل نساء العالم، فكيف تتأقلمين مع مثل هذا اللقب؟ - أعتقد بأن أي شخص عادي ومتزن يتسنى له أن يرى في هذا الكلام مبالغة كبيرة جداً، فأنا لست من أجمل نساء العالم، وكنت إلى فترة قريبة أعالج بشرتي من حب الشباب (تضحك)، لكن الإعلام يتلهف على الممثلات الشابات ويلقبهن بكل ما يمكنه أن يعثر عليه من تسميات لمجرد أن يثير اهتمام القراء والجمهور العريض. وللرد على سؤالك أنا لا أتأقلم مع هذا اللقب بل أتجاهله كلياً. · ما هو إذاً مقياس الجمال في نظرك؟ - ربما أن سكارليت جوهانسون تمثل الجمال الدائم وأقصد ذلك الذي لا يمكن تقويمه بفترة زمنية محددة، فهي تملك جاذبية مارلين مونرو وبريجيت باردو وتتمتع في الوقت نفسه بالأنوثة التي تعجب الناس في الزمن الحالي. إنها امرأة حديثة متأقلمة في مظهرها مع عصرها ولكن كلامي هذا كان يمكن قوله عنها منذ ثلاثين سنة أو عشر سنوات. · بدأتِ في السينما وأنت بعد مراهقة بفضل فيلم «إلعبها مثل بيكام»، فما الذي جعلك تتقدمين لهذا الدور غير حكاية إجادتك كرة القدم؟ - كنتُ قد مثلت منذ الصبا في حلقات إنكليزية للتلفزيون ثم مارست عرض الأزياء الخاص بموضة المراهقات وعندما علمت بأن مخرجة تبحث عن فتاة تجيد الأداء التمثيلي ولعب كرة القدم تقدمت إلى الاختبار. · ولولا هذه الفرصة هل كنت تابعت مشوارك في عرض الأزياء مثلاً؟ - ربما ولكني كنت سأتجه الى التمثيل في مناسبة أو أخرى لأني مولعة بالدراما أكثر من الموضة بكثير، ولم أتخيل نفسي لحظة واحدة «توب موديل» على المدى الطويل، وأقول ذلك مع احترامي الشديد للعارضات، خصوصاً لكيت موس التي تجمعني بها صداقة متينة منذ سنوات طويلة الآن. · وما هو مشروعك الفني الآني؟ - البدء في تصوير الجزء الثالث من «قراصنة جزر الكاريبي». الحياة اللبنانية في 25 أغسطس 2006
أعجبتها جرأة الفيلم في طرح قضية الكبت... راندا البحيري بطلة «أوقات فراغ»: الجمهور أنصفنا ... والبطل الحقيقي الموضوع القاهرة - أحمد فرغلي فجأة وجدت نفسها بطلة سينمائية الى جانب من معها من أبطال يشاركونها فيلم الشباب «أوقات فراغ» الذي اعتبر الخطوة الأولى لهم جميعاً، راندا بدت بينهم في المقدمة أمام الجمهور الذي لا يعرف سواها في هذا الفيلم ومع ذلك تقول «كنت أشعر إنها أول تجربة ولم أتعامل كنجمة في الفيلم». هي الممثلة الشابة راندا البحيري والتي عرفها الجمهور من خلال الإعلانات وسريعاً ما انتقلت الى العمل في المسلسلات التلفزيونية حيث قدمت نحو 15 مسلسلاً في سنوات عدة، تخللتها أفلام سينمائية مثل «ملك وكتابة» و«ماتيجي نرقص»، حتى قدمت أولى بطولاتها فيلم «أوقات فراغ» الذي حقق نجاحاً لافتاً هذا الموسم. · هل توقعت أن تأتيك البطولة السينمائية منذ الآن؟ - إطلاقاً وأنا سعيدة بنجاح الفيلم. هي بالنسبة الي خطوة لنجومية السينما، الصدفة أتت بها الي، والتجربة في حد ذاتها جديدة على السينما المصرية ويحسب للمنتج المجازفة بفيلم لشباب غير محترفين للفن. وأعتقد أن ما حدث سيشجع الأجيال الجديدة على الدخول إلى الفن. والتجربة أفضل ما فيها صدقها واقترابها من واقع الحياة لشباب اليوم. · هل تعاملت كنجمة بما أنك الوجه الوحيد المعروف؟ - إطلاقاً، وكنت مثل أي وجه جديد في الفيلم وأنا ما زلت في بداياتي لأنني شعرت أن البطولة هنا للقصة وجرأتها ونحن لسنا إلا أدوات من أجل تنفيذ العمل· · هل المرحلة المقبلة للبطولات فقط؟ - صعب أن أقرر ذلك، أنا نجحت ومعي زملاء مثلي تماماً والأدوار الثانية شيء طبيعي لأي فنان. مثلاً دوري في «ملك وكتابة» كان صغيراً جداً، ولكني كنت أريد العمل في فيلم مختلف وجيد مع مخرجة مثل كاملة أبو ذكري ونجم مثل محمود حميدة ذلك كان يعني الكثير بالنسبة اليّ. · ماذا عن تجربتك مع إيناس الدغيدي في فيلم «ماتيجي نرقص» والذي لم يعرض بعد؟ - أولاً أنا سعدت جداً ولو أن مساحة الشخصية صغيرة جداً لا تتعدى 15 مشهداً، ولكني كنت أتمنى العمل معها وعلى رغم ما يقال عن أفلامها إلا أن شخصيتي ليس لها مشاهد ساخنة أو عري. الفيلم أعجبني جداً وهو جريء في موضوعه لأنه يطرح قضية الكبت في حياتنا. · عرفك الجمهور فتاة إعلانات هل استطعت الخروج من هذا القالب؟ - ابتعدت عن الإعلانات منذ نحو عامين مع انني لست ضدها، وكبار نجومنا يقدمونها ولكن لدي أمور جديدة الآن أقدمها، وأعتقد بأنني نجحت في تقديم شخصية مختلفة عكس ما يشاهده الجمهور في الإعلانات مثل سميحة في «المرسى والبحار» وفاطمة في «بنت أفندينا» وغيرهما من الأعمال. · من تحبين في هذا الجيل؟ - منة شلبي وحنان ترك. · ومع من تريدين العمل مستقبلاً؟ - كل النجوم بداية من الفنان الكبير عادل إمام وحتى خالد صالح. الحياة اللبنانية في 25 أغسطس 2006
|
«يوميات بيروت» لميّ المصري... الطيران فوق المجتمع المثالي بعكازي خشب دمشق – فجر يعقوب |