ما إن تشعر بالتفاؤل بإنتاج أول فيلم روائي سعودي حتى تصاب بما يشبه الاحباط لغياب المملكة المعروفة بتشددها إزاء الفنون عن حوادث فيلم «ظلال الصمت» الذي جعله مخرجه عملا تجريديا يعفيه من أي تبعات.

والتعميم في الفنون يشير الى عدم الجرأة وتجنب الصدام والاكتفاء بالوقوف في منطقة محايدة رمادية بين التصريح والتلميح... والقول والصمت وهي طريقة انتهجها عبدالله المحيسن الذي سيكتب له أنه أول سعودي يخرج فيلماً روائياً طويلاً.

وتدور حوادث الفيلم في مرحلة ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق العام 2003 في مكان غير محدد، لكنه طبعاً خارج المملكة التي يحظر فيها على السيدات قيادة السيارات أو الاختلاط.

وتعالج الحوادث في صورة رمزية قضية الاستبداد وكيف يمكن لنظام متسلط أن يحكم السيطرة على العقول والكفاءات بعزل أصحابها في مكان غامض اسمه «المعهد» أشبه بقلعة لا يمكن الخروج منها تمهيداً لغسيل عقولهم واحتوائهم وتأهيلهم من خلال التدريب على كيفية الظهور بصورة افتراضية يريدونها هم لأنفسهم في المجتمع بدلاً من الصورة الحقيقية.

وكان المفكر الفرنسي جان بودريار قد أطلق في مطلع التسعينات مقولة شهيرة هي أن حرب الخليج العام 1991 التي انتهت بإخراج الجيش العراقي من الكويت لم تقع بل شاهد الناس منها نسخة تلفزيونية تتفق مع ما أراده الساسة الأميركيون الذين قادوا ما عرف آنذاك بقوات التحالف لتحرير الكويت.

وفي فيلم المحيسن يصبح علماء ومفكرون ضحايا مسئولي المعهد وتجرى عليهم اختبارات صارمة ويخضعون ليلاً ونهاراً لمراقبة بالصوت والصورة حتى تكاد أحلامهم تسجل وتختلط عليهم اليقظة بالأحلام الى أن تخوض زوجة أحدهم مغامرة حين تقود سيارتها في الصحراء وتقابل شيخاً بدوياً يتعاطف معها ويدبر حيلة ينفذها أبناؤه وأتباعه باقتحام المعهد وانقاذ الزوج وضحايا آخرين.

أدرج الفيلم ضمن مسابقة مهرجان الفيلم العربي بروتردام في هولندا في دورته السادسة والأخيرة. لكن مخرجه اعتذر قبل العرض عن ذلك مكتفيا بعرض الفيلم خارج المسابقة حتى تتاح له فرص المشاركة في المسابقات الرسمية بمهرجانات أخرى.

وفي ملف أنيق أجاب المخرج عن سؤال افتراضي هو «ما المهرجانات التي سيشارك فيها الفيلم؟ خطة العرض في المهرجانات بدأت ونستعد الآن للمشاركة في تظاهرة مهرجان الفيلم العربي بباريس ومهرجان قرطاج (السينمائي في تونس) وهناك دعوات ندرسها للمشاركة في مناسبات سينمائية عالمية.

كما سجل الملف الذي حرص غلافه على أن «ظلال الصمت» هو «أول فيلم روائي عربي سعودي» الجوائز التي حصل عليها مخرجه ومنها ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى من العاهل السعودي الراحل فهد بن عبدالعزيز تقديراً لجهوده في مجال السينما الوثائقية وشهادة تقدير عن تلك الجهود من ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، إضافة الى شهادة تقدير من الامم المتحدة العام 1976 عن أول فيلم سعودي قصير عنوانه: «مدينة الرياض» كما «تلقى خطاب شكر وتقدير من رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي الحبيب الشطي تقديرا على العمل الذي يخدم الاسلام والمسلمين».

ويعمل المحيسن (59 عاماً) في مجال السينما الوثائقية منذ نحو 30 عاماً ومن أفلامه «اغتيال مدينة» 1977 عن الحرب الأهلية في لبنان و«الإسلام جسر المستقبل» 1982 و«الصدمة» 1991 عن اثار غزو الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت في أغسطس/ آب .1990

ويبلغ طول فيلم «ظلال الصمت» 110 دقائق وهو من إنتاج الشركة العالمية للدعاية والإعلان التي أسسها المحيسن بعد أن أنهى دراسته في بريطانيا في السبعينات حين «أنشأ أول استوديو تصوير سينمائي في المملكة العربية السعودية» التي تخلو من دور للعرض السينمائي.

وشارك في الفيلم الذي صور في سورية ممثلون سعوديون وعرب منهم السوريون غسان مسعود وفرح بسيسو ومنى واصف والكويتي محمد المنصور. والموسيقى التصويرية لزياد الرحباني.

ويبدو الفيلم في نصفه الأول على الأقل أقرب الى مضخة للأفكار الذهنية عبر حوارات ومناظرات يتبارى فيها المتحدثون في اطلاق «الكلام الكبير» عن العولمة والاحتلال والانتداب والاستعمار الجديد من دون أن تترجم هذه الأفكار إلى دراما.

فأين السعودية كمكان أو واقع اجتماعي من الفيلم...

يجيب الناقد السينمائي المصري سمير فريد قائلاً: إن هذا العمل الذي يتجنب الخوض في أي قضايا تخص السعوديين يمكن اعتباره فقط «أول فيلم لمخرج سعودي وليس أو فيلم سعودي».

لكن هيفاء المنصور أول مخرجة في المملكة شاركت في المهرجان بفيلم وثائقي طويل عنوانه: «نساء بلا ظل» نوهت به لجنة التحكيم «تقديراً للجرأة في الطرح ومساندته قضية المرأة واظهارها على أنها مسئولة أساسا عن وضعها وأيضاً اظهاره كيف أن النمو الاقتصادي المتسارع في الخليج عموماً ساهم في ارجاعها الى الوراء بدل أن ينهض بها».

وفي فيلم «نساء بلا ظل» تنتقد سيدات سعوديات بصراحة مدهشة التقاليد الوهابية التي اعتبرنها تشل حركة نصف المجتمع في حين لايزال بعض رجال الدين السعوديين في الفيلم مختلفين بشأن قضيتي صوت المرأة والنقاب.

لكن «ظلال الصمت» يقفز فوق مشكلات كثيرة حتى أن الناقد العراقي عبد الرحمن الماجدي قال لـ «رويترز»: «السعودية غائبة في الفيلم سوى من اسم المخرج وممثل كان أداؤه ضعيفاً جداً ومرتبكاً من هالة النجوم والنجمات من سورية الذين طغى وجودهم على الفيلم فبدا كفيلم سوري معتاد. والخطوة الذكية الوحيدة في الفيلم هي هرب المخرج باتجاه استخدام العربية الفصحى في الحوارات فتفادي عدم اجادة الممثلين السوريين للهجة السعودية وخشية الاحراج باعتبار الفيلم سعوديا اذا تحدثوا بلهجتهم السورية. وهي خطوة للايحاء بان موضوع الفيلم يشمل كل الدول العربية».

ووصف الفيلم بالمباشرة، إذ ركز على ما يجري في العراق وان غلفه باشارات ورموز «بدت مضحكة فما دار من حوارات لا تبتعد عما يدور من أحاديث في الشارع العربي من وجود مؤامرة تستهدف العرب».

وتساءل «إذا كان المخرج يريد الإعلان عن رأيه من خلال شريط سينمائي أن العراق محتل من قبل أميركا وهذا معروف للجميع فهل يحتاج ذلك الى تجنيد هذا العدد من الممثلين والتقنيين».

وقال الماجدي إنه كان جديرا بالمحيسن أن يكون مباشرا ويسمي الشخصيات بأسمائها فالمعهد هو المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية (بغداد) التي يوجد بها مقر القيادة العسكرية الأميركية ومقر الحكومة العراقية كما ركز المخرج على «الشبه الكبير بين مدير المعهد والحاكم المدني (الأميركي) السابق للعراق بول بريمر أما الشيخ البدوي فهو شبيه (عضو هيئة كبار العلماء بالعراق) حارث الضاري وابنه هو (أبومصعب) الزرقاوي اللذين أبرزهما المخرج كبطلين أسطوريين».

ويضيف «جعل من البدو أبطالا أسطوريين فكاميرات المعهد التي تتسلل حتى داخل رؤوس النزلاء وتسجل أحلامهم عجزت عن تصوير البدو المتسللين لانقاذ الزوج... ضاع الفيلم بين أخطاء تقنية ولغة خطابية مباشرة ونهاية متوقعة جدا انتصر فيها الابطال البدو على التقنية الغربية».

الوسط البحرينية في 12 أغسطس 2006

 

«بعيداً من فكرة الأول والثاني... المهم ميلاد السينما السعودية»...

عبدالله المحيسن يرد على نقاده: فيلمي «ظلال الصمت» عربي الهوى

باريس - علا الشافعي  

لم ينف المخرج السعودي عبدالله المحيسن أن هناك عوامل عدة شكلت ورسمت خطاه في مسيرته، فهو ابن المملكة العربية السعودية، نشأ في بيئة خاصة، أكمل تعليمه المتوسط في بلاده ثم سافر إلى بيروت حيث أنهى دراسته الثانوية، ويؤكد المحيسن أن بيروت كان لها النصيب الأكبر في تشكيل وعيه وثقافته بما توافر لها من أجواء انفتاح اجتماعية واقتصادية، وقومية، وكذلك القاهرة وبعد هزيمة 1967 انتقل المحيسن إلى بريطانيا لاستكمال دراسته في السينما والفنون البصرية.

وقام المحيسن بعد ذلك بتأسيس أول شركة للإنتاج السينمائي في بلاده، ومن جديد أحبطه الواقع العربي، بوقوع الحرب الأهلية اللبنانية، فما كان منه إلا أن غالب إحباطاته وقام بتصوير أحداث فيلمه التسجيلي الأول «اغتيال مدينة» وثّق فيه قصة الحرب والدمار الذي اغتال الحياة في بيروت. وبعد ذلك قدم فيلمه «الإسلام جسر المستقبل»، وفي فيلمه الوثائقي الثالث «الصدمة» رصد التحولات التي أصابت المنطقة بعد حرب الخليج الثانية. اليوم يعود المحيسن بفيلمه الروائي الطويل «ظلال الصمت» والذي أثار الكثير من الجدل حول ماهية السينما السعودية عند عرضه في المسابقة الرسمية لبينالي السينما العربية الذي عقد أخيراً، بعد أن كان عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» ثم في روتردام.

وحول قضية ظهور فيلمين سعوديين كل منهما يرفع شعار أنه «الفيلم السعودي الأول» قال المحيسن لـ «الحياة»: «لا يهم من الأول، الأهم هو ان في هذا ميلاداً للسينما السعودية. وعن نفسي أعتبر أن فيلمي «عربي – سعودي» لأنه يضم الكثير من العناصر العربية، خصوصاً أنني أعتبر السينما وسيلة للتعبير أقدم من خلالها وجهات نظري في الأحداث التي تقع من حولنا، وفيلم «ظلال الصمت» أحلم به منذ فترة طويلة».

إيقاع ما...

وحول أن المشهد الأول من الفيلم جاء واعداً جداً ثم سرعان ما تحول الفيلم إلى الإيقاع التلفزيوني وكثرة الحوار، يعلق المحيسن قائلاً: «اختلف معك، فالحوار لا يشكل ثلث الفيلم، وكان من الضروري في البداية أن أقدم لكل شخصياتي وأعبر عن القضايا الفكرية التي يطرحها الفيلم حول عجز المجتمع العربي وعلاقة المثقف بالسلطة».

وينفي المحيسن بشدة أن هناك مشكلة في إيقاع الفيلم ويؤكد أن الفيلم فيه «60 موقعاً» ما بين الصحراء والنخيل والطريق وداخل المعهد العلمي الذي يدور فيه 40 في المئة من أحداث الفيلم، ويضيف: «لقد بذلت مجهوداً غير عادي في اختيار أماكن التصوير في منطقة تدمر السورية، ليبدو المكان معزولاً وكان هذا ضرورياً للدراما».

وحول انتقادات البعض بأن الفيلم لا يعبر عن الواقع السعودي علق قائلاً: «من قال إنني يجب أن أقدم سينما عن الواقع السعودي فقط، علينا أن نتخلص من عقدة المحلية، فالمخرج السعودي ليس من المفترض ألا يتعامل سوى مع واقعه، وكذلك أي مخرج عربي. أنا أقدم السينما التي تتفق مع أفكاري والرؤى السياسية التي أراها، وهناك همّ عربي مشترك يجمعنا أرى ضرورة العمل عليه بعيداً من المشكلات الحياتية التي مللنا من رؤيتها وتكرارها في الأعمال التلفزيونية ليلاً ونهاراً، فهل أترك قضية الإنسان العربي لأتفرغ لقضايا الزواج والطلاق والاختلافات حول الشقة وغيرها؟».

ويتساءل بانفعال: «لماذا نضع حدوداً؟ لماذا على السينما السعودية ألا تتحدث سوى عن السعودية؟».

ويلفت المحيسن الأنظار إلى أنه يتعامل مع السينما بروح الهواية، ما يجعله يتعامل مع السينما بالمزاج وهذا يجعله مختلفاً عن بقية زملائه. ويضيف أنه يقوم بالإنتاج لنفسه وذلك يجعله يأخذ وقتاً طويلاً في العمل على أفكاره.

وحول أداء الممثلين الذي قال البعض انه «أتى باهتاً» على رغم أنهم في أعمال أخرى يبدون شديدي التألق مثل غسان مسعود، فرح بسيسو، سليمان عواد، يقول المحيسن: «اختلف مع هذا الرأي، فالممثلون خرجوا تماماً من جو التلفزيون وقدموا أفضل ما عندهم في إطار السيناريو المرسوم، والجو النفسي لكل شخصية. و «ظلال الصمت» فيلم يعبر في ظني عن لقاء الكفاءات العربية من ممثلين وفنانين، فالموسيقى التصويرية لزياد الرحباني».

ويضيف قائلاً: «لا تنسِ أن الفيلم صعب، فهو حافل بالتساؤلات حول الواقع العربي وعلاقتنا بالغرب الذي يحاول أن يبعدنا عن أصلنا فهم يرغبون في أن نتعرى، لذلك قصدت أن يكون خيرة أطباء المعهد من البدو المتحضرين الذين لهم علاقات وطيدة بالتكنولوجيا على رغم ارتدائهم الملابس البدوية فالتمسك بالأصالة والتراث لا يعني أبداً الانفصال عن العلم والتحضر».

وحول عرض الفيلم في المهرجانات وخطة توزيعه في الفترة المقبلة قال: «أهتم بأن يشاهد كل الجمهور العربي فيلمي، والمهرجانات فرصة ليتعرف الجمهور والنقاد على الفيلم، وإثارة نقاش حوله، وسيعرض الفيلم في مهرجان القاهرة، وقرطاج، ومونتريال وموسكو والإعداد لخطة التوزيع جارٍ ويتم العمل عليها».

في النهاية يؤكد عبدالله المحيسن ضرورة صنع أسلوب مختلف وخاص بالسينما العربية خصوصاً أننا أصحاب قضايا كثيرة نستطيع مناقشتها وتتلاءم مع بيئتنا لأننا نعيش في مجتمع محافظ.

الحياة اللبنانية في 4 أغسطس 2006

 

"ظلال الصمت" أول فيلم سينمائى سعودي

افتتاح أول مهرجان سينمائى سعودي 

افتتح هذا الأسبوع أول مهرجان للأفلام السعودية ولكن مازالت الشاشة الفضية قضية مثيرة للجدل فى المملكة لدرجة أن اسم المهرجان لم يتضمن كلمة "سينما". وبدأ "مهرجان جدة للعروض المرئية" ليل الإربعاء بعرض أفلام قصيرة محلية لمدة ساعتين. ويمكن للجمهور مشاهدة الأفلام ثلاث مرات فى الأسبوع لمدة شهر.

وقال ميشال العنزى مدير المهرجان فى مؤتمر صحفى إن هناك حساسية من كلمة سينما ولذا أطلق عليه مهرجان العروض المرئية. وأعرب عن أامله بأن يؤدى عرض هذه الأفلام القصيرة إلى المزيد من التقبل للسينما.

ورغم تحفظات رجال الدين بدأ عدة سعوديين إخراج أفلام وبدأت شركة روتانا للانتاج المملوكة للملياردير السعودى الأمير الوليد بن طلال انتاج أفلام طويلة. وسمحت السلطات العام الماضى بالعرض العام لأفلام رسوم متحركة للأطفال لأول مرة منذ السبعينات.

وقال بيان رسمى نشر فى الصحف السعودية "الأفلام التى يتم عرضها لا تتعارض مع عادات وتقاليد المجتمع وتتناول القضايا الوطنية كالارهاب بالإضافة إلى قصص لمظاهر من الحياة اليومية السعودية والخليجية."

وتتناول الأفلام المعروضة موضوعات جريئة مثل العنف فى نطاق الأسرة والمخدرات والتطرف الديني. ويعرض التلفزيون السعودى بعض الأعمال الدرامية التى تتناول القضايا نفسها ولكن معظمها منتجة فى الكويت ويقوم بالتمثيل فيها ممثلون كويتيون. ورحب نقاد سينمائيون سعوديون كانوا بين الحضور بالمهرجان إلا انهم انتقدوا الأفلام بشدة ووصفوا بعضها بأنها انشائية.

-رويترز-

العرب أنلاين في 14 يوليو 2006

بعد تكريمات كرست مكانته في الفن المصري...

محمود ياسين: «شبعت» من السينما... والتلفزيون يحقق لي المتعة

القاهرة - عصام السيد 

رصيده السينمائي 160 فيلماً ورصيده على خشبة المسرح 25 عرضاً مسرحياً ورصيده على الشاشة الصغيرة عشرات المسلسلات الناجحة. أما رصيده من حب الجمهور فهو كبير جداً ومن الصعب حصره، هو الفنان محمود ياسين «قاهر الظلام» الذي عاش رحلة الشقاء والحب و «أيام الرعب» وطارد «الشريدة» واعلن بقوة: «لا يزال التحقيق مستمراً» وعاش «سنة أولى حب» وسأل «أين قلبي؟» ولا تزال «الرصاصة في جيبه» وعلى خشبة المسرح شهد «ليلة مصرع جيفارا» و «ليلى والمجنون»، وعاش حلم الوطن في «وطني عكا» وغيرها من الأعمال المتميزة التي جعلت اسمه لامعاً حتى الآن. وما زال متمتعاً ببريقه الذي صنعه على مدى سنوات طويلة.

محمود ياسين يعيش حالياً سنوات النضج الفني فمن الممكن أن يغيب سنوات عن الشاشة ولكن مع عودته من المؤكد انه سيقدم عملاً قوياً يعوض غيابه، له آراء جريئة حول السينما التي تقدم خلال الفترة الحالية ما يغضب البعض منه إلا أنه مصر على ترديدها، يتمنى العودة الى المسرح، والأعمال التلفزيونية تحقق له المتعة، أما السينما فـ «شبع» منها، على حد قوله. قبل فترة جرى تكريمه خلال الدورة الثانية عشرة للمهرجان القومي للسينما المصرية، عن هذا التكريم وغيابه عن السينما... كان الحوار التالي:

·         ماذا يمثل لك التكريم من المهرجان القومي للسينما؟

- أنا سعيد جداً بتكريمي خصوصاً من جانب المهرجان القومي للسينما الذي اعتبره تاج المهرجانات العربية، واعتبر هذا التكريم تتويجًا لكل التكريمات التي حصلت عليها، وخلال مشواري الفني حصلت على تكريمات كثيرة أعتز بها، فقد كرمت ثلاث مرات من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. المرة الأولى عن فيلم «قاهر الظلام» والثانية عن الأفلام الرومانسية والمرة الثالثة كرِّمت بمفردي كفنان للسينما العربية عن 160 فيلماً قدمتها.

ايضاً حصلت على تكريم من مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي وكنت أول فنان من جيلي كرَّم خلال هذا المهرجان عن الأعمال المسرحية التي قدمتها والتي وصلت الى 25 عرضاً مسرحياً منها «ليلة مصرع جيفارا» و «ليلى والمجنون» و «وطني عكا» و «أهلا يا بكوات» و «الخديوي»، كما كرمت من مهرجان التلفزيون العربي الدولي في دورته الرابعة، ولم يحظ بهذا التكريم من قبلي سوى الثنائي المصري الاذاعي في الخميسنات بابا شارو وصفية المهندس، ومن بين التكريمات التي اعتز بها ايضاً تكريمي كضيف شرف لمهرجان دمشق السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، كما حصلت على تكريمات كثيرة من أندية وجمعيات أهلية.

محاسبة

·         التكريم يعتبره البعض فرصة لتجديد النشاط والاستمرار بقوة، هل الفنان في حاجة الى التكريم حتى يستعيد نشاطه؟

- التكريم لحظة رائعة يقابلها الفنان أثناء تكريمه ويشعر معها بقيمة ما يقدمه والجهد الذي يبذله في اعماله الفنية، كما أن التكريم يجعل الفنان في حالة تفكير وتأمل وتجديد في أعماله المقبلة حتى ينال عنها التقدير والثناء من الجمهور.

·     على مدى سنوات طويلة كنت تحرص على مراجعة خطواتك الفنية، هل ما زلت تحرص على هذا حتى الآن أم أن هذا كان يقتصر على سنوات المنافسة على شاشة السينما؟

- أتبع هذا السلوك حتى الآن لأنني احب أن أحاسب نفسي عن الأعمال التي أقدمها، ويجب أن يكون الفنان أميناً في الأعمال التي يقدمها لجمهوره ولا يخدعهم في أعمال ليس لها قيمة، واحرص طوال حياتي الفنية على تقديم أمال تحترم عقل الجمهور ووجدانه. وعلى مدى 160 فيلماً قدمت كل الأعمال التي احلم بها قدمت الأفلام الرومانسية والاجتماعية والاكشن، وعملت مع كبار مخرجي السينما المصرية.

·         قدمت على شاشة السينما كل الأفلام التي كنت تحلم بها، هل أحلامك على شاشة السينما المصرية توقفت بعد ذلك؟

- الأحلام لا تتوقف والفنان يظل يحلم دائماً طالما انه قادر على العطاء والتواصل مع جمهوره والحمد لله أنا أتمتع بهذا، ودائماً حنيني للسينما موجود ولا ينقطع، وانتظر اللحظة المناسبة لعودتي للسينما وفي كل مناسبة أقول إن السينما فن شاب ولا بد من ان يتصدى له شباب فعندما قدم صلاح أبو سيف أفلامه الرائعة كان في سن الشباب، ايضاً حسين كمال وكمال الشيخ وبركات.

·         معنى كلامك أن السينما لا تصلح سوى للشباب فقط؟

- هذا ليس معناه أن الكبار لا يعملون، فأدوارهم موجودة وهؤلاء لهم مكانتهم ولكن اقصد أن السينما تعتمد على الشباب في شكل كبير وهذا الأمر في كل دول العالم وليس مصر فقط، أنا مثلاً «شبعت» من السينما، وحالياً عندما تعرض علي ادوار أختار منها الجيدة لأقدمه فآخر أفلامي كان فيلم «فتاة من اسرائيل» وحقق نجاحاً كبيراً وسأعود الى السينما عندما أجد ما يناسبني والبركة في الجيل الجديد.

الفنان والمنتج

·         خلال السنوات الأخيرة ابتعدت عن السينما كممثل ومنتج، ألم تجد عملاً سينمائيًا تتحمس لتقديمه كمنتج خلال الفترة الماضية؟

- الإنتاج عملية صعبة ومرهقة على المستوى البدني وليس المادي، وأتعامل مع الانتاج كفنان وليس كتاجر، فالافلام التي انتجتها قبل ذلك كنت اجلس في المعمل حتى الرابعة صباحاً وأسافر مع الفيلم في الاقاليم واشرف على كل شيء بنفسي حتى أنني كنت اذهب الى ورش صناعة الافيش وأتابع صنع الأفيش بنفسي وأكون أول فنان يتلقى نسخة الفيلم، كما كنت اقف داخل شباك التذاكر ليس لمراقبة الشباك وانما للتواصل مع الجمهور، وحساباتي مع الإنتاج فنية وليست مادية، وأتمنى أن اعود للإنتاج مرة أخرى.

·     قدمت للسينما كمنتج 10 أفلام وكنت تعتبر أن هذا واجبك كفنان في دعم صناعة السينما، الا تعتبر ان هذا الدور مطلوب منك أن تستمر فيه حتى النهاية؟

- ظروف السينما اختلفت عن الماضي، ولم تعد هي السينما التي نعرفها وتربينا عليها، ومرت السينما بظروف صعبة جداً، ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى انتاج فيلم واحد في العام وذلك عام 1999 ثم تحسنت الظروف بالتدريج حتى تجاوز عدد الأفلام التي تنتج حالياً 30 فيلماً، وحالياً عندي حالة «جبن» تجاه السينما.

·     على رغم الإيرادات الكبيرة التي يحققها النجوم الشباب على شاشة السينما إلا أن هذا لا يراه دليلاً على جودة الأفلام التي تقدم... كيف ترى الساحة السينمائية حالياً؟

- لا بد من أن نذكر أن السينما مرت بظروف صعبة جداً أثرت عليها بشكل كبير، وادى هذا الى ابتعاد المنتج الفنان وحل محله التاجر الذي لا يريد سوى المكسب بعيداً عن المستوى الفني، وما نشاهده حالياً من أفلام نتاج الأزمة التي تعرضت لها السينما، فالغالبية العظمى من الأفلام التي تقدم حالياً شديدة التفاهة، ولا أنكر وجود أفلام جيدة على مستوى عالٍ تبعث على الأمل

·     المسرح له مكانة خاصة عندك ورصيدك المسرحي يصل الى 25 عرضاً مسرحياً، فما سبب ابتعادك عن المسرح خلال السنوات الماضية؟

- المسرح له مكانة خاصة عندي والأعمال المسرحية التي قدمتها خلال مشواري الفني لا تغيب عن ذاكرتي وأتمنى العثور على أعمال في قوتها حتى أعود للمسرح مرة أخرى، وأنا حالياً في انتظار عمل مسرحي مثل أعمال سعدالدين وهبة وميخائيل رومان وألفريد فرج وغيرهم من الكتاب الكبار وعندما اجد العرض المناسب لن اتردد في الوقوف على خشبة المسرح.

سفير النيات الحسنة

·         بعض الفنانين الذين اختيروا سفراء للنيات الحسنة أثّر هذا الاختيار على وجودهم على الساحة الفنية... هل تعرضت لهذا؟

- حتى الآن لم أتعرض لهذا وعملي كسفير للنيات الحسنة لم يكن له دور في ابتعادي عن العمل، فسبب توقفي عن العمل بعض الوقت كان بسبب قراءة الساحة الفنية من بعيد حتى احدد الأعمال التي تناسبني. والحمد لله كنت موفقاً الى حد كبير حيث قدمت اعمالاً تلفزيونية كان لها نصيب كبير من النجاح مثل «العصيان» و «ثورة الحريم». أنا طوال عمري احب النشاط الاجتماعي والخيري ولم تبدأ علاقتي به مع اختياري سفيراً للنيات الحسنة، فأنا رئيس جمعية فناني وكتاب وإعلاميي الجيزة منذ سنوات طويلة، وهذه الجمعية تقدم خدمات إنسانية كثيرة، وجاء اختياري سفيراً للنيات الحسنة بسبب الخدمات الكثيرة التي قدمتها من خلال هذه الجمعية، وأنا لست من هواة نشر صوري في الصحف والمجلات أثناء تقديم العمل الخيري فالأهم هو الإخلاص في العمل.

·         الشاشة الصغيرة أخذتك من المسرح والسنيما فما أعمالك الجديدة التي تستعد لتقديمها على شاشة التلفزيون؟

- استعد لتقديم مسلسل جديد ولكن لا أريد أن اذكر اسمه لأنه سيتم تغييره وعرض لي خلال الفترة الماضية مسلسلا «التوبة» و «سلالة عابد المنشاوي» وحققا نجاحاً كبيراً، وهذا الامر أسعدني.

الحياة اللبنانية في 4 أغسطس 2006

 

سينماتك

 

»ظلال الصمت«

أول فيلم سعودي... ويتجنب قضايا مواطنيه

روتردام ­ الوسط

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك