ضمن النشاط الصيفي للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تعرض على شاشات الكويت تباعا، ومنذ أمس الأول، خمسة افلام صينية تمثل النتاجات الحديثة في السينما الصينية المعاصرة، وهذه الأفلام هي: 'ليس أقل من واحد' و'عامي في 1919' و'الظل السحري' و'ومعا' و' طريق العودة الى الديار'. وعلى هامش العروض يستضيف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الفنانة الصينية وي مينجي كبطلة لفيلم الافتتاح. جدير بالذكر أن بعض هذه الأفلام حصل على جوائز عالمية في أكثر من مهرجان، وتلتقي أفلام هذا الأسبوع مع أكثر الاتجاهات شعبية وفنية في السينما الصينية اليوم، كما تعكس في الوقت ذاته الكثير من ملامح الثقافة الصينية الأصيلة. البدايات بعد سنة واحدة فقط من أول عرض سينمائي للجمهور في العالم بباريس تعرفت الصين إلى الفن السينمائي عام 1896، حيث عرضت الأفلام الهزلية القصيرة الفرنسية المنتجة للأخوين لوميير في أحد المقاهي في مدينة شنغهاي. وشهدت الصين إنتاج أول فيلم سينمائي تسجيلي عام 1905 في مدينة بكين، وأنتج أول فيلم طويل عام 1911 في شنغهاي. ومنذ أواخر العشرينات من هذا القرن كانت مدينة شنغهاي مركزا مهما لإنتاج الأفلام الصينية حيث ظهرت فيها أكثر من 20 شركة أنتجت عشرات الأفلام الروائية الصامتة، البوليسية والعاطفية. كانت هذه الأفلام بسيطة من حيث البناء السينمائي، ومع ذلك كانت بدايات لظهور صناعة السينما في الصين. وفي عام 1931 أنتجت الصين أول فيلم ناطق بعنوان 'مطربة الفراولة الحمراء'، يلخص انتكاسات ومأساة حياة مطربة فقيرة وسط مجتمع قاس وشرير. وفي عام 1932 أسس الحزب الشيوعي الصيني ما يسمى بفرقة سينمائية لتعمل تحت الأرض، وظهرت إلى حيز الوجود مجموعة من الأفلام السينمائية المتميزة منها 'ثلاث نساء معاصرات' و'أغنية صياد السمك' و'المرآة السحرية' و'على قارعة الطريق' وغيرها. وفي عام 1938 أسست جماعة سينمائية في 'يانان'، وحقق السينمائيون عددا من الأفلام الإخبارية التسجيلية منها 'جيش الطريق الثامن' و'الدكتور بيثون'، وسجلت هذه الأفلام تاريخ النضال الثوري للشعب الصيني. بتأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 فتحت صفحة جديدة في التاريخ الصيني، حيث توارثت الصين التقاليد الواقعية التي ميزت السينما من قبل فترة الثلاثينات والأربعينات، وتأسست على التوالي ثلاثة استديوهات في منطقة الشمال الشرقي وبكين وشنغهاي، حيث بدأت تصوير الأفلام الروائية بكميات كبيرة. منذ هذا التاريخ حتى عام 1965 أنتجت الصين 603 أفلام روائية و3300 فيلم قصير من الأنواع المختلفة. وفي عام 1959 أقامت وزارة الثقافة الصينية شهر الأفلام الجديدة إحياء للذكرى العاشرة لتأسيس جمهورية الصين الشعبية وعرض في هذا الشهر تقريبا 38 فيلما من أنواع مختلفة. وحققت الأفلام الروائية الشهرة وكان من أهمها 'لمسة شيوي' و'أنشودة الشباب' و'متجر أسرة لين' و'خمس أزهار ذهبية'، وتميزت هذه الأفلام بمستوى فني لافت للأنظار. انفتاح وتطور في ظل سياسة الانفتاح ازدهر التعاون السينمائي بين الصين والدول الأخرى، وأدى هذا الحوار السينمائي إلى تطور السينما الصينية شكلا وأسلوبا، وأدى ذلك مرة أخرى إلى خروج الأفلام الصينية بميزاتها الوطنية المتفردة إلى خارج الحدود. منذ الثمانينات ظهرت إلى حيز الوجود 'السينما الصينية الجديدة' أو 'الموجة الجديدة في السينما الصينية' التي أكدت وجودها عالميا وحصدت الجوائز في المهرجانات الدولية. ويمكن أن نجمل خصائص السينما الصينية الجديدة بأنها تتعامل مع التراث بمفهوم عصري وتتناول التاريخ بمنظور نقدي، كما طرحت بشجاعة العلاقة بين الرجل والمرأة، وبين السلطة والفرد، وتناولت موضوعات الحب والخيانة والصداقة والجنس بجرأة، ولكن بأصالة ورقة وتمسك بالجذور من دون انغلاق، بل انفتحت على الثقافة العالمية، واستفادت من التراث الإنساني في الشعر والمسرح والفن التشكيلي والأدب. وهي لا تتعامل مع التاريخ المجرد للرغبة النوستالجية في إبداء الحنين للماضي، بل من أجل فهم النسيج الاجتماعي القائم وأسباب جموده ومقاومته المستمرة للتغيير، كما يتميز عدد من أفلامها بتناول جانب من التجربة الشخصية للمخرجين. وعلى رغم هذا فإنها اختلفت اختلافا جذريا عن سينما الآباء التي تعتمد الأيديولوجية الاشتراكية. جوائز واعتراف ما بين عامي 1949 و1995 فازت الأفلام الصينية في المهرجانات العالمية بأكثر من 400 جائزة، وكسبت السينما الصينية اعتراف العالم. تغييرات مهمة ما وضع السينما الصينية الجديدة اليوم؟ ماذا بعد الجيل الخامس؟ هل برز جيل سادس؟ لقد حدثت تغييرات مهمة في الصين أثرت في صناعة السينما، سياسة الانفتاح الاقتصادي وتحرير السوق. لم يعد الاعتماد على الاستديوهات التي تملكها الدولة، والتي خفضت الدولة دعمها المالي لها، وظهرت شركات إنتاج مستقلة بعد أن وجد مخرجو الجيل الخامس صعوبة في تمويل أفلامهم، فقد حصل المخرج زانج يميو على تمويل فيلمه 'لا اقل من واحدة' (1999) من شركة كولومبيا الأميركية، ثم حصل على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا، وبيعت حقوق توزيعه في اميركا. ويجد المخرج تشين كايج سهولة في تدبير المال من أوروبا واليابان وقد كلف فيلمه 'الإمبراطور والقاتل' (1999) أحد عشر مليون دولار، تكلف ديكور القصر الإمبراطوري وحده 20 مليون دولار. وبيعت حقوق توزيعه في اميركا. جيل جديد وجوانب مختلفة الجيل الجديد في السينما الصينية، أو قل الجيل السادس، اتجه الى صنع المسلسلات التلفزيونية، يصنعون أفلاما تجارية في الغالب، ويهتمون بإرضاء الذوق المتغير للجمهور المحلي، ويرون أن شباك التذاكر هو مقياس النجاح. من المؤكد أن حاجتنا للتعرف على جوانب مختلفة من السينما الصينية كبيرة وأساسية، فقليلة هي المعلومات النظرية والعملية (الأفلام ) المتوافرة عن هذه السينما العريقة، ولا يمكن أن يدعي أسبوع واحد انه يقدم روافد مختلفة في أي سينما، فالإنتاج السينمائي واسع ومتشعب الاتجاهات.
افتتح مساء أمس الأول اسبوع السينما الصينية الذي يقيمه نادي الكويت للسينما بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والسفارة الصينية في الكويت، حضر الافتتاح عدد كبير من المهتمين بالسينما والمسؤولين في السفارة الصينية وعشاق السينما. وقال رئيس مجلس ادارة نادي الكويت للسينما حمد منيف الحربي في كلمة له: من المؤكد ان حاجتنا إلى التعرف على جوانب مختلفة من السينما الصينية كبيرة وأساسية فقليلة هي المعلومات النظرية والعملية المتوافرة عن هذه السينما العريقة. ولا يمكن ان تقدم خلال أسبوع روافد مختلفة في أي سينما، فالانتاج السينمائي واسع ومتشعب الاتجاهات. السينما الصينية سينما عريقة بدأت مسيرتها منذ بدأت السينما، ولايزال قسم كبير منها مجهولا حتى الآن، ويوفر هذا الاسبوع فرصة نادرة في اطار اهتمامات ودور نادي الكويت للسينما للاطلاع على صورة قريبة لبعض اتجاهات السينما الصينية المعاصرة، وخلال الاسبوع يعرض النادي خمسة أفلام روائية طويلة تقدم بعض الصور من السينما الصينية خلال الأعوام القليلة الماضية. وجدير بالذكر ان بعض هذه الأفلام قد حصل على جوائز عالمية في أكثر من مهرجان، وتلتقي أفلام هذا الاسبوع من أكثر الاتجاهات شعبية وفنية في السينما الصينية اليوم، كما تعكس في الوقت ذاته الكثير من ملامح الثقافة الصينية الأصيلة. وقد عرض بعد ذلك فيلم 'دون ان ينقص واحد' بحضور نجمته الفنانة الصينية الشابة وي مينجي التي ابدت سعادة غامرة بحضورها الى الكويت والتقائها بجمهور يعشق هذه النوعية من الأفلام. والفيلم اخراج زانغ يمو وبطولة وي مينجي وزانغ هيوكي ويقع في ساعة ونصف الساعة. ووقعت احداث قصته في مدرسة ابتدائية في قرية عادية في شمال الصين. وبسبب قيام أحد المدرسين بإجازة لزيارة والدته المريضة طلبت رئيسة القرية وي مينجي التي لم تنه دراستها الثانوية ان تتولى أمور هذه الفصول على ألا يغيب أي طالب أثناء هذه الفترة. وعلى الرغم من اقامة وي مع الطلاب باذلة اقصى جهد في تعليمهم، الا ان أحد الطلاب ظل غائبا عن المدرسة فبحثت عنه وي في كل مكان بالمدينة بمساعدة محطة التلفزيون، والعديد من طيبي القلب، واستطاعت في النهاية ان تجد الطالب والفوز بإشادة ودعم المجتمع. من جانبه أثنى طالب الرفاعي مدير الثقافة في المجلس الوطني على دور وجهود نادي الكويت للسينما في إقامة مهرجان السينما الصينية باعتبارها تمثل تيارا جديدا. وأدان الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، وطالب بأن يكون للمثقفين دور وأن يكون لهم صوت قوي لدعم صمود الشعب اللبناني. القبس الكويتية في 1 أغسطس 2006
«58%» فيلم عن معاناة الفلسطينيين و«جيلانا» يجسد مأساة الحرب العراقية الإيرانية نهي منصور ـ ماتارا «إيطاليا» الواقع خليط من الأحداث الواقعية والخيالية هذه هي كلمات المخرج البرتغالي مانويل دي أوليفيرا الحاصل علي جائزة «دون كيشوت» «جائزة الأندية السينمائية الدولية لهذا العام 2006» والتي كانت بمثابة شعار للمهرجان، الذي قامت بتنظيمه جمعية الأندية السينمائية الإيطالية والدولية وقد تم تنظيم هذا المهرجان للمرة الأولي في فرنسا عام 1984، ثم تم استضافته لسبع سنوات في مدينة ريجيو دي كابريا بجنوب أيطاليا، أما في هذا العام فقد تم اختيار مدينة ماتارا بمقاطعة باسيليكانا بجنوب إيطاليا والتي تعتبر بمثابة أكثر المدن بالجنوب الإيطالي محبة للسينما وتتميز باحتضان شتي أنواع الفن وقد جاءت فكرة عقد المهرجان منذ اللحظة الأولي ترسيخا لفكرة الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ونشر أنشطة الأندية السينمائية ليس في المدن فحسب بل في القري الصغيرة أيضا، وبدأت التجربة بانعكاسات التصوير السينمائي حول فكرة حقوق الإنسان، بلغ عدد الدول المشاركة في مهرجان هذا العام حوالي 40 دولة، من بينهم دول شمال إفريقيا التي انضمت للمهرجان هذا العام، وهي مصر، تونس، والمغرب، فقد حضر عن مصر صفاء الليثي حجاج، عضو جمعية نقاد السينما المصرية ـ عضو الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية، وعن تونس محمد المديوني مدير المعهد العالي للفنون المسرحية بتونس، أما عن المغرب فقد حضر عزيز الأربعي عضو الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، بالإضافة إلي الأعضاء القدامي وهم أفغانستان ـ الأرجنتين ـ بنجلاديش ـ البرازيل ـ بوركينا فاسو ـ كاتالونيا ـ كولومبيا ـ كرواتيا ـ كوبا ـ استونيا ـ فرنسا ـ ألمانيا ـ بريطانيا ـ المكسيك ـ إندونيسيا ـ منغوليا ـ إيران ـ أيرلندا ـ الهند ـ كوريا ـ ليتوانيا ـ ماليزيا ـ إيطاليا. استمرت فعاليات المهرجان ستة أيام من 12 ـ 17 يونية 2006 وقد اختار رئيس المهرجان ورئيس جمعية الأندية السينمائية الإيطالية باولو منوتو فيلم «أليش تعيش هنا» للمخرج الماليزي أونج جولين لعرضه في الافتتاح وهو فيلم وثائقي يصور صراع سكان قرية صغيرة في ماليزيا ضد تشكيل مجتمعات للمنبوذين في آسيا ويصف التحول للوعي السياسي الذي عاشته ألبش بطلة الفيلم والآخرين من سكان قريتها. تنوعت الأفلام التي تم عرضها في المهرجان ما بين أفلام حقوق الإنسان «روائية وثائقية» كان من أهمها الفيلم الوثائقي «58%» للمخرج الإيطالي «فينشسو مارا» والذي يدور حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والحياة اليومية للمواطنين في ظل الصراع العربي الإسرائيلي في كل من القدس ـ رام الله ـ نابلس بالإضافة إلي حديث للرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات ومقابلة مع والدة أول فتاة قامت بعملية استشهادية وقد سلط الضوء علي أن فلسطين منذ بداية الصراع قد احتل حوالي 58% من أراضيها، الفيلم الإيراني الروائي «جيلانا» للمخرجين الإيرانيين محسن عبدالوهاب، راكشان بني اتماد، والذي يدور حول الحرب بين إيران والعراق من خلال تصوير نموذج لامرأة من سكان القري والتي أرسلت ابنها للخدمة العسكرية وصراعها مع الحياة بعد عودة هذا الابن بسبب الأسلحة الكيماوية، والفيلم الوثائقي «حقائق كوسوفا ـ أصوات الأقليات المهمشة للمخرجة إيفا شيوك والذي يقدم شهادات حية للأقليات المهمشة» التي تعيش في كوسوفا وسردهم لشكل الحياة أثناء وبعد الحرب، الفيلم الوثقائي «مسلحون ليسوا مدنيين» للمخرجة أنه كريستاموتروي عن ست عشرة امرأة محاربة قمن بتشكيل مجموعات مسلحة في كولومبيا الفيلم الوثائقي «الجنة» للمخرج ماتو هرارا يصور الحياة اليومية لأحد المسجونين في أحد الإصلاحيات في مدينة إكوادور بالأرجنتين. ولعل من أهم أفلام الطفل: الفيلم الروائي «قصة كسيويان» للمخرج الحسيني «فانج جانلاينج» تستوحي قصة الفيلم من قصة الصحفية الفرنسية بيرا هاسكي التي تعمل في الصحيفة الفرنسية الحرية والتي وصلت إلي قرية في غرب الصين محاولة تغيير وتحسين مستقبل طفلة صغيرة، الفيلم الروائي «رينا» للمخرجة السويسرية ريكسانزيندا ويدور حول قصة طفلة في السادسة عشرة من عمرها والتي تعيش في قرية مع والدها والذي يشعر بالخوف من فقدانها في أي لحظة ولكنه كان يعاملها كما لو أنها ذكر ويصور الفيلم مدي معاناتها في ظل هذه الظروف. و،هناك أفلام حاصلة علي جائزة «دون كيشوت» ومن أهمها «السيل الجاري» «الرسام والمدينة» «الخبز» «لوح أخي» «الصيد» للمخرج البرتغالي مانويل دي أوليفيرا «جورجي والفراش» للمخرج البلغاري أندريا باونيوف «ابقي معي» الصيني «إريك كو» مائدة عشاء نوريكو للمخرج الياباني «صنبو صونو» اذهب للغرب للمخرج البوسني «أحمد إيماموفيك» القيم للمخرج البولندي ماجدالنا بيسكورتس. وعكست عدة أفلام واقع الأقاليم المنشغلة بالدفاع عن التراث الحضاري والبيئي ومن أهمها الميلاد والوفاة في الجنوب للمخرج الإيطالي لوجي دي جاني، مرض قوس قزح للمخرج الإيطالي فيليتشا دي أجوسطينو، السكر المر للمخرج الإيطالي سيمون ديل جورسو وكلها أفلام لمجموعة كتاب شبان من كل أنحاء العالم تعكس نظرتهم غير المعتادة للواقع المحيط. لم يقتصر المهرجان علي عرض هذه المجموعة من الأفلام بل تم عقد منتدي ناقش النقاط التالية: تفعيل دور الدول الإفريقية في المهرجان من خلال المشاركة بأفلام ضرورة توسيع شبكة أعضاء الأندية السينمائية الدولية، التعاون بين هذه الأعضاء بشكل فعال، دور دول البحر المتوسط، ضرورة مشاركة كل من العراق وفلسطين وعمل مائدة مستديرة لمناقشة ووضع اقتراحات من أجل حلول مستقبلية لهما، التقدم بمبادرة سينمائية شعبية في جنوب إيطاليا، وأيضا إشكاليات تسويق الأفلام الإيطالية في القارة الآسيوية وأمريكا الجنوبية لأسباب اقتصادية، اقتراح فكرة عرض أفلام الأندية السينمائية في هذه الدول عروض غير تجارية، مشروع تطوير السينما في دول العالم الثالث عن طريق الدول المتقدمة في هذا المجال، محاولة المسايرة مع حركة التطور في السينما العالمية. أما الحفل الختامي للمهرجان فبدأ باجتماع الجمع العام والذي تم لمناقشة تطوير المهرجان وتوسيع شبكة الأعضاء من خلال قبول أعضاء جدد، التغطية الإعلامية للمهرجان، المشكلات الاقتصادية التي تواجه الجمعية وعلي هامش عقد اجتماع مصغر للمجموعة الإفريقية لتفعيل دورها في المهرجان ثم تم توزيع الجوائز فقد حصل المخرج البرتغالي مانويل دي أوليفيرا علي جائزة «دون كيشوت» لهذا العام فضلا عن فيلم «الطفل» للمخرج الصيني فانج جانلاينج فيلم «جورجي والفراش» للمخرج البلغاري آندريا باوينوف، فيلم «مرض قوس قزح» للمخرج الإيطالي سيمون دي جورسو. القبس الكويتية في 1 أغسطس 2006
الجدار في السينما بقلم : ناجح حسن طالما كانت مفردة جدار هاجسا للعديد من العاملين في حقول الابداع المختلفة، وطالما شكلت امامهم فرصا ومساحات لابراز مكنونانتهم من القضايا والمفاهيم على نحو جلي في الفيلم واللوحة والادب نثرا وشعرا، وعلى خشبة المسرح، رغم ما طالها من تنويعات على المعنى حائط.. ساتر..، وبعضهم آثر ان يسبقها بال التعريف، ومنهم من تركها معراة بأحرفها الاربعة جدار. من جهتهم، خاض صناع السينما العالمية وعبر اعمال مختلفة، في معمعة الجدار، وجادلوا بمواضيعهم وابتكاراتهم الفنية والفكرية الكثير من المعاني والاشارات والدلالات التي تكتنز بوظيفة الجدار. يتذكر العديد من عشاق السينما العالمية ذلك الفيلم الذي عرض منذ ربع قرن من الزمان وحمل عنوان جدار وشهد نجاحا ملموسا رغم موضوعه الغريب والمختلف عن تيار السينما السائدة آنذاك، حققه مخرجه الانجليزي ألان باركر، صانع اكثر من تحفة سينمائية بين انجلترا والولايات المتحدة (إيفيتا، المسيسيبي يحترق...). ويتحدث الفيلم عن فرقة موسيقية بريطانية العام 1982 وضمنه خبرة المخرج الغنية الواسعة في رسم الجماليات والاحداث التي تحاكي واقعا انسانيا مأزوما تعيشه الحضارة المعاصرة.. وكان هذا العمل دعوة جريئة من مبدع الى الالتفات نحو الطبيعة والبراءة حشد فيه باركر صورا وألوانا ورسومات وتقسيمات للشاشة ومشاهد تتنقل بسلاسة من السرعة الشديدة الى البطء الكاشف لخبايا الانسان ودواخله في حركته اليومية، وكل ذلك على خلفية من الموسيقى والاغنيات في ايقاعاتها المتوترة، وهي تنشد بصراخ حالات من العذاب الانساني متبلد الاحاسيس والمشاعر، وترنو الى عالم افضل. وحضر جدار في فيلم آخر انجزه المخرج التركي يلماز غوناي في منفاه الفرنسي قبيل ان يودع الحياة العام 1986 وشارك فيه بالمسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي الدولي، وصور فيه نماذج من الحياة التي يعيشها اناس بسطاء في تركيا المعاصرة والتي طالما جسدتها اعماله السابقة التي حقق بعضا منها داخل السجن، من بينها فيلمه الشهير القطيع الذي حققه بالتعاون مع زميله شريف اكتان. بيد ان العالم الذي كان يشهد تحولات جذرية وعاصفة إبان العقد الاخير من القرن الماضي وما تفرع عنه من ازالة لجدار برلين الذي شكل حاجزا بين عالمين دارت بينهما حرب باردة، شكل بحد ذاته فرصة ذهبية للمخرجين الشباب والمخضرمين في اظهار تداعيات أفول هذا الحاجز وما نجم عنه من توحيد للألمانيتين بعد ان كان عامل فصل وعذاب وتحطيم للآمال والتواصل الانساني بين البشر . ولئن كانت السينما قد صورت جدار برلين في افلامها الاوروبية والهوليوودية المعهودة كنقطة التقاء بين معسكرين بغية هدنة او حوار آني او كمحطة لتبديل جواسيس المعسكرين، فإن العين السينمائية للشباب في كاميراتهم البسيطة والتي تنتمي اغلبها للفيديو الرقمية سرعان ما قطفت لحظة هدم الجدار بشكل مغاير لما سبق، فقد صار الجدار أرضا خصبة للتصميم الانساني الشجاع في الوصول الى آفاق جديدة من الحرية. لكن ما ان انزاح هذا الشغل الشاغل للعواطف الانسانية الرحبة حتى وكان العالم في غفلة من الزمن يعايش ما هو افظع من جدار برلين، فقد وقف العالم صامتا لا يلوي شيئا امام بدايات القرن الحادي والعشرين عندما قامت السلطات الاسرائيلية ضمن مسلسل ممارساتها التعسفية ضد الشعب الفلسطيني الملتصق بأرضه باجتزاء مساحات واسعة من اراضيهم الخصبة، وشيدت عليه جدارا سميكا اشبه بسجن فرق الكثير من الاسر والافراد عن اهاليهم واقاربهم. من هنا سعى كثير من صناع الافلام الى ابراز هذا الحدث وتعرية الدعاوي الاسرائيلية وتفنيد حجتها وصورته بأنه حاجز فصل عنصري مقيت، واوردت تلك الافلام العديد من الشهادات لكتاب وادباء ورجال سياسة وقانون وناشطين في الفعل الانساني، وجميعها تؤكد ان الجدار الذي وضعته اسرائيل هو سياسة عنصرية فجة لا تقيم وزنا لأي مشاعر انسانية. وبهذا الخصوص نستذكر جملة من الاعمال التي صورت الجدار في الاراضي الفلسطينية المحتلة، من بينها الفيلم التسجيلي الاردني القصير ثلاث غيتوات وحارة واحدة لسهاد الخطيب الذي حققته بإمكانيات بسيطة وفيه تبرز مشاعر اوساط الناس في الاردن تجاه هذا النوع من الممارسات وقدمت اسانيد ودلائل ورسومات تؤكد على عنجهية الاحتلال وعدوانيته. وعلى النسق ذاته، تناولت افلام كثيرة قادمة من مختلف ارجاء العالم وساهم فيها سينمائيون عرب وفلسطينيون ومن داخل اسرائيل نفسها، المأساة من داخل البيوت التي طالها سرطان جدار الفصل العنصري. مثل تلك الافلام التي جسدتها كاميرا ميشيل خليفي وسيمون بيتون ونجوى نجار التي قدمت الجدار بفيلم من النوع الروائي القصير تحت عنوان اغنية ياسمين الذي شارك في العديد من المهرجانات السينمائية العربية والدولية، وطرح قصة غرامية تصطدم بعوائق اجتماعية وتبدلات سياسية يحتل الجدار الذي زرعه الاحتلال نصيبا واسعا من المعاناة خلالها. * ناقد سينمائي أردني الرأي الأردنية في 4 أغسطس 2006 |
أوراق رءوف توفيق وعشقه سهام العقاد صدر مؤخرا كتاب أوراق في عشق السينما للكاتب والناقد السينمائي الكبير رءوف توفيق، يروي فيه تجربته وبداياته في عشق السينما بسحرها وخيالها الخلاب، كما يرصد أبرز التحولات التي طرأت علي السينما العالمية. أوراق في عشق السينما هو الكتاب العاشر للمؤلف بعد سلسلة من الكتب المهمة من بينها: سينما المشاعر الجميلة - سينما اليهود - سينما الحب - سينما الفرض - الصعب - سينما المرأة - سينما الحقيقة - السينما مازالت تقول لا.. وغيرها. النقد والأهواء الشخصية في البداية يروي المؤلف كيف وقع في هوي السينما وسحرها، وكيف جذبته منذ الطفولة وكيف نسمي ذلك العشق وتغلغل داخله، ورحلته في تعلم أسرار ذلك الفن المثير والمبهر في آن حتي بات من أبرز النقاد والمحللين لهذا الفن. في مقدمة الكتاب يكشف المؤلف رءوف توفيق عن تجربتين كان لهما أكبر أثر علي حياته النقدية، الأولي عندما شارك في إحدي مسابقات السينما، وتعلم من خلال المخرج السينمائي الكبير أحمد كامل مرسي أهم قواعد التحكيم الفني وأنه علي الناقد أن يكون مثله مثل القاضي العادل النزيه الذي يجرد حكمه بعيدا عن الأهواء الشخصية. أما التجربة الثانية والتي كان لها تأثير بالغ فكانت من خلال المخرج الكبير صلاح أبو سيف عندما جمع كل المقالات النقدية التي تناولت أفلامه الأربعين في كتاب ضخم وصل إلي أكثر من ستمائة صفحة، وفي نهاية الكتاب لم يعلق صلاح أبو سيف علي تلك المقالات التي تناولنا أعماله بالنقد القاسي والسخرية لكنه ترك الحكم للجمهور الذي خلد هذه الأفلام فيما بعد، وبات معظمها من كلاسيكيات السينما. ويخلص من هذه التجارب أنه أدرك ضرورة الأمانة وحتمية الصدق والدقة في تناول الأعمال الفنية، وعدم التسرع في إطلاق الأحكام. التحدي والإبداع يؤكد المؤلف في الفصل الأول أن السينما فن قادر علي التحدي والإبداع والصمود في وجه كل الصعاب وذلك منذ العرض السينمائي الأول للإخوان لوميير في 28 ديسمبر عام 1985، مشيرا إلي أنها فن يحمل بداخله كل مقومات المناعة ضد الشيخوخة والعجز خاصة أن صناع وعشاق السينما مدركون لكل المتغيرات التي تحيط بهذا الفن ومدركون أيضا أذواق الجماهير ومستعدون دوما للتجديد وتقديم البدائل الفنية المناسبة بأقصي سرعة.
ويعترف
المؤلف أن السنوات الخمسين الأولي من عمر السينما كانت الأكثر ثراءً في
الفن عن السنوات اللاحقة لها، بداية من نجاح التجربة الأولي للإخوان لوميير
مرورا بجورج ميليس أول رائد سينمائي قدم أفلاما لها قصة وحتي دخول شارلي
شابلن إلي ويؤكد المؤلف أن عام 1927 استطاعت السينما أن تدخل مرحلة جديدة مع ميلاد أول فيلم ناطق مغني الجاز ويري أن العقود الخمسة الأولي من عمر السينما قد اتسمت بالازدهار والخصوبة. تيار الرعب ويربط المؤلف بذكاء بين التحولات التي شهدتها السينما في مرحلة الصعود مع الفنانين الذين أثروا الفن السينمائي أمثال المخرج الإيطالي روسيلليني وشارلي شابلن وكيف مجدا الإنسان وهمومه، فقد انحازت أفلامهما للفقراء والمطحونين إلي أن حدثت تلك النقلة النوعية مع فيلم صمت الحملان الذي حصد خمس جوائز أوسكار عام1992، وكان ذلك بمثابة ميلاد لتيار الرعب والإثارة والوحشية والدموية أيضا الذي توج بأفلام مصاصي الدماء. يفسر المؤلف رءوف توفيق أسباب رواج هذه الموجة التي ظهرت في منتصف العشرينيات من القرن الماضي مع فيلم شبح الأوبرا الذي يعد بمثابة اللبنة الأولي لتيار أفلام الرعب وأحد كلاسيكياتها، كما قدمت هوليود أول أفلامها عن دراكولاعام 30 ثم فرانكشتين عام 31 والمومياء 32 والرجل الخفي 1933، إلي أن دخل الخيال العلمي ليضيف بعدا جديدا. مؤشرات الانهيار يتناول المؤلف مؤشرات الانهيار التي حدثت منذ مهرجان كان 2001 عندما عرضت عشرات الأفلام من مختلف أنحاء العالم والتي نقل معظمها صورة مفزعة لأحوال العالم وكأنه البداية الحقيقية للانهيار الذي نشهده الآن، ويعود ذلك الانهيار كما يفسر المؤلف إلي الخلل في النظم السياسية وتفسخ العلاقات الاجتماعية وهو ما يؤدي في النهاية إلي تمزق الكيان الإنساني واهتزاز القيم وفقدان بوصلة الحياة السليمة. السينما والتطرف كما رصد المؤلف حالات التطرف التي ظهرت في السينما سواء علي صعيد الدين أو الجنس موضحا ذلك عبر السينما الإيرانية من خلال المخرج محسن مخلمباف، كان متعرضا لفيلمه السفر إلي قندهار أحد أهم أفلامه التي تهز المشاعر وتجعلنا نتوقف ونفكر كثيرا فيما يفعله التطرف الديني في حياة البشر. ثم انتقل إلي التطرف بالجنس الذي انتشر علي الساحة السينمائية مع انتشار أفلام الشذوذ الجنسي، والشذوذ المريض والشهوة المجنونة المدمرة، ومن هذه الأفلام كليمنت، ريتا المحبوبة، وإعادة عرض، حتي بات الجنس المحرم هو القانون الجديد والوجبة المسموح بتداولها، مما يوضح انهيار العلاقات الاجتماعية وانهيار الثوابت والقيم الإنسانية تحت وطأة إعصار الجنس. أدق المشاعر يقف المؤلف في الفصل الرابع أمام سلسلة من الأفلام تعد بمثابة روشتة للعلاج والإنقاذ من تلك الموجات التي أشار إليها سلفا، وكلها أفلام تدعو للحب والتماسك والأمان الأسري.. ومن تلك الأفلام الفيلم الياباني صحراء القمر وهو يؤكد ضرورة العودة إلي البيت والأسرة، والفيلم والبرتغالي أنا أعود إلي البيت ويدعو للحفاظ علي المكاسب الإنسانية التي يحققها الفرد، والفيلم الإيطالي غرفة الابن الذي يصور أدق المشاعر الإنسانية ويصل في النهاية إلي ضرورة حتمية وهي التماسك الأسري في مواجهة مختلف الكوارث، في نفس السياق فاز الفيلم الأمريكي كرامر ضد كرامر بخمس جوائز أوسكار عام 1980 الذي جسد أنبل المشاعر الإنسانية كذلك فيلم البطل للمخرج الإيطالي زيفاريللي وفيلم عزيزي بابا للمخرج الإيطالي دينوريزي وغيرها من الأفلام المهمة التي تناولت في قالب إنساني عذابات الأسرة التي يجنيها غالبا الأطفال الذين يفقدون الحب والحنان بسبب التفكك الأسري. الحقيقة والإبهار يذهب المؤلف في الفصل الخامس إلي أن السينما ليست تكنولوجيا وإبهارا فحسب وإنما السينما التي تقول الحقيقة والصدق هي السينما العالمية التي تبقي في وجدان الشعوب، ويعدد الأمثلة في ذلك فالسينما السويدية تكشف عوراتها ولا تخجل علما بأن المواطن السويدي يعيش حياة رغدة بفعل المستوي الاقتصادي المرتفع إلا أنه يعاني الوحدة والكآبة ويجنح في كثير من الأحيان نحو الانتحار والسينما تكشف ذلك بمنتهي الوضوح والشفافية. الأمر ذاته نراه في السينما الأمريكية التي تفضح الفساد داخل المؤسسات الاقتصادية وفي أجهزة المخابرات وفي البوليس، بينما نجد السينما العربية بعيدة كل البعد عن هذا السياق وحينما يجتهد البعض لا يلقي سوي الهجوم لأننا لا يجوز ولا يجب أن نكشف سلبياتنا أو نعري عوراتنا حتي نظهر دوما في صورة مثالية طوال الوقت!! وفي الفصل الأخير من كتابه المشوق يتناول المؤلف عددا من مبدعي السينما العالمية كاشفا عن أعمالهم التي أثرت المكتبة السينمائية بروائع الأعمال الخالدة أمثال المخرج السويدي انجمار برجمان والأمريكي جون هيستون والإيطالي فيلليني والممثل الأمريكي مارلون براندو والمخرج الياباني أكيرا كيرساوا. الأهالي المصرية في 2 أغسطس 2006
السينما حالة تجريبية وليس هناك من صورة كاملة إعداد: حسين قطايا مايكل مان من المخرجين القلائل الذين يتمتعون بصفة «وسطية» ترضي المشاهد العادي، والمشاهد المختص. فهذا المخرج يعرف كيف يوازن بين خطي هموم الإنتاج التجارية والأبعاد الفنية ذات المستوى العالي. بدأ مان حياته كمدير تسويق إعلاني بعد دراسته الأدب الإنجليزي في بريطانيا، التي تعلم فيها أيضاً كتابة السيناريو والإخراج التلفزيوني والسينمائي في العام 1967، ليقوم بأول إخراج له في العام 1971 مع فيلم «جانبيري»، واتبعه بعد سنة ونصف بفيلمين هما «ايتين دايز داون ذالاين» و«ذا جيرشو مايل»، ثم ضرب ضربة ناجحة في العام 1981 مع شريط «اللص» من بطولة جايمس كاين وسيناريو أعده بنفسه، لافتاً أنظار شركات الإنتاج الضخمة إليه كواحد من صناع السينما الذين يحققون النجاح الأهم بالنسبة إليهم على شباك التذاكر. ولم يتوان مان عندها عن توقيع أول عقد عمل مع شركة الأخوين وارنر لإخراج فيلم «ذا كيب»، بطولة سكوت غلين وألبرتا واتسون، العمل الذي لم يجد نجاحاً يذكر، إلى أن قدم فيلم «صياد الرجال» في العام 1986 من بطولة وليم بيترسون، في عمل هو عبارة عن خليط بين المغامرة والرعب والدراما. ثم أبهر مايكل مان بفيلمه «ذي لاست أوف ذي موميكان» عن حياة السكان الأصليين في الولايات المتحدة قبل اكتشافها وبعده، وخلال مراحل استعمار الأرض الجديدة من الأوروبيين الذين استغلوا حروب القبائل الهندية، ليزيدوها شرخاً. وفي العام 1995 أدار مان روبرت دي نيرو وآل باتشينو في فيلم واحد تحت عنوان «هيت» الفيلم الذي يعتبر حادثاً فريداً في ذاكرة السينما، من حيث قصته البوليسية ذات الأبعاد الاجتماعية والنفسية العميقة، وهذه الخلطات التي يتقنها مايكل مان تركته ينجح في «ذي إنسايدر» و«كولاتيرال» إلى «ميامي فايس» الذي أخرجه لمدة طويلة كمسلسل تلفزيوني، والآن يحوله إلى فيلم من بطولة جيمي فوكس وكولين فاريل، وهذا الفيلم الذي أزاح الكثير من الأفلام الكبيرة عن التربع على مداخيل شباك التذاكر. حول مايكل مان وآخر أعماله نشرت مجلة «هوليوود ريبورتر» الحوار التالي: ـ بين الشاشتين الفضية والصغيرة، أين تجد صورتك الكاملة؟ ـ أولاً ليس من صورة كاملة، لأن السينما في كل حال تجريب دائم، ولا يمكن التوقف عند أي من نتائجه، والصورة السينمائية ذات معنى ومضمون مختلفين عن الصورة التلفزيونية التي يمكن أن تكون وجبة سريعة ومتقنة في آن. وليس المهم أين أجد نفسي كمشاهد بين المستويين الفنيين، لأنني لا أحب الحصر، في هذه أو تلك. ـ لكنك كذلك تعتبر من المخرجين القلائل الذين ينجحون بالتوازي بين «التجاري والفني»، كيف تفسر ذلك؟ ـ السينما صناعة وفن، ولا يمكن أن تنجح فنياً إذا لم تؤمن لها الإنتاج الجيد، الذي من حقه أن يحقق الأرباح واستعادة أمواله، من خلال مستوى فني للعمل يؤمن هذا التوازن بين ما يحلو للنقاد أن يسمونه «التجاري والفني». وهذه معادلة صعبة يمكن تنفيذها بقدرة المخرج إذا أتقن عمله، واستطاع أن يقيم علاقة قوية بين ثنائيات كثيرة، وأهمها ما ذكرت إضافة إلى توحيد رؤيتي السيناريست والمخرج في قالب واحد اسمه الفيلم المنجز. ـ عدم فوزك بأي «أوسكار» حتى الآن، هل يؤثر على إنتاجك وشهرتك؟ ـ أحب أن أفوز بالأوسكار، لكن هذا ليس هاجسي، وهناك الكثير من المخرجين الجيدين والممثلين الأقوياء الذين لم ينالوا أي جائزة لا الأوسكار ولا غيرها، من دون أن يقلل ذلك من شأنهم، ومن شأن معرفة الناس بهم وتقديرها إياهم، وهم مشهورون ومعروفون وأعمالهم جيدة. وأذكر منهم مارتن سكورسيزي الذي لم ينل الأوسكار حتى الآن مع أنه اقترب من ذلك مرات عدة. ـ هل كانت إدارتك لروبرت دي نيرو وآل باتشينو في فيلم «هيت» شاقة؟ ـ المشقة تتواءم مع أي عمل فني مهما كان نوعه. وعندما يكون أمامك في الكادر السينمائي ممثل مشهور ونجم ومحترف تكون المسألة أصعب من أن تدير ممثلاً مغموراً، دي نيرو من الممثلين الذين لا ينصاعون بسهولة إلى أوامر المخرج، إلا إذا اقتنع برؤيته وهذا يتطلب بعض الوقت الإضافي،. أما آل باتشينو فقد تعاملت معه من قبل في فيلم «ذي إنسايدر»، وهو من الممثلين الكبار الذين لم يأخذوا حقهم الكامل، لذا كان التعامل معه في «هيت» مريحاً أكثر إلى حد ما من التعامل مع دي نيرو، الذي أحترمه وأقدره. وأذكر أن الدقائق الخمس التي التقي بها آل باتشينو «الشرطي» مع دي نيرو اللص، كانت من أصعب الدقائق التي خضتها في حياتي المهنية. وهما أصرا أن يؤديا المشهد كاملاً معاً وبمواجهة وتحد مهني لبعضهما كان خفياً، حملت أنا كمخرج كل أثقاله الهائلة، وأعتقد أنني نجحت في هذا الامتحان. ـ في عملك الجديد «ميامي فايس» أيضاً تدير مجموعة من النجوم أبرزهم كولين فاريل وجيمي فوكس الحائز على أوسكار أفضل ممثل، فهل من صعوبات واجهتها؟ ـ جيمي فوكس سبق وأن تعاملت معه أيضاً في فيلم «علي» عن حياة أسطورة الملاكم محمد علي، وهو ممثل من طراز خاص يستخدم وسائله التعبيرية الخاصة، ويناقش كثيراً ويمضي منفذاً بدقة ما اتفق عليه معي. وهذا بحد ذاته جيد، أما كولين فاريل الهادئ الطباع فيفاجئ أي مخرج يتعامل معه، وهو قادر على تجسيد رؤى الإخراج أحياناً أكثر مما يتوقع مدير العمل نفسه. وهو نجم سيبقى لفترة طويلة على لائحة كبار ممثلي الفن السابع. ـ لماذا نقلت «ميامي فايس» من الشاشة الصغيرة إلى الكبيرة؟ ـ أكثر الأفلام السينمائية تحولت إلى السينما من الروايات والقصص والأساطير التاريخية، وكذلك في أعمال التلفزيون وبين هذا وذاك تختلف التقنيات والفنيات في أسلوب المعالجة. والسينما لغة بصرية لها طابعها الخاص. أعني أن المسلسل التلفزيوني يمثل اتجاهاً بكل حيثياته والسينما تمثل اتجاهاً خاصاً، لها حيثياتها وفروقاتها عن فنون أخرى بكل تأكيد. البيان الإماراتية في 4 أغسطس 2006
|
يعرض الآن على شاشات الكويت
كتب عماد النويري: |