منذ أن تولي رئاسة المهرجان وهو يقابل كل شيء بالابتسامة‏,‏ لم يكن يوما يرد علي أية اتهامات أو انتقادات‏,‏ اليوم وبعد أن استقال من رئاسة المهرجان قرر ألا يصمت قائلا‏:‏ لن أترك أحدا يقول كلمة واحدة بدون الرد عليها‏..‏ كفاني أحاديث فارغة‏.‏

قال إنه أعطي المهرجان الكثير ويكفي أنه نظم هيكله الإداري؟‏!‏ وباستغراب رفض أن يكون هناك طرح لفكرة الخلاف بينه وبين مدير المهرجان‏,‏ فهو الرئيس؟‏!‏ ومديرة المهرجان كانت تعمل تحت رئاسته‏..‏ في حواره مع الأهرام العربي تحدث الشوباشي عن أزمة المهرجان وكيف يراها‏.‏

‏**‏ تحدثت كثيرا عن أسباب استقالتك من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وذكرت أن أسبابك كلها متعلقة في الأساس بأزمة مادية‏..‏ المفروض أنك علي دراية بذلك منذ توليك رئاسة المهرجان؟

كنت أعلم بالتأكيد أن إمكانيات المهرجان ضعيفة‏,‏ ولكن دوما كانت هناك وعود بزيادة هذه الإمكانيات وهذا تحقق في بداية رئاستي المهرجان ولكن بنسبة ضئيلة جدا لأنني عندما توليت رئاسة المهرجان كانت ميزانيته حوالي‏3‏ ملايين جنيه‏,‏ وزادت بعد ذلك حتي أصبحت‏4‏ ملايين جنيه‏,‏ وهو تقدم ضئيل جدا ولا يفي بالمتطلبات الضخمة للمهرجان لأنه حتي لو بلغت ميزانية المهرجان‏15‏ مليون جنيه فهي ميزانية لا تكفي لمنافسة المهرجانات الدولية بل وحتي المهرجانات العربية وذلك لأنني اكتشفت مهرجاني دبي ومراكش بالإمكانات المرصودة لهما لا يمكن مقارنتهما بما هو متاح لمهرجان القاهرة لأنه في حقيقة الأمر كان يتم الاتكال علي أشياء أخري بعيدا عن الماديات مثلا الاعتماد علي أننا لدينا سينما عريقة وكل نجوم الفن موجودون هنا ومصر عاصمة الثقافة‏.‏

وبالتأكيد فإن مهرجان القاهرة لديه سمعة جيدة ونقاط قوة كثيرة جدا وهذا المترسخ في الأذهان‏..‏ ولكن للأسف هناك نظرة ضيقة من البعض حيث يعتقدون أن الفن والثقافة موجودان في مصر فقط وهذا غير صحيح لأنها كلها شعارات جوفاء‏,‏ لم تعد تكفي لمنافسة مهرجان القاهرة لمهرجانات أخري دولية يتم توفير جميع الإمكانيات والسبل لنجاحها حتي لو لم يكن إنتاجها السينمائي ضخما‏,‏ والدليل علي ذلك تراجع السينما المصرية‏,‏ وتدهور حال مهرجان القاهرة السينمائي الذي أصبح يعاني من أزمة كبيرة‏,‏ لاعتمادنا لفترات طويلة علي ترديد مثل هذا الكلام‏.‏

‏**‏ مادام الأمر كذلك فلماذا قدمت استقالتك الآن وليس من قبل؟

كثيرا ما كانت تراودني فكرة الاستقالة‏,‏ وأؤكد أنني في أي وقت كنت سأستقيل كان سيطرح السؤال نفسه لماذا الآن؟ وفي الماضي كانت المهرجانات عددها قليل‏,‏ لذلك كان يحرص النجوم علي حضورها‏,‏ اليوم أصبح هناك‏800‏ مهرجان سينمائي في العالم من بينهم‏100‏ مهرجان شديدة الأهمية وتشهد منافسة فيما بينهما‏,‏ لذلك أصبح النجوم يضعون في مقدمة اهتماماتهم حضور المهرجانات الكبري مثل مهرجان كان وفينسيا ويقبلوا حضور مثل هذه المهرجانات بعد أن يملون شروطهم عليها وفي مقدمة هذه الشروط شروط مالية‏,‏ وفي العام الماضي مثلا شارون ستون ذهبت إلي مهرجان كان الدولي وتقاضت‏200‏ ألف دولار لحضور مهرجان كان وطلبت من القائمين علي المهرجان توفير طائرة معينة لنقلها إلي كان وعندما أرسلوا إليها طائرة أخري ليست من طراز الطائرة التي طلبتها رفضت الحضور إلي أن تم توفير طائرة من الطراز الذي طلبته وذلك لأن فارق الطراز قد يوفر أو لا يوفر لها الراحة ومن هنا سأطرح السؤال الذي سبق أن ذكرتيه هل بالفعل مهرجان القاهرة السينمائي قادر علي منافسة هذه المهرجانات بالإمكانيات التي تحدثت عنها بالنسبة للمهرجانات الأخري؟ بالتأكيد الإجابة ستكون بالنفي طبعا لذلك قررت أن أعلن قرار الاستقالة الآن‏.‏

‏**‏ قبل انعقاد دورة المهرجان الجديدة بأشهر قليلة؟

وجدت نفسي لا أستطيع أن أقدم جديدا‏.‏

‏**‏ هل الإمكانيات وحدها مسئولة عن جهل رجل الشارع المصري بوجود مهرجان لدرجة أن المهرجان كان يعقد في دوراته السابقة دون أن نشعر بفعالياته أو احتفالاته؟

بالطبع الإمكانيات هي المسئولة عن ذلك‏,‏ وبالتأكيد لا يمكن المقارنة بين مهرجان القاهرة وكان أو فينسيا علي اعتبار أنها مدن صغيرة‏,‏ ولكن علي سبيل المثال عندما ينعقد مهرجان كان في فرنسا لا نجد فرنسيا واحدا لا يعلم بانعقاده وذلك لتوفير جميع السبل التي تخدم هذا المهرجان وتعمل علي انتشاره ومثال بسيط علي ذلك أن أهم مذيع نشرة في فرنسا هو نفسه الذي يقوم بإذاعة أخبار الساعة الواحدة لينتقل بالاستديو الخاص به وبكامل فريق العمل لنقل نشرة الأخبار في مهرجان كان وتتصدر أخبار المهرجان المقدمة وذلك في يوم الافتتاح واليوم التالي له‏,‏ ويتم نقل نشرة الأخبار بالكامل من مهرجان كان وصحيفة لوموند تخصص مالا يقل عن صفحتين أو ثلاث صفحات يوميا عن مهرجان كان وأيضا جميع الصحف والإذاعات والبرامج المهمة تنتقل إلي كان ونقدم من علي شاطيء البحر ومن الطبيعي أن لا يكون هناك فرنسي واحد لا يعرف أن مهرجان كان منعقد وهي الإمكانيات التي أتحدث عنها ومرتبطة بالوعي العام والوعي من المسئولين بأهمية المهرجان‏,‏ وهذا بكل أسف منعدم في مصر بل ويصل الأمر إلي أن نسخر من بعضنا البعض‏,‏ ونري من يقول لقد أصبحنا بلد المهرجانات وكأن المهرجانات أصبحت سبة ومجالا للسخرية‏,‏ في حين أن المهرجانات في كل دول العالم يحترم اسمها ولا أحد يسخر منها‏.‏

‏**‏ هل تري أن نقص الإمكانيات كانت وراء اختفاء وغياب النجوم عن حضور فعاليات المهرجان أيضا؟

لا أري أن النجوم مقصرون بل كانوا يحضرون فقط حفل الافتتاح والختام للمهرجان‏.‏

‏**‏ أرجع البعض سبب استقالتك لتكليف وزير الثقافة فاروق حسني للمدير العام سمير عبدالقادر لحضور مهرجان كان ممثلا عن مهرجان القاهرة؟

هذا غير حقيقي بالمرة وأنا لم أذهب للمهرجان بإرادتي ولا أحد يملك أن يمنعني من حضور المهرجان وإلا كنت قدمت استقالتي فورا‏.‏

‏**‏ في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي للعام الماضي حدث خلاف كبير بينك وبين سهير عبدالقادر بشكل لفت أنظار الجميع فهل هذا الموقف لم يكن له علاقة بقرار الاستقالة؟

لا يوجد خلاف بين رئيس ومرءوس وأنا كنت رئيس المهرجان ولا يختلف أحد معي ولكن عندما أختلف مع الوزير مثلا أقدم استقالتي لذلك لا يوجد ما يسمي هناك خلاف بيني وبين سهير عبدالقادر لأنها كانت تعمل تحت رئاستي‏,‏ وما حدث هو أنه في يوم الافتتاح حدث تقصير شديد منها أمام الجميع‏,‏ وعنفتها علي ذلك وهي رفضت هذه المؤاخذة وقد تم ذلك أمام شهود وهما الفنان سامي العدل والدكتور إسماعيل برادة وهو زوج الفنانة لبني عبدالعزيز وهما قالا لي أنت محق تماما‏,‏ ولقد تحدثت معها بأسلوب مهذب تماما ولم أقم بضربها أو جذبها كما تردد فهذا غير صحيح بالمرة‏,‏ خاصة وأنه ليس من أخلاقياتي التعامل بالضرب مع رجل‏..‏ فما بالك بسيدة‏.‏

‏**‏ مادام الأمر هكذا فلماذا لم تقم بالرد علي هذه الاتهامات في وقتها خاصة وأن عددا من الصحف تناقلت الموضوع؟

للأسف كنت عازفا عن الرد عما ينسب إلي أو أية انتقادات توجه للمهرجان ولكن من الآن وصاعدا لن أترك أحدا يقول كلمة واحدة بدون الرد عليه وكفاني مهاترات وأحاديث فارغة وكفي أغراض ودوافع شخصية ولن أترك أحدا ينطق بكلمة واحدة بدون الرد عليها‏.‏

‏**‏ كل رئيس جديد لأي مهرجان تكون لديه خطط تطوير جديدة تحسب له بعد ذلك‏..‏ فما إنجازاتك التي قدمتها لمهرجان القاهرة طوال فترة رئاستك؟

أنا بالفعل قمت بتطوير المهرجان والحمد لله‏..‏ والدليل علي ذلك أنني كنت مدعوا لحفل عشاء مع كبار النجوم منذ أيام بسيطة وأنا في حل أن أذكر لك ماذا قيل لي عما قدمته من إنجازات كبيرة لهذا المهرجان في إطار الإمكانيات المتاحة‏,‏ وبالتأكيد نجومنا الكبار لن يجاملونني؟

ويكفي أن أذكر بأنني قدمت هيكل للمهرجان مثلا لم يكن هناك منصب يحمل اسم مدير فني لذلك قمت بتعيين يوسف شريف رزق الله مديرا فنيا وله صلاحيات واضحة ومعروفة‏,‏ وقمت بتعيين أحمد رأفت بهجت مديرا للمطبوعات ومجدي الطيب مديرا لإدارة الصحافة وصنعت نظام عمل للمهرجان من الممكن أن يسير عليه كما أجريت اتصالات كثيرة للمهرجان ويكفي أن المرة الوحيدة التي جاء فيها نجم كبير عالمي في أوج تقدمه كان العام الماضي عندما جاء مورجان فريمان حامل أوسكار‏2005‏ وجاء بعدها بشهور لحضور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وكان كل النجوم الذين حضروا إلي المهرجان سواء في عهدي أم في عهود سابقة كانوا قد اعتزلوا السينما منذ أعوام طويلة والنجم الوحيد الذي جاء في أوج تألقه كان في عهدي أنا فقط‏,‏ ومن يملك حقائق أخري فليعلنها لأن إليزابيث تيللور كانت قد اعتزلت السينما منذ‏20‏ عاما وعندماجاءت إلي المهرجان وصوفيا لورين معتزلة منذ‏30‏ سنة وآلان ديلون كان اعتزل السينما منذ ما يزيد علي‏10‏ سنوات وإيرين باباز التي جاءت في عهدي وأيضا بنسر النجم الكبير الذي جاء في عهدي أيضاوكان محبوبا من كل دول العالم‏,‏ لكنه لم يكن في وجوده وحضوره السينمائي‏.‏

‏**‏ البعض قال إن مورجان فريمان حل علي القاهرة ترانزيت قبل ذهابه إلي مهرجان دبي؟

هذا الحديث هراء وخال من الصحة لأن مورجان فريمان جاء إلي مصر وأقام فيها خمسة أيام وسافر يومين إلي دبي‏..‏ الجميع يقولون أي أقوال بدون علم لأن مورجان فريمان سبقته زوجته بالحضور إلي مصر بثلاثة أيام ومن يقول عكس ذلك أشكره علي هذا الحديث‏!!‏

‏**‏ بخلاف المشكلات المادية والإمكانيات الضعيفة للمهرجان تري من المسئول عما يواجهه من مشكلات؟

في رأيي أن هناك مشكلة كبيرة يعاني منها المهرجان وهي أن الحكومة تتعامل مع السينما وكأنها كباريه وكباريه بمعني أنه مكان للتسلية والاستمتاع ومكان نأخذ منه ضرائب ولا نسانده ولا نساعده أو ندعمه وهذاخطأ كبير لأنه في كل مكان في العالم باستثناء أمريكا لأنها استثناء في أشياء كثيرة جدا كل دول العالم تدعم السينما بطريقة مباشرة وأمريكا تدعمها أيضا بطريقة غير مباشرة وفي فرنسا تدعم السينما من خلال جهازين وهما جهاز المركز القومي للسينما وهو جهاز مختلف تماما عن الجهاز الموجود عندنا حيث يدعم إنتاج الأفلام‏,‏ أما الجهاز الثاني اسمه لوني جرا وهو يدعم السينما الفرنسية في التوزيع وأنا كمهرجان القاهرة كنت أحضر بأفلام المهرجان من لوني جرا وكنت أتصل بهم ويقولون لدينا هذا العام‏200‏ فيلم منهم‏30‏ صالحين للعرض في مهرجان القاهرة وأختار منهم ما يعرض هنا إذن الحكومة تدعم السينما في كل مكان في العالم‏,‏ لكننا نتعامل مع السينما وكأنها سلوك عيب والحكومة لا علاقة لها بها‏*‏ 

 

عزت أبوعوف‏:‏ أنا شديد الحماس‏..‏ ولكن مازلت أدرس الموقف 

بعد اختياره من قبل وزير الثقافة ليصبح مسئولا عن رئاسة المهرجان‏,‏ لم ينف أبوعوف دهشته من الاختيار‏,‏ ووقع المفاجأة عليه لم يكن سهلا‏,‏ فالمسألة أصابته بالارتباك خاصة أن الدورة الجديدة لمهرجان القاهرة قد قارب موعدهاعلي البدء‏,‏ وبالفعل إدارة المهرجان تعمل علي إنجازها‏,‏ لذلك يحاول التفكير في تصوير يتناسب مع التوقيت‏.‏

إلا أنه في نفس الوقت أكد علي حماسه الشديد لمهرجان القاهرة ورغبته في أن يضفي ملمحا خاصا بمهرجان القاهرة‏.‏

وعن أزمة المهرجان المادية علق‏:‏ وعدني وزير الثقافة بدعم المهرجان وقد حدثت فعليا زيادة الميزانية إلي ستة ملايين ونصف المليون من الجنيهات‏,‏ ولكن في تصوري أن هناك أشياء جديدة يجب أن نفكر فيها تسهم في تطور المهرجان‏,‏ فالمادة هي ليست كل شيء وسأعمل علي إضافة قيمة جديدة للمهرجان الذي يعد واحدا من النوافذ الثقافية التي يطل منها بالعالم علي مصر والعكس‏.‏

يذكر أن اختيار الفنان عزت أبوعوف قد فاجأ الكثيرين‏,‏ خاصة وأن عزت رصيده السينمائي ليس كبيرا‏,‏ ولكن وكما جرت العادة فوزير الثقافة يركز علي الشكل المشرف‏,‏ واللغات التي يجيدها الفنان بعيدا عن علاقته بفكرة صناعة المهرجانات من الأساس‏.‏

الأهرام العربي في 15 يوليو 2006

قال إن مهرجان دبي يقوم بدور تكاملي

الإماراتي مسعود أمر الله‏:‏ لا نسحب البساط من مهرجان القاهرة

أجرت الحديث في روتردام ـ علا الشافعي 

أصبح حال المهرجانات العربية يدعو للتساؤل‏,‏ خاصة أن بعضها قد تكلس‏,‏ والأخر يحاول النهوض ومهرجانات وليدة تكسب مصداقية وتحقق نجاحات بخطي ثابتة‏,‏ ولكن الحديث لا يخلو طوال الوقت من صراع بين المهرجانات وتحديدا مهرجان القاهرة الدولي بتاريخه ومهرجان دبي الذي تتشكل ملامحه في دورته المقبلة‏.‏ وفي حين أكد شريف الشوباشي‏,‏ الرئيس السابق للمهرجان‏,‏ أن دبي مهرجان تتوافر له كل الإمكانات‏,‏ ومهرجان القاهرة أصبح يعيش فقط علي تاريخ وشعارات جوفاء‏,‏ إلا أن المدير الفني لمهرجان دبي للشئون العربية ورئيس أفلام مسابقة الإمارات‏,‏ مسعود أمر الله‏,‏ يؤكد أن مهرجان دبي هو مكمل للمهرجانات العربية الموجودة علي الساحة‏,‏ بعيدا عن التنافس المزعوم‏.‏وفي حواره مع الأهرام العربي تحدث أمر الله‏,‏ عن طموحات مهرجان دبي‏,‏ وتأسيس مسابقة عربية هي الأولي في تاريخ السينما العربية‏.

**‏ البعض هاجم فكرة إقامة مهرجان للسينما في دبي وهي بلد لا تنتج سينما؟

بغض النظر عن مسألة وجود صناعة للسينما في دبي إلا أن منطق إقامة المهرجانات هو منطق مختلف مادام هناك جمهور يعشق السينما ويحبها سواء من الإماراتيين في البلد‏,‏ أم الأجانب المقيمين ويكفي أن وجود المهرجان شجع الشركات الإنتاجية ونشط من حركتها في العامين الماضيين‏,‏ ولدينا جمهور السينما البديلة‏.‏

‏**‏ ماذا تقصد بجمهور السينما البديلة؟

أقصد أن الحال عندنا مثل كل الدول العربية فنحن لا نشاهد غير السينما الأمريكية والمصرية‏,‏ لذلك فإقامة المهرجان يتيح الفرصة لعشاق السينمات المختلفة مثل السينما الأوروبية وسينما المغرب العربي‏,‏ بعيدة عن التجارية التي تحكم السوق‏.‏

‏**‏ هذا العام فاجأ القائمون علي مهرجان دبي المشاركين بتنظيم مسابقة عربية للأفلام المشاركة بجوائز مالية تصل إلي‏200‏ ألف دولار؟

كان من الطبيعي أن يتبلور شكل المهرجان في دورته الثالثة‏,‏ فلن تظل المسألة مقتصرة علي مجرد عرض أفلام واحتفاءات بنجوم لذا فكرنا في أن يكون للمهرجان دور يقوم به في دعم السينما‏,‏ وبعد أن قمنا بدراسة وبحث كل المهرجانات العربية وجدنا أنها لا تقدم جوائز للفيلم العربي‏,‏ لذلك جاء قرارنا بأن تخصص مسابقة مهرجان دبي للأفلام العربية فقط‏,‏ وتلك كانت نقطة من النقاط التي درسناها‏,‏ أن تقدم دبي شيئا يستفيد منه العرب وفي دورتنا الثالثة كان لابد من وضع لبنات واضحة خاصة وأن دبي لديها الإمكانات وجمهور متنوع الجنسيات‏.‏

كما نجحنا في استقطاب منظمي المهرجانات الكبري في العالم مثل كان وتورنتو وفينيس وتريبكا‏,‏ فإذا كانت دبي تستطيع أن تكون محطة لالتقاء المهرجانات فلماذا لا نكثف جهودنا في هذه الناحية‏,‏ لا أستطيع أن أصف قدر سعادتي عندما صادفت رئيس مهرجان تريبكا وأخبرني أنهم اختاروا‏15‏ فيلما من دبي‏,‏ في دورته الماضية ليشاركوا في مهرجانهم‏.‏

‏**‏ ما تعليقك علي الكلام عن صراع المهرجانات العربية القاهرة ـ دبي ـ مراكش وأن مهرجان دبي يسحب البساط من مهرجان القاهرة؟

كلام غير حقيقي بالمرة‏,‏ وأعتقد أننا عندما فكرنا في تنظيم مهرجان دبي كان هدفنا التكامل مع بقية المهرجانات العربية الموجودة والجميع يذكر أن دبي هي من مدت الأيادي لتنسق بين الثلاثة مهرجانات خاصة بعد أن تضاربت مواعيدها‏,‏ ومنذ بداياتنا ونحن نعمل علي الاستفادة من تجارب الآخرين‏.‏

‏**‏ في رأيك ما مشكلة المهرجانات العربية بشكل أساسي؟

أعتقد أن مشكلة المهرجانات العربية تتعلق بالتنظيم والترويج وكل مهرجان وله ظروفه الخاصة‏,‏ فأحيانا يحصل تقصير في أحد الجوانب التنظيمية‏,‏ وبالتأكيد الإمكانات المادية تلعب دورا‏,‏ لذلك كان رهاننا في دبي علي تنظيم مهرجان عربي بمقاييس عالمية‏,‏ وحاولنا قدر الإمكان تفادي الأخطاء التي وقع فيها الغير‏(‏ بالتأكيد هناك نواحي قصور‏),‏ ولكننا نسعي لتجاوزها‏,‏ أما عن المهرجانات العربية فأغلبها يعاني من مشاكل تنظيمية تتعلق بالنظام مثلا‏.‏

و أن أغلب المهرجانات العربية تعاني من مشاكل في مواعيد العروض وتقنينها وهذا ما حاولنا التغلب عليه‏.‏

‏**‏ أصبحت دبي تشهد مهرجانات سينمائية‏,‏ وهناك مواهب شابة في مجال الإخراج تدرس السينما وتشارك في المهرجان متي يتحقق حلم صناعة سينما خليجية والذي كثر الحديث حوله؟

لا أعتقد أن الخليج سيشهد صناعة سينما بمعني كلمة صناعة متكاملة‏,‏ وستظل المسألة في إطار تجارب فردية‏,‏ حتي لو كانت بدعم من الحكومات لأن الصناعة لها مقومات كثيرة غير وجود الموهوبين أو رءوس الأموال‏,‏ يجب أن يكون هناك جمهور وإعلام ومحطات تليفزيون لتدعيم فكرة الصناعة‏,‏ لذلك أظن أن السينما الخليجية ستظل تصنع بجهود فردية‏.‏

‏**‏ لماذا ستظل المسألة محصورة في إطار جهود فردية؟

صناعة السينما هي الصناعة الوحيدة القائمة في مصر‏,‏ هنا تقنيين ومتخصصين في كتابة السيناريو والإخراج والتصوير‏,‏ وجمهور عريض بينما عنصر الجمهور مفتقد في الخليج‏,‏ وذلك بحساب عدد سكان الإمارات كلها ودول الخليج فارتياد الفيلم لم يتجاوز نسبة الـ‏30%‏ من الجمهور المصري وتلك النسبة لا يمكن أن تحقق مردودا ماديا لذلك ستظل السينما في الخليج مغامرات فردية‏.‏

‏**‏ قمت بتنظيم مسابقة لأفلام الإمارات وهذا شجع العديد من الشباب الموهوبين علي المشاركة بإنتاجاتهم؟

عندما قررت عمل مهرجان أفلام الإمارات وضعنا العربة أمام الحصان ونظمنا مهرجان مسابقة أفلام الإمارات‏,‏ والدورة القادمة ستكون السابعة‏,‏ وأعتقد أنه لولا وجود هذه المحاولات والمهرجانات كنا سنري أفلاما إماراتية‏,‏ ولا أنسي الصعوبات التي واجهتها لإقناع بعض الجهات الحكومية بضرورة أن تتبني مشروعا يعتبرونه من الأساس مفلسا‏,‏ وكان التساؤل كيف ستنظم مهرجانا لأفلام الإمارات ولا يوجد فيلم إماراتي؟؟ وكان الرهان علي أن تتشكل حركة سينمائية وهذاما حدث‏,‏ فحاليا نتلقي ما بين‏70‏ إلي‏80‏ فيلما ما بين الروائي القصير والتسجيلي والطويل‏,‏ وبالطبع كلها تجارب تم تصويرها بكاميرا الفيديو الديجيتال‏,‏ وهناك تجارب قليلة وتنتج سينما‏,‏ إلا أنني أتمني إنشاء معهد سينما في الإمارات لأنه سيضمن استمرارية وجود أجيال متلاحقة‏,‏ لأن من يحاولون الآن قد يشعرون باليأس إذا استمرت المسألة علي هذا الشكل‏,‏ كما حدث بالنسبة لجيلنا والشيء الآخر الذي سيشكل فارقا في وجود حركة سينمائية حقيقية في الإمارات هو تأسيس صندوق دعم الفيلم‏.‏

‏**‏ كيف تفسر حالة الإقبال من الشباب الإماراتي علي دراسة الإخراج السينمائي؟

العالم أصبح بصريا أكثر منذ فترة قريبة كنا نعتمد علي النص‏,‏ اليوم صارت اللغة مرئية وليست مقروءة‏,‏ وهذا شجع الكثير من الشباب علي دراسة الإخراج‏,‏ ولكن أغلبهم يركز في الإخراج بعيدا عن بقية عناصر العمل السينمائي من تصوير‏,‏ وديكور ومونتاج‏,‏ وتلك مشكلة أخري‏.‏

‏**‏ المفارقة أن هناك الكثير من أسماء شابات إماراتيات يدرسن الإخراج ويقدمن تجاربهن؟

هذا حقيقي فشغل الجرافيك والتطور التكنولوجي الهائل شجع البنات علي دخول هذا المجال‏,‏ بالإضافة إلي زيادة دور العرض‏,‏ وأصبح من الممكن أن تعملي علي فيلمك من أي مكان‏.‏

بالتأكيد لدينا العديد من الأسماء المبشرة حاليا وفي كل سنة نكتشف أسماء جديدة مثل وليد الشيمي ـ نواف الجناحي‏,‏ لميا جراجاش‏,‏ هاني الشيباني‏,‏ ليسوا جميعهم تخصصا واحدا فبعضهم يبرز في الدراما والآخر في اللون التجريبي أو التحريك‏.‏
ومع هؤلاء الشباب نحاول جاهدين تشكيل حركة سينمائية إماراتية‏*‏

الأهرام العربي في 15 يوليو 2006

 

سينماتك

 

شريف الشوباشي يري أنه قدم الكثير لمهرجان القاهرة‏:‏

الحكومة تتعامل مع السينما بمنطـق الكباريهات‏!!‏

أجرت الحديث ـ زينب هاشم

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك