حين خرج «سوبرمان: الفيلم» سنة 1978 تحت إدارة المنفّذ الجيّد ريتشارد دونر لم يكن هناك غيره يطير في الأجواء ويعبر السماء صعوداً وهبوطاً وأفقياً. وبقي الحال هكذا من بعد أن قدّم المخرج ريتشارد لستر الجزء الثاني والثالث من الحكاية قبل أن يؤول الأمر بعد ذلك الى سيدني فيوري فيحقق جزءاً رابعاً كسيحاً أنتجته له شركة «كانون غروب» الغابرة التي ترأسها مناحيم غولان وذلك سنة 1987. اليوم يعود سوبرمان في عنوان يعكس بعد المسافة الزمنية الفاصلة بين تلك الأفلام والفيلم الجديد وهو «سوبرمان يعود». لكن منذ ذلك العام 1987 طار آخرون كثر. السماء لم تعد ملكاً لسوبرمان: «باتمان»، «سبايدرمان»، «العفريت»، كل هذه الشخصيات الآتية من صفحات مجلات «الكوميكس» الأميركية وسواها تعلّمت أيضاً الطيران وأنجزت أعمالاً شهدت نجاحات كبيرة. لذا، حين يعود سوبرمان من جديد فإن طيرانه لم يعد الميزة باستثناء أنه يطير مسافات أطول من غيره. أنه يسبح في الفضاء ما بين كوكب اسمه «كريبتون» وكوكب الأرض. وفي طريقه ربما عرج على ذكرياته حين كان صغيراً او حنّ الى حبّه القديم للصحافية لويس (مارغوت كيدر في الأفلام الأولى، كيت بوزوورث في الفيلم الجديد). وهو حين يصل الى الأرض يغيّر من هندامه ويضع على عينيه نظّارتين طبّيتين ويتصرّف كعذري في الثلاثين كلما التقى بحبّه القديم يتلكأ ويتلعثم ولا يكمل أي عبارة ينطق بها إذا زادت على ثلاث كلمات. السر الدفين في الأساس، شخصية سوبرمان (كما ابتدعها في الثلاثينات جيري سيغل وجو شستر) كانت محاكاة لشخصية مُلهمة: كانت شخصاً يمتلك قدرات خارقة جلبها معه من كوكب بعيد، وسر القدرات في تلك الألواح الكريستالية التي يبدو أن ذلك الكوكب يكتنزها لمن يولد فوقه. سوبرمان وصل الأرض صغيرا.ً سقط في مزرعة في أواسط أميركا. اعتنى به مزارع وزوجته ومنحاه اسم العائلة (كنت) الذي انتقل به شابّاً الى المدينة وأخذ يعمل في صحيفة «الكوكب اليومي» في نيويورك. هناك التقى لويس التي ربما كانت أكثر سعادة قبل ذلك اللقاء لأن المصوّر باركر كنت أبقى سرّه دفيناً. كان يختفي كلما دقّت ساعة العمل لأنه لم يكن يستطع الإعلان عن هويّته كسوبرمان لأحد. ولأنه من غير البشر فإن الحب ممنوع لأنه قد يؤدي الى نتائج جينية لا يعلم بنتائجها أحد. عند حدود الفيلم الثالث لويس بدأت تشك بأن هذا الزميل الذي يبدو هامشياً في نظر الجميع قد يكون فعلاً البطل الطائر الذي ينقذ حياتها أكثر من مرة، وينقذ حياة نيويورك في كل مرة. الحقيقة أن منع سوبرمان عن الحب مقصود لذاته. كونه يماثل شخصية استثنائية والشخصيات الاستثنائية لا تتزوّج او تنجب (بصرف النظر عما يقوله فيلم «شفرة دافنشي» والرواية من قبله) فإن عدم حب وزواج سوبرمان بدا مماشياً مع الأبعاد الروحانية والدينية التي رسمت بها الشخصية أساساً. ويستعير هذا الفيلم الجديد مشهداً لمارلون براندو (جيء به من الفيلم الأول) وهو يقول لابنه «سأرسلك الى الأرض، لكي تكون نوراً للناس. إنهم يحتاجون اليك». بلاهة مقصودة الى ذلك، ما يفرّق سوبرمان عن باتمان وسبايدرمان وسواهما هو أنه أبداً لا يدخل ضمن المعالجة النفسية - الإجتماعية الداكنة التي لتلك الشخصيات. صحيح أنه خسر والده على الأرض باكراً لكن أحداً لم يقتل أباه ولم تكن هناك عداوة بينه وبين والده. بكلمات أخرى، سوبرمان ليس لديه سبب نفسي او إجتماعي او أرضي ليكون بطلاً. الآخرون كانت لديهم إصابات بيولوجية ومبررات نفسية وتشويهات خلقية أدت بهم للتميّز. سوبرمان البطل الأبيض والآخرون هم الأبطال السود والحمر. هو النور في النهار والآخرون هم عتمة الليل ولو أنهم جميعاً يحاربون لأجل العدالة ودفاعاً عن الإنسان العادي. سوبرمان الأول والثاني والثالث كان الوجه الخفيف من كل المغامرات الفانتازية الأخرى المقتبسة من شخصيات «الكوميكس». والأفلام الثلاثة الأولى لريتشارد دونر وريتشارد لستر عرفت كيف تحافظ على هذه الخفّة كتابة وتنفيذاً وتلقّنها لكل الممثلين وتحفرها في ذوات شخصياتهم من دون عناء. لذلك تلك الأفلام مثيرة ومشوّقة ومالئة الشاشة بحب المتابعة من دون أن تكون ثقيلة. لذلك، يضحك المرء على ما يقع وهو يندمج جدّياً في الفكرة الخيالية الجانحة أن «سوبرمان» بطل ممكن. على العكس هنا، تمر فترات طويلة من الرتابة الناتجة عن عدم التقدّم على أي من المحاور الرئيسية. لا المجرم لكس لوثر مقنع في أنه أذكى مما يبدو عليه ولا غاياته وطموحاته تبدو خطرة كما كان وضعها سابقاً. كذلك فإن القصّة العاطفية التي ارتكز عليها المخرج برايان سينجر تأخذ هنا حيّزاً أكبر من دون أن تضيف جديداً. معالجة برايان سينجر لقصّة الحب تركّز كثيراً على استحالتها وبعد حين لا يوجد المزيد مما يمكن أن يضيفه الى ذلك، فيبقى البطلان عالقين على حبل من الوهم المستبد والفتور القاتل الذي يصل الى حد البرودة. حين لعب كريستوفر ريف دور المتعثّر أمام لويس محاولاً إخفاء شخصيّته الحقيقية، لم يبد - وعلى عكس البطل الجديد كما يؤديه براندون راوث- أبله. كنت تدرك أنه يتصرّف ببعض البلاهة عن قصد ما يعفيه من التهمة بأنه أبله فعلي. أما سوبرمان الجديد فيبدو أصيلاً في هذه الحالة وهذا جزء من السبب الكلي الذي لا يزال فيها الراحل كريستوفر ريف أفضل سوبرمان ولدته الشاشتان الكبيرة او الصغيرة. راوث يبدو في أفضل أحواله نسخة مقلّدة للممثل السابق وهذا التقليد سريعاً ما يخلق حاجزاً سريعاً بينه وبين الجمهور لأنه يمنع من استشفاف قدراته الخاصة ولا يفعل أكثر من تذكيرهم بكم كان كريستوفر ريف ممثلاً جيّداً في هذا الدور(وفي كل دور آخر). من ناحيتها تنجح كايت بوزوورث في التذكير كذلك بكم كانت مارغوت كيدر أفضل منها. الكيمياء التي سرت بين ريف وكيدر في الأفلام السابقة لا وجود لها هنا. بوزوورث تمثّل من مشهد الى مشهد من دون سريان روح الشخصية التي تمثّلها على نحو متطوّر او حتى على أي نحو آخر. وهي مملّة بعد حين. قليلة الحيلة تجاه الفرصة المتاحة لها لترك انطباع أفضل. حتى كيفن سبايسي (في دور الشرير لكس لوثر) الذي لديه خبرة مسرحية يعتز بها وحضور جيّد في كل أفلامه، يبدو نسخة معتدلة جدّاً حين مقارنته بما أنجزه جين هاكمان حين لعب ذات الشخصية من قبل. كيفن يلعب على الكلام. يتوجه للكاميرا. يدرك أنه يخاطبها هي حين يخاطب الآخرين وعليه أن يبدو ذكياً. لكن جين هاكمان كان أكثر إبداعاً وتحرراً من رغبة التواصل مع الجمهور. كان أكثر إقناعاً وأكثر قدرة على جعلنا نصدّق أنه يستطيع أن يفعل ما يعلن سلفاً انه سيقوم به. لكن ليس كل الحق على الممثلين. الجزء الأكبر من المسؤولية يقع على المخرج برايان سينجر الذي لو كانت لديه وسائل تعميق الشخصيات لمارسها في فيلميه الكبيرين السابقين «رجال إكس» (الجزءان الأول والثاني). لكن شخصيات ذلك المسلسل ليست أعمق من شخصيات الفيلم الحالي مطلقا. هي جديدة المظهر، خارقة القدرات، تعوم على سطح من التعابير المباشرة ولا شيء عميقاً او إنسانياً فيها. سينجر كان انطلق من عهدة السينما المستقلة حين أخرج «المشتبه بهم المعتادون» (الذي قاد بطولته كيفن سبايسي)، وبناء على نجاحه وقبل أن يتيح لنفسه مزيداً من العمل على نفسه كمبدع، قفز الى قطار العروض التجارية المحضة واندمج سريعاً في سينما المؤثرات الخاصّة. بالتالي أركن الإبداع في طابق خال من الرأس وأقبل على شؤون «البزنس» ومعاينة أي برامج كومبيوتر غرافيكس أفضل من سواها. وهذا الفيلم يتنعّم بنتائج جيّدة على هذا الصعيد. مؤثراته كبيرة وهي بالتأكيد أكبر من القصّة التي لا تتجاوز رقعتها فكرة ومفارقاتها المباشرة. الحياة اللبنانية في 14 يوليو 2006 |
«أسبوع النقاد» إذ يصبح تظاهرة انكليزية - فرنسية... «متروبوليس» في بيروت لعروض سينمائية تجريبية بيروت – إبراهيم العريس ما الذي يجمع بين لوائح الطعام المقدمة في مطاعم بيروت وبين برنامج أسبوع النقاد إذ يقدم في صالة جديدة طموحة افتتحت قبل أيام في وسط شارع الحمراء في بيروت؟ عدم الاعتراف باللغة العربية، ليس فقط كلغة رسمية وطنية في لبنان، بل حتى كواحدة من اللغات المتداولة فيه. فالصالة التي أطلقت على نفسها إسماً سينمائياً عابقاً بالحنين (متروبوليس على اسم الفيلم النازي الذي حققه فريتز لانغ في عشرينات القرن العشرين)، عممت برنامج عروضها لموسمها الأول مطبوعاً بالفرنسية والانكليزية فقط، ولا عزاء للذين قد يحبون السينما ولا يتقنون لغتي موليير وشكسبير. ولكن لو وضعنا هذا الأمر جانباً، لا بد من توجيه التحية الى هذا الجهد السينمائي الجديد الذي يقدم موسمه الأول بدعم مادي من المركز الثقافي الفرنسي في بيروت (وهو دعم لا يبرر بالتأكيد الغاء اللغة العربية من قاموس هذا النشاط). وليس في الأمر صدفة، لأن «متروبوليس» اختارت ان تبدأ نشاطاتها بعرض عدد لا بأس به من أفلام تظاهرة أسبوع النقاد كما كانت في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» السينمائي، علماً أن هذه هي التظاهرة الثانية التي تقام في بيروت بالمعنى والهدف نفسه، إذ كانت الأولى في العام الفائت، بتقديم مباشر من البعثة الثقافية الفرنسية التي آثرت هذه المرة أن تترك الأمر للبنانيين ينطلقون من التظاهرة لترسيخ تقاليد عروض سينمائية متجددة في العاصمة بيروت. البرنامج الذي افتتح الثلثاء الماضي بعرض فيلم «الصداقات الشريرة» للفرنسي إيمانويل بورديو، سيواصل عروضه حتى العشرين من تموز (يوليو) الجاري، وفيها تباعاً أفلام من ألمانيا («كريستال» لكريستوف جيراردي وماثياس مولر)، ومن بلجيكا («كوما» لمارتين دوايين) ومن الهند («قوس قزح مطبوع») ومن النروج («الرجل المزعج» لجنس ليين) والسويد («المرأة والحاكي») وهنغاريا («هواء نقي» لآغنس كوشيس) وإيطاليا («أخبار» لأورسولا فيرارا) والمكسيك («دراما» لجيرالدو نارانجو)، إضافة الى أفلام اخرى من فرنسا والبرازيل واليابان وألمانيا... في اختصار، مجموعة من أفلام لمخرجين ندر أن سمع أحد بهم من قبل، حتى في بلادهم، ولكن من المؤكد أن بعضاً منهم سيكونون قريباً، أو حتى من الآن وصاعداً، أسماء بارزة في خريطة السينما العالمية، ذلك ان تظاهرة «أسبوع النقاد» الثانية، وكما هو معروف، تعتبر الممر – أو على الأقل أحد الممرات – للوصول الى مكانة في عالم السينما الموازية، أي السينما التي تحقق على هامش السينما الراسخة، سواء أكانت سينما مؤلف أو سينما شعبية استعراضية. وهذه المكانة لـ «أسبوع النقاد» حتى وإن كانت بدأت تتراخى وتُهمش أكثر وأكثر خلال السنوات الأخيرة لمصلحة تظاهرة باتت أكثر أهمية منها بكثير، وهي تظاهرة «اسبوعي المخرجين « – التي تقدم أيضاً في «كان» وباتت تشكل المعبر الأساس للوصول الى السينما الكبيرة -، لا تزال لافتة على الأقل لأهل المهنة والصحافيين، حتى وإن كانت فقدت شعبيتها انطلاقاً من تجريبية صعبة الهضم أحياناً. من هنا، إذا كان للمرء أن يثني على نقل هذه التظاهرة الى بيروت، ضمن إطار برنامج طموح، فإنه لا شك يضع يده على قلبه لأن فشل التجربة قد يؤجل مشاريع عدة تحاول أن تعيد للعرض السينمائي مكانته في بيروت التي كانت مركز إشعاع في هذا المجال قبل عقود، ليس من طريق نوادي السينما وحدها، بل خصوصاً من طريق صالات تجارية اكتشفنا فيها، في الستينات والسبعينات أجمل أعمال برغمان وسكورسيزي وكوبولا وفليني وفسكونتي وكوبريك وغيرهم. ولأن قلقاً من هذا النوع يبدو مشروعاً، لا شك في أن المرء كان يتمنى لمثل هذا النشاط الحماسي، أن يكون أكثر تواضعاً وأقل تجريبية من ناحية، وأكثر اقتراباً من اللغة العربية، لغة الناس والنخب في الوقت نفسه. الحياة اللبنانية في 14 يوليو 2006
صالة للفنّ والتجربة والافتتاح بـ «أسبوع النقاد»... فريتز لانغ يعود إلى... شارع الحمراء بيروت – بيار أبي صعب صالة خاصة بـ «سينما الفنّ والتجربة» في بيروت؟ النبأ بحدّ ذاته يستحق الاهتمام والحفاوة. إنّه الرهان الجريء الذي أطلقته هانية مروّة بالاشتراك مع مؤسسات ومراكز ثقافيّة أوروبيّة، هي التي نشطت طويلاً إلى جانب رفاقها في جمعيّة «بيروت دي سي»، في الدفاع عن السينما المستقلّة، وانتاجها والترويج لها من خلال المهرجانات والتظاهرات المختلفة. وها هي اليوم تطلق صالة خاصة بالسينما الطليعيّة والجادة، سينما المؤلّف، سينما الفنّ والتجربة، مساهمة مع رفاقها في إحياء أمجاد شارع الحمراء في العاصمة اللبنانيّة، علّه يستعيد شيئاً من رونقه. الصالة الجديدة في «مسرح المدينة» (سينما سارولا سابقاً)، تحمل عنوان فيلم فريتز لانغ الشهير «ميتروبوليس». والاحالة إلى رائد التعبيريّة الالمانيّة وحده، يختصر ولعاً بالسينما، ورغبة في الدفاع عن الفنّ السابع، والانفتاح على مختلف الاتجاهات العالميّة. وصالة «ميتروبوليس» التي افتتحت مساء أمس، برعاية وزير الثقافة طارق متري وفي حضور سفير فرنسا في لبنان برنار إيمييه بفيلم «الصداقات المؤذية» لإيمانويل بورديو الذي نال الجائزة الكبرى لـ «أسبوع النقاد»، الربيع الماضي في كان، اختارت لافتتاحها برنامجاً على درجة من الخصوصيّة، هو عرض أفلام تنتمي إلى سينما المؤلّف، آتية من «مهرجان كان»، وتحديداً من «أسبوع النقّاد» الذي يحتلّ مكانة خاصة بين مختلف التظاهرات التي يحفل بها، كلّ عام، «مهرجان كان» السينمائي في فرنسا. فهذه التظاهرة التي تعنى منذ بداياتها باكتشاف المواهب الشابة وعرض الأعمال الأولى أطلقت على مرّ العقود سينمائيين صاروا بين الأبرز عالمياً. وشهدت ولادة بعض عمالقة الفنّ السابع خلال القرن العشرين، يكفي أن نذكر بين هؤلاء الذين بدأوا مسيرتهم من «أسبوع النقاد» في كان، الايطالي برناردو برتولوتشي والبريطاني كين لوتش. وللسنة الثانية على التوالي، ها هو الجمهور اللبناني يحظى بفرصة الاطلاع على كل الأفلام التي قدّمها «أسبوع النقّاد» في الدورة الخامسة والأربعين من «مهرجان كان» (2006) بعد الاقبال الذي حققته هذه المبادرة في الصيف الماضي في بيروت. وهذا الصيف يترافق «أسبوع النقّاد» في بيروت، مع انطلاق صالة «ميتروبوليس» التي تخوض رهاناً جريئاً وطموحاً هو اعادة الاعتبار إلى تجارب أصيلة ورائدة في الفنّ السابع. افتتاح «ميتروبوليس» في بيروت، وتحديداً في شارع الحمراء، هو حدث يستحقّ الاهتمام لأكثر من سبب. إنّها الصالة الأولى المستقلة في لبنان التي تشرّع أبوابها لأعمال سينمائيّة قيّمة، مختلفة قلباً وقالباً عن الأفلام التجاريّة التي تغرق السوق. هدف «ميتروبوليس» هو الاحتفاء بتجارب ولغات وجماليّات ومدارس إخراجيّة وأساليب فنيّة وتقنيات سرديّة لا تتسع لها السوق بمعناها التجاري، طارحة نظرة نقدية إلى ما ينتج اليوم في السينما العالميّة. وتراهن «ميتروبوليس» على احياء الدور الطليعي لبيروت في مجالات الابداع. وعلى استعادة جمهور المتذوّقين والهواة، ومعه العصر الذهبي لـ «نوادي السينما» التي احتضنت أجيالاً من السينمائيين والمثقفين والمشاهدين. نذكر على سبيل المثال تجربة «النادي الثقافي العربي» الرائدة التي احتضنتها سينما «كليمنصو» في بيروت، أواخر سبعينات القرن الماضي. بيروت على موعد إذاً في «ميتروبوليس» مع الأفلام المميّزة والسينما النوعيّة. ونقطة البداية هي حصاد «أسبوع النقاد» هذا العام: 14 شريطاً من مختلف أنحاء العام، تعرض بين 11 و19 من الشهر الجاري. تنظم هذا الحدث سينما «ميتروبوليس» مع البعثة الثقافية الفرنسية في لبنان، وبالتعاون مع جمعيّة «بيروت دي.سي»، وبدعم من «راديو فرانس انترناسيونال»، وسفارتي هنغاريا وبلجيكا في لبنان. الحياة اللبنانية في 12 يوليو 2006
|
سوبرمان للمرة الرابعة لماذا يتراجع الرجل الطائر؟ هوليوود - محمد رضا |