وزير الثقافة المصري يمارس هواياته المعروفة بالتجريب في مجال الثقافة المصرية طوال ما يقرب من 20 عاما.

فقد فاجأنا قبل 3 سنوات بتعيين الصحفي شريف الشوباشي الذي لم تعرف له أي اهتمامات سينمائية من قبل، رئيسا لما يعد المهرجان الأول للسينما في مصر أي مهرجان القاهرة السينمائي.

الشوباشي عين أولا وكيلا أول لوزارة الثقافة لشؤون العلاقات الخارجية، وهو جهاز مبتدع يدور نشاطه في دائرة رمادية بين المخابرات والثقافة والخارجية، والترجمة الحرفية لنشاطه هي "تشهيلات رسمية تستتر بالثقافة".

وقد دافع فاروق حسني طويلا عن قراره باختيار الشوباشي رئيسا للمهرجان رغم ما أثاره من اعتراضات الكثيرين. وقال الوزير (الذي يهيم بكلمة الفنان تلحق الصفة الوزارية!) إن من الضروري أن يكون رؤساء المهرجانات السينمائية في مصر من موظفي وزارته، ضمانا لتحملهم المسؤولية المباشرة الإدارية (أو الأمنية بالأحرى)!

وطبقا لهذا المنطق لم يجد الوزير – الفنان جدا- غير علي أبو شادي لإسناد رئاسة غير ذلك من المهرجانات السينمائية الأخرى التي تنظم في مصر: القومي والاسماعيلية، والإشراف على مهرجان الاسكندرية، بالإضافة إلى مسؤوليته في الرقابة على المصنفات الفنية وغير ذلك، فابو شادي موظف قديم أثبتت "تقاريره" القديمة منذ السبعينيات، فعاليتها، بل وأكدت ولاء كاتبها الذي كان في ذلك الوقت أي قبل 30 عاما- يبحث لنفسه عن دور.

وضع أبو شادي داخل الوزارة وتأثيره في الرأي العام داخل مصر تكفل بوصفه باقتضاب، صحفي وموظف سابق لدى فاروق حسني شخصيا هو محمد عبد الواحد (الذي عمل 15 عاما مستشارا إعلاميا لفاروق حسني) عندما قال في كتابه ذائع الصيت "مثقفون تحت الطلب" إن المثقفين في مصر لا يعتبرون أبو شادي واحدا منهم بل يرونه موظفا إداريا وبالتالي لم يكن من الممكن تنظيم حملة لمساندته عندما استغنى الوزير عن خدماته في أوائل عام 2001 في ضوء أزمة الروايات الثلاث الشهيرة.

أما الشوباشي فقد ظل يكافح منفردا داخل "غابة" المهرجان مع أفراد "الحرس الحديدي القديم" وعلى رأسهم "السيدة الحديدية" التي وجدت نفسها في غفلة من الزمن مقربة من السيدة المقيمة عند رأس السلطة في البلاد.

وبعد أن كان الشوباشي قد وصل إلى الوزارة والمهرجان برضى "الست الكبيرة" عنه، وجد نفسه أيضا خارج الضوء بقرار منها إرضاء للحديدية التي بدأت مساعدة إدارية ثم قفزت بطموحاتها لتصبح نائبة رئيس مهرجان القاهرة السينمائي (وقوته الضاربة- ضد الثقافة بالطبع) ورئيسة مهرجان سينما الأطفال الدولي.

ولا يهم المستوى الثقافي والفكري أو الرؤية السينمائية التي تستند إليها السيدة الحديدية في سيطرتها على شلل المنتفعين من المهرجانين، بل الأهم هو في قدرتها على إرضاء "الكبار" بالافتتاحات اللامعة والأضواء الزائفة والحفلات الصاخبة التي تقام على هامش القاهرة السينمائي.

تستند "الحديدية" في ترسيخ نفوذها أيضا على مجموعة من العاملين داخل المهرجان من زمن الراحل سعد الدين وهبة (الذي كان قد استأثر لنفسه بالمهرجان، وقت أن كان رئيسا لما يسمى باتحاد الفنانين العرب، بعد أن انتزعه انتزاعا من "الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما" التي أسسته وأدارته طوال عهد رئيسها الاول كمال الملاخ.

هذه الجماعة تقاوم وتناضل ضد أي تغيير قد يكشف ضحالتها وتهافتها وانتهازيتها. ولا شك لدينا في أن الشوباشي – رغم ضآلة خبرته السينمائية- حاول إلى حد ما أن يدخل بعض التحديث ويضفي بعض "الثقافة" على بعض تظاهرات المهرجان، وأن ينفتح به على السينما الأوروبية والآسيوية، دون اهتمام كبير باستقدام النجوم.

وكانت تلك النقطة تحديدا مبرر اغتياله من داخل القصر، وانحياز الوزير (لا تنسى "الفنان" من فضلك) للحديدية على حسابه.

أما الجانب الآخر المضحك في الموضوع فهو أن الأخ فاروق حسني (على الطريقة الليبية الأثيرة) فكر ونجم كثيرا، وتأمل حوله طويلا، فتمخض جبله في النهاية لكي يلد فأرا.

فالوزير حول الدفة 180 درجة. فبعد أن كان يؤمن بالموظفين، أعلن كفره بهم وإيمانه الكبير بالفنانين العاملين في السينما، علما بأن هذه الظاهرة هي مصرية خالصة، فلم يعرف مهرجان كان مثلا – أشهر مهرجانات السينما في العالم- رئاسة نجوم السينما من الممثلين والممثلات، والأمر كذلك في فينيسيا وبرلين وموسكو وكارلو فيفاري وغير ذلك من المهرجانات التي تحترم نفسها.

فتنظيم المهرجانات السينمائية صناعة وثقافة وعلم وليس "همبكة وحداقة" حسب تعبير رشدي أباظة الشهير في الستينيات، في وصفه للسينما!

وبعد أن دار الوزير و"فاتح" – كما عرفنا من الأخبار المنشورة، أسماء نجوم مثل ليلى علوي ويسرا واسعاد يونس، ناشد الوزير عمر الشريف قبول أن يصبح رئيسا شرفيا للدورة القادمة فقط (التي اقتربت بشكل مرعب) حتى يمكن انقاذ ما يمكن انقاذه!

ويافرحتي: فعمر الشريف سيجلب لنا – كما يقول الوزير "الفنان" في تصريحاته المتعددة- النجوم العالميين بفضل اتصالاته وعلاقاته بهم. وهذا بالطبع تصور "برئ" يفترض أن العلاقات الشخصية كفيلة بأن تهزم المصالح!

وهو تصور شبيه بتصور الرئيس السادات الذي كان يؤمن بأنه إذا تكلم مع الرئيس كارتر "كلام فلاح لفلاح" – على حد تعبيره- فسوف يفهم كارتر على الفور ما يريد ويحققه له، فلا يمكن أن يخذل الفلاح فلاحا مثله.. أليس كذلك!

سنرى بالطبع أن الأمر ليس على هذا النحو من "البراءة"- حتى لا نستخدم كلمة أخرى قد يعتبرها بعض الثوريين السابقين المنتحرين في أحضان النظام (خروجا عن الأدب)!

فالحقيقة أن حضور النجوم يرتبط أصلا وأساسا ليس بالزفة التي ستقام لهم على ضفاف النيل ولا بالسجادة الحمراء أمام قصر محمد علي ولا غير ذلك- بل بمستوى المهرجان وأهميته في فتح نافذة على السوق في الشرق الأوسط. وأساسا بالطبع، على سمعة السينما المصرية نفسها، وأهميتها على خريطة المنطقة التي يقام فيها المهرجان.

ان مهرجان دبي السينمائي الذي يضرب به الشوباشي المثل على التفوق بالمال، ويقول فاروق حسني إننا لن نتمكن من منافسته أبدا بسبب المال، لم يستطع في الدورة الماضية رغم انفاق ملايين الدولارات إلا جلب ممثل هوليوودي واحد (نصف مشهور) هو مايكل فريمان!

وفي الدورة القادمة سيحضر بطائرة خاصة وفرها له رعاة المهرجان – كما علمنا- جاك نيكلسون (بعد أن أفلس سينمائيا وخرج تقريبا من المنافسة في هوليوود) مقابل أن يقبض 100 ألف دولار (مقابل ساعتين من الظهور في حفل الافتتاح وربما حديث تليفزيوني يشكر فيه الشيوخ الذين وجهوا له الدعوة ودفعوا له أجره)!

اتساقا مع الفكرة الراسخة لدى فاروق حسني أي فكرة خصخصة الثقافة، أو تصوره الخاص بشأن ضرورة اشراك رجال الأعمال (الذين أصبحنا نخشى أن نطلق عليهم الرأسماليين المصريين)!، "نجح" الوزير في إقناع نجيب ساويرس بأن يصبح الراعي المالي للمهرجان.

وأتمنى أن يتكرم من يشرح لنا كيف يمكن أن يصبح رأسمالي يبحث عن الربح "راعيا ماليا" لمهرجان سينمائي لا يحقق ربحا له!

فهل من المتصور مثلا أن ينفق ساويرس عدة ملايين من الدولارات من جيبه الخاص إكراما لعيون وزير الثقافة، أو لكي يرد الجميل لمصر – على طريقة السادات أيضا، الذي قال للمهرب رشاد عثمان ذات يوم أمام كاميرات التليفزيون "خللي بالك من اسكندرية يارشاد"!؟

أما الأمر الآخر والأخير الذي أثار ضحك الجميع، داخل مصر (بل وخارجها حيث نكتب ما نكتبه من الخارج) فهو أن اختيار الوزير وقع أخيرا وبعد بحث طويل ومجهد، على الممثل عزت أبو عوف لكي يرأس مهرجان القاهرة السينمائي.

هذه هي المفاجأة الكبرى التي أعلن الوزير أنه سيفجرها في مؤتمر صحفي خاص، وقد فعل.

أما عزت أبو عوف – الممثل نصف المعروف (تلفزيونيا أساسا)- فلم يتم اختياره لمعرفة خاصة لديه بفن وصناعة المهرجانات السينمائية فقد اختير – حسب تصريحات الوزير- لأنه يتقن اللغات الأجنبية.

فهل هناك "نكتة" أكثر فظاظة من هذه النكتة الحراقة، سيكون من المنظقي بكل تأكيد أن يرد أحدهم بنكتة أخرى لا تقل "فظاظة" فيقول: ولماذا لا نسند رئاسة المهرجان إلى أحد خريجي كلية الألسن!

لن نزيد.. فالأيام القادمة وحدها ستتكفل بالإجابة على عشرات الأسئلة الحائرة المعلقة في الهواء. 

انظر الموقع الرسمي لسينما ايزيس: www.cinemaisis.com

سينما إيزيس في 12 يوليو 2006

 

الرئيس الخامس بدأ رحلة التحدي

عزت أبوعوف: مهرجان القاهرة السينمائي الدولي القادم مفاجأة

الأمير أباظة  

< علاقتي بالمهرجان بدأت منذ بدايته وأتمني أن أترك بصمة

< حفل الافتتاح في قصر محمد علي وأتمني أن تكون فترة رئاسة المهرجان 4 سنوات فقط لكل رئيس

< الميزانية لن تكون مشكلة وأسعي إلي تمويل المهرجان ذاتيا

< أعايش المهرجان منذ سنوات وأعرف مشاكله وسلبياته  

فجأة وجد الفنان د. عزت أبوعوف نفسه مسئولا عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. ولأنه شخصية متحدية لم تأخذ منه المفاجآت سوي لحظات.

الطريف أن الوزير عندماعرض عليه رئاسة المهرجان لم يسأله عن رأيه.. ويبدو أنه لم يكن يتوقع أن يعتذر.. أو يرفض، بل إنه لم يأخذ سوي لحظات المفاجأة بدأ بعدها يسأل ويستفسر عن المهرجان وظروفه رغم أنه لم يكن يبعد كثيرا عنها سواء من خلال متابعته للمهرجان منذ بدايته عام 1976 أو من خلال ابنته التي تعمل بإدارة المهرجان منذ سنوات أو من خلال صديقه الفنان حسين فهمي الذي ترأس المهرجان لمدة أربع سنوات.

وأمس الإثنين التقت أسرة المهرجان رئيسه د. عزت أبوعوف ونائب الرئيس سهير عبدالقادر في مكتب الوزير لوضع تصور مبدئي للعمل خلال المرحلة القادمة.

أبوعوف تحدث لـ «القاهرة» عن المهرجان وأحلامه وطموحاته للمستقبل.

·         اختيارك لرئاسة المهرجان.. هل كان مفاجأة لك؟

ـ مفاجأة كبيرة جدا وثقة غالية أعتز بها وشرف ومسئولية أتمني أن أكون جديرا بها.

·         علمت أن الوزير لم يسألك رأيك؟

ـ الفنان فاروق حسني شخصية آثرة.. ولأول مرة اكتشف ذلك ويتمتع ببساطة وتواضع كبيرين يستطيع بهما أن يصل إلي قلبك، وقد عرض علي الأمر بطريقة في منتهي الذكاء.

·         كيف؟

ـ أكد لي أن الترشيح لم يتم من فراغ وأنه لديه أسبابه وأخذ يعددها لي لدرجة أنني تأكدت أنه يعرف عني كل شيء، بل إنه يعرف تركيبة شخصيتي ولم يترك لي أي منفذ للإفلات.. وللحق فلا يمكن لأحد أن يرفض أن يتولي هذا الشرف الكبير رغم ثقل المهمة وهذا أحد الأسباب التي جعلت الوزير لا يسألني رأيي لأنه يعلم جيدا أنني لا أملك إلا أن أوافق.. خاصة وأن الأمر رغم أنه شرف كبير لمن يتولاه.. إلا أنه في نفس الوقت أمر تكليف لقيادة مهرجان دولي كبير يحمل اسم مدينة القاهرة العزيزة علي قلب كل مصري.. بل وكل عربي.

·         هل بدأت المهمة الصعبة؟

ـ منذ أن أخبرني الوزير بالاختيار والمهرجان هو شغلي الشاغل أفكر له وأخطط وإن كانت المهمة الصعبة ولا أقول المستحيلة تبدأ من اليوم حيث التقيت بالمجموعة الرائعة التي تقوم بهذا العمل العظيم .. وأرجو أن أنجح في أن أدير منظومة العمل المتكاملة الناضجة وأن نتلافي سلبيات العمل وأن نضع مهرجانا كبيرا باسم القاهرة وبأهميتها كعاصمة للسينما في العالم العربي.

·     المهرجان واجه تحديات كثيرة خلال الفترة الماضية وتعرض لظروف كثيرة أدت إلي استقالة آخر رئيس له.. رغم الأحلام الكبيرة والطموحات إلا أنهما اصطدما بعقبات كثيرة؟

ـ أصدقك القول إن هذه الحكاية لم تغب عن عيني ولكن لو كان الأمر بيدي لجعلت مدة كل رئيس 4 سنوات فقط يقدم خلالها أفكاره وهي فترة كافية للتغيير والتطوير إذا التزم كل رئيس بالبناء علي ما قدمه الرئيس السابق.. ولابد دائما من تجديد الدماء والأفكار لصالح المهرجان.

·         وماذا عن العاملين؟

ـ لابد من استمرار منظومة العمل ولا يكون التغيير فيها إلا بحساب مع تطعيم هذه المنظومة بأشخاص جدد وأفكار جديدة أيضا.

·     كل من تولي رئاسة المهرجان قدم إسهاما سواء مرحلة التأسيس التي بدأها كمال الملاخ أو مرحلة إعادة البناء واستعادة الثقة التي قام بها سعد الدين وهبة أو ما قام به حسين فهمي خلال الفترة التي تولي العمل فيها وأخيرا مرحلة شريف الشوباشي إلا أن عقبة التمويل كانت موجودة دائما.

ـ أعتقد أن هذه النقطة لن تكون موجودة بعد اليوم خاصة مع وجود اهتمام كبير من الدولة وراع كبير مثل نجيب ساويرس ولا تنسي أن مبلغ 6 ملايين جنيه اعتماد كبير في ظل الظروف الاقتصادية وميزانية وزارة الثقافة وسوف أسعي لنقل مهرجان القاهرة إلي مرحلة جديدة يقوم خلالها بتمويل نفسه ومع ذلك فالميزانية ليست كل شيء فالتنظيم والإدارة والمتابعة والدقة في المواعيد والقيمة الفنية لنوعية الأفلام المختارة والتكريمات والنجوم العالميين كلها عوامل تساهم في جذب الجمهور مرة أخري نحو المهرجان.

·         وكيف تري مستقبل المهرجان؟

ـ لن أتحدث كثيرا ولكن هيا نعمل من أجل أن نحقق شيئا للمهرجان ولمصر وسوف يقام حفل الافتتاح بقصر محمد علي بشبرا وهو تحفة فنية ومعمارية أما عن الأفلام فإن المهرجان يحتفي هذا العام بسينما أمريكا اللاتينية وتم الاتفاق علي مجموعة رائعة من الأفلام العالمية ودعم هائل ماديا ومعنويا من وزير الثقافة وزملائي الفنانين ورؤساء المهرجان السابقين كل ذلك يدعو إلي التفاؤل.

·         هل نعتبر أن علاقتك بالمهرجان بدأت من اليوم؟

ـ تظلمني بذلك فعلاقتي بالمهرجان بدأت منذ بدأ عام 1976 حيث أتابعه وأحرص علي حضوره وزادت هذه العلاقة عندما تولي صديقي حسين فهمي رئاسته عام 1998 بعد رحيل رئيسه الأسبق سعد الدين وهبة.. كما أنني عاشق للمهرجانات وأحرص علي حضور مهرجان «كان» للوقوف علي الجديد في عالم السينما.

·         تبدأ من اليوم ألا تراها فترة قصيرة للإعداد؟

ـ لا..إدارة المهرجان بدأت منذ نهاية مهرجان العام الماضي وأنا أنضم إليها اليوم لنكمل البناء فأنا لا أهدم ما بناه الآخرون ولكن أسعي لاستكمال البناء.

·         ابنتك تعمل في المهرجان منذ سنوات.. هل كان لها دور في قبولك؟

ـ كنت أعايش المهرجان من خلالها وأعرف مشاكله كما أعرف أنه يضم مجموعة من الكفاءات، وهي أول من أبلغتني بخبر اختياري لرئاسة المهرجان وشجعتني علي القبول كما كان صديقي الفنان حسين فهمي أول من عرف من الأصدقاء ثم توالت الاتصالات من الأصدقاء، محمود قابيل وليلي علوي ويسرا.

·         وماذا عن المكرمين هذا العام؟

ـ انتظروا مفاجأة لن أعلنها الآن ولكنها ستكون مفاجأة سعيدة وأعد الجميع أنني سأضع بصمة جديدة وإضافة للمهرجان.. رغم يقيني بصعوبة المسئولية ولكنني متفائل بطبعي ولكن المهرجان له مكانته ومصر لها ثقلها الحضاري والثقافي.

·         وماذا عن المشاركة المصرية في المهرجان؟

ـ لائحة المهرجان والاتحاد الدولي تمنع عرض الأفلام التي عرضت تجاريا في مدينة المهرجان ولذلك يواجه المهرجان هذه المشكلة سنويا ولكننا جهة عرض ولسنا جهة إنتاج أتمني أن نجد الفيلم الذي يمثل مصر وأن يكون مشرفا لأنني لن أعرض أي فيلم لا يليق لمجرد المشاركة أو التواجد.

·         تردد الحديث حول نقل المهرجان إلي مدينة أخري مثل شرم الشيخ؟

ـ المهرجان يحمل اسم القاهرة وهو اسم كبير جدا ولائحة الاتحاد الدولي تمنع عرض الأفلام خارج مدينة المهرجان فلا يمكن عرض أفلام مهرجان كان في بارس مثلا.. ولكن كل مدينة مصرية خاصة سواحلنا الساحرة تستحق مهرجانا يحمل اسمها فأهلا بإقامة مهرجانات أخري في شرم الشيخ والغردقة وأسوان وغيرها وأرجو أن تترعرع هذه المهرجانات في حضن القاهرة الكبير وسنقدم لها كل الدعم والرعاية الفنية إذا طلب منا ذلك.

جريدة القاهرة في 11 يوليو 2006

المخرج الإيطالي كيم روسّي ستيوارت:

الأطفال ينظرون إلينا... لذا رويت الواقع من وجهة نظر الصبي تومّازو

روما - عرفان رشيد 

رغم خروج ايطاليا من مهرجان كان في دورته الأخيرة من دون أي جائزة، وعلى رغم تجاهل لجنة التحكيم الدولية شريط أحد أكثر المخرجين الأوروبيين اثارة لاهتمام مهرجان كان» عادة، أي نانّي موريتّي، فقد حققت السينما الإيطالية الحاضرة في المهرجان، حضوراً لا بأس به.

فإلى جانب شريط نانّي موريتّي «التمساح» و « صديق العائلة» لباولو سورّينتينو، عرضت شاشات الدورة التاسعة والخمسين من المهرجان ثلاثة أعمال مهمة كان أولها «مخرج الأعراس» للمخرج ماركو بيلّوكيو، والشريط الوثائقي الجميل والمثير للشجن الذي حققه ماريو كانالي وآنا روزا مورّي عن النجم الإيطالي الراحل مارتشيللو ماسترويانّي. أما العمل الثالث فقد كان شريط «لا بأس أيضاً اللعب بدور شبه الوسط» للممثل والمخرج كيم روسّي ستيوارت والذي أدى بطولتـه بنفسه إلى جانب كل من النجمة باربارا بوبولوفا والمبدع الصغير آليسّاندرو موراتشي.

وكان مناخ عرض الفيلم رائعاً: طابور طويل من المشاهدين الذين أخفقوا في دخول صالة العرض الكبيرة في فندق «نوغا هيلتون» وأكثر من ست دقائق من التصفيق المتواصل والجمهور قيام في القاعة بعد عرضه الشريط وهو الروائي الأول لصاحبه والذي عُرض ضمن برنامج «نصف شهر المخرجين». وقد أكد الشريط ميلاد مخرج مكتمل الأدوات إضافة إلى تأكيده كواحد من أهم الممثلين الإيطاليين والأوروبيين.

بعد العرض لم يُخف كيم روسّي ستيوارت انفعاله وابتهاجه إزاء هذا الاحتفاء والاستقبال «المتميّز» من الجمهور، كذلك لم يُخف توتّره، إلاّ أنه بدا في اليوم التالي أكثر استرخاءً فيما كان يقول لـ «الحياة»: «كنت فرحاً ومنفعلاً لكني لم أشعر بالرهبة. السبب في ذلك هو أنني جئت إلى «كان» بقناعة من يرغب في مواجهة هذه التجربة بصفاء ذهن وهدوء وتواضع أيضاً، قدر الإمكان، من دون توترات خارجة عن المألوف. وأنا أعتبر استقبال الجمهور للفيلم واحتفاءه به قيمة مضافة، إيجابية ورائعة»

منذ «اسم الوردة»

ويشدد كيم روسّي ستيوارت على أن عمله «الجديد» كمخرج لن ينتفخ بهذا النجاح ويضيف: «لا أعتقد بأن الاستقبال الإيجابي من الجمهور، بالضرورة، هو ما يدفعني أكثر صوب إنجاز أعمال أخرى كمخرج. ربما كان النجاح لدى الجمهور عاملاً مساعداً لإنجاز مشاريع أخرى على الصعيد الإنتاجي، أعني أن لذلك النجاح قوة تجارية ويساعد في الحصول على التمويل الذي يُصبح أكثر سهولة، وهذا يُسرّني بالفعل، إلاّ أنني لست الشخص الذي يشعر بالانكسار أمام النقد كذلك لست من يشعر بضرورة التعجل برواية قصة ما بسبب التشجيع».

ويعد كيم روسّي ستيوارت واحداً من أهم وأبرع ممثلي السينما الإيطالية الجديدة هو الذي ساهم في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، ولد في روما في عام 1969 ودرس فيها الدراما وبدأ حياته الفنية كممثل في دور أساسي في فيلم «باسم الوردة» الذي اقتبسه المخرج الفرنسي جان جاك آنّو عن الرواية الشهيرة بالاسم نفسه للكاتب والبروفسور الإيطالي أومبيرتو إيكوز.

بعد ذلك عمل كيم روسّي ستيوارت مع عدد كبير من المخرجين الإيطاليين وفي مقدّمهم المخرج الكبير ميكيل آنجيلو آنطونيوني وجانّي آميليو وآليسّاندرو دالاتري. وكان آخر أدواره بطولة فيلم «القصة الإجرامية» من إخراج ميكيلي بلاتشيدو والذي حظي بالنجاح الكبير في الدورة الأخيرة لمهرجان برلين السينمائي الدولي وفاز بالعديد من جوائز «دافيد دوناتيللو» - أوسكار السينما الإيطالية -.

لكن ما الذي دفع نجماً في قمة النجاح الأدائي إلى مواجهة تجربة مريرة وشاقة مثل الإخراج والجمع بين هذا وأداء دور البطولة في الفيلم ذاته؟

من خلال صورتك

يجيب كيم روسّي ستيوارت «أعتقد بأن الرد على هذا التساؤل سهل للغاية. الدافع هو الرغبة في أن تروي حكاية ما، من خلال مشهدك وصورتك الخاصة. الحاجة والحبور أيضاً في أن تجلس إلى طاولة وتمضي وقتاً تضيّع نفسك في ما بين خيالاتك الخاصة». ويضيف: «أعتقد أن حال العائلة التي أعرضها في الفيلم هي حال واقعية وذات صدقية، ومن خلال التجاوب الذي حصلت عليه من الجمهور

تأكدت إن القصة تبدو مرتبطة بالواقع المعاش. هذا الأب الذي يبدو وكأنه تحوّل إلى أم أيضاً لولديه فيما هناك أمهات كثيرات يهربن من واجباتهن الطبيعية. الوقائع التي نقرأ عنها في الصحف منذ بعض الوقت تؤكد هذا الوضع. غالبية النساء يهربن من ذواتهن. إنه واقع أمهات يهربن من مهماتهن الطبيعية أو يأتين أفعالاً غريبة على طبيعة كونهن أمهات. بهذا المعنى أعتقد بأن الفيلم يتعامل مع وضع راهن»

كيم روسّي ستيوارت لا يخشى أن توجّه إليه الاتهامات بكونه منحازاً لوجهة نظر الرجل في الفيلم، وكونه يعرض شخصية سلبية للأم ويقول: «أعتقد بأن ريناتو، شخصية الأب في الفيلم، هو من يمتلك سلوكيات رجولية خشنة ويحاول سكب تلك السلوكية على ولده من خلال الصرامة ومن خلال إجباره حتى على ممارسة ما لا يريد من الرياضات».

وحتى عندما يقبل ريناتو أن يلعب ابنه كرة القدم بدلاً من السباحة، فإن لا يقبل له دور لاعب خط الوسط، بل يفرض عليه أن يلعب دور شبه الوسط، أي صانع ألعاب الفريق. إنه ببساطة يريد أن يحقق ابنه ما عجز هو عنه، أي أن يكون «زعيماً» في مجاله. يقول كيم روسّي ستيوارت: «شخصية ريناتو معقدة وفي تعقيدها هذا هي نتاج لحال الضعف الكامنة فيه لذا تراه يستعين بنموذج رجولي خشن ويحاول فرض نموذجه ذلك على ابنه».

السينما الإيطالية، وعلى رغم النماذج الجيدة التي أنتجتها في الشهور الأخيرة تواجه مصاعب حقيقية، وحتى فيلم كيم روسّي ستيوارت نفسه كان انتهى العمل فيه منذ وقت طويل إلاّ أنه واجه مصاعب دون العرض بسبب احتلال الصالات من قبل الإنتاج الأميركي الكبير.

وقد تكون مجرد مصادفة أن يتناول فيلمان من الأفلام الإيطالية الأربعة التي عرضت في «مهرجان كان» أزمة عاملين في السينما، ففيلم ماركو بيللوكيو يتناول أزمة مخرج سينمائي فيما يتناول فيلم روسّي ستيوارت أزمة مصوّر سينمائي يسعى الى تطوير عمله ويبدو مخرجاً أكثر من كونه مصوّراً. فهل هذا الأمر مصادفة أم أن هناك رغبة لدى السينمائيين الإيطاليين تأكيد هذه الأزمة؟ يجيب كيم روسّي ستيوارت «ريناتو يرغب في التعبير عن نفسه من خلال الذهاب أبعد ممّا هو عمله الطبيعي، حتى هذا الوضع، أي عمل ريناتو الفني، إنه مصوّر يحاول فرض وجهة نظره على المخرج الذي يعمل لحسابه، وحين يرفض المخرج ذلك يصفق ريناتو الباب في وجهه ويغادر موقع العمل، إلاّ انه يصطدم بواقع أنه بقي عاطلاً من العمل وهو مسؤول عن إعالة عائلة بثلاثة أفراد. هذا الأمر أيضاً يدخل ضمن واقعية هذا الفيلم وأجوائه. لكن ما مهم بالنسبة إلي هو أن الفيلم يروي الأحداث من خلال عيني الطفل تومّازو، وجميع الشخصيات مكتوبة في شكل يُبرز وجهة نظر الطفل. الأطفال ينظرون إلينا».

شخصية الطفل مكتوبة في شكل جيد ويبدو تومّازو، - أداه في شكل جميل الصبي أليسّاندرو موراتشي - وكأنه ينتمي إلى صف أولئك الصبية الذين تُجبرهم تصاريف الحياة ومشاكل العائلة على أن يكبروا قبل الأوان.

الحياة اللبنانية في 14 يوليو 2006

 

الغواص يغرق في شبر مية وافلام للاستهلاك السريع 

السيناريست كتب الفيلم دون ان يكون لديه فكرة للسياق الدرامي للبطل الرياضي:

القاهرة ـ من كمال القاضي:  

يبدو أن أجواء البحر والغوص والمغامرة استهوت السيناريست عبدالفتاح البلتاجي فكتب فيلمه الغواص تحت تأثير الرغبة الدفينة في أن يصبح بطلا للعالم في رياضة الغوص دون أن يكون لديه فكرة محددة للسياق الدرامي الذي يدور فيه البطل المحبط، لذا فقد استسلم البلتاجي لهواجسه الفنية ـ الرياضية وشرع في كتابة فيلم الغواص وهو لا يدري من أين يبدأ أو أين ينتهي، الفيلم كما هو مفترض من عنوانه وثيق الصلة بالغوص ويحمل في تنويهاته الاعلانية ما يؤكد اننا بصدد شكل جديد من أشكال المغامرات المثيرة، ولكن شيئاً من ذلك لم نر، فكل ما يربط البطل عامر منيب بعنوان الفيلم لا يزيد عن ذكري بعيدة لمغامرة عنيفة راح ضحيتها صديقه الحميم الذي لم تبدر أي اشارة اليه من قريب أو بعيد وظل طوال الفيلم مجرد شبح يطارد البطل ويعكر عليه صفوه ويقعده عن نشاطه الرياض برغم وصوله الي العالمية وحصوله علي العديد من شهادات التقدير ظل المخرج فخر الدين نجيدة يخايلنا بها طوال ساعة ونصف، غير أن العقدة المزعومة التي دارت حولها الأحداث أفسدت العلاقة بين الغواص وزوجته وأدت الي انفصالهما بلا أي مبرر وارتباط الزوجة برجل أعمال آخر سامي العدل الذي أثار اعجابها من أول نظرة فسارعت بالزواج منه تاركة طفلا صغيرا عمره 4 سنوات في حضانة الأب الذي هرب بابنه بلا أي منطق أيضا ليعيش به في عزلة مع صديقه العجوز شمس ذلك الغواص القديم الذي قدمه السيناريست بوصفه الأب الروحي وكاتم الأسرار، وهذه مفارقة مضحكة لأن الأحداث لم تش بأي أسرار محتملة بين الطرفين غير مرض الغواص الخطير الذي تم الكشف عنه قبل الدقائق الأخيرة من نهاية الفيلم، الأمر الذي أثار السخرية والتعجب فلم يختر المخرج أو السيناريست من الأمراض غير التهتك الرئوي كي يثير عطف المشاهد تجاه البطل، علماً بأن مثل هذا التوصيف المرضي لو صح من الناحية العلمية فلن يمكن صاحبه من مجرد التنفس الطبيعي لا أن يظل تحت المياه لزمن قياسي يؤهله لاستعادة مركزه كبطل عالمي في الغوص، حيث الطبيعي في مثل هذه الحالة أن يلازم المريض الفراش ويتبع تعليمات الطبيب بعدم الاجهاد، ولكن يبدو ان عقدة موت الصديق لم تفلح في اقناع المخرج بأن تكون هي المحور الرئيسي فلجأ لاستبدالها بمسألة التهتك الرئوي ولأن البطل هو المطرب عامر منيب صاحب الرصيد الوفير من جمهور الكاسيت كان لزاما أن يظل حياً ويحقق المعجزة بالصعود مرة أخري الي بطولة العالم ارضاء لابنه الصغير ونكاية في الزوجة التي اتهمته بالفشل وتزوجت من غيره!

كل هذه التهويمات الدرامية الساذجة قد تقبل أحيانا من صغار الممثلين في أفلام المقاولات ولكنها لا تقبل من فنانين كبار في حجم حسن حسني ويوسف داود وسامي العدل فلا معني أن يظل حسن حسني طوال الفيلم تابعا للبطل يذهب أينما يذهب وينام وقت ما ينام ويغني ويرقص علي ايقاع حالته النفسية ويرهن تجاوبه الجماهيري بتجاوب البطل وابنه وزوجته داليا البحيري التي بدت في هذا الدور كممثلة مبتدئة تجاهد نفسها للوصول الي الاحساس بالمشهد في درجته الصغري 50% أو أقل، كما أن يوسف داود لم يجد لنفسه جملة حوارية مكتملة فاستعاض عن ذلك بالبكاء الذي يشبه الضحك فما زاده ذلك الا نزولا وسخرية.

وكذلك كان سامي العدل شخصية تتحرك بالريموت كونترول يتراوح احساسه ما بين الطيبة والخبث فهو يحاصر الزوجة ويقتنصها من زوجها ويتسبب في دمار وتشتيت أسرة مستخدما سلاح المال والاغواء بالهدايا والنفوذ ثم يتحول الي شخص مثالي ودود لطيف طيب المعشر، وكلها صفات لا تنسجم ـ مع خصال الشخصية الانتهازية التي قدمها السيناريست عبدالفتاح البلتاجي في بداية الفيلم، واذا كان هذا الخلل قد ظهر جليا في تكوين الشخصيات فان خللا آخر أشد وطأة تمثل في ازدواجية الليل والنهار في المشهد الواحد، اذ لوحظ في معظم المشاهد الخارجية عدم وجود اعتبار للتوقيتات الزمنية والخلط بين الليل والنهار فيما لا يزيد علي بضع ثوان ففي لحظة نري البطل يداعب ابنه علي ظهر اللانش في وضح النهار ثم نفاجأ في ذات المشهد بظلام حالك أو حالة غروب دون تغيير حركة البطل أو الابن أو الاحساس بأي جديد في الصورة أو حتي الايحاء بذلك، الشيء الوحيد المقنع هو عنصرا الاضاءة والتصوير فقد عوضا الكثير من جوانب النقص.

أما عن الأغاني التي صاحبت بعض المشاهد فلم تكن كلها موفقة، وربما الاغنية الاخيرة هي التي جاءت في موضعها وكانت معبرة الي حد ما وباستثنائها افتقدت بقية الأغاني الصدق والحرارة وعجزت عن الافادة بالمعني الضمني والخلفية النفسية، اذ صُنعت خصيصا للبطل كي يختال بصوته وملابسه الصيفية الفضفاضة!

الفيلم في مجمله ليس الا رحلة سياحية جمعت بين الأبطال والمخرج في اطلالة علي شواطئ مدينة شرم الشيخ بعيدا عن السينما وأهدافها والقصص التراجيدية المعهودة.

القدس العربي في 12 يوليو 2006

 

سينماتك

 

مهرجان القاهرة السينمائي:

من الموظفين ألي أنصاف النجوم

بقلم أمير العمري

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك